من هدى الإسلام مختارات من السنة الشريفة .

من هدى الإسلام مختارات من السنة النبوية :

من السنة القاء السلام عند القدوم على المجالس

الحديث الأول :

من حديث أبى هريرة رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم , فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى أحق من الآخرة " وفى رواية وإذا إنتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم , فإن بدا له أن يجلس فليجلس , ثم إذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة " رواه الإمام أخمد فى مسنده وأبو داود فى سننه .

فى هذا الحديث الشريف إرشاد نبوى لما ينبغى أن تكون عليه جماعة المسلمين , من أدب تجاه بعضهم البعض عند لقائهم وفى سائر أحوالهم , فقد سن رسول الله صل الله عليه وسلم من الوسائل التى تدعم روابط الألفة والمحبة بين الفرد والفرد والجماعة والجماعة , ومن هذه السنن الأصيلة القاء السلام لمن حضر مجلسا من مجالس المسلمين أو قام منه , فكلا الفعلين سنة سواء عند القاء أو عند القيام من المجلس , ولأن التسليم بصيغته الإسلامية المعروفة إنما هو دعاء من المسلم للمسلم , عليه بالسلام والأمن وبالرحمة تتنزل عليه من الله وبالبركات يقذفها الله عليه , وهذا الدعاء باللسان دليل على المحبة القلبية , وعنوان على الأخوة المخلصة الحميمة , وليس بعد دعاء الإنسان لأخيه الإنسان دليل على حبه , وتمنى الخير له وعلى صدقه فى أخوته .

إن تحية الإسلام فى جوهرها ومغزاها الإجتماعى , شعار الإسلام يرفعه المسلم فى كل مناسبة , وقد حثنا عليه رسول الله صل الله عليه وسلم ـ فى أكثر من موضع فى غير هذا الحديث كما فى حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال : أن رجلا سأل النبى صل الله عليه وسلم ـ :" أىُّ الإسلام خير ؟ فقال : تطعم الطعام وتقرىُ السلام على من عرفت ومن لم تعرف " ومما لايخفى أن فى اقتران السلام بإطعام الطعام , إشارة
إلى أن فى القاء السلام غذاء للأرواح , كما أن فى تناول الطعام غذاء للأجساد , وقد أوضح لنا رسول الله ل الله عليه وسلم النظام والأدب فى التسليم فى حديث آخر فقال :" يُسلم الصغير على الكبير , والماشى على القاعد , والقليل على الكثير " متفق عليه

والقرآن الكريم قد تناول من أدب الزيارة التسليم على أهل المنزل قبل الدخول فقال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون " سورة النور الأية 27 ـ
والإسلام يبين لنا أن القاء السلام ابتداء سنة عن رسول الله صل الله عليه وسلم ـ
والرد عليه بأحسن منها أو مثلها أو بأفضل منها من الوجبات الإجتماعية التى حث عليها القرآن الكريم فقال تعالى :" وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شئ حسيبا " الأية 86 ـ سورة النساء

كما ذكر لنا رسول الله الله عليه وسلم السلام ـ من جملة آداب الطريق فى حديث شريف عنه صل الله عليه وسلم ـ إياكم والجلوس فى الطرقات , فقالوا ما لنا من مجالسنا بدٌ إنما هى مجالسنا نتحدث فيها فقال : فإن أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها , فقالوا وما حق الطريق ؟ قال : غض البصر , وكف الأذى , ورد السلام , والأمر بمعروف , ونهى عن المنكر " والتحية الإسلامية التى ميز الله تعالى بها المسلم عن غيره , هى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " وأنها شعا أهل الجنة فى الآخرة قال تعالى :" تحيتهم يوم يلقونه سلام وآخر دعواهم أن الحمد الله رب العالمين " سورة يونس الأية 10 ـ ومن ثم لايجوز أن نستبدل بهذه التحية غيرها , فقد اتخذ كثير من الناس عبارات للتحية وصيغاً غير الصيغة الإسلامية , ولكن ينبغى أن نتمسك بأدب الإسلام ولا نردد غير ماسنه لنا رسول الله صل الله عليه وسلم ـ ونترك ما يخالف ذلك ك صباح الخير , ومساء الخير , وغير ذلك . موقع من فقه الاسلام ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن احترام الكبير والعطف على الصغير :

الحديث الثانى :

من حديث أنس رضى الله عنه ـ أن رسول الله صل الله عليه وسلم ـ قال :" ليس منا من لايرحم صغيرنا , ويوقر كبيرنا , ويأمر بالمعروف , وينهى عن المنكر " رواه الترمذى .
ومعنى الكلمات : ليس منا : أى ليس من المسلمين الخالصين , لأنه إسلامه ناقص وإيمانه غير كامل ـ يرحم صغيرنا : أى لايكلفه فوق طاقته وما فيه مشقة عليه , ولا يدعه بغير توجيه ولا تأديب , ويوقر كبيرنا : أى يحترمه ويطيعه فى غير محرم
يأمر بالمعروف : يأمر بالحق والخير والمعروف اسم جامع لما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال , ومما تعارف عليه الناس مما لايخالف الكتاب والسنة
وينهى عن المنكر : والمنكر كل قول أو فعل مما يكرهه الله تعالى ورسوله صل الله عليه وسلم ـ

والمعنى العام للحديث :

يوضح لنا الرسول صل الله عليه وسلم فى هذا الحديث الشريف , أن المسئولية فى الإسلام مشتركة فتشمل مسئولية الفرد عن نفسه , ومسئولية عن غيره والمجتمع الذى يعيش فيه , وأما مسئولية الفرد الكبير عن الفرد الصغير , فهى الرحمة فلا يكلفه ما فيه مشقة مستغلا كبر سنه , عن الصغير ويستبد فى معاملته ويتسلط عليه
كما لايتركه من غير توجيه إلى الخير , وتعليمه أحكام الدين وإرشاده إلى مافيه سعادته فى الدين والآخرة , كما ينهاه عن الشر مع استعمال الأسلوب الحكيم من لين جانب وحُسن خلق , حتى يألفه الصغير ويثق لهذا الكبير ويستجيب له .

وأما مسئولية الفرد الصغير عن الفرد الكبير , فتتمثل فى توقيره واحترامه , والإستماع إليه وطاعته فيما يوجهه إليه , وينهاه عنه احتراما لعلمه وسابق تجربته
وذلك ما لم يكن التوجيه الذى يصدر من الكبير مخالفا , للدين أو للقانون , فقد قرر الإسلام فى قاعدة عامة فى المعاملة بين الناس " أنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق " ولهذا نجد الحديث الذى معنا قدم , معاملة الكبير للصغير أولا بالرحمة واللين والعطف , حتى يكون له قدوة قبل ذلك فيما يأخذه عنه , ومن ثم تكون طاعة الصغير للكبير عن ثقة ومحبة واحترام .

وأما مسئولية الفرد عن المجتمع فتتمثل فى الدعوة إلى الخير , ونشر البر والمعروف واشاعة روح التسامح والعفو , والتمسك بأحكام الدين ورعاية آدابه , وكذلك النهى عن كل ما يخالف مبادئ الدين وأحكامه العامة , من الباطل والشر والإعراض عن الدين واهمال العبادات وترك الفرائض كلها أو بعضها , ومما لا يخفى عند الدعوة إلى الخير ونبذ الشر يتطلب ذلك من الفرد , الذى يقوم بهذا الواجب أن يتلطف لمن يخاطبهم ويتودد إليهم , ويستعمل معهم لين الجانب وصدق الحديث وفى ذلك قول الله تعالى :" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "
وعندما يحرص الفرد على القيام بما كلف من مسئولية نحو أخيه , ونحو المجتمع الذى يعيش فيه , فهذا كفيل بصلاح الفرد , وإصلاح المجتمع معا " . موقع من فقه الاسلام ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أدب الإسلام حسن التعامل مع الجيران والأصدقاء :

الحديث الثالث :

كما فى حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما , قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم ـ خير الأصحاب عن الله خيرهم لصاحبه , وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره " رواه الترمذى .

المعنى العام للحديث :

فى هذه القبس النبوى الشريف دعوة كريمة من الرسول صل الله عليه وسلم ـ يبين لنا فيها أن أعلى الأصحاب عند الله تعالى مكانة , خيرهم لصاحبه وهو من يسعى لصاحبه بتقديم الخير له دون مقابل ينتظره , وأن خير الجيرن عند الله تعالى منزلة هو الذى يحرص على الخير يقدمه لجاره قبل أن يسأله , فكلا الأطراف التى ذكرها لنا لحديث من صحبة وجيرة كل منهما يتسابق فى فعل الخير تجاه الآخر ليصل إلى المنزلة العالية عند ربه وطلب مرضاته وابتغاء ثوابه ومغفرته .

وفى الحديث دعوة للتضامن والتعاون بين أبناء المجتمع الواحد جميعا , على فعل الخير ونشر المعروف واشاعة البر والإحسان , وخاصة ما يكون من الصاحبين وكذلك من الجارين تجاه الآخر , وبذلك يتحقق الخير لكل صاحب وكل جار , لأن كل واحد منهما سيقدم خير ويسارع فى ذلك ما استطاع إلى ذلك سبيلا , وبذلك يعم النفع وينتشر الحب وتتلاشى الأنانية والحسد والكراهية , وبذلك يضمن المجتمع دوام فعل الخير واستمراره من الجانبين الجار والصاحب لأن الخير لو جاء من جهة واحدة لانقطع , لأن النفس البشرية لاتطيق دائما أن تظل هى التى تعطى , من غير أن يكون هناك مقابل .

ولهذا كانت الدعوة للعطاء من الجانبين هى محل الإستمرار والدوام قال تعالى :" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " سورة المائدة الأية 2ـ
حتى لو يكون من جانب العطاء ومن الجانب الآخر الشكر والعرفان وكما فى الحديث الذى يرويه رسول الله صل الله عليه وسلم عن ربه عزوجل :" لايشكر الله من لا يشكر الناس " وقال صل الله عليه وسلم :" من صنع لكم معروفا فكافئوه , وإن لم تكافئوه فاشكروه " وهذا هو الذى يؤكد عليه رسول الله صل الله عليه وسلم وينبغى أن يسود بين أبناء المجتمع .

ويوجه الرسول صل الله عليه وسلم إلى مايجب أن تكون العلاقة بين الأصحاب والجيران فيقول صل الله عليه وسلم :" ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه , رواه الشيخان .
ويقول صل الله عليه وسلم :" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذجاره " رواه الشيخان ويقول تعالى :" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالولدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب , والصاحب بالجنب وابن السبيل " . موقع من فقه الاسلام ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإسلام يدعوا إلى الصدق فى الحديث , والمحافظة على المواعيد , وأداء الأمانة :

الحديث الرابع :

من حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم ـ قال :" آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب , وإذا وعد أخلف , وإذا أؤتمن خان " رواه البخارى

معنى الكلمات : المنافق بوجه عام هو من يخدع الناس بظهره , ومعسول كلامه ومن كانت فيه خصلة من هذه الخصال كان منافقا خالصا .
ومن علامة المنافق : أنه إذا تحدث إلى الناس بحديث كان كاذبا فيه , تغريرا بهم وخداعا لهم , وهو إذا وعد أخلف : أى أنه إذا أبرم وعدا مع غيره يلتقيان فيه , أو أن يقضى لأحد حاجة أخلف هذا الوعد من غير مسوغ من عذر .
وإذا أؤتمن خان : فإذا ائتمنه أحد على مال أو سر من الأسرار , خان الأمانة فأكل المال وأفشى السر ولم يهبأ لغضب الله أو رضاه .

الشرح العام :

حرص الإسلام على طهارة المسلم ظاهرا وباطنا , وأن يكون سره كعلانيته , وقوله يطابق فعله , والرسول صل الله عليه وسلم ـ فى هذا الحديث : ينفر المسلم الصادق من ثلاث خصال وفى رواية لهذا الحديث أخرى يزيد فيها بقوله :" وإذا خاصم فجر " والرسول صل الله عليه وسلم ينهى عن الكذب و خلف الوعد , وخيانة الأمانة , وكذلك الخصلة الرابعة فى الحديث الآخر : وهى الفجور فى الخصومة , حتى يصبح المسلم صادقا تقيا , وفيا نقيا .

ولقد قدم لنا الرسول صل الله عليه وسلم لنا فى الحديث ما يدعوا للتنفير من الكذب , والخلف والخيانة , المتمثلة فى صورة المنافق الذى يظهر خلاف مايبطن , ويعتقد بخلاف مايتكلم به , فكلام المنافق وحديثه مما يثير الإشمئزاز , وبذلك يتسنى للنفس الخيرة البعد عن صفات المنافق الذى تكرهه , وتتطبع بصفات المؤمن وصورته التى تحبه , فالكذب وخلف الوعد وخيانة الأمانة من صفات المنافق التى ينبغى أن يبتعد عنها المسلم الصادق .

وهذه الصفات الثلاث لاتعرف فى صاحبها , إلا بعد مضى وقت و خُبرته بالمعاملة ,
ووقت يسمح ببيان صدق صاحبها أو كذبه , أو محافظته على الميعاد أو اهماله لها , أو حفظ الأمانة وردها أو خيانتها , وهذا لا يكون إلا بالتجربة وأن يكون المسلم يقظا
عند سماعه أى حديث فلا يصدقه , إلا إذا اطمأن لذلك قلبه أو عرف ذلك من خلال قربه من قائله , أنه صادق وكذلك لايؤكد ميعاد من أحد إلا إذا عرف عنه الإلتزام والوفاء وعدم الإهمال , وكذلك لايُودع آمانته إلا عند من يثق فى آمانته , فالمؤمن العاقل هو من يعقل ويتوكل على الله قال صل الله عليه وسلم :" لا عقل كالتدبير , ولا ورع كالكف , ولا حسب كحسن الخلق " . موقع من فقه الاسلام ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من حسن المعاملة السماحة فى البيع والشراء والمطالبة بالحق :

الحديث الخامس :

من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" رحم الله رجلا سمحا إذا باع , وإذا اشترى , وإذا اقتضى " رواه الشيخان

الشرح العام :

من سماحة الإسلام التى دعا إلى نشرها بين الناس جميعا خلق الرحمة والعطف والسماحة , وخاصة عند البيع والشراء وطلب الحقوق , وفى هذا الحديث جائزة مباركة ميمونة من الرسول الرؤف الرحيم صل الله عليه وسلم ـ يدعوا فيها برحمة الله تعالى لكل رجل كريم , فى بيعه وشرائه , وعند طلبه حقه من الناس وكفى بها جائزة لأن الدعى هو رسول الله صل الله عليه وسلم الذى لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى "

ولايكون البائع سمحا إلا إذا كان معتدل الربح , صادق التعريف ببضاعته غير غاش ولا مدلس لما يبيع , وأن يكون باشا فى وجه من يشترى منه , سليم الكيل والوزن , ويكون المشترى سمحا إذا لم يكن ملحاحا فى طلب خفض الثمن , ولا يطمع فى غير أكثر من حقه فى الكيل والميزان , والمطالب بحقه كذلك ينبغى أن يكون سمحا كريما فى طلب حقه , إذا طلبه بلطف وبصوت خفيض من غير تجريح أو فضيحة أمام الناس , وإمهال من عليه الحق حتى يصبح فى ميسرة من قضاء الدين أو التصدق عليه إذا وجده فقيرا معسرا , فعليه أن يراعى الحال والظروف والقيام بواجب الأخوةالإسلامية .

وعندما يدعونا الرسول صل الله عليه وسلم ـ إلى السماحة فى البيع والشراء وطلب الحق , بهذا الأسلوب النبوى الراقى فإنه بذلك يثير فى النفوس الشحيحة المروءة وفعل الخير والبذل والعطاء والسماحة لأنه صل الله عليه وسلم ـ دعا لكل سمح كريم
بالرحمة من الله العزيز الوهاب , وكما هو معلوم أن دعائه صل الله عليه وسلم ـ مستجاب عند ربه , فالسمح الكريم من يفعل الخير وهو مطئن وواثق فى ثواب الله تعالى ورحمته المؤكدة التى دعا بها رسول الله صل الله عليه وسلم لكل سمح كريم
وليس المقصود بكلمة " رجلا " فى الحديث تخصيص الرجل السمح بهذه الدعوة المباركة فقط عند البيع والشراء , بل إن الحديث يفيد العموم فهذه الدعوة المباركة تشمل كل إنسان ذكرا كان أو أنثى له من الله الرحمة لسماحته , وجاء بذكر الرجل , لأنه عادة يكون البائع والمشترى والمطالب بالحق رجلا . موقع من فقه الاسلام ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى الإسلام السعى على الرزق والإعتماد على النفس :
الحديث السادس :

من حديث الزبير بن العوام ـ رضى الله عنه ـ عن رسول الله صل الله عليه وسلم ـ
" لأن يأخذ أحدكم حَبلَه فيأتى بحزمة حطب حطبٍ فيبيعها فيكُفَّ الله بها وجهه خيرٌ
له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه . رواه البخارى "

معنى الكلمات : لأن يأخذ أحدكم حَبله : كناية عن أسهل عمل يمكن أن يقوم به الإنسان لجلب رزقه من غير مشقة فالحبل سهل , والحَطب فى الأرض لايُكلف الإنسان ثمنا فى جلبه والحصول عليه , فَيكُف الله به وجهه : أى يحميه من ذل السؤال ومد اليد للغير .

الشرح العام للحديث :

جاء الإسلام بمنهج دقيق يُربى المسلم فيه على عزة النفس , و حفظ شخصيته من الذلة والمهانة ومد يده للغير عند الحاجة , وفى هذا الحديث الشريف يوضح لنا الرسول صل الله عليه وسلم ـ جانبا مما يكون عليه المسلم كما ينبغى أن يكون , فالمسلم مع إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر , ومع أدائه للفرائض
وما عليه من واجبات , ينبغى أن يكون عاملا غير خامل , وعزيزا غير ذليل
وقد وصف الله تعالى أهل الإيمان بقوله :" إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات إنا لانضيع أجر من أحسن عملا " سورة الكهف ويقول تعالى :" ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " سورة المنافقون