من الفقه الإسلامى أحكام ( الصلاة وكيفيتها )

معنى القصر :

القصر هو أداء المسافر للصلاة الرباعية ركعتين بالفاتحة والسورة , وأما صلاة الصبح والمغرب فلا قصر فيهما فيؤدى المغرب ثلاثا وكذلك الصبح اثنتين كما هى
ويجوز السفر فى يوم الجمعة ما لم تحضر الصلاة , فقد سمع عمر رضى الله عنه رجلا يقول : لولا أن اليوم يوم جمعة لخرجت , فقال عمر , أخرج فإن الجمعة لاتحبس عن سفر , وسافر أبو عبيدة رضى الله عنه ـ يوم الجمعة ولم ينتظر الصلاة , وأراد الزهرى السفر ضحوة يوم الجمعة فقيل له فى ذلك فقال : إن النبى صل الله عليه وسلم ـ سافر يوم الجمعة . ( 201)

والدليل على جواز القصر :

قول الله تعالى :" وإذا ضربتم فى الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة " سورة النساء وعن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت :" قد فرضت الصلاة ركعتين ركعتين بمكة فلما قدم رسول الله صل الله عليه وسلم ـ المدينة زاد مع كل ركعتين إلا فى المغرب فإنها وتر النهار , وصلاة الفجر لطول القراءة فيها وكان إذا سافر صلى الصلاة الأولى : أى التى فرضت بمكة . رواه أحمد والبيهقى وابن حبان وابن خزيمة ورجاله ثقات ومواظبة الرسول صل الله عليه وسلم ـ عليه تجعله سنة متأكدة , إذا ما سافر رسول الله صل الله عليه وسلم ـ سفراً إلا قصر فيه وقصر معه أصحابه رضوان الله عليهم يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : وكان صل الله عليه وسلم ـ يقصر الصلاة الرباعية فيصليها ركعتين من حين يخرج مسافراً إلى أن يرجع إلى المدينة ولم يثبت عنه أنه أتم الصلاة الرباعية . ( 202)

المسافة التى يُسن فيها القصر :

لم يُحدد الرسول صل الله عليه وسلم ـ للقصر مسافة ينتهى إليها عند قصر الصلاة
وإنما جمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة , نظروا إلى المسافات التى قصر فيها الرسول صل الله عليه وسلم ـ وحملوا المطلق على المقيد والخاص على العام وقاسوا هذه المسافة فوجدوها تقارب أربعة برد , وهى ثمانية وأربعون ميلا حداً أدنى لمسافة القصر والميل يساوى 1748 متر ـ وقدر كثير من العلماء المعاصرين المسافة التى يجوز فيها القصر بثمانين ك متر , وقد أبيح القصر لكل مسافر سواء كان بالطائرة أو الباخرة أو القطار
كما يستوى فى ذلك سفر الطاعة وغيره , ومن كان عمله يقتضى السفر دائما مثل الملاح والمكارى وغيره بشروطه كما بينا . ( 203 )

بداية القصر ونهايته :

يبدأ المسلم بقصر الصلاة الرباعية اثنتين , من حين مغادرته مسكن بلدته التى يقيم فيها , ويستمر يقصر مهما طالت به المدة فى سفره , إلى أن يعود إلى بلده إلا إذا نوى الإقامة أربعة أيام وقيل خمسة عشرة يوما , فى بلد نزل به فإنه يُتم ولايُقصر
إذ بنية الإقامة قد استراح خاطره , وهدأ ولم تبق العلة التى شرع من أجلها القصر
وهى قلق المسافر وانشغال باله بمهام سفره وقد مكث الرسول صل الله عليه وسلم ـ
بغروة تبوك عشرين يوما يقصر الصلاة " وقالوا : بأنه لم ينو الإقامة بها . ( 204)

النافلة فى السفر :

إذا سافر المسلم فإنه مخير بين أداء النوافل وتركها , وهى التى قبل وبعد الصلوات إلا سنة الفجر والوتر فإنه يستحب له أدؤهما وقد قال ابن عمر رضى الله عنهما لو كنت مسبحا متنفلا لأتممت صلاتى " رواه مسلم
ويجوز للمسافر أن يصلى من النوافل ماشاء بلا كراهة وقد كان صل الله عليه وسلم ـ يصلى الضحى ثمانى ركعات وهو مسافر , وكان يتنفل على ظهر دآبته وهو فى طريقه من سفره . وصلاة السنة فى السفر عامة ولا فرق بين مسافر راكب , ومسافر ماش , ولا بين راكب الجمل أو سيارة أو طائرة , إلا الملاح الذى يستوطن السفينة ولا ينزل منها طول الدهر وله بسفينته أهل يُعاشروهم فإنه لايُسن له القصر بل عليه أن يُتم صلاته لأنه فى حكم المقيم فى السفينة . ( 205)

شروط القصر فى الصلاة :

أن يكون السفر واجبا كالسفر لأداء فريضة الحج , أو مستحبا كزيارة قبر النبى صل الله عليه وسلم ـ أو جائزا كالسفر للتجارة أو لزيارة الأقارب .
وأما إذا كان سفراً محرما كسفر المرأة وخروجها بغير إذن زوجها أو ارتكاب معصية فلا يجوز القصر , وكذلك السفر من أجل الإصطياف الذى فيه اختلاط النساء بالرجال كاشفات عن عوراتهن .
أن يقصد المسافر مكانا معينا لاتقل مسافته عن أربعة وثمانين ك متر , فإذا قلت المسافة عن ذلك لايجوز القصر . ( 206)

والقصر يكون أثناء السفر وبعد مجاورة حدود البلد التى يقيم فيها , وهذا هو ابتداؤه وانتهاؤه , يكون بالعودة إلى محل إقامته .
المدة التى يتم بعدها الصلاة ثمانية عشر يوما عدا يومى الدخول والخروج .
أن ينوى المسافر القصر عند سفره فمن لم ينوى , لايجوز له القصر ولو سافر آلاف الأميال , والنية محلها القلب فينوى القصر لكل صلاة يؤديها .
ألا يصلى المسافر مقتديا بإمام غير مسافر , فإن صلى خلف مقيم أتم الصلاة وكذا مضت السنة بذلك , ويجوز للمقيم أن يأتم بالمسافر وإذا سلم قال : أتموا صلاتكم فإنا قوم سُفر " ( 207)

متى يتم المسافر الصلاة :

المسافر يتم صلاته إذا حدث منه مايمنع القصر ومن الأمثلة :

1ـ أن ينوى الإقامة عند وصوله البلد الذى يقصده
2ـ أن ينوى الإقامة قبل اتمام مسافة القصر .
3 ـ أن يعود إلى بلده وموطنه الذى بدأ منه قصر الصلاة .
4 ـ أن يوجد المسافر فى بلد له فيها محل إقامة .
5 ـ من فاتته صلاة فى الحضر فسافر صلاها كما لو كان مقيما أربعا , وكذلك من فاتته صلاة فى السفر فرجع إلى بلده صلاها كما لو كان مسافراً ركعتين .( 208)

أحكام الجمع والتأخير فى الصلاة :

الجمع رخصة جائزة إلا " الجمع بين الظهر والعصر , والمغرب والعشاء ليلة المزدلفة فإنه سنة لاتَخيير فى فعلها , لما جاء عن النبى صل الله عليه وسلم ـ أنه صلى الظهر والعصر بعرفة بأذان واحد وإقامتين , ولم أتى المزدلفة صلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين " رواه مسلم
وعن كيفية الجمع هو أن يصلى المسافر الظهر والعصر جمع تقديم فيصليهما فى أول وقت الظهر , أو جمع تأخير فيصليهما فى أول وقت العصر , أو يجمع المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخيرفيصليهما فى وقت إحداهما , العشاء مع المغرب أو المغرب مع العشاء لما صح عنه صل الله عليه وسلم ـ أنه آخر الصلاة بتبوك يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جمعا , ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جمعا وهو نازل من تبوك غازيا صل الله عليه وسلم ـ (209 )

الجمع عند العذر:

كما يجوزلأهل البلد أن يجمعوا بين المغرب والعشاء فى المسجد ليلة المطر والبرد الشديد أو الريح إذا كان يشق عليهم الرجوع إلى صلاة العشاء بالمسجد , إذ قد ورد أن الرسول صل الله عليه وسلم جمع بين المغرب والعشاء فى ليلة مطيرة " رواه البخارى , كما يجوز للمريض أن يجمع بين الظهر والعصر , والمغرب والعشاء إذا كان يشق عليه أداء كل صلاة فى وقتها , إذ أن علة الجمع هى المشقة , فمتى حصلت المشقة جاز الجمع , وعلى المسلم ألا يكون فى حرج من الأخذ برخصتى الجمع والقصر لأن رسول الله صل الله عليه وسلم ـ قال :" صلوا كما رأيتمونى أصلى " وقال تعالى :" لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة " ( 210)

وقد تعرض الحاجة للمسلم فى الحضر , كالخوف على نفسه أو ماله أو عرضه فيباح له الجمع , فقد صح عنه صل الله عليه وسلم أنه جمع فى الحضر لغير مطر للحاجة لذلك وبه قال الإمام النووى فى شرح مسلم وقال به غيره من الأئمة وقال ابن عباس رضى الله عنهما :" ان النبى صل الله عليه وسلم ـ صل بالمدينة سبعا وثمانيا , الظهر والعصر والمغرب والعشاء , " متفق عليه وصورته أن يؤخر الظهر ويقدم العصر لأول وقتها , ويؤخر المغرب ويقدم العشاء لأول وقتها " وذلك لأشتراك الصلاتين فى وقت واحد , ويشترط فى جمع التقديم والتأخيرالنية و الترتيب وهو أن يصلى صاحبه الوقت قبل الثانية أى الظهر قبل العصر , والمغرب قبل العشاء والعكس فى التأخير , وكذلك يشترط الموالاة بينهما بمقدار ركعتين خفيفتين , فلو فصل آخر الثانية إلى وقتها . (211)

الصلاة فى السفينة والقاطرة والطائرة :

تصح الصلاة فى السفينة والقاطرة والطائرة بدون كراهة حسبما تيسر للمصلى , من حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال : سئل النبى صل الله عليه وسلم ـ عن الصلاة فى السفينة ؟ قال :" صل فيها قائما إلا أن تخاف الغرق " رواه الدراقطنى والحاكم على شرط الشيخين وعن عبد الله بن أبى عتبة قال : صحبت جابر بن عبد الله وأبا سعيد وأبا هريرة رضى الله عنهم جميعا فى سفينة فصلوا قياما فى جماعة , أمهم بعضهم وهم يقدرون على الجد " يعنى الوقوف على الشاطئ رواه سعيد ابن منصور
( 212)

من أدعية السفر :

كما يستحب للمسافر أن يقول إذا خرج من بيته أن يقول :" بسم الله توكلت على الله , ولا حول ولاقوة إلا بالله , اللهم إنى أعوذ بك أن أضل أو أضل , أو أزل أو أزل , أو أظلم أو أظلم , أو أجهل أو يجهل على "
وكذلك يقول إذا استوى على دآبته كما فى حديث على بن ربيعة رضى الله عنه قال : رأيت عليا رضى الله عنه أتى بدآبة ليركبها , فلما وضع رجله فى الركاب قال : بسم الله , فلما استوى عليها قال : الحمد الله , سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين , وإنا إلى ربنا لمنقلبون " ثم حمد الله ثلاثا وكبر ثلاثا , ثم قال سبحانك لا إله إلا أنت , قد ظلمت نفسى فاغفر لى إنه لايغفر الذنوب إلا أنت , ثم ضحك , فقلت مم ضحكت يا أمير المؤمنين ؟ قال : رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم ـ فعل مثل ما فعلت ثم ضحك , فقلت مم ضحكت يا رسول الله ؟ قال: " يعجب الرب من عبده إذا قال رب اغفرلى ويقول : علم عبدى أنه لايغفر الذنوب غيرى " رواه أحمد وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم إلى غير ذلك من الأدعية المأثورة فى هذا الباب . ( 213 )

كيفية صلاة الخوف :

قال تعالى :" حافظوا على الصوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين , فإن خفتم فرجالا أو ركبانا , فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم مالم تكونوا تعلمون " سورة النساء , ولأهمية الصلاة اهتم رسول الله صل الله عليه وسلم بوصفها وبيانها والصلاة هى عماد الدين من حرص عليها وأقامها فقد أقام الدين ومن تركها وضيعها فقد هدم الدين , وليعلم كل مسلم ومسلمة أن الصلاة لاتسقط عنه أبد بالمرض أو فى الحرب , فما أحوج العبد أثناء مرضه فى الصلاة بطلب الدعاء رجاء الشفاء , وما أحوج الأمة إلى الصلاة أثناء الحرب والخوف من العدو , طلبا لنصر الله تعالى ومدده وتثبيته , والمسلم يحتاج إلى الصلاة على كل حال , سواء فى السراء أو الضراء ولذلك شرعت صلاة الحرب التى يسميها الفقهاء بصلاة الخوف وإليك كيفيتها . ( 214 )

متى شرعت صلاة الخوف :

شرعت صلاة الخوف فى السنة السادسة من الهجرة , والأصل فى مشروعيتها قول الله تعالى :" وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا معك وليأخذوا
حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا " ( 215 )

صفتها فى السفر :

وردت فى كيفية صلاة الخوف صور مختلفة مردها إلى حالى الخوف قوة وضعفا , وأشهر كيفياتها إذا كان القتال فى السفر ـ أن يقسم المعسكر إلى طائفتين , طائفة تقف تجاه العدو , وطائفة تقف وراء الإمام فيصلى بها ركعة , ويثبت قائما , وتقوم هى فتصلى ركعة أخرى وتتم لنفسها بقية صلاتها وتمضى بعد الفراغ من صلاتها إلى وجه العدو تحرسه , وتأتى الطائفة الأخرى التى كانت حارسة فى الركعة الأولى فيصلى بها الإمام ركعة فإذا جلس الإمام للتشهد تفارقه وتتم لنفسها وينتظرها الإمام فيسلم بها وهذه هى صلاة رسول الله صل الله عليه وسلم ـ التى فعلها فى غزوة ذات الرقاع وشاهد هذا كما فى حديث سهل بن أبى حَشْمَة إذ جاء فيه :" أن طائفة صفت مع النبى صل الله عليه وسلم , وطائفة وجاء العدو , فصلى بالتى معه ركعة , ثم ثبت قائما , فأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا وجاء العدو , وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التى بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا فأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم " رواه مسلم          
                                                                     ( 216 )

صفتها فى الحضر :

وإن كان القتال فى الحضر حيث لاقصر للصلاة : صلت الطائفة الأولى ركعتين مع الإمام , وركعتين وحدها , والإمام قائم , وتأتى الطائفة الأخرى فيصلى بها الإمام ركعتين ويثبت جالسا فتتم لنفسها ركعتين , ثم يسلم بهم . ( 217 )

اذ لم يمكن قسمة الجيش لاشتداد القتال :

وهى أن يكون هناك اقتحام فى الحرب , ولا يتمكنون بسببه من ترك القتال , ولا يقدرون على النزول إن كانوا ركبانا , ولا على الإنحراف إن كانوا مشاة , فيصلى كل مقاتل كيفما أمكنه راكبا أوماشيا , مستقبل القبلة أو غير مستقبل لها يومئون إيماء لقوله تعالى :" فإن خفتم فرجالا أو ركبانا " أى قياما على أقدامهم . وهذه هى الكيفية التى تحدث فى عصرنا نظراً لتطور الحرب وتنوع الأسلحة , وتفرق الجنود فى المواقع وكما فى حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال : وصف النبى صل الله عليه وسلم صلاة الخوف وقال " إن كان خوف أشد من ذلك صلوا رجالا قياما على أقدامهم أو ركبانا مستقبلى القبلة وغير مستقبليها " وفى رواية لمسلم أن ابن عمر رضى الله عنهما قال فإن كان خوف أكثر من ذلك فصل راكبا أو قائما تومئ إيماء "
( 218 )

وقوله صل الله عليه وسلم :" إن كانوا أكثر من ذلك فليصلوا قياما وركبانا " رواه البخارى ومعنى أكثر من ذلك أى إذا كثر الخوف واحتدمت المعركة واختلطوا بالعدو
وهذه الأحاديث تفيد أنه فى حالة الخوف يجوز للمقاتل أن يصلى راكبا , وماشيا ومستقبل القبلة , ويومئ برأسه فى ركوعه وسجوده , ويكون ركوعه أخف من سجوده , ليتميز الركوع من السجود .
ومما نريد التنبيه عليه أن الأحاديث الواردة فى صلاة الخوف خُصت الصلاة الرباعية وهى الظهر والعصر والعشاء , وهى التى تُقصر ركعتان أما صلاة المغرب وصلاة الصبح فلا تُقصر وتصلى كما هى , ويغتفر فى هذه الصلاة ما لايغتفر فى صلاة الأمن , كالفعل الكثير الذى يحتاجه المقاتل . ( 219 )

كيفية صلاة المطلوب والطالب من العدو أو الهارب منه :

من طلب العدو يخشى فواته , أو طلبه العدو يخشى أن يظفر به , وحان وقت الصلاة , صلى على أى حال كان ماشيا أو ساعيا إلى القبلة وغيرها , وهكذا كل من خاف على نفسه من انسان أو حيوان أو غيرهما , , صلى صلاة الخوف بحسب حاله , ويشهد لهذه المسئلة قوله تعالى :" فإن خفتم فرجالا أو ركبانا " وعمل عبد الله بن أنيس رضى الله عنه , فقد بعثه رسول الله صل الله عليه وسلم فى طلب الهذلى , فقال :" لما خفت أن يكون بينى وبينه ما يؤخر الصلاة , فانطلقت أمشى وأنا أصلى وأمئ , إيماء نحوه , فلما دنوت منه قال لى من أنت ؟ قلت : رجل من العرب , بلغنى أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك فى ذلك , فقال : إنى لفى ذلك , فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكننى علوته بسيفى حتى برد " رواه أحمد وأبو داود وحسن الحافظ اسناده . " . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 220 )

مختصر فى فضل وآداب يوم الجمعة :

فى فضل يوم الجمعة وليلتها :

إن يوم الجمعة هو سيد أيام الأسبوع ، وأفضلها منزلة عند الله تعالى .

قال الله تعالى : ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين " سورة الجمعة الآيات 9 ـ 10 ـ 11 ـ
221 ـ

من هدى رسول الله صل الله عليه وسلم :

"إن مِنْ أفضل أيامكم يومَ الجمعة ؛ فيه خُلِقَ آدم ، وفيه قُبِض ، وفيه النَّفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة علي" . صحيح أبي داود – "4 / 214"
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها"  رواه مسلم.
عن أبي هريرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:   " الصلاة الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر "  رواه مسلم.
                  222 _

فضل صلاة الفجر في يوم الجمعة:

قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة".أخرجه أبو نعيم في الحلية كما في السلسلة الصحيحة للألباني 4/91 برقم 1566

فضل الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم في يوم الجمعة:

قال رسول الله صل الله عليه وسلم :

أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة ، فإنه مشهود تشهده الملائكة ، وإن أحدا لم يصل علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها " ، قال : قلت : وبعد الموت ؟ قال : " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ، فنبي الله حي يرزق " . رواه ابن ماجه . 223 _

وفى فضل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وردت أحاديث كثيرة منها :

" قال عليه الصلاة والسلام : من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات. رواه أحمد وغيره وصححه الألباني في صحيح الجامع.
" قال عليه الصلاة والسلام: ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني وحسنه شعيب الأرنؤوط.
"قال عليه الصلاة والسلام : إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة. رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه، وأبو يعلى في مسنده ، وحسنهالألباني في صحيح الجامع وصحيح الترغيب. 224 _

قال رسول الله صل الله عليه وسلم:" أكثروا الصلاة علي في يوم الجمعة ؛ فإنه ليس يصلي علي أحد يوم الجمعة إلا عرضت على صلاته " صحيح وضعيف الجامع الصغير ـ 6 / 35
_ و حديث ضعفه الشيخ رحمه الله ثم حسنه لغيره بلفظ: "أكثروا من الصلاة علي في كل يوم جمعة ؛ فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة ". حسنه الشيخ الألبانى
وقال صل الله عليه وسلم: " أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة و ليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا" صحيح الجامع الصغير ـ 6 / 36ـ
وقال: "أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة" وإسناده حسن كما في الصحيحة برقم 1407
225_