من الفقه الإسلامى أحكام ( الصلاة وكيفيتها )

4ـ الضحك بصوت عال لا التبسم فقد أجمع المسلمون على بطلان صلاة من ضحك
فقهقه فيها , ويرى الإمام أبو حنيفة رحمه الله ـ بطلان وضوئه أيضا : وقد روى عنه صل الله عليه وسلم قوله :" لا يقطع الصلاة الكشر , ولكن يقطعها القهقهة " رواه الطبرانى فى الصغير بسند لابأس به .
5 ـ العمل الكثير لمنافاته للعبادة , وانشغال القلب والأعضاء بغير الصلاة , أما العمل اليسير كأصلاح عمامة , أو التقدم خطوة إلى الصف لسد فرجة , أو مد يده إلى شئ حركة واحدة , فلا تبطل الصلاة به لما تقدم من حمل الرسول صل الله عليه وسلم ـ أمامة بنت زينب بنت رسول الله صل الله عليه وسلم ـ ( 151)

6 ـ زيادة مثل الصلاة سهوا , كان يصلى الظهر ثمانية , أو المغرب ستا , أو الصبح أربعا , لأن سهوه الكبير إلى حد أن يزيد فى الصلاة مثلها , دليل على عدم خشوعه الذى هو صلاته وروحها , وإذا فقدت الصلاة روحها بطلت .
7 ـ ذكر صلاة قبلها كأن يصلى العصر , ويذكر أنه ما صلى الظهر , فإن العصر تبطل حتى يصلى الظهر إذا الترتيب بين الصلوات الخمس فرض لورودها عن الشارع مرتبة فرضا بعد فرض , فلا تصلى صلاة قبل التى تصلى قبلها مباشرة .
8 ـ الحدث عمدا كان أو سهوا , وسواء سبقه الحدث أم لا لقوله صل الله عليه وسلم :" إذا فسا أحدكم فى صلاته فلينصرف فليتوضا وليعد صلاته " رواه الترمذى وأبو داود وهو حديث حسن وقد انعقد الإجماع على ذلك . (152)

9 ـ انكشاف العورة لوجوب سترها فى الصلاة كما تقدم فإن كشفها عما يطلت صلاته فإن كشفت فسترها فى الال لم تبطل صلاته .
10 ـ تغير النية كأنوى الخروج من الصلاة لأن من شروط النية بقاؤها وقد زالت ولو قطع صلاته منفرداً وجعلها نفلا ليدرك صلاة فى جماعة جاز له ذلك .
استدبار القبلة أو التحول عنها ببعض صدره بغير عذر إذا المشروط يفوت بفوات شرطه واستقبال القبلة من شروط صحة الصلاة .
11 ـ الردة : وهى البعد عن الإسلام بسبب فعل كفر كسب الدين وغيره .
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (153 )

من مكروهات الصلاة :

1ـ يكره للمصلى أن يترك سنة من السنن التى ذكرناها من قبل وكذالك يكره له أيضا أن يلتفت برأسه أو ببصره كما فى حديث عائشة رضى الله عنها قالت سألت : رسول الله صل الله عليه وسلم عن التلفت فى الصلاة فقال :"هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد " رواه البخارى
2ـ رفع البصر إلى السماء :
كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال :" لينتهين اقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء فى الصلاة أو لتخطفن أبصارهم " رواه أحمد ومسلم والنسائى ( 154)

3ـ كذلك العبث بثوبه أو ببدنه أو لحيته أو النظر إلى زخرفة البسط أو الجدران
كما فى حديث مُعيقب قال : سألت النبى صل الله عليه وسلم عن مسح الحصى فى الصلاة فقال :" لاتمسح الحصى وأنت تصلى فإن كنت لابد فاعلا فواحدة : تسوية الحصى " رواه الجماعة وحديث أبى ذر رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال :" إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى " رواه أحمد وأصحاب السنن .
4ـ التخصر فى الصلاة :
كما نهى عن التخصر فى الصلاة ومعناه : وضع اليد على الخاصرة كما فى حديث أبى هرير رضى الله عنه قال : نهى رسول الله صل الله عليه وسلم :" عن الإختصار فى الصلاة " رواه أبو داود وقال يعنى يضع يده على خاصرته . ( 155)

ـ الصلاة بحضرة الطعام :

كما فى حديث عائشة رضى الله عنها أن النبى صل الله عليه وسلم قال : " إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء " رواه أحمد ومسلم قال جمهور العلماء : يندب تقديم الطعام على الصلاة إن كان الوقت متسعا وإلا لزم تقديم الصلاة وقال بعض الشافعية وابن حزم : يطلب تقديم الطعام وإن ضاق الوقت " قلت والمسلم ينظر إلى حاله إن كان يتطلع إلى الطعام استحب له أن يقدمه على الصلاة وإن لم يكن صلى حتى لايخرج وقت الصلاة .
6 ـ الصلاة عند مدافعة الأخبثين " البول أو الغائط أو نحوهما "
كما عند احمد وأبى داود ومسلم عن عائشة رضى الله عنها قالت : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول :" لايصلى أحد بحضرة طعام , ولا وهو يدافعه الأخبثان "
( 156)

7ـ الصلاة عند مغالبة النوم :

كما فى حديث عائشة رضى الله عنها أن النبى صل الله عليه وسلم قال :" إذا نعس أحدكم فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإنه إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه " رواه الجماعة
8 ـ التزام مكان خاص من المسجد للصلاة فيه غير الإمام :
كما فى حديث عبد الرحمن ابن شبل قال : نهى رسول الله صل الله عليه وسلم عن نقرة الغراب , وافتراش السبع , وأن يوطد الرجل المكان فى المسجد كما يُوطن البعير " كما أن البعير له مكان خاص يبرك فيه ولا يتركه . رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه ( 157 )

9 ـ أن يكف المصلى ما استرسل من شعره أو كمه أو ثوبه فلا يغطى وجهه بشئ لقوله صل الله على وسلم :" أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء ولا أكف ثوبا ولا شعرا ولا ثوبا " متفق عليه
10 ـ تشبيك الأصابع أو فرقعتها فى الصلاة لما روى أنه صل الله عليه وسلم رأى رجلا قد شبك فى الصلاة ففرج بين أصابعه وقال :" لا تفرقع أصابعك وأنت فى الصلاة " رواه مسلم . ( 158 )

11 ـ القراءة فى الركوع أو السجود يعنى يكره قراءة القرآن أثنا الركوع أو السجود
لقوله صل الله عليه وسلم :" نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجداً " رواه مسلم وإن تأول القرآن بالدعاء جاز له ذالك
12ـ وكذلك من مكروهاتها الجلوس على العقبين , وافتراش الذرعين كما فى حديث عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله صل الله عليه وسلم :" ينهى عن عُقبة الشيطان ـ يعنى الجلوس على العقبين ـ وينهى عن افتراش الرجل ذراعيه افتراش السبع " رواه مسلم . " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 159)

ما يباح فى الصلاة :

1 ـ من غلبه البكاء أو التأوه والأنين لقوله تعالى :" إذا تتلى عليهم خروا سجدا وبكيا " سورة مريم الآية 58 ـ
2ـ الإلتفات عند الحاجة من غير أن يلوى عنقه يمينا أو شمالا وإلا بطلت صلاته
3 ـ المشى اليسير لحاجة :
كما فى حديث عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يصلى فى البيت , والباب عليه مغلق فجئت فاستفتحت فمشى ففتح لى ثم رجع إلى مصلاه ووصفت أن الباب فى القبلة " رواه أحمد وأبو داود والنسائى والترمذى وحسنه . وأما المشى الكثير فقد قال الحافظ فى الفتح : أجمع الفقهاء على أن المشى الكثير فى الصلاة المفروضة يبطلها . ( 160)

4 ـ قتل الحية والعقرب وغيرها لحديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال :" اقتلوا الأسودين فى الصلاة , الحية والعقرب " رواه أحمد وأصحاب السنن وهو حديث حسن صحيح .
5 ـ حمل الصبى وتعلقه بالمصلى :
كما فى حديث أبى قتادة أن النبى صل الله عليه وسلم ـ صلى وأمامة بنت زينب ابنة البى صل الله عليه وسلم على رقبته فإذا ركع وضعها وإذا قام من سجوده أخذها فأعادها على رقبته , فقال : عامر ولم أسأله أى صلاة هى ؟ وفى رواية أخرى أنها صلاة الصبح " رواه أحمد والنسائى وغيرهما . ( 161)

6ـ القاء السلام على المصلى وعليه أن يرد بالإشارة , كما فى حديث عبد الله بن عمر صهيب رضى الله عنهما أنه قال : مررت برسول الله صل الله عليه وسلم وهو يصلى فسلمت فرد على اشارة وقال : لا أعلمه إلا قال اشارة بأصبعه " رواه أحمد والترمذى وصححه .

7 ـ التسبيح والتصفيق :

ومعناه أن الإمام إذا نابه شئ فى صلاته كتنبيهه إذا أخطأ فالرجال التسبيح , وللنساء التصفيق كما فى حديث سهل بن سعد الساعدى عن النبى صل الله عليه وسلم :" من نابه شئ فى صلاته فليقل : سبحان الله ؛ إنما التصفيق للنساء , والتسبيح للرجال "
رواه أحمد وأبو داود والنسائى . ( 162)

8 ـ الفتح على الإمام :

كأن ينسى الإمام آية يفتح عليه المؤتم فيذكره تلك الآية التى نسيها كما فى حديث ابن عمر رضى الله عنهما : أن النبى صل الله عليه وسلم ـ صلى صلاة فقرأ فيها فالتبس عليه فلما فرغ قال : لأبى : أشهدت معنا " قال : نعم قال : " فما منعك أن تفتح على " ؟ رواه رواه أبو داود وغير ورجاله ثقات .
9 ـ حمد الله عند العطاس أو عند حدوث نعمة وأن يسمع نفسه فقط ولا يجهر بذلك
10 ـ التنحنح عند الإضطرار إليه . (163)

11 ـ وضع اليد على الفم عند التثاؤب .
12 ـ دفع المار بين يديه لقوله صل الله عليه وسلم ـ " إذا صل أحدكم لشئ يستره من الناس فإذا أراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه , فإن أبى , فليقاتله فإنه شيطان " متفق عليه .
13 ـ حك جسده بيده , إذ هو من العمل اليسير .
14 ـ اصلاح من فى الصف بجذبه إلى الأمام أو إلى الوراء , أو ادارة المؤتم من اليسار إلى اليمين , كما أدار رسول الله صل الله عليه وسلم ـ ابن عباس رضى الله عنهما : من يساره عن يمينه لما وقف بالليل يصلى إلى جنبه " رواه البخارى
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 164 )

أحكام صلاة الجماعة :

1ـ عن حكمها وبيان فضلها : صلاة الجماعة سنة عين مؤكدة شبيهة بالواجب فى القوة وقد ورد فى فضلها أحاديث كثيرة منها : حديث ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة " متفق عليه ومن حديث أبى الدرداء رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول :" ما من ثلاثة فى قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة , فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " رواه أبو داود بإسناد حسن وكذلك رواه الامام أحمد والنسائى وابن حبان والحاكم ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال : أتى رجل أعمى فقال : يا رسول الله ليس لى قائد يقودنى إلى المسجد , فسأل رسول الله صل الله عليه وسلم :" أن يرخص له فيصلى فى بيته , فرخص له , فلما ولى دعاه فقال له : " هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال : نعم قال :" فأجب " رواه مسلم ( 165)

وفى ذلك حرص منه صل الله عليه وسلم حتى ينال الرجل فضل وثواب صلاة الجماعة , وليس فى ذلك تشدد لأنه إذا كان مكفوف البصر يستطيع أن يأتى بنفسه فليحضر صلاة الجماعة , وإن لم يستطع بنفسه فيشترط لحضوره صلاة الجماعة فى المسجد أن يكون له من يقوده .
وكما بينا أن صلاة الجماعة ليست فرضا ولكنها سنة مؤكدة وقد تكون الجماعة شرطا فى صحة الصلاة كما فى صلاة الجمعة والعيدين . ( 166)

وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : " من سره أن بلقى الله غداً مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله تعالى شرع لنبيكم سنن الهدى , وانهن من سنن الهدى , ولو أنكم صليتم فى بيوتكم كما يصلى هذا المتخلف فى بيته لتركتم سنة نبيكم , ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم , ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق , ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام فى الصف " رواه مسلم وفى رواية قال : إن رسول الله صل الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى : الصلاة فى المسجد الذى يؤذن فيه " ( 167 )

2ـ ويجوز للمرأة حضور صلاة الجماعة فى المسجد بشرط أن تتجنب ما يثير الشهوة

ويدعوا الفتنة من الزينة والطيب محتشمة فى ملبسها ولكن صلاتها فى بيتها أفضل كما فى حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال :" لا تمنعوا النساء أن يخرجن إلى المساجد , وبيوتهن خير لهن " فإن أصابت المرأة طيبا فلا يجوز لها أن تشهد الجماعة فى المسجد كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال :أن النبى صل الله عليه وسلم قال : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله , وليخرجن تفلات " يعنى غير متطيبات
ولا يصح إقتداء الرجل بالمرأة قولا واحدا ولا خلاف بين أهل العلم فى ذلك حتى لو كانت هى الأعلم ولأن المرأة عورة وفى إمامتها فتنة من ائتم بالمرأة فقد ولاها أمر صلاته وقوله صل الله عليه وسلم :" ألا لاتؤمن امرأة رجلا " رواه ابن ماجة (168)

3 ـ العدد الذى تنعقد به صلاة الجماعة :
تنعقد صلاة الجماعة بإثنين فأكثر سواء فى الصلوات المفروضة , أو فى الصلوات المسنونة كصلاة الترويح , وتعقد صلاة الجماعة برجلين , أو رجل وامرأة تصلى المرأة خلفهم أو برجل وصبى مميز يصلى عن يمينه وكما فى حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال : بت عند خالتى ميمونة فقام النبى صل الله عليه وسلم يصلى من الليل فقمت أصلى معه فقمت عن يساره , فأخذ برأسى فأقامنى عن يمينه " رواه الجماعة ومما لاشك فيه أن العدد كلما كان أكثر كان أفضل فى زيادة الأجر والثواب
كما فى حديث أبى ابن كعب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده , وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كان أكثر فهو أحب إلى الله تعالى " رواه أحمد وأبو داود والنسائى وابن ماجة وابن حبان وصححه ابن السكن والعقيلى والحاكم ( 169)

4ـ متى تدرك صلاة الجماعة :  

يشترط لإدراك الإمام وحصول احتساب الركعة معه , أن يأتى المأموم بتكبيرة الإحرام قائما ثم يتابع الإمام فى الحالة التى هو عليها , ولا يعتد بالركعة حتى يدرك ركوعها بأن ينحنى انحناء كامل وفيه طمأنية حتى تصل يداه إلى ركبتيه قبل أن يرفع الإمام ويقول سبحان ربى العظيم ثلاثاً " ولو أدرك المسبوق الإمام قبل أن يسلم وفى نيته أن يحصل على ثواب الجماعة أدرك الفضيلة والثواب كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود
فاسجدوا ولا تعدوها شيئا , ومن أدرك الركوع فقد أدرك الركعة " رواه أبو داود وابن خزيمة فى صحيحه والحاكم فى المستدرك وقال صحيح ( 170 )

5 ـ صلاة المسبوق :

للمقتدى مع الإمام حالان :
1ـ أن يدرك مع الإمام جميع الركعات من أول الركعة الإولى حتى التسليم ويسمى هذا المقتدى مدركا , وحكمه أن صلاته تتم مع صلاة الإمام بالسلام معه
2 ـ أما من سبقه الإمام بكل الركعات أو بعضها , يسمى هذا المأموم مسبوقا وحكمه
, أن يقوم بعد تسليم الإمام ليكمل صلاته , ويكون ما أدركه مع الإمام بداءً بالتبعية له فى القراءة فعليه أن يقضيها ويتبين هذا فيما يأتى :
ـ إذا أدرك ركعة مثلا من المغرب مع الإمام ثم قام بعد تسليم الإمام ليتم صلاته فعليه
أن يقرأ فى الركعة الإولى من انفراده الفاتحة وسورة ثم يجلس للتشهد الأول لأنها تكون الثانية من صلاته , ثم يقوم للركعة الآخيرة فيقرأ الفاتحة وسورة أيضا ثم يجلي للتشهد الآخير . ( 171)

ـ إذا أدرك ركعة من العصر مع الإمام , ثم قام ليتم صلاته فعليه أن يقرأ فى الركعة الأولى من انفراده الفاتحة وسورة ثم يجلس بعدها للتشهد الأول لأنها الثانية فى صلاته .
ـ فإذا قام للركعة التى بعدها قرأ الفاتحة وسورة أيضا , ثم يقوم للركعة الآخيرة وهى الرابعة .
ـ ومن فاتته الصلاة مع الإمام لكن أدركه فى التشهد الآخير فلا يسلم معه ثم عليه أن يقوم ليؤدى صلاته كاملة كما يؤديها منفرداً وله فضل الجماعة وثوابها بإدراكه جزء من صلاة الإمام . ( 172)

6 ـ شروط صحة الإمامة :

أن يكون الإمام ذكراً فلا تصح صلاة الأنثى بالرجل كما بينا لكنه يجوز أن تؤم مثلها فى الصلاة , فقد كانت عائشة رضى الله عنها ـ تؤم النساء وتقف وسطهن فى الصف ولا تتقدم عليهن وكذلك تصح إمامة الصبى المميز حيث لايوجد نص يمنع من ذلك , بل وجد الدليل على جوازها لما رواه البخارى وغيره أن عمر ابن سلمة رضى الله عنه نقل عن النبى صل الله عليه وسلم أنه قال :" فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم
وليؤمكم أكثركم قرآنا , فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا منى فقدمونى بين أيديهم وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين وفى رواية للنسائى :" أنه ابن ثمان سنين " وجاء فى رواية أحمد وأبى داود أنه قال : فما وجدت مجمعا من جرم ـ إلا وكنت امامهم إلى يومى هذا " (173)

وبناء عليه يؤخذ مما تقدم أنه يجوز امامة الصبى المميز لمن هو أكبر منه سنا , وبخاصة لو كان متميرا عنهم بالتفقة فى الدين وأكثرهم قرآنا كما دل على ذلك الحديث وبهذا قال الشافعى رحمه الله تعالى وجوز الإمام مالك للصبى الإمامة فى النافلة وكرها فى الفرائض وأما الإمام أحمد وأبو حنيفة رحمهما الله فقد اختلفت الروايات عنهما كما قال : العلامة ابن حجر فى فتح البارى :" أنهما يجوزان أن يكون الصبى اماما فى النوافل كالترويح والعيدين دون الفرائض " والحديث حجة إذ  لا معنى لهذه التفرقة وحديث عمرو ابن سلمة ذكر فيه آذان والآذان لايكون إلا لفريضة دون النافلة , والذين منعوا امامة الصبى أو كرهوها فى الفرائض استدلوا ببعض الآثار المروية عن بعض الصحابة كابن مسعود رضى الله عنه : بأنه لايؤم الغلام حتى تجب عليه الحدود "  ( 174)

اى حتى يكلف بالبلوغ ـ وكذلك جاء مثله عن ابن عباس رضى الله عنهما : رواهما الأثرم فى سننه وليست هذه الآثار مرفوعة السند للنبى صل الله عليه وسلم ـ بل هى من قبيل الرأى , وفى مثل هذه المواقف وما شابها يقدم المرفوع على الموقوف على الصحابى بل ويقدم ما رواه البخارى ومسلم على ما رواه الأثرم والذى ننتهى إليه من هذا الكلام من خلاصة كلام أهل العلم أن امامة الصبى المميز جائزة وليس كل صبى صالح لهذه المهمة شأنه كأى رجل لابد من أن يكون عالم بكيفية الصلاة وهيئتها وأن يكون حافظ لكتاب الله أو بعضه وأن لايكون فى المسجد من هو أعلم منه فهذه الحالة من العام المخصوص بما قلت , كما يمكن الأخذ بهذا الحكم فى الصبى يصلى بوالدته واخواته وأخواته فى البيت , وإن وجد البالغ القارئ فهو أولى ومن أراد الزيادة فليرجع إلى كتاب نيل الأوطار للعلامة الشوكانى والروضة لصديق خان والفقه المقارن لابن رشد رحمهم الله . ( 175)