من الفقه الإسلامى أحكام ( الصلاة وكيفيتها )

صلاة الجنازة :

والصلاة على المسلم إذا مات فرض كفاية , كغسله وكفنه ودفنه , إذا قام بها البعض سقط عن الباقين فإذا لم يقم أحد بذلك فعليهم الإثم جميعا .
وقد كان الرسول صل الله عليه وسلم ـ يصلى على أموات المسلمين , حتى أنه صل الله عليه وسلم كان قبل أن يلتزم بسداد ما عليهم من ديون وذلك لما فتح الله عليه لكن قبل هذا كان يسأل هل على صاحبكم من دين لم يقض كان يمتنع عن الصلاة عليه فإن قال له أحد على هذا الدين يارسول الله كان يصلى فإذا لم يقض يقول :" صلوا على صاحبكم " رواه البخارى ( 126)

ومن شروط صحتها :

يشترط لصلاة الجنازة ما يشترط للصلاة عامة من طهارة الحدث والخبث , وستر العورة واستقبال القبلة لأن الرسول صل الله عليه وسلم سماها صلاة كما فى الحديث السابق :" صلوا على صاحبكم " فتأخذ حكم الصلاة فى شروطها .

ومنن فروضها :

من فروض صلاة الجنازة : القيام فيها للقادر عليه , النية : لقوله صل الله عليه وسلم :" إنما الأعمال بالنيات " والتكبيرات الأربع , وقراءة الفاتحة والحمد والثناء على الله , والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم ـ والدعاء والسلام . ( 127)

وعن كيفيتها :

صلاة الجنازة أربع تكبيرات وليس فيها ركوع ولا سجود.
ويكفى فى اسقاط فرضها رجل ذكر ويجوز أن يصلى بها صبى مميزا لحصول المقصود به , ولأن الصبى المميز المُعَلم يجوز أن يكون امام للرجل , وليس كل صبى يصلح لذلك .
وعن كيفيتها : أن توضع الجنائزة أو الجنائز فى جهة القبلة , ويقول الإمام الشافعى رحمه الله ويقف الإمام حذاء رأس الرجل , ووسط المرأة , لحديث أنس بن مالك رضى الله عنه ـ أنه صلى على جنازة رجل فقام عند رأسه فلما رفعت , أُتى بجنازة امرأة فصلى عليها وقام وسطها , فسئل عن ذلك وقيل له , هكذا كان يقوم الرسول صل الله عليه وسلم ـ من الرجل حيث قمت ومن المرأة حيث قمت ؟ قال نعم " رواه أحمد وأبو داود والترمذى وحسنه . ( 128)

ويقف الناس وراءه ثلاثة صفوف أو أكثر لقوله صل الله عليه وسلم :" من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجبت " رواه الترمذى وحسنه , وكما فى حديث مسلم :" ما من رجل يموت يقوم على جنازته أربعون رجلا لايشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه " وكذلك حديث :" ما من عبد مسلم يموت فيصلى عليه ثلاثة صفوف إلا غفر له "
ويرفع يديه نويا الصلاة على الميت أو الأموات إن تعددوا قائلا : الله أكبر ثم يقرأ الفاتحة , أو يحمد الله عز وجل , ويثنى عليه ويمكن له أن يدعوا بهذا الدعا قبل قراءة الفاتحة :" سبحانك اللهم وبحمدك , وتبارك اسمك وتعالى جدك , ولا إله غيرك " ويكبر رافعا يديه إن شاء , أو يتركهما على صدره , اليمنى فوق اليسرى , ويكبر التكبيرة الثانية , ويصلى على النبى صل الله عليه وسلم ـ كما فى التشهد الأخير , ثم يكبر التكبيرة الثالثة وبعدها يدعوا للميت بأى دعاء .
ثم يكبر التكبيرة الرابعة ويدعوا بما يشاء لنفسه وأموات المسلمين , ويسن أن يقول :" اللهم لا تحرمنا أجرهم و لاتفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم " ( 129)

من ألفاظ الدعاء :

سن لنا الرسول صل الله عليه وسلم ـالدعاء عند صلاة الجنازة التى ما شرعت إلا من أجل الدعاء , وطلب الرحمة للميت ومن قبل ذلك الرهبة والخشوع الذى يحوط , المسلم بما يحمله الموت من موعظة , وكما سن الدعاء للميت _:" اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خير من أهله وزوجا خيرا من زوجه , وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر " وعذاب النار " رواه مسلم وإن كان المتوفى امرأة قلنا بهذا الدعاء :"
_ اللهم اغفر لها وارحمها وعافها واعف عنها وأكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدلها دارا خيرا من دارها وأهلا خير من أهلها وزوجا خيرا من زوجها وأدخله الجنة وأعذها من عذاب القبر , وعذاب النار " رواه مسلم ( 130)

ويقول عند الدعاء للطفل " اللهم اجعله فرطا " أى اجراً يتقدمه " وذخرا لوالديه , وشفيعا مجابا اللهم ثقل به موازينهما , وأعظم به أجورهما وألحقه بصالح المؤمنين , واجعله فى كفالة إبراهيم , وقه برحمتك عذاب النار "ويسن أن يقول بعده :" ولا تفتنهما بعده ولا تحرمهما أجره " ولم يقتصر الدعاء على الميت بل امتد ليشمل , كل مسلم ومن ذلك " اللهم اغفر لحينا وميتنا , وشاهدنا وغائبنا , وصغيرنا وكبيرنا , وذكرنا وأنثانا , اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام , ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان " متفق عليه ( 131)

حكم المسبوق فى صلاة الجنازة :

واعلم أن المسبوق يكبر ويقرأ الفاتحة , وإن كان الإمام فى الصلاة , عند الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم ـ أو الدعاء بل عليه أن يراعى نظم صلاة نفسه ,
فلو كبر الإمام  مرة أخرى قبل شروعه فى قراءة الفاتحة كبر معه , وسقطت عنه القراءة كما لو ركع الإمام فى الصلاة ذات الركوع والسجود فإنه يركع معه , ولا يقرأ , وإن كبر الإمام والمسبوق يقرأ الفاتحة ترك البقية وتابعه محافظة على المتابعة , فإذا سلم الإمام تدارك المأموم باقى الصلاة بتكبيرها وأذكارها , كما هو الشأن فى الصلوات الأخرى , كما يستحب أن لا ترفع الجنازة حتى يتم المقتدون صلاتهم , ولا يضر رفعها قبل صلاتهم "
ويصلى على الغائب من البلد لأنه صل الله عليه وسلم ـ على النجاشى وهو بالمدينة رواه الشيخان ولو صلى على من دفن صحت صلاته لأنه صل الله عليه وسلم _
صلى على قبر بعدما دفن بعد شهر " رواه الشيخان والدراقطنى .
 وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه  ( 132) ومن أراد المزيد حول موضوع الجنائز وما جاء فيها عامة فلينظر كتابنا تذكرة الأصحاب بما ينبغى عند فراق الأحباب على هذا المنتدى الأول

صلاة التسبيح :

وهى أربع ركعات , يقول بعد القراءة فى كل ركعة : سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر , وفى الركوع عشر مرات , وفى الرفع منه عشر مرات , وفى السجود عشر مرات , وفى الرفع منه عشر مرات , وفى جلسة الإستراحة بين الركعتين عشر مرات , فيكون مجموع عدد التسبيحات فى كل ركعة خمسا وسبعين تسبيحة , لقول النبى صل الله عليه وسلم _ لعمه العباس رضى الله عنه _ :" يا عباس ياعماه : ألا أعطيك , ألا أمنحك , ألا أحبوك إلى آخر الحديث ثم ذكر له كيفية صلاة التسبيح وقال :" إن استطعت أن تصليها فى كل يوم مرة فافعل , فإن لم تستطع ففى كل جمعة مرة , فإن لم تفعل ففى كل سنة مرة , فإن لم تفعل ففى عمرك مرة " رواه أبو داود وابن ماجة وابن خزيمة فى صحيحه والطبرانى قال الحافظ ابن حجر وقد روى هذا الحديث من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة وقد صححه جماعة من الحفاظ منهم الحافظ أبو بكر الآجرى , وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسى رحمهم الله جميعا , وقال ابن المبارك رحمه الله : صلاة التسبيح مرغب فيها , يستحب أن يعتادها فى كل حين ولا يتغافل عنها . ( 133)

صلاة الحاجة :

فقد روى الإمام أحمد بسند صحيح عن أبى الدرداء رضى الله عنه _ أن النبى صل الله عليه وسلم _ قال :" من توضأ فأسبغ الوضوء , ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلا أو مؤخراً " .

صلاة التوبة :

كما فى حديث أبى بكر رضى الله عنه _ قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم :" ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ويصلى : أى ركعتين " ثم يستغفر الله إلا غفر له " ثم قرأ قوله تعالى :" والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم , ومن يغفر الذنوب إلا الله ؟ ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها " سورة آل عمران الآية 135 ـ 136 ـ رواه أبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجة والبيهقى والترمذى وقال حديث حسن وروى الطبرانى فى الكبير بسند حسن عن أبى الدرداء رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم _ قال :" من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين أو أربعا مكتوبة أو غير مكتوبة يحسن فيهن الركوع والسجود ثم استغفر الله غفر له " ( 134)

سجود السهو :

1_ سجود السهو سجدتان , قبل التسليم من الصلاة , أو بعده يكبرلهما
وهو جالس ثم يسجدهما ثم يسلم .
2_ يشرع سجود السهو لجبر شئ مسنون فى الغالب , تركه المصلى
ناسيا ثم تذكره , كمن سها عن القعود الأول فى الصلاة الثلاثية أو الرباعية
أو يسهوا عن قراءة التشهد فى القعود الأول أو الأخير , وفى الحديث أن من سها عن القعود الأول وتذكر قبل أن يستتم قائما عاد إليه , فإن أتم قيامه لايعود ويبين هذا مارواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة من حديث المغيرة ابن شعبة رضى الله عنه ـ أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" إذا قام أحدكم من الركعتين فلم يستتم قائما فليجلس , وإن استتم قائما فلا يجلس وسجد سجدتى السهو ," ( 135)

وكذلك من يسهو فيجهر
فى الصلاة السرية كالظهر والعصر , أو يسر فى الصلاة الجهرية , وكذلك
يشرع سجود السهو , لمن ترك واجبا من واجبات الصلاة أو ركنا من أركانها
فإنه يأتى به ويسجد للسهو سواء كان يصلى إماما أو منفردا , كمن ينسى ركوعا , أو يزيد عملا من أعمال الصلاة , ساهيا كأن يركع مرتين أو يسجد ثلاث مرات
3_ إذا كان السهو للزيادة , سجد للسهو بعد السلام كمن أتى بركعة زائدة
, وإذا كان السهو نقصا , سجد للسهو قبل التسليم , كمن نسى قراءة السورة فى الركعتين الأوليين من الصلاة المفروضة , أو فى أى ركعة غير المفروضة
فيسجد للزيادة بعد التسليم , وللنقص قبل التسليم , ( 136)

, ومن شك بعد ما صلى هل ترك ركنا أو ركعة ؟ فلا يلزمه شئ وصلاته صحيح , بخلاف ما إذا شك وهو فى الصلاة فإنه يبنى على اليقين ويعمل بالأصل ويطرح الشك , لقوله صل الله عليه وسلم ـ :" إذا شك أحدكم فى صلاته فلم يدر كم صل ـ ثلاثا أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم , فإن كان صل خمسا شفعن له صلاته , وإن كان صلى تمام الأربع كانتا ترغيما للشيطان " رواه مسلم من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه
4_ ليس لسجود السهو تشهد , ولو تشهد جاز له ذلك
5_ من كان يصلى مأموما ونسى شيئا , فليس عليه سجود للسهو
لأن متابعة الإمام واجبة , فيتحمل الإمام سهو المأموم , ( 137)

6_ وإذا صلى مسبوقا , وسها وهو منفرد " بعد تسليم الإمام فإنه يأتى بما يوجب عليه سجود السهو , وليس هناك ذكر خاص فى سجود السهو فما يقال فى السجود
عامة فى الصلاة فإنه يقال عند سجود السهو "
7_ من نسى سجود السهو فإنه يأتى به عندما يذكره ولا إثم عليه ويجوز سجود السهو قبل التسليم وبعده
8_ وأما من نسى دعاء الإستفتاح والتعوذ وتكبير الإنتقالات , فلا سجود لتركها بحال عمداً أو سهواً , وإن كان الأفضل الحرص على ذلك , وعدم نسيانه لما فيه من فضل
9_ والإمام أبو حامد الغزالى رحمه الله ـ وقس على نسيان التشهد الأول من نسى كذلك الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم _ والقنوت فى الصبح , والقنوت فى النصف الآخير من رمضان , هذه سنن مؤكدة تجبر بسجود السهو , ولأنها من الشعائر الظاهرة المخصوصة بالصلاة عليه أن يسجد لنسيانها للسهو .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 138)

السجود المسنون :

كثرة السجود لله رب العالمين من أجل العبادات , التى يستشعر فيها المسلم لذة القرب من ربه سبحانه وتعالى , وفى الحديث الصحيح يقول النبى صل الله عليه وسلم _ أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء "
فالسجود فيه خشوع وخضوع لله تبارك وتعالى , ولهذا كان أحد أركان الصلاة التى تتكرر مرتين فى كل ركعة يصليها المؤمن لربه سواء فى صلاة الفرض أو النافلة .
ويسن سجود التلاوة لقوله : صل الله عليه وسلم :" إذا قرأ ابن آدم السجدة اعتزل الشيطان يبكى ويقول : يا ويله ؛ أمر بالسجود فسجد , فله الجنة , وأمرت بالسجود فعصيت , فلى النار " رواه مسلم ( 139)

سجود التلاوة :

إن فى القرآن الكريم آيات بينات تبين لنا , أن الكون وما فيه خاضع لله تبارك وتعالى ويعبر عن هذا بالسجود لعظمته عز وجل يقول الله تعالى :" ولله يسجد من فى السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال " سورة الرعد الآية 15 ـ
كما تخبر آيات القرآن الكريم عن مدى الإستجابة الكاملة بإمتثال الطاعة من صفوة خلقه من أنبياء الله قال تعالى :" فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب " سورة ص الآية 24ـ وقوله تعالى :" واسجد واقترب " سورة العلق الآية 19ـ
فالحرص على سجود التلاوة , علامة من المسلم عن مشاركته الدائمة للكون وما فيه
واستجابة واقتداء بالمصطفين الأخيار , عسى أن يكون فى صحبتهم رضوان الله عليهم . ( 140)

من أحكام سجود التلاوة :

سجود التلاوة سنة للقارئ , وللمستمع دون السامع , الذى يَرِد سماع القرآن إلى أذنه دون أن يكون معدا نفسه للإستماع .
فحين يقرأ المسلم آية سجده أو كان منتصا للقرأءة , وكان على وضوء فيسن له أن يسجد لله سجدة بلا تشهد ولا سلام يكبر لها تكبيرتين إحداهما : عند السجود والأخرى عند الرفع منه .
وسجود التلاوة سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء لما أخرجه البخارى من حديث ابن عمر رضى الله عنهما : قال : كان رسول الله صل الله عليه وسلم _ يقرأ علينا القرآن فإذا مر بسجدة سجد وسجدنا " ولا يأثم المسلم بتركه , ولكن يكون تاركا للسنة بدليل ما أخرجه البخارى وغيره من حديث زيد بن ثثابت رضى الله عنه قال :" قرأت على النبى صل الله عليه وسلم :" النجم فلم يسجد " وفيها قوله تعالى :" فاسجدوا لله واعبدوا " وقد روى الإمام مالك البخارى عن ربيعة بن عبد الله أنه حضر عمر رضى الله عنه _ وقرأ على المنبر يوم الجمعة سورة النجم حتى إذا جاء السجدة فنزل وسجد , وسجد الناس حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأها حتى إذا جاء السجدة قال :" أيها الناس إنا لم نؤمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا اثم عليه " ( 141)

مواضع السجود فى القرآن الكريم :

ورد السجود فى خمسة عشر موضعا من القرآن الكريم وبيانها كالتالى :
• قوله تعالى :" إن الذين عند ربك لايستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون " سورة الأعراف الآية 206ـ
• وقوله تعالى :" ولله يسجد من فى السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال سورة الرعد الآية 15 _
• وقوله تعالى :" ولله يسجد ما فى السموات والأرض من دآبة والملائكة وهم لايستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون " سورة النحل الآية 49 ـ 50 ـ
• وقوله تعالى :" قل أمنوا به أو لاتؤمنوا إن الذين أوتو العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا , ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا " سورة الإسراء الآية 107ـ 109ـ ( 142)

• وقوله تعالى : أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم ممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا " سورة مريم الآية 58_
• وقوله تعالى : ألم تر أن الله يسجد له من السموات ومن فى الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء " سورة الحج الآية 18 ـ
• وقوله تعالى :" يا أيها الذين أمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون " سورة الحج الآية 77 ـ
• وقوله تعالى :" وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرونا وزادهم نفورا " سورة الفرقان الآية 60 ـ ( 143)

• وقوله تعالى :" ألا يسجدوا لله الذى يخرج الخبء فى السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم " سورة النمل الآية 25 ـ 26 ـ
• وقوله تعالى :" إنما يؤمن بأيتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لايستكبرون " سورة السجدة الآية 15 ـ
• وقوله تعالى :" لقد ظلمك بسؤال نعجته إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب " سورة ص الآية 24 ـ ( 144)

• وقوله تعالى :" ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذى خلقهن إن كنتم إياه تعبدون فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون " سورة فصلت الآية 37 ـ 38 ـ
• وقوله تعالى :" فاسجدوا لله واعبدوا " سورة النجم الآية 62ـ
• وقوله تعالى :" وإذا قرئ عليهم القرآن لايسجدون " سورة الإنشقاق الآية 21ـ
• وقوله تعالى :" كلا لاتطعه واسجد واقترب " سورة العلق الآية 19 ـ
ويشترط لسجود التلاوة أن يكون بعد تمام الآية فإن سجد القارئ أو المستمع قبل تمامها لا يصح سجوده , ويشترط أن يكون طاهراً من الحدث والخبث وساترا للعورة . ( 145)

أحكام تتعلق بسجود التلاوة :

كما بينا أن سجود التلاوة سنة لمن يقرأ القرآن , أو يستمع للقراءة وعندما تكون التلاوة فى الصلاة , فيسن له الهوى إلى السجود بعد تمام الآية فيسجد ثم يرفع قائما لاستئناف التلاوة وتمام أعمال الصلاة .
وإذا صلى الإمام بسورة فى سجدة فله أن يسجد , وله أن لا يسجد فإن سجد وجب على المأمومين المتابعة له , وإن لم يسجد المأموم متعمدا بطلت صلاته , لأن متابعة الإمام فرض لازم , وأما إن كان المأموم جاهلا بسجود الإمام كأن كان يصلى بعيدا عنه فلا تبطل صلاته بتركه المتابعة لوجود العذر فى ذلك .
( 146)

وإذا حدث تفاوت بين سجود الإمام وسجود المأموم بأن تاخر المأموم , فهوى إلى السجود , ورفع الإمام رأسه منه وجب على المأموم أن يتبع الإمام ولا يسجد وحده بخلاف سجود الصلاة فإنه يجب عليه الإتيان به حتى لو رفع الإمام رأسه منه .
وذلك لأن سجود الصلاة ركن بخلاف سجود التلاوة فإنه سنة ومتابعة الإمام فرض
ويقدم الفرض على السنة .
وإذا كانت الصلاة المقامة يحضرها عدد كبير ومنهم من يبعد عن الإمام , فإذا سجد الإمام فى الصلاة للتلاوة قد يحدث فى سجوده اختلافا , بين المصلين فمنهم من يظن
أنه ركع فيركع فإذا هو يرفع رأسه , من السجود ويستأنف التلاوة فى حين أن بعض المصلين يهوى للسجود ولهذا , يكره للإمام أن يسجد للسهو فى هذه الحال , مراعاة للحال العام وعدم وقوع خلافات بين المصلين . ( 147)

سجود الشكر :

عندما ينزل الله بعبده نعمة من النعم , أو يرفع عنه من النقم والبلاء , يستحب له أن يسجد سجدة شكر , مثل سجدة التلاوة فى الكيفية وذلك اقتداء برسول الله صل الله عليه وسلم _ فقد روى الإمام أحمد فى مسنده من حديث عبد الرحمن بن عوف قال:" خرج رسول الله صل الله عليه وسلم ـ فأتبعته حتى دخل نخلا فسجد فأطال السجود
حتى خفت أن الله قد توفاه , فجئت أنظر فرفع رأسه فقال : مالك يا عبد الرحمن ؟
فذكرت ذلك له , فقال : إن جبريل عليه السلام _ قال لى : ألا أبشرك ؟ إن الله تعالى يقول لك " من صلى عليك صليت عليه , ومن سلم عليك سلمت عليه "
ويجوز السجود للشكر من غير وضوء , إذ أنها سجدة يعبر بها المسلم عن شكره لربه سبحانه , وإن كان الأفضل أن تكون على طهارة واستقبال القبلة , حتى تكون أقرب للقبول وأرجى للثواب من الله تعالى . ( 148 )

الفرق بين سجد التلاوة وسجدة الشكر :

هناك فرق بين سجدة الشكر وسجدة التلاوة وهو أن تؤدى سجدة الشكر خارج الصلاة فإذا علم المصلى بنعمة حلت به , أو بلاء كشف عنه وهو فى الصلاة فلا يجوز له أن يسجد للشكر وهو فى الصلاة , لأنها ليست من أعمال الصلاة , وله أن يسجد بعد انتهاء الصلاة .
بخلاف سجدة التلاوة فإنها داخلة فى أعمال الصلاة , لأنها تحصل بسبب القراءة فى الصلاة لآية سجدة , والقراءة من أعمال الصلاة , وسجود التلاوة مترتب عليها .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 149)

مبطلات الصلاة :

وتبطل الصلاة بأمور منها :

1 ـ إن ترك ركن من أركانها إن لم يتداركه أثناء الصلاة , أو بعدها بقليل , لقوله صل الله عليه وسلم للمسئ صلاته , وقد ترك الطمأنية والإعتدال وهما ركنان :" ارجع فصل فإنك لم تصل " رواه مسلم .
2 ـ الأكل والشرب عمدا سواء فى فريضة أو نافلة لقوله صل الله عليه وسلم ـ " إن فى الصلاة لشغلا " متفق عليه .
3 ـ الكلام عمدا فى غير مصلحة الصلاة وذلك كأن يسلم الإمام ثم يسأل عن اتمام صلاته , فإن قيل له لم تتم أتمها , أو يستفتح الإمام فى قراءته فيفتح عليه المأموم
فذلك لا بأس به , إذ تكلم رسول الله صل الله عليه وسلم ـ فى صلاته , وتكلم ذو اليدين مخاطبا النبى صل الله علبه وسلم ـ أنسيت أم قصرت الصلاة ؟ فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم ـ لم أنس ولم تقصر " متفق عليه , وقوله صل الله عليه وسلم ـ إن هذا الصلاة لايصلح فيها شئ من كلام الناس " رواه مسلم ( 150 )