من الفقه الإسلامى أحكام ( الصلاة وكيفيتها )

وكما فى كتاب فقه السنة أنه: تصح إمامة الأعمى , والقائم بالقاعد , والقاعد بالقائم , والمفترض بالمتنفل , والمتنفل بالمفترض , والمتوضئ بالمتيمم , والمتيمم بالمتوضئ , والمسافر بالمقيم , والمقيم بالمسافر , والمفضول بالفاضل , فقد استخلف رسول الله صل الله عليه وسلم عبد الله بن أم مكتوم على المدينة مرتين يصلى بهم وهو أعمى " وصلى رسول الله صل الله عليه وسلم خلف أبى بكر فى مرضه الذى مات فيه قاعدا وصلى فى بيته جالسا وهو مريض , وصل وراءه قوم قياما , فأشار إليهم أن اجلسوا " فلما انصرف قال :" إنما جعل الإمام ليؤتم به , فإذا ركع فاركعوا " وإذا رفع فارفعوا " وإذا صل جالسا فصلوا جلوساً وراءه " ورأى رسول الله صل الله عليه وسلم رجلا يصلى وحده فقال :" ألا رجل يتصدق على هذا فيصل معه " (176)

كما صلى عمرو بن العاص رضى الله عنه إماما وهو متيمم وأقره الرسول صل الله عليه وسلم " وصلى رسول الله صل الله عليه وسلم بالناس بمكة زمن الفتح ركعتين ركعتين إلا المغرب , وكان يقول : يا أهل مكة قوموا فصلوا ركعتين آخريتين فإنا قومٌ سَفْرٌ "
وإذا صلى المسافر خلف المقيم أتى الصلاة أربعا ولو أدرك ركعة معه أو أقل من ركعة , كما فى حديث ابن عباس رضى الله عنهما أنه سئل : ما بال المسافر يصلى ركعتين إذا انفرد وأربعا إذا ائتم بمقيم ؟ فقال : تلك السنة وفى لفظ قال موسى بن سلمة رضى الله عنهما : إنا إذا كنا معكم صلينا أربعا وإذا رجعنا صلينا ركعتين , فقال : تلك سنة أبى القاسم صل الله عليه وسلم " رواه أحمد انتهى ( 177)

7 ـ الأولى بالإمامة :

الإمام الراتب المعين من قبل هيئة أو اختاره الناس فى الحى أو البلد فهو أولى بالإمامة أما المسجد الذى ليس له إمام راتب فالأولى بالإمامة من كان متفقها فى دين الله وأحسنهم قراءة , فإن تساووا فى الفقه والقراءة فليؤمهم أحسنهم خلقا .
فإن تساووا فى الفقه والقراءة وحسن الخلق فليؤمهم أكبرهم سنا كما فى حديث أبى سعيد رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم وأحقهم بالإمامة أقرؤهم " رواه أحمد مسلم والنسائى ,
والسلطان وصاحب البيت , وإمام المجلس أحق بالإمامة من غيره كما فى الحديث عنه صل الله عليه وسلم :" لا يؤمن الرجل الرجل فى أهله ولا سلطانه " رواه أحمد ومسلم وفى لفظ :" إلا أن يأذن له " ( 178 )

8 ـ استحباب السعى إلى المسجد بالسكينة :

على المسلم إذا حضرت الصلاة وسمع النداء أن يمشى إلى المسجد مع السكينة والوقار , ويكره له الإسراع والسعى , لأن المسلم فى حكم المصلى عندما يخرج من بيته كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم :" إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة , عليكم السكينة والوقار , ولا تسرعوا , فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا " رواه الجماعة إلا الترمذى ( 179)

9ـ كما يستحب للإمام إطالة الركعة الإولى وانتظار من أحس به داخلا ليدرك الجماعة
وكذلك لو أثناء التشهد الآخير ليدرك ثواب الجماعة كما فى حديث أبى قتادة رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم :أنه كان يطول فى الإولى , قال فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الإولى " وكذلك حديث أبى سعيد رضى الله عنه ـ
أنه قال : لقد كانت الصلاة تقام فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضى حاجته , ثم يتوضأ
ثم يأتى ورسول الله صل الله عليه وسلم فى الركعة الإولى مما يطولها " رواه أحمد
ومسلم وابن ماجة والنسائى . ( 180 )

10 ـ وجوب متابعة الإمام وحرمة مسابقته :

يجب على المأموم متابعة الإمام وتحرم مسابقته ولهذا اتفق أهل العلم  على أن السبق فى تكبيرة الإحرام أو السلام يبطل الصلاة , واختلفوا فى السبق فقال الإمام أحمد ليس لمن سبق الإمام صلاة " يعنى صلاته باطلة , وأما المساواة معه فى الحركات والأفعال فمكروهة " كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" اما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يُحول الله رأسه رأس حمار أو يُحول الله صورته صورة حمار " رواه الجماعة وعن البراء بن عازب رضى الله عنه قال كنا نصلى مع النبى صل الله عليه وسلم فإذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن أحد منا ظهره حتى يضع النبى صل الله عليه وسلم جبهته على الأرض " رواه الجماعة . ( 181 )

11ـ استحباب تخفيف الإمام فى الصلاة :

ينبغى على من يؤم الناس فى الصلاة أن يخفف فى الصلاة , فلا يطيل القراءة فإن وراءه المريض والضعيف والكبير وصاحب الحاجة يريد انجازها , لأن التطويل فى الصلاة ينفر الناس من هذه العبادة الجليلة , ومن كان يصلى وحده فليطول ما شاء , وإذا أم قوما رغبوا فى التطويل فليطول ما شاء , كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال :" إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف , فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير فإذا صلى لنفسه فليطول ماشاء " رواه الجماعة ( 182)

ومن حديث أنس رضى الله عنه قال : ما صليت خلف إمام قط أخف صلاة ولا أتم صلاة من النبى صل الله عليه وسلم " رواه الشيخان يقول أبو عمر بن عبد البر : التخفيف لكل إمام أمر مجمع عليه مندوب عن العلماء إليه إلا أن ذلك أقل الكمال " ثلاث تسبيحات " وأما الحذف والنقصان فلا فإن رسول الله صل الله عليه وسلم قد نهى عن نقر الغراب " ورأى رجلا يصلى فلم يتم ركوعه فقال له " ارجع فصل فإنك لم تصل " وقال :" لاينظر الله إلى من لايُقيم صلبه فى ركوعه وسجوده " وروى عن ابن عمر رضى الله عنه أنه قال :" لاتبغضوا الله إلى عباده , يُطول أحدكم فى صلاته حتى يشق على من خلفه " ( 183)

12 ـ من أعذار التخلف عن الجماعة :

1ـ البرد والمطر ـ: كما فى حديث ابن عمر رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم أنه كان يأمر المنادى فينادى بالصلاة , ينادى :" صلوا فى رحالكم فى الليلة الباردة المطيرة فى السفر " رواه الشيخان يقول صاحب فقه السنة : ومثل البرد الحر الشديد والظلمة , والخوف من ظالم . قال ابن بطال : أجمع العلماء على أن التخلف عن الجماعة فى شدة المطر والظلمة والريح " يعنى العاصفة الشديدة " وما أشبه ذلك مباح . (184)

2ـ إذا وضع الطعام وحضرت الصلاة فعلى المسلم أن يتناوله ليقطع على نفسه شواغل التطلع إليه لحديث ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال النبى صل الله عليه وسلم :" إذا كان أحدكم على الطعام فلا يعجل حتى يقضى حاجته منه وإن أقيمت الصلاة " رواه البخارى .
3 ـ وكذلك يكره للمسلم أن يصلى وهو يدافع الأخبثين " البول والغائط " كما فى حديث عائشة رضى الله عنه قالت : سمعت النبى صل الله عليه وسلم يقول : " لا صلاة بحضرة طعام , ولا وهو يدافع الأخبثين " رواه مسلم وأحمد وأبو داود .
4 ـ وعن أبى الدرداء رضى الله عنه قال :" من فقه الرجل إقباله على حاجته , حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ " رواه البخارى . (185)

13ـ عن إمامة الرجل للنساء فقط :

جواز إمامة الرجل للنساء وحدهم لهذا الحديث الذى رواه أبو يعلى والطبرانى فى الأوسط بسند حسن أن أبى ابن كعب جاء إلى النبى صل الله عليه وسلم فقال : يارسول الله عملت الليلة عملا , قال :" ما هو ؟ قال : نسوة معى فى الدار ,
قلن إنك تقرأ ولا نقرأ فصلى بنا ؛ فصليت ثمانيا والوتر , فسكت النبى صل الله عليه وسلم قال : فرأينا سكونه رضا " ( 186)

14 ـ فضل الصف الأول :

على المسلم أن يحرص على الصلاة فى الصف الأول وأن يجتهد فى الوقوف عن يمين الإمام كما فى حديث عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول " قالوا : يارسول الله وعلى الثانى ؟ قال : " إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول , قالوا يا رسول الله وعلى الثانى ؟ قال : وعلى الثانى " رواه أبو داود وابن ماجة . ( 187)

15 ـ كما حث على تسوية الصفوف وسد الخلل .

على الإمام إذا أقيمت الصلاة وقبل أن يدخل فى الصلاة , أن يأمر بتسوية الصفوف وسد الخلل كما فى حديث أنس رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم كان يقبل علينا بوجهه قبل أن يكبر فيقول : " تراصوا واعتدلوا " رواه البخارى ومسلم
وعنه أيضا رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال :" سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة " وروى الحاكم والنسائى وابن خزيمة عنه صل الله عليه وسلم قال :" من وصل صفا وصله الله , ومن قطع صفا قطعه الله "
وعن أبى أمامة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" سووا صفوفكم , وحاذوا بين مناكبكم ليينوا فى أيدى اخوانكم , وسدوا الخلل فإن الشيطان يدخل بمنزلة الحَذَف " يعنى أولاد الضأن الصغار . ( 188 )

16 ـ موقف المأموم من القراءة خلف الامام :

لا تجب على المأموم القراءة إذا كان فى صلاة جهرية بل يسن له الإنصات وقراءة الإمام تجزيه عن ذلك لقوله صل الله عليه وسلم :" من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة " رواه أحمد وأبو داود وصححه قوله صل الله عليه وسلم :" ما لى أنازع القراءة ؟ .. فانتهى الناس أن يقرأوا فيما يجهر عليه الصلاة والسلام فيه " رواه الترمذى وحسنه وقوله صل الله عليه وسلم :" إنما جعل الإمام ليؤتم به , فإذا كبر فكبروا , وإذا قرأ فانصتوا " رواه مسلم هذا إنما يكون حكمه للمأموم فى الصلاة الجهرية , وأما فى الصلاة السرية عليه أن يقرأ فى نفسه وكذلك يقرأ الفاتحة عند سكتات الإمام فى الصلاة الجهرية " ( 189)

17ـ لايجوز للمأموم أن يصلى نافلة إذا أقيمت الصلاة :

لايجوز أن يصلى نافلة إذا أقيمن الفريضة , فإن أقيمت وقد شرع فيها قطعها وإن كان قريبا من اتمامها أكملها خفيفة لقوله صل الله عليه وسلم :" إذا أقيمت الصلاة
فلا صلاة إلا المكتوبة " رواه مسلم .

18 ـ ومما لايجوز للمأموم أن يصل خلف الصف وحده , فإن وقف مختاراً فلا صلاة له لقوله صل الله عليه وسلم لرجل صلى خلف الصف وحده " استقبل صلاتك فلا صلاة لمنفرد خلف الصف " رواه ابن ماجة وأحمد باسناد حسن .
فإن لم يجد من يجذبه للوقوف معه أو خشى من جذبه التفاته وخروجه من الصلاة
له أن يصلى خلف الصف ويقف عن يمين الإمام "  (190 )

19 ـ يستحب للإمام إذا انتهى من صلاته وبعد التسليم أن ينحرف عن يمينه وشماله ويقبل على المصلين إلا فى صلاة الفجر والمغرب فإنه لاينتقل لذلك إلا بعد أن يقول اللهم إنى أعوذ بك من النار وأسألك الجنة سبعا مرات , ويضف إلى ذلك :" لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير " كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة وكما يقول قبيضة بن مهلب عن أبيه قال : كان النبى صل الله عليه وسلم يؤمنا فينصرف على جانبيه جميعا , على يمينه وعلى شماله " رواه أبو داود وابن ماجة والترمذى وقال حديث حسن وعليه العمل عند أهل العلم ( 191 )

20 ـ حكم من صلى منفردا خلف الصف :

لايجوز للمأموم أن يقف خلف الصف وحده من غير عذر , فإن وقف مختارا ومن غير عذر فلا صلاة له لقوله صل الله عليه وسلم لرجل صل خلف الصف وحده , فلا صلاة لمنفرد خلف الصف " رواه ابن ماجة وأحمد باسناد حسن
قال أهل العلم وعليه أن يجذب من يقف بجواره من الصف شرط أن يكون عالما بذلك غير جاهل , فإن خشى التفات من يجذبه وعدم لينه له صلى خلف الصف يقف عن يمين الإمام وصلاته صحيحه . ( 192)

21ـ حكم من كان يصلى النافلة بعد الآذان وأقيمت الفريضة :

لا يجوز أن يصلى المسلم نافلة وقد أقيم للفريضة , وإن أقيمت الصلاة وهو يصلى نافلة قطعها إن كان فى أول صلاته , فإن كان قريبا من ختمها أكملها مع تخفيفها
لقوله صل الله عليه وسلم :" إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة " رواه مسلم

22 ـ سترة الإمام سترة لمن خلف فى الصلاة بمعنى أن المأموم لايحتاج لسترة أخرى فقد كانت توضع حربة والنبى صل الله عليه وسلم يصلى إليها ولا يأمر أحدا
من خلفه بوضع سترة أخرى " متفق عليه ( 193 )

23ـ موقف الصبيان والنساء من الرجال :

كان الرسول صل الله عليه وسلم يجعل الرجال قدام الغلمان , والغلمان خلفهم , والنساء خلف الغلمان "  رواه أحمد وأبو داود  مع جواز وقوف الصبيان فى الصفوف مع الرجال فى الصف حيث لم يوجد دليل يمنع من ذلك وهو الأفضل
أمنع لعبث الصبيان , انظر كتابنا أهمية المسجد فى تربية الأولاد على المنتدى الأول باب من فقه التربية ,  ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" خير صفوف الرجال أولها , وشرها آخرها , وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها "  وإنما كان خير صفوف النساء آخرها لما فى ذلك من البعد عن مخالطة الرجال بخلاف الوقوف فى الصف الأول الذى يلى الصبيان فإنه مظنة المخالطة لهم " ( 194)

124 ـ ما جاء فى اعادة الصلاة مع الجماعة :

من حديث يزيد بن الأسود رضى الله عنه قال صلينا مع النبى صل الله عليه وسلم الفجر بمنى فجاء رجلان حتى وقفا على رواحلهما , فأمر النبى صل الله عليه وسلم فجئ بهما ترعد فرائصهما أى تضطرب من الخوف " فقال لهما : ما منعكما أن تصليا مع الناس ألستما مسلمين " ؟ قالا :" بلى يا رسول الله إنا كنا قد صلينا فى رحالنا " , فقال لهما :" إذا صليتما فى رحالكما ثم أتيتما الإمام فصليا معه فإنها لكما نافلة " رواه أحمد وأبو داود والنسائى والترمذى بلفظ :" إذا صليتما فى رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم , فإنها لكما نافلة " قال الترمذى حديث حسن صحيح وصححه أيضا ابن السكن . وفى الحديث دليل على جواز اعادة الصلاة مرة ثانية بنية التطوع لمن كان قد صلى الفرض , وأما من صلى الفرض ثم يريد اعادتها بنية الفرض مرة أخرى فقد نهى النبى صل الله عليه وسلم عن ذلك بقوله :" لا تصلوا صلاة فى اليوم مرتين " فهو محمول على من أعادها بنية الفرض كما بينا مع جواز اعادتها بنية النافلة " ( 195 )

24 ـ عن حكم اقتداء المأموم بالإمام مع الحائل بينهما :

يجوز للمأموم أن يقتدى بالإمام فى الصلاة بينهما حائل بشرط اتحاد المكان , إذا علم انتقالته برؤية أوسماع وهذا الكلام يوضح لنا أنه لا يجوز الصلاة خلف المذياع أو التلفاز فريضة كانت أو نافة لعدم اتحاد المكان قال الحسن رحمه الله لا بأس أن تصلى خلف الإمام وبينك وبينه نهر " بشرط التأكد والسماع عند الإنتقال فى حركات الصلاة فإن لم يتأكد بسماع أو رؤية لم تصح له صلاة وقد صلى الصحابة خلف رسول الله صل الله عليه وسلم " والناس يأتمون به من وراء الحجرة  ويصلون بصلاته "  ( 196 )

25 ـ الإستخلاف فى الصلاة :

يجوز أن يستخلف الإمام غيره فى الصلاة إذا حدث له عذر , كأن تذكر أنه محدث أو سبقه الحدث أو أحس بإغماء فله , أن يستخلف غيره ليكمل الصلاة بالمأمومين
وكما فى حديث قال : صلى على رضى الله عنه ذات يوم فرَعُف يعنى أصابه نزيف من أنفه " فأخذ بيد رجل فقدمه وانصرف " رواه سعيد بن منصور قال الإمام أحمد رحمه الله إن استخلف الإمام فقد استخلف عمر وعلى , وإن صلوا وحدانا فقد طعن معاوية وصلى الناس وحدانا من حيث طعن وأتموا صلاتهم " ( 197 )

26 ـ من أم قوما وهم له كارهون :

نهت السنة الشريفة أن يؤم الرجل قوما وهم له كارهون , والعبرة بالكراهة هنا الكراهة الدينية التى لها سبب شرعى معتبر عند أهل العلم وليس لمجرد اتباع الهوى وإلا كان على من امتنع عن الصلاة خلفه الإثم كما فى حديث ابن عباس رضى الله عنهما عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال : " ثلاثة لاترفع صلاتهم فوق رؤسهم شبرا , رجل أم قوما وهم له كارهون , وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط , وأخوان متصارمان " رواه ابن ماجة وقال الحافظ العراقى اسناده حسن قال الترمذى وقد كره قوم أن يؤم الرجل قوما وهم له كارهون , فإذا كان الإمام غير ظالم فإنما الإثم على من كرهه " ( 198 )

27 ـ الحكمة من صلاة الجماعة ترجع لهذه الأسباب :

1ـ صلاة الجماعة تجمع بين المسلمين فيتعارفون ويتألفون ويتعاونون .
2 ـ كما أنها مشهد عملى تتحقق فيه المساواة بين المسلمين أمام الله سبحانه وتعالى لا فرق بين غنيهم وفقيرهم إلا بالتقوى والعمل الصالح .
3ـ وفيها تعويد للمسلمين على إطاعة القيادة الصالحة , وهو أمر ضرورى لبناء المجتمع الصالح , والدولة القوية .
4 ـ وفيها تعويد للمسلمين على على النظام فالمصلون يقفون فى صلاتهم من خلال صفوف منتظمة , وفى ذلك تدريب لهم على النظام فى حياتهم حتى يسود كل شئونهم وهيئاتهم وسائر مؤسساتهم .
5 ـ وفيها أيضا إشعار بعزة المسلمين وكثرتهم , إذا يحس المسلم أنه عضو فى جماعة كبيرة تتعاون معه على الخير والبر . ( 199 )

أحكام صلاة القصر والجمع والتأخير :

الدين الإسلامى يسر ولا صعوبة فيه ولايكلف الله نفسا فوق طاقتها , ومن يسر الإسلام ورحمته بالمسلمين أن خفف عنهم متاعب السفر بإباحته الصلاة الرباعية لمن كان مسافرا بالقصر للصلاة الرباعية " الظهر والعصر والعشاء " فتكون ركعتين بدلا من أربع ركعات إذا تحققت فى السفر ما سنبين من شروط القصر عند الشروع فى السفر قال تعالى :" وإذا ضربتم فى الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا " الآية سورة النساء والتقيد بالخوف غير معمول به وعن يعلى بن أمية قال : قلت لعمر بن الخطاب رضى الله عنه ـ أرأيت إقصار الناس الصلاة وإنما قال الله تعالى :" إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا " فقد ذهب ذلك اليوم ؟ فقال : عمر عجبت مما عجبت منه فذكرت ذلك لرسول الله صل الله عليه وسلم ـ فقال :" صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته " رواه الجماعة . ( 200 )