من الفقه الإسلامى أحكام ( الصلاة وكيفيتها )

وكان صل الله عليه وسلم يكثر فى ركوعه وسجوده من الدعوات والأذكار كما فى حديث عائشة رضى الله عنها " أن رسول الله صل الله عليه وسلم " كان يكثر أن يقول : فى ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لى " رواه الشيخان وأحمد وغيرهم وعنها أنها قالت كان يقول فى ركوعه وسجوده " سبوح قدوس رب الملائكة والروح " وعن على رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم كان يقول إذا ركع " اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت أنت ربى خشع سمعى وبصرى ومخى وعظمى وعصبى وما استقلت به قدمى لله رب العالمين "
رواه أحمد ومسلم وأبو داود وغيرهم وعن على رضى الله عنه أنه صل الله عليه وسلم كان يقول إذا سجد " اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهى للذى خلقه فصوره فأحسن صوره فشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين " رواه مسلم ( 76)

11_ وضع اليدين على الفخذين فى الجلوس الأول والثانى عند قراءة التشهد الأوسط والأخير ببسط اليسرى , ويقبض من اليمنى الخنصر والبنصر والوسطى والإبهام ويرسل المسبحة " رواه ابن عمر رضى الله عنهما عن رسول الله صل الله عليه وسلم ويسن أن يرفع السبابة عند : إلا الله لأنها اشارة إلى التوحيد فيجمع فى ذلك بين القول والفعل , ويستحب أن يميلها قليلا عند رفعها , رواه ابن حبان فى صحيحه , وعن الزبير رضى الله عنهما قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم : إذا جلس فى التشهد وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويده اليسى على فخذه اليسرى وأشار بالسبابة ولم يجاوز بصره اشارته " رواه مسلم وأحمد والنسائى ( 77)

12_ يسن فى جميع جلسات الصلاة الإفتراش وهو الجلوس , على كعب اليسرى بعد فرشها , وينصب رجله اليمنى ويجعل أطراف أصابعها للقبلة , وفى الجلوس الأخير التورك وهو الإفضاء بوركه إلى الأرض , ويجعل يسراه من جهة يمناه
كما جاء ذلك فى الصحيحين ومن رواية البخارى " فإذا جلس فى الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى فإذا جلس فى الركعة الآخيرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته " ( 78 )

13_ الدعاء بين السجدتين لأنه صل الله عليه وسلم كان يقول : بين السجدتين " رب اغفر لى رب اغفر لى " رواه النسائى وابن ماجة وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صل الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين " اللهم اغفر لى وارحمنى وعافنى واهدنى وارزقنى " رواه أبو داود وفى رواية الترمذى " واجبرنى " بدل عافنى "

14_ جلسة الإستراحة وهى عبارة عن جلسة خفيفة , بعد الفراغ من الجلسة الثانية من الركعة الإولى وبعد الفراغ من السجدة الثانية من الركعة الثالثة
لثبوت ذلك عن الرسول صل الله عليه وسلم وهى إحدى الروايتين عن الإمام أحمد . ( 79)

15 _ الدعاء بعد التشهد الأخير لما رواه عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه
أن النبى صل الله عليه وسلم علمهم التشهد ثم ثم قال فى آخره " ثم ليختر من المسئلة ماشاء " رواه مسلم وعن على رضى الله عنه قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم : إذا قام إلى الصلاة كان يقول بين التشهد والتسليم " اللهم اغفر لى ما قدمت وما أخرت , وما أسررت وما أعلنت , وما أسرفت وما أنت أعلم به منى أنت المقدم وأنت المؤخر , لا إله إلا أنت " رواه مسلم
وعن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما أن أبا بكر رضى الله عنه قال لرسول الله صل الله عليه وسلم " علمنى دعاء أدعوا به فى صلاتى , قال : قل اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لى مغفرة من عندك وارحمنى انك أنت الغفور الرحيم " متفق عليه ( 80 )

ومن حديث أبى هريرة رضى عنه قال : قال رسول صل الله عليه وسلم " إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع يقول : اللهم إنى أعوذ بك من عذاب جهنم , ومن عذاب القبر , ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال " رواه مسلم
16_ التسليمة الثانية : لأنه صل الله عليه وسلم : كان يسلم عن يمينه وعن يساره
" رواه مسلم من حديث ابن مسعود رضى الله عنه ( 81)

17 _الذكر والدعاء بعد التسليم من الصلاة :

يسن للمصلى إذا فرغ من صلاته :
1_ من حديث ثوبان رضى الله عنه قال : " كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته , استغفر الله ثلاثا , وقال اللهم أنت السلام ومنك السلام
تباركت يا ذا الجلال والإكرام " رواه مسلم
2- من حديث معاذ رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم أخذ بيده يوما ثم قال: " يا معاذ إنى لأحبك , أوصيك يا معاذ لاتدعن فى دبر كل صلاة أن تقول : " اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " رواه أبو داود وأحمد والحاكم وصححه . ( 82)

3_ وعن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم كان يقول دبر كل صلاة مكتوبة :" لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك , وله الحمد وهو على كل شئ قدير , اللهم لا مانع لما أعطيت , ولا معطى لما منعت , ولا ينفع ذا الجد منك الجد " رواه أحمد والشيخان والنسائى والطبرانى
4_ ثم يقرأ المعوذات ( قل هو الله أحد , قل أعوذ برب الفلق , وقل أعوذ برب الناس ) ما تعوذ بمثلهن أحد , لقول عقبة بن عامر رضى الله عنه : أمرنى رسول الله صل الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذتين دبر كل صلاة " ولفظ , أحمد وأبى داود : بالمعوذات روا أحمد والترمذى والنسائى وأبو داود ( 83)

5 _ وله أن يقرأ آية الكرسى لحديث أبى أمامة رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال : " من قرأ بآية الكرسى دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت " رواه النسائى وابن حبان والطبرانى
6_ وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال : من سبح الله تعالى دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين , وحمد الله ثلاثا وثلاثين , وكبر ثلاثا وثلاثين , تلك تسعة وتسعون , ثم قال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " رواه أبو داود والشيخان ( 84)

7_ ويسن له أن يذكر الله تعالى بهذا الذكر خاصة عند صلاة الصبح وصلاة المغرب لما رواه أحمد عنه صل الله عليه وسلم :" من قال قبل أن ينصرف ويثنى رجله من صلاة المغرب والصبح : لا إله إلا الله وحده لاشريك له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير عشر مرات , كتب له بكل واحد عشر حسنات , ومحيت عنه عشر سيئات , ورفع له عشر درجات , وكانت حرزا من كل مكروه , وحرزا من الشيطان الرجيم , ولم يحل لذنب يدركه يهلكه
إلا الشرك فكان من أفضل الناس عملا إلا رجل يفضله يقول أفضل مما قال " وروى الترمذى مثله من غير " بيدك الخير " ( 85)

ويسن أن يقول كذلك بعد صلاة الصبح والمغرب كما جاء فى الحديث الذى رواه أحمد وأبو داود عنه صل الله عليه وسلم :" إذا صليت الصبح فقل قبل , أن تكلم أحدا من الناس :" اللهم آجرنى من النار سبع مرات , فإنك إن مت من يومك كتب الله عز وجل لك جوارا من النار , وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدا من الناس :" اللهم إنى أسألك الجنة اللهم آجرنى من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك كتب الله عز وجل لك جوارا من النار " ( 86)

وروى أبو حاتم رحمه الله تعالى : أن النبى صل الله عليه وسلم كان يقول عند انصرافه من صلاته :" اللهم أصلح لى دينى الذى هو عصمة أمرى , وأصلح لى دنياى التى فيها معاشى , وأصلح لى آخرتى التى إليها معادى
واجعل الحياة زيادة لى فى كل خير , واجعل الموت راحة لى من كل شر "
اللهم إن أعوذ برضاك من سخطك , وبعفوك من عقوبتك , وأعوذ بك منك , لا أحصى ثناء عليك كما أثنيت على نفسك " لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا لجد منك الجد " ( 87 )

السنن الراتبة مع الفرائض الخمس :
عددها :
قال الله تعالى :" وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " سورة الحشر الآية 7 _
ومن حديث أم حبيبة رمله بنت أبى سفيان _ رضى الله تعالى عنهما _ قالت :
سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم _ يقول :" ما من مسلم يصلى لله تعالى:
كل يوم ثنتى عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا فى الجنة .
رواه مسلم . وفى الحديث بيان لعدد السنن المؤكدة التى ينبغى على المسلم المواظبة عليها , لما لها من فضل وأنها سبب فى رحمة الله تعالى بالعبد عندما يحرص على أدائها , اقتدأ بالنبى صل الله عليه وسلم ( 88)

مواضع صلاة السنن :

1_ من حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها : فى بيان صفة صلاة الرسول صل الله عليه وسلم : لهذه السنن وبيان مواطنها قالت : كان رسول الله صل الله عليه وسلم _ يصلى فى بيتى قبل الظهر أربعا , ثم يخرج فيصلى بالناس ثم يدخل فيصلى ركعتين , وكان يصلى بالناس المغرب , ثم يدخل فيصلى ركعتين , ويصلى بالناس العشاء , ويدخل بيتى فيصلى ركعتين " رواه مسلم
وعن عائشة رضى الله عنها قالت : وكان يصلى من الليل تسع ركعات فيهن الوتر , وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين , ثم يخرج فيصلى بالناس , صلاة الفجر " ( 89 )

2_ لقد كان من سنته صل الله عليه وسلم _ المواظبة على اثنتى عشرة ركعة
موزعة قبل الفرائض وبعدها كما جاء فى الحديث السابق الذى روته عائشة رضى الله عنها وكان أحيانا يزيد على ذلك ركعتين أو ينقص كما جاء فى بعض
الرويات أنه كان يصلى أحيانا أربعا قبل الظهر أو ركعتين كما فى حديث ابن عمر رضى الله تعالى عنهما وهو متفق عليه وفى حديث أم حبيبة رضى الله عنها
فى رواية أخرى عند أبى داود والترمذى أنه صل الله عليه وسلم كان يصلى أحيانا بعد الظهر أربعا بدلا من ركعتين " فما أحرى المسلم أن يتمسك بسنة الحبيب صل الله عليه وسلم ويجتهد فى أداء النوافل حتى يحبه الله تعالى كما جاء فى الحديث القدسى " وما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه " ( 90 )

فضل نافلة الفجر :

3_ لقد كان النبى صل الله عليه وسلم : يصلى قبل صلاة الصبح , وقبل صلاة الظهر
قالت عائشة رضى الله عنها : إن النبى صل الله عليه وسلم : كان لايدع أربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداة " رواه البخارى
وعنها أيضا عند مسلم قالت : قال صل الله عليه وسلم : ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها " وفى رواية : لهما أحب إلى من الدنيا جميعا "
وعنها كما فى الحديث المتفق عليه : " لم يكن رسول صل الله عليه وسلم : على
شئ من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتى الفجر " ( 91)

4_ وعنها وعن حفصة رضى الله عنهما : أنه صل الله عليه وسلم : كان يصلى ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح وكان يقرأ فيهما " قل يا أيها الكافرون " و " قل هو الله أحد " كما فى حديث مسلم عن أبى هريرة , وعند الترمذى عن ابن عمر رضى الله عنهما وكذلك كان يقرأ فيهما :
" قولوا أمنا بالله وما أنزل إلينا " سورة البقرة الآية 136 _
و " قوله تعالى " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم " سورة آل عمران آية 64_ ( 92 )

5_ وعن من دخل المسجد والمؤذن يقيم أو وجد الجماعة قائمة ولم يكن صلى ركعتين الفجر , فعليه أن يصليهما بعد طلوع الشمس وارتفاعها ,وعند الإمام مالك رضى الله عنه ان ابن عمر رضى الله تعالى عنهما : فاتته ركعتا الفجر
فقضاها بعد أن طلعت الشمس أى وقد ارتفعت قدر رمح أو رمحين ذلك أن الوقت بعد صلاة الصبح حتى طلوع الشمس وارتفاعها وقت كراهة ومن صلاهما بعد صلاة الفجر مباشرة كانت صلاته صحيحة ولا شئ عليه لأنها من السنن ذوات السبب ولا إعادة عليه " ( 93)

6_ وعن قيس بن عمر أنه خرج إلى الصبح , فوجد النبى صل الله عليه وسلم فى الصبح , ولم يكن ركع ركعتى الفجر , فصلى مع النبى صل الله عليه وسلم ثم قام حين فرغ من الصبح فركع ركعتى الفجر , فمر به النبى صل الله عليه وسلم فقال :" ما هذه الصلاة "؟ فأخبره , فسكت النبى صل الله عليه وسلم :" ولم يقل شيئا " رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان وأصحاب السنن إلا النسائى قال العراقى اسناده صحيح فدل ذلك على جواز صلاتها بعد الفجر وبعد طلوع الشمس كما سبق استحباب الدعاء بعدها كما فى حديث عامر بن أسامة عن أبيه أنه صلى ركعتين الفجر وأن رسول الله صل الله عليه وسلم : صل قريبا منه ركعتين خفيفتين ثم سمعه يقول وهو جالس : " اللهم رب جبريل واسرافيل ومكائيل ومحمد النبى صل الله عليه وسلم _ أعوذ بك من النار ثلاث مرات " رواه ابن السنى ( 94)

7_ وعند ابن السنى أيضا من حديث أنس رضى الله عنه
عن النبى صل الله عليه وسلم :" قال : من قال صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة ( يعنى قبل الصبح وبعد صلاة النافلة ) أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله تعالى ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر "
وكان صل الله عليه وسلم يضطجع على جنبه الأيمن بعد صلاة ركعتى نافلة الفجر قالت عائشة رضى الله عنها : " كان رسول الله صل الله عليه وسلم:"
إذا ركع ركعتى الفجر اضطجع على شقه الأيمن " رواه الجماعة
وعهنا أيضا قالت : كان رسول الله صل الله عليه وسلم :" كان رسول الله صل الله عليه وسلم : " إذا صل ركعتى الفجر فإن كنت نائمة اضطجع , وإن كنت مستيقظة حدثنى " والظاهر أن حكم الإضطجع فى حق من صلى نافلة الفجر فى البيت " ( 95)

سنة الظهر :

8_ وفى فضل راتبة الظهر حديث أم حبيبة رضى الله عنها _ أن رسول الله صل الله عليه سلم _ قال : " من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار " رواه أبو داود والترمذى وقال حديث حسن صحيح .
وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال :" صليت مع رسول الله صل الله عليه وسلم _ ركعتين قبل الظهر , وركعتين بعدها " متفق عليه .
ولكن غالب الروايات أنه كان يصلى أربعا قبل الظهر كما فى حديث عائشة رضى الله عنها " كان لايدع أربعا قبل الظهر " رواه البخارى ( 96)

9_ ومن حديث عبد الله بن السائب _ رضى الله عنه _ فى رواية عنه صل الله عليه وسلم _ إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء , فأحب أن يصعد لى عمل صالح "
رواه الترمذى وقال حسن صحيح .
وعن قضاء الراتبة : أنه صل الله عليه وسلم : إذا فاتتة راتبة الظهر إن اشتغل عنها بعمل كتوزيع صدقات وغيرها قالت عائشة رضى الله عنه فى ذلك : كان رسول الله صل الله عليه وسلم إن لم يصل أربعا قبل الظهر صلاها بعده " رواه الترمذى وقال حسن صحيح .
وهكذا كان رسول الله صل الله عليه وسلم كان يحرص على سنن الرواتب إن لم يصليها فى وقتها وكذلك الصحابة رضوان الله عليه كانوا يفعلون ذلك . ( 97)

10 _ وعن سنن قبل العصر والمغرب والعشاء , فحكمها لمن شاء كما فى الحديث الصحيح الذى رواه عبد الله بن مغفل وفيه عنه صل الله عليه وسلم :" بين كل أذانين صلاة , بين كل أذنين صلاة , بين كل أذنين صلاة , وقال فى الثالثة لمن شاء " متفق عليه أى بالنسبة لما قبل العصر والمغرب والعشاء , والمراد بالأذانين : الأذان والإقامة , وعنى قوله لمن شاء حتى لايظن أنها مؤكدة كغيرها
وفى استحباب صلاة النافلة قبل العصر كما فى حديث على بن أبى طالب رضى الله عنه وغيره : أن رسول الله صل الله عليه وسلم : صلى قبل العصر أربعا " رواه الترمذى وأبو داود وكان يصلى أحيانا , ركعتين : ( 98)

11_ ومن حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" رحم الله امرأ
صلى قبل العصر أربعا " رواه أحمد وأبو داود والترمذى وحسنه وابن حبان وابن خزيمة وصححاه .
وعن نافلة المغرب والعشاء :
وأما نافلة بعد صلاة المغرب والعشاء فمؤكدة , كما فى حديث ابن عمر رضى وعائشة رضى الله عنهما أنه صل الله عليه وسلم : كان يصلى ركعتين بعد صلاة المغرب , وركعتين بعد صلاة العشاء " كما يستحب أن يقرأ فى سنة المغرب بعد الفاتحة ( قل هو الله أحد , وقل يا أيها الكافرون ) كما فى حديث ابن مسعود رضى الله تعالى عنه : أنه قال : ما أحصى ما سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقرأ فى الركعتين بعد المغرب , وفى الركعتين قبل الفجر بسورة " قل يا أيها الكافرون " وسورة " قل هو الله أحد " رواه ابن ماجة والترمذى وحسنه
( 99)

12_سنة الجمعة بعدها مؤكدة وهى ركعتان كما فى حديث ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه صلى مع رسول الله صل عليه وسلم : " ركعتين بعد صلاة الجمعة " متفق عليه ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربع ركعات " رواه مسلم
وفى رواية زاد فيها : فإن عجل بك شئ فصل ركعتين فى المسجد وركعتين إذا رجعت " والحديث أخرجه أبو داود والترمذى ومعنى " إذا رجعت يعنى إلى بيتك وقول النبى وفعله يصدق بعضه بعضا كما جاء فى هذه الروايات كما يجوز الإقتصار على ركعتين وكما قال صل الله عليه وسلم فى حديث آخر " أحب العمل إلى الله تعالى أدومه وإن قل " ( 100)