مواعظ وعبر في ذكر الموت وحقيقته .

علامات رحمة أو عذاب عند الموت :

فقد روى الترمذى فى نوادر الأصول عن سلمان رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول :" ارقبوا الميت عند موته ثلاثا , إن رشح جبينه وذرفت عيناه وانتشر منخراه فهى رحمة من الله قد نزلت به , وإن غط غطيط البَكْر واحمر لونه وأزبد شدقاه فهو عذاب من الله حل به " ذكره السيوطى فى شفاء الصدور .
ورواه البيهقى فى شعب الإيمان من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم " موت المؤمن برشح الجبين "
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإستعداد ليوم الرحيل :

ـ من حديث شداد بن أوس رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم ـ الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانى " رواه الإمام أحمد وابن ماجة والترمذى وقال حديث حسن ورواه الحاكم أيضا عن شداد بن أوس رضى الله عنه " وقال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا لاتلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتنى إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون " سورة المنافقون الآية 9 ـ 10 ـ 11 ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الأعمال بالخواتيم :

ـ كما فى الصحيحين من حديث على ابن أبى طالب رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم أنه قال : " ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار , فقال رجل : يارسول الله أفنتكل على كتابنا وندع العمل ؟ فقال : اعملوا فكل ميس لما خلق له : أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة , وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة " وفى حديث آخر :" إنما الأعمال بالخواتيم " يقول ابن رجب رحمه الله : فالخواتيم ميراث السوابق " وقال تعالى :" فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى " سورة الليل وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإستعداد للموت قبل نزوله :

ـ من صفات عباد الله الصالحين أنهم يستعدوا للموت قبل نزوله فالموت عندما يأتى للعبد لايرسل إليه ليستأذن ولكنه يأتى بغتة , ولهذا كان من الواجب على كل مسلم التزود بالأعمال الصالحة والمبادرة إلى فعل الخير , فإنه لايدرى متى تنزل به هذه الشدة فى ليل أو نهار فى سفر أو حضر , وذكر الأعمال الصالحة عند الموت مما يقوى جانب الرجاء وحسن الظن بالله تعالى ويهون على العبد شدة سكرات الموت ولهذا كان الصالحون من عباد الله تعالى يستحبون أن يكون للمرء خبيئة من عمل صالح ليكون أهون عليه عند نزول الموت " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإستعداد للموت قبل لقائه :

ـ لقد كان من سيرة سلفنا الصالح , على ما امتازوا به من إقدام حتى سادوا الدنيا وكانت لهم الريادة , أنهم كانوا يستعدون للموت قبل نزوله , ويعملون جهدهم للوصول لقمة الطاعة , لقد كان الموت نقطة الدائرة التى يسيرون عليها فى حياتهم فبها يَصُحون وعليها ينامون , ومن أجلها يعيشون ويتحركون , ولا يهنئون بلذة ولايقفون عند متعة , فكأن الموت لم يُخلق إلا لهم ولم يكتب إلا عليهم ومع ذلك لاينسون العمل من أجل عمارة الدنيا فالله الآخرة والإولى قال تعالى :" قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " الآية 163 ـ سورة الأنعام . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الموت يأتى بغتة :

إن ذكر الموت والإستعداد له أحد الأعمال الصالحة , وهو من أنفع الأدوية لعلاج القلوب ومن أسباب حياتها وصلاحها , وهذا من أعظم أسباب السعادة فى الدنيا والآخرة ولقد كان الرسول صل الله عليه وسلم ـ يوصى بذكر الموت ويقول :" أكثروا ذكر هادم اللذات " يعنى الموت " لأن الإكثار من ذكر الموت حياة للقلوب وعدم تعلقها بالدنيا والعمل على الإستعداد للآخرة . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

داء ودواء :

سأل رجل رسول الله صل الله عليه وسلم ـ دواء لقسوة قلبه فقال له , قل اللهم رب محمد صل الله عليه وسلم ـ أذهب غيظ قلبى وثبتنى على طاعتك وأجرنى من مضلات الفتن ما أحييتنى " وسأل رجل عالما عن دواء لقسوة القلوب , فأمره بعيادة المرضى , وتشييع الجنائز , فإن ذلك يقضى على الغفلة , ويذكر بالموت والإستعداد له . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ومن أصدق من الله قيلا :

ذكر الإمام أبو حامد الغزالى رحمه الله تعالى : فى كتابه إحياء علوم الدين كلمة رائعة يُخاطب بها نفسه بقوله " يا نفس لو أن طبيبا منعك من أكلة تُحبينها لاشك أنك تمتنعين , أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ " فياعجبا ممن يحتمى من الأكل خوفا من المرض ولا يحتمى من الذنوب خوفا من الله ؟ ؛ ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ذكر الموت بين اليأس والعمل :

عندما يدعونا الرسول صل الله عليه وسلم ـ إلى الحرص الدائم على ذكر الموت والإستعداد له ليس هذا دعوة لليأس , ولكن هو تذكير بالحرص على توظيف الحياة لخدمة ديننا , بكل ما نستطيع من أعمال بر وخير , وأن نستعد للرحيل عن الحياة بعمارتها وجعل ذلك مطية لعمارة الآخرة التى هى خير وأبقى , وحتى لايسيطر على حياتنا اليأس والتشاؤم , ولا نترك حياتنا لأهل الظلم والطغاة والمفسدين من الذين يفسدون فى الأرض ولا يُصلحون , هكذا كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يذكرون الموت , فلما جاءهم الموت كانوا من أشد الناس استعداداً له , حتى قال أحدهم وهو على فراش الموت " غداً نلقى الأحبة محمداً " صل الله عليه وسلم " وحزبه . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم ومواعظ فى ذكر الموت :

عن أبي الدرداء قال: "من أكثر ذكر الموت قل فرحه ، وقل حسده".

قال مطرف: "إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم ؛ فاطلبوا نعيماً لا موت فيه".
                موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم ومواعظ فى ذكر الموت :

. قال ابن أبي مليكة: شهدت عبد العزيز عند الموت يقول: يا ليتني لم أكن شيئا ، يا ليتني كهذا الماء الجاري. وقيل: قال: هاتوا كفني ، أف لك ما أقصر طويلك وأقل كثيرك .

قال سعيد بن جبير: "لو فارق ذكر الموت قلبي ، لخشيت أن يفسد عليّ قلبي
موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم ومواعظ فى ذكر الموت :

قال الحسن: "فضح الموتُ الدنيا ، فلم يترك فيها لذي لب فرحاً".

قال صفوان بن سليم: "في الموت راحة للمؤمن من شدائد الدنيا ، وإن كان ذا غصص وكرب. ثم ذرفت عيناه".
موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم ومواعظ فى ذكر الموت :

قال خالد بن معدان: "لو كان الموت علماً يُسبق إليه ما سبقني إليه أحد ، إلا أن يسبقني رجل بفضل قوة".

. كان محمد بن سيرين إذا ذكر الموت ، مات كل عضو منه على حدة.
موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم ومواعظ فى ذكر الموت :

. قال عمر بن عبد العزيز: "من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير، ومن عد كلامه من علمه قل كلامه إلا فيما ينفعه".

كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة ويبكون.
موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم ومواعظ فى ذكر الموت :

قال عمر بن عبد العزيز: "إنك إن استشعرت ذكر الموت في ليلك ونهارك بغض إليك كل فان ، وحبب إليك كل باق".

قال الحسن: "ابن آدم ، إنما أنت أيام ، كلما ذهب يوم ، ذهب بعضك".
موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم ومواعظ فى ذكر الموت :

قال ابن الجوزي: "ما اجتمع لامرئ أمله ، إلا وسعى في تفريطه أجله"

حكي عن العماد المقدسي أنه لما جاءه الموت قال: "يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث". واستقبل القبلة وتشهد.

موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم ومواعظ فى ذكر الموت :

كان الأعمش يقول: "إن كنا لنشهد الجنازة فما ندري أيهم نعزي من حزن القوم"

عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لا يدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل " اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي "موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم ومواعظ فى ذكر الموت :

عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صل الله عليه و سلم يقول قبل موته بثلاث قال " لايموت أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله " .

قال رسول الله صل الله عليه و سلم : " ما رأيت منظراً قطٌ إلا والقبر أفظع منه ". رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
                                          موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم ومواعظ فى ذكر الموت :

قال حماد: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه طائعا ، وكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله.

قال ابن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمه: إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً.
موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم ومواعظ فى ذكر الموت :

قال الحسن بن عبد العزيز: "من لم يردعه القرآن والموت ثم تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع".

قال أبو حازم:"كل عمل تكره من أجله الموت فاتركه ، ثم لا يضرك متى مت".
موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

موعظة فى ذكر الموت :

قال بشر بن الحارث: "ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت ، ومن زهد فيها أحب لقاء مولاه".

قال رجل لداود الطائي: أوصني ، قال: "اتق الله ، وبر والديك ، ويحك! صم الدنيا ، واجعل فطرك الموت ، واجتنب الناس غير تارك لجماعتهم".
موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى يوم وفاته :

فقد توفي النبي صل الله عليه وسلم حين اشتد الضحى من يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة في يوم لم ير في تاريخ الإسلام أظلم منه، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: ما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صل الله عليه وسلم، وما رأيت يوماً كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صل الله عليه وسلم. رواه الدارمي والبغوي. وقد حكى أنس عن ذلك اليوم فقال: بينما هم في صلاة الفجر يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفجأهم إلا رسول الله صل الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة ، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صل الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة، فقال أنس وهمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحاً برسول الله صل الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صل الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر. رواه البخاري. ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تاريخ وفاة النبي صل الله عليه وسلم :

أجمع المؤرخون على أن الله - سبحانه وتعالى - استأثر بروح نبيه يوم الإثنين 13 ربيع الأول سنة 11 هجرية ، ويتفق هذا التاريخ مع 8 يونية سنة 632 ميلادية على اعتبار مبدأ التاريخ الهجري بالرؤية الجمعة 16 يولية سنة 622 ـ قلنا هذا من باب تصحيح المعلومة لا لأجل أن نشارك الإحتفال فى هذا اليوم فهذا مما نهى عنه ديننا وهذا معلوم عند كل ذى عقل ماذا يحدث فى هذا اليوم من خروج على الآداب والقيم مما يخدش الحياء ويغضب رب العالمين " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى ذكر ليلة وفاته صل الله عليه وسلم :

ـ من حديث عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان بين يديه ركوة من ماء أو علبة فيها ماء , فجعل يُدخل يده المباركة فيها ويمسح بها وجهه ويقول لا إله إلا الله إن للموت لسكرات ثم نصب صل الله عليه وسلم يده وجعل يقول فى الرفيق الأعلى حتى قبض صل الله عليه وسلم ومالت يده " رواه البخارى وغيره. موقع فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإستعداد للموت قبل لقائه :

ـ لقد كان من سيرة سلفنا الصالح , على ما امتازوا به من إقدام حتى سادوا الدنيا وكانت لهم الريادة , أنهم كانوا يستعدون للموت قبل نزوله , ويعملون جهدهم للوصول لقمة الطاعة , لقد كان الموت نقطة الدائرة التى يسيرون عليها فى حياتهم فبها يَصُحون وعليها ينامون , ومن أجلها يعيشون ويتحركون , ولا يهنئون بلذة ولايقفون عند متعة , فكأن الموت لم يُخلق إلا لهم ولم يكتب إلا عليهم ومع ذلك لاينسون العمل من أجل عمارة الدنيا فالله الآخرة والإولى قال تعالى :" قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " الآية 163 ـ سورة الأنعام . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم