من الكتاب والسنة( فضل الصبر وحقيقته ) "الباب الثانى "

من صفات المسلم الصبر على البلاء :

كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال ":ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر " رواه البخاري ومسلم . المسلم عندما يملأ الإيمان قلبه , ويتثبت اليقين وجدانه , فإنه يبلغ المنزلة العالية , والدرجة السامية من الإيمان بالقدر كله خيره وشره , وتهون أمامه الشدائد , وتصغر فى عينه المصائب , حيث تطمئن نفسه , ويستريح ضميره , لما نزل به من أحداث , لأنه يخضع ويسلم لقدر الله عزوجل فى كل ما ينوبه ويُروعه وفى ذلك يقول القائل : ليفعل الدهر ما يهم به _ إن ظنونى بالله حسنة _ لا تيأس النفس من تفضله _ ولو أقامت فى النار ألف سنة " ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :"البلاء سُنة الله في خلقه , فهناك من يُبتلى بنقمة أو مرض أو ضيق في الرزق , أو حتى بنعمة فقد قضى الله عز وجل على كل إنسان نصيبه من البــــلاء , قال تعالى :" إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا , إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كافورا " سورة الإنسان الآية 2,3 ـ فمنهم من سيفهم حكمة الله تعالى في ابتلاءه ، فيهون عليه الأمر , ومنهم من سيجزع ويتسخَّط ، فيزداد الأمر سوأ عليه , وهذه رسـالة إلى كل مُبتلى ، وكل الناس مُبتلى ومُصاب هوِّن على نفسك ، فمهما كانت شدة البلاء سيأتي الفرج من الله لا محالة , كان محمد بن شبرمة رحمه : إذا نزل به بلاء ، قال "سحابة صيف ثم تنقشع" عدة الصابرين . " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الهمة والأزمة :

_ إن الأزمة تلد الهمة _ ولا يتسع الأمر الا إذا ضاق _ ولا يظهر فضل الفجر الا بعد الظلام الحالك _ وقد أوشك فجر الشرق أن ينبثق فقد أدهمت به الخطوب وليس بعد الضيق إلا الفرج _ سنة الله فى خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا " قال تعالى " فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا " وقوله صل الله عليه وسلم " واعلم أن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصبر الجميل:

" واصبر للنوائب صبر من لايحتال , ولا يقلق لنزولها فإن فى حوادث الدهر ووقائعه ما يغنيك عن الحيل , ويأتيك ما لا تقدر عليه بحولك ولا بحيلتك , ولأهمية الصبر فى سلوك المسلم أثنى الله تعالى فى القرآن فى كثير من المواضع على من اتصف به ومن الوعد له بالجزاء الأوفى وكذلك ماقاله النبى صلى الله عليه وسلم " انتظار الفرج بالصبرعبادة " وعن عبد الله ابن مسعود أنه قال عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال " الصبر نصف الإيمان , واليقين الإيمان كله " وقالت عائشة رضى الله تعالى عنها " لو كان الصبر رجلا لكان كريما " وقال على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه " القناعة سيف لاينبوا والصبرمطية لاتكبوا وأفضل العدة الصبر على الشدة , وسئل الإمام على رضى الله تعالى عنه " أى شئ أقرب إلى الكفر ؟ قال ذو فاقة لاصبر له وقال الحارث بن أسد المحاسبى " لكل شئ جوهر وجوهر الإنسان العقل وجوهر العقل الصبر قال الشاعر ما أحسن الصبر ولكنه _ فى ضمنه يذهب عمر الفتى " . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آه وصحبه وسلم

لايوجد من لايبكى
سئل حكيم _ هل يوجد الرجل الذى يستطيع أن يعيش بلا دموع فى هذه الحياة ؟
فقال لا, لن يوجد الإنسان الذى يعيش بلا دموع , فالحياة مليئة بألوان عديدة
من المأسى ولكن يوجد الإنسان المؤمن الذى يستطيع أن يمسح دموعه ودموع الآخرين ؟
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

معنى الصبر:

_ بعض الناس يظن أن الصبر يعنى الإستسلام والخنوع والسلبية , ويجلس الواحد منا فى بيته وغيره واضعا يده على خده وينتظر الفرج من غير جهد أو عمل مثمر , والصبر الحقيقى هو أن يجد الإنسان نفسه على شئ رغم ما يعانى من مشقة بدنية أو نفسية , فالمسلم يصبر على الطاعات فيستيقظ عند صلاة الفجر رغم نعومة الفراش وحلاوة النوم وقد يصلدف ذلك شتاء وبرد قارص فيترك دفء الفراش ويتحمل برودة الماء ويمشى إلى المسجد ولكنه بعد ذلك يستشعر حلاوة الطاعة ويجنى ثمارها وثوابها فى الدنيا والآخرة وكذلك يصبر المسلم على الجوع والعطش ويتحمل المشاق فى صيام نافلة أو فريضة كشهر رمضان فيصبر ابتغاء مرضاة الله بل إنه يجد بعد ذلك اللذة والمتعة ويجد الفرحة عند الإفطار وهو يشكر الله تعالى أن أعانه إلى جانب ما يجنيه من ثواب لطاعته لربه عز وجل ولكن الصبر قد يضعف إذالم يكن للمسلم زاد يقويه ويعينه والزاد الروحى والعون الإلهى نجده فى الصلاة فهى زاد الطريق ومدد الروح وجلاء القلب قال تعالى " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " سورة البقرة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزاء الصابرين

وبعد : فإن الله تعالى وعد الصابرين بحسن العاقبة فى الدنيا والآخرة قال تعالى " يا أيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " سورة آل عمران 200_ والصبر من الأخلاق الفاضلة ذات المنزلة الرفيعة والدرجة السامية وقد جعله الله تعالى " نصف الإيمان كما فى الحديث عنه صل الله عليه وسلم " الصبر نصف الإيمان " وقد أعد الله سبحانه للصابرين الجزاء والأجر العظيم قال تعالى " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور " سورة الشورى الآية 43_ وقال تعالى " واصبر وما صبرك إلا بالله " الآية 127_
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

درجات الصابرين

والصبر دليل على قوة الإيمان وصلابة المؤمن وصموده عند الشدائد والنكبات من أجل رضائه بقضاء الله وتسليمه لأمر مولاه سبحانه وتعالى ولذلك كان الصبر له درجات عالية لا ينالها إلا الصادقون 1_ صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها بإخلاص ويقين 2_ صبر عن الوقوع فى المخالفات والمعاصى حتى لايقع فيها 3_ صبر عن الضجر والتسخط والتسليم لقضاء الله , فينبغى على المؤمن الصادق أن يتعلم خلق الصبر ويتدرب عليه فيصبر فى كل أفعاله وأقواله فيفعل الأوامر ويجتنب النواهى والمنكرات ولا يقول بلسانه إلا ما يرضى الله ليستحق فضل الله وثوابه قال تعالى " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " سورة الزمر الآية 10_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(2)

قالوا _:

لا تستبطئ وعد الله تعالى _ ربما كان فيما تستعجل من الخلاص من الآلام والأمراض , تعرض لمحنة أقسى وبلاء أشد , فلا تستبطئ وعد ربك بالرحمة , فإنه تعالى وعدك بما هو رحمة لك , لا بما تراه أنت رحمة , والله يعلم وأنتم لا تعلمون " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن:

_ قال تعالى " قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا وعلى الله فليتوكل المؤمنون " سورة التوبة الآيه 51 _ أى_ قل _ يامحمد صل الله عليه وسلم لهؤلاء المتخاذلين عن نصرة الحق وإعلاء كلمة الله على الدين كله , قل لهم زجرا وتوبيخا : لن يصيبنا إلا ماقدره الله تعالى علينا وكتبه فى اللوح المحفوظ , والله سبحانه وتعالى هو ناصر المؤمنين على أعدائهم ما أخذوا بأسباب النصر واعتمدوا على الله وحده " وقال تعالى" يا أيها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " سورة محمد الآية 7 _ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أثر الصبر فى سلوك المسلم :

_ إن المسلم الحق هو الذى يتخذ من خلق الصبر , قوة دافعة تجعله أصلب عوداً وأشد بأساً فلا يجزع ولايفزع , قال تعالى : يا أيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " سورة آل عمران الآية 200_ وقوله صل الله عليه وسلم :" والصبر ضياء " جزء من حديث رواه مسلم فالصبر بهذا المعنى هو النور الذى يحمى , الإنسان من الزلل , ويضع الإنسان على الطريق القويم الذى ينشد من خلاله كل أمل , ويُسرى عنه ما يُساوره من الضيق والملل , ويسليه ويلطفه عند كل شدة وضجر , ذلك لأن الحياة بحلوها ومرها وسرائها وضرائها لاتدوم على حال , كل يوم هو فى شأن , فيوم رخاء ويوم شدة , ويوم عسر ويوم يسر , والعبد بين هذا وذاك فى امتحان مرير بين الرضا والضجر والإستسلام والملل , لولا تداركه نعمة ربه فيجعله أهلا للتسليم والتفويض وفى ذلك قوله صل الله عليه وسلم : ومن يتصبر يصبره الله , وما أعطى أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر " رواه البخارى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصبر على البلاء :

_ من خلق المسلم الصبر على البلاء والشدة فى النوازل , وعدم التسخط على ما قدر الله له , وكما بين لنا الحديث :" ومن يتصبر يصبره الله " رواه البخارى ومسلم ومن لم يصبر فى الدنيا يُحرم من سلام الملائكة له كما قال تعالى : سلام عليكم بما صبرتم " سورة الرعد ومن لم يصبر هو فى هم وغم واضطراب وعدم أمن بخلاف من سلمت عليه الملائكة قال تعالى :" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " سورة الزمر الآية 10 _ وقال تعالى :" وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم وهدى ورحمة وأولئك هم المهتدون " سورة البقرة الآية 155_ 156_ 157_ ويقول عمر رضى الله عنه _ نعم العدلان ونعمت العلاوة " وكان عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه ـ يقول :" لو كانت الدنيا نعيما بلا كدر , لكانت هي الجنة , ولم نحتاج إلى الانتقال منها .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصبر :  

_ الصبر من أفضل مراتب الإيمان لأنه ما من فضيلة إلا وهى محتاجة إلى الصبر ومن أنواع الصبر الصبر على الطاعات , ولهذا كان فى معرض التذكير بالصلاة والمحافظة عليها فى مواعيدها , وأنها تكفر السيئات وتذكر القلوب بأنوار العبادة حيث قال تعالى " وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لايضيع أجر المحسنين " سورة هود آية 115_ وفى الصحيحين من حديث عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله تعالى بها عنه حتى الشوكة يُشاكها , وأيضا كما فى الصحيحين عنه صل الله عليه وسلم :" ما يصيب المسلم من وصب ولانصب ولا هم ولا أذى حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله له بها من خطاياه " وإذا توجع العبد , وتألم قلبه و فاضة بالدمع عينه , فإنه لايخرج بذلك عن حد الصبر , لأن ذلك هو مقتضى البشرية , ولذلك لما مات إبراهيم ( ولد ) النبى صل الله عليه وسلم ... فاضت عيناه بالدمع , فقيل له فى ذلك . فقال : هذه رحمة , وإنما يرحم الله تعالى من عباده الرحماء " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صفات المسلم الصبر على البلاء :

_ المسلم عندما يملأ الإيمان قلبه , ويتثبت اليقين وجدانه , فإنه يبلغ المنزلة العالية , والدرجة السامية من الإيمان بالقدر كله خيره وشره , وتهون أمامه الشدائد , وتصغر فى عينه المصائب , حيث تطمئن نفسه , ويستريح ضميره , لما نزل به من أحداث , لأنه يخضع ويسلم لقدر الله عزوجل فى كل ما ينوبه ويُروعه وفى ذلك يقول القائل : ليفعل الدهر ما يهم به _ إن ظنونى بالله حسنة _ لا تيأس النفس من تفضله _ ولو أقامت فى النار ألف سنة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ارضى بقضاء الله :

_ أخرج بن المبارك وابن أبى الدنيا وغيره فى المواعظ عن عمر رضى الله عنه قال : ما أبالى على أى حال أصبحت على ما أحب أو على ما أكره , لأنى لا أدرى الخير فى ما أحب أو فيما أكره " وأخرج بن عساكر عن على رضى الله عنه قال : من رضى بقضاء الله جرى عليه وكان له أجر ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه وحبط عمله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصبر على البلاء :

لاينجو مؤمن من الإبتلاءات والمصائب , فهذا قدر الإنسان إن تحمله وصبر كان له أجر ذلك , وإن حزن وضجر فلن يغير ذلك من قدر الله شيئا , والرسول صل الله عليه وسلم _ يعلمنا من خلال أحاديث الشريفة ما ننجى به أنفسنا عند الصدمة الإولى من المصيبة والكارثة , ونستقبل ماينزل بنا بصبر وثبات , ويكون لنا بذلك الأجر والمثوبة ويخلفنا الله تعالى خيراً , وفى ذلك قوله صل الله عليه وسلم _ ما من أحد تصيبه مصيبة فيقول : " إنا لله وإنا إليه راجعون " اللهم أجرنى فى مصيبتى وأخلف
لى خيراً منها إلا آجره الله فى مصيبته , وأخلف له خيراً منها "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حديث قدسى عن رب العزة جلا وعلا يقول فيه :

" من استسلم لقضائى وصبر على بلائى , وشكر لنعمائى , كتبته صديقا وبعثته يوم القيامة من الصديقين , ومن لم يرض بقضائى ولم يصبر على بلائى , ولم يشكر لنعمائى , فليخرج من تحت سمائى وليطلب له ربا سوى " وفيه يا ابن آدم خلقتك بيدى وربيتك بنعمتى , وأنت تخالفنى وتعصينى , وإن رجعت إلى تبت عليك , فمن أين لك ربا مثلى وأنا الغفور الرحيم ؟ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصبر :

قال سعيد بن جبير رضى الله عنه ـ
الصبر اعتراف العبد لله بما أصابه واحتسابه ,
عند الله ورجاء ثوابه , وقال تعالى فى فضل
الصبر :" وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم
مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم
صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون
سورة البقرة الآية 155ـ 157ـ
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

منزلة الصبر :

قال تعالى :" وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
أولئك عليهم صلوات من ربهم وأولئك هم المهتدون " سورة البقرة الآية 155ـ 157ـ
ومن صفة الصابرين كما بينت الآيات أنهم إذا أصابهم شئ يكرهونه , سلموا أمرهم
لربهم وخالقهم وقالوا نحن عبيد له سبحانه , مملوكون لله مدبرون بأمره وتصريفه
يفعل بنا ما يشاء لما مايشاء فإليه سبحانه وتعالى المرجع بعد الموت ثم البعث والحساب والجزاء , وكما ورد فى الحديث القدسى :" إذا ابتليت عبدى ببلاء فى بدنه أو ماله أو أهله أو ولده , واستقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا أو أنشر له ديوانا وأدخله الجنة بغير حساب " وتبين الآية الكريمة أيضا أن الصابرين لا يحاسبون كما يحاسب غيرهم كما قال تعالى :" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " سورة الزمر الآية 10 ـ
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

انتظار الفرج مع الصبر :

_ وفى ذلك دعوة للمسلم إلى التماسك بالصبر وهدوءالنفس عندما تنزل بالمسلم نازلة أو تحدث له مصيبة فيجتمع فكره فلا يقول ما يغضب الله ويحتسب الأجر من الله عند الصدمة الإولى وهذا هو ضياء الإيمان ونور الإستسلام لقضاء الله تعالى وبلقى الله تعالى عليه من نوره ويوفقه إلى طريق الخلاص مما نزل به قال تعالى " لتبلون فى أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور " سورة آل عمران
والصبر عن المعاصى وما حرم الله , والصبر على أداء العبادات وفى أعمال الدنيا , والصبريعصم من الغضب وآثاره السيئة , واصبر للنوائب صبر من لايحتال , ولا يقلق لنزولها فإ ن فى حوادث الدهر ووقائعه ما يغنيك عن الحيل , ويأتيك ما لا تقدر عليه بحولك ولا بحيلتك ,

,  ولأهمية الصبر فى سلوك المسلم أثنى الله تعالى فى القرآن فى كثير من المواضع على من اتصف به ومن الوعد له بالجزاء الأوفى وكذلك ماقاله النبى صل الله عليه وسلم " انتظار الفرج بالصبرعبادة " وعن عبد الله ابن مسعود أنه قال عن النبى صل الله عليه وسلم أنه قال " الصبر نصف الإيمان , واليقين الإيمان كله " وقالت عائشة رضى الله تعالى عنها " لو كان الصبر رجلا لكان كريما " وقال على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه " القناعة سيف لاينبوا والصبرمطية لاتكبوا وأفضل العدة الصبر على الشدة , وسئل الإمام على رضى الله تعالى عنه " أى شئ أقرب إلى الكفر ؟ قال ذو فاقة لاصبر له وقال الحارث بن أسد المحاسبى " لكل شئ جوهر وجوهر الإنسان العقل وجوهر العقل الصبر قال الشا عر : ماأحسن الصبر ولكنه _ فى ضمنه يذهب يذهب عمر الفتى . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى .  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الصبر والعمل :

ـ المسلم الحق لاييأس ولايقنط أبداً فهو يؤمن بقول الله تعالى :" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإنا إليه راجعون " سورة البقرة الآية 156 ـ فالصبر على مصائب الدنيا خير جزاء له الجنة قال تعالى :" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " سورة الزمر الآية 10 ـ وللعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه فينبغى أن يسترضى ربه فإن كان خيرا حمد الله وإن كان شرا صبر واستغفر وأناب وتوسل إلى ربه بالدعاء قال تعالى :" وقال ربكم ادعونى أستجب لكم " سورة غافر الأية 60 ـ موقع من فقه الاسلام للسيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصبر نصف الإيمان :

ـ الصبر ركيزة من ركائز الإيمان , والتى لايتخلى عنها المسلم بحال من الأحوال ولا أن يفرط فيها , لكن يجب مع الصبر العمل والأخذ بالأسباب على تجاوز المشكلات التى توجه المسلم وتعتريه فى حياته , وعلى المسلم الصادق أن يوقن أن ما يصيبه من ابتلاءات فى هذه الدنيا , من مكفرات الذنوب ماحية للخطايا , وتلك هى الدنيا وحالها تُضحك وتُبكى , وتُجمع وتفرق , شدة ورخاء , سراء وصراء , هى دار غرور لمن عمل لها أو فيها يقول تعالى :" يا أيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " سورة آل عمران الآية 200 ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصبر على البلاء :

ـ الصبر والإحتساب والرضى , كل ذلك من الفضائل السامية التى يمنحها الله تعالى لعباده المخلصين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون , وهى فى الوقت ذاته علامة من علامات اليقين , وعندما يلجأ العبد إلى الله تعالى بالتفويض والتسليم لأمره عز وجل ويعتصم به فإن الله تعالى معه ولن يخذله , ولن يُسلمه لعدوه وقد وعد الله تعالى بهلاك الظلمين و بين أن العاقبة للمتقين , وأن جندنا هم الغالبون . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الصبر والتأنى :

الصبر من الأخلاق التى تكبح النفس وتمنعها من الوقوع فى أعمال لاتُحمد عقباها , وبالصبر والحلم تُُطفئ كثيرا من الفتن , وفى انعدام الصبر تحدث الكوارث ويُشعل فتيلها ونيرانها والله تعالى يقول :" يا أيها الذين أمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين الأية 153 ـ سورة البقرة ومن حديث الزبير بن عدى قال :" أتينا أنس بن مالك رضى الله عنه ـ فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال : اصبروا فإنه لايأتى عليكم زمان إلا بعده شر منه حتى تلقوا ربكم , رواه البخارى وقد أرشدنا الرسول صل الله عليه وسلم إلى التعامل بين الناس بالرفق عند انتشار الفتن فقال :" ما كان الرفق فى شئ إلا زانه , ولا نزع من شئ إلا شانه "

فالإسلام يعلمنا عند وقوع الفتن ألا نغتر بالظواهر المجردة والصور الظاهرة , لأن الحكم على الشئ فرع عن تصوره كما تقرر والله تعالى يقول :" ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسئولا " الأية 36ـ سورة الإسراء .
وعلينا جميعا أن لانيأس ونقطع الأمل فى تحقيق السيادة والريادة لأمتنا الإسلامية , ويتمثل ذلك فى عمارة الأرض والأخذ بأسباب النجاة , ومن ثم وعدنا الله تعالى بالعزة والنصر على أعدائنا قال تعالى :" ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنون " الأية 139 ـ سورة آل عمران ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم