مواعظ وعبر في ذكر الموت وحقيقته .

ولهذا كان النبي صل الله عليه وسلم  يستعيذ  من موت الفجأة  لأن الإنسان آنذاك لا يستطيع أن يتوب من فعل المعاصي والذنوب التي كان يفعلها في دنياه، أو أن يقضى ما عليه من حقوق في رقبته للعباد أو لله تعالى، أو الاستزادة من فعل الخيرات والأعمال الصالحة،  والأحاديث الواردة في استعاذة النبي صل الله عليه وسلم من موت الفجأة وإن كان في سندها ضعف  ولكن  معناها صحيح لأن تضعيف الإسناد لا يقدح في صحة متن الحديث وخاصة إذا كان متفقاً مع مقاصد الشريعة وأحكامها،وأحاديث الاستعاذة من موت الفجأة  هي بمثابة جرس إنذار للغافلين عن طريق الله تعالى حتى يستقيموا.

لأن توبة العبد لا تقبل عند سكرات الموت أو خروج الروح من الجسد أي - إذا بلغت الروح إلى الحلقوم-، كما في قوله تعالى :" وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار "سورة النساء: الآية 18ـ .إن من عاش على شيء مات عليه فمن عاش حياته على فعل الطاعات والعبادة لله تعالى يختم الله له بالخاتمة الحسنة حتى وإن فعل بعض الزلات والمعاصي دون قصد منه وفقه الله إلى التوبة قبل الموت. وأما من عاش على المعاصي والذنوب ولم يتب إلى الله قبل موته ختم الله له بالخاتمة السوء.ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري، من قول الإمام البخاري:
اغتنم في الفراغ فضل ركوع ...فعسى أن يكون موتك بغتة
كم صحيح مات من غير سقم ... ذهبت نفسه الصحيحة فلتة.

فليحذر المسوفون للتوبة والمنشغلون بحطام الدنيا ومتاعها، ولذلك لابد من المحاسبة الجادة للنفس والعودة إلى الله تعالى، قبل أن يفجأ الموت، والموت يأتي بغتة .. ولات حين مندم، قال الله تعالى:" أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين , أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين, أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين " سورة الزمر : الآية 56ـ 58ـ .دعاء مؤلف :اللهم اجعل لنا الموت خير غائب ننتظره , والقبر خير بيت نعمره , واجعل ما بعده خيرا لنا منه , يا خير مستغاث أنت ولينا ومولانا نعم المولى ونعم النصير." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الأدعية المأثورة عن النبي صل الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه كان يدعو:" اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ووسوسة الصدر، وشتات الأمر" رواه الترمذي والبيهقي عن الإمام على بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صل الله عليه وسلم:" ما طلعت الشمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين: يا أيها الناس هلموا إلي ربكم فإن ما قل وكفي خير مما أكثر وألهي" رواه الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وأزواجه أمهات المؤمنين الطيبين الطاهرين وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا
موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود

موقف لم يصح ولا أصل له..

وهو ما قيل في أثناء الوفاة للرسول صل الله عليه وسلم، شعر بسكرات الموت، وقال:اااه
إن للموت لسكرات، وطلب من ملك الموت أن يرفق به، فنزل عليه ملك من السماء وقال: يا محمد إن السلام يقرئك السلام، ويقول لك: إنه خفف عنك بضعا وعشرين سكرة، وكل سكرة كتقطيع السيوف، فقال الرسول صل الله عليه وسلم وهو يصارع الموت: اللهم شدد علي سكرات الموت وخفف عن أمتي، وأعادها ثلاثاً. لا أصل له وهو حديث موضوع..

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صل الله عليه وسلم عندما حضرته الوفاة كان بين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات، ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده. وفي الصحيحين وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صل الله عليه وسلم وهو يوعك وعكا شديدا، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكا شديدا. فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: إني أوعك كما يوعك رجلان منكم. قلت: بأن لك أجرين؟ قال: نعم. ثم قال: ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا حطَّ الله عز وجل عنه خطاياه كما تحط الشجرة ورقها. وفي البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: لما ثقل النبي صل الله عليه وسلم جعل يتغشاه، فقالت فاطمة -عليها السلام-: واكرب أباه. فقال لها النبي صل الله عليه وسلم: ليس على أبيك كرب بعد اليوم. فلما مات قالت: يا أبتاه أجاب ربا دعاه، يا أبتاه في جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه. فلما دفن قالت فاطمة - عليها السلام - : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صل الله عليه وسلم التراب. أما ما ذكره السائل من طلب النبي صل الله عليه وسلم من ملك الموت أن يرفق به فلم نقف عليه في شيء من كتب السنة الكثيرة، وما نظن أنه ثابت، إذ لو ثبت لنقل من وجه ما، فإن توفر الدواعي إلى نقله كثيرة، ومما يبعد احتمال ثبوته أنه لا وسيلة لنقل الغيب إلا ما ثبت عن طريقه صل الله عليه وسلم، ومن كان مكابدا سكرات الموت ليس فارغ البال حتى يقص على الناس ما جرى بينه وبين ملك الموت. والله أعلم.وصل الله وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا
موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود