مواعظ وعبر في ذكر الموت وحقيقته .

حسن الختام

فرق شاسع بين حسن الختام وسوء الخاتمة , فالحسن يعنى فرح وسرور وبياض ونضارة فى الوجه , والسوء حزن ونكد وقلق واضطراب يعقب ذلك سوادا فى الوجه وقتر وذلة قال تعالى " يوم تبيض وجوه وتبيض وجوه فأما الذين أسودت وجوههم أكفرتم بعد ايمانكم فذقوا العذب بما كنتم تكفرون , وأما الذين ابيضت وجوههم ففى رحمة الله هم فيها خالدون " سورة آل عمران ويوم القيامة تبيض وجوه أهل السنة , وتسود وجوه أهل البدع " كما جاء ذلك عن أهل التفسير فيبيض القلب ويظهر أثر ذلك من البياض والنضارة على الوجه فلا مكان لحقد ولا غل أو حسد وكراهية وعداء وضغينة , ويستقبل لقاء الله تعالى بالبشر والترحاب ولهذا قال النبى صل الله عليه وسلم " من أحب لقاء الله أحب الله لقائه , ومن كره لقاء الله كره الله لقائه " اللهم اختم بالباقيات الصالحات أعمالنا , وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أكثروا من ذكر الموت

الموت معناه مفارقة الروح للجسد وهو من أشد الآلام التى تصيب الحى فى الدنيا , ولقد وصفها من إحتضر بأ وصاف تقشعر منها الأبدان وتطير لها الأفئدة ومن هؤلاء لما احتضر عمرو ابن العاص رضى الله تعالى عنه عندما سأله ابنه عن صفات الموت فقال : والله وكأن جنبى فى تخت , ولكأنى أتنفس من سم ابرة , وكأن غصن شوك يجر به من قدمى إلى هامتى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كن فى الدنيا عابر سبيل

شأن الغريب عن وطنه وأهله كعابر سبيل نزل فى طريق بمكان , للإستراحة وليجد قوته وقد أعرض عن كل ما يشغله عن مقصده أو يطيل فى غربته , وهذا هو حال المؤمن العاقل الفطن , فلا يتنافس مع الناس فى متاع الدنيا الزائل , ولا يخاصم فى سبيل عرضها الحائل , ومن ثم كان تذكر الموت خير واعظ , ومن لم يعظه هادم اللذات كما سماه رسول الله صل الله عليه وسلم فلا واعظ له وعن ابن عمرو رضى الله تعالى عنهما _ قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " أكثروا من هادم اللذات [ يعنى الموت ] فإنه ما كان فى كثير إلا قلله , ولا قليل إلا جزاه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حول قراءة القرآن وتلقين الميت

من المستحب قراءة القرآن على الميت ويكتب ثوابها له , متى كان القارئ قد وهبها له ويكون للقارئ ثواب كذلك فيما قرأ , وسواء كانت القراءة عند القبر أو بعيدا عنه وهذا عند كثير من الأئمة ويشترط فى ذلك أن لا يأخذ أجرا على ما يقرأ كما ينتفع الميت بالصدقة والدعاء له باجماع العلماء "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

تلقين الميت والموعظة على القبر

كما يجوز تلقين المريض فى حالة الإحتضار , وتلقين الميت بعد دفنه " كلمة التوحيد
وعقيدة الإيمان " ويكون التلقين فى حالة الإحتضار برفق , وتلطف حتى لا يسأم المريض ويتضجر فى هذه الحالة العصبية , كما يجوز الموعظة على القبر بشرط
أن يخرج من يعظ عن الكلام فيما يتعلق بأمورالآخرة "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2)

لايموت نبى حتى يخير :

عن عائشة رضى الله عنها قالت _
كنت أسمع أنه لايموت نبى حتى يخير
بين الدنيا والآخرة فسمعت النبى صل الله عليه وسلم
يقول فى مرضه الذى مات فيه _ وأخذته بحة يقول :
" مع الذين أنعم الله عليهم " سورة النساء الآية 69_
فظننت أنه خير " رواه البخارى ومسلم
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

خير واعظ الموت :

_ من خلق المسلم مع ربه سبحانه وتعالى , كثرة الخوف والحزن كلما تذكر الموت وسكراته , وخوفه من سوء الخاتمة , حتى أن قلبه قد ينخلع من شدة ألمه , وفى ذلك يقول بعض الصالحين : من أكثر من ذكر الموت , أكرم بثلاثة أشياء : تعجيل التوبة , وقناعة النفس , والنشاط فى العبادة " وكان سفيان الثورى رحمه الله يقول : ما استعد للموت من ظن أن يعيش غدا " وكان يقول الطاعات تتفرع عن ذكر الموت , والمعاصى تتفرع عن نسيانه , " فعليك أخى المسلم بمصاحبة العلماء العاملين , وانبذ مجالسة أصحاب الأهواء من الغافلين والمغترين , فإن مخلطة هؤلاء سم قاتل وظلمة للقلب وحجاب غفلة عن مشاهد أهوال يوم القيامة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أراد واعظا :

_ كفى بالموت واعظا لمن أراد النجاة , من أجل رضى مولاه سبحانه وتعالى , فالموت من الحقائق الثابتة التى كتبها الله تعالى على كل حى بما فى ذلك الإنسان , مهما طالت بها الحياة فإن مصيرها إلى زوال وإلى الموت , والموت يأتى بغتة والقبر صندوق العمل , يقول الله تعالى :" كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز " سورة آل عمران الآية 85_ ولا ينفع العبد فى قبره سوى التقوى والعمل الصالح , فمن دخل القبر من غير زاد فهو كمن ركب البحر من غير مركب . ومما روى أن الخليفة هارون الرشيد قد طلب من بعض الوعاظ أن يوجه إليها موعظة , فقال من وعظه لو دامت الخلافة لغيرك ما وصلت إليك , قال له هارون زدنى قال له : كفى بالموت واعظا , فبكى هارون الرشيد حتى تخضبت لحيته بالبكاء , فلا ينخدعن أحدكم بماله ولا بقوته وشبابه فالمال لايبقى والشباب لايدوم , فخذ من غناك لفقرك , ومن شبابك لهرمك , ومن حياتك لموتك , ومن صحتك لمرضك , وتزود لسفر طويل واستعد لحساب عسير يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اغتنم ساعة :

_ يقول الأوزاعى رحمه الله تعالى :" ليست ساعات الدنيا إلا وهى معروضة على العبد يوما فيوما , وساعة فساعة , ولا تمر به ساعة لم يذكر الله تعالى فيها إلا انقطعت نفسه عليها حسرات , فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة , ويوم مع يوم وليلة مع ليلة ؟ _ نحن لا نعرف من الموت إلا ظاهره دون حقيقته , ونراه عدما , ونندب القريب والبعيد إن وضعناه فى حفرة باردة , وقد خلفناه وحيداً , تأكله الدود , وليس حبيبك الذى أودعته الحفرة , ولكن أصبح جسداً هامداً , والجسد ثوب يخلع بالموت , كما تخلع الحية ثوبها , فهل هناك أحد يبكى على ثوب خلع ؟ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

باب ذكر الموت :

إن ذكر الموت يوجب التجافى عن دار الغرور , ويقتضى الإستعداد للآخرة فهى الوطن الذى يحن إليه المسلم , لأنه يعلم أن تلك الدنيا لا محالة فانية , فالغفلة عن الموت هى التى تدعوا إلى الإنهماك فى شهوات الدنيا , وتجعله لامحالة يذكر الموت
وإن ذكر الموت كره ونفر منه وقد حث رسول الله صل الله عليه وسلم _ على الإكثار من ذكر الموت فقال : عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم أنه قال : أكثروا من هادم اللذات " يعنى الموت " والمعنى نغصوا بذكره اللذات
حتى ينقطع ركوبكم إليها فتقبلوا على الله تعالى , وهذا الحديث رواه ابن ماجة والترمذى وحسنه وأيضا مروى عن أنس رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم _ وحسنه البزار وفيه أن النبى صل الله عليه وسلم _ جاء إليهم وهم يضحكون فقال لهم أكثروا ...فذكره بلفظه . ( 1)

وعن أبى ذر رضى الله عنه قال : قلت يارسول الله صل اله عليه وسلم :" فما كانت من صحف موسى عليه السلام قال : " كانت عبراً كلها : عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح , عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك , وعجبت لمن أيقن بالحساب غداً ثم لايعمل رواه بن حبان فى صحيحه وغيره , وعن ابن عمر رضى الله عنهما : قال أتيت النبى صل الله عليه وسلم _ عاشر عشرة فقام رجل من الأنصار فقال : يانبى الله صل الله عليه وسلم _ من أكيس الناس وأحزم الناس قال: " أكثرهم ذكراً للموت
وأكثرهم إستعداداً للموت أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة " رواه ابن أبى الدنيا فى كتاب الموت والطبرانى فى الصغير بإسناد حسن . (2)

قال: معاذ ابن جبل رضى الله عنه _ قلت : يارسول الله صل الله عليه وسلم _ أوصنى قال :" إعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك فى الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل , بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية
وقد بينا معنى المنهمك فى أول الكلام , وأما التائب المبتدء والعارض المنتهى
فالتائب هو الذى يكثر من ذكر الموت , لينبعث به من قلبه الخوف والخشية فيفى بتمام التوبة وربما يكره الموت ولا يدخل هذا تحت . ( 3)

, قوله صل الله عليه وسلم _ من كره لقاء الله كره الله لقاءه " فإن هذا ليس يكره الموت ولقاء الله وإنما يخاف فوات لقاء الله لقصوره وتقصيره , وعلامة ذلك أنه دائم الإستعداد له لا شغل له سواه وإلا إلتحق بالمنهمك فى الدنيا والأعلى منه العالم العارف , الذى فوض أمره إلى الله تعالى فصار لايختار لنفسه موتا ولا حياة , فهو سائر على مايرضى مولاه فهذا قد انتهى بفرط الحب والولاء إلى مقام التسليم والرضى وهو الغاية والمنتهى . ( 4)

قال الحسن البصرى رحمه الله تعالى : فضح الموت الدنيا فلم يترك لذى لب فيها فرحاً , وما ألزم عبد قلبه ذكر الموت إلا صغرت الدنيا عليه , وهان عليه جميع ما فيها , وكان ابن عمر رضى الله عنهما إذا ذكر الموت إنتفض إنتفاض الطير وكان يجمع كل ليلة الفقهاء فيتذكرون الموت والقيامة , ثم يبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة , وكان حامد القيصرى يقول : كلنا قد أيقن الموت وما نرى له مستعداً
وكلنا قد أيقن بالجنة وما نرى لها عاملا , وكلنا قد أيقن بالنار وما نرى لها خائفا
فعلام تفرحون , وما عسيتم تنظرون الموت فهو أول وارد عليكم من أمر الله تعالى بخير أو بشر فيا أخوتاه سيروا إلى ربكم سيراً جميلا , وقال شميط بن عجلان : من جعل الموت نصب عينيه لم يبال بضيق الدنيا ولا بسعتها . ( 5)

فاعلم أيها الأخ المسلم أن خطر الموت عظيم , وإنما غفل عنه الناس لقلة فكرهم
وذكرهم له ومن يذكره منهم إنما يذكره بقلب غافل , فلهذا لاينجح فيها ذكر الموت
وليس المراد أن يتمنى العبد الموت وقد دخل النبى صل الله عليه وسلم _ على الفضل رضى الله عنه _ وهو يشتكى فتمنى الموت فقال : يا عباس عم رسول الله صل الله عليه وسلم _ لا تتمن الموت إن كنت محسناً تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك وإن كنت مسيئا فأن تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك لا تتمن الموت " وقال : إن كنت فاعلا فليقل : اللهم أحينى ما كانت الحياة خيراً لى وتوفنى ما كانت الوفاة خيراً لى "
( 6)

ويقول أيضا من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه – عنه صل الله عليه وسلم أنه قال : لا تتمنوا الموت فإن هول المطلع شديد , وإن من السعادة أن يطول عمر المرء ويرزقه الله تعالى الإنابة " وعن أبى بكرة رضى الله عنه _ أن رجلا سأل النبى صل الله عليه وسلم _ أى الناس خير ؟ قال من طال عمره وحسن عمله قال : فأى الناس شر قال : من طال عمره وساء عمله " فالذى يريد أن يسافر إلى مفاز فيه مخاطرة أو يركب البحر فإنه لايتفكر إلا فيه , وعند ذلك يقل فرحه وسروره بالدنيا
وينكسر قلبه . ( 7)

فينظر إلى الذى بنوا القصور , وعمروها قد صاروا تحت الصخر والآبار فيتذكر صورتهم فى مناصبهم , وأحوالهم ويتأمل كيف محا التراب حسن منظرهم وتبددت أجزاؤهم فى قبورهم , وقد أكل الدود ألسنتهم وكيف كانوا يضحكون وقد أكل التراب أسنانهم , وكيف كانوا يدبرون لأنفسهم ما لايحتاجون
إليه إلى عشر سنين فى وقت , لم يكن بينهم وبين الموت إلا شهراً وهم غافلون عما يراد بهم حتى جاءهم الموت فى وقت لم يحتسبه , فانكشف له صورة الملك وقرع سمعه النداء إما الجنة وإما النار فإذا ذكر الموت فعدوا أنفسكم من جملتهم . (

وهذا عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه _ يقول : ألا ترون أنكم تُجهزون كل يوم غاديا أو رائحا إلى الله عز وجل : تضعونه فى صدع من الأرض وقد توسد التراب
وخلف الأحباب وقطع الأسباب , فلذلك شرع النبى صل الله عليه وسلم _ زيارة المقابر ومشاهدة المرضى وهو الذى يجدد , ذكر الموت فى القلب حتى يغلب عليه
بحيث يصير نصب عينه يقول الله تعالى : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون " سورة الأنعام ( 9)

قال ابن مسعود رضى الله عنه – لرسول الله صل الله عليه وسلم _ هل لذلك علامة قال : نعم التجافى عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والإستعداد للموت قبل نزوله " فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والفاجر من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانى , وفى الحديث الذى رواه الحاكم عن ابن عباس رضى الله عنهما : عنه صل الله عليه وسلم :" وخذ من صحتك لسقمك ومن حياتك لموتك "
يعنى إغتنم الأعمال الصالحة فى الصحة فى الصحة قبل أن يحول بينك وبينها المرض وفى الحياة قبل أن يحول بينك وبينها الموت وفى رواية : فإنك يا عبد الله لاتدرى ما اسمك غدا يعنى لعلك غدا من الأموات دون الأحياء " ( 10)

وفى الحديث عنه صل الله عليه وسلم _ بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون , إلا فقراً , منسيا أو غنى مطغياً , أو مرضا مفسداً , أو هرماً مفنداً , أو موتاً مجهزاً ,
أو الدجال فشر غائب ينتظر , أو الساعة والساعة أدهى وأمر , " فهذه الأشياء كلها تعوق عن الأعمال الصالحة فبعضها يشغل عنه , إما فى خاصة الإنسان كفقره , وغناه ومرضه , وهرمه وموته , وبعضها عام كقيام الساعة وخروج الدجال وهذه الأمور العامة لاينفع بعده عمل , كما قال تعالى :" يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " ( 11)

وقال تعالى :" يوم يأتى بعض آيات ربك لاينفع نفسا إيمانها لم تكن أمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيراً " فإذا طلعت الشمس من مغربها , وخرج الدجال , ودآبة الأرض , لاينفع نفسا إيمانها لم تكن أمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيراً " ويطبع على القلوب بما فيها وترفع الحفظة الأعمال , وتؤمر الملائكة بغلق صحائفها ووضعت أقلامها ومن هنا كان الواجب على المسلم المبادرة بالأعمال الصالحة قبل أن لايقدر عليها ويحال بينها وبينه إما بمرض , أو موت أو بأن يدركه بعض هذه الآيات التى لايقبل معها , عمل ومتى حيل بين الإنسان وبين العمل , لم يبق له إلا الحسرة والأسف عليه ويتمنى الرجوع إلى حال , يتمكن فيها من العمل فلا تنفعه الأمنية , ( 12)

قال تعالى :" وانيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن ياتيكم العذاب ثم لاتنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لاتشعرون أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرط فى جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هدانى لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لى كرة فأكون من المحسنين " سورة الزمر وما من يوم أخرجه الله تعالى إلى الدنيا إلا وهو يقول :" يا ابن آدم اغتنمنى لعله لا يوم لك بعدى ولا ليلة إلا تنادى ابن آدم اغتنمنى لعله لا ليلة لك بعدى , فا ياأخى المسلم إغتنم فى الفراغ فضل ركوع فعسى أن يكون موتك بغتة كم من صحيح مات من غير سقم ذهبت نفسه الصحيحة فلتة " ( 13)
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نصيحة :

قال حكيم : إن لم يكن من الموت بد من العجز أن تكون جبانا "
ومن ثم : غداً توفى كل نفس ما كسبت , ويحصد كل زارع ما زرع
فمن أحسن فلنفسه , ومن أساء فبئس ما قدم وصنع .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الزيارة للتذكرة :

وعن زيارة القبور ـ يقول : النبى صل الله عليه وسلم ـ :" كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإن فيها عبرة " إن نسيان الموت ضلال مبين , وبلاء عظيم , ما نسيه أحد إلا طغى , وما غفل عنه انسان إلا غوى , وفى زيارة المقابر أكبر العظة والعبرة والتفكر والإستعداد للموت وما بعده , ومراجعة النفس والإلتزام بالتوبة والجد فى طاعة الله , والإقلاع عن المعاصى والذنوب , فإذا كنت موقنا أنك ستموت , وتلقى مولاك , فكن على تمام الإستعداد له , فإنك لاتدرى متى ينزل بك , ولا تعلم فى أى ساعة تقبض , حتى تتفرغ للعمل قبله ولو مدة قصيرة قال تعالى :" يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لايجزى والد عن ولد ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " سورة لقمان الآية 33ـ
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وصية عند الموت :

عن الحسن البصرى رحمه الله تعالى قال : لما حضرت أبا بكرة رضى الله عنه الوفاة قال : اكتبوا وصيتى , فكتب الكاتب : هذا ما أوصى به أبو بكرة صاحب رسول الله صل الله عليه وسلم ـ فقال : أبو بكرة : أكتني عند الموت ؟ امح هذا واكتب : هذا ما أوصى به نفيع الحبشى مولى رسول الله صل الله عليه وسلم ـ وهو يشهد أن الله عز وجل ربه , وأن محمداً صل الله عليه وسلم نبيه ـ وأن الإسلام دينه , وأن الكعبة قبلته , وأنه يرجوا من الله عز وجل ما يرجوه المعترفون بتوحيده , المقرون بربوبيته , الموقنون بوعده ووعيده , الخائفون من عذابه , المشفقون من عقابه , المؤملون لرحمته إنه أرحم الراحمين . .
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم