من فقه العبادات ( شهر رمضان الزائر المنتظر ) (للشيخ سامى محمود .)

شهر الخير فتنافسوا :

بعد أيام قليلة سيزورنا ضيف كريم مبارك هو شهر رمضان ٬ شهر العبادة وفعل الخيرات ومساعدة المحتاجين ٬ لكن للأسف أكثرنا حوله من شهر نشاط وتوفير إلى شهر كسل وتبذير٬ وكما تدل الإحصاءات على أننا نستهلك في رمضان أضعاف ما نستهلكه في أي شهر آخر من شهور السنة. ولأن المرأة دائماً وأبداً هي عماد البيت خاصة في الشهر الكريم ٬ فإن لها دور كبير في تهيئة الأسرة لاستقبال الشهر الفضيل وترسيخ القيم الدينية الصحيحة لأفراد الأسرة جميعهم , ويبين لنا النبي صل الله عليه وسلم أن صنوف الخير وما يملك الإنسان من مال وغيره فيها زكاة مستحبة , لينال العبد فضل الله ورضوانه .عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما نحن في سفر مع النبي صل الله عليه وسلم :" إذ جاء رجل على راحلة له قال فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله صل الله عليه وسلم :" من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له قال فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل." رواه مسلم ". فالحديث يبين لنا أنه كل ما زاد عن حاجتنا أخرجناه لمستحقيه من الفقراء والمحتاجين . ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فضائل شهر الصيام والعبادة فيه :

لقد أطل علينا شهر عظيم كريم مبارك , شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان , فيه ليلة خير من ألف شهر, وهو شهر رمضان يزهو بفضائل كثيرة وخير عميم على سائر الشهور فهو شهر الصبر والمصابرة ، والجهاد والمجاهدة ، وشهر المواساة والسخاء والجود , وهو يرمض الذنوب ويحرقها فلا يبقى لها أثر ، وفيه يحرص المسلمون على صلاة القيام بالسهر لنيل خيره والفوز بجزيل أيامه ، ويتضرعون إلى الله تعالى فيه لأن أبواب الرحمة فيه مفتوحة ، والشياطين ومردة الجن مصفدة ، قال سلمان الفارسي رضي الله عنه : خطبنا رسول الله صل الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان ، فقال : " أيها الناس : قد أظلكم شهر عظيم كريم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر .. شهر جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعاً .. من تقرب فيه بخصلة من الخير ، كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه .. وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة .. وشهر المواساة .. وشهر يزداد رزق المؤمن فيه .. من فَطر فيه صائماً ، كان مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره ، من غير أن ينقص من أجره شئ"

قالوا : يا رسول الله ! ليس كلنا يجد ما فَطر الصائم ! فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : "يعطي الله هذا الثواب ، من فطر صائماً على تمرة ، أو على شربة ماء ، أو مذقة لبن .. وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار .. من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له ، واعتقه من النار .. فاستكثروا فيه من أربع خصال ، خصلتين ترضون بهما ربكم ، وخصلتين لا غناء لكم عنهما ، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وتستغفرونه .. وآما الخصلتان اللتان لا غناء لكم عنهما : فتسألون الله الجنة ، وتعوذون به من النار .. ومن سقى صائماً ، سقاه الله من حوضي ، شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة ". رواه ابن خزيمة في صحيحه . فجدير بكل مسلم في هذا الشهر الكريم أن يكون له خطة عمل مع ترتيب الأولويات ، ليجني من الخير ما يستطيع أن يجنيه , والمحروم استقبله وحرم خيره ولم يُغفر له ، والسعيد من صامه إيماناً واحتساباً فكانت المغفرة جزاءً له . . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل الصيام والقرآن :

لا بد من العناية بتعلم القرآن و أحكامه والإكثار من تلاوته ، فرمضان شهر القرآن ، كما في الحديث عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام: أي رب ، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه ، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال: فيُشفَّعان " .رواه أحمد , احذر من كثرة النوم في نهار رمضان ، وليكن نهارك ذكرٌ وتلاوةٌ للقرآن , احرص على ختمه وتلاوته بالتدبر والتفكر في معانيه ومواعظه , . ." ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما أسعدك ؟ :

أما يتمني أحدنا أن يرى الصالحين في الجنة وهو معهم ، ألا يسعده أن يساق المتقون إلى الرحمن وفداً وهو فيهم ، أما يُفرحك أن لا يأتي بابا في الجنة إلا نودي منه ، ألا يفرحك أن تكون الجنة دارك والنبي صل الله عليه وسلم جارك والملائكة وأبناء والصحابة زوارك ، فما أسعد من يحظى بالجنة ، فالطريق إليها له أبواب عديدة . لقد وهبنا الله الحياة كي نعمل فيها ورزقنا والحمد لله أن نكون من أمة محمد - صل الله عليه وسلم - فقد وفر عليك الكثير الكثير، ما عليك سوى أن تسعى نحو الجنة التي وعد الله بها المتقون ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من تصدق بصدقة ؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن عاد منكم مريضا ؟ قال أبو بكر: أنا. قال: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة " . أخرجه البخاري في الأدب المفرد . _ ويقول عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه _ الصلاة تبلغك نصف الطريق , والصوم يبلغك باب الملك , والصدقة تدخلك عليه . ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقيقة الصيام :

ما أعظم حقيقة الصيام وما أكرمه من سر بين العبد و ربه لا يطلع عليه غيره لأنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله عز وجل , و لذلك قيل: لا تكتبه الحفظة , و قيل : إنه ليس فيه رياء. وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه و سلم قال :" كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال عز و جل : إلا الصيام فإنه لي و أنا الذي أجزي به إنه ترك شهوته و طعامه و شرابه من أجلي للصائم فرحتان : فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربه و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ." ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سلوك الصائم وفضل الصيام :

عن أبي هريرة رضي الله عنه:أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:" الصيام جنة ، فلا يرفث ولا يجهل ، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه ، فليقل إني صائم - مرتين - والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك ، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصيام لي وأنا أجزي به ، والحسنة بعشر أمثالها. صحيح البخاري." ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لا ترد دعوتهم :

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم " : ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل , والصائم حتى يفطر , ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء ويقول بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين " رواه بن ماجة في سننه باب في الصائم لا ترد دعوته ." ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

في فضل شهر رمضان :

رمضان شهر الرحمة والمغفرة ، شهر تُغلق فيه أبواب النار، وتُغل فيه الشيطان ، وتُفتح أبواب الجنة عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صل الله عليه وسلم " : إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين".ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أبشر عند أول ليلة في صيام رمضان :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال :" إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادى مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة " أخرجه الإمام أحمد في المسند ، وأخرجه البيهقى في شعب الإيمان . ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بعيد عن الله تعالى :

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم جاء فصعد المنبر فقال : " آمين " . ثم قال " آمين". ثم قال " آمين " ، قال : "أتاني جبريل فقال : من ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فدخل النار فأبعده الله ، فقلت : آمين ، ومن أدرك أحد والديه فدخل النار فأبعده الله ، فقلت : آمين ، ومن أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ، فقلت : آمين ". أخرجه الحافظ ابن شاهين في فضائل رمضان. ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكمة الصوم :

شرع الله تعالى الصيام لعباده ليصل بالنفس إلى حقيقة التقوى وهذا ما يشير إليه قول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة البقرة ، الآية 183 ـ ، إذا الصوم بهذا المعني عبادة خالصة لهدية الإنسان تسير به في طريق التقرب إلى الله تعالى ، ففي الصوم تصبح النفس أكثر قرباً من الله سبحانه وتعالى ، وذلك بأن الإنسان في وقت الجوع لا يستطيع فعل أي شيء سوى التفكر في حكمة الله تعالى ، فالمسلم بفطرته أثناء الشدة يعود إلى الله الواحد الأحد ، فعندما يحس المسلم الصائم بألم الجوع يتوجه إلى الله تعالى في دعاءه ، أن ينجيه من كل بلاء و ضيق وشدة ، وفي الصوم تصبح النفس أكثر طهارة وعفة ونقاء ، يقول الرسول صل الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " أي وقاية وستر . رواه البخاري ومسلم ، وفي الصيام في هذا الحديث حكمة ، أي أن الصيام للشاب الذي لا يقدر على الزواج هو أغض للبصر ، فلا ينظر للمحرمات ويكتفي بعبادة الله تعالى ." ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما أعظم الصيام :
إن في الصيام سر بين العبد وربه ، فهذه العبادة لا يعلم أحد مدى صدقها إلا الله تعالى ، وعلى الصائم أن ينوي النية الصادقة لله تعالى قبل الصيام ، وقال الرسول صل الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه". وقد ذكر لنا الرسول صل الله عليه وسلم أحاديث كثيرة عن الصيام ومنها : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً ، غُفر له ما تقدم من ذنبه , ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ، غُفر له ما تقدم من ذنبه" إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة ، وغُلّقت أبواب النار، وصُفّدت الشياطين " ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة" " السحور أكله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحّرين" " لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأدام الصيام ، وصلى لله بالليل والناس نيام" ." ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فوائد الصيام:

الصوم يعمل على تضييق مجاري الطعام والدم ، وهي مجاري الشيطان ، وبذلك تقل وسوسته , والصوم يعمل على إضعاف الشهوة والمعصية فتشرق الروح , والصوم يعمل على تذكير الصائم بإخوانه الجائعين من المحتاجين الذين لا يملكون الطعام في كل أيام السنة ، والفقراء والمساكين ، فيعطف عليهم ويمد يد العون إليهم , إن الصوم من الدروس المهمة التي أعطاها الله تعالى للإنسان ، فالصيام مدرسة يربي الإنسان فيها نفسه ، ويزكي قلبه ويطهره من الإلتفات للمعاصي ، كما أنه أغض للبصر وأحصن للفرج , والصائم يرجوا من الله تعالى أن يتقبل صيامه وفي النظر إلى المحرمات يذهب الصيام ويفسد ، ولأن المسلم يعرف أنه إذا أفطر متعمداً لا يغفر الله له هذا الإفطار حتى لو صام الدهر , فهو يخاف على نفسه من أن يفطر ، كم أن الصيام يحفظ الجوارح ، فأثناء الصيام يكبح الزوجان الرغبة في بعضيهما ، لذلك تبقى الطهارة حليفة صيامهما. ." ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين يدي شهر رمضان :

تعاقبت علينا الأعوام والشهور , ومرت الليالي والأيام وعاد إلينا شهر الله رمضان , شهر البر والإحسان , شهر القرآن , والصيام , والقيام , شهر الفيوضات والتجليات والبركات , عاد إلينا شهر رمضان ليوقظ في نفوسنا روافد الخير , وأحاسيس البر ويجدد فينا الصبر على فعل الطاعات ونشر المكرمات , قال تعالى :" ومن يُعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب " سورة الحج الآية 32 ـ , عودٌ حميد لأصحاب القلوب النقية المتصفة بتقوى الله وخشيته , وذلك بتجديد العهد مع الله تعالى , مع صحبة الخير مع القرآن الكريم , معجزة الله الخالدة , ودستوره الدائم , وشرعه القائم , وفي القرآن هدي ونور وشفاء لما في الصدور , من أمن به سبق , ومن عمل به أجر , ومن قال به صدق , ومن تمسك به نجا , ومن سار على دربه هُدي إلى صراط مستقيم ,

وقد ربط لنا الحق تبارك وتعالى بين الأسباب والمسببات لنكون على بصيرة من حالنا مع أي الفريق نكون حتى نستطيع أن نغير ما بنفوسنا بقوله عز من قائل :" فمن اتبع هدي فلا يضل ولا يشقي ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمي " سورة طه الآية 123 ـ 124 ـ وقال تعالى :" إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم " سورة الرعد الآية 11 ـ فطوبي لمن صامه وقامه وأحسن فيه وكان فيه من المقبولين , اللهم تولنا بفضلك وأنزل علينا من خيرك , وأنت حسبنا ونعم الوكيل . .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

آداب الصيام وجزاء الصائمين :

حين يصوم المسلم فإنه يرتفع فوق المستوى المادي . لأن خلق الصيام يربى فيه الضمير الذي يمنعه من الانسياق وراء شهوة البطن , فيأكل ما شاء الله له أن يأكل ,و في الصيام تدريب للمسلم على قوة الإرادة , فأنت في النهار تجوع والطعام الشهي يترقرق ويزهوا أمام عينيك , وتعطش والماء موجود بين يديك ولكنك تترك ذلك لله وتتعفف مع إنه لايراك إنسان , ولكن لك ضميرا يمنعك من أن تلبى كل حاجتك , حتى المباح منها , فما بالك بالحرام ؟ ولأنك تراقب ربك المطلع على سرك وأحولك وجميع أعمالك وهو معك أينما كنت . والذي يطلع على صيامك هو الله وحده كما في
حديث أبى هريرة رضي الله تعالى يقول الرسول صل الله عليه وسلم قال الله عز وجل , كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به , والصيام جنة , فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم , والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما , إذا أفطر فرح بفطره , وإذا لقي ربه فرح بصومه . رواه الإمام مسلم في صحيحه ,

شهر رمضان شهر الرحمة والغفران ، شهر تغلق في أبواب النار، وتُغل فيه الشياطين ، وتفتح أبواب الجنة " , فعليك أخي الحبيب بمجاهدة نفسك قدر استـطاعتك واغسل قلبك قبل جسدك ولسانك قبل يديك , واجعل من صيامك وقاية لك من المعاصي والسيئات وإياك أن تستسلم لهواك وما يسعي إليه كلٌ من شياطين الإنس والجن من أجل إفساد صيامك وضياع معني طاعتك وعبادك واحذر أن تكون من أولئك الذين لا ينالهم من صيامهم سوى الجوع العطش , حال صيامك في رمضان أو غيره , عليك بالمسارعة للخيرات وتجنب المحرمات واخف أمر يمينك عن يسارك وامتنع عن الغيبة والنميمة كي لا تفطر على لحم أخيك ميتاً حتى يكون صومك صحيحا وتأتي يوم القيامة في عِداد المقبولين . دعاء مؤلف :اللهم إنا نثني عليك الخير كله أنت الغني ونحن الفقراء إليك ,اللهم ارحمنا واجعلنا من الآمنين , وأعتق رقابنا ووالدينا وأهلنا وإخواننا وكل من له حق علينا من النار ." " ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فضائل شهر الصيام والعبادة فيه :

لقد أطل علينا شهر عظيم كريم مبارك , شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان , فيه ليلة خير من ألف شهر, وهو شهر رمضان يزهو بفضائل كثيرة وخير عميم على سائر الشهور فهو شهر الصبر والمصابرة ، والجهاد والمجاهدة ، وشهر المواساة والسخاء والجود , وهو يرمض الذنوب ويحرقها فلا يبقى لها أثر ، وفيه يحرص المسلمون على صلاة القيام بالسهر لنيل خيره والفوز بجزيل أيامه ، ويتضرعون إلى الله تعالى فيه لأن أبواب الرحمة فيه مفتوحة ، والشياطين ومردة الجن مصفدة ، قال سلمان الفارسي رضي الله عنه : خطبنا رسول الله صل الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان ، فقال : " أيها الناس : قد أظلكم شهر عظيم كريم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر .. شهر جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعاً ..

من تقرب فيه بخصلة من الخير ، كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه .. وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة .. وشهر المواساة .. وشهر يزداد رزق المؤمن فيه .. من فَطر فيه صائماً ، كان مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره ، من غير أن ينقص من أجره شئ" قالوا : يا رسول الله؛ ليس كلنا يجد ما فَطر الصائم ؛ فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : "يعطي الله هذا الثواب ، من فطر صائماً على تمرة ، أو على شربة ماء ، أو مذقة لبن .. وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار .. من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له ، واعتقه من النار ..

فاستكثروا فيه من أربع خصال ، خصلتين ترضون بهما ربكم ، وخصلتين لا غناء لكم عنهما ، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وتستغفرونه .. وآما الخصلتان اللتان لا غناء لكم عنهما : فتسألون الله الجنة ، وتعوذون به من النار .. ومن سقى صائماً ، سقاه الله من حوضي ، شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة ". رواه ابن خزيمة في صحيحه . فجدير بكل مسلم في هذا الشهر الكريم أن يكون له خطة عمل مع ترتيب الأولويات ، ليجني من الخير ما يستطيع أن يجنيه , والمحروم من استقبله وحرم خيره ولم يُغفر له ، والسعيد من صامه إيماناً واحتساباً فكانت المغفرة جزاءً له . دعاء مؤلف :أللهم إني أسألك فيه التوفيق لأن أطيعك ولا أعصيك وأن أعمل بما يُرضيك ، وأعوذ بك فيه من سخطك وغضبك , وشر عبادك يا أجود السائلين ويا خير المعطين . ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

السنة تعجيل الإفطار وتأخير السحور:

هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس عند الإفطار حيث أنهم لا يفطرون حتى ينتهي الأذان ليردد ما يقول المؤذن من أول الأذان إلى آخره ,وذلك مخالف لسنة النبي صل الله عليه وسلم الذي حث على التعجيل. كما في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم : "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر".ولأحمد عن أبي ذر،رضي الله عنه يقول النبي صل الله عليه وسلم : "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور".والحنابلة تقرر أن الإنسان يندب على الإجابة للأذان في الصلاة،والصائم عقب الغروب مدعو للإفطار والتعجيل به قبل الصلاة وبدليل الحث علي التعجيل وبدليل أن النبي صل الله عليه وسلم كان يفطر على تمر قبل أن يصلى"ومن كل هذا نفهم أنه لا يجب على الصائم أن ينتظر عند الإفطار إلى أن ينتهي الأذان.ويسن تأخير السحور والمحافظة عليه حتى يقوى الصائم على الصيام وينشط له وتحصل بسببه الرغبة في الازدياد منه وذلك لخفة المشقة على المتسحر بالنهار فقد ثبت أن النبي صل الله عليه وسلم قال: "تسحروا فإن في السحور بركة" رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه ،

، ويمتد وقت السحور إلى طلوع الفجر الصادق حيث يحب الإمساك عن كل مفطر وهو المراد بقوله تعالى "وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر" البقرة 187 ـ فالصائم يُمسك عن تناول الطعام والشراب قبيل الأذان بفترة قصيرة ليتهيأ للصلاة. ولهذا فإن الذي يتسحر قبل أن ينام يفوته خير كثير من الأعمال الصالحة كالدعاء والاستغفار والذكر ويفوته كذلك استغفار الملائكة له قال رسول الله صل الله عليه وسلم" :السحور كله بركة فلا تدعوه ، و لو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء ، فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين"رواه أحمد وحسنه الألباني , وأعظم من ذلك تفوته صلاة الفجر في أول وقتها. .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

آداب الصيام وجزاء الصائمين :

حين يصوم المسلم فإنه يرتفع فوق المستوى المادي . لأن خلق الصيام يربى فيه الضمير الذي يمنعه من الانسياق وراء شهوة البطن , فيأكل ما شاء الله له أن يأكل ,و في الصيام تدريب للمسلم على قوة الإرادة , فأنت في النهار تجوع والطعام الشهي يترقرق ويزهوا أمام عينيك , وتعطش والماء موجود بين يديك ولكنك تترك ذلك لله وتتعفف مع إنه لايراك إنسان , ولكن لك ضميرا يمنعك من أن تلبى كل حاجتك , حتى المباح منها , فما بالك بالحرام ؟ ولأنك تراقب ربك المطلع على سرك وأحولك وجميع أعمالك وهو معك أينما كنت . والذي يطلع على صيامك هو الله وحده كما في حديث أبى هريرة رضي الله تعالى يقول الرسول صل الله عليه وسلم قال الله عز وجل , كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به , والصيام جنة , فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم , والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما , إذا أفطر فرح بفطره , وإذا لقي ربه فرح بصومه . رواه الإمام مسلم في صحيحه ,

, شهر رمضان شهر الرحمة والغفران ، شهر تغلق في أبواب النار، وتُغل فيه الشياطين ، وتفتح أبواب الجنة " , فعليك أخي الحبيب بمجاهدة نفسك قدر استـطاعتك واغسل قلبك قبل جسدك ولسانك قبل يديك , واجعل من صيامك وقاية لك من المعاصي والسيئات وإياك أن تستسلم لهواك وما يسعي إليه كلٌ من شياطين الإنس والجن من أجل إفساد صيامك وضياع معني طاعتك وعبادك واحذر أن تكون من أولئك الذين لا ينالهم من صيامهم سوى الجوع العطش , حال صيامك في رمضان أو غيره , عليك بالمسارعة للخيرات وتجنب المحرمات واخف أمر يمينك عن يسارك وامتنع عن الغيبة والنميمة كي لا تفطر على لحم أخيك ميتاً حتى يكون صومك صحيحا وتأتي يوم القيامة في عِداد المقبولين . دعاء مؤلف :اللهم إنا نثني عليك الخير كله أنت الغني ونحن الفقراء إليك ,اللهم ارحمنا واجعلنا من الآمنين , وأعتق رقابنا ووالدينا وأهلنا وإخواننا وكل من له حق علينا من النار ." .ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم