من فقه العبادات ( شهر رمضان الزائر المنتظر ) (للشيخ سامى محمود .)

فى فضل الصيام :

ـ الرسول صل الله عليه وسلم يبين لنا فى الحديث أن الصوم لانظير له من بين سائر العبادات فى جلب الخير والنفع للعبد فقد روى النسائى والحاكم عن أبى أمامة رضى الله عنه قال :" قلت يارسول الله : مرنى بأمر ينفعنى الله به , قال عليك بالصيام فإنه لامثل له " أى أن الصيام لامثل له فى صفاء النفس , وطهارة القلب وعظيم الأجر ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصيام يربى الإرادة فى الإنسان :

الصيام يربى فى الإنسان قوة الإرادة , وينمى فى النفس ملكة مراقبة الله تعالى , والشعور باطلاعه عليه , ويثمر كذلك الإنقياد التام والإمتثال بالطاعة , والإستعلاء على حاجات الجسد كلها إيثارا لمرضات الله عز وجل , ومن ثم فالصيام مدرسة لإعداد النفوس لاحتمال مشقات الحياة , فعلى المسلمين أن يتخذوا من شهر الصيام دروسا لسلوكهم فى الحياة ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لتغيرت أحوالهم ونفوسهم من الذل إلى العز , ومن المعصية إلى الطاعة , ومن الضعف إلى القوة , ومن الفرقة إلى الإتحاد , ولطهرت نفوسهم , وصفت أرواحهم , ولعولجت كل مشاكلهم , ولأصبحوا أهلا لبركات الله ورحماته , ولرفع الله تعالى بهم راية الإسلام ونوره فى العالمين , ولحققوا بذلك منهج التوحيد والفضيلة والعدالة والرحمة بين الناس قال تعالى :" قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم " سورة المائدة . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مثى فرض شهر رمضان :

ـ فرض الله تعالى صيام شهر رمضان فى السنة الثانية من الهجرة وكان الصيام قبل ذلك معروفا فى الأديان السابقة اختلفت صوره لكن كمال هذه الفريضة كان فى الإسلام كما قال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات " سورة البقرة الأية 183 ـ 184 ـ وبهذه الأية الكريمة بين الله تعالى الغاية من الصيام هو تقوى الله عزوجل وكما قال صل الله عليه وسلم :" الصوم جُنةٌ " أى وقاية من المعاصى " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رمضان شهر التواصل والمحبة بين المسلمين :

ـ إن من مميزات شهر رمضان , أنه يجمع أفراد البيت الواحد والأسرة الواحدة بعضهم مع البعض الآخر , أثناء الإفطار وفى وقت السحور فى جو اجتماعى تغشاه سحائب الألفة والمحبة والإيثار , كما يحقق شهر رمضان كذلك لأهل كل حى وكل قرية ومدينة , فرصة التعارف والإلتقاء وتجديد الصلات وإقامة العلاقات الإجتماعية من خلال إقامة الصلوات فى المساجد وعند الإجتماع لاستماع مجالس العلم والوعظ , وفى المحافل والندوات الثقافية والعلمية بما يعود على الجميع بالتآلف والتزور والتعاون والتكافل , وهذه من بعض مقاصد الصيام فى شهر رمضان , فإن للصيام أهداف متنوعة ووسائل تربوية , وسلوكية , وانسانية , وسياسية , واجتماعية , وتعليمية , وصحية إلى غير ذلك بما يطول شرحه وبيانه . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصيام التزام وانضباط :

ـ إن فى عبادة الصيام دعوة إلى الإنضباط والإلتزام , ويظهر أثر ذلك فى تحديد الأوقات التى يباح فيها الأكل والشرب وغيرها من المفطرات , وكذلك تحديد الوقت عند الإمتناع عن تناول المفطرات المذكورة كما فى قوله تعالى :" وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل " سورة البقرة وقوله صل الله عليه وسلم :" إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا فقد أفطر الصائم " ويتبين لنا أيضا حقيقة الإنضباط فى الصيام عند التمسك بأدابه , وكبح جماح النفس والبعد عن تفلت الأعضاء والجوارح وكف اللسان عن الجهل فى القول فيما رواه البخارى ومسلم أن النبى صل الله عليه وسلم قال :" إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب , أى لايسب ولا يرفع صوته بالخصومة " فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنى صائم إنى صائم " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصيام مدرسة اجتماعية :

ـ إن من مقاصد الصيام وأهدافه أنه يفيض على الصائمين الإحساس الصادق بالحق الأخوى الذى يذكرهم بذوى الحاجة الذين يكاد صيامهم موصولا طوال العام بسبب فقرهم وشدة حاجاتهم , وبذلك يقوى هذا الشعور على المشاركة الوجدانية ومساعدتهم , والإحساس بآلامهم , وتلك نعمة لايدركها إلا من جربها ولهذا لما سئل نبى الله يوسف عليه السلام عن كثرة صيامه فقد قيل له " لما تصوم وأنت تملك خزائن الأرض قال أخشى إن شبعت أن أنسى الجائع " ولهذا فإن المجتمع الذى لايشعر أفراده بآلام الآخرين مجتمع مقطوع أثره وصلته محروم من رحمة الله فإن من لايرحم لايرحم , إن مدرسة الصيام نتعلم منها أن يعيش المسلين بعضهم لبعض , وأن يشعروا بآلام بعضهم البعض , وأن يكونوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى إلى غير ذلك من الأهداف والفوائد التى تعود على الصائمين . " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصيام وتربية النفس :

ـ مما يجب على كل مسلم أن يعلم أنه ليس المقصود من عبادات الإسلام هو مجرد صورها , ولهذا فإن الصيام ليس مجرد جوع أو عطش , فإن الله تعالى غنى عن ذلك , وإنما المقصود من الصوم كما هو المقصود من سائر العبادات , من تهذيب النفس وكفها عن الشهوات , والصبر على الحرمان من المألوفات التى يركن إليها فى أحواله العادية , ومن هنا يمكن أن نقول أن الصوم وسيلة فعالة من وسائل تربية الفرد التربية الأخلاقية القويمة , والناس فى الصوم على درجات فمنهم من يأخذه على أنه مجرد امتناع عن الطعام والشراب والشهوات بالكيفية المعلومة شرعا , ويقف عند هذا الحد ولايتعداه إلى الحقيقة المطلوبة والغاية من العبادة , وهناك من يرتقى بصومه عن مجرد الإمساك الظاهرى بالإمتناع عن الآثام المعنوية المتعلقة بسمعه , وبصره ولسانه وإلى هذا يشير الحديث الذى رواه مسلم عنه صل الله عليه وسلم :" فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنى صائم " قوله صل الله عليه وسلم :" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخارى . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تحفظ فى صيامك :

الصيام ليس وسيلة للسب واللعن ... إنما هو باب للتحلى بمكارم الأخلاق , والعفو عن الآخرين والترقى والسمو بالخُلقْ والدين "
ومن هنا يقول النبى صل الله عليه وسلم :" من صام رمضان وعرف حدوده , وتحفظ مما ينبغى له أن يتحفظ كفر ما قبله " رواه الإما أحمد وأبو يعلى
وهذا يدلنا على أن الصيام عبادة لها حدودها , ولها شروطها حتى تؤتى ثمراتها
وليس كل من صام قد صام حقيقة , وإنما الصيام الحقيقى من اجتهد فى هذه العبادة
فأداها على الوجه الذى شرعه الله , وبلغه لنا الرسول صل الله عليه وسلم "
  موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نشيد الصائم :

كما جاء فى حديث سلمان الفارسى رضى الله تعالى عنه فى خطبته صل الله عليه وسلم فى آخر شعبان عن شهر رمضان " فا ستكثروا فيه من أربع خصال خصلتان ترضون بهما ربكم , وخلصتان لاغنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه , وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار " فليحرص كل مسلم  على أن يقول هذا الذكر ولا يمل من تكراره :" لا إله إلا الله أستغفر الله , اللهم إنى أسألك رضاك والجنة اللهم إنى أعوذ بك من سخطك والنار  ," موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مواقيت الصلاة والصيام :

عن حكم من يشكك فى وقت صلاة الفجر وأذانه قبل الوقت بعشرين دقيقة ؟
الجواب :
هناك من لايزالون ينظرون إلى الخيط الأبيض والخيط الأسود لتحديد وقت
الفجر وبدء الصوم، وقد سبقهم إلى هذا أعرابى فى عهد الرسول صلى اللّه
عليه وسلم. فقد روى البخارى ومسلم عن سهل بن سعد قال نزلت { وكلوا واشربوا
حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } البقرة 187 ،( ولم ينزل
من الفجر) وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم فى رجليه الخيط الأبيض والأسود،
ولا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل اللّه بعد ( من الفجر
) فعلموا أنه إنما يعنى بذلك بياض النهار.

أخرجه البخارى، وسمى الفجر خيطا لأن ما يبدو من البياض يرى ممتدا
كالخيط وقد أوضح الرسول صل اللّه عليه وسلم علامة الفجر الصادق فى
أحاديث المواقيت المشار إليها وعليها يجرى حساب المواقيت بالدقة التامة
وبهذا نعلم :أن الأسلوب المتبع فى حساب مواقيت الصلاة فى جمهورية مصر العربية يتفق من الناحية الشرعية والفلكية مع رأى قدامى علماء الفلك المسلمين
حسبما انتهى إليه رأى المختصين بعلوم الفلك.

المواقيت الحسابية للصلاة والصوم مع مراعاة فروق التوقيت من مكان
إلى مكان فى مصر صحيحة ، وموافقة للمواقيت الشرعية التى نزل بها جبريل
على رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم بالعلامات الطبيعية الواردة فى الأحاديث
الشريفة ومن ثم على الذين يقولون فى الدين بغير علم أن يتقوا اللّه حتى لايضلوا
الناس فى دينهم. وبذلك يتأكد لنا بما لايدع مجالا للشك صحة المواقيت الحسابية
للصلاة وشرعية العمل بها، والالتزام والوقوف عندها فى الصوم والصلاة
مع مراعاة الفروق الحسابية للمواقيت الحسابية موافقة للمواقيت الشرعية
التى نزل بها جبريل عليه السلام على رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم بالعلامات
الطبيعية الواردة فى الأحاديث الشريفة التى رواها أصحاب السنن فى كتاب
مواقيت الصلاة.

. وبعد فإن على هؤلاء الذين يقولون فى الدين بغير علم، أن يتقوا اللّه ، حتى لا يضلوا الناس فى دينهم ولقد حذر اللّه سبحانه هؤلاء القائلين فى دينه
بغير علم فقال { يا أيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا ولا تتبعواخطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين.إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على اللّه ما لا تعلمون } البقرة168، 169 ، وبين هذا رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم فيما رواه الزهرىعن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده قال سمع النبى صل اللّه عليه وسلم لا يضلوا الناس فى دينهم ولقد حذر اللّه سبحانه هؤلاء القائلين فى دينه بغير علم فقال { يا أيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا
خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين.إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على اللّه ما لا تعلمون } سورة البقرة 168، 169 ،

وبين هذا رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم فيما رواه الزهرى
عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده قال سمع النبى صل اللّه عليه وسلم
قوما يتمارون فى القرآن فقال ( إنما هلك من كان قبلكم بهذا ، ضربوا
كتاب اللّه بعضه ببعض وإنما نزل كتاب اللّه يصدق بعضه بعضا ولا يكذب
بعضه بعضا فما علمتم منه فقولوا وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه. )
على هؤلاء. أن لا يلبسوا الدين بأغراض أخرى يبتغونها، لا يريدون بها
وجه اللّه ولا إقامة دينه، فإن الحق أحق أن يتبع { ولا تلبسوا الحق بالباطل
وتكتموا الحق وأنتم تعلمون. وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين } البقرة 42 ،43 ، واللّه سبحانه وتعالى أعلم. " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم وسلم

عن معنى كلمة " رمضان كريم "

هذه العبارة لا بأس بترديدها , لأن شهر رمضان معظم ومبارك , حيث أنزل فيه القرآن , وجعل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر , وقدر فيها أرزاق العباد وآجالهم , وجميع أمورهم في ذلك العام , وتنسخ من اللوح المحفوظ , وشهر رمضان كريم , وليس من شرط كونه كريما أن يكون يُعطى , بل لفضله ومكانته كما قال الله تعالى عن أهل الجنة :" إن تجتنبوا ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما " يقول الإمام البغوي رحمه الله عند قوله :" وندخلكم مدخلا كريما " أي : حسنا وهو الجنة " اهـ وقال تعالى عن المؤمنين :" وأعد لهم أجرا كريما " ويقول الإمام بن كثير رحمه الله في تفسيرها يعنى : الجنة وما فيها من المآكل والمشارب والملابس , والمساكن والمناكح والملاذ والمناظر , وما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " اهـ

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: أي من كل زوج من النبات كريم " أي حسن المنظر . قال الإمام الشعبي رحمه الله : والناس أيضا : من نبات الأرض , فمن دخل الجنة فهو كريم . ومن دخل النار فهو لئيم " والشاهد من هذا أن وصف الكرم يُطلق على الأشياء المعنوية مثل : المَّدْخَل "  وعلى الجمادات , مثل النباتات ويطلق الكرم بمعنى الحُسْن , وعلى هذا لا يمنع من قول المسلم لأخيه عند تهنئته بقدوم شهر رمضان  " رمضان كريم " وقد ذكر رسول الله صل الله على وسلم :" في بعض ألفاظ فضل شهر رمضان كما رواه عنه سلمان رضي الله عنه :" لقد أظلكم شَهرٌ كرَيمٌ عَظيمٌ .. الخ الحديث بطوله حتى بعض أهل العلم الذين منعوا ذلك لو تتبعت خطبهم وأحاديثهم عن شهر رمضان , لو وجدتهم يذكرون كلمة  " شَهرٌ كرَيمٌ عَظيمٌ "

وقد أردت من بيان ذلك حتى لانُحجر وسع الله على قول بعينه , وحتى لا تتداخل الأمور عند من لايعلم ومعلوم أن اللغة العربية حمالة أوجه , والعرف هو من يخصص ويوضح الكلام الذى يصدر عن الناس فى حياتهم , ولذلك كانت تصدر الفتوى من أهل العلم فى كل زمان على ما يقع وتعارف بين الناس سواء فى الأيمان أو فى أمور الطلاق وألفاظه وغير ذلك ولا أريد أن أطيل , فى ذلك لأن الموضوع لايتصل بالعقائد ولا يدخل فى باب العبادات ,  بل هو قبيل العادات الحسنة التى لايتدخل الشرع فيها إلا مصححا ومهذبا إذا جنحت وخالفت أصوله وفروعه. والله أعلم . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ماذا تعلمت من شهر الصيام ؟ :

ـ لقد علمني الصيام أن أتحمل المكاره , وأقهر نفسي عند ترديها والوقوع في الشهوات وقد أخبرنا الرسول صل الله عليه وسلم في الحديث فقال :" حفت الجنة بالمكارة , وحفت النار بالشهوات " رواه مسلم من حديث أنس رضي الله عنه ـ ولذلك كان رسول الله صل الله عليه وسلم يحرص على المجاهدة وخاصة في شهر رمضان والمجاهدة ثلاثة أنواع منها مجاهدة النفس وهى ردع النفس عن كل معصية، خاصة أن مردة الشياطين تصفد في رمضان , والنوع الثاني هو مجاهدة الشيطان بألا يستمع إلى وساوسه ويكثر من ذكر الله وقراءة القرآن ,وأخيراً مجاهدة الأعداء فأعظم المعارك التي وقعت في التاريخ كانت في شهر رمضان كموقعة غزوة بدر في عهد الرسول صل الله عليه وسلم وموقعة حرب 73 19م في العاشر من رمضان فهناك علاقة كبيرة بين الصوم والنصر.".موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فضائل شهر رمضان :

ـ بين لنا الإسلام أن صيام شهر رمضان ركن من أركان الدين , وأن من واظب عليه كان من المفلحين حيث أخبرنا رسول الله صل الله عليه وسلم فى الحديث أن شهر رمضان هو الشهر الذى تفتح فيه أبواب الجنة وتعم رحمة الله تعالى على عباده , وتغلق فيه أبواب الجحيم كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال : لما حضر رمضان " قد جاءكم شهر مبارك , افترض الله تعالى عليكم صيامه , تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم , وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر , من حرم خيرها فقد حرم " رواه الإمام أحمد والبيهقى والنسائى . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ماذا تعلمت من الصيام ؟ :

ـ تعلمت من الصيام أن أملك نفسى عند الغضب وأنا أقول كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنى صائم , إنى صائم , إنى صائم " جزء من حديث رواه مسلم وبذلك أملك نفسى عند الغضب كما بين لنا كذلك رسول الله صل الله عليه وسلم أن الشديد ه من يملك نفسه عند الغضب فقال :" ليس الشديد بالصُرعة , وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب " رواه البخارى ومسلم. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أوله رحمة :

لقد أخبرنا رسول الله صل الله عليه وسلم أنه إذا جاء شهر رمضان كما فى الحديث الذى رواه الترمذى : " ينادى مناد يا باغى الخير أقبل , ويا باغى الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة " ويبين لنا كذلك أن شهر رمضان يوصل إلى رحمة الله ومغفرته كما فى حديث النضر بن شيبان قال : قلت لأبى سلمة بن عبد الرحمن : حدثنى بشئ سمعته من أبيك , وسمعه أبوك من النبى صل الله عليه وسلم عن شهر رمضان فقال : نعم حدثنى أبى قال : " قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" إن الله تعالى فرض صيام شهر رمضان عليكم , وسننت لكم قيامه ـ أى شرعت لكم صلاة التراويح وهى سنة اقتداء برسول الله صل الله عليه وسلم ـ فمن صامه وقامه ايمانا واحتسابا , خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " رواه النسائى والإمام أحمد . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أوسطه مغفرة :

ـ إن شهر رمضان شهر كريم عظيم عند الله تعالى ولذا فضله الله سبحانه وتعالى من بين سائر الأيام والشهور , بنفحات وفيوضات ربانية , من تعرض لها وأحياها بالطاعات والعبادات , فاز وسعد وكان من المقبولين المرحومين , ومن أعرض عنها وشغل بغيرها من الشهوات والرزائل خسر وخاب وكان من المقبوحين المطرودين قال تعالى :" قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " سورة الكهف وكما فى الحديث عنه صل الله عليه وسلم :" إن لله تعالى فى أيام دهركم نفحات , ألا فتعرضوا لها فلعل أحدكم تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا " . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

آخره عتق من النار :

يأتى شهر رمضان فى العام مرة واحدة , فهو عبادة غير متكررة , وهى سر بين العبد وربه سبحانه وتعالى , ولهذا يجب على المسلم الصائم أن يصون صومه من كل عبث , ويتطلع إلى الله تعالى بالمراقبة فيه , والإخلاص التام حتى يحصل على الأجر الجزيل والثواب الذى وعده الله عليه , وحتى لايجنى من وراء صومه سوى التعب والمشقة , ولنعلم جميعا أنه ليس بكثير على الله تعالى الذى أسبغ علينا نعمه ظاهرا وباطنا , أن نقف فى هذا الشهر مع أنفسنا مراجعة ونأخذ من دروسه مايعيننا
على بقية العام , وأن نقر بإفتقارنا إليه سبحانه , وحاجتنا إلى مثوبته ومنته , وهو الغنى سبحانه عنا جميعا , فما أعظم الصيام وما أكرمه من سر بين العبد وربه كما فى الحديث الذى رواه مسلم عن رب العزة جلا وعلا قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" كل عمل ابن آدم له , إلا الصوم , فإنه لى وأنا أجزى به , يدع شهوته وطعامه من أجلى " . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رمضان كريم :

ـ إن شهر رمضان شهر عظيم كريم مبارك , أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار " كما جاء فى حديث سلمان رضى الله عنه ـ ومن ثم وجب على المسلم أن يتحرى أوقات هذه الرحمة بالزيادة فى الطاعات والإحسان إلى الخلق , ورحمة الله تعالى لاتكون للكسالى والمستهترين , وإنما الأجدر بالرحمة ما أشارت إليه الأية الكريمة من قوله تعالى :" ورحمتى وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بأياتنا يؤمنون " سورة الأعراف الأية 156 ـ فالتعرض لرحمة الله إنما يكون سببها الإحسان كما بينت لنا هذه الآية الكريمة , ثم يكون المسلم فى ظل رحمات الله حتى إذا انتصف الشهر كانت المغفرة فى انتظاره , والتى يغفر الله تعالى له ما قد يكون قد قصر فيه , ولابد للمسلم من التعرض للإستغفار , ليكون على رجاء العتق من النار " . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التقوى غاية الصيام :

ـ قال تعالى :" شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه " سورة البقرة الأية 185 ـ وفى هذه الأية الكريمة يقرن الله تعالى بين الصيام ونزول القرآن فى شهر رمضان وبين شكره لله تعالى على نعمة انزال القرآن الذى به حياة الإنسان بما يحمله من منهج إلهى فيه تربية الإنسان وصلاحه , وذلك من أجل تحقيق غاية كبرى ألا وهى تقوى الله العلى الكبير كما قال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة البقرة الأية 183 ـ فتقوى الله عز وجل هى الثمرة المرجوة والأساس الثابت لبركات السماء والأرض قال تعالى :" ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض " سورة الأعراف الأية 96 ـ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم