من فقه العبادات ( شهر رمضان الزائر المنتظر ) (للشيخ سامى محمود .)

من أركان الإسلام صيام رمضان :

_ صيام شهر رمضان فرض على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل , ولا ينبغى لمسلم صحيح الإيمان , سليم العقيدة أن يتركه فإن الإسلام لم يبيح , الإفطار فى رمضان إلا لمريض ويدخل فى ذلك( المرأة الحامل والمرضع ومن أصحاب الأعذار المرأة الحائض والنفساء ) أو مسافر أو عاجز عن الصوم عجزا واضحا , وأما المجاهرون بالإفطار فى شهر رمضان آثمون فى حق دينهم وذلك بإغضابهم لله تعالى وفى حق مجتمعهم بإذائهم للصائمين وفى ذلك يقول النبى صل الله عليه وسلم " من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة , ولا مرض لم يقضه عنه صيام الدهر وإن صامه " فلنتق الله أيها المسلمون ولنحرص على أداء الفرائض والواجبات" وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " سورة النور وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وفى الصيام إصلاح للنفس :

_ جاء الإسلام برسالة عامة لتحقق للعباد الهدف والغاية التى من أجلها خلقوا , وجعل لهم من الوسائل والمقاصد التى تسموا بالنفس إلى مدارج الكمال الإنسانى , وتتمثل هذه المقاصد فى توحيد الله تعالى والإقرار بأنه الحق وهو الخالق الرازق ذو القوة المتين وهو سبحانه الحكم العدل الذى يتصرف فى خلقه بما يشاء وكيف يشاء قال تعالى" ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " سورة الأعراف واصلاح النفس وهداية الإنسان إلى التى هى أقوم , تكون أكثر تحققا فى شهر رمضان الكريم وذلك من خلال الوسائل , التى جمع لنا الله تبارك وتعالى فيها من القيم الإسلامية والتعاليم الدينية كل أصول الخير ومعالم الطريق , وهى تتمثل فى الأخوة الإنسانية , والأخوة الدينية ويظلالها التسامح , وخلق الصبر والحكمة , والذى تنتظم به حياتنا الإجتماعية بما يكفل التراحم والتعاون و حب الخير للآخرين فالصيام لم يأت بفعل السلب فقط الذى يتمثل فى الإمساك عن شهوتى البطن والفرج وإنما جاء لغاية نفتقدها , فى صومنا العملى وهو اصلاح النفس لنستعيد قيم الإسلام التى افتقدناها فى حياتنا كالعدل والمساواة بين الجميع فكلنا نصوم فى وقت واحد ونفطر فى وقت واحد , ولا فرق فى ذلك بين غنى وفقير , ولا بين حاكم ومحكوم قال تعالى " يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " سورة الحجرات

خصال الخير :

عندما يهل علينا شهر رمضان يستقبله المسلمون بالبشر والترحاب , لما يتميز به هذا الشهر الكريم , من خصال تفوق ما فى غيره , من شهور العام وقد كان أهل الجاهلية يعظمون هذا الشهر فلما جاء الإسلام زاده تعظيما وتشريفا , وقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم , يتعبد فيه لربه متقربا إليه , حتى نزل عليه القرآن , فى شهر رمضان المبارك , وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتقا من النار , كما ذكر لنا الحديث , وهذا الشهر يمتاز بأنه شهر القرآن ففيه أول ما نزل من القرآن على الرسول صل الله عليه وسلم , ورسالة القرآن رسالة عامة للإنس والجن , وقد جاء القرآن بهداية عامة لاتترك بابا من أبواب الخير إلا فتحه , ولا بابا من أبواب الشر إلا وأغلقه , وهداية القرآن تستلزم الراسخين فى العلم فى مختلف المجالات , ويتأثر به العالم صاحب الفطرة النقية كما يتأثر به الأمى صاحب العقل الناضج , فهو شهر يربى المسلم على الفضائل الخلقية قال تعالى " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لايحب المسرفين " سورة الأعراف وفى ذلك دعوة للتمتع بالخيرات دون اسراف وذلك حفاظا على صحة الإنسان تقول السيدة عائشة رضى الله عنها " ما تمتع الأشرار بشئ إلا وتمتع به الأخيار وزادوا عليه التقوى " وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رمضان شهر البناء للفرد والمجتمع

حين نتأمل توجيهات سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم فى مختلف أمورنا وشئون حياتنا , نلمس فيه جمال التعبير وسمو العبارة , وقد ذاع بيانه وخاصة فيما يتعلق بشهر الصيام , فجاءت أحاديثه الشريفة تمثل لنا منهج البناء التربوى والنفسى والإجتماعى وذلك فى تهذيب الفرد وصلاح المجتمع , مما يربط الدنيا بالآخرة قال تعالى " فالله الآخرة والإولى " سورة النجم وهكذا جاءت الرويات كما فى الحديث الشريف عنه صل الله عليه وسلم فى آخر يوم من شهر شعبان يقول : يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك , فيه ليلة خير من ألف شهر , جعل الله صيامه فريضة , وقيام ليله تطوعا , من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه , ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة ...إلخ الحديث الذى يحث فيه المؤمنين على التزود منه , ولزوم الطاعة والعبادة والتوجه بكل ما يستطيع المسلم فيه من عمل خير وبر , وعلى هذا فإن شهر رمضان بما فيه من معانى وعبر يفيض بالبر والإحسان , والبركات والخيرات فهو شهر التضحية والسخاء شهر القرآن , فعلينا أن نتخذ من هذا الشهر حافزا لترشيد سلوكياتنا ومراجعة عادتنا وأخلاقنا حتى نكون أهلا للقبول والرضا والرحمة من الله الغفور الودود " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصيام ومغفرة الذنوب

طاعة لربنا واستجابة لأداء , فرائضه نصوم شهر رمضان الذى قال فيه المولى جل شأنه " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة البقرة ويحفذنا النبى صل الله عليه وسلم على الطاعة والعبادة فى هذا الشهر الكريم فيقول من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه , عن النبى صل الله عليه وسلم قال :
" من صام رمضان وعرف حدوده , وتحفظ ما ينبغى أن يتحفظ كفر ما قبله "
رواه ابن حبان فى صحيح والبيهقى
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدعاء سبيل النجاة :

لقد أمرنا المولى جل شأنه , بأن نتوجه إليه بالدعاء , وأن ندعوه خوفا وطمعا
ونتضرع إليه فى الرخاء والشدة , ونلجأ إليه فى كل لحظة , والإنسان دائما فى
حاجة إلى ربه , وخالقه فيدعوه ويتضرع إليه قال تعالى : وإذا سألك عبادى عنى
فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا داعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون " سورة البقرة الآية 186_
ولقد كان الأنبياء والمرسلين , يتوجهون إلى الله جل شأنه بالدعاء , فى كل وقت وحين
لاجيئين إليه وبه مستغثين ومتضرعين , وعلى نهجهم سار المسلمون , والمؤمنون
ولجأوا إلى ربهم متضرعين , ومستغثين وتوجهوا إليه خاشعين , فاستجاب لهم ربهم
إنه هو السميع العليم , قال تعالى " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين " سورة الأنفال
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقيقة الصيام

طاعة لربنا واستجابة لأداء , فرائضه نصوم شهر رمضان الذى قال فيه المولى جل شأنه " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة البقرة

ويقول النبى صل الله عليه وسلم " من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه مسلم

وفى معنى" إيمانا وإحتسابا " قال الإمام الخطابى رحمه الله تعالى " أى صامه على نية وعزيمة , وهو أن يصوم على التصديق والرغبة فى ثوابه , طيبة بها نفسه غير كاره له , ولا مستثقل لصيامه , ولا مستطيل أيامه , لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب , ويقول الإمام البغوى رحمه الله تعالى " قوله إيمانا واحتسابا , أى طلبا لوجه الله تعالى وثوابه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المرأة المسلمة فى شهر رمضان

فرض الله تعالى الصيام على المؤمنين رجالا ونساء , وعلى المرأة المسلمة أن تستقبل شهر رمضان , بالإستعداد له بما يناسبه من أنواع المأكولات المناسبة للإفطار والسحور , وعليها أن تذكى فى نفوس أولادها معنى الصيام وحقيقته وتوضح لهم الفوائد الروحية والنفسية والبدنية التى تعود عليهم , وعلى المرأة المسلمة أن تكون قدوة فى بيتها أمام زوجها وأبنائها وأسرتها , وتهتم بتلاوة القرآن الكريم وذكر الله تعالى والمحافظة على الصلوات فى أوقاتها , والمرأة المسلمة فى رمضان تعمل على سعادة بيتها وأسرتها فهى تصنع الطعام بالنهار لأسرتها , وهى لا تأكل ولا تشرب فهى بمثابة جندى مجهول ولكن ثوابها عند الله عظيم وهو سبحانه يكافئها على صيامها , وعملها وتعبها فى رمضان , فرمضان موسم العمل والجهاد والعبادة , والمرأة المسلمة فى رمضان ترعى الفقراء والأيتام , وتصل الرحم وتشارك فى بناء المجتمع ونهضة الأمة فهى لاتقل عن الرجل فى هذا الميدان , وهى تحرص على زوجها وأولادها وتلك هى الوظيفة الإولى , وبذلك تخرج من رمضان بثواب عظيم ففيه ليلة القدر , وصدقة الفطر , ومساعدة الضعفاء , واطعام الطعام وارضاء المولى تبارك وتعالى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من منكرات شهر الصيام

إن لشهر رمضان مكانة عالية ومنزلة كريمة فى نفوس المسلمين جميعا , فهو موسم للاقبال على الطاعات والإكثار من الخير وفى مقدمة ذلك مدارسة القرآن الكريم , والقيام بالصلوات والاكثار من الانفاق على الفقراء والمساكين , ومما يؤسف له أننا أهملنا هذه البهجة الروحية والحقيقية لشهر الصوم , واستبدلنا بها عادات سيئة , بإعداد كثير من ألوان المأكولات والمشروبات والاستعداد بها حتى من قبل أن يأتى رمضان , وهكذا بدلا من أن نستقبل شهر رمضان بما أمر الله به ورسوله صل الله عليه وسلم فتلك فرصة العمر وهى مناسبة روحية لتهذيب النفس ويقظة الضمير وتقوية الجسم بكل معنى طيب وجميل , فإذا بنا نحييه بالسهرات الطويلة , فى مشاهد الأفلام التى تدعوا للمنكر والأغانى الهابطة والاكثار من الأطعمة إلى درجة التخمة والجشع والنهم مما يثير شهوات البطن وبذلك تضيع معالم العبادة وتمحى معانيها وثمراتها من النفوس وفى ذلك قوله صل الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه " وهذه المقولة النبوية الحكيمة فيها دلالة واضحة تشير إلى أن الصوم لابد وأن يغير فى السلوك الأخلاقى وإذا لم يتم هذا فلا قيمة للامساك المادى والظاهرى والمرتبط بمواقيت الطعام " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صيام الجوارح

الصيام الحقيقى يكون بصيام الجوارح وليس كما يظن البعض لكى يشعر الغنى بالفقير , إذ لو كان الأمر كذلك لكان الصيام فريضة على الأغنياء دون الفقراء , لكن الله فرض الصيام على كل مسلم ومسلمة توافرت لهما شروط الصيام ولهذا كان الصيام دورة تدريبية لشهر كامل , يتعلم فيه الصائم الإلتزام وتقوى فيه العزيمة , والصبر والطاعة وحب النظام , حتى إذا ما انقضى شهر الصيام , كان المسلم قد ارتقى لدرجات أعلى عند الله , بما ألزم به نفسه خلال شهر كامل , ومن هنا ينعكس سلوكه خيرا وبرا واستقامة طوال العام كله مع أخيه الإنسان ومع المجتمع الذى يعيش فيه والرسول الكريم صل الله عليه وسلم يقول : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما إذا إجتنبت الكبائر " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فضائل شهر رمضان

فى هذا الشهر الكريم المبارك يتنافس المؤمنون ويتبارى الصالحون والمتقون فى طاعة الله ليزددوا إيمانا على إيمانهم , وهم أملون فى عتق رقابهم من النار وزيادة رصيدهم عنده سبحانه وتعالى , وهم فى ليلهم قائمون راكعون ساجدون , وفى نهارهم صائمون , وأيديهم بالعطاء سخية وعيونهم بالنظر نديه , وقلوبهم بالإيمان عامرة , وألسنتهم رطبة بتلاوة القرآن الذى أنزله الله تعالى " هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان " سورة البقرة الآية 185_
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (1)

ومن فضائل هذا الشهر

الذى قال فيه عليه الصلاة والسلام " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن , وغلقت أبواب النار , فلم يفتح منها باب , وفتحت أبواب الجنة , فلم يغلق منها باب , وينادى مناد كل ليلة , يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر , ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة " رواه الحاكم والترمذى فعلى المسلم الصادق أن يستغل وقته فى طاعة الله تبارك وتعالى ومدارسة القرآن , حفظا وتلاوة وسماعا وتدبرا وأن يجتهد فى عمل الخير , وأن يبتعد عن كل شر حتى يزداد يقينه , وتستنير بصيرته ويكون خيرا لنفسه ولأهله والمجتمع الذى يعيش فيه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(2)

حكم الصيام بعد النصف من شعبان
عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم "
لا تقدموا رمضان بصوم يوم و لايومين إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه " متفق عليه
قال العلماء ومعنى الحديث _ لا تستقبلوا رمضان بصيام على نية الإحتياط لرمضان قال الترمذى والعمل على هذا عند أهل العلم , وقيل الحكمة فيه التقوى بالفطر لرمضان ليدخل فيه بقوة ونشاط وقيل الحكمة خشية اختلاط النفل بالفرض
ومعنى الإستثناء أن من كان له ورد فقد أذن له فيه لأنه اعتاده وألفه وترك المألوف شديد وليس ذلك من استقبال شهر رمضان فى شئ ويلتحق بذلك القضاء لمن كان عليه أيام صيام فرض أو نذر واجب وقد كن نساء النبى صل الله عليه وسلم يقضين ما عليهن من صيام رمضان بسبب الحيض وغيره من الأعذار فى شهر شعبان
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نهى الإسلام عن صيام يوم الشك وهو اليوم الذى اختلف فيه أهو من رمضان
أم متمم لشهر شعبان .

لحديث عمار بن ياسر رضى الله تعالى عنه قال : من صام اليوم الذى يشك فيه
فقد عصى أبا القاسم صل الله عليه وسلم " ذكره البخارى تعليقا
ووصله الخمسه وصححه ابن خزيمة وابن حبان
وروى الطيالسى واللفظ " ولا تستقبلوا رمضان بيوم من شعبان "
أخرجه الدراقطنى وصححه ابن خزيمة فى صحيحه

نسمات روحية فى شهر الصيام

إن شهر رمضان مواسم للخيرات , وأيام البركات والنفحات , وأوقات للطاعات
والعبادات , وهكذا يكون الحال فى رمضان , فأيامه ولياليه أشبه ما تكون بالربيع
بالنسبة للزهور والورود والأشجار , وفيه تنشط الأرواح بطاعة ربها وبذكر بارئها وخالقها , وفيه تتطلع النفوس للسمو والإرتقاء , ويتجدد فيه العطاء الإيمانى , والمدد الربانى والتجليات الإلهية من المنح , والإشراقات النورانية وسرعان ما تمر هذه الليالى وتدور عجلة الأيام , وبالأمس القريب كنا فى شهر رمضان , وتتوالى الأيام والليالى لتشهد شهرا جديدا , ليكون مورد عذب لطهارة القلوب وصفاء النفوس تكثر
فيه الحسنات وتزداد فيه الخيرات والإحسان للخلق
من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله تعالى عنه عن النبى صل الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغى له أن يتحفظ كفر ما قبله " رواه ابن حبان فى صحيحه والبيهقى فى شعب الإيمان " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فضائل شهر الصيام :

ـ عندما يُشرق علينا شهر الصيام ويهل هلاله وشهوده , فإنه يأتى علينا بالتجليات الربانية والإشرقات الروحية , والسلام النفسى والمجتمعى الذى يعم أرجاء حياتنا , فتنبعث فى نفوس المؤمنين أنوار العبادة التى تعم الكيان كله , ويضفى على الأرواح سكينة وعلى القلوب بصيرة , وعلى العقول رشدا وهداية قال تعالى :" شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان " سورة البقرة إن الصيام يثمر فى سلوكياتنا حبا وكرامة للأهل والأقارب والجيران والأصدقاء ولعامة الناس أجمعين كما أراد الله لنا أن نتعامل مع غيرنا وبذلك يصبح المسلم كما أراد الله تعالى مصدرا للخير العميم والفضل الواسع يقول تعالى :" وفى ذلك فلينافس المتنافسون " سورة المطففين " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فضائل الصيام :

عن عطاء بن السائب عن عرفجة قال عدنا عتبة بن فرقد فتذاكرنا شهر رمضان فقال ما تذكرون قلنا شهر رمضان قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم  يقول : تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر " . أخرجه النسائي قال الشيخ الألباني :صحيح لغيره , وعن أبي هريرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان يقول :"  الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر " .رواه مسلم ويبين أيضا النبي  صل الله عليه وسلم أن الصائم في عبادة ما لم يغتب أحدا فإذا اغتاب خرق صومه . يعني بطل ثوابه  " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رمضان وفضل التسمية :

ـ رمضان اسم للشهر التاسع من الشهور القمرية يقع بين شعبان وشوال , وقد سمى بهذا الإسم لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور من اللغة القديمة سموها بالأزمنة التى وقعت فيها , فوافق ذلك زمن الحر والرَّمضُ , والرمض وقع الشمس على الرمل وغيره ويقال : رمض يومنا أى اشتد حره , والرمضاء الأرض الشديدة الحرارة . القاموس المحيط ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

إذا جاء رمضان :

ـ إذا جاء رمضان عم نوره كل مكان مهما كانت المأسى والأحزان , إذا جاء رمضان جاء بالبشر والإحسان وأدخل البهجة والسرور على الإنسان , إذا جاء رمضان جاء بالأمن والأمان والسلامة والإطمئنان , وكيف لا وفيه تصفد الشياطين وما لهما من خل وأعوان , ولكن للأسف فإن شياطين الإنس فى كل مكان , ظاهرة أمام الأعين , والظلم واضح , والإجرام فاضح , والقتل والرعب قد عم جميع الأوطان , والعدل أصبح فى عالم النسيان , وكثير من المسلمين فى لهو وعصيان , والحرام عم والظلم انتشر فاين الوجه المشرق والقلب الطيب والعمل الصالح الذى نستقبل به شهر رمضان وفى الأثر عن جابر رضى الله عنه قال :" إذا صمت فليصم سمعك , وبصرك ولسانك , ويدك ورجلك وليكن عليك وقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء " ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعوة للتضامن :

ـ اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه , ووفق الجميع لصيامه وقيامه , وأكثر لنا فيه من الخير والبركات , وأسبغ علينا نعمة التضامن والتأزر للعمل فى سبيلك , حتى نستعيد مجدنا وعزنا فى أقرب فرصة نستعيد " حرمنا الثالث " وأولى القبلتين " بيت المقدس " من أيدى الصهاينة , لتعود دولة فلسطين وتنشر أعلامها خفاقة , ويعود للمسلمين كل ما تبقى بين أيدى براثن الإستعمار من كل شبر من بلادهم العزيزة . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لايجوز الصيام على رؤية بلد أخرى :

مما لايجوز فعله أن يصوم المسلم أو المسلمة ويفطروا على خلاف الرؤية التى تثبت فى بلدهم , لأن المخالفة تفرق وحدة المسلمين وتزرع بذور الفتنة والفرقة , بين أبناء البلد الواحد بل والبيت الواحد والأسرة الواحدة , وعلى هذا إذا صدرت الفتوى الشرعية باستطلاع رؤية هلال رمضان أو غيره فى بلد ما وجب على جميع المسلمين فى ذلك البلد أن يلتزموا بهذه الفتوى ولايجوز الخروج عليها ,

لما روى عن كريب أنه قال : أرسلتنى أم الفضل بنت الحارث من المدينة إلى معاوية وأنا بالشام , فرأيت الهلال ليلة الجمعة , ثم قدمت المدينة فى آخر الشهر , فسألنى عبد الله بن عباس رضى الله عنهما : وذكر الهلال فقال متى رأيت الهلال ؟ فقلت : رأيناه ليلة الجمعة فقال أنت رأيته . فقلت نعم ورآه الناس وصاموا , وصام معاوية , فقال ولكننا رأيناه ليلة السبت , فلا نزال نصوم حتى نكمل العدة أو نراه , فقلت أولا تكتفى برؤية معاوية وصيامه فقال : لا , هكذا أمرنا رسول الله صل الله عليه وسلم ـ " رواه مسلم فى صحيحه وأحمد فى مسنده والترمذى وأبو داود فى سننهما . وهذا الحديث يدل دلالة واضحة على التزام كل بلد برؤيتها وهذا هو الذى عليه العمل والله أعلم . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم من صام على رؤية بلده ثم سافر إلى بلد آخر :

إن من صام على رؤية بلده ثم سافر إلى بلد آخر , عليه أن ينظر مجموع ما صام من الأيام فى بلده مع البلد المسافر إليها فإن كان مجموع ما صامه أقل من تسعة وعشرين فعليه أن يقضى يوما مكان اليوم بعد رمضان , ويفطر معهم فى يوم عيد الفطر , وإن كان ما صامه من الأيام قد بلغ ثلاثين يوما وأهل البلد مازالوا لم يكملوا عدة صيامهم , فعليه أن يمسك اليوم الزائد ولكن ليس بنية الصيام , لأن الشهر لايزيد عن ثلاثين يوما ولاينقص عن تسعة وعشرين , وإنما يمسك عن الطعام والشراب أمام الناس حتى لايؤذى المسلمين فى البلد التى سافر إليها بفطره أمامهم , ولتجنب الفتنة عند من لاعلم له بالأحكام الشرعية , وحرصا منه على المودة والمحبة وبث روح الألفة والوحدة . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رمضان شهر التغير :

ـ عندما تبدأ النفوس مع هذا الشهر الكريم صياما صادقا مع الإخلاص فى الطاعة وحسن العبادة , فإن هذه النفوس ينجلى عنها صداها وتخمد فيها نزغات الشيطان وذلك بمجاهدة النفس الأمارة بالسوء , حتى تستعلى على فعل المحرمات وما ألفته من عادات سيئة والسبب فى ذلك هو أن الصيام قد أحدث فى النفس تغيرا وجعل فيها الإستعداد للتغلب على السيئات ومحاربة الشهوات وهذا ما توضحه لنا الأية الكريمة فى قوله تعالى :" يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة البقرة فالهدف الأسمى من وراء عبادة الصيام هو التقوى فالتقوى حين تستيقظ فى القلوب فإنها تساعد العبد على أداء ما كلف به من العبادات وبذلك يؤدى المسلم فريضة الصيام امتثالا لأمر الله سبحانه وابتغاء مرضاته ورجاء رحمته وغفرانه . " موقع من فقه الاسلام وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شهر الخيرات أقبل :

ـ إن لشهر رمضان فتح وفضل يعم حياة المسلمين , ولذلك نجد الكل ينتظر برقيات هذا الشهر الكريم وهم يحرصون على قدومه فتراهم يعدون الأيام فى انتظار مجيئه , فإذا أعلن عن بدء أيامه بالصيام تجد الدنيا من حولك وقد تغيرت من حال إلى حال , فتجد من حولك يبتدرون بعضهم بعضا بجملة طيبة " رمضان كريم " ونجد المساجد وقد امتلأت بالمصلين , وتشعر بأن الليل قد ذهبت وحشته وفتحت البيوت أبوابها فى أمان وسلام لاستقبال الصائمين , وقد اجتمع الناس حول كتاب الله تلاوة ويرطبون ألسنتهم بذكر الله الرحيم ليلا ونهار , وانشرحت الصدور لنوازع الخير وأفعال البر والمعروف , وعمت المودة والمحبة بين أبناء البلد والوطن الكبير , فأخرجت الصدقات ومدت موائد الطعام وقضيت بذلك حاجة الفقراء والمساكين واليتامى والسائلين وغيرهم من أهل الفاقة والحاجة . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم