من فقه العبادات ( شهر رمضان الزائر المنتظر ) (للشيخ سامى محمود .)

شهر رمضان الزائر المنتظر :

_ الصوم ليس مجرد وقاية وعلاج وطب وشفاء للنفس بل هو دعوة ربانية بما تحمله من وصفات إيمانية , فيها تزكية قلبية وبر وتقوى ورياضة روحية قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة البقرة وعن أبى هريرة رضي الله تعالى عنه : عن رسول الله صل الله عليه وسلم " إن الله تعالى فرض صيام رمضان , وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه , إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " رواه النسائي وبالصوم يسمو المسلم إلى درجات الرشد والاستقامة والصوم يضبط النفس , ويطفئ شهواتها , ويكبح جماحها , ويوقفها عند حدها , لأن النفس إذا شبعت طغت وسعت وراء شهواتها وإذا جاعت ذلت وخضعت وامتنعت عما تهوى والصوم علاج للنفس لغلبة الهوى إنه يبعث فى النفس معنى التقوى التي من ثمراتها الخوف والخشية ويؤصل فى النفس حقيقة الصبر وقوة الإرادة كم ينشأ فيه ملكة مراقبة الله ويغرس فى النفس صفة الأمانة التى تدفع الإنسان إلى فعل الخير خالصا لوجه الله وكل العبادات يؤديها المسلم ويراه الناس فيها وعند أدائها إلا الصوم فلا يعرف جوعه وعطشه غير ربه ولا يطلع عليه إلا من يعلم اسر وأخفى ومن حديث أبى هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال " كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عزوجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به , إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلى , للصائم فرحتان , فرحة عند فطرة وفرحة عند لقاء ربه , ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك "رواه البخاري ومسلم وإن حقيقة الصيام تتمثل في صيام القلب عن الإثم , ومنع النفس عن فعل الشر , وأن يصوم بصرك بغضه عن المحرمات وأن يصوم لسانك عن الغيبة والنميمة وانتهاك الأعراض بالقيل والقال مما يؤدى إلى انتقاص حقوق الآخرين من حديث أبى هريرة رضي الله تعالى عنه عن سول الله صل الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري , وعن أبى هريرة رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم " رب صائم حظه من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر " رواه ابن ماجة" اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من المقبولين وهب لنا من لدنك عملا صالحا يقربنا إليك ". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

آداب الصيام وجزاء الصائمين :

_ قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى , حدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرازق أخبرنا بن جريج أخبرني عطاء عن أبى صالح الزيات , عن أبى هريرة رضي الله تعالى يقول الرسول صل الله عليه وسلم قال الله عز وجل , كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به , والصيام جنة , فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم , والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما , إذا أفطر فرح بفطره , وإذا لقي ربه فرح بصومه .شهر رمضان شهر الرحمة والغفران ، شهر تغلق في أبواب النار، وتُغل فيه الشياطين ، وتفتح أبواب الجنة , فعليك أخي الحبيب بمجاهدة نفسك قدر استـطاعتك واغسل قلبك قبل جسدك ولسانك قبل يديك وأفسد كل محاولاتهم لإفساد صيامك واحذر أن تكون من أولئك الذين لا ينالهم من صيامهم سوى الجوع العطش , حال صيامك في رمضان أو غيره , عليك بالمسارعة للخيرات وتجنب المحرمات واخف أمر يمينك عن يسارك وامتنع عن الغيبة والنميمة كي لا تفطر على لحم أخيك ميتاً حتى يكون صومك صحيحا وتأتي يوم القيامة في عِداد المقبولين . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شهر النفحات :

_ إن لربنا فى أيام دهرنا نفحات تذكرنا إذا نسينا وتنبهنا إذا غفلنا وتعيننا على الطاعة وتدعونا إلى الخير وتحثنا عليه , وترغبنا فيه وتحول بيننا وبين سبيل الشر والمعاصى ومن هذه النفحات المرضية شهر رمضان ذلك الغائب المنتظر الذى أنزل فيه القرآن وقد أوجب الله تعالى صيامه لمن شهده وحضر أيامه يقول فيه المصطفى صل الله عليه وسلم " إذا جاء رمضان فتحت أبواب السماء _ كناية عن أن الله تعالى يستجيب الدعاء ممن حقق شرط الإجابة قال تعالى " وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون " سورة البقرة ويقول النبى صل الله عليه وسلم " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون

مراتب الصيام :

_  زكاة البدن الصوم من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لكل شئ زكاة , وزكاة البدن الصوم رواه ابن أبى شيبة فى مصنفه وينقسم الصوم بين عموم وخصوص وخصوص الخصوص " المرتبة الإولى  صوم العموم وهو مجرد الكف عن الطعام والشراب مع الوقوع فى المعاصى والإنغماس فى الشهوات وهذا الصيام لايعود على صاحبه بثمرة ولاينال منه إلا التعب وفى هذا يقول الرسول صل الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخارى المرتبة الثانية صوم الخصوص فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الذنوب والآثام " وهذا هو الصوم المقصود من قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة البقرة وعن المرتبة الثالثة _ صوم خصوص الخصوص وهو صوم القلب عن الهمم الدنيئة وكفه عما سوى الله بالكلية " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شهر رمضان :

_ رمضان سمى بهذا الإسم حيث يبدأ الحر وترمض الأرض برملها وحجارتها من وهج الشمس وكان أهل الجاهلية يعظمون شهر رمضان . وفى هذا الشهر المبارك أنزل القرآن الكريم وسمى شهر الصبر , والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة , وهو شهر الإنتصارات والفتوحات الإسلامية , وجرت فيه غزوة بدر , وفتح مكة , ومعركة حطين , وعين جالوت , ومعركة السادس من اكتوبر وقد حدثت فى رمضان , وهو الشهر الوحيد الذى سمى باسمه صراحة فى القرآن الكريم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل صيام النوافل :

كما يستحب صيام العشر الأوائل من ذى الحجة مع تأكيد صيام يوم عرفة , لغير الحاج فإن الصيام يكره فى حقه ليقوى على أداء المناسك _ وصيام يوم عاشوراء مع استحباب صيام يوم قبله أو بعده , وصيام أيام من رجب من غير تخصيص أيام , وصيام أيام من شعبان كذلك من غير تخصيص , وصيام ست أيام من شوال
مع جواز صيامها مفردة بحيث لاتخرج عن شهر شوال وإن كان الأفضل المتابعة
وكذلك صيام يومى الإثنين والخميس من كل أسبوع , وكذلك صيام ثلاثة أيام من كل شهر , ويكره صيام الدهر وهو الذى يصوم ولايفطر , ويكره تخصيص يوم بصيام كصيام يوم الجمعة , أو السبت , أوالأحد إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده
ويكره صيام يوم العيدين , وأيام التشريق من عيد الأضحى قال عنها النبى صل الله عليه وسلم إنها أيام أكل وشرب , ويكره الوصال فى الصوم , ويكره الصيام بحضرة الضيف بمعنى أن من كان صائما وحضر إليه ضيف إستحب أن يفطر ليأكل معه إكراما للضيف , ويكره للمرأة أن تصوم من النوفل وزوجها شاهد يعنى حاضر معها بغير إذنه هذا فى النافلة فقط لأنه قد يحتاج إليها .
فمن أرادت أن تصوم من غير إرهاقلها ولا تعب يؤثر على واجباتها فلا مانع
مع مراعاة حق الزوج إذا أرادت المرأة أن تصوم من التطوع ففى حديث مسلم والبخارى عن رسول الله صل الله عليه وسلم " لا يحل لأمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصيام ويقظة الضمير :

_ حين يصوم المسلم فإنه يرتفع فوق المستوى المادى . لأن خلق الصيام يربى فيه الضمير الذى يمنعه من الإنسياق وراء شهوة البطن , فيأكل ما شاء الله له أن يأكل ,و فى الصيام تدريب للمسلم على قوة الإرادة , فأنت فى النهار تجوع والطعام الشهى يترقرق ويزهوا أمام عينيك , وتعطش والماء موجود بين يديك ولكنك تترك ذلك لله وتتعفف مع إنه لايراك إنسان , ولكن لك ضميرا يمنعك من أن تلبى كل حاجتك , حتى المباح منها , فما بالك بالحرام ؟ ولأنك تراقب ربك المطلع على سرك واحولك وجميع أعمالك وهو معك أينما كنت . والذى يطلع على صيامك هو الله وحده وفى الحديث القدسى قال الله تعالى عن رسول الله صل الله عليه وسلم " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به يدع طعامه وشرابه , وشهوته من أجلى للصائم فرحتان فرحة يوم فطره وفرحة يوم لقاء ربه " ومعنى أن الصوم لى أى أن الله تعالى هو المطلع على صيام الصائمين وهو الذى يعلم اخلاصهم فيه , وسماه الله تعالى شهر رمصان لأنه يرمض الذنوب أى يزيلها ويمحوها ويذهبها ويعيد لصفحة العبد المسلم الصائم الطهر والنقاء من الذنوب والآثام " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من معانى الصيام :

_ الصيام ليس حرمانا مشروعا لذاته ولكنه صفاء للنفس , والإرتقاء بها إلى السمو الروحى وحب الخير للناس والعزوف عن الشر والإبتعاد عن الإثم وتجنب الفسق وبذل المعروف فى أهله وفى غير أهله واغاثة الملهوف وغض الطرف عن المحارم وحفظ اللسان من سقط الكلام والرفث واللغو والباطل وقهر النفس اللومة والتخلق بالخلق الكريم والتخلى عن كل خلق ذميم وفى ذلك يقول الرسول صل الله عليه وسلم " لكل شئ زكاة , وزكاة الجسد الصوم , والصيام نصف الصبر " ويقول صل الله عليه وسلم " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب , فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنى صائم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من حكم الصيام :

_ مما لاشك فيه أن الفرائض الدينية والآداب الإسلامية لها أهداف عظيمة يكمن ورأها حكم غالية بعضها يظهر لنا من خلال الإكتشفات والأبحاث العلمية  والعلم الحديث يظهر لنا ذلك يوما بعد يوم كما نجد فى عبادة الصيام  , ولكن المسلم عندما يصوم يدرك تماما أن أساس العبادات التسليم والطاعة والإمتثال لله رب الناس ملك الناس إله الناس يقول الله تعالى لعباده : أمرت ونهيت ويقول العباد " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " سورة البقرة ويقول أمير الشعراء أحمد شوقى عن الصيام : الصوم : حرمان مشروع , وتأديب بالجوع , وخشوع لله وخضوع , لكل فريضة حكمة , وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة , يعود الناس الصبر , ويعلمهم خلال البر , فإذا جاع من ألف الشبع , عرف الحرمان كيف يقع , وألم الجوع إذا لذع "  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل الصيام في سبيل الله :

_ من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا " مختصر صحيح مسلم إن في الصيام سر بين العبد وربه ، فهذه العبادة لا يعلم أحد مدى صدقها إلا الله تعالى ، وعلى الصائم أن ينوي النية الصادقة لله تعالى قبل الصيام ، وقال الرسول صل الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه". وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي  صل الله عليه وسلم أنه قال: من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من تصدق بصدقة ؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن عاد منكم مريضا ؟ قال أبو بكر: أنا. قال: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة " . أخرجه البخاري في الأدب المفرد .  وقد ذكر لنا الرسول صل الله عليه وسلم أحاديث كثيرة عن  الصيام خاصة في شهر رمضان ومنها عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صل الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه . رواه البخاري". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصيام وصحة الإنسان :

_ الصوم هو إنتصار الروح على شهوات الجسد : ولما كانت معظم الأمراض سببها الإفراط فى تناول الطعام لذا كان الصيام ضرورة صحية تعود على الإنسان بالخير فالصوم يقى الجسم من أمراض شتى نذكر منها 1_ يجدد الأنسجة ويطرد المواد الضارة الزائدة عن حاجة الجسم 2_ يقى الصائم من مرض السكر والأمراض التى تسبب ترسب المواد الدهنية على جدران الشرايين وتسبب تصلبها . 3_ يقى الصائم مرض السمنة وتصلب الشرايين .4_ ينشط القلب . 5_ ينقى دم الإنسان وبالتالى ينشط عمل القلب والمرارة .6_ ينشط عصارات الهضم فى الجهاز الهضمى . 7_ يقلل حركة الأمعاء وبالتالى يعالج اضطربات الأمعاء المزمنة مما يؤدى إلى الشفاء من معظم أمراض الحساسية لأن هذا المرض ناتج عن اضطرابات فى الجهاز الهضمى 8_ يخلص الجسم من الترسبات والمكروبات الضارة , والأهم أنه يبعث فى النفس الهدوء والطمأنينة ويقى الإنسان القلق والإضطراب النفسى قال تعالى " وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون " سورة البقرة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رمضان شهر التوبة والمغفرة :

_ وهب الله تعالى شهر رمضان هدية وجائزة للمسلمين ليغفر لهم ذنوبهم ويتقبل فيه توبتهم لكل من صام فيه صوما خالصا لوجه الله الكريم , وفى هذا الشهر الكريم يأمر الله تعالى بأن تفتح أبواب الجنة ويحمل فيه الملائكة إلى رب العرش العظيم توبة التائبين والله تعالى يفرح بتوبة التائبين من احدكم كان يركب بعيره وكان عليه طعامه وشرابه فضل منه فنام تحت ظل شجرة من شدة يئسه فإذا به وقد أمسك بخطم بعيره فقال اللهم أنت عبدى وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح " وما أكرمه من شهر تصفد فيه الشياطين ويحمى فيه رب العزة والجلال المسلمين من شر الشيطان وشركه ومكائده , وما أكرمه سبحانه وتعالى إذا جعل هذا الشهر فتحا للمحرومين والفقراء والمساكين  وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يضرب المثل الأعلى للناس فى شهر رمضان وغيره  ليقتدوا به فى سخائه وكرمه وقد كان أجود ما يكون فى رمضان إذا لقيه جيريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة وكان صل الله عليه وسلم يكثر من مساعدة المحتاجين وقضاء حوائجهم  فإن لم يكن معه ما يعطيه للفقير والسائل قال له ابتاع على ( يعنى إذهب واشترى على حسابى ) وكان يكثر من احياء ليالى هذا الشهر وأيامه بتلاوة القرآن الكريم والصلاة والعبادة ومن عرف فضل هذا الشهر الكريم فاز فوزا عظيما ونال رضاء الله ورسوله قال صل الله عليه وسلم " من قام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شهر التربية الروحية :

_ قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة البقرة وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه عنه صلى الله عليه وسلم " إن الله تبارك وتعالى فرض صيام رمضان , وسننت لكم قيامه , فمن صامه وقامه , إيمانا وإحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " رواه النسائى ولقد بين الله تعالى أن الصيام كتب على المسلمين , كما كتب على الذين من قبلهم ليصل بهم إلى حقيقة التقوى وهى رأس الأعمال الصالحة التى يرتبط فيها الإنسان بربه , فيعمل ما يرضيه ويجتنب ما يغضبه , ويراقبه فى كل تصرفاته , ومن الأمور المستحبة فى الصيام تعجيل الإفطار بمجرد غياب قرص الشمس فى الأفق قال صل الله عليه وسلم "إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا فقد أفطر الصائم " كما يستحب له تأخير السحور يقول صل الله عليه وسلم " تسحروا فإن فى السحور بركة " متفق عليه وفرض الله تعالى صيام رمضان وسن لنا رسول الله صل الله عليه وسلم قيامه فقال " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " والذكر والدعاء مطلوبان من الصائم وخاصة عند الإفطار فقد كان يقول صل الله عليه وسلم " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى " ويدعوا بما أحب بخير دينه ودنياه ولنفسه وأهله والمسلمين جميعا فقد روى أبو هريرة رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم " ثلاثة لاترد دعوتهم : الإمام العادل , والصائم حين يفطر , ودعوة المظلوم "وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

آداب الصيام :

_ المسلم يلتزم الإخلاص فى كل أقوله وسائر عبادته وأفعاله ومن هذه العبادات التى يؤديها المسلم خالصة لوجه الله الكريم عبادة الصيام لأنها سر بين العبد وبين الله سبحانه ومن أهم آداب التمسك بتقوى الله تعالى وذلك بالكف عن اللغوا والرفث وغيرها من الأخلاق المذمومة من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولايجهل فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إنى صائم " ومما يعين على التقوى أثناء الصيام وغيره من الأوقات هو الإقتراب من الصحبة الصالحة والإبتعاد عن أصدقاء السوء وأن تتعلق القلوب بالمساجد والإكثار من التردد عليها والمواظبة على قراءة القرآن والمحافظة على الصلاة فى جماعة والإبتعاد عن اللهو الرخيص , وعدم تضيع الوقت فيما لايفيد وحضور دروس العلم التى تحفها الملائكة ويذكر الله تعالى حاضريها فى ملأ خير من ملائهم , والإستعانة بالله تعالى فى مواجهة شر الشيطان وشركه ومقاومة وساوسه وعدم الخوض فى الغيبة والنميمة وكل ما يغضب الله تعالى وحسن معاملة الآخرين وتجديد التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصيام والطب :

_ إن شهر رمضان طليعة المواسم , المباركة وأحد موئد الإصلاح وروافد الخير وفى موكبه تتزحم دواعى القرب من الله تعالى , وبواعث العمل بمنهجه , وواجبات النهوض بالأمة إلى ما يعلى شأنها ويحقق لها الريادة والقيادة , وفى إطار بعثها الدينى وصحوتها الإسلامية , وصيام رمضان عبادة وطاعة لله سبحانه وتعالى وباب من أبوب الرحمة والمغفرة وسبيل من سبل التربية والجهاد والصيام يجمع الخير كله للمسلم فى دينه أو دنياه معا , والأطباء يؤكدون أن للصيام فوائد فريضة كانت أو نافلة تعود على جسم الإنسان الصائم قد لايعرف ذلك كثير من الناس وقد أباح الله تعالى للمرضى عدم الصيام إذا كان للصوم أثر جنبى يترتب عليه كالحاق الضرر أو زيادة المرض أو كان العلاج يقتضيه , ومن هنا نقول للمسلم المصاب ببعض الأمراض عافى الله الجميع لابد وأن تستعين بأهل الإختصاص المسلم الثقة الأمين ومشورتهم قبل استئناف الصيام , ليستطيع المريض أن يعرف حجم ونوع الضرر الذى يمكن أن يلحق به فى حالة أدائه فريضة الصيام , ويستطيع البناء على هذه المشورة بتحديد موقفه ويدخل فى هذه الإستشارة دخولا أوليا, المر أة الحامل والمرضع فكثيرا ما يركبن رؤوسهن فيصمن وهن غير قادرات وما يقوله الطبيب هو حكم الشرع والله سبحانه يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صم يوما شديد الحر ليوم النشور :

_ إن من أبرز أساليب التربية العملية تهذيب النفس وتعبيدها لله رب العالمين , حتى يسلس قيادها ويسهل مقادها وقد ورد اخشوشنوا فإن النعم لاتدوم ومن ثم لايكفى أن نقول أمنا ونتكلم عن التربية الربانية كلاما لايتجاوز إلا الآذان بل لابد من طهارة النفس من شوائبها لتصل إلى مدارج الكمال , والصيام أحد الوسائل النفسية التى تقوى الإرادة وتجعل للتقوى والإيمان قوامه على الجسد وحاجاته المادية , بل يجعل الجسد مطية للروح , ولهذا كان ثواب من صام فى يوم شديد الحر , أن يعافيه الله من حر يوم القيامة , فالجزاء من جنس العمل , فإن كان خيرا فخي وإن كان شرا فشر " قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" سورة الزلزلة وإنه لقياس مع الفارق بين حر الدنيا وحر يوم القيامة وبين مشقة الصوم فى يوم حار ومشقة يو النشور ولكنه فضل الله وعفوه وكرمه وقد ضاعف الله أجر الصائمين وأجزل الثواب لهم كما فى الحديث القدسى " كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به يدع شهوته وطعامه من أجلى , وبين لنا مقام الصائمين الذين استعلوا على أهوائهم وغرائزهم ولجموها بلجام التقوى فقال " إن فى الجنة بابا يقال له الريان , يدخل منه الصائمون يوم القيامة لايدخل أحد غيرهم , فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد " ويوضح لنا الرسول صل الله عليه وسلم كيف أن الصيام يكون حجابا لصاحبه من النار فقال " ما من عبد يصوم يوما فى سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا " والصيام يشفع لصاحبه يوم الفزع الأكبر حيث لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم فقال صل الله عليه وسلم " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام أى رب منعته الطعام والشهوة , ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعنى به قال فيشفعان " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صيام الأطفال بين الطب والشريعة الإسلامية :

من السنة تعويد الأطفال على أداء عبادة الصيام منذ الصغر فإن للصيام أثار إيجابية عديدة على الطفل لذلك ينبغي تشجيع الأطفال الذين لم يفرض عليهم الصيام وبذلك قبل سن البلوغ حتى يتعودوا عليه وذلك عندما يصل سن البلوغ يستطيع أداء الصوم كاملا , ويمكن للآباء والأمهات , أن يصوموا أطفالهم عدة ساعات من النهار مع زيادتها بالتدريج مع نمو الطفل وإذا كان هناك من الأطفال من يعانى من بعض الأمراض مثل السكر أو الكبد , أو سوء التغذية وأمراض التمثيل الغذائي فهؤلاء يجب منعهم من الصيام حرصا على صحتهم , وماذا علينا لو استشرنا الطبيب المسلم الثقة الأمين في ذلك فإنه يكون أفضل بالنسبة للطفل المصاب ببعض الأمراض والحكم الشرعي فيما يقوله الطبيب سواء له ولغيره من المرضي " موقع فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تنشئة الأولاد على أداء العبادات :

لقد كان المسلمون الأوائل يحرصون أشد الحرص على تعويد أطفالهم على أداء فرائض الإسلام من صلاة وصيام منذ سن مبكرة لها أثار ايجابية منها تكوين شخصية الطفل المسلم , وتقوية الثقة بالنفس وزرع الإيمان والأخلاق الحميدة وتنشئتهم عليها  حتى إذا كبروا تكون تلك الفرائض قد أصبحت جزاء أصيلا من شخصياتهم وسلوكهم فى حياتهم وهذا يعطيهم المناعة والحصانة ضد أى انحرفات اجتماعية أو سلوكية وتجعل منهم جيلا قادرا على تحمل المسئولية ينفع نفسه ووطنه والمجتمع الذى يعيش فيه "
          وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الترهيب من إفطار شئ من رمضان من غير عذر :

_ من حديث أبى أمامة رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول " بينما أنا نائم أتانى رجلان , فأخذ بضبعى فأتيا بى جبلا وعرا فقالا : اصعد فقلت إنى لاأطيقه , فقال إنا سنسهله لك فصعدت , حتى إذا كنت فى سواء الجبل إذا بأصوات شديدة , فقلت ما هذه الأصوات ؟ قالوا هذه عواء أهل النار , ثم انطلق بى فإذا أنا بقوم معلقين من بعراقيبهم , مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما قال قلت : من هؤلاء ؟ قال : الذين يفطرون قبل تَحٍلة صومهم " رواه ابن خزيمة وابن حبان فى صحيحيهما وقوله قبل تحلة صومهم أى أنهم يفطرون قب وقت الإفطار " صحيح الترغيب والترهيب وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سلوك الصائم وفضل الصيام وحكمته :

عن أبي هريرة رضي الله عنه:أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:" الصيام جنة ، فلا يرفث ولا يجهل ، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه ، فليقل إني صائم - مرتين - والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك ، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصيام لي وأنا أجزي به ، والحسنة بعشر أمثالها. صحيح البخاري. لقد شرع الله تعالى الصيام لحكمة عظيمة وغاية جليلة المقصود منها, أن تصوم الجوارح كما يصوم البطن , فلا قيمة لجوع وعطش مصحوبين بارتكاب الموبقات والرذائل والمنهيات , وعدم الوقاية من الشرور والآثام , التي لا تزيد الصائم المستهتر في صومه من الله سبحانه وتعالى إلا بعدا , وفي ذلك تحذير للصائمين :يقول الرسول الله صل الله عليه وسلم " كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والظمأ , ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر. " ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصيام وقاية للفرد والمجتمع :

_ إن فريضة الصيام فى واقعها من أكبر الوسائل الوقائية للفرد والمجتمع , فأما بالنسبة لوقايتها للفرد , فهى تحفظ عليه نفسه وجوارحه من أن يكون شيطانا أو حيوانا يخبط خبط عشواء ويعيش على غير مراد الله له , وبالنسبة لوقايتها للمجتمع فهى تهيئة الفرد الصالح الذى يعمل الخير فى نفسه وينشره لغيره بكل ما يبذل من طاقة ليكون هناك تعامل إنسان مع إنسان لاحيوانا ضاربا مع إنسان , يقول النبى صل الله عليه وسلم " الصيام جنة , فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب وإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنى صائم , إنى صائم رواه البخارى واللفظ له ومسلم وأبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجة والجنة هى الوقاية التى يدفع بها الإنسان عن نفسه سهام العدو , والمراد من ذلك أن الذى لم يتخذ من صيامه وقاية له من المعاصى والشرور , أنه ما صام إتباعا لأمر الله تعالى فالصائم الحق هو الذى يتخذ من صيامه وسيلة لتزكية نفسه وطهارتها ويتحلى بالفضائل الأخلاقية , وعندما يقول لمن شاتمه أو تعارك معه إنى صائم فإنه يذكر نفسه بإنسانيته التى تقتضى منه أن يتبع السيئة الحسنة وبذلك يقى الصائم نفسه شر ورها ويبلغ رضا مولاه ويصبح فى جملة المتقين الذين يحبهم الله قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " سورة البقرة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حديث الصيام :

_ فرض الله تعالى الصيام على الأمة الإسلامية فى قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات " سورة البقرة ولقد خص الله سبحانه الصائمين بالأجر العظيم والثواب الوافر والنعمة والفضل السابغ والكرم العميم من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " أعطيت أمتى فى رمضان خمس خصال لم تعطهن أمة كانت قبلهم , خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك , وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا , وتصفد مردة الشياطين فلا يصلون فيه إلى ما كانوا يصلون , ويزين الله تعالى جنته فى كل يوم , فيقول : يوشك عبادى الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك , ويغفر لهم آخر ليلة من رمضان , فقالوا يا رسول الله : هى ليلة القدر ؟ قال لا , ولكن العامل إنما يوفى أجره عند قضاء عمله " رواه أحمد وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصوم وجهاد النفس :

_ روى الشيخان فى صحيحيهما عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" إن فى الجنة بابا يقال له الريان , يقال يوم القيامة أين الصائمون ؟ فإذا دخل آخرهم أغلق هذا الباب " شرع الله تعالى العبادات من أجل تكميل الفرد والسمو بروحه ليتحرر من أثر الشهوات وعبودية الغرئز و ليحصل له من الكمال الأخلاقى والصفاء النفسى بما يعينه على مواجهة الحياة وتحمل المسؤلية فالإنسان المتحرر من ربقة شهواته يقف دائما على قدميه فى معترك الحياة واثقا بنفسه وبالله وهذا هو ما جعل رسول الله صل الله عليه وسلم يقول لأصحابه عندما رجع من بعض الغزوات جئنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر قالوا وما الجهاد الأكبر يارسول الله : قال جهاد النفس وعلى هذا كان أصحاب النبى صل الله عليه وسلم كما روى عنهم قول أبى عتبة الحلوانى : ألا أخبركم عن أحوال كان عليها أصحاب النبى صل الله عليه وسلم ؟ أولها : لقاء الله تعالى كان أحب إليهم من الحياة ," والثانية كانوا لايخافون عدوا قلوا أم كثروا" والثالثة _ لم يكونوا يخافون عوزا ( يعنى فقرا ) من الدنيا وكانوا واثقين برزق الله تعالى ومن هنا نقول أن الصيام وسيلة فعالة من وسائل جهاد النفس فى الإسلام " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الصيام صيام الأذن

والأذن مسؤولة أمام الله تعالى يوم القيامة عما إستمعت إليه قال تعالى " ولاتقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا " وقال صل الله عليه وسلم " المغتاب والمستمع شريكان فى الإثم " وأهل الطاعة والإيمان من يستمعون القول فيتبعون أحسنه , ولذلك كان الخزى والندامة , لمن صرف سمعه عن اتباع الهدى وأصم أذنه عن صوت الحق ومن صيام الأذن حمايتها من سماع الغناء والفحش والبذاء , والأطهار الأبرار لهم صيام خاص عن سماع ما يغضب الله تعالى فى شهر رمضان وغيره من الأيام لأنهم يعلمون أن رب رمضان هو رب الشهور السنين على كل حال والله تعالى يرضى عمن أطاعه فى شهر من الشهور كان ويغضب عمن عصاه فى كل وقت وأوان حتى ولو كان فى رمضان فالله تعالى لاينظر إلى الأسماء ولكن العبرة بالأعمال قال صل الله عليه وسلم " إن الله تعالى لاينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " إن من واجب المسلم بدلا من أن يملأ أذنيه بالنغمات المحرمة , والكلمات الآثمة , وسماع المجون والزور من القول والغيبة والنميمة أن يستمع إلى أحسن الذكر وأفضل الكلام كتاب الله القرآن الكريم , وأن يأخذ من هدى رسول الله صل الله عليه وسلم بسماع السنة الشريفة , ويزداد من سماع القرآن الكريم ودروس العلم والمحاضرات الدينية والمواعظ والحكم النافعة , وبذلك يكون قد أنقذ أذنيه من سماع سيئ الكلام والمشاركة فيه والإستماع إليه قال تعالى " وإذا رأيت الذين يخضون فى أياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا فى حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ثواب العمرة في رمضان :

العمرة في رمضان ثواب كبير يساوى ثواب حجة , عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صل الله عليه وسلم قال : عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي " رواه البخاري ومسلم ـ  روى البخاري " قال رسول الله صل الله عليه وسلم " لامرأة من الأنصار سماها .. ما منعك أن تحجي معنا ؟ قالت كان لنا ناضج فركبه أبو فلان وابنه _ لزوجها وابنها , وترك ناضجا ننضج عليه قال فإذا كان رمضان اعتمري , فإن عمرة رمضان حجة أو نحوا مما قال " وفى رواية مسلم قال : فعمرة في رمضان تقضى حجة أو حجة معي " ولكن يجب أن نعلم مهما كان للعمرة من ثواب وفضل مثل الحج , إلا أنها لا تسقط فريضة الحج عمن عليه هذه الفريضة , أو أدلكم أيها الناس على ما أفضل من ذلك لمن اعتمر وحج مراراً أن السعي على قضاء حاجة المسلم بالمال والجهد وخاصة في الحال الذي نحن عليه اليوم  وقد قال النبي صل الله عليه وسلم " أحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم أو تقضى عنه دينا أو تكشف عنه كربه أو تطرد عنه جوعا " وقال عليه الصلاة والسلام " من أدخل على بيت مسلم من المسلمين لم يرض الله تعالى له ثوابا دون الجنة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم