من فقه العبادات ( شهر رمضان الزائر المنتظر ) (للشيخ سامى محمود .)

من فضائل الصيام الإكثار من قراءة القرآن في رمضان:

قال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان", سورة البقرة الآية وقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان النبي صل الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وأجود ما يكون في شهر رمضان لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صل الله عليه وسلمت القرآن فإذا لقيه جبريل كان أجود من الريح المرسلة"، وفي الصحيحين أيضاً من حديث ابن عباس أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً.قال ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف: فدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر.

. روى الإمام أحمد رحمه الله من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب ، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان,فعلى المسلم أن يحرص على الزيادة من تلاوة القرآن الكريم خاصة في هذا الشهر المبارك، حيث كان رسول الله صل الله عليه وسلم يقرأ القرآن على كل أحواله قائما، وقاعداً ومضطجعاً، وما كان يمنعه من القرآن شيء إلا الجنابة.وقد حرص السلف الصالح على قراءة القرآن في رمضان وغيره ، فكان أصحاب النبي صل الله عليه وسلم يقومون الليل في رمضان بالسور الطويلة التي تتعدى بالمائة آية أو تزيد، وكانوا يستندون على العصى من طول القيام فى هذا الشهر الكريم.وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان أغلق كتب الحديث، والفقه، وغيرها، ولايشتغل إلا بالقرآن،

وكذلك الإمام الشافعي كان يختم القرآن في رمضان ستين مرة.ولاشك أن قراءة القرآن فى رمضان من أحب الأعمال إلى الله فقد أثنى الله على عباده قائلًا "إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور ".سورة فاطر .وعن النبي صل الله عليه وسلم قال "إقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" رواه مسلم، وهذا الحديث يوضح فضل قراءة القرآن وشفاعته لصاحبه . اللهم اجعل القرآن لنا في الدنيا إماما ونورا وهدي ورحمة , اللهم ذكرنا منه ما نسينا ,وعلمنا منه ما جهلنا, وارزقنا تلاوته والعمل به أناء الليل وأطراف النهار على النحو الذي يرضيك عنا " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الهدي النبوي :

معاشر الأخوة والأخوات الأكارم :ـ يجب علينا ونحن فى هذا الشهر الكريم أن نحرص على الالتزام بهدى رسول الله صل الله عليه وسلم – ومن هذا الهدي أن تظهر علينا أثر نعمة الله تعالى ، ولكن دون إسراف، لأن الإسراف منهي عنه سواء في رمضان وغيره يقول النبي صل الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ." رواه الترمذي وقال حديث حسن , ويقول تعالى :" وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " سورة الأعراف الآية :31ـ وقوله عز وجل :" ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كافورا " سورة الإسراء الآية : 26 ـ 27ـ .

.فعند الإفطار كان رسول الله صل الله عليه وسلم مما يقوم به ، و يُستحب لنا أن نعمل به من بعده ومنها: أنه عليه الصلاة والسلام - كان يفطر على رطب ، فإن لم يجد فتمراً ، فإن لم يجد شرب ماءً ، كما في حديث ثابت البناني أنّه سمع أنس بن مالك يقول:" كان رسول الله صل الله عليه وسلم - يُفطِرُ علَى رُطَباتٍ قبلَ أن يصلِّيَ ، فإن لم تكن رُطَباتٌ فعلى تَمراتٍ ، فإن لم تَكُن حَسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ ". ومن السنة ترك الإفراط في تناول الطعام والشراب سواء كان ذلك في الإفطار أو السحور وفي غيرهما فقد روى المقداد بن معد يكرب أن النبي صل الله عليه وسلم قال :" ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. "، رواه أحمد والترمذي وابن ماجه. ومما يروي عن لقمان الحكيم رضي الله عنه : قال لابنه ـ: يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة , وخرست الحكمة , و قعدت الأعضاء عن العبادة."

فالإكثار والتوسع في أنواع الطعام والشراب في وقت الإفطار والسحور وغيرهما دون حاجة ، مما قد يؤدي إلى الإسراف الذي نهى ربنا عز وجل ، كما أن الإكثار من الأكل والشرب قد يثقل الإنسان عن العبادة وأداء الصلاة ، وهو خلاف ما شرع من أجله الصيام. وكذلك مما نهي الله عنه الإفطار على ما حرم الله مثل السجائر وغيرها من الخبائث. وأخيراً .. فلنحذر من بعض هذه الظواهر السلبية التي تتنافى مع الحكمة من مشروعية الصيام، وذلك عندما نقوم إنفاق الأموال على الطهي والطبخ وكثرة المأكولات والمشروبات، دون الاستفادة منها، وهو مما يُخالف تعاليم الإسلام ، ويزيد في تحريمه الإسراف المنهي عنه، عندما نتناول اليسير من هذه الأطعمة ثم نلقي ما تبقى منها فى سلة القمامة. فعلينا أن نبدل هذه العادة السيئة إلى عادة حسنة، بأن نأخذ ما تبقي ونُعده في صورة جميلة ، ثم نقوم بتوزيعه على المستحقين من الفقراء والمساكين، أو إهداء الجيران أو المشاركة في إطعام وإفطار الصائمين المحتاجين.ومن السنن المستحبة أن يفطر المسلم في جماعة أو مع أهل بيته من أجل بركة الطعام وإظهاراً للفرحة بهذا الشهر الكريم , فقد ثبت أن النبي صل الله عليه وسلم أفطر عند سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال: أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة. " . موقع من فقه الاستلام للشيخ سامي . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رمضان شهر الرحمة والقرآن:

عن أبي هريرة‏ ‏رضي الله عنه‏ عن النبي ‏صل الله عليه وسلم‏ ‏قال‏:"‏ يقول الله عز وجل الصوم لي وأنا أجزي به‏,‏يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي" متفق عليه .العبادة في شهر رمضان ، أولها الصيام وهو سر بين العبد وبين الله لا يدخله الرياء ولذا جعل الله ثواب الصائمين سراً أيضاً أخفاه عن البشرية.وأضاف: إخفاء الأمر دليل على عدم تناهي الأجر وعدم إدراك العقول له ولذا على الصائم أن يكثر من قراءة القرآن في رمضان ، بالإضافة إلى الصيام كما في الحديث عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام: أي رب ، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه ، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال: فيُشفَّعان " .رواه أحمد ، ويكفي الصائم فضلاً أنه إن يصوم صوماً صحيحاً تغفر له ذنوبه ولو كانت كالجبال الشاهقة.

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول صل الله عليه وسلم :" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه . وعلى الصائم أن يحرص على قيام الليل بصلاة التراويح وصلاة الفجر في جماعة وأيضا كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه . متفق عليه .وأن يكثروا من عبادة الإنفاق وإعانة المحتاجين ، وكان صل الله عليه وسلم وهو الجواد عموما ، كثير الإنفاق في رمضان ، وكان يزداد جودة ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر. وعن ابن عباس قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صل الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة .رواه البخاري ومسلم. " . موقع من فقه الاستلام للشيخ سامي . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم