بالقلب يحيا الإنسان وبالعمل يتم البنيان :

بين العقل والقلب:

_ قال صل الله عليه وسلم " لاعقل كالتدبير , ولا ورع كالكف) عن الحرام ), ولا حسب كحسن الخلق " وقال تعالى : إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " سورة ق الآية 37 _ أى إن فى إهلاك الظالمين والمجرمين فى القديم والحديث لعبرة , لمن كان له قلب يعقل به , أو أصغى بسمعه وهو حاضر بقلبه , غير غافل ولا ساه " ولذلك قال تعالى حكاية عن أهل النار " وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير " سورة الملك الآية 10_ فقالوا معترفين أنهم صدوا عن سبيل الله وردوا الحق حين جاءهم النذير , ولو كنا نسمع سماع من يطلب الحق , او نفكر فيما دعينا إليه , ما كنا اليوم فى عداد أهل النار " وصل الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مواعظ من الكتب:

_ عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : آخر ما نزل من القرآن " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس بما كسبت وهم لايظلمون " سورة البقرة _ وآخر ما نزل من التوراة _ " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " وآخر ما نزل من الإنجيل " شر الناس من لا يبالى أن يراه الناس مسيئا " وآخر ما نزل من الزبور " من يزرع خيرا يحصد غبطة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من مواعظ الصالحين :

_ الدنيا ساعة فاجعلها طاعة , وقال ذو القرنين عليه السلام :" رتعنا فى الدنيا جاهلين , وعشنا فيها غافلين , وأخرجنا منها كارهين , وقال بعض الوعاظ : عجبا لمن يخاف العقاب كيف لا يكف عن المعاصى , وعجبا لمن يرجوا الثواب كيف لايعمل , وقال بعض الحكماء المسئ ميت وإن كان فى دار الحياة , والمحسن حى وإن كان فى دار الأموات " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من كلام الإمام على رضى الله عنه :

_ الرزق نوعان : رزق يطلبك , ورزق تطلبه , فأما الذى يطلبك فسوف يأتيك ولو على ضعفك , وأما الذى تطلبه فلن يأتيك إلا بسعيك , وهو أيضا من رزقك , فالأول فضل من الله , والثانى عدل من الله " فالرزق والأجل والنفع والضرر بيد الله وحده قال تعالى :" وفى السماء رزقكم وما توعدون " سورة الذريات آية 22_ ويقول النبى صل الله عليه وسلم :" إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله " رواه الطبرانى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ندم ورجاء :

_ يارب إن ذنوبى فى الورى عظمت _ وليس لى من عمل فى الحشر ينجينى _ وقد أتيتك بالتوحيد يصحبه _ حب النبى وهذا القدر يكفينى " دعاء _ اللهم إنى أسألك إيمانا لايرتد ونعيما لاينفد , وقوة يقين لاتنقطع , ومرافقة نبيك محمد صل الله عليه وسلم فى أعلى جنات الخلود " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صفة الدنيا :

_ يقول الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه _ وكرم الله تعالى وجهه _ الدنيا دار بلاء ونزل عناء , أسعد الناس فيها أرغبهم عنها , وأشقاهم بها أرغبهم فيها , فهى الغاشة لمن انتصحها , المهلكة لمن اطمئن إليها , طوبى لعبد أطاع فيها ربه , ونصح نفسه وقدم بين يدى الله توبته , وآخر شهوته " دعاء _ اللهم بنورك اهتدينا , وبفضلك استعنا , وفى كنفك وإنعامك وعطائك , وإحسانك أصبحنا وأمسينا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قالوا :

اتقوا الله فيما لا ناصر له إلا الله
وإياك ومعصية الله تعالى _ فإنه
ما عصى الله كريم , ولا آثر على
الله غير الله إلا لئيم .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نصيحة :

قال عمرو بن نجيد : كان شاه الكرمانى حاد الفراسة
لايخطئ , ويقول : من غض بصره عن المحارم
وأمسك نفسه عن الشهوات , وعمر باطنه بالمراقبة
وظاهره باتباع السنة , وتعود أكل الحلال , لم تخطئ
فراسته . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقيقة الخوف من الله :

_ إن الخوف الحقيقى من الله تعالى هو ما كان له من الأثر الإيجابى فى أعمال العبد وسائر تصرفاته , مما يدفعه ذلك إلى التمسك بالواجبات الدينية , وإلى القيام بكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال , ويبتعد عن كل ما يغضب الله تعالى ويسخطه من الأقوال والأفعال من المعاصى والذنوب قال تعالى :" إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين " سورة آل عمران آيه 175 _ ومن الأحاديث التى ترهب من عقاب الله وعذابه وتدفع العبد إلى إمتثال الأوامر واجتناب النواهى عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " ما من أحد يموت إلا ندم , قالوا : وما ندامته يا رسول الله ؟ قال : إن كان محسنا ندم ألا يكون إزداد , وإن كان مسيئا ندم ألا يكون نزع " يعنى أقلع عن الذنب " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حق على العاقل :

حق على العاقل أن يكون له أربع ساعات ,
ساعة يحاسب فيها نفسه , وساعة يناجى فيها ربه
وساعة يفضى فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه
, ويصدقونه عن نفسه , وساعة يخلى فيها بين نفسه
وبين لذاتها فيما يحل ويجمل , فإن هذه الساعة عون
له على هذه الساعات , وإحجام القلوب , وحق على العاقل
ألا يظعن إلا فى إحدى ثلاث : زاد لمعاده , ومرمه لمعاشه
أو لذة فى غير محرم , وعلى العاقل أن يكون عارفا بزمانه
مالكا للسانه مقبلا على شأنه .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من قبيح الذنوب :

_ مقابلة النعمة بالمعصية , يقول مالك بن دينار
رحمه الله تعالى : قرأت فى بعض الكتب أن الله تعالى
يقول : يا ابن آدم خيرى ينزل إليك , وشرك يصعد إلى
وأتحبب إليك بالنعمة , وتتبغض إلى بالمعاصى , ولا
يزال ملك كريم , قد عرج إلى منك بعمل قبيح .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

للمرائى أربع علامات :

• يكسل إذا كان وحده .
• وينشط إذا كان مع الناس .
• ويزيد العمل إذا أثنى عليه .
• وينقص إذا ذم .
وصل الله عليه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حسنة الدنيا :

قال سفيان الثورى رحمه الله :
مابقى لى من نعيم الدنيا إلا ثلاث ,
أخ ثقة فى الله أكتسب فى صحبته خيرا ,
إن رآنى زائغا قومنى أو مستقيما رغبنى ,
ورزق واسع حلال ليست لله على فيه تبعة ,
ولا لمخلوق على فيه منه , وصلاة فى جماعة
أكفى سهوها وأرزق أجرها .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نصيحة :

ورد أن عليا رضى الله عنه قال لولده الحسن
رضى الله عنه , يا بنى , خف ثلاثا :
خف الله , وخف من لايخاف الله , وخف
لسانك فإنه عدوك على دينك , يؤمنك الله
جميع ما خفته .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

موعظة :

كتب بعض الحكام إلى رجل من إخوانه :
يا أخى احذر الموت فى هذه الدار قبل
أن تصير إلى دار تتمنى فيها الموت
ولا تجده .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وصية :

قال سعد بن أبى وقاص لسلمان رضى الله عنه :
_ أوصنى فقال له : أذكر الله عند همك إذا هممت
, وعند لسانك إذا إذا تكلمت , وعند حكمك إذا حكمت
, وعند يدك إذا بطشت "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الشعر حكمة :

_ وفى ذلك أنشد بعضهم _ وكل كسر فإن الله يجبره _ وما لكسر قناة الدين جبران " والكسر معناه الشئ المكسور الذى لا يرجى له اصلاح مثل ( الفخارة المكسورة ) فإن لاتنصلح ولاترجع طينا _ والجبر هو سد خلل الشئ الناقص , والدين ماشرعه الله تعالى من اعتقادات وعبادات ومعاملات وأخلاق كريمة على لسان الرسول صل الله عليه وسلم , والمعنى العام , أن الله تعالى يغفر الذنوب إذا كان للعبد اخلاص وايمان لأن الدين يصلح كل نقص وخلل فى العمل , وأما كسر الدين نفسه فخلل واقع فى أصله ومن ثم لايرجى له اصلاح " قال تعالى :" ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو فى الآخرة من الخاسرين " سورة المائدة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

يكفيك التقوى :

_ وفى ذلك أنشد بعضهم _ من يتق الله يحمد فى عواقبه _ ويكفه شر من عزوا ومن هانوا " والتقوى هى امتثال الأوامر واجتناب النواهى , ولقد تحدث القرآن الكريم عن معنى التقوى حديثا عاما حتى أصبحت ركيزة العبادات وأساس الفضائل , والحمد معناه _ الثناء بالجميل على الجميل قال الجوهرى : والحمد نقيض الذم وهو أعم من الشكر , وعاقبة كل شئ آخره , ويكفه : من الكفاية بمعنى الوقاية والحفظ , من عزوا , العز : خلاف الذل , ومن هانوا : الهوان خلاف العز , والمعنى العام : أن من يطع الله بامتثال الأوامر واجتناب النواهى كان محمودا فى عواقب ذلك وكان من الفائزين , ويدفع الله سبحانه وتعالى عنه شر جميع الناس سواء كانوا , من الأعزاء أم من الأذلاء " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من درجات الورع :

_ كان العالم طاووس اليمانى يعمل كاتبا لأبى جعفر المنصور وذات يوم قال له أبو جعفر ناولنى هذه الداوة يا طاووس لأكتب بها شيئا فقال طاووس خذها أنت بيدك , فقال أبو جعفر ولم لا تناولنى اياها ؟ قال له أخشى أن أناولك اياها فتكتب شيئا تظلم به عباد الله فأكون شريكا لك فى العذاب يوم القيامة "اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما أحاط علمك وخط قلمك وأحصاه كتابك .

من أقوال الصالحين :

_ كان الوعظ والنصح دأب الصالحين من قبلنا , وهذا من حب الله تعالى لهم , وحبهم فى نشر العلم وتعليمه ومن هؤلاء الصالحين عطاء بن رباح من أئمة التابعين وأحد علماء تفسير القرآن رحمه الله تعالى قال: فى قوله تعالى :" ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه " سورة الحج آية 30_ قال هى المعاصى يعظمها حتى لايقع فيها " وكان الربيع بن الخيثم رحمه الله تعالى إذا ضحى فى العيد يقول : وعزتك وجلالك لو علمت رضاك فى ذبح نفسى لذبحتها لك " وهذا دليل على حبهم لله وشدة تسليمهم له سبحانه , وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نحن فى زمن :

لايزداد الخير فيه إلا إدبارا , والشر إلا إقبالا , والشيطان فى هلاك الناس إلا طمعا
أضرب بطرفك حيث شئت هل تنظر إلا فقيرا يكابد فقرا أو غنيا , بدل نعمة الله كفرا
أو بخيلا اتخذ بحق الله وفرا , أو متمردا كان بسمعه عن سماع المواعظ وقرا "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ندم ورجاء :

يارب إن ذنوبى فى الورى عظمت __ وليس لى عمل فى الحشر ينجينى
وقد أتيتك بالتوحيد يصحبه _ حب النبى وهذا القدر يكفينى
دعاء : اللهم ارزقنا الإخلاص فى القول والعمل وأدخلنا برحمتك فى
عبادك الصالحين وقنا خزى الدنيا وعذاب الآخرة "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

إجابة مقنعة :

سئل سلمان الفارسى رضى الله تعالى عنه , ما الذى يبغض الإمارة إلى نفسك ؟
فأجاب حلاوة رضاعها , ومرارة فطامها ,
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لا أبكى على دنياكم :

_ قال سعيد بن أبى سعيد القبرى : دخل مروان على أبى هريرة رضى الله تعالى عنه فى شكواه الذى مات فيه , فقال شفاك الله فقال أبو هريرة : " اللهم إنى أحب لقاءك فأحب لقائى " فما بلغ مروان أصحاب القطا حتى مات
وقال سالم ابن بشر بن جحل : إن أبا هريرة بكى فى مرضه فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : إنى لا أبكى على دنياكم هذه , ولكنى أبكى على بعد سفرى , وقلة زادى , وأنى أصبحت فى صعود مهبط على جنة ونار , ولا أدرى أيهما يؤخذنى .
وصل الله على سيد محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حب لقاء الله :

_ عن أنس رضى الله تعالى عنه عن النبى صل الله عليه وسلم قال " من أحب لقاء الله أحب الله لقائه , ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه , فقالت عائشة رضى الله تعالى عنها : إنا نكره الموت _ قال ليس ذاك _ ولكن المؤمن إذا حضره الموت , بشر برضوان الله وكرامته , فليس شئ أحب إليه مما أمامه , فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حُضر _ يعنى جاءه الموت _ بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شئ أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقاءه " رواه البخارى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم