بالقلب يحيا الإنسان وبالعمل يتم البنيان :

بالقلب يحيا الإنسان وبالعمل يتم البنيان:

_ فالقلب هو سيد الجوارح وملك الأعضاء إذا صلح صلحت سائر الأعضاء وإذا فسد فسدت سائر الأعضاء وإذا كان القلب عامرا بالإيمان انعكس ذلك على تصرفات المسلم فعلا وقولا وسلوكا حيث ورد فى الأثر عن الحسن البصرى رحمه الله تعالى " الإيمان ما وقر فى القلب وصدقه العمل " ولقد جمع الله سبحانه كل صفات الإيمان , والإسلام والإحسان فى آية البر الجامعة التى لاتقتصر على العبادة ولا تقف عند بيان أمور العقيدة بل تجمع بين هذا وذاك وتضيف إليها مكارم الأخلاق  وتضعه فى اطار مرموق قال تعالى " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وزاب السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلاة وأتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصبرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " سورة البقرة والبر كما بينت الآية ووضحت اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال وسائر التصرفات فكل عمل خير يقدمه الإنسان لنفسه ويقدمه لغيره وأريد به وجه الله والدار الآخرة يسمى برا وهو كذلك يتمثل فى كل عمل صدق فيه صاحبه ويخشى الله ويتقه به فاعله لله رب العالمين ". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الصدق والعمل :

_ من الكلمات الصادقة التى ما إن سمعها أصحاب النفوس العالية إستنارت بها نفوسهم وأضاءت بنور الإيمان وحب المعرفة قلوبهم _ ومن ذلك ما قاله سعيد ابن جبير إمام التابعين رحمه الله تعالى قال " الدنيا متاع الغرور , إن ألهتك عن طلب الآخرة , فأما إذا دعتك إلى طلب رضوان الله وطلب الآخرة فنعم المتاع ونعم الوسيلة إذا أردت . وقيل أربعة تؤدى إلى أربعة : العقل إلى الرياسة والرأى إلى السياسة والعلم إلى التصدير والحلم إلى التوقير  _ ومن أقوال سيدنا عمر رضى الله تعالى عنه " لو أن الصبر والشكر بعيران ما باليت أيهما ركبت " ويقول ابن عباس رضى الله تعالى عنهما " ليس من أحد إلا هو يحزن ويفرح ولكن المؤمن هو الذى يجعل مصيبته صبرا وغنيمته شكرا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

السعداء حقا :

_ قال تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " سورة الأحزاب ومع رجل رغب فى الجنة ووجد ريحها يداعبه وآثر الآخرة الباقية على الدنيا الفانية وقد روى سلمان ابن المغيرة عن ثابت عن أنس قال : غاب عمى أنس ابن النضر رضى الله تعالى عنه وبه سميت أنسا _ عن قتال بدر فشق عليه لما قدم , وقال : غبت عن أول مشهد شهده رسول الله صل الله عليه وسلم _ فأقسم بالله ليستدرك ما فاته ولئن أشهده الله سبحانه قتالا للمشركين ليرين الله تعالى ما أصنع وكان صادقا مخلصا فى قوله , فلما كان يوم أحد وإنكشف المسلمون فقال " اللهم إنى أبرأ إليك مما جاء به المشركون وأعتذر إليك فيما صنع هؤلاء يعنى المسلمين ثم مشى بسيفه فلقيه سعد ابن معاذ فقال : أى سعد رضى الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين والذى نفسى بيده إنى لأجد ريح الجنة دون أحد فقاتلهم حتى قتل _ فقال أنس رضى الله عنه : فوجدناه بين القتلى به بضع وثمانون جراحة ما بين ضربة سيف وطعنة رمح ورمية سهم وقد مثلوا به فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه ) فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية الكريمة " من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه ....الخ الآية من سورة الأحزاب إن من أراد السعادة فى الدنيا والآخرة فلا أقل من أن يتخذ من هؤلاء المثل والقدوة الصالحة فى الإستمساك بالحق والثبات على المبدأ والدعوة إليه مهما ظن الناس به أو تقولوا عليه قال تعالى " إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخفوهم وخافون إن كنتم مؤمنين " سورة آل عمران وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شر وخير :

_ شر العمى عمى القلوب , وشر الضلالة الضلالة بعد الهدى , وشر المعذرة حين يحضر الموت , وشر الندامة ندامة يوم القيامة , وشر الأمور محدثاتها , وخير الأمور عواقبها , وخير القصص القرآن الكريم , وخير الهدى هدى الأنبياء , وخير الملل ملة إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة وأزكى التسليم وخير السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات مضيئة :

_ وجه قلبك إلى الأدب وأذنيك إلى إلى كلمات المعرفة , والأحمق يفجر غضبه , وأما الحكيم فيكبحه فى هدوء , ومن يعاشر الحكماء يصبح حكيما , ورفيق الحمقى ينال الأذى , اسمع المشورة واقبل التأديب لتمتلك الحكمة ولتكن كلمتك طيبة , وليكن وجهك بسيطا تكن أحب إلى الناس ممن يجزل لهم العطاء " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من عرف نفسه عرف ربه :

إن أصحاب محمد صل الله عليه وسلم عرفوا بجميل الخصال وحميد الأخلاق ما جعلهم ذلك من أقرب ما يكونوا من ربهم سبحانه وتعالى خشية ومحبة وخوفا منه سبحانه وتعالى , ومن أولئك الذين عرفوا بذلك الصحابى الجليل سلمان الفارسى رضى الله تعالى عنه حين حضرته الوفاة أخذ يبكى ,, ودخل عليه أصحابه فسألوه ماذا يبكيك وأنت من قال رسول الله صل الله عليه وسلم فيه سلمان منا آل البيت ؟ فقال والله لقد رأيت مصعب بن عمير حين قتل لم نجد ما نكفنه فيه سوى ثوبه : إذا غطينا به رأسه انكسفت قدماه وإذا غطينا به قدميه انكشفت رأسه وكان خيرا منى , وها هى الدنيا قد بسطت لنا ونخشى أن تكون طيباتنا قد عجلت لنا "
                  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جفنة , ومطهرة "
دخل سعد ابن أبى وقاص رضى الله تعالى عنه على سلمان الفارسى يعوده وهو على فراش موته , فلما رآه سلمان بكى ,,
قال له سعد : ما يبكيك ياأبا عبد الله ؟ لقد توفى رسول الله صل الله عليه وسلم وهو عنك راض
فأجابه سلمان والله ماأبكى جزعا من الموت , ولا حرصا على الدنيا ولكن رسول الله صل الله عليه وسلم
عهد إلينا عهدا فقال : " ليكن حظ أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب وها أنذا حولى هذه الأساور , ويعنى بالأساور الأشياء الكثيرة , قال سعد فنظرت فلم أر حوله إلا جفنة ومطهرة فقلت له : يا أبا عبد الله اعهد إلينا بعهد نأخذه عنك , فقال يا سعد : اذكر الله عند همك إذا هممت , وعند حكمك إذا حكمت , وعند يدك إذا قسمت "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

حب الدنيا
من لهج قلبه بحب الدنيا التاط ( يعنى التصق ) قلبه منها بثلاث : هم لايغبه ( يعنى ملازم له ) وحرص لايتركه وأمل لايدركه
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دوام الحال من المحال :

_ جاء فى كتاب صيد الخاطر للإمام بن الجوزى _ اعلم أن الزمان لايثبت على حال كما قال تعالى " وتلك الأيام ندولها بين الناس " سورة آل عمران فتارة فقر وتارة غنى وتارة عز وتارة ذل , وتارة يفرح المولى وتارة يشمت الأعادى , فالسعيد من لازم أصلا واحدا على كل حال وهو تقوى الله تعالى فإنه إن استغنى زانته , وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر , وإن عوفى تمت له النعمة , وإن ابتلى حملته , ولا يضره وإن نزل به الزمان أو صعد , أو أعراه أو أشبعه أو أجاعه لأن جميع تلك الأشياء تزول وتتغير , والتقوى أصل السلامة , حارس لاينام , يأخذ باليد عند العثرة ويواقف على الحدود والمنكر من غرته لذة حصلت مع عدم التقوى فى كل حال فإنك لاترى فى الضيق إلا السعة وفى المرض إلا العافية هذا نقدها العاجل والآجل معلوم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من حكم الصالحين :

_ روى عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما : قال ما انتفعت بكلام أحد بعد النبى صل الله عليه وسلم كا نتفاعى بكتاب كتب إلى على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه فإنه كتب إلى أما بعد فإن المرء يسوءه فوات ما لم يكن ليدركه , ويسره درك ما لم يكن ليفوته , فليكن سرورك بما نلت من أمر آخرتك , وليكن آسفك على ما فاتك منها , وما نلت من دنياك فلا تكثرن به فرحا , وما فاتك منها فلا تأس عليه حزنا , وإن الله تعالى لم يخلقك عبثا ولم يضرب عنكم الذكر صفحا , بل أكرمكم بالنعم السوابغ , وأرصد لكم الجزاء فاتقوا الله تعالى وجدوا فى الطلب وبادروا بالعمل قبل هادم اللذات , فإن الدنيا لايدوم نعيمها ولا تؤمن فجائعها , فإنها دار ممر إلى دار مقر ومنزل ترح لامنزل فرح , فمن عرفها لم يحزن لشقائها , ولم يفرح لرضا , فإنها سريعة الذهاب وشيكة الإنقلاب , فاتعظوا بالعبر , واتقوا الله تقية من وجل وحذر وأبصر , طالبا نجا وهربا , وكفى بالله منتقما ونصيرا وبالكتاب خصما وحجيجا وبالجنة ثوابا وبالنار عقابا " وصل الله على سيدنامحمد وعلى آله وصحبه وسلم

ياسامع الأصوات :

_ دعا الفخر الرازى أحد أئمة التفسير رحمهم الله ربه فى مرض موته فقال : اللهم ياسامع الأصوات , ويا مجيب الدعوات , ويا مقيل العثرات , ويا راحم العبرات وياقيام المحدثات والممكنات , وأنا كنت حسن الظن بك عظيم الرجاء فى رحمتك وأنت قلت : أنا عند ظن عبدى بى " وأنت قلت " أمنيجيب المضطر إذا دعاه " وأنت قلت " وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب " فهب أنى ما جئت بشئ , فأنت الغنى الكريم وأنا المحتاج اللئيم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


إمام المتقين :

_ من أيقن بحكمة الله وعدالته , وصبر على قضائه وقدره , كان إماما فى المتقين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أربع ساعات :

_ قال على بن أبى طالب رضى الله عنه : ينبغى للمؤمن أن يكون له أربع ساعات_ ساعة يناجى فيها ربه , وساعة يحاسب فيها نفسه , وساعة يأتى فيها العلماء الذين يبصرونه بأمر الله وينصحونه , وساعة يخلى بين نفسه ولذاتها فيما يحل ويجمل " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ثلاثة :

- قيل الشرف فى ثلاثة : إجلال كبير , ومداراة النظير , ورفع النفس عن الحقير _ وقيل الجلساء ثلاثة _ جليس تستفيد منه فلازمه , وجليس تفيده فأكرمه , وجليس لاتستفيد منه ولاتفيده فاهرب منه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مطلوب منكم ثلاثة أشياء :

_ قال بن المقفع : أكتبوا أحسن ماتسمعون , واحفظوا أحسن ما تكتبون , وتحدثوا بأحسن ماتحفظون وتعرفون " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

السكينة :

_يقول بن القيم رحمه الله تعالى _ إن السكينة تورث الإنسان خشوعا فى الطاعة , ويقظة فى العبادة , وتعظيما للمحبوب جل جلاله , كما تورث محاسبة النفس , ومراقبة للخالق , وحسن معاملة الخلق , والرضا بالقضاء , وتورثه أن يجعل عقله أمام لسانه , فلا ينطق إلا بميزان , وتورثه ألا يكون عبدا لشهواته , أو انفعاله , أو عاطفته بل يتلبث ويتريث, ولا يتصرف إلا بحكمة , ولا يتحرك إلا على نور " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

موعظة :

_ قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز لمزاحم مولاه , إن الولاة جعلوا العيون على العوام , وأنا أجعلك عينا على نفسى , فإن سمعت منى كلمة تربأ بى عنها أو فعلا لاتحبه , فعظنى عنده وانهنى عنه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد خلقك وزنة عرشك ورضا نفسك مداد كلماتك

قالوا :

_ الحر عبد لرغبات نفسه , والعبد عبد لرغبات الآخرين , وأما الحرية الحقيقة فهى أن تعرف الحق فتتحرر من نفسك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

هل تخاف الله :

قال بعض العلماء : إذا قيل لك هل تخاف الله فاسكت لأنك إن قلت لا ,
فقد كفرت , وإن قلت نعم فقد كذبت .
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعاء :

اللهم اجعلنى شكورا , واجعلنى صبورا
واجعلنى فى عينى صغيرا
وفى أعين الناس كبيرا
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعاء :

اللهم إنى أسألك رحمة من عندك _ تهدى بها قلوبنا , وتجمع بها شملنا
وترد بها الفتن عنا , وتصلح بها ديننا _  وتحفظ بها عيوبنا , وتزكى بها أعمالنا
وتبيض بها وجوهنا وتلهمنا بها رشدنا _ وتعصمنا بها من كل سوء
 وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


دعاء :

_ اللهم إنى أسألك بأسمائك الحسنى كلها ما علمتُ منها وما لم أعلم , وما أنت به أعلم أن ترفع الظلم عن المظلومين , وأن تخفف عن الفقراء والبائسين , والسائلين والمحرومين , فأنت الظاهر فوق عبادك , وأنت الفعال لما تريد , وأنت المبدئ وأنت المعين , يا حنان يامنان برحمتك أستغيث " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أضحكنى ثلاث وأبكانى ثلاث

رحم الله أبا الدرداء فقد قال :
أضحكنى تأمل الدنيا , وغافل ليس بمغفول عنه , وضاحك ملء فيه لايدرى أرضى عنه ربه أم غضب عليه ..وأبكانى , فراق الأحبة , وخروج الروح من الجسد , وكلما ذكرت الوقوف بين يدى الله .
عبدك ببابك
رئى أعرابى ماسكا بحلقة باب الكعبة وهو يقول :
عبدك ببابك , ذهبت أيامه , وبقيت آثامه , وانقطعت شهواته , وبقيت تبعاته , فارض عنه , فإن لم ترض عنه فاعف عنه , فقد يعفو المولى عن عبده وهو غير راض " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رسول الله صل الله عليه وسلم " أنا قادم إليك "

قال نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما :
أصبح عثمان بن عفان رضى الله عنه يحدث الناس ,
قال رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم الليلة
فى المنام فقال : أفطر عندنا غدا فأصبح صائما
وقتل من يومه قبل غروب الشمس ,,
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المنافق العليم

عن أبى عثمان النهدى , قال : سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه
يقول على المنبر :" إياكم والمنافق العليم قالوا : وكيف يكون المنافق عليما ؟
قال يتكلم بالحق ويعمل بالمنكر "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما قيل فى مسيرة الأيام

قال " اصحب الأيام بالموادعة , ولا تسابق الدهر فتنكب "
وقال الشاعر :
من سابق الدهر كبا كبوة _ لم يستقلها من خطا الدهر
فاخط مع الدهر إذا ما خطا _ واجر مع الدهر كما يجرى
ولا نظن أن الشاعر يقصد من مسايرة الدهر, ومجاراته أن يندفع فى التيار
الذى ينشئه أهل الفساد , فيه فإن ذلك فضلاعن منافاته للكرامة الشخصية , فهو شديد الخطر على المجموع , فإن المدينة الفاضلة تقتضى أن تسود الفضائل , وأن يعلوا شأن المحامد , فإذا وطن كل إنسان نفسه على أن ينقاد لشهوات , أهل الشهوات
ومن ثم تغلبت الرذائل على المجتمع , وباد كما باد غيره ولا كرامة .
وقال بشار العقيلى

أعاذل إن الدهر سوف يفيق
وإن يسارا من غد لخليق
وما كنت إلا كالزمان إذا صحا
صحوت وإن ماق الزمان أموق
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ذم رذيلة الرياء

قال رسول الله صل عليه وسلم " لايقبل الله عملا فيه مثقال ذرة من رياء"
وقال الحسن البصرى " لأن تطلب الدنيا بأقبح ما تطلب به , أحب من أن تطلبها
بأحسن ما تطلب به الآخرة " اتحاف السادة المتقين
وكان الشبلى إذا رأى من يدعى التصوف يقول :
" ويلكم لاتفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب , وقد خاب من افترى " سورة طه الآية 61_
وقيل كان الناس يراءون بما يفعلون لا بما يقولون ,فصاروا يراءون بما
يقولون ولا يفعلون , ثم صاروا يراءون بما لايقولون ولا يفعلون "
وصلى رجل صلاة خفيفة فقيل له : أقصرت الصلاة ؟ قال لا
بل هى صلاة ليس فيها رياء , ونظر أبو أمامة الباهلى إلى رجل فى المسجد
وهو ساجد يبكى , فقال : نعم الرجل أو كان هذا فى بيته "
وقال شاعر :
تصنع كى يقال له أمين _ وما معنى تصنعه الأمانة
ولم يرد الإله به ولكن _ أراد به طريقا للخيانة

وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الفضيلة والفريضة:

_ ترك الدنيا فضيلة , وترك الذنوب فريضة " وكان عمر بن عبد العزيز أكثر مما لايجف فاه من هذا البيت : _ ولا خير فى عيش أمرئ لم يكن له _ مع الله فى دار القرار نصيب " وقد روى البخارى من حديث أبى بن كعب رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال : " إن من الشعر لحكمة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أقوال الصالحين

روى عن سيدنا أبى بكر رضى الله تعالى عنه قال :
ما من عبد رزقه الله تعالى عشر خصال , إلا وقد نجا من الآفات
والعاهات كلها , وصار فى درجة المقربين ونال درجة المتقين
أولها صدق دائم , معه قلب فارغ , والثانى : صبر كامل معه شكر دائم
والثالث : فقر دائم معه زهد حاضر , والرابع : فكر دائم معه بطن جائع
والخامس : حزن دائم معه خوف متصل , والسادس : جهد دائم معه بدن متواضع
والسابع : رفق دائم معه رحم حاضر , والثامن : حب دائم مع حياء , والتاسع :
علم نافع مع حلم دائم , والعاشر : إيمان دائم مع فكر ثابت "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من خطب الرسول صل الله عليه وسلم فى حسن الخلق

طوبى ( يعنى الحسنى والخير ) لمن شغله عيبه عن عيوب الناس
طوبى لمن أنفق مالا اكتسبه من غير معصية , وجالس أهل الفقه والحكمة
وخالط أهل الذل والمسكنة , طوبى لمن زكت وحسنت خليقته , وطابت سريرته
وعزل عن الناس شره طوبى لمن أنفق الفضل من ماله , وأمسك الفضل من قوله
ووسعته السنة ولم تستهوه البدعة "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التحذير من الغرور:

_ يا أيها المغرور بالسلامة , ماذا أعددت ليوم القيامة يوم الحسرة والندامة , يوم تولون مدبرين مالكم من الله من عاصم , يوم يجعل الولدان شيبا , يوم يدعوا المسرور كثيبا , الدنيا دار تجارة والرابح فيها من ربح , والويل والثبور لمن تزود فيها بالخسارة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما لم تعمل يداك:

_ كفى بالمرء إثما أن ينسب لنفسه ما لم تعمل يداه , أو يدعى شيئا لايقدر عليه وليس له أهل قال تعالى :" لاتحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم " سورة آل عمران الآية 188_ وفى الآية وعيد شديد لكل من أتى فعلا من أفعال السوء معجب به ولكل مفتخر بما لم تقدم يداه , ليثنى عليه الناس ويحمدوه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم