بالقلب يحيا الإنسان وبالعمل يتم البنيان :

من أخلاق الصالحين :

_ رقة قلوبهم وكثرة بكائهم على تفريطهم فى حق الله تعالى , لعل الله أن يرحمهم فقد كان لعمر رضى الله عنه فى وجهه , خطان أسودان من مجرى الدموع , وكذلك كان ابن عباس رضى الله عنهما : أسفل عينيه مثل الشراك البالى من كثرة البكاء " وكان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول : علامة الصالحين صُفرة الألوان , وعمش العيون , وذبول الشفاه من كثرة سهرهم وبكائهم وجوعهم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من وعظ الصالحين :

_ ما روى عن الإمام على كرم الله تعالى وجهه ورضى الله عنه _ وقد سلم من صلاة الفجر وقد علته كآبة , يقلب يديه ويقول : لقد رأيت أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم _ فلم أرى شيئا يشبههم كانوا يصبحون شعثا صفرا غبرا , بين أعينهم أمثال ركب المعزى , قد باتوا سجدا وقياما , يتلون كتاب الله , يُراوحون بين جباههم وأقدامهم فإذا أصبحوا ذكروا الله , تمادوا كما يميد الشجر يوم الريح , وهملت أعيونهم بالدموع حتى بلت ثيابهم , والله فكأنى بالقوم باتوا غافلين , فما رؤى بعد ذلك ضاحكا حتى ضربه ابن ملجم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

محاسبة وعظة :

_ كان عبد الرحمن بن هرمز الأعرج رحمه الله تعالى :" كثيرا ما يعاتب نفسه ويحسبها ويوبخها , ويقول لها , إن المنادى ينادى يوم القيامة يا أهل خطيئة كذا قوموا فتقوم يا أعرج معهم , ثم ينادى يا أهل خطيئة كذا قوموا فتقوم يا أعرج معهم , يا أهل خطيئة كذا فتقوم يا أعرج معهم , فأراك يا أعرج تقوم مع كل طائفة " وهذا من شدة محاسبتهم لأنفسهم , وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسبها فى الدنيا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من مواعظ الصالحين :

_ يقول : بلال بن سعد رحمه الله تعالى : إنكم تتكلمون ويوشك الله أن يتكلم وتسكتوا , ثم يثور من أعمالكم دخان تسوَّد منه الوجوه , " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس بما كسبت وهم لايظلمون " عباد الرحمن : لو غفرت خطاياكم الماضية لكان فيما تستقبلون شغل , ولو عملتم بما تعلمون لكنتم عباد الله حقا , لكأنا قوم لايعقلون , لكأنا قوم لايؤمنون " تنادى النار يوم القيامة : يا نار احرقى , يا نار إشتفى , يا نار إنضجى , يا نار كلى ولا تقتلى , يا نار شوهى , " وبعد : كثيرون هم المسلمون اليوم , ولكن قليل من يؤمن بالآخرة عن يقين , قليل من يخشى ذلك اليوم ويعمل له . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

يكفن فى ثياب بدر :

روى أن سعد ابن أبى وقاص رضى الله عنه _ لما حضره
الموت , دعا بكساء له خَلِقْ وبلى فقال : كفنونى فيها فإنى
كنت لقيت المشركين فيها , يوم بدر وهى على وإنما كنت
أخبئتها لهذا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من خطب أبى عبيدة بن الجراح رضى الله عنه

قام أبو عبيدة ابن الجراح ذات يوم فى عسكره خطيبا : وقال لهم .
ألا رب مبيض لثيابه , مدنس لدينه , ألا رب مكرم لنفسه وهو لها
مهين , ألا بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات , فلو أن
أحدكم أخطأ ما بينه وبين السماء والأرض , ثم عمل حسنة لعلت
فوق سيئاته حتى تقهرن "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الحى والميت :

جاء فى كتاب نهج البلاغة للشريف الرضى :

أن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجه ورضى عنه _ قال :
فى خطبة بعد أن حمد الله وأثنى عليه :
عباد الله : إن تقوى الله منعت أولياءه من ارتكاب المعاصى , وألزمت قلوبهم مخافته فسهروا الليالى فى عبادته , وصاموا الأيام طلبا لمرضاته ومحبته , واستبدلوا الراحة بالتعب , واسقربوا الأجل فبادروا بالعمل , وكذبوا الأمل فلاحظوا الأجل .

ثم إن الدنيا دار فناء وعناء وعبر , فمن أسباب الفناء أن الدهر قد أوتر قوسه ليرمى به أبنائه , فلا تُخطئ سهامه , ولا تُداوى جراحه , يَرمى الحى بالموت , والصيح بالمرض .
فهو دائما آكل لايشبع , وشارب لاينقع _ أى لايشتفى من العطش بالشراب .
ومن العناء أن المرء يجمع ما لايأكل , ويبنى ما لايسكن , ثم يخرج إلى الله
لا مالا حَمَلَ ولا بناءً سَكَنَ .
ومن عبرها ان المرء يُشرف على أمله فيقطعه حضور أجله , فلا أمل يُدْرَك ,
فسبحان الله ما أقرب الحى من الميت للحاقه به , وأبعد الميت من الحى لانقطاعه عنه
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الرياء من الأخلاق المذمومة :

المرائى إنسان كذاب بطبعه , لأن ظاهره يخالف باطنة , وهو من النفاق أقرب منه للإيمان , والمرائى يعيش بين الناس بشخصية انتهازية , ولا يتخلق بهذا الخلق إلا إنسان ضعيف النفس فاقد الهمة , وعندما ينكشف أمره وتظهر حقيقته يسقط من أعين الناس قال تعالى :" ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على مافى قلبه وهو ألد الخصام " سورة البقرة الآية 114 _ .
والرياء معناه : طلب المنزلة فى قلوب الناس بعمل الخير من أجل طلب محامدهم ,

وقد نهى الرسول صل الله عليه وسلم عن الرياء وذلك عندما ساله رجل فقال :يا رسول الله فيم النجاة ؟ فقال : " أن لايعمل العبد بطاعة الله يريد بها الناس "
وقد بين لنا الرسول صل الله عليه وسلم _ مصير هؤلاء المرائين ومألهم يوم القيامة
فقال :" استعيذوا بالله من جب الحزن , قيل : وما هو يارسول الله ؟ قال : واد فى جهنم أعد للقراء المرائين " والدواء النافع , والشفاء العاجل من هذا الداء لايكون إلا بمجاهدة النفس والعودة إلى الله تعالى واخلاص العبادة والطاعة له وحده  وفى ذلك قول الله تعالى :" إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " الرعد الآية 11ـ
             " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما أسعد المتقين :

يقول : ابن عباس رضى الله عنهما ـ
سادات الناس فى الدنيا الأسخياء
وفى الآخرة الأتقياء .
دعاء : اللهم إن لى ذنوبا كثيرة
فاستقبلنى بمحض عفوك وكرمك
وأن تحرم جسدى على النار .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما أسعد المحسنين :

يقول ابن عباس رضى الله تعالى عنهما ـ
إن للحسنة ضياء فى الوجه , ونوراً
فى القلب , وقوة فى البدن , وسعة فى الرزق
ومحبة فى قلوب الخلق .
وإن للسيئة سواداً فى الوجه , وظلمة فى القلب ,
ووهنا فى البدن , ونقصا فى الرزق , وبغضا
فى قلوب الخلق .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضائل ونقائص :

_ يقول : الإمام على كرم الله وجهه ورضى الله عنه _ نعم القرين الرضى , والعلم وِرَاثَةُ كريمةُ , والآداب حُلل مُجَدِدة , والفكر مرآة صافية " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فضل الله على عباده :

_ قال الإمام محمد الباقر رضى الله عنه ـ لولده وهو يعظه ـ يا بنى إذا أنعم الله تعالى عليك نعمة فقل : الحمد الله , وإذا أحزنك أمر فقال : لاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم , وإذا أبطأ عليك الرزق فقل : أستغفر الله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقائق ومعانى :

العلم يورث الخشية , والزهد يورث الراحة
والمعرفة تورث الإنابة , والعلم نور , والجهل
حجاب , والغفلة هلاك , والإيمان ثمرة العلم
وحجة اللسان وقوته .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

السعادة عند آل البيت :

يقول : الإمام جعفر الصادق رضى الله عنه ـ
ما كل من رأى شيئا قُدرَ عليه , ولا كل من
قُدرَ عليه شئ وفق له , ولا كل من وفق أصاب
له موضعا , فإذا اجتمعت النَية والمَقدرة والتوفيق
والإصابة فهناك السعادة .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

آفات وفضائل :

يقول : الإمام على رضى الله عنه ـ
البخل عار , والجبن منقصة , والفقر
يُخرس الفطن عن حجته , والفقير
غريب فى بلدته , والعجز آفة , والصبر
شجاعة , والزهد ثروة , والورع جنة .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حديث قدسى :

يقول الله عز وجل فى الحديث القدسى ـ يا ابن آدم من أصبح حزينا على الدنيا لم يزدد من الله إلا بعد , وفى الدنيا إلا كداً , وفى الآخرة جهداً , وألزم الله تعالى قلبه
هما لاينقطع عنه أبداً , وفقراً لاينال غنى أبداً , وأمالا تشغله أبداً .
يا ابن آدم مامن يوم إلا ويأتيك رزقك من عندى , وما من ليلة إلا وتأتينى الملائكة من عندك بعمل قبيح , تأكل رزقى وتعصانى وأنت تدعونى فأستجيب لك وخيرى إليك نازل وشرك إلى صاعد فنعم المولى , أنا لك وبئس العبد أنت لى أنت تسألنى
فأعطيك وأستر عليك وانا أستحى منك , وأنت لاتستحى منى تنسانى وتذكر غيرى
وتخاف الناس وتخاف غضبهم وتأمن غضبى .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

هو الله :

الشمس والدر من أنوار حكمته
والبر والبحر فيض من عطاياه
والوحش مَجده والطير سبَحه
والموج كَبَره والحوتُ نَاجاه
والنمل تحت الصخور الصماء قدسه
والنحل يهتف حمداً فى خلاياه
والناس يعصونه بهراً فيسترهم
والعبد ينسى وربى ليس ينساه
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

احذروا هذا الزمان :

يقول الإمام على رضى الله عنه ـ

يأتى على الناس زمان لايقرب فيه إلا الماحل " وهو الساعى بين الناس بالوشاية "
ولا يظرف فيه إلا الفاجر , ولا يضعف فيه إلا المنصف , يعدون الصدقة فيه غرما وصلة الرحم منا , والعبادة استطالة على الناس , فعند ذلك يكون السلطان بمشورة النساء , وإمارة الصبيان .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رحمة الله بعباده :

قال تعالى :" واكتب لنا فى هذه الدنيا حسنة وفى الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابى أصيب به من أشاء ورحمتى وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بأياتنا يوقنون " سورة الأعراف الآية 156 ـ
وجاء فى الأثر : ما من يوم تطلع شمسه إلا وتنادى السماء , يارب أئذن لى أن أسقط على ابن آدم فقد أكل خيرك ومنع شكرك , وتقول الأرض يارب أئذن لى أن أبتلع ابن آدم فقد أكل خيرك ومنع شكرك , وتقول البحار يارب أئذن لى أن أغرق ابن آدم فقد أكل خيرك ومنع شكرك , وتقول الجبال يارب أئذن لى أن أطبق على ابن آدم فقد أكل خيرك ومنع شكرك , فيقول الله لهم جميعا لو خلقتموه لرحمتموه , دعونى وعبادى إن تابوا إلى َّ فأنا حبيبهم , وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما جاء فى ضمة القبر :

فقد روى فى الحديث : أن العبد إذا وضع فى قبره وقال أهله : وسيداه وأميراه وشريفاه قال : له الملك : اسمع ما يقولون : أكنت سيداً , أكنت أميراً , أكنت شريفا ؟
فيقول الميت : يا ليتهم سكتوا عنى , ومما روى أيضا : أن القبر يضغط عليه ضغطة تختلف معها أضلاعه .
ومن هذا الحديث يتبين لنا أن ضغطة القبر , من الأمور العامة والتى لاينجوا منها إلا صديق ومن كان له خصوصية ذكرتها لنا السنة الشريفة كالشهيد , والأنبياء , ومن حافظ على قرأ سورة الملك وغير ذلك مما جاء به دليل , وضمة القبر لاتكون فقط بسبب ذنب بل هى شفقة ورحمة ورأفة بالمؤمن الكامل والذى يجعلها خفيفة وسهلة هو العمل الصالح فإنه لاينفع الإنسان فى قبره سوى التقى والعمل الصالح " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

يرزق من يشاء :

طلب أحد الغلمان : من الله تعالى الرزق فدعا قائلاً :" يا من ترزق النملة السمراء على الصخرة الصماء فى الليلة الظلماء ، وإنى لما أنزلت إلى من خير فقير . فسمعه مالك ابن دينار رحمه الله ـ  فأتى له بمال وقال : إن احتجت إلى شئ فأنا موجود فى مكان كذا وكذا فقال له الغلام : ومن يأتى بك بعد ذلك .
. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الــرازق هــو الــلــه

ـ دعــا سليمان عليه السلام ربه ـ   أن يجعله يرزق نملة ، فأذن الله له ، فأخذ نملة وقال لها : كم تأكلين فى السنه ؟ قالت : حبتان فوضع لها الحبتين وفتح لها بعد سنة فوجدها عندها واحدة فلما استنكر ذلك سئلها فأجابتة : عندما كان الله يرزقنى لم أكن أخشى شيئا ًولكن عندما وكلت إليك لترزقنى خشيت أن تنسانى .
. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أبواب الشر :

أبواب الشر أربعة : الكبر و الحسد والغضب والشهوة .
. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قلة الطعام:  

وقف أحد الصالحين على مائدة : " معاشر المريدين لا تأكلوا كثيرًا ، فتشربـــــوا كثيراً ، فترقـــدوا كثيراً ، فتتحســـروا عنــد المــــوت كثيــراً .
. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أصول السعادة :

ـ تبنى سعادة الفرد على ثلاثة أصول : لكل واحد منها ضد فمن فقد الأصل وجد الضد وهى : التوحيد وضده الشرك ، والسنة وضدها الضلالة ، والطاعة وضدها المعصية ، ولهذه الثلاثة ضد واحد وهو خلو القلب من الرغبة والرهبة فى الله .
. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم