شباب حول الرسول ( صل الله عليه وسلم )

, وكان فى تعليمه وارشاده لغيره , مثالا للمعلم الذى يحرص على اغتنام المناسبات الملائمة للتعليم , وكان يختار أنسب الآساليب البسيطة والسهلة لتوصيل المعلومات إلى طاليبيها , وقد سجلت لنا كتب التاريخ من مواقفه الكثير فى الإرشاد والتعليم , التى تعبر عن شخصية العالم العامل , وكان حريصا على هداية الناس و إرشادهم إلى طريق الحق ومن ذلك ما يروى عن أبى وائل رضى الله عنه
قال : ذهبت أنا وصاحب لى إلى سلمان رضى الله عنه _ فقال لولا أن رسول الله صل الله عليه وسلم نهانا عن التكلف لتكلفت لكم , ثم جاءنا بخبز وملح فقال لى صاحبى , لو كان فى ملحنا صعتر , فبعث سلمان بمطهرته فرهنها وجاء بصعتر
فلما أكلنا قل صاحبى الحمد الله الذى قنعنا بما رزقنا , فقال سلمان رضى الله عنه
- لو قنعت لم تكن مطهرتى مرهونة , إن للضيف حق الضيافة .

وقد حدد الرسول صل الله عليه وسلم _ بقوله " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " وجائزته يوم وليلة , والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك صدقة , ولا يحل له أن يئوى عنده حتى يُحرجه , وكان سلمان رضى الله عنه رفيقا بالناس شغوقا عليهم , وينال من نفسه ما لاينال من غيره , رحم الله تعالى الصحابى الجليل سلمان رضى الله عنه الذى كان بحق نعم العالم العامل , والمجاهد والباحث المتعمق الواعى , عن كل ما يختص بعلم الأديان والحق والحقيقة , وكان كذلك يضرب به المثل فى الإيثار والسخاء والكرم "
- اللهم ارض عن الصحابة أجمعين وبلغنا درجات الصالحين فى جنتك جنات النعيم , وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ومضات حول شخصية سلمان رضى الله عنه

أنا إبن الإسلام :

كان بين سعد بن أبى وقاص وسلمان الفارسى شئ فقال سعد انتسب يا سلمان , فقال سلمان :ما أعرف لى أبا فى الإسلام ,فنمى ذلك إلى عمر ابن الخطاب , فلقى سعدا فقال : انتسب يا سعد فسكت وعرف أن أمير المؤمنين بلغه ما دار بينه وبين سلمان الفارسى ولكن عمر لم يتركه حتى تحدث عن نسبه ثم قال عمر , لقد علمت قريش أن الخطاب كان أعزهم فى الجاهلية , وأنا عمر ابن الاسلام أخو سلمان ابن الاسلام ثم قرأ قول الله تبارك وتعالى " فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون " سورة المؤمنون " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يتبع

ظليل الملائكة كليم الله :

هو الصحابى الجليل : عمرو بن حرام الأنصارى الخزرجى
( رضى الله عنه )

إن الله تعالى قد اختار لصحبة نبيه صل الله عليه وسلم _ أولئك الصفوة المختارة من خيار خلقه سبحانه وتعالى : وقد كتب الله سبحانه وتعالى من المواقف لأولئك الأصحاب الذين صحبوا رسوله صل الله عليه وسلم _ حيث كانوا النماذج التطبيقية
لكل عزائم الدين فى شتى نواحيه وأحكامه , ولقد قدم هؤلاء الصحابة نفوسهم وأرواحهم رخيصة حبا فى الدين واعزازاً للحق وتوطيداً لدعائمه , وقهراً للباطل
وابادة لكل تقاليده ومظاهره الفاسدة , فكانوا بحق بناة صرح الإسلام بكل ما أتوا من نعم وما أولاهم ربهم من فضل قال تعالى :" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " سورة الأحزاب

ولقد كان من هؤلاء الرجال ممن كتب الله فى قلوبهم الإيمان , وأيدهم بروح منه
الصحابى الجليل أول من قتل شهيداً من المسلمين فى غزوة " أحد " عبد الله بن حرام الأنصارى الخزرجى .
وكان له من المواقف العظيمة رغم قصر مدة حياته , فى الإسلام وهو من كان فى عدة الذين بايعوا رسول الله صل الله عليه وسلم _ بيعة العقبة وكان أحد نقبائها
وقد أخلص لله تعالى قصده , وصدق نيته وهو يدافع عن الإسلام وحماية الحق
ولهذا استحق خير الجزاء من الله تعالى , وقد تحدث عنه رسول الله صل الله عليه وسلم _ ليكون نموذجا على صدق وعد الله لعباده المؤمنين , وحيث كان له موقفان عند استشهاده إبان غزوة " أحد " سجلت ذلك لنا كتب السير والمغازى أولهما لم استشهد حملته أخته هند مع زوجها عمرو بن الجموح , وابنها خلاد بن عمرو , على بعير لها تريد بهم المدينة , فلقيتها أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها _ وقد خرجت فى نسوة تستطلع الخبر , فقال لها هل عندك خبر ؟ ما وراءك ؟ قالت هند _ أما رسول الله صل الله عليه وسلم _ فصالح وكل مصيبة بعده جلل واتخذ الله من المؤمنين شهداء " ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا , وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا " سورة الأحزاب الآية 25 _

قالت عائشة : من هؤلاء ؟ قالت : أخى عبدالله , وابنى خلاد , وزوجى عمرو بن الجموح , قالت وأين تذهبين ؟ قالت إلى المدينة أقبرهم , ثم قالت هند " حَلْ حَلْ " تزجر بعيرها , فبرك , فقالت عائشة رضى الله عنها _ لما عليه قالت هند , ما ذاك به لربما حمل ما يحمل بعيران , ولكن أراه لغير ذلك , فزجرته فقام وبرك , فوجهته
راجعة إلى " أحد " فأسرع فرجعت إلى النبى صل الله عليه وسلم _ فأخبرته بذلك فقال :" إن الجمل مأمور هل قال عمرو شيئا ؟ قالت إن عمراً لما توجه إلى " أحد " قال " اللهم لا تردنى إلى أهلى خزيا وارزقنى الشهادة " فقال رسول الله صل الله عليه وسلم _ " فلذلك الجمل لايمضى " إن منكم معاشر الأنصار _ من لو أقسم على الله لأبره " منهم عمرو بن الجموح , وقد رأيته يطأ بعرجته الجنة ياهند ما زالت الملائكة مظلة بأجنحتها على أخيك " عبد الله بن عمرو " من لدن قتل إلى الساعة
ينتظرون أن يدفن , وقد قبرهما " عبد الله بن عمرو , وعمرو بن الجموح " الرسول صل الله عليه وسلم _ فى قبر واحد وقد روى الإمام مالك رضى الله عنه فى الموطأ
عن عبد الرحمن بن صعصعة , أنه حر السيل عن قبرهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس , وكان ذلك بعد استشهادهما بست وأربعين سنة .

الأمر الثانى : أن الله تعالى منح عبد الله بن عمرو ما لم يحط به غيره , فقد روى الترمذى عن جابر رضى الله عنهما _ إذ قال لقينى رسول الله صل الله عليه وسلم _
فقال : مالى أراك منكسراً " فقلت : يارسول الله صل الله عليه وسلم _ استشهد أبى وترك عيالا وعليه دين فقال : ألا أخبرك ما كلم الله أحد قط _ إلا من وراء حجاب , وكلم أبوك كفاحاً " أى مواجهة دون حجاب ولا رسول وقال : يا عبدى سلنى أعطك
, قال يارب فردنى إلى الدنيا , فأقتل فيك ثانية , فقال الرب , تبارك وتعالى _ إنه قد سبق منى أنهم إليها لايرجعون , قال : يارب فأبلغ من ورائى فأنزل الله تعالى " لاتحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضل ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون , يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لايضيع أجر المؤمنين " سورة آل عمران الآية 169 _ 171_
فاللهم رضوانك ورحماتك وإحسانك لأولئك الصفوة , المختارين رجالا ونساء شبابا وشيوخا , اللهم واجمعنا بهم وبرسولك محمد صل الله عليه وسلم واسقنا من حوضه شربة لانظمأ بعدها أبداً , ولا تفرق بيننا وبينه , كما أمنا به ولم نره , حتى تدخلنا مدخله وتحشرنا تحت لواءه "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

منكر ذاته دفين القدس :

هو الصحابى الجليل : عامر بن عبد الله التميمى العنبرى رضى الله عنه :

الإيمان الحق والعقيدة الصحيحة هما مبعث الفضائل فى النفس , وهما نور القلوب
التى تضئ لنا بهما جوانب الحياة , وتثمر لنا عملا نافعا يعود على المجتمع وسائر البشر بالنفع الدائم والثواب القائم من الله تعالى , لمن صدق فى سعيه وعمل صالحا ثم اهتدى , وليس هذا الكلام من قبيل النظريات التى تستطر , حتى تصبح حلما فى خيال المفكرين والفلاسفة , بل هو صنع الإيمان الذى بستقر فى النفوس , وعملا بمكارم الأخلاق التى بعث بها نبى الهدى الرحمة صل الله عليه وسلم , لتكون نبراسا يضئ لنا جوانب الحياة ويهدى به الله من اتبع رضوانه بنور الإيمان والعلم والحكمة
وهذا واحد من الأصحاب الهمام : عامر بن عبد الله التميمى العنبرى الذى كان فى صباه غض الإهاب , وضئ الوجه , زكى النفس , نقى القلب .

كان هذا الصحابى من أوائل من اشتركوا فى عمارة مدينة البصرة , وتشيدها وبنائها بناء يليق بعاصمة الدولة الإسلامية التى تنطلق منها الدعوة إلى الله وكان ذلك بأمر من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
وقد أخذ عامر العلم على يد معلم البصرة ومرشد أهلها , الصحابى الجليل أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه _ وقائد جيوش الإسلام فى هذه المنطقة حينئذ
وبعد مرحلة التعليم والإعداد قسم " عامر " رضى الله عنه _ وقته ثلاثة أقسام :
• قسم يقرئ فيه الناس كتاب الله فى مسجد البصرة .
• وقسم فى خلوات العبادة ينتصب فيه قائما بين يدى الله .
• وقسم فى ساحات الجهاد ممسكا سيفه فى سبيل الله .

فجمع بذلك بين قيام الليل عبادة لله , وفروسية النهار فى سبيل الله إعلاء لكلمة الحق والدين .
وإلى جانب ذلك كله كان النموذج الصالح , فى الرفقة والصحبة إذ كان حين يخرج فى غزوة يتفرس الجموع , فإذا وقع اختياره على رفقة توافقه قال لهم
يا هؤلاء , إنى أريد أن أصحبكم على أن تعطونى من أنفسكم , ثلاث خلال
فيقولون وما هن ؟ فيقول أولاهن أن أكون خادمكم , فلا ينازعنى أحد منكم الخدمة أبداً .
والثانية : أن أكون مؤذنا , فلا ينازعنى أحد منكم النداء للصلاة .
والثالثة : أن أنفق عليكم بقدر طاقتى .
فإن قالوا : نعم ؛ انضم إليهم , وإذا نازعه أحدهم شيئا من ذلك مال عنهم إلى غيرهم .

وبجانب حسن رفقته تلك فقد كان منكراً لذاته مؤثراً ما عند الله على كل مافى الوجود .
فبينما كانت تحصى الغنائم بعد معركة القادسية , على مرأى ومسمع من جميع
المسلمين يقبل رجل أشعث , أغبر يحمل " حقا " كبير الحجم ثقيل الوزن ولما وضعه بين يدى المحصين وتأمله الناس , فإذا هو " حق " لم تقع عيونهم على مثله قط , ولا وجدوا فيما جمعوه جميعا شيئا يعدله أو يقاربه , ولما نظروا فى داخله فإذا هو مملوء بروائع الدر والجواهر , فقالوا له : أين أصبت هذا الكنز الثمين ؟ فقال غنمته فى معركة كذا .. فقالوا وهل أخذت منه شئ ؟ فقال هداكم الله والله إن هذا " الحق " وجميع ما ملكته ملوك فارس لا يساوى عندة قلامة ظفر , ولولا حق بيت مال المسلمين فيه ما رفعته من أرضه , ولا أتيتكم به , فقالوا من أنت ؟ أكرمك الله فقال : لا والله لا أخبركم لتحمدونى , ولا أخبر غيركم ليقرظنى , ولكن أحمد الله تعالى وأرجوا ثوابه , ثم تركهم وانصرف , فأمرو رجلا أن يتبعه , وأن يأتيهم بخبره , فتبعه وهو لا يعلم به , حتى بلغ أصحابه , فلما سألهم عنه , قالوا : ألا تعرفه ؟ إنه زاهد البصرة عامر بن عبد الله التميمى .

وقد عاش عامر رضى الله عنه _ بقية عمره فى الدنيا على ما عاهد الله عليه
من تقسيم وقته بين العبادة والعلم والجهاد فى سبيل الله , وهو يتنقل هنا وهناك فى ربوع أرض الله لينشر حقائق الدين وما تعلمه من فضائل , وليبدد ظلمات الجهل الكفر بنور إيمانه وعلمه , حتى انتهى به المقام والإقامة , فى مدينة السلام " القدس الإسلامية " فشاءت إرادة الله أن تكون مستقره ومثواه الأخير , وتكون قبره وقبر كل من كان على شاكلته بعد موته , ثالث الحرمين وأولى القبلتين الأقصى الشريف , رحم الله الصحابى الجليل عامر بن عبد الله التميمى وأسكنه فسيح جناته ورضوانك اللهم ربنا عن الصحابة أجمعين "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رافع الخير :

هو الصحابى المجاهد والعابد الطائع , أبو الحسن رافع بن عميرة
بن جابر بن حارثة الطائى .

خلقت النفس الإنسانية وجبلت على أنها أمارة بالسوء , فرارة من الخير إلا من هذبها وزكاها بمراهم الشريعة وفضائل الأخلاق , فالنفس قد تستجيب لدعى الهوى والشيطان , وتنخدع بما يزينه لها من المعاصى الآثام , التى لها أثرها السئ على النفس من ظلمة فى القلب , وسوادا فى الوجه , ونقصا فى الرزق
ووهنا فى البدن , وبغضة فى قلوب الخلق , وكل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابين , وإن من أغواه الشيطان قد يفئ يوما ما , إلى سبيل الرحمن وإن طال تخبطه فى الظلام , فإذا بمن ضل عن طريق الخير والفلاح , قد اهتدى والتزم العدل والإنصاف , والنضال والفداء فى يقين واخلاص ووفاء .

ومن هؤلاء السائرين إلى طريق الإيمان رغبة ورهبة فى رضا الرحمن الصحابى العابد والمناضل المجاهد أبو الحسن رافع بن عميرة بن جابر بن حارثة الطائى , الذى كان يتخذ من الصحراء ميدانا لنشاطه , الذى قصره على سرقة المسافرين والعدوان عليهم , وكان يقضى الوقت الطويل فى الصحراء
انتظارا لفريسته , ولذلك كان يعمد إلى بيض النعام الكبير الضخم , ويفرغه من داخله ببراعة ثم يملأ البيض بالماء ويحكم سده , ويخبئه فى أماكن خفية يميزها بعلامات مستورة , فإذا ظمئ أو احتاج إلى الماء عمد إلى هذا البيض المملوء بالماء فانتفع به .

وقد شاءت إرادة العلى القدير أن يوقظ عوامل الخير الكامنة فى نفس " رافع "
فتصحوا فطرته بين جوانحه , لتزيل عنه آثار ران المعاصى التى تراكمت على نفسه ويكون من اسباب نهوضه وصحوته ممثلة فى عواء " ذئب "
فذات ليلة وقد غطى الصحراء السكون التام , اللهم إلا من تسبيحات العلى العظيم من بين خلقه , من عجماوات وجمادات , فيقطع سكون الفلاة ذئب يعوى , بأصوات متتالية , تجعل " رافعا " رضى الله عنه يستغرق فى تفكير عميق يصل
إلى أغوار النفس البشرية , كما جعله يُشرق ويُغرب ببصيرته مع اتساع الصحراء التى لايدرك بصره لها نهاية , ووهادها التى تختلف تضاريسها
وهدأة الليل فيها وسطوع نجومه .

وإذا بالتفكير يحدو به إلى مضمون صوت عواء الذئب , فما هو إلا تسبيح لمالك القوى والقدر , وينتهى به التفكير إلى ضرورة أن للكون ربا , جديرا بأن يتوجه إليه بالعبادة دون سواه , بل إن الرواية تصل إلى القول أن الذئب كلم رافعا ودعاه للدخول فى الإسلام , ومتابعة الرسول صل الله عليه وسلم _ ونسب إلى " رافع " شعرا فى ذلك كان ضمن ما قال فيه :
رعيت الضأن أحميها بكلبى _ من الضب الخفى وكل ذيب
فلما أن سمعت الذئب نادى _ يبشرنى بأحمد من قريب
سعيت إليه قد شمرت ثوبى _ على الساقين قاصده الركيب
فألفيت النبى يقولا قولا _ صدوقا ليس بالقول الكذوب
فبشرنى بدين الحق حتى _ تبينت الشريعة للمنيب
وأبصرت الضياء يضئ حولى _ أمامى إن سعيت ومن جنوب

وبذلك سعى " رافع " إلى النبى _ صل الله عليه وسلم _ ودخل فى دين
الله , وأخذ يصوغ نفسه صياغة جديدة , فى مدرسة الإسلام ومصنع الإيمان
ووضع نفسه , وما يملك فى خدمة الإسلام , إذا استغل درايته بالصحراء
لصالح جيش المسلمين وخاصة حين طلب الصديق رضى الله عنه – من خالد بن الوليد رضى الله عنه _ أن يعجل بالرحيل مع جانب من جيشه من الجبهة الشمالية
بالشام فى مواجهة الروم .
فاستطاع رافع بخبرته بالصحراء , ومهارته فى معرفة دروبها أن يسلك بالمجاهدين الطرق الآمنة الأقل خطرا , وتعددت مواقف رافع فى مناحى الخير المختلفة حتى كان يقال له " رافع الخير " واستمر على ذلك حتى انتقل إلى جوار ربه فى آخر خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه سنة ثلاث وعشرين للهجرة
فاللهم رضوانك واحسانك لأولئك النماذج الطاهرة الأبية الزكية وأسألك ربى أن تحشرنى فى زمرتهم وأن تجعلنى فى معيتهم , برحمتك يا أرحم الراحمين "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم