الدعاء المستجاب من الكتاب والسنة :

وعن استجابة الدعاء وشروطها :

يقول النبي صل الله عليه وسلم :" ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فينادي فيقول: من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ رواه البخاري ومسلم وفي رواية ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ، حتى ينفجر الفجر." متفق عليه
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:" يُستجاب لأحدكم ما لم يَعجَل، يقول: قد دعوت ربي، فلم يستجب لي" متفق عليه.ولا‌جابة الدعاء شروط لا‌ بد أن تتحقق،

وهي
:الشرط الأ‌ول:الإخلاص‌ لله عز وجل - بأن يُخلص الإ‌نسان في دعائه، فيتجه إلى الله سبحانه وتعالى - بقلبٍ حاضر صادق في اللجوء إليه، عالم بأنه عز وجل - قادر على إجابة الدعوة، مؤمِّل الإ‌جابة من الله سبحانه وتعالى.
الشرط الثاني:أن يشعر الإ‌نسان حال دعائه – بأنه فقير إلى ربه وأنه حاجة إليه سبحانه وتعالى الله ، وأن الله تعالى وحده هو الذي يُجيب دعوة المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء.أما أن يدعو الله عز وجل - وهو يشعر بأنه مُستغنٍ عن ربه عز وجل - وليس في ضرورة إليه، وإنما يسأل هكذا عادة فقط أو للتجربة، فإن هذا لا يُرجي له قبول في دعائه .
الشرط الثالث:أن يكون متجنباً لأكْل الحرام؛ فإن أكل الحرام يحول بين العبد عند دعائه لربه ومن ثم لا يُستجاب له ؛ كما ثبت في الصحيح عن النبي صل الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الله طيِّب لا‌ يَقبل إلا‌ طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين؛ فقال تعالى": يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون " سورة البقرة: الآية 172ـ ،

، وقال تعالى": يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم " سورة المؤمنون:الآية 51ـ، ثم ذكر النبي صل الله عليه وسلم - الرجل يُطيل السفر أشعثَ أغبرَ، يَمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام ومَلبسه حرام، وغُذِي بالحرام، ثم يقول النبي صل الله عليه وسلم: " فأنَّى يُستجاب لذلك".فاستبعد النبي صل الله عليه وسلم - أن يستجاب لهذا الرجل الذي قام بالأ‌سباب الظاهرة التي بها تُستجلَب الإ‌جابة، وهي:
أولًا: رفع اليدين إلى السماء؛ أي: إلى الله عز وجل؛ لأ‌نه تعالى في السماء فوق العرش، ومَدُّ اليد إلى الله عز وجل - من أسباب الإ‌جابة؛ كما جاء في الحديث الذي رواه الإ‌مام أحمد في المسند: "إن الله حييٌّ كريم، يَستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردَّهما صِفرً".فهذا الرجل دعا الله تعالى - باسم الرب: "يا رب، يا رب"،

والتوسل إلى الله تعالى - بهذا الا‌سم من أسباب الإ‌جابة؛ لأ‌ن الرب هو الخالق المالك المدبر لجميع الأ‌مور، فبيده مقاليد السموات والأ‌رض؛ ولهذا تجد أكثر الدعاء الوارد في القرآن الكريم بهذا الا‌سم": ربنا إننا سمعنا منادياً يُنادي للإيمان أن أمنوا بربكم فأمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار , ربنا وآتنا وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد , فا ستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثي بعضكم من بعض....الخ الآيات سورة آل عمران 193 ـ 195ـ فالتوسل إلى الله تعالى - بهذا الا‌سم من أسباب الإ‌جابة.
وهذا الرجل كان مسافرا والسفر أرجى لقبول الإجابة؛ لأ‌ن العبد في السفر يشعر بالضعف والحاجة إلى الله عز وجل - والضرورة إليه أكثر مما إذا كان مقيماً في أهله، لا ‌سيَّما في الزمن السابق، "وأشعث أغبر": كأنه غير مَعنيٍّ بنفسه، كأن أهم شيء عنده أن يلتجئ إلى الله، ويدعوه على أي حال كان هو؛ سواء كان أشعثَ أغبرَ، أم مترفًا، ,

والشَّعث والغَبر له أثرٌ في الإ‌جابة؛ كما في الحديث أن الله تعالى - يَنزل إلى السماء الدنيا عشية عَرفة يُباهي الملا‌ئكة بالواقفين فيها يقول: "أتَوني شُعثًا غُبراً، ضاحين من كل فجٍّ عميق.هذه الأ‌سباب لا‌جابة الدعاء، لم تجد شيئًا لكون مطعمه حراماً وملبسه حراماً، وغُذِي بالحرام؛ قال النبي صل الله عليه وسلم:" فأنَّى يُستجاب لذلك"، فهذه الشروط لإ‌جابة الدعاء، إذا لم تتوافر فإن الإ‌جابة بعيدة، فإذا توافرت ولم يستجب الله للداعي، فإنما ذلك لحكمة يعلمها الله عز وجل - ولا‌ يعلمها هذا الداعي، فعسى أن تُحبوا شيئاً وهو شرٌّ لكم، وإذا تمت هذه الشروط ولم يستجب الله - عز وجل - فإنه إما أن يدفع عنه من السوء ما هو أعظم، وإما أن يَدخرها له يوم القيامة، فيُوفيه الأ‌جر أكثر وأكثر؛ لأ‌ن هذا الداعي الذي دعا بتوفُّر الشروط ولم يُستجَب له، ولم يُصرف عنه من السوء ما هو أعظم، يكون قد فعل الأ‌سباب ومُنِع الجواب لحكمةٍ، فيُعطى الأ‌جر مرتين: مرة على دعائه، ومرة على مصيبته بعدم الإ‌جابة، فيُدَّخر له عند الله عز وجل - ما هو أعظم وأكمل.

فالمهم عند الدعاء ألا‌ يَستبطئ الإنسان الإجابة ، فإن هذا من أسباب منع الإ‌جابة؛ كما جاء في الحديث عن النبي صل الله عليه وسلم :"يُستجاب لأ‌حدكم ما لم يَعجل ، قالوا: كيف يعجل يا رسول الله؟ قال: يقول: "دعوت فلم يستجب لي" لا‌ ينبغي للمسلم أن يستبطئ إجابة الدعاء ، فيستحسر ، ويدَع الدعاء، بل عليه أن يُلح في الدعاء؛ فإن كل دعوة يدعو بها ربه - عز وجل - فإنها عبادة تُقربه من الله تعالى وتزيده أجراً؛ فعليك أخي الحبيب بدعاء ربك سبحانه في كل أمورك العامة والخاصة،الصغيرة والكبيرة , ولو لم يكن من الدعاء إلا أنه عبادة لله سبحانه وتعالى - لكان جديراً بالمسلم أن يَحرص عليه، والله أعلم. . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات من نور :

قال تعالى:" وبشر المخبتين " سورة الحج الآية 34ـ وبشِّر أيها النبي- المتواضعين الخاضعين لربهم بخيرَي الدنيا والآخرة.الميسر . وحول هذا المعني روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى في كتابه "الزهد" بإسناده عن عمران القصير قال: "قال موسى بن عمران: أي رب، أين أبغيك؟ قال: أبغني عند المنكسرة قلوبهم من أجلي، إني أدنو منهم كل يوم باعاً، ولولا ذلك لانهدموا".وروى أبو نعيم من طريق ضمرة عن ابن شوذب قال: "أوحى الله تعالى إِلَى موسى عليه السلام: أتدري لأي شيء اصطفيتك عَلَى الناس برسالاتي وكلامي؟ قال: لا يا رب؛ قال: لأنّه لم يتواضع لي أحد قط تواضعك".

قال ابن رجب رحمه الله تعالى : المؤمن إذا استبطأ الفرج ، وأيس منه بعدَ كثرة دعائه وتضرُّعه ، ولم يظهر عليه أثرُ الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة ، وقال لها : إنَّما أُتيتُ من قِبَلِكَ ، ولو كان فيك خيرٌ لأُجِبْتُ ، وهذا اللومُ أحبُّ إلى الله من كثيرٍ من الطَّاعاتِ ، فإنَّه يُوجبُ انكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنَّه أهلٌ لما نزل به من البلاء ، وأنَّه ليس بأهلٍ لإجابة الدعاء ، فلذلك تُسرِعُ إليه حينئذٍ إجابةُ الدعاء وتفريجُ الكرب ، فإنَّه تعالى عندَ المنكسرةِ قلوبهم من أجله . وكذلك يشرع إظهار المسكنة في الدعاء، وخرج الطبراني من حديث ابن عباس قال: رأيت النبي صل الله عليه وسلم يدعو بعرفة، ويداه إلى صدره كاستطعام المسكين. ومن حديثه أيضاً أن النبي صل الله عليه وسلم قال في دعائه عشية عرفة: "أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليه ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير".

قال طاوس: فحفظتهن، فما دعت بهن في كرب إلا فرج عني. وكان بعض العباد قد حج ثمانين حجة على قدميه، فبينما هو في الطواف وهو يقول: يا حبيبي؛ يا حبيبي؛. فهتف هاتف: ليس ترضى أن تكون مسكيناً حتى تكون حبيباً فكان بعد ذلك يقول: مسكينك مسكينك.شعر لابن تيمية رحمه الله تعالى :أنا الفقيرُ إلى ربِّ السموات ..... أنا المُسَيْكينُ في مجموع حالاتي
أنا الظَّلوم لنفسي وهي ظالمتي..... والخير إنْ جاءها من عندِه يأتي."فمن انكسر قلبه لله عز وجل واستكان وخشع وتواضع جبره الله عز وجل، ورفعه بقدر ذلك، وفي الأثر المشهور: أن الله عز وجل قال لموسى على نبينا وعليه السلام حين سأله: أين أجدك؟. قال: عند المنكسرة قلوبهم من أجلي، فإني أدنو منهم كل يوم باعاً ولولا ذلك لانهدموا.

وروي عن عبد الله بن سلام أنه فسره، فقال: هم المنكسرة قلوبهم بحب الله عن حب غيره. وفي الحديث المشهور المرفوع: "إن الله تعالى إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له، فإذا تجلى لقلوب العارفين عظمة الله وجلاله وكبرياؤه اندكت قلوبهم من هيبته، وخشعت وانكسرت من محبته ومخافته".شعر:مساكين أهل الحب حتى قبورهم ..... عليها تراب الذُّلِّ بين المقابر فالمسكين في الحقيقة من استكان قلبه لربه وخشع من خشيته ومحبته، ولا يكون المسكين ممدوحاً بدون هذه الصفة، فإن من لم يخشع قلبه مع فقره وحاجته فهو جبار كتلك الأمة السوداء التي قال فيها النبي صل الله عليه وسلم : "إنها جبارة".

وهو إما عائل مستكبر أو فقير مختال، وكلاهما لا ينظر اله إليه يوم القيامة، فالمؤمن من يستكين قلبه لربه ويخشع له ويتواضع، ويظهر مسكنته وفاقته إليه في الشدة والرخاء، أما في حالة الرخاء فإظهار الشكر، وأما في حال الشدة فإظهار الذل والعبودية والفاقة والحاجة إلى كشف الضر، قال تعالى: "ولقد أخذناهُم بالعذابِ فما استكانوا لربِّهم وما يتضرَّعُون " سورة المؤمنون: الآية 76، فذم من لا يستكين لربه عند الشدة، وكان النبي صل الله عليه وسلم يخرج عند الاستسقاء متواضعاً متخشعاً متمسكناً. وحبس لمطرف بن عبد الله قريب له فلبس خلقان ثيابه، وأخذ بيده قصبة، وقال: أتمسكن لربي لعله يشفعني فيه.

ومما يشرع فيه التمسكن لله عز وجل حال الصلاة كما في حديث الفضل بن عباس عن النبي صل الله عليه وسلم قال: "الصلاة مثنى مثنى، تشهد في كل ركعتين، وتخشع، وتضرع، وتمسكن، وتقنع يديك يقول: ترفعهما،ويقول: يا رب ثلاثاً، فمن لم يفعل ذلك فهي خداج". خرجه الترمذي وغيره. شرح حديث اختصام الملأ الأعلى .دعاء مؤلف :اللهم اجعلنا من عبادك الذين تحبهم ويحبونك ورضيت عنهم ورضوا عنك يا أرحم الراحمين يا الله يا ذا الجلال والإكرام . .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن أهمية الدعاء:

المؤمن لايستغني أبدا عن دعاء ربه في وقت وحال باعتباره أنه يعيش في دنيا مملوءة بالشدائد والمنغضات فهو فيها بين كرب وهم، وفشل ونجاح، ونصر وهزيمة، ومن شأن عبادة الدعاء التخفيف عن وثاق ما ينزل به من تلك الآفات ،وكما في حديث النبي صل الله عليه وسلم :"من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد و الكرب؛ فليكثر الدعاء في الرخاء" رواه الترمذي وحسنه الألباني،
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً

ويقول الرسول صل الله عليه وسلم :"تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " صححه الألباني في الجامع الصغير .
ولأن شهر رمضان هو شهر الخير واليمن والبركات وهو الشهر الكريم المبارك شهر الطاعات والدعاء فيه مستجاب، علينا أن نحرص علي استقبال هذا الشهر الكريم بكثرة الذكر والدعاء والاستغفار حتى يستطيع المسلم أن يصوم ويصلي ويدعو ويتصدق ويقوم بسائر الأعمال التي ترضي الله عز وجل.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً
موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود

الصيام وفضل الدعاء في رمضان:

عن أبي هريرة رضي الله أن النبي صل الله عليه وسلم قال:"ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم".
لذلك فإن فضل الدعاء في شهر رمضان عظيم لأن شهر رمضان ليس فقط للصيام عن الطعام والشراب والشهوات بل إن حقيقة الصيام تتمثل أيضا في الإمساك عن الأعمال القبيحة والعادات السيئة،
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً

والاكثار من الأعمال الصالحة والتمسك بالأخلاق الحسنة وما أفضل وأجمل من الدعاء في هذه الأيام المباركة.
الدعاء في هذه الأيام مستجاب وعلينا أن ندعو لأنفسنا ولسائر المسلمين ولأولادنا وإخواننا وأن ندعو الله تعالى أن يمن علينا من خيري الدنيا والآخرة وأن يعطينا من فضله وندعو لأنفسنا أن نمسك أنفسنا عن الحماقات والوقوع في المخالفات عند الغضب حتى نخرج من هذا الشهر الكريم ونحن في صيام عن الفسوق والفجور والصخب والإثم.وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه .
وفي الحديث ترهيب وزجر لمن يقع في هذه المخالفات بحجة الصيام كما نشاهد ونري ممن يحتدون بالغضب الشديد علي غيرهم وخاصة في معاملة أهليهم وأولادهم ومن يعملون تحت أيديهم.اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً
موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود

آية ومعني:

قال تعالى :"ادعوا ربكم تضرعا وخفية" سورة الأعراف الآية ٥٥ -
والمعنى:ادعوا -أيها المؤمنون- ربكم متذللين له خفية وسرا، وليكن الدعاء بخشوع وبُعْدٍ عن الرياء. إن الله تعالى لا يحب المتجاوزين حدود شرعه، وأعظم التجاوز الشرك بالله، كدعاء غير الله من الأموات والأوثان، ونحو ذلك.
قال رسول الله صل الله عليه و سلم :" أعجز الناس من عجز عن الدعاء ، و أبخل الناس من بخل بالسلام " رواه الطبراني وحسنه الألباني.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً
موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود

من آداب الدعاء:

-الإخلاص والتوجه إلي الله تعالى وحده.
-‏- أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة.
-‏- لا تدعوا علي نفسك ولا أولادك ومالك وأهلك بالشر.
-‏- لا تدعوا باثم أو قطيعة رحم.
-‏- لا تستعجل في الدعاء بأن تقول دعوة فلم يستجب لي.
-‏- اجعل لإخوانك وأهلك وأصحابك نصيب من دعائك.
-‏اللهم آمين يارب العالمين وتقبل الله منا أجمعين.وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا
موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود

من شروط الدعاء المستجاب..

لكي يكون الدعاء مستجاب لابد أن يؤمن الإنسان المسلم بأن الأمر كله بيد الله عزوجل، وأنه ما بين طرفة وانتباهة يقول الله تعالى للشئ كن فيكون، وأن الله قادر على تغيير المستحيل مهما كانت الظروف، كما يجب أن يكون لدى المؤمن حسن الظن بالله تعالى، وألا يكون الدعاء بمثابة اختبار لقدرة الله العلي القادر.
‏وبالدعاء يكف الأذى عن عباده المؤمنين ويستجلب لهم النصر من الله القدير الرحيم ؛ انظر أخي الكريم لما كان يوم بدر في ١٧ - من شهر رمضان نظر رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا؛
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً

‏فاستقبل رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم القبلة ، ثم مد يديه ؛ فجعل يهتف بربه:" اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آتني ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض" فما زال يهتف بربه ماداً يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه ؛ فأتاه أبو بكر رضي الله تعالى عنه، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك ؛ فإنه سينجز لك ما وعدك ؛ فأنزل الله عز وجل إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين " رواه مسلم.
‏ودعا رسول الله صل الله عليه وسلم على الأحزاب فقال :" اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب،اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم"رواه مسلم.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً

إن من أسباب نصر الله تعالى وفتحه علي الأمة الإسلامية الدعاء مع الأخذ بأسباب النصر قال الله عز وجل:" وأعدوا ما استطعتم من قوة ترهبون به عدو الله وعدوكم " سورة الأنفال..
وأمتنا الإسلامية والعربية تواجه كيداً وصلفا ومكرا واستهزاء من أعدائها في الداخل أو الخارج.. ومن أسباب رد هذا الكيد الاستجابة لأوامر الله تعالى ورسوله إلي جانب الأخذ بالأسباب كما سبق مع الحرص علي الدعاء ؛ فالله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال عن ربه الكريم: وإن سألني لأعطينه" رواه البخاري .اللهم أمين يارب العالمين وصل الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً
موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود

لاتنس الدعاء لإخوانك المؤمنين:

لقبول الدعاء علي المسلم إذا دعا الله تعالى أن يشرك إخوانه وأهله في الدعاء، عملا بقول الله عزوجل:" والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم" سورة الحشر الآية ١٠ - والذين جاؤوا من المؤمنين من بعد الأنصار والمهاجرين الأولين يقولون: ربنا اغفر لنا ذنوبنا، واغفر لإخواننا في الدين الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا حسدا وحقدا لأحد من أهل الإيمان، ربنا إنك رؤوف بعبادك، رحيم بهم. وفي الآية دلالة على أنه ينبغي للمسلم أن يذكر سلفه بخير، ويدعو لهم، وأن يحب صحابة رسول الله ، صل الله عليه وسلم، ويذكرهم بخير ، ويترضى عنهم .الميسر
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً

وفي حديث رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه، قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة. قال الهيثمي في المجمع: إسناده جيد، وحسنه الألباني في الجامع
‏وعن صفوان بن عبد الله بن صفوان رضي الله تعالى عنه وكانت تحته الدرداء بنت أبي الدرداء رضي الله تعالى عنهما قال: قدمت عليهم الشام، فوجدت أم الدرداء في البيت، ولم أجد أبا الدرداء. قالت: أتريد الحج العام ؟ قلت : نعم. قالت: فادع الله لنا بخير؛ فإن النبي صل الله عليه وسلم كان يقول: "إن دعوة المرء المسلم مستجابة لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير، قال: آمين، ولك بمثل". قال: فلقيت أبا الدرداء في السوق، فقال مثل ذلك، يأثر عن النبي صل الله عليه وسلم. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً
موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود

أهمية الدعاء في حياة المسلم بين القضاء والقدر:
‏
‏الدعاء للمسلم بمثابة الحبل الذي يربط بين العبد وربه، وهو من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد لله عز وجل، فالدعاء هو تعبير عن اليقين التام في قدرة الله سبحانه وتعالى في تغيير أقداره إلى الأفضل مادعوت ربك بإيمان راسخ ويقين ثابت.قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " لا يرد القدر إلا الدعاء " رواه ابن حبان وحسنه الألباني.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً

كما في حديث سلمان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم:" لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر" رواه الترمذي.إن قضاء الله واقع لا محالة ، ولا يتخلف القضاء عن النزول إلا في حالة واحدة وهى حالة الدعاء ، فالقدر في هذه الحالة معلق على سبب وهو الدعاء.
فإذا كان هناك مكروه ينزل على العبد ودعا هذا العبد فإن الله تعالى برحمته يمسك هذا القضاء وهذا المكروه فلا ينزل على العبد ببركة الدعاء، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيراً