الدعاء المستجاب من الكتاب والسنة :

فى اهمية الدعاء للعبد :

الدعاء عندما تشتد أمور الدنيا على الإنسان وتواجهه بعض الصعوبات أو صدمة وأحزان فإنه لا يجد راحته إلا في الدعاء لله سبحانه وتعالى ، أو قراءة القرآن الكريم ، وبعض من الأدعية الجميلة ؛ ولأنّ بذكر الله تطمئن القلوب فلا ملجأ ولا مفر للإنسان غير دعوة خالقه بمختلف الأدعية ، فالأدعية تجعل قلب الإنسان مرتاحاً فلا شيء يريح قلبه سوى الدعاء لله سبحانه وتعالى ومناجاته ورجائه بفك الكرب وإزالة الهم والغم ، وعندما يدعو الإنسان الله سينشرح صدره ويشعر براحة كبيرة، فنبي الله موسى عليه السلام كان يدعو ربه فيقول: "رب أشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل العقدة من لساني" فإن بحثت عن راحة القلب وهدوء النفس والجوارح فطريقك هو الدعاء لله السميع المجيب. . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ادعوا الله بقلوب خالصة يُستجاب لكم :

قال مالك بن دينار رحمه الله تعالى : أصاب الناس في بني إسرائيل قحط , فخرجوا مرارا يسقون , فلم يُسقوا , فأوحي الله عز وجل إلى نبيهم : أن أخبرهم أنكم تخرجون إلىَّ بأبدان نجسة , وترفعون إلىَّ أكفا قد سفكتم بها الدماء , وملأتم بطونكم من الحرام , الآن قد اشتد غضبي عليكم , ولن تزدادوا مني إلا بعدا " ..موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

توبوا يُستجاب لكم :

قال أبو الصديق الناجي رحمه الله تعالى : خرج سليمان عليه السلام ـ يَستقي فمر بنملة ملقاة علي ظهرها , رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول : " اللهم إنا خلق من خلقك , ولا غني بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب غيرنا , فقال سليمان عليه السلام : ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم " ..موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

متى تكون مستجاب الدعوة ؟

يُروى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : قال داود عليه السلام في مناجاته : إلهي من يسكن بيتك , وممن تتقبل الصلاة ؟ فأوحى الله تعالى إليه يا داود :" إنما يسكن بيتي وأقبل الصلاة منه , من تواضع لعظمتي , وقطع النهار في ذكري , وكف نفسه عن الشهوات من أجلى يُطعم الجائع , ويُؤوى الغريب , ويَرحم المصاب , فذلك الذي يُضئ نوره في السموات كالشمس , إذا دعا لبيته , وإذا سألني أعطيته , أجعل له في الجهل حلما , وفي الغفلة ذكرا , وفي الظلمة نورا , وإنما مثله في الناس كالفردوس في أعلى الجنان , لا تيبس أنهارها , ولا تتغير ثمارها . " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

في فضل الدعاء :

الله تعالى طلب منا الدعاء , فقال تعالى في سورة غافر " : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " . هذا من فضله ، تبارك وتعالى ، وكرمه أنه ندب عباده إلى دعائه ، وتكفل لهم بالإجابة ، كما كان سفيان الثوري يقول: " يا من أحب عباده إليه من سأله فأكثر سؤاله ، ويا من أبغض عباده إليه من لم يسأله ، وليس كذلك غيرك يا رب . رواه ابن أبي حاتم.
وفي هذا المعنى يقول الشاعر:الله يغضب إن تركت سؤاله ... وبني آدم حين يسأل يغضب ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

في فضل الدعاء :

أخبرني أبو سعيد أحمد بن يعقوب ، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى العدل ، قالا: ثنا محمد بن أيوب ، ثنا عبد الأعلى بن حماد ، ثنا أبو عاصم العباداني، عن الفضل بن عيسى ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ـ عن النبي صل الله عليه وآله وسلم قال: " يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول:" عبدي إني أمرتك أن تدعوني ووعدتك أن أستجيب لك ، فهل كنت تدعوني؟ فيقول: نعم يا رب ، فيقول: أما إنك لم تدعني بدعوة إلا استجبت لك ، فهل ليس دعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك؟ فيقول: نعم يا رب ، فيقول: فإني عجلتها لك في الدنيا ، ودعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ، فلم تر فرجا؟ قال: نعم يا رب ، فيقول إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا ، قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له إما أن يكون عجل له في الدنيا ، وإما أن يكون ادخر له في الآخرة، قال: فيقول المؤمن في ذلك المقام يا ليته لم يكن عجل له في شيء من دعائه. رواه البيهقي في شعب الإيمان والحاكم في المستدرك . هذا حديث تفرد بالفضل بن عيسى الرقاشي ، عن محمد بن المنكدر ، ومحل الفضل بن عيسى محل من لا يتوهم بالوضع " . . ولكن معني الحديث لابأس به لأنه يندرج في عموم الأحاديث الصحيحة . ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعاء نبى الله يونس عليه السلام

إن نبى الله يونس دعا ربه بدعاء خالص فنجاه الله تعالى من الكرب والغم قال تعالى " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين " سورة الأنبياء الآية 88_ قال رسول الله صل الله عليه وسلم " دعوة ذى النون وهو فى بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين " فإنه لم يدع بها مسلم ربه فى شئ إلا استجاب الله له " هذا جزء من حديث رواه الإمام أحمد والترمذى والنسائى وروى عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم : اسم الله الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى دعوة يونس عليه السلام قال قلت يارسول الله أهى ليونس بن متى خاصة أم لجماعة المسلمين إذا دعوا بها قال عليه الصلاة والسلام " ألم تسمع قول الله تعالى :" فنادى فى الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين " فهو شرط من الله لمن دعا به رواه بن جرير الطبرى مرفوعا " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعاء لايصح معني وسندا :

انتشر هذا الدعاء على ألسنة كثير من الناس من قولهم :" اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه " وهذا الحديث ليس له أصل في السنة الشريفة وهو مخالف لما جاءت به الأحاديث الصحيحة التي تحث المسلم علي الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى بكشف الكرب وزوال الهم والأهوال والشدائد كما في الحديث عن النبي صل الله عليه وسلم أنه مما ينبغي على المسلم عند دعائه أن يسأل الله بعزم ورغبة ، وأن يسأل الله حاجته كلها ،كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم أرحمني إن شئت ليعزم في الدعاء فإن الله صانع ما شاء لا مكره له" رواه البخاري ومسلم واللفظ له والدعاء لا يخرج عن قدر الله ، بل هو من قدر الله تعالى ، فإذا أصاب العبد ما يكرهه أو خشي ما يصيبه فمن السنة أن يدعو الله تعالى أن يرفع عنه البلاء ويصرف عنه شر ما يخشاه. قال صل الله عليه وسلم: "لا يرد القدر إلا بالدعاء ." رواه أحمد والترمذي. وعلى ذلك لا يجوز أن يدعو الإنسان بهذا الدعاء ، لمخالفته للعزيمة في المسألة من جهة ، ومن جهة أخرى أن الله تعالى لطيف بعباده في كل قضاء قضاه , قال تعالى: " الله لطيف بعباده " سورة الشورى الآية 19 ـ ، فَيَشْرُع بدلاً منه أن يدعو الله بردِّ الضَّرر الذي لحق به بحزم ؛ فإن كان البلاء لم يقع وإنما يتخوف وقوعه ، قال:" اللهم ألطف بنا في قضاءك وقدرك , أو اللهم ألطف بنا فيما جرت به المقادير ." ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعاء ومعني :

من دعاء النبي صل الله عليه وسلم :" اللهم إني أسألك الهدي والسداد "  الله سبحانه وتعالى جعل الهداية على قسمين فهداية التقريب والإرشاد هي وظيفة الرُسل وأتباعهم يقول الله لنبيه  " وإنك لتهدي على صراط مستقيم "  أما هداية قبول الحق والعمل به فإلى الله أمرها " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " ويقول النبي صل الله عليه وسلم لأصحابه رضوان الله عليهم : "اعملوا فكل ميس لما خُلق له " ويقول تعالى : " فأما من أعطي واتقي , وصدق بالحسني ,  فسنيسره لليسرى , وأما من بخل واستغني , وكذب بالحسني , فسنيسره للعسري . " فالله يهدي من يشاء بفضله ، ويضل من يشاء بعدله."  موقع من فقه الإسلام ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من رأى مبتلى فليقل :

من السنة المطهرة أن يحمد الله تعالى على النعمة التي هو فيها ، فقد جاء عند الترمذي أن النبي صل الله عليه وسلم ـ قال:" من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يصبه ذلك البلاء" ، فمن المشروع إذًا أن تسأل الله تعالى العافية صباح مساء ، وأن تحمد الله تعالى على العافية إذا رأيت مبتلى في بدنه وماله أو في أشد من ذلك وهو المبتلى في دينه والعياذ بالله ، وكم يمر الناس على أهل المعاصي والذنوب ولا يحمدون الله على العافية ، فهذا الذي يتعامل بالربا أو يأخذ الرشوة أو يبيع المحرمات أو يتعامل بها كالدخان والأفلام والأغاني فهؤلاء وغيرهم كثير مبتلون ، نحمد الله تعالى أن عافانا مما ابتلاهم به ، ونسأله تعالى العافية. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سل الله العافية :

والعافية هي أن يعافيك الله تعالى من سقم أو بلية ، وهي الصحة ضد المرض في الدنيا ، ويدخل في معناها عفو الله تعالى عن الذنوب ، وأما المعافاة فهي أن يستغني عن الناس ويستغني عنه الناس ، وأن يعفو عنهم ويعفوا عنه ، ولقد أرشدنا نبينا صل الله عليه وسلم ـ إلى سؤال الله تعالى العفو والعافية والمعافاة ، فعن العباس أنه قال: يا رسول الله ، علمني شيئًا أسأله الله ، فقال له: " سل الله العافية"، قال العباس: فمكثت أياما ثم جئت فقلت: يا رسول الله صل الله عليه وسلم ـ ، علمني شيئا أسأله الله ، فقال: يا عباس ، يا عم رسول الله صل الله عليه وسلم :، سل الله العافية في الدنيا والآخرة"، وعن أبي بكر أن رسول الله صل الله عليه وسلم ـ قال:" سلوا الله المعافاة ، فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرًا من المعافاة ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أفضل الدعاء :

إن من أفضل الأدعية التي يُدعى بها الله تعالى سؤاله المعافاة ، فقد قال النبي صل الله عليه وسلم : " ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من:" اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة " ، ومن الناس من يبتليه الله تعالى ببلاء فلا يدعو الله أن يكشفه ويرفعه عنه ظنًا منه أن ترك الدعاء من الصبر، وهذا خطأ ، فقد عاد النبي صل الله عليه وسلم ـ رجلاً قد جهد حتى صار مثل فرخ ، فقال له صل الله عليه وسلم : " أما كنت تدعو؟ أما كنت تسأل ربك العافية؟ فقال: كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا ، فقال صل الله عليه وسلم : " سبحان الله ، إنك لا تطيقه ، أفلا كنت تقول:" اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار؟!. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العفو والعافية :

إن من أسماء الله تعالى العَفُوَّ، وهو مشتق من العَفْو، وهو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه ، يقول تعالى: " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون " سورة الشورى: الآية 25. والله عز وجل يحب أن يُسأل ، وأفضل ما يسأله العبد العفو والعافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة ، ومن حديث عائشة رضي الله عنه قالت : يا رسول الله صل الله عليه وسلم ، أرأيتَ إن وافقت ليلة القدر ما أدعو؟ فقال:" تقولين: " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني" . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وعن العافية في الدنيا :

عن العافية في الدنيا والمقصود بها طلب السلامة من الأسقام ، والأمراض ، والبلاء ، وطلب الأمان من كل ما يضرّ العبد في دنياه ، وليست مخصوصة بالعافية في الجسد فقط ، وإنما تشمل العافية في الجسد ، والعافية في المال ، والأهل ، والولد ، وغير ذلك من أمتعة الدنيا ، كما كان دعاء النبي صل الله عليه وسلم-: " اللهم إني أسألك, العفو والعافية في ديني , ودنياي وأهلي ومالي" . فإذا عوفي الإنسان في بدنه فتلك نعمة جليلة ومنة عظيمة تستحق الشكر والثناء ، فكم من شخص فقد العافية في سمعه فلا يستطيع السمع ، أو يكون سمعه ثقيلا ، أو في بصره فلا يبصر بالكلية ، أو يكون أعوراً على عين واحدة ، أو أعمش البصر لا يميز الأشياء ولا يرى البعيد ، أو فقد العافية في رجله فيكون مشلولاً ، أو لا يستطيع التحرك بسهولة ، أو فقد العافية في لسانه فهو أبكم لا يتكلم ، أو يتكلم بصعوبة ، فلنحمد الله على نعمة العافية فإنه لا يعدلها شيء في الدنيا ، يقول النبي صل الله عليه وسلم :" من أصبح أمنا في سربه معاقي في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " رواه الترمذي.

يقول الشاعر:رأيت البلاء كقطر السَّماء * وما تنبت الأرض من نامية
فلا تسألنّ إذا ما سألت * إلهك شيئاً سوى العافية
ويقول الآخر:إنِّي وإن كان جمع المال يعجبني * فليس يعدل عندي صحَّة الجسد
في المال زينٌ وفي الأولاد مكرمةٌ * والسُّقم ينسيك ذكر المال والولد
وأما العافية في الأهل فتكون بوقايتهم من الفتن ، وحمايتهم من البلايا والمحن ، فليسع كل واحد منا لحماية أهله ، والبحث في جلب العافية لهم من كل ما يضرهم في دينهم أو دنياهم ، وأما العافية في المال فتكون بحفظه مما يتلفه من أن يحترق ، أو يُنفق فيما يُغضب الله , أو تمحق منه البركة ، أو يُسرق , أويُغتصب , أو نحو ذلك من العوارض المؤذية ، والأخطار المضرة. ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سل الله من فضله :

الله سبحانه وتعالى يحب أن يسأل والمسلم لايستحي أبدا أن يسأل الله  تعالى : صغار الأمور، كما يسأله كبارها. فعن أنس رضي الله عنه - قال: قال رسول الله  صل الله عليه وسلم: "ليسأل أحدكم ربه حاجته كلَّها ، حتى يسألَه شِسْعَ نعله إذا انقطع" حسنه في المشكاةـ  بل إن الله تعالى - يغضب من العبد الذي يترك دعاءه ، ولا يهتم به. يقول النبي  صل الله عليه وسلم -:" من لم يدع الله يغضب عليه" حديث حسن وفي ذلك قول الشاعر :   لا تسألن بُنَيَّ آدم حاجة    ـ  وسل الذي أبوابه لا تحجب ـ الله يغضب إن تركت سؤاله  ـ   وبُنَيُّ آدم حين يسأل يغضبُ ". موقع فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لا يُرد دعائه :

ـ وفي ذلك حديث أبي الدر داء رضي الله عنه قال عن النبي صل الله عليه وسلم :" دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب , عند رأسه ملك موكل به كلما دعا لأخيه بخير قال : الملك أمين ولك بمثل " رواه مسلم وأحمد بن حنبل وابن ماجة . ". موقع فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أفضل أوقات الدعاء :
اختار الله سبحانه وتعالى أوقاتاً وفضلها لعبادته وطاعته و ذكره و مناجاته ، بالدعاء والتضرع , تفيض فيها رحمات الله وتكون باباً مفتوحاً لقبول التّوبة و إجابة الدعاء و قضاء الحاجات ، فكلنا مفتقرٌ إلى ربه سبحانه في كل أموره ، فقد تصيب الإنسان مصيبةٌ يحزن فيها و يصيبه الكرب العظيم ، أو قد يعمل سيئةً و يشعر بضيقٍ بسبب ارتكابها فيحتاج إلى تنفيس ذلك بالاستغفار و التّوبة إلى الله تعالى ، فالعبد يلجأ إلى ربّه يناجيه و يستغفره و يطلب منه الرّحمة و الغفران و الفرج بعد الشّدّة . و قد خصّص الله ثلث الله الأخير ليكون فرصةً لمن يريد التّعرض لنفحات رحمته ، وطلب رضوانه وجنته ,فإذا حلّ ثلث الليل الأخير تنزّل الله إلى السّماء الدّنيا منادياً سبحانه ألا هل من داعٍ فأجيبه ، ألا هل من مستغفر فأغفر له حتي ينفجر الفجر" ـ ويوم الجمعة من أفضل أوقات الدعاء "وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه " كما في الحديث الصحيح وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها " رواه مسلم.. " . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أسباب استجابة الدعاء :

الكسب الحلال فلا يُدخل المسلم بيته شائبة من الحرام , سواء في طعام أو شراب أو ملبوس وغير ذلك يقول الله تعالى في كتابه الكريم : " يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خُطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين " سورة البقرة الآية 168 ـ ، وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: تليت هذه الآية عند رسول الله صل الله عليه وسلم : "يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا" ، فقام سعد بن أبي وقاص ، فقال يا رسول الله : ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة ، فقال له : "يا سعد أطب مطعمك تُستجاب دعوتك ، والذي نفسي بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل من أربعين يوماً ، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به " , كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم : "يا أيها الناس إنَّ الله طيب لا يقبل إلاّ طيباً ، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: "يَا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا " , وقال تعالى: "يا أَيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم " سورة البقرة الآية 172ـ . ". موقع فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سل الله العافية :

كان رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يسأل الله العافية في بدنه كله لأنه بالعافية يقوم الإنسان ويتحرك لطاعة الله تعالى وبسلامة أعضائه من الآفات والأمراض يتمكن من مزاولة الطاعات وأداء الواجبات.والعافية من أعظم نعم الله تعالى على العبد في الدنيا والآخرة الدنيا والآخرة ولباس العافية من أجمل الألبسة وأعلاها وأغلاها و لذلك كان النبي صل الله عليه وسلم يسأل من ربه العافية في بدنه وسمعه وبصره كما في قوله صل الله عليه وسلم :" اللهم عافني في بدني , اللهم عافني في سمعي , اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت ." رواه أبو داود والحاكم من حديث أبي بكر رضي الله عنه . ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليس لك إلا الدعاء :

تضيق بك الدنيا والأرض بما رحبت حتى كأنها سم الخياط وليس إلا الدعاء , تسقط القوة ، وتعيا بك الحِيل وليس لك إلا الدعاء , والله سبحانه و تعالى يجيب دعاء عبده حتماً ولا يخيب ظنه أبداً كما وعد بذلك وقال وهو أصدق القائلين :" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " سورة البقرة ، الآية 186 ـ وقال تعالى :" وقال ربكم ادعوني أستجيب لكم " سورة غافر: من الآية 60 ـ." وقد يُعجل الله لك الدعاء أو يؤجل على حسب السائل والسؤال ، أو يلطف بعبده باختياره الأفضل لواقع الحال ، أو يدخر له ما ينفعه عند المصير والمآل ، إنه الإله العظيم القريب المجيب يُدعى لكشف الضر, فترسل السماء ماءها وتخرج الأرض بركاتها وزهرتها.

نماذج في وعد الله تعالى باستجابة الدعاء :

خرج رجل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله صل الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صل الله عليه وسلم قائماً فقال يا رسول الله: هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا. قال: فرفع رسول الله صل الله عليه وسلم يديه، فقال: " اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا" . قال أنس رضي الله عنه : ولا والله مانرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئاً ، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار. قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت. قال: والله مارأينا الشمس ستاً، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صل الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائمًا، فقال: يارسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل فادع الله يمسكها. قال: فرفع رسول الله صل الله عليه وسلم يديه، ثم قال: " اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والجبال والآجام والضراب والأودية ومنابت الشجر". قال: فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس.

وفي كتاب الفرح بعد الشدة : للتنوخي : أن امرأة بالبادية ، جاء البرد فذهب بزرع كان لها، فجاء الناس يعزونها، فرفعت طرفها إلى السماء، وقالت: اللهم أنت المأمول لأحسن الخلف، وبيدك التعويض عما تلف ، فافعل بنا ما أنت أهله ، فإنّ أرزاقنا عليك ، وآمالنا مصروفة إليك.قال: فلم أبرح ، حتى جاء رجل من الأجلاء ، فحدث بما كان، فوهب لها خمسمائة دينار.إنه الإله العظيم الكريم المجيب يدعى ويؤمل لصلاح القلب ، فتذهب عن النفوس شدتها ، وعن القلوب قسوتها ، ويبتهل إليه لشفاء السقيم ومغفرة الذنب العظيم، فيشفى المرض ويغفر الذنب.

من يُجيب السائلين وينزل العطايا :

وفي ساعات الاضطرار واليأس من كل قريب ، وانقطاع الأسباب عن كل مجيب فالله هو الذي :" يُجيب المُضطر إذا دعاه ويكشف السوء " سورة النمل: من الآية 62.أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المجابين :عن الحسن رحمه الله ـ أنّه قال: كان رجل من أصحاب النبي صل الله عليه وسلم من الأنصار يكنى أبا مغلق وكان تاجراً يتجر بمال له ولغيره يضرب به في الآفاق وكان ناسكًا ورعًا فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح. فقال له: ضع ما معك فإنّي قاتلك! قال: فما تريد إلى دمي فشأنك والمال؟ قال: أما المال فلي، ولست أريد إلاّ دمك. قال: أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات. قال: صلي ما بدا لك. فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال: يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعالًا لما تريد أسألك بعزك الذي لا يرام، وبملكك الذي لا يضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، يامغيث أغثني ، يا مغيث أغثني،

، فإذا هو بفارس أقبل بيده حربة قد وضعها بين أذني فرسه فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ثم أقبل إليه، فقال: قم، فقال: من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله بك اليوم، فقال: أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت فسمعت لأبواب السماء قعقعة ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة ، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي دعاء مكروب فسألت الله أن يوليني قتله. قال الحسن: فمن توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب.فإذا كنت في كرب وشدة فإن الوصول للفرج مرهون بالدعاء فإنه سبحانه نعم المجيب قال تعالى :" ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون " سورة الصافات: الآية 75 ـ وقال عز وجل :" ونوحا إذ نادي من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم " سورة الأنبياء: الآية 76.