ذكر الله دواء :

رطب لسانك بذكر الله تعالى:

من حديث معاذ رضي الله عنه قال آخر كلمة فارقت عليها النبي الله صل الله عليه وسلم قلت أي الأعمال أحب إلى الله تعالى قال :" أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله .رواه ابن حبان وهو صحيح وصححه الشيخ الألباني .قال الطيبي : رطوبة اللسان عبارة عن سهولة جريانه؛ كما أن يبسه عبارة عن ضده، ثم إن جريان اللسان عبارة عن مداومة الذكر .لقد أمر الله تعالى عباده بأن يذكروه ويشكروه، وأن يشغلوا ألسنتهم في معظم أحوالهم بالتسبيح و التهليل، والتحميد والتكبر .قال مجاهد : هذه كلمات يقولهن الطاهر والمحدث والجنب، وقال: لا يكون ذاكرا الله تعالى كثيرا حتى يذكره قائما وجالسا ومضطجعا

ومضطجعا .وقال ابن عباس رضي الله عنه- : إن الله تعالى لم يفرض على عباده فريضةً إلا جعل لها حدا معلوما، ثم عذر أهلها في حال العذر غير الذكر؛ فإن الله تعالى لم يجعل له حدًا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدًا في تركه إلا مغلوباً على تركه؛ فقال تعالى : "فاذكروا الله قياما وقعوداً وعلى جنوبكم " سورة النساء: الآية 103 ـ بالليل والنهار، في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال، فإذا فعلتم ذلك، صلى الله عليكم وملائكته. ـ

فالذكر من أفضل القربات , وأعظم الطاعات , بما له من شرف المكانة والمنزلة عند ذي الفضل والكرم , وواهب النعم لأن من ذكر الله تعالى ذكره قال تعالى :" فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون " سورة البقرة : الآية 152 ـ فاذكروني بالطاعة والعبادة أذكركم بمغفرتي وفضلي وخصوني بالشكر قولا وعملا ولا تجحدوا نعمي عليكم . الميسر .دعاء مؤلف :أسأل الله العظيم أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يرزقنا الإخلاص والقبول " . ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ذكر الله من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار:

ذكر الله تعالى من أجل الطاعات وأيسر العبادات وهو من العبادات التي لا تحتاج إلى تفرغ أو انقطاع لها بوقت معين أو زمن محدد , بل يستطيع المسلم أن يأتي بها، وهو نائم في فراشه أو جالس مع أولاده أو راكب دابته أو سيارته أو أثناء سيره أو عمله أو وقوفه لانتظار أمر من الأمور , لذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى- بالإكثار منها، فقال: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا "سورة الأحزاب الآية 42ـ وقوله عز وجل :" واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار " سورة آل عمران الآية 41ـ ولقد أثني الله سبحانه على عباده الذاكرين فقال سبحانه وتعالى:"الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم " سورة آل عمران: الآية 191 ـ وبين لنا أن من صفات المنافقين أنهم لا يذكرون الله إلا قليلا فقال عز وجل :" وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يُراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا "سورة النساء: الآية 142ـ

لقد توعد الله عز وجل - من يعرض ويغفل عن ذكره، بقوله تعالى :" فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين " سورة الزمر: الآية 22، وقال تعالى:" ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين" سورة الزخرف: الآية 36،ـ وقال تعالى :" استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله " سورة المجادلة: الآية 19 ـ؛ و الرسول صل الله عليه وسلم يوضح لنا أهمية هذه العبادة وفضلها والثواب الذي رتبه عليها من خلال توجيهاته وأحاديثه الشريفة كما في صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت"

عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال : قال النبي صل الله عليه وسلم:" يقول الله تعالى : "أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " رواه البخاري ومسلم . وهذه المعية كما بين لنا هذا الحديث هي معية خاصة وهي التي لا تكون إلا للمتقين والمحسنين والذاكرين، وهي معية التوفيق والتسديد والنصرة والتأييد. دعاء مؤلف:اللهم ألهج ألسنتا بذكرك وشكرك وأعنا على طاعتك وحسن عبادتك وأصلح قلوبنا بهدايتك واغفر لنا بحِلمك وارحمنا بعفوك وفضلك إنك غفور رحيم. " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

في فضل الذكر وثوابه :

يقول تعالى: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون . الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون . أولئك هم المؤمنون حقا ." سورة الأنفال من الآية 1 : 4 . وقوله : "إذا ذكر الله " ، أي : إذا ذكرت عظمة الله وجلاله وسلطانه ، خافت القلوب ووجلت وتأثر الإنسان ، حتى إن بعض السلف إذا تليت عليه آيات الخوف يمرض أياماً حتى يعوده الناس ، أما قسوة القلوب التي نحن فيها نسأل الله أن يلينها ، فيقال للرجل اتق الله في نفسك ، ولا يهتم ، وتتلى علينا آيات الخوف وتمر وكأنها شراب بارد ، فلا نحن نتأثر ، ولا نتعظ إلا من رحم الله ، وكيف لنا أن تمر علينا تلك الكلمات مرور الكرام ، أفلا نتق الله في أنفسنا ، أفلا نبصر ونتدبر آيات الله وسنة نبيه صل الله عليه وسلم .

وكان بعض السلف إذا قيل له : اتق الله . ارتعد حتى يسقط ما في يده . "وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً " الأنفال الآية 2 . وقيل ازدادوا إيماناً من وجهين : أولهما التصديق بما أخبر الله به من أمور الغيب الماضية والمستقبلة . وثانيهما : القبول والامتثال لأحكام الله سبحانه وتعالى ، فيمتثلون لما أمر الله به ، فيزداد بذلك إيمانهم وينتهون عما نهى الله عنه ، تقرباً إليه وخوفاً منه ، فيزداد إيمانهم ، فهم إذا تليت عليهم آياته ازدادوا إيمانا من هذين الوجهين, قال تعالى :" أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم "سورة الأنفال: الآية 4 ـ هذه الآية فيها مدح لأهل الإيمان بما قاموا به من التزام فعل الأعمال الصالحة وطهرت قلوبهم وصفت نفوسهم بذلك وأولئك لهم عفو من الله عن ذنوبهم ورزق كريم وهو الجنة .

"إني أعلم متي يذكرني ربي؟قال جعفر: أنبأنا ثابت بن مسلم البناني : عن رجل أنه قال يوما لأصحابه إني أعلم متى يذكرني ربي عز وجل؟قال ففزعوا من ذلك فقالوا: تعلم متى يذكرك ربك عز وجل؟؟قال : نعم قالوا : متى؟قال إذا ذكرته ذكرني وإني لأعلم متى يستجيب لي ربي عز وجل قال: فعجبوا من قوله؟قالوا تعلم حين يستجيب لك ربك؟قال نعم قالوا وكيف ذلك؟قال :" إذا وجل قلبي، واقشعر جسدي، وفاضت عيني، وفتح لي في الدعاء " العدة في الكرب والشدة لضياء الدين المقدسي .من أحوال الصالحين." . ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بادر ولا تغفل واحرص على ما ينفعك ولا تعجز :

إن في المحافظة علي الأوراد والأذكار اليومية فيها حـفـظ للعبد من الأسقام والأمراض والآفات والأوبئة ، فإذا فرط العبد في هذه الأذكار فأصيب بشئ فلا يلومن إلا نفسه وليعلم بأن ما أصابه إنما هو بسبب تفريطه . فقد حدث أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال : من قال : بسم الله الذي ل يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم . ثلاث مرات . حين يمسي لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح . ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات ، لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي . فأصاب أبان بن عثمان الفالج ، " وهو شلل يصيب أحد شقي الجسم " فجعل الرجل الذي سمع منه ؟ الحديث ينظر إليه ، فقال له : مالك تنظر؟ فو الله ما كِّذبت على عثمان ، ولا كِّذب عثمان على النبي صل الله عليه وأسلم ، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها .. وفي رواية : ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله تعالى عليَّ قدره" رواه أبو داود والترمذي ، وهو حديث صحيح.

. ولما جاء رجل إلى النبي صل الله عليه وأسلم فقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة . قال : أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك . رواه مسلم . وثبت عند أبي داود من حديث أنس بن مالك أن النبي صل الله عليه وأسلم قال : إذا خرج الرجل من بيته فقال : بسم الله ، توكِّلت على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله . يقال حينئذ : هديت و كّفيت ووقيت ، قال : فتتنحى له الشياطين ، فيقول له شيطان آخـر : كِّيف لك برجل قد أهدي و كِّفي ووقي ؟ إذاً المسلم محفوظ بحفظ الله تعالى ورعايته ، ولكنه هو الذي يضيع نفسه فاحفظ الله تعالى يحفظك في نفسك وأهلك وأولادك وكل ما تملك." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود . وصل الله علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا.

في فضل ذكر الله تعالى:

فقد روي الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة، عن النبي صل الله عليه وسلم قال :"ما أهل مهل قط إلا بشر، ولا كبر مكبر قط إلا بشر "قيل: يا رسول الله؛، بالجنة؟ قال: "نعم".قال الهيثمي : رواه بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح .

ذكر الله تعالى من أفضل الأعمال بعد اقامة العبادات، وبذكر الله تعالى يكون المسلم من أعظم الناس شأنا, روى الإمام أحمد والطبراني من طريق عبد الله ابن لهيعة قال: حدثنا زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ ابن أنس الجهني، عن أبيه، عن رسول الله صل الله عليه وسلم أن رجلاً سأله فقال: أي الجهاد أعظمُ أجراً يا رسول الله، فقال: أكثرُهم لله تبارك وتعالى ذكراً، قال: أي الصائمين أكثرهم أجراً؟ قال: أكثرهم لله ذكراً، ثم ذكر لنا الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: أكثرهم لله ذكراً، فقال أبو بكر لعمر: يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكلِّ خير، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : أجل". رواه الإمام أحمد في المسند والطبراني في المعجم الكبير والأوسط.وصل الله علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا.

وقال الهيثمي وفيه زبان بن فائد وهو ضعيف، وقد وُثق وكذلك ابن لهيعة. مجمع الزوائد. لكن للحديث شاهد مرسلٌ بإسناد صحيح رواه ابن المبارك في الزهد قال: أخبرني حيوة، قال: حدثني زُهرة بن معبد أنه سمع أبا سعيد المقبُري يقول : قيل: يا رسول الله، أي الحاج أعظم أجراً؟ قال: أكثرهم لله ذكراً، قال: فأيُّ المصلِّين أعظم أجراً؟ قال: أكثرهم لله ذكراً، قال: فأي الصائمين أعظم أجراً؟ قال: أكثرهم لله ذكراً، قال: فأي المجاهدين أعظم أجراً؟ فقال: أكثرهم لله ذكراً"، قال زُهرة فأخبرني أبو سعيد المقبُري أن عمرَ بن الخطاب قال لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما: ذهب الذاكرون بكل خير.كتاب الزهد للإمام أحمد رحمه الله تعالى.وله شاهد آخر أورده ابن القيم في كتابه الوابل الصيب قال: وقد ذكر ابن أبي الدنيا حديثاً مرسلاً:" أن النبي صل الله عليه وسلم سُئل: أي أهل المسجد خير؟ قال: أكثرُهم لله ذكراً عز وجل، قيل: أي أهل الجنازة خير؟ قال: أكثرهم ذكراً لله عز وجل، قيل: فأي المجاهدين خير؟ قال: أكثرهم ذكراً لله عز وجل، قيل: فأي الحجاج خير؟ قال: أكثرهم ذكراً لله عز وجل، قيل: فأي العواد خير؟ قال: أكثرهم ذكراً لله عز وجل، قال أبو بكر: ذهب الذاكرون بالخير كله.الوابل الصيب.وصل الله علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا.

ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى:" إن أفضل أهل كلّ عمل أكثرهم فيه ذكراً لله عز وجلّ، فأفضل الصوام أكثرهم ذكراً لله عز وجل في صومهم، وأفضل المتصدقين أكثرهم ذكراً لله عز وجل، وأفضل الحجاج أكثرهم ذكراً لله عز وجل، وهكذا سائر الأعمال . الوابل الصيب. فإذا علمت ذلك فلتحرص على ملازمة ذكر الله تبارك وتعالى في جميع الطاعات؛ في صلاتك وصيامك وحجّك وجميع عباداتك، فإن أجرك في كلّ عبادة بحسب ذكرك لله عز وجل فيها.فالذكر أجل الطاعات وأعظم العبادات، وثمارُه علي أهله كثيرة لا تُحصى، ومن أجل ثماره أنه وسيلةٌ مباركة لحياة القلب وتهذيب النفس وتزكية الفؤاد، وهو يجلب لقلب الذاكر الفرح والسرور والراحة، ويورث القلب السكون والطمأنينة، كما قال الله تعالى: " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم لذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" سورة الرعد : الآية 28 ــ" وهو شفاءٌ للقلب ودواءٌ لمرضه ومُذْهِبٌ لقسوته، وفي القلوب قسوةٌ لا يُذيبُها إلا ذكر الله تعالى، جاء رجلٌ إلى الحسن البصري رحمه الله تعالى ـ وقال: " يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي، قال: أَذبه بالذكر.الوابل الصيب. انتهي.وصل الله علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا.

ومن هنا نعلم أن ذكر الله تعالى وتكبيره وتعظيمه من العبادات التي لا تكلف المسلم كثير عناء ومع بساطتها وسهولتها تأخذ بيدك إلي الجنة و توصلك لحالة روحية عالية ، إلي جانب عظم أجرها وثوابها، التي ترفع الدرجات عند الله سبحانه وتعالى.والأذكار تنقسم إلي قسمين: أذكار مُطلقة كالتسبيح والتكبير والتحميد والتهليل، وهي كثيرة ومتنوعة تصلح في كل وقت ومناسبة أو حال، وأذكار مقيدة كأذكار الصباح والمساء والأذكار بعد الصلوات ولهذا ينبغي علي المسلم أن يحرص علي كثرة ذكر الله عز وجل فمن ذكر الله جلا وعلا ذكره وأحاطه بمعيته وفضله، قاب الله عز وجل :" فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون" سورة البقرة: الآية 152 .. وهذا أمر من الله تعالى المؤمنين بذكره، ووعد عليه أفضل الجزاء، وهو الثناء في الملأ الأعلى على مَنْ ذكره، وخصوني -أيها المؤمنون- بالشكر قولا وعملا ولا تجحدوا نعمي عليكم.اهـ . الميسر. بتصريف. وفي قوله تعالى :"فاذكروني أذكركم ,قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه : "اذكروني بطاعتي، أذكركم بمغفرتي"، وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: "اذكروني في النعمة والرخاء، أذكركم في الشدة والبلاء"، وبيانه في قوله تعالى :"فلولا أنه كان من المسبحين، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون". سورة الصافات : الآية 144 ـ وصل الله علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا.

وقال البغوي رحمه الله تعالى :"قوله تعالى: واشكروا لي ولا تكفرون يعني واشكروا لي بالطاعة ولا تكفروني بالمعصية فإن من أطاع الله فقد شكره ومن عصاه فقد كفره". وقال سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه. الذكر طاعة الله تعالى، فمن لم يطعه لم يذكره وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن ، وروي عن النبي صل الله عليه وسلم قال: من أطاع الله فقد ذكر الله عز وجل وإن أقل صلاته وصومه وصنيعه للخير ومن عصى الله فقد نسي الله عزوجل وإن كثر صلاته وصومه وصنيعه للخير". ذكره ابن منداد في أحكام القرآن. وقال أبو عثمان النهدي رحمه الله تعالى :" إني لأعلم الساعة التي يذكرنا الله فيها ، قيل له : ومن أين تعلمها ؟ قال يقول الله عز وجل : فاذكروني أذكركم . والذاكر حقا دائما في حضرة الله الكريم ومعيته وفضله ،فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال :قال : النبي صل الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة".وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: إني سمعت هذا الحديث من رسول الله صل الله عليه وسلم عدد أناملي هذه العشر، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم، وإن دنوت مني شبراً دنوت منك ذراعاً، وإن دنوت مني ذراعاً دنوت منك باعاً، وإن مشيت إلي هرولت إليك، وإن هرولت إلي سعيت إليك، وإن سألتني أعطيتك، وإن لم تسألني غضبت عليك". وصل الله علي سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا.

وعن عبد الله بن بسر قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: يا رسول أي الأعمال أفضل؟ قال: "أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله تعالى". وتأتي مجالس العلم وتعليم القرآن ومدارسته في ضمن مجالس الذكر، وفي حديث ابن عمر عن النبي صل الله عليه وسلم": إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا"، قالوا: يا رسول الله؛، وما رياض الجنة؟ قال: حِلَقُ الذكر؛ فإن لله سيارات من الملائكة يطلبون حِلَق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم". وقال عطاء بن رباح رضي الله تعالى عنه :مجالس الذكر: مجالس الحلال والحرام؛ كيف تشتري ،وتبيع وتصوم وتصلي وتتصدق وتنكح وتطلق وتحج". ذكره الخطيبُ في كتاب الفقيه والمتفقه . وما رواه أيضا عن ابن عمر مرفوعا قال:" مجلسُ فقه خير من عبادة ستين سنة". أخرجه أبو نعيم في الحلية، والخطيب في الفقيه والمتفقه، بإسنادٍ شديد الضعف. لكن صح عن النبي صل الله عليه وسلم كما في حديث عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه، قال: قال لي رسول الله صل الله عليه وسلم:" يا أبا ذر، لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله، خير لك من أن تصلي مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم، عمل به أو لم يعمل، خير من أن تصلي ألف ركعة". سنن ابن ماجة. وحسنه المنذري لكن في بعض الوجوه ضعف. وهذا يدل علي أن تعلم العلم فريضة ويقدم على النافلة عند الحاجة إليه كتعلم الحلال والحرام وما تصح به الصلاة والصيام والحج وسائر العبادات وما تستقيم به الأخلاق في وجوه التعامل والعلاقة بين الناس في البيع والشراء وغير ذلك من العلوم النافعة لصلاح المجتمع وعلو شأن الأمة الإسلامية بين غيرها من الأمم والحضارات. وقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم أكثر ما يردد هذا الدعاء ويوصي به والمواظبة علي ترديده:" اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود ـ وصل الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليما كثيرا.