ذكر الله دواء :

فضل الذكر :

عن أبى موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت" يقول الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين ليس عبادة تؤدى باللسان أفضل من ذكر الله تعالى ذلك لان الله تعالى يحب عباده أن يكونوا على مقربة منه ذاكرين له سبحانه في كل عمل من أعمالهم مستحضرين لقدرته ونعمته في قلوبهم على الدوام والله سبحانه وتعالى قد أثاب عباده الذاكرين له بذكره إياهم فقال فا ذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون سورة البقرة وتلك درجة كبرى من التقرب إلى الله أن يكون الإنسان مذكورا في الملأ الأعلى _-وفى هذا الحديث النبوي الشريف يشبه لنا الرسول صل الله عليه وسلم الذي يذكر ربه بالحي لان في عدم ذكر الله مظهر من مظاهر الموت فهو أشبه بالميت الذي لا روح فيه ولا حركة له ولا قيمة لوجوده أو عدمه فهو قد ساوى الجمادات أو اقل لان الجمادات ينتفع بها أما هو فلا نفع منه والحديث يربط الحياة بذكر الله وعبادته وارتباط الموت بعدم ذكر الله قال تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون سورة الذريات وذكر الله يقوى الصلة بين الله والذاكرين وهو أنواع منه قراءة القران والحديث ومدرسة العلم قال رسول الله صل الله عليه وسلم:" ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ص ( 1)

الذاكرون الله تعالى يباهى بهم الملائكة :

عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : خرج علينا معاوية رضى الله عنه على حلقة فى المسجد فقال ما أجلسكم ؟ قالو جلسنا نذكر الله قال أألله ما أجلسكم الا ذاك ؟ قالوا والله ما جلسنا الا ذاك _ قال أما انى لم أستحلفكم تهمة لكم وما كان أحد بمزلتى من رسول الله صل الله عليه وسلم أقل عنه حديثا منى وإن رسول الله صل الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما أجلسكم ؟ قالو جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا قال :"  أألله ما أجلسكم ال ذاك قالوا والله ما جلسنا الا ذاك قال أما إنى لم أستحلفكم تهمة لكم ولكن أتانى جبريل فأخبرنى أن الله عزوجل يباهى بكم الملائكة"  والذاكر فى معية الله تعالى -- من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال عن رسول الله صل الله عليه وسلم :" أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه إذا ذكرنى فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم وإن تقرب الى بشبر تقربت منه ذراعا وإن تقرب الى ذرعا تقربت اليه باعا وإن أتانى يمشى أتيته هرولة " رواه البخارى وهى معية خاصة ما معه برحمتي وتوفيقي وهدايتي وهى غير المعية التى فى قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) فإن معناها المعية بالعلم والإحاطة -- وقال صل الله عليه وسلم يقول الله تعالى " أنا مع عبدى ما ذكرنى وتحركت بى شفتاه " رواه البيهقى وابن حبان من حديث أبى هريرة رضى الله عنه والحاكم من حديث أبى الدرداء رضى الله عنه وقال صحيح الإسناد وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم  ـ ص(2 )

أنا مع عبدي ما ذكرنى :

قال تعالى _" وقال الله إنى معكم لئن أقمتم الصلاة وأتيتم الزكاة وأمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجرى من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل " سورة المائدة __الله سبحانه وتعالى لاحاجة له فى تعذيب عباده فهو سبحانه أرحم بهم من أنفسهم وهو خالقهم ورازقهم ولا يريد منهم الا الطاعة والعبادة ليكون معهم _ ومع أن الله تعالى قادر علينا بقوته وإرادته وقدرته إلا أنه معنا بمغفرته وعفوه ورحمته وفى الحديث القدسي " عن رب العزة جل وعلا _ عن رسول الله صل الله عليه وسلم " إن الله تعالى يقول _ أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بى شفتاه " رواه الإمام أحمد وابن ماجة ويقول النبى صل الله عليه وسلم " لايقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده " رواه مسلم وأحمد وقال صل الله عليه وسلم " أفضل الذكر لااله الا الله وأفضل الدعاء الحمد الله " اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله _ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ص(3 )

من وصايا الرسول صل  الله عليه وسلم :

عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صل  الله عليه وسلم مر وهو يغرس غرسا فقال : " يا أبا هريرة ما الذى تغرس ؟ " قلت غراسا قال " ألا أدلك على غراس خير من هذا سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله و الله أكبر تغرس لك بكل واحدة شجرة فى الجنة حديث صحيح وقال صل  الله عليه وسلم من قال فى يوم وليلة سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه وان كانت مثل زبد البحر رواه البخارى ومسلم ومن حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه عن النبى صل  الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة فى الجنة رواه الترمذى بسند حسن صحيح وابن حبان والحاكم وصصحه الشيخ الألبانى وقال صل  الله عليه وسلم أحب الكلام الى الله تعالى أربع لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله و لا اله الا الله والله وأكبر " وقال صل  الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيباتان الى الرحمن سبحان الله وبحمه سبحان الله العظيم " وصل  الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (4 )

فضل التسبيح :

قال تعالى " وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى " سورة طه التسبيح من أسمى أنواع العبادة لأنه اعتراف لله تعالى بالكمال المطلق وأنه سبحانه منزه عن كل نقص لاشبيه ولامثيل ولا شريك له فى ملكه إنه اعتراف من العبد بالوحدانية وإذعان وتسليم بالطاعة والعبادة فهو سبحانه الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وروى الترمذي عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبى صل  الله عليه وسلم " التسبيح نصف الميزان والحمد لله تملؤه ولا اله الا الله ليس لها من دون الله حجاب حتى تخلص إليه " وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال عن رسول الله صل  الله عليه وسلم " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان الى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم رواه أحمد والبخارى ومسلم " . وصل  الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (5 )

مايقال عند الخروج من المنزل :

ـ " بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله, اللهم إنى أعوذ بك أن أزل أوأزل , أو أضل أو أضل , أو أظلم أو أظلم , أو أجهل أو يجهل على , وما يقال عند ركوب السيارة أو غيرها , بسم الله , ( ثلاث مرات ) سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون , الحمد الله ( ثلاث مرات ) الله أكبر ( ثلاث مرات ) سبحانك اللهم , إنى ظلمت نفسى فاغفر لى فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت "وما يقال عندالسفر_ اللهم إنى أسألك فى سفرى هذا البر والتقوى ومن العمل ماترضى , اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده , أنت الصاحب فى السفر , والخليفة فى الأهل , اللهم إنى أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر , وسوء المنقلب فى المال والأهل وإذا عاد من سفره قال هذه الكلمات وزاد عليهن " آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون " . وصل  الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

ذكر الله تعالى:

يقول الرسول صل الله عليه وسلم " إذا أراد الله تعالى بعبده خيرا جعل له واعظا من قلبه " وقال من كان له من قلبه واعظ كان عليه من الله عز وجل حافظ " وهذا هو القلب الذي يستقر فيه ذكر الله تعالى كما قال تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب " سورة الرعد ـ وورد في الأثر:" إذا أراد الله بعبد خيراً فتح قفل قلبه، وجعل فيه اليقين والصدق، وجعل قلبه واعياً لما سلك فيه، وجعل قلبه سليماً، ولسانه صادقاً، وخليقته مستقيمةً، وجعل أذنه سميعة، وعينه بصيرة" ويقول النبي صل الله عليه وسلم " لولا الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا في ملكوت السماء " مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ـ: والمانع من ذلك هي الأسباب التي بين القلب وبين ملكوت السماء " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ذكر الله :

قال بعض الصالحين:" إنى لأعلم متى يذكرنى ربى ثم تلا قوله تعالى " فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون " وقال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا " فذكر الله تعالى من أسباب الفلاح والنجاح فى الدنيا والآخرة وفى موطأ الإمام مالك رضى الله عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا , قالوا يارسول الله وما رياض الجنة ؟ قال حلقات الذكر , فإن لله تعالى سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليها حفوا بها " وذكر الله تعالى باب من أبواب الأمل والفتح الربانى على العبد وهو علامة حب الله تعالى وبذكر الله تعالى تطمئن القلوب وتنشرح الصدور , وهو راحة نفسية تهيئ للمسلم العيش فى رضا وقناعة قال تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل التسبيح :

روى مسلم والترمذي وابن حبان من حديث سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو تحط عنه ألف خطيئة " ومن فوائد ذكر الله تعالى أن المداومة عليه تنوب عن الطاعات وتقوم مقامهما لأن القيام بالتطوعات لاينوب عن ذكر الله فذكر الله أكبر واليك معنى هذا كما في الحديث عن أبى هريرة رضي الله عنه أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صل الله عليه وسلم فقالوا يارسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ولهم فضل أموالهم يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون فقال ألا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا أحد يكون أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم قالوا : بلى يارسول الله قال :" تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة متفق عليه فالله سبحانه قد جعل للفقير وغير القادر عن بعض الأعمال العوض في أعمال أخرى ورحمة الله قريب من المحسنين وفى ذلك أيضا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لأن أسبح الله تعالى تسبيحات أحب إلى من أن أنفق عددهن دنانير في سبيل الله والذكر يعطى للذاكر قوة في بدنه وفى قلبه حتى أنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه وقد علم النبي صل الله عليه وسلم ابنته فاطمة الزهراء وعليا بن أبى طالب رضي الله تعالى عنهما أن يسبحا كل ليلة إذا أخذ مضاجعهما ثلاثا وثلاثين ويحمدا ثلاثا وثلاثين ويكبرا ثلاثا وثلاثين لما سألته الخادم وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة فعلمها ذلك وقال " إنه خير لكما من خادم " وقيل إن من داوم على ذلك وجد قوة في يومه تغنيه عن خادم " وفى موقف رسول الله صل الله عليه وسلم مع ابنته التي كان يحبها حبا شديدا دليلا واضحا لكل ذي عقل أن المرأة مأمورة بخدمة زوجها وهذا هو الحكم العام حتى نقطع الطريق على من يفتى بغير علم ويقول أن خدمة المرأة لزوجها ليس عليها دليل وفعل النبي صل الله عليه وسلم هو أقوى من أي كلام بعد ذلك ."وصل الله علي سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم

ذكر الله :

إن من أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى بعد الفرائض أن يذكر الله تعالى على كل أحواله وسائر أعماله وتصرفاته قال تعالى " إن فى خلق السموات والأرض وإختلاف الليل والنهار  لآيات لإولى الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض " سورة آل عمران فالذكر طهارة للقلوب , وصفاء للأرواح , ونقاء للنفوس , ورفع للدرجات يقول النبى صل الله عليه وسلم " مثل الذى يذكر ربه , والذى لايذكر ربه , مثل الحى والميت " فذكر الله تعالى خلق من أخلاق الإسلام وصفة من صفات المؤمنين قال تعالى " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " سورة الرعد يقول الإمام القشيرى فى لطائفه . قوم اطمأنت قلوبهم بذكر الله وفى الذكر وجدوا سلوتهم , وبالذكر وصلوا إلى صفوتهم , قوم اطمأنت قلوبهم بذكر الله فذكرهم الله بلطفه " دعاء _ عن النبى صل الله عليه وسلم  " اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فوائد الذكر :

الفائدة الإولى :

أن الله تعالى يذكر من ذكره كما قال تعالى " فاذكرونى أذكركم " سورة البقرة وفى الحديث عنه صل الله عليه وسلم " فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى , وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأخير منه , " ولو لم يكن فى فضل الذكر إلا أن الله تعالى يذكر من ذكره لكفى بها فضلا وشرفا , وقال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله :"الذكر للقلب كالماء للسمك فكيف إذا فارق السمك الماء "
  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من فوائد الذكر :

الفائدة الثانية :

أن الذكر كما قال تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " سورة الرعد فلا تهمه زعازع الدنيا ولا آفاتها بل كما قال تعالى " هم من فزع يومئذ آمنون " وقال تعالى " ولا يحزنهم الفزع الأكبر , وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون " ذلك لأن قلوبهم سكنت بذكره وآمنت بآياته وسننه , وعرفت نعمه فقدرتها وشكرتها , فقلوبهم عن ربهم راضية , لم يتخذوا من دونه وليا ولا نصيرا فهم لا خوف عليهم ولاهم يحزنون " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الفائدة الثالثة :

أنه يزيل الهم والغم والحزن عن القلوب , ويذهب العجز والكسل والدين والكروب قال أبو أمامة رضى الله عنه للرسول صل الله عليه وسلم " هموم لزمتنى , وديون يا رسول الله فعلمه أن يقول " اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن , أعوذ بك من العجز والكسل , وأعوذ بك من الجبن والبخل , وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " قال : فقلتهن فأذهب الله عنى همى وقضى عنى دينى " وقد قال الله فيهم " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا , تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون , نحن أو لياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة , ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم " اللهم اجعلنا منهم بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الترغيب فى الذكر :

وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال عمر رضى الله عنه _ قد علمنا سبحان الله ولا إله إلا الله فما الحمد ؟ فقال على رضى الله عنه : كلمة رضيها الله لنفسه وأحب أن يقال " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ثواب الذاكرين

وروى البيهقى فى شعب الإيمان من حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال الله تعالى " من شغله ذكرى عن مسألتى , أعطيته أفضل ما أعطى السائلين "
وعن أبى هريرة رضى الله عنه , قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم يسير فى طريق , فمر على جبل يقال له جمدان ,فقال صل الله عليه وسلم " سيروا هذا جمدان
سبق المفردون " قالوا وما المفردون يا رسول الله ؟
قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " رواه مسلم
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما أعظم الذكر فى وقته ومواطنه :

_ قال تعالى " فاذكرونى أذكركم وإشكروا لى ولاتكفرون " سورة البقرة الآية 152 _ وقال تعالى " الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " سورة الرعد الآية 28 _ وعن جابر رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون , ولا يتفُلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولايتمخطون قالوا : قالوا فما بال الطعام ؟ قال : جُشاءٌ ورشحٌ كرشح المسك , يلهمون التسبيح والتحميد كما تُلهمون النفس " رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضل الذكر:

_ قال الله تعالى _ يا أيها الذين أمنوا إذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا " سورة الأحزاب الآية 41 _ 42_ وفى الآيات نداء لأهل الإيمان الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله صل الله عليه وسلم _ أن يذكروا الله تعالى بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم ذكرا كثيرا , وأن يشغلوا أوقاتهم وسائر احوالهم بذكر الله تعالى قياما وقعودا وعلى جنوبهم , وفى الصباح والمساء , ودبر الصلوات المكتوبة , وعند العوارض والنوازل , فإن ذلك من العبادات المفروضة التى تدعوا إلى محبة الله ورسوله , وتساعد الإنسان عن البعد عن المعاصى و الوقوع فى الآثام وكف اللسان عن كل ما يغضب الله تعالى , فذكر الله تعالى يعين العبد على كل خير " ولذلك جاء عبد الله بن بُسر رضى الله عنه يسأل الرسول صل الله عليه وسلم وهو يقول له " إن شرائع الإيمان قد كثرت على فأخبرنى بشئ أتشبث به , قال : " لايزال لسانك رطبا من ذكر الله تعالى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العلاج فى ذكر الله :

_ إن فى حرص المسلم على طاعة ربه سبحانه وتعالى دليل على قوة إيمانه , وكمال إحسانه ومن هذه الطاعات دوام الذكر فى كل وقت وحال , فالذكر يقرب العبد من ربه , بما يجعله يقبل على الله تعالى بالتوبة والإستغفار , و يقوى فيه روح الدعاء والإخلاص , فيشعر أنه فى حماية ربه و رعايته , و يشعره بالأمل فى فضل الله ومغفرته , ويبعث فيه الشعور بالرضا وراحة البال , وينزل عليه السكينة والطمأنينة , إلى جانب ذلك تكثر حسناته ويزيد ثوابه , ومن حديث تيم الدارى رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له كفوا أحد , عشر مرات كتب له أربعين ألف حسنة " رواه الترمذى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عليك بذكر الله :

_ ذكر الله تعالى عون للعبد على كل أمر من أموره وشأن من شؤونه , والذكر يدور مع العبد فى كل أحوله وهو لايرتبط بوقت محدد ولا مناسبة معينة وإن وجد فى السنة مايدعوا إلى ذلك فى مناسباته ومواطنه وقد أثر عن النبى صل الله عليه وسلم :أنه كان يذكر الله تعالى فى كل أحوله لايحجزه شئ " وعندما ذهبت الزهراء البتول سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد صل الله عليه وسلم : إلى أبيها تشكوا إليه ما تجده من شدة الرحى التى تطحن بها ما يعلف فرس زوجها على بن أبى طالب رضى الله عنه : لم تجد رسول الله صل الله عليه وسلم فى بيته فلما جاء وأبلغته السيدة عائشة رضى الله عنها بمجئ فاطمة رضى الله عنها فلم يسترح حتى ذهب إليها فلما دخل عليها وجدها وزوجها فى فراشهما فجلس الرسول صل الله عليه وسلم : بجورها فقالت له جئت إليك أشكو ما أجد من شدة الرحى لتهدى لى خادم يساعدنى على ذلك فقال لها النبى صل الله عليه وسلم وفاطمة ابنته من أحب الناس إلى قلبه وإلى ربه ولو أعطها خادم ماضر إسلامها ومانقص منه صل الله عليه وسلم شئ ولكن مكانة الزهراء عند ربها ومحبة أبيها لها فوق ذلك فقال لها أو لا أدلك على ما هو أفضل من خادم : إذا أويتما إلى فراشكما , فسبحا ثلاثا وثلاثين , وحمدا ثلاثا وثلاثين , وكبرا ثلاثا , و أكملا المائة , سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وهذا أفضل لك من خادم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اذكر الله كأنك تراه :

_ الله سبحانه وتعالى جعل لنا لكل موقف من مواقف طاعته وعبادته عدة , حتى تستطيع أن تستحضر كل وسائل الخشوع والخوف من الله سبحانه وتعالى وأن يكون قلبك واع غير غافل , وإعلم أن قلبك بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ؟ وإعلم كذلك أنه يحول بين القلب والإنسان ؟ والسبب الأكبر فى حضور القلب لله هو ذكر الله قال تعالى " ولذكر الله أكبر " العنكبوت ولذلك كان النبى صل الله عليه وسلم يطلب من الله تعالى وحده الخشوع للقلب من حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال : كان رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : " اللهم إنى أعوذ بك من قلب لايخشع , ونداء لايسمع , ومن نفس لاتشبع , ومن علم لاينفع , أعوذ بك من هؤلاء الأربع " رواه الترمذى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بيت المسلم يذكر فيه الله :

_ قال تعالى : واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا " سورة الأحزاب الآية 34_ عندما يحافظ أهل البيت على ذكر الله تعالى وغيره من تلاوة القرآن , وتعلم العلم فتلك علامة مميزة يجب عليه أن يحرص علي ذلك ويرعاه بدوام المواظبة عليه , وذكر الله تعالى فى البيت والمحافظة على الطاعة , دليل على حياة أهل البيت وصلاحهم , وكم من بيوت ماتت أرواحها بسبب بعدها عن ذكر الله تعالى واستبدلت بذلك الغناء الفاحش ومسلسلات لافائدة منها إلا الغفلة عن الطاعة والوقوع فى المعاصى من الغيبة والنميمة والزور والبهتان إلى غير ذلك كالإختلاط المحرم , والتبرج أمام غير المحارم من الأقارب والجيران الذى يدخلون البيت ومن حديث أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال :" مثل البيت الذى يذكر الله تعالى فيه , والبيت الذى لايذكر الله تعالى فيه : مثل الحى والميت " رواه مسلم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دوم على ذكر الله :

_ فدوام ذكر الله تعالى يوجب لك الأمان , من نسيانه عز وجل الذى هو من أسباب الشقاء فى الحياة الدنيا والآخرة , فمن نسى ربه عزوجل فقد جنى على نفسه ومصالحها وسعادتها الدنيوية والأخروية قال تعالى :" ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون " ومن أفضل الذكر تلاوة القرآن الكريم قال تعالى :" إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور " سورة فاطر الآية 29 _ 30 _ وفى الآية الكريمة دعوة للمواظبة على قراءة القرآن , والعمل بما فيه من أوامر ونواهى , ومن ذلك المواظبة على أداء الصلاة فى أوقاتها كما أمر الله ورسوله , وكذلك الحرص على الإنفاق من مال الله تعالى سواء نفقات واجبة أو مستحبة سر وجهر , ومن كان هذا وصفه فهو الرابح حقا ولن تكسد تجارته أو يضل سعيه , لأنه يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله ورجاء ثوابه ومغفرته , حيث يوفيهم ربهم جزاء أعمالهم كاملا غير منقوص , ويضاعف لهم الحسنات من فضله , فهو سبحانه غفور لسيئاتهم , شكور لحسناتهم , ويثيب على القليل بالجزيل من الثواب ما صدقت النية وصح العزم وخلصت الأعمال لوجه الكريم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تسبيح الزهرة :

_ سبحانك اللهم وبحمدك أنت الذى تسمع ما يذكرك به الذاكرون وما يقوله المسبحون وكأن الزهرة تقول : أقدسك يا إلهى فى صمت وسكون وشوق وحنين , وأذكر قدرتك يا مبدع يا من خلقتنى من بذر دفين , وأنبتنى من بين ماء وطين وجعلتنى فى حسن تكوين , وأدق منظر يزين وأبدع شكل وأجمل تلوين , منحتنى عطراً يُنعش المستنشقين وأحطنى ببهجة تسر الناظرين , وأبدعت فى شكلى إبداعا من سر جمالك المكنون , وبهاء عن فيض عطائك المخزون فلا يرانى قلب مؤمن حتى يكون لك معى من المسبحين فلك حمدى , وتقديسى دائما أبداً يارب العالمين " فسبحان الله فى كل شئ ومن كل شئ فهو الذى أبدع الكائنات وخلق الماء والنبات وكل العوالم بإسمه ناطقة وعلى قدرته وقوته شاهدة ناظرة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضل الذكر وثوابه :

_ روى الإمام أحمد فى كتاب الزهد وابن أبى الدنيا عن عمر رضى الله عنه قال : لا تشغلوا أنفسكم بذكر الناس , فإنه بلاء , وعليكم بذكر الله " وفى رواية له أيضا : قال : عليكم بذكر الله ؛ فإنه شفاء , وإياكم وذكر الناس ؛ فإنه داء " وروى بن المبارك فى الزهد عن عثمان رضى الله عنه قال : لو أن قلوبنا طهرت لم تمل من ذكر الله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضل الذكر :

يقول تعالى :" فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون " سورة البقرة 152_
فاذكرونى بالطاعة والعبادة , من الصلاة والحمد والتسبيح , أذكركم بالفضل والكرم وبالنعم والرزق , والستر والعفو " وقال تعالى :" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون " سورة الجمعة الآية 10_ فاذكروا الله تعالى فى جميع أحوالكم , حتى تفوزوا برضوان الله تعالى وخيرى الدنيا والآخرة . ويقول النبى صل الله عليه وسلم :" كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم "
وصل الله على شيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم