تفسير آيات متنوعه من القرآن :

من هدى القرآن

قال تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا , ليجزى الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما " سورة الأحزاب الآية 23_ و24_ والمعنى من التفسير _ من المؤمنين رجال أوفوا بعهودهم مع الله , وصبروا على البأساء والضراء وحين البأس , فمنهم من وَفْى بنذره فاستشهد فى سبيل الله , ومنهم من ينتظر إحدى الحسنيين , النصر أو الشهادة وما غيروا عهد الله , ولا نقضوه ولا بدلوه كما بدل النافقون وغيروا _ 24_ الآية " ليثيب الله أهل الصدق بسبب صدقهم . وبلائهم وهم المؤمنون , ويعذب المنافقين إن شاء تعذيبهم , بأن لا يوفقهم للتوبة النصوح قبل الموت , فيموتوا على الكفر فيستوجبوا النار , أو يتوب عليهم بأن يوفقهم للتوبة والإنابة , إن الله تعالى كان غفورا لذنوب المسرفين على أنفسهم إذا تابوا رحيما بهم حيث وفقهم للتوبة النصوح "وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن

قال تعالى " يا أيها الذين أمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا فى الآخرة إلا قليل , إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شئ قدير " سورة التوبة الآية 38_39_ وفى الآية الكريمة عتاب شديد من الله تعالى للمؤمنين الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله ما بالكم , إذا قيل لكم اخرجوا إلى الجهاد فى سبيل الله تعالى لقتال أعدائكم تكاسلتم ولزمتم مساكنكم ؟ هل أثرتم حظوظكم الدنيوية على نعيم الآخرة ؟ فما تستمتعون به فى الدنيا قليل زائل أما نعيم الآخرة الذى أعده الله سبحانه للمؤمنين المجاهدين فكثير دائم , إلا تنفروا أيها المؤمنون إلى قتال عدوكم ينزل الله عقوبته بكم ويأت بقوم آخرين ينفرون إذا استنفروا ويطيعون الله ورسوله , ولن تضروا الله شيئا بتوليكم عن الجهاد فهو الغنى عنكم وأنتم الفقراء إليه , وما يريده الله تعالى يكون لامحالة , والله على كل شئ قدير من نصر دينه ونبيه من غير حاجة لكم ومن دونكم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أنوار التنزيل

قرأ أبو طلحة رضى الله عنه هذه الآية الكريمة ( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فى سبيل الله ) فقال : أرى ربنا استنفرنا شيوخا وشبابا جهزونى يابنى فقال بنوه , يرحمك الله قد غزوت مع رسول الله صل الله عليه وسلم حتى مات , وغزوت مع أبى بكر حتى مات وغزوت مع عمر حتى مات , فنحن نغزوا عنك , فأبى فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد تسعة أيام فلم يتغير فدفنوه فيها كما فى تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى ( فهل من مدكر ) وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى نور القرآن

يا إيها الذين أمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم فى الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفى هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير " سورة الحج الآية 77_ و78_ والمعنى الكريم لهذه الآية كما جاء فى التفسير _ يا أيها الذين أمنوا بالله ورسوله محمد صل الله عليه وسلم اركعوا واسجدوا فى صلاتكم , واعبدوا ربكم وحده لاشريك له , وافعلوا الخير لتفلحوا , وجاهدوا الكفار والظلمة , والنفس والشيطان جهادا عظيما , مخلصين فيه النية لله عز وجل , مسلمين له قلوبكم وجوارحكم , هو اصطفاكم لحمل هذا الدين , وقد من عليكم بأن جعل شريعتكم سمحة , ليس فيها تضيق ولا تشديد فى تكالفها وأحكامها , كما كان فى بعض الأمم قبلكم , هذه الملة السمحة هى ملة أبيكم إبراهيم , وقد سماكم الله المسلمين من قبل فى الكتب المنزلة السابقة , وفى هذا القرآن وقد اختصكم بهذا الإختيار , ليكون خاتم الرسل محمد صل الله عليه وسلم شاهدا عليكم بأنه بلغكم رسالة ربه , وتكونوا شهداء على الأمم أن رسلهم قد بلغتهم بما أخبركم الله به فى كتابه , فعليكم أن تعرفوا لهذه النعمة قدرها فتشكروها , وتحافظوا على معالم دين الله بأداء الصلاة بأركانها وشروطها وإخراج الزكاة المفروضة , وان تلجؤوا إلى الله تعالى , وتتوكلوا عليه فهو نعم المولى لمن تولاه , ونعم النصير لمن استنصره " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن

قال تعالى " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون " سورة يس الآية 8_ والمعنى أن هؤلاء الكفار الذين يعرفون الحق كما يعرفون أبنائهم , وجحدوه ولم يؤمنوا به وأصروا على الكفر والضلال , مثل هؤلاء كمثل من جعل فى أعناقهم أغلال فجمعت أيديهم مع أعناقهم تحت أذقانهم , فاضطروا إلى رفع رؤوسهم إلى السماء , فهم مغلولون عن كل خير , وهم لايبصرون الحق ولا يهتدون إليه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن

قال تعالى " فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين , واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " الآية 98 _ 99 _ سورة الحجر والمقصود بالسجود فى هذه الآية الصلاة كما فى الحديث الصحيح أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء "
ولذلك كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا حزبه أمر لجأ إلى الصلاة وكان يقول صل الله عليه وسلم أرحنا بالصلاة يا بلال رضى الله تعالى عنه
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن

قال تعالى " ولله يسجد من فى السموات والأرض طوعا وكرها , وظلالهم بالغدو والأصال " سورة الرعد الآية 15 –
والأية الكريمة تبين لنا أن جميع من فى السموات والأرض من مخلوقات الله تنقاد له وتخضع , فقد خضع له المؤمنون طواعية , واستسلم الكافرون رغما عنهم , لأنهم يستكبرون عن عبادته وحالهم وفطرتهم تكذبهم فى ذلك , وكما تنقاد لعظمته ظلال المخلوقات فتتحرك بإرادته أول النهار وأخره تغدو غماصا وتعود بطانا قال تعالى " خلق فسوى وقدر فهدى " سورة الأعلى الآية 2 _ و3 _ والمعنى الذى خلق المخلوقات فأتقن خلقها وأحسن , والذى قدر جميع المقدرات , فهدى كل خلق إلى ما يناسبه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حول آية

قال تعالى " ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون " سورة البقرة الآية 96 _ والمعنى أن الله تعالى يُعلم نبيه محمد صل الله عليه وسلم بما تنطوى عليه نفوس اليهود الشريرة وأنهم من أشد الناس رغبة , فى طول الحياة أيا كانت هذه الحياة , من الذلة والمهانة بل إن رغباتهم فى الحياة تزيد على حياة المشركين الذين ليس لهم دين , فاليهودى يتمنى أن يعيش ألف سنة , ومع ذلك لو عاش فلن يبعده هذا العمر الطويل من عذاب الله وانتقامه , والله سبحانه وتعالى لايخفى عليه شئ من أعمالهم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ماذا أعد العرب والمسلمون ليوم العقاب الإسرائيلى

قال تعالى " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوا الله وعدوكم " سورة الأنفال الآية 60 _ والمعنى وأعدوا يا معشر المسلمين _ لمواجهة أعدائكم كل ما تقدرون عليه من عدد وعدة , لتدخلوا بذلك الرهبة فى قلوب أعداء الله وأعدائكم المتربصين بكم " وبعد ... فإن الصهاينة أولاد الأفاعى لا يفهمون إلا لغة واحدة هى لغة القوة , وإن العرب لم يبق عندهم ما يمكن التنزل عنه ورغم ذلك مازالت اسرائيل تعربد وتحاول فرض هيمنتها وتجويع الشعب وهى تريد لنا التركيع لا التطبيع , لذا فإن المطلوب من حكام الأمة ألا يتأخروا عن امتلك الرادع التقليدى وفوق التقليدى , من أجل مواجهة هذا العدو الفاجر الوقح عملا بكتاب ربهم وسنة نبيهم ونصرة للقضية الفلسطينية التى هى قضية الحياة أو الممات للشعوب العربية والإسلامية " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن

قال تعالى " لا يقتلونكم جميعا إلا فى قرى محصنة أو من ورأء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لايعقلون " سورة الحشر الآية 14 _ والمعنى أن اليهود لا يوجهكم بالقتال مجتمعين , إلا فى قرى محصنة بالأسوار والخنادق , أو من خلف الحيطان , ولكن مع ذلك عدواتهم فيما بينهم شديدة , تظنهم مجتمعين على كلمة واحدة , ولكن قلوبهم متفرقة , وكل ذلك بسبب أنهم قوم لافكر لهم ولاعقل يتدبرون به آيات الله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى نور القرآن الكريم

قال تعالى " قل يا أيها الناس إن كنتم فى شك من دينى فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذى يتوفاكم , وأمرت أن أكون من المؤمنين وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين , ولا تدع من دون الله ما لاينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين " سورة يونس الآيات 104 _ 105 _ 106_ وفى هذه الآيات يوجه المولى جل شأنه عبده ورسوله محمد صل الله عليه وسلم أن يتوجه إلى المشككين فى صحة دينه من أبناء قومه خاصة والناس عامة وهو مع ذلك يدعوهم إليه , وفى ذلك دليل منه صل الله عليه وسلم على ثباته واستقامته على ما يدعوا إليه , ومع ذلك هم يريدون زعزعته وتحويله عن الحق الذى يدعوا إليه , وهو يؤكد لهم حالا ومستقبلا
أنه لن يكون أبدا مايريدونه أن يعبد ما يعبدونه مما اتخذوهم من الأصنام والأوثان , ولكن هو عابد لله تبارك وتعالى وحده , الذى يميتهم ويقبض أرواحهم , وقد أمر أن يكون من المصدقين بما يدعوا إليه كما قال تعالى فى آية أخرى " وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " سورة الأنعام 162_ والمعنى أنى أول من أقر وانقاد من هذه الأمة
الآية 105 _ وأن أقم نفسك يامحمد , على دين الإسلام مستقيما عليه , غير مائل عنه إلى يهوديه أو نصرانية ولا عبادة غيره , ولا تكونن ممن يشرك بعبادة ربه الألهة والأنداد فتكون من الهالكين الآية 106_ ولا تدع يامحمد من دون الله شيئا من الأصنام والأوثان , لأنها لاتنفع ولا تضر , فإنك إن فعلت ذلك ودعوتها من دون الله فإنك إذا من المشركين بالله , الظالمين لأنفسهم بالشرك والمعصية " اللهم إنى أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك مما لا أعلمه " وقال تعالى " فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " سورة الكهف الآية 110_
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن

قال تعالى " أفبعذبنا يستعجلون , أفرأيت إن متعناهم سنين , ثم جاءهم ما كانوا يوعدون , ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ,وما أهلكنا من قرية , إلا ولها منذرون
ذكرى وما كنا ظالمين " الآيات من 204 _ إلى 209 _
والمعنى : أن الله سبحانه يقول لهؤلاء المجرمين الظالمين من أهل الشرك والكفر
أغركم إمهالى لكم فتبجحتم وقست قلوبكم وعمت بصائركم , ومن ثم تستعجلون نزول العذاب عليكم من السماء ؟
205 _ 206 _ ثم يتوجه الله سبحانه وتعالى إلى نبيه وحبيبه صل الله عليه وسلم مستعلما إياه أفعال هؤلاء المشركين وما هم فيه من المتاع الزائل أن تأخير أجلهم لن ينفعهم فى شئ ما داموا على ماهم عليه من الضلال والعصيان , وكذلك لن ينفعهم ما تمتعوا به إذا نزل العذاب بساحتهم , 207 _ ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون طول عمرهم وطيب عيشهم , إذ هم فى الضلالة يعمهون , ولم يتوبوا من شركهم ؟ فإن عذاب الله تعالى واقع بهم إن عاجلا أم آجلا . ومن الآية 208 _ 209 _ فيبين الله سبحانه وتعالى أنه لن يهلك أحدا من الأمم ولا قرية من القرى الظالمة , إلا بعد إرسال الرسل إليهم مبشرين ومنذرين , وتذكرة لهم وتنبها على مافيه نجاتهم , وما كنا معذبين أمة قبل أن نرسل إليها رسولا " قال تعالى " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " سورة الإسراء الآية 15 _ فالله سبحانه وتعالى من رحمته أنه لايعذب أحدا إلا بعد إقامة الحجة عليه وذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب " وقد سمعت الدنيا برسول الله صل الله عليه وسلم وخاصة أهل الكتاب من اليهود والنصارى قال صل الله عليه وسلم " والذى نفس بيده لايسمع بى يهودى ولا نصرانى ثم لايؤمن بى إلا كان من أهل النار " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى نور القرآن

قال تعالى " قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث , فاتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون " سورة المائدة الآية 100 _ وفى هذه الآية الكريمة يبين الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صل الله عليه وسلم أن العدل الإلهى والميزان الربانى لايسوى بين المسلمين والمجرمين , فلا يستوى عنده الخبيث والطيب من كل شئ مما خلق , فالكافر لايساوى المؤمن , ولا العاصى يساوى المطيع , والجاهل لايسوى العالم , والمبتدع فى الدين لايساوى المتبع والمقتدى , والمال الحلال , لايساوى المال الحرام , ولو اعجبك أيها الإنسان المادى _ كثرة الخبيث وعدد أهله , فاتقوا الله يا أصحاب العقول الراجحة والمستقيمة , وذلك بإجتناب الخبائث , وافعلوا الطيبات , لتكونوا من المفلحين بنيل رضا الله سبحانه وهو المقصود الأعظم ويتأكد ذلك بفوزكم بالجنة والنجاة من النار " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن

قال تعالى " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون , والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيجعله فيركمه جميعا فى نار جهنم أولئك هم الخاسرون " سورة الأنفال الآية 36 _ 37_ يبين الله تعالى لنا فى هذه الآيات موقف الحكمة الإلهية من هؤلاء الجحدين لحقبقة الإيمان بالله ورسوله , مما جعلهم ينفقون أموالهم , ويعطونها لأمثالهم من أهل الضلالة والمشركين , ليصدوا عن سبيل الله , ويمنعوا المؤمنين عن الإيمان بالله ورسوله , بأنهم سينفقون أموالهم فيما أرادوا لأنفسهم , ثم تكون عاقبتهم فى نفقاتهم الحسرة والندامة وخيبة الأمل وانعكاس ما أرادوا , لأن أموالهم تذهب هباء منثورا , ولا يظفرون بما يأملون , من إطفاء نور الله والصد عن سبيله والله متم نوره ولو كره الكافرون , ثم يهزمهم المؤمنون أخر الأمر , والذين كفروا إلى جهنم يحشرون فيعذبون فيها " ويوم القيامة يحشرهم الله حيث يكون لهم الخزى بما كفروا بربهم , وبما أنفقوا من أموالهم ليمنعوا الناس عن الإيمان بالله وصدهم عن سبيل الله كثيرا , وكل هذا ليميز الله الخبيث من الطيب , ويجعل المال الحرام الذى أنفق للصد عن دين الله الحق بعضه فوق بعض متراكما متراكبا , فيجعله فى نار جهنم , وهؤلاء الكفار هم الأخسرون فى الدنيا والآخرة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن

قال تعالى " يا أيها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " سورة محمد الآية 7 _ فى الأية الكريمة نداء للمؤمنين الذين صدقوا الله و اتبعوا رسوله صل الله عليه وسلم , إن تنصروا دين الله بالجهاد فى سبيله , والحكم بكتابه , وامتثال أوامره , واجتناب نواهيه , ينصركم الله تعالى على أعدائكم ويثبت أقدامكم عند القتال " وبعد .. لقد انتصر المسلمين الأوائل وسادوا العالم , فى عصر الرسول صل الله عليه وسلم والصحابة والتابعين عندما كانوا متمسكين بدين الله مؤمنين بالله كل الإيمان ومجاهدين ابتغاء مرضاة الله بأموالهم وأنفسهم وأولادهم لنصرة الحق على الباطل فنصرهم الله نصرا عزيزا , فلنعُد إلى ديننا ونراجع أنفسنا عما آل إليه حالنا , ولنجاهد بعقيدة وإيمان , وقلوب عامرة بدين الحق حتى ينصرنا الله القوى العزيز القهار على أعدائنا أعداء الإسلام والعروبة جمعاء " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى ظلال آية

قال تعالى _ يا أيها الذين أمنوا لاتتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم " سورة الممتحنة الآية 1_ هذه العداوة الحاقدة فى نفوس أعداء الله هى التى تجمع فى عصرنا الحاضر بين أعداء الإسلام جميعا رغم ما بينهم من خلافات , فقد جمعت هذه العداوة بين الشيوعين الملاحدة , والرأسمالين من اليهودية الضائعة والصلبية الحاقدة والهنود الوثنين , والمنافقين المذبذبين بين هؤلاء وأولئك كما فى الحديث عنه صل الله عليه وسلم " الكفر ملة واحدة " ومن أهم أهداف أعداء الله على إختلاف مللهم هو أن يردوا المؤمنين عن دينهم كما قال تعالى " ولا يزلون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن إستطاعوا " سورة البقرة الآية 217_ ومحاولة الكافرين لرد المؤمنين عن دينهم حقيقة واضحة فى عصرنا الحالى يؤيد ذلك مؤمرات الدول الكافرة _ من صهيونية وصليبية وشيوعية _ وما يرافق ذلك من مؤسسات , تعمل على تحقيق هذا الهدف الخبيث ولا سيما عن طريق التنصير والإستشراق قال تعالى " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواهم والله متم نوره ولو كره الكافرون " الآية 8_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

قال تعالى :" فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين ( 34) الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمى الصلاة ومما رزقناهم ينفقون " الآيه 35_ سورة الحج والمعنى : الدعوة إلى التوحيد الخالص والعبودية الكاملة , أيها الناس : فإلهكم إله واحد هو الله الواحد الأحد فانقادوا لأمره وأمر رسوله صل الله عليه وسلم , وفى الآية توجيه من الله تعالى لعبده ورسوله محمد صل الله عليه وسلم أن يبشر عباد الله الذين امتثلوا أوامر الله تعالى بالتواضع والخضوع بخيرى الدنيا والآخرة والشق الثانى من الآية الأخرى يبين لنا فيه ربنا سبحانه وتعالى صفات هؤلاء المتواضعين الخاشعين المنكسرة قلوبهم من أجل ربهم , أنهم إذا ذكر الله وحده خافوا عقابه , وهابوا مخالفته , وأنهم إذا أصابهم بأس وشدة صبروا على ذلك مؤمنين بالثواب والأجر الذى أعده لهم ربهم , واسنعانوا بالصلاة على ذلك وأقاموها كاملة غير منقوصة بشروطها وأركانها وسننها وآدابها , وهم يتخذون من النفقة فى سبيل الله من مال الله الذى آتاهم الوسيلة لمرضات ربهم وخالقهم سبحانه وتعالى ويؤدون ما عليهم من واجب الزكاة المفروضة , مع عدم التقصير فى النفقة على أولادهم وأهليهم ومن وجبت عليهم نفقته وكذلك لايقصرون فى أداء النفقات المستحبة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حول آية :

قال تعالى _ الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله , ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز " سورة الحج الآية 40 _ والمعنى فى الآية الكريمة بيان وتوضيح لأولئك الذين ألجئوا إلى الخروج من ديارهم , عنوة من أعدائهم , لا لشئ فعلوه إلا أنهم مسلمون ويقولون ربنا الله وحده , وقد جاءكم الله أيها الناس بمنهج قويم وشرع حكيم يدعوكم فيه الحكيم العليم , أن تدفعوا الظلم والباطل بالقتال إذ لولا أمر الله تعالى بذلك لهزم الحق فى كل أمة , وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا , ولخربت الأرض وتهدمت أماكن العبادة من صوامع الرهبان وكنائس النصارى , ومعابد اليهود ومساجد المسلمين التى يصلون فيها ويذكرون فيها اسم الله كثيرا , ومن اجتهد فى نصرة دين الله فإن الله تعالى ناصره على عدوه , إن الله لقوى لا يغالب , عزيز لا يرام , فقد قهر الخلائق وأخذ بنواصيهم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن :

قال تعالى " وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف فى قلوبهم الرعب , يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين فاعتبروا يا أولى الألباب " سورة الحشر الآية 1_ و2_ والمعنى : ما ظننتم أيها المسلمون _ أن يخرجوا من جزيرة العرب إلى الشام وهم يهود بنوا النضير , أن يخرجوا بهذا الذل والهوان لشدة بأسهم وقوة منعتهم , وظن اليهود أن حصونهم تدفع عنهم بأس الله ولا يقدر عليها أحد , فأتاهم الله من حيث لم يخطر لهم ببال , وألقى فى قلوبهم الخوف والفزع الشديد , يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين , فاتعظوا يا أصحاب القلوب السليمة والعقول الراجحة بما جرى لهم , واليهود هم اليهود من الخسة والدناءة والفُجر فى كل مكان وزمان " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى القرآن

قال تعالى " قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون , والذين هم عن اللغو معرضون , والذين هم للزكاة فاعلون , والذين هم لفروجهم حافظون , إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لآماناتهم وعهدهم راعون , والذين هم على صلواتهم يحافظون
أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيه خالدون " الآيات من سورة المؤمنون

من صفات المؤمنين

1_ قد فاز وأفلح أهل الإيمان الذين صدقوا بالله ورسوله وتمسكوا بدينه وشريعته
2_ وهؤلاء من صفانهم أنهم خاشعون فى صلاتهم , قد فرغت لها قلوبهم وسكنت بها جوارحهم .
3_ ولما كانوا كذلك من الخوف والخشية فى صلاتهم فقد أثر ذلك على سلوكهم وأفعالهم ولذلك تركوا كل ما لاخير فيه قولا وعملا
4_ كما يحرصون على تزكية نفوسهم وأموالهم بإخراج ما عليهم من حقوق لمستحقيها .
5_ وقد صانوا أنفسهم وتعففوا عن فعل الحرام من الزنى ومقدماته واللواط وكل الفواحش والموبقات , إلا فيما أحل الله تعالى لهم من ازواجهم , فمن تجاوز الحلال
إلى الحرام فقد عرض نفسه لغضب الله وسخطه
6_ وهم يوفون بالعهود التى أبرموها مع غيرهم حافظون لكل ما اؤتمنوا عليه
7_ وهم كذلك من أخص صفاتهم التى جعلتهم أهل للإستقامة المحافظة على أداء الصلوات والجمعات فى أو قاتها على هيئتها المشروعة "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى نور آيه :

قال تعالى :" مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لايهدى القوم الظالمين " سورة الجمعة الآية 4 _ 5 _ وفى هذه الآية الكريمة يشبه الله سبحانه وتعالى اليهود الذين كلفوا بأن يعملوا بالتوراة ثم لم يعملوا بها , كشبه الحمار الذى يحمل كتبا لايدرى ما فيها , قَبُحَ مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله , ولم ينتفعوا بما علموا منها , والله تعالى لايوفق القوم الظالمين الذين يتجاوزون حدوده , ويخرجون عن طاعته " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى نور القرآن الكريم :

يقول تعالى " يا أيها المدثر , قم فأنذر , وربك فكبر , وثيابك فطهر , والرجز فاهجر , ولا تمنن تستكثر " سورة المدثر من الآية 1_ 7 _ وفى الآيات الكريمة ينادى ربنا سبحانه وتعالى على عبده وحبيبه محمد صل الله عليه وسلم بقوله : يا أيها المتغطى بثيابه , قم من مضجعك وادعوا الناس إلى ربك وحذرهم من عذاب الله تبارك وتعالى . ولتكن دعوتك قائمة على توحيد ربك وحده والإمتثال له بالتعظيم والطاعة والعبادة الخالصة , ومن شأن العبادة أنها لاتقبل إلا بطهارة الثوب والجسد والمكان من النجاسات , وكن دائما على هجر الأصنام والأوثان وجميع أعمال الشرك كلها لاتقربها , ولا تعط العطية لغيرك كى تأخذ المقابل لها وتتلمس أكثر منها , ومن أجل مرضاة ربك إصبر على فعل الأوامر واجتناب النواهى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حول آية :

قال تعالى " فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها , ومن الليل فسبحه وأدبار السجود " سورة ق الآية 39 _ 40 _ والمعنى أى صل لربك حامدا له صلاة الصبح قبل طلوع الشمس , وصلاة العصر قبل غروبها " وقد قال صل الله عليه وسلم " من صلى البردين دخل الجنة " والبردين ( صلاة العصر , وصلاة الصبح ) وصل من الليل , وقد قال صل الله عليه وسلم " شرف المؤمن قيامه الليل , وعزه إستغناؤه عن الناس " وسبح بحمد ربك عقب الصلوات الخمس فيسن عقب الصلوات : أن يسبح المسلم ثلاث وثلاثون , وأن يحمد الله ثلاث وثلاثون , وأن يكبر ثلاث وثلاثون , وأن يتم المائة _ سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى رحاب آية :

قال تعالى " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين *سورة آل عمران الآيات 133_ 136 _ وفى الآية الكريمة دعوة لكم أيها الناس إلى المبادرة إلى طاعة الله ورسوله وذلك بإمتثال الأوامر واجتناب النواهى , لاغتنام مغفرة عظيمة من ربكم ويتمثل ذلك فى جنة واسعة عرضها السموات والأرض أعدها الله سبحانه لأولئك المتقون الذين أولا - ينفقون أموالهم فى العسر واليسر , والذين يضبطون ما فى أنفسهم من الغيظ بالصبر الجميل , وإذا قدروا عفوا عمن ظلمهم , وهذا هو الإحسان الذى يحبه الله تعالى من عباده الصادقين ثانيا: والذين إذا إرتكبوا ذنبا كبيرا أو ظلموا أنفسهم بارتكاب ما دونه من الصغائر , ذكروا الله فى وعده ووعيده فلجئوا إلى ربهم تائبين , يطلبون منه سبحانه أن يغفر لهم ذنوبهم وهم موقنون أنه لايغفر الذنوب إلا الله , ولذلك فهم لايصرون على معصية , فإنه لاكبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع اصرار , وهم يعلمون أنهم إذا تابوا تاب الله عليهم ثالثا : وهؤلاء القوم الموصوفون بتلك الصفات الجليلة والشمائل الرفيعة , جزؤهم من الله تعالى أن يستر لهم وعليهم ذنوبهم , وثوابهم من الله تعالى جنات تجرى من تحت أشجارها وقصورها المياه العذبة , خالدين فيها لا يخرجون منها أبدا , ونعم أجر العاملين بالمغفرة والجنة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى ظلال آيه :

قال تعالى " وإن تعدو نعمة الله لاتحصوها إن الله لغفور رحيم " الآية سورة النحل 18_ والمعنى أن نعم الله سبحانه وتعالى على عباده وفيرة وكثيرة لا يحصيها العد , وإن حاولتم حصرها فلن تستطيعوا ذلك إما لكثرتها وتنوعها فيكم وأحوالكم , وإما لجهلكم بهذه النعم ولهذا قال تعالى " إن الله لغفور رحيم " أى غفور لكم رحيم بكم فى تقصيركم وتجاوزكم فى أداء شكر النعم , ولولا فضل الله ورحمته لقطعها عنكم لتفريطكم فهو سبحانه لايعجلكم بالعقوبة , ولولا أن من الله عليكم لخسف بكم " وفى صحيح البخارى أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان يقول :" اللهم لك الحمد غير مكفى ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم