تفسير آيات متنوعه من القرآن :

من آيات الله فى الخلق :

قال تعالى " والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم يمشى على رجلين ومنهم من يمشى على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شئ قدير " الآية 45 ـ سورة النور والمعنى من التفسير الميسر :والله تعالى خلق كل ما يدب على الأرض من ماء فالماء أصل خلقه فمن هذه الدواب من يمشى زحفا على بطنه كالحيات ونحوها ومنهم من يمشى على رجلين كالإنسان ومنهم من يمشى على أربع كالبهائم ونحوها والله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء وهو على كل شئ قدير " وفي تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى :يذكر تعالى قدرته التامة وسلطانه العظيم ، في خلقه أنواع " المخلوقات . على اختلاف أشكالها وألوانها ، وحركاتها وسكناتها ، من ماء واحد ، فمنهم من يمشي على بطنه كالحية وما شاكلها ، ومنهم من يمشي على رجلين كالإنسان والطير ، ومنهم من يمشي على أربع كالأنعام وسائر الحيوانات; ولهذا قال : يخلق الله ما يشاء أي : بقدرته; لأنه ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن; ولهذا قال : إن الله على كل شيء قدير .وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن القبول والإخلاص :

قال تعالى :" وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " سورة البقرة :الآية 127 ـ وإذ يا محمد :ـ حين يرفع إبراهيم وإسماعيل أسس الكعبة وهما يدعوان الله فى خشوع , ربنا تقبل منا صالح أعمالنا ودعاءنا إنك أنت السميع لأقوال عبادك العليم بأحوالهم " الميسر. وفي تفسير السعدي رحمه الله تعالى : أي: واذكر إبراهيم وإسماعيل, في حالة رفعهما القواعد من البيت الأساس, واستمرارهما على هذا العمل العظيم، وكيف كانت حالهما من الخوف والرجاء, حتى إنهما مع هذا العمل دعوا الله أن يتقبل منهما عملهما, حتى يحصل فيه النفع العميم." وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن في حيل اليهود في التوصل لارتكاب الحرام :

صيد السمك وابتلاء بنى إسرائيل :

قال تعالى " وسئلهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر إذ يعدون فى السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك تبلوهم بما كانوا يفسقون " سورة الأعراف جاءت هذه الآية من جملة الآيات التى تحدثت عن بنى إسرائيل وتمردهم على أوامر الله تعالى وعصيانهم لتوجيهات أنبيائهم وهذه الآية الكريمة تأمر الرسول صل الله عليه وسلم أن يسأل اليهود الموجودين معه فى المدينة سؤال تذكير لهم بما حدث لآبائهم الذين ورثوا عنهم الصفات والأساليب التى يعاملونه بها فقد حدث أن سكان قرية ساحلية اختلف فى تعينيها على أقوال كثيرة كما يقول أهل التفسير وذكروا منها _ أيله أو مدين أو طبرية وغيرها _ خالفوا أمر الله بتحريم اصطياد السمك فى يوم السبت كما جاء فى شريعتهم ومن أجل اختبارهم لإظهار مدى امتثالهم لأمر الله جعل الله تعالى الحيتان كثيرة فى هذا اليوم وفى متناول أيديهم ليسهل عليهم صيدها ولم يفطنوا أن ذلك فيه اختبار من الله فقد كانت الحيتان ظاهرة رافعة رؤسها بخلاف الأيام الأخرى غير يوم السبت وهو معنى قوله لايسبتون " حيث تكون قليلة وتحتاج الى جهد لصيدها فلم تطاوعهم أنفسهم على تركها فاصطادوها غير مبالين بنهى الله تعالى عن صيدها وقيل تحايلوا على صيدها فى اليوم التالي وذلك بحبسها فى حياض عند تكاثرها يوم السبت حتى إذا جاء يوم الأحد أخذوها وهذه صورة من صور كثيرة تحايلوا بها على تحقيق أغراضهم بشئ حرمه الله تعالى عليهم كما حرم عليهم شحوم الذبائح وهى عادة تكون متماسكة جامدة كاللحم فأذابوها لتكون سائلا وتتحول عن حالتها الإولي وقد ابتلاهم الله وشدد عليهم بمثل هذه التكاليف لأنهم قوم فاسقون وعاصون لله تعالى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الأمثال فى القرآن :

_ تفسير الآية 26 من سورة البقرة _ إن الله تعالى لايستحى من الحق أن يذكر شيئا ما ، قل أو كثر ولو كان تمثيلا بأصغر شئ كالبعوضة والذباب ونحو ذلك مما ضربه الله مثلا لعجز كل ما يعبد من دون الله على أن يخلقوا مثله ولو اجتمعوا على خلق ذبابة واحدة فكيف بخلق ما هو أكبر ؟ قال تعالى :" إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له " سورة الحج الأية 73 ـ  فأما المؤمنون فيعلمون حكمة الله فى التمثيل بالصغير والكبير من خلقه وأما الكفار فيسخرون ويقولون مامراد الله من ضرب المثل بهذه الحشرات الحقيرة ويجيبهم الله بأن المراد هو الاختبار وتميز المؤمن من الكافر ولذلك يصرف الله تعالى بهذا المثل ناسا كثيرين عن الحق لسخريتهم منه ويوفق بها غيرهم الى مزيد من الهداية والإيمان والله تعالى لايظلم أحدا لأنه لا يصرف عن الحق الإ الخارجين عن الحق وعن طاعته " وصل  الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

يقول تعالى : "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون " سورة النحل الآيه _ 90 _ والمعنى من التفسير _ إن الله تعالى يأمر عباده فى هذا القرآن بالعدل والإنصاف فى حقه بتوحيده وعدم الإشراك به , وفى حق عباده بإعطاء كل ذى حق حقه ويأمر بالإحسان فى حقه بعبادته وأداء فرائضه على الوجه المشروع كاملة غير منقوصة , والإحسان إلى الخلق فى الأقوال والأفعال ويأمر بإعطاء ذوى القرابة ما به صلتهم وبرهم وينهى سبحانه عن كل قبيح قولا أو عملا وكذلك الإنتهاء عما ينكره الشرع ولا يرضاه من الكفر والمعاصى وعن ظلم الناس والتعدى عليهم سواء والله تعالى بهذا الأمر وهذا النهى _ يعظكم ويذكركم العواقب لكى تتذكروا أوامر الله وتنتفعوا بها " وصل  الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

قال تعالى : " وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم " سورة الأنعام ولو شاء الخالق جلت قدرته , لجعل من الملائكة خلائفه على الأرض ولكنه سبحانه وتعالى ولحكمة لا يعلمها إلا هو ,قد شرف الإنسان فاستخلفه في الأرض لإجراء أحكامه وتنفيذ مشيئته في عمارتها ونشر الخير فيها , وقد سوى الله بين الناس في خلقهم واستخلفهم في أرضه ,وما زال سبحانه , يمتحنهم بالبسط والمنع فيجعلهم درجات بعضهم فوق بعض في القوة أو في المال أو في العلم ليرى بعد ذلك سلوكهم بما قسم لهم ثم يجزى كل نفس بما كسبت وقدمت , فمنهم من اتقى واهتدى بنوره ومنهم من مسه الشيطان بالغرور بما آتاه الله من مال وولد وسلطان فنسى ربه وأنكر نعمته , وهذا قارون الذي آتاه الله من المال والسلطان ما لم يؤت أحدا من البشر جعله الله مثلا في القرآن وعبرة لمن يعتبر إذ أخذه الله بغروره واستعلائه وكفره بنعمة ربه قال تعالى " إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين " سورة القصص وما يجرى على الفرد بفساده أو تقواه بما آتاه الله من بسط أو قبض , يجرى على الأمم ,فالأمة مجموع الأفراد على اختلاف درجاتهم ومستوياتهم إن صلح حال كل فرد فيها صلح حالها وإن فسد فسدت وذهبت ريحها , وقد يمتحن الله تعالى الأمة , بفرد يؤتيه القوة والسلطان ثم يؤمره عليها ليرى سبحانه وتعالى مدى إيمان الأمة وثباتها على صراطه المستقيم , وليرى هل تنجرف الأمة في تيار فساد حاكم وطغيان معتد أو تثبت على إيمانها وتقواها فتعيد المفسد إلى جادة الحق والصواب فيأخذها الله بما سلكت قال تعالى " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا " سورة الإسراء . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدي القرآن :

قال تعالى :" إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهليهم انقلبوا فاكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين فاليوم الذين آمنو من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون " سوورة المطففين من الآية 29_ 34- وفى التفسير _ إن الذين أجرموا كانوا فى الدنيا يستهزئون بالمؤمنين , وإذا مروا بهم يتغامزون سخرية بهم , وإذا رجع الذين أجرموا إلى أهلهم وذويهم تفكهوا معهم بالسخرية من المؤمنين وإذا رأى هؤلاء الكفار أصحاب محمد صل الله عليه وسلم وقد اتبعوا الهدى قالوا إن هؤلاء لتائهون فى اتباعهم محمدا صل الله عليه وسلم وما بعث هؤلاء المجرمون رقباء على أصحاب محمد صل الله عليه وسلم فيوم القيامة يسخر الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من الكفار كما سخر الكافرون منهم فى الدنيا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

في فضل آية الكرسى :

حصن حصين وحرز متين تحفظ العبد من شياطين الإنس والجن _ وعندما يستجير العبد بالله الحى القيوم الذى لاتأخذه سنة ولا نوم , والذى يعلم ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك , والذى لا يحيط كأن بعلمه إلا بما شاء وقد تكفل جل جلاله وعظم سلطانه بحفظ السموات والأرض ومن فيهما بأن تقع على الأرض إلا بإذنه وهو السميع العليم , ومن فضائل آية الكرسى أنها أعظم آية فى القرآن الكريم من يقرءوها صباحا ومساء لايزال عليه من الله تعالى حافظ , وعن أبى بن كعب رضى الله تعالى عنه , أنه كان له جرن فيه تمر وكان يتعهده فوجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبيهة بالغلام , قال فسلمت فرد السلام , فقلت من أنت ؟ جنى أم إنسى ؟ قال : جنى قلت ناولنى يدك , فناولنى , فإذا يده يد كلب وشعره شعر كلب فقلت هكذا خلقت الجن .. قال : لقد علمت الجن أن ما فيهم أشد منى قلت ما حملك على ما صنعت ؟ قال بلغنى أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك فقال له أبى بن كعب  : فما الذى يجيرنا منك ؟ قال آية الكرسى , التى فى سورة البقرة من قرأها حين يمسى أجير منا حتى يصبح , ومن قرأها صباحا أجير منا حتى يمسى " ومن المستحب قراءتها دبر الصلوات سواء فريضة أو نافلة كما جاء عن النبى صل الله عليه وسلم , وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل سورة الفاتحة :

روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن أبى سعيد ابن المُعلى رضى الله تعالى عنه قال كنت أصل  فدعانى رسول الله صل  الله عليه وسلم فلم أجبه حت صليت , فأتيته فقال , ما منعك أن تأتنى ؟ قال قلت يارسول الله إن كنت أصلى قال : ألم يقل الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " ثم قال لأعلمنك أعظم سورة فى القرآن قبل أن تخرج من المسجد , قال فأخذ بيدى فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت : يارسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة فى القرآن قال نعم " الحمد لله رب العالمين " هى السبع المثانى والقرآن العظيم الذى أوتيته " وكذلك رواه البخارى بهذا السياق  ". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من نعمة الحياة :

قال تعالى " المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا "سورة الكهف الآية 46_ تشير هذه الآية الكريمة إلى أن الأموال والأولاد , جمال وقوة فى هذه الحياة الدنيا الفانية , وتبين أن الأعمال الصالحة هى أصل السعادة فى الدنيا والآخرة لمن اجتمع له الولد الصالح والمال الصالح فنعم المال الحلال عند الرجل الصالح والولد الصالح ثمرة الأسرة الصالحة , والباقيات الصالحات هن ولايضرك بأيهن بدأت , سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر , وهذا الكلم الطيب المحبوب عند الله تعالى هو أفضل أجرا وأكثرا ثوابا عند ربك من المال والبنين فربما كان المال والأولاد فتنة ووبال على صاحبه قال تعالى " إنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم " سورة التغابن الآية 15_ ومن هنا كان العمل الصالح هو الملازم للإنسان لما له من الثواب والفضل عند الله تعالى لينال به فى الآخرة ماكان يتمناه فى الدنيا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عاقبة الظالمين :

قال تعالى :" ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون , إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعى رءُوسهم لايرتد إلهم طرفهم وأفئدتهم هواء" سورة إبراهيم الآية : 42 - ولا تحسبن يا محمد ـ أن الله غافل عما يفعله الظالمون _ من التكذيب بك وبغيرك من الرسل وإيذاء المؤمنين وغير ذلك من المعاصي إنما يؤخر عقابهم ليوم شديد ترتفع فيه عيونهم ولا تغمض من هول ما تراه وفى هذا تسلية لرسول الله صل الله عليه وسلم وللمؤمنين فى كل زمان ومكان "الميسر . . هذا وعيد شديد للظالمين، وتسلية للمظلومين، يقول تعالي:" ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون "حيث أمهلهم وأدرَّ عليهم الأرزاق، وتركهم يتقلبون في البلاد آمنين مطمئنين، فليس في هذا ما يدل على حسن حالهم فإن الله يملي للظالم ويمهله ليزداد إثما، حتى إذا أخذه لم يفلته " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد" والظلم -هاهنا- يشمل الظلم فيما بين العبد وربه وظلمه لعباد الله. إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار أي: لا تطرف من شدة ما ترى من الأهوال وما أزعجها من القلاقل . يقول تعالى شأنه :" ولا تحسبن الله يا محمد غافلا عما يعمل الظالمون أي : لا تحسبه إذ أنظرهم وأجلهم أنه غافل عنهم مهمل لهم ، لا يعاقبهم على صنعهم بل هو يحصي ذلك عليهم ويعده عدا أي : إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار أي : من شدة الأهوال يوم القيامة .ابن كثير رحمه الله تعالى .". ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من آيات الله فى الخلق :

قال تعالى " وهو الذى أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شئ فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون " سورة الأنعام والمعنى أن الله سبحانه وتعالى أنزل لكم من السحاب مطرا فأخرج به نبات كل شئ فأخرج من النبات زرعا وشجرا أخضر ثم أخرج من الزرع حبا يركب بعضه بعضا كسنابل القمح والشعير والأرز , وأخرج لكم من طلع النخل وهو ما تنشأ فيه عذوق الرطب , عذوقا قريبا للتناول وأخرج سبحانه بساتين من أعناب , وأخرج لكم شجر الزيتون والرمان الذى يتشابه فى ورقه ويختلف فى ثمره شكلا وطعما وطبعا , ثم إنظروا أيها الناس إلى ثمر هذا النبات إذا أثمر وإلى نضجه وبلوغه حين يبلغ , إن فى ذلكم أيها الناس , لدلالات على كمال قدرة الله خالق هذه الأشياء وحكمته ورحمته لقوم يصدقون به تعالى ويؤمنون به الإيمان الحق " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قال تعالى :

" الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له مافى السموات والأرض من الذى يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلى العظيم " سورة البقرة آية 255_
ان المستحق للعبادة والتسليم والخضوع له هو الله الواحد الا حد الفرد الصمد الذى لايلحقه موت ولافناء ولا ضعف ولا فتور ولا نعاس ولا نوم لانه قوى لايعجزه شئ فالسموات والارض بما فيها ومن فيها وما نعلمه وما لا نعلمه ملك لله سبحانه يتصرف ففيهما كيف يشاء لايرد حكمه شفيع ولايجرؤ على الشفاعة احد الا باذنه وعلمه سبحانه واسع شامل محيط بكل مكنونات خلقه لا يغيب عنه شئ مهما صغر او خفى من شئون الدنيا الاخرة وكل علم يصل اليه العالمون ويعرفونه انما هو بتوفيق الله ومشيئة وكل مانراه فى السموات والارض من احكام وابداع ونظام هو سبحانه المتكفل بحفظه ورعايته لايتعبه ذلك ولا يشق عليه لانه العظيم الرفيع الشأن المتعالى عن الشبيه والمثيل" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدنيا :

إذا أقبلت عليك الدنيا فإنها لاتغنى , وإذا أدبرت فأنفق فإنها لاتبقى _ قال تعالى " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " سورة الحديد الآية 20_ والمعنى , اعلموا أيها الناس _ أنما الحياة الدنيا لعب ولهو , تلعب بها الأبدان وتلهو بها القلوب , وزينة تتزينون بها , وتفاخر بينكم بمتاعها , وتكاثر بالعدد , فى الأموال والأولاد , مثلها كمثل مطر أعجب الزراع نباته , ثم يهيج هذا النبات فييبس , فتراه مصفرا بعد خضرته , ثم يكون فتانا يابسا متهشما , وفى الآخرة عذاب شديد للكفار ومغفرة من الله ورضوان لأهل الإيمان وما الحياة الدنيا لمن عمل لها ناسيا الآخرة إلا متاع الغرور " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

آية وحديث :

قال تعالى " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ومن تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون " سورة الأنعام الآية 65_ والمعنى أن الله تعالى يبعث عذبا من فوقكم , بمعنى الرجم بالحجارة والطوفان وما أشبه ذلك أو من تحت أرجلكم كالزلزال والخسف . أو يلبسكم شيعا , أى يخلط أمركم عليكم فتكونوا فرقا متناحرة وأهواء مختلفة و يقتل بعضكم بعضا " ويفسر ذلك ما رواه الإمام أحمد عن سعد بن أبى وقاص رضى الله تعالى عنه قال : أقبلنا مع رسول الله صل الله عليه وسلم حتى مررنا بمسجد بن معاوية , فدخل فصلى ركعتين , فصلينا معه فناجى ربه عز وجل طويلا , ثم قال سألت ربى ثلاثا : سألته أن يهلك أمتى بالغرق فأعطانيها , وسألته أن يهلك بالسَنة فأعطانيها , وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها " وما ذلك إلا بأفعالنا وأعمالنا قال تعالى " ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بالعمل تصل إلى ماتريد

قال ابن مسعود رضى الله تعالى عنه " من إشتاق إلى الجنة نازع فى الخيرات , ومن خاف النار ترك الشهوات , ومن ترقب الموت زهد الدنيا وهانت عليه المصيبات " وقال تعالى " سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " سورة الحديد الآية 21_ والمعنى , سابقوا أيها الناس , فى السعى إلى أسباب المغفرة والتوبة النصوح والإبتعاد عن المعاصى , لتجزوا مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض وهى معدة للذين وحدوا الله واتبعوا رسله , ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من خلقه فالجنة لاتنال إلا برحمة الله وفضله , والعمل الصالح والله ذو الفضل العظيم على عباده المؤمنين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإيمان الحق

قال تعالى " وإذ أخذ ربك من بى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك أباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون " سورة الأعراف الآية 172_ 173_ والمعنى واذكر يا محمد - إذ استخرج ربك أولاد آدم من أصلاب أبائهم وقررهم بتوحيده بما أودعه فى فطرهم من أنه ربهم وخالقهم ومليكهم , فأقروا له بذلك خشية أن ينكروا يوم القيامة فلا يقروا بشئ منه , ويزعمون أن حجة الله ما قامت عليهم ولا عندهم علم بها بل كانوا عنها غافلين _ أو لئلا تقولوا : إنما أشرك أباؤنا من قبلنا ونقضوا العهد , وكنا صغارا من بعدهم فا قتدينا بهم , أفتعذبنا بما فعل الذين أبطلوا أعمالهم بجعلهم مع الله شريكا فى العبادة ؟ وقال تعالى " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام " سورة آل عمران الآية 18_19_ شهد الله سبحانه وتعالى لنفسه أنه المتفرد بالإلهية , يوم كان ولا شئ سواه , وخلق الملائكة فشهدوا بشهادته , وخلق آدم فشهد بشهادة الله وملائكته وكانت ذريته فشهدوا فى عالم الغيب لله بالوحدنية وتفرده بالألوهية وهذا ما أخبر الله تعالى به وأهل العلم على أجل مشهود عليه وهو توحيده تعالى وقيامه بالعدل , لا إله إلا هو العزيز الذى لايمتنع عليه شئ أراده الله الحكيم فى أقواله وأفعاله _ إن الدين الذى ارتضاه الله تعالى لخلقه وأرسل من أجله الرسل وأنزل الكتب , ولا يقبل غيره هو الإسلام ومعناه , الإنقياد لله وحده بالطاعة والإستسلام له بالعبودية , واتباع الرسل فيما بعثهم الله به فى كل حين وفترة حتى ختمهم بمحمد صل الله عليه وسلم الذى لايقبل الله من أحد بعد بعثته دينا سوى الإسلام الذى أرسل به " ولهذا يقول النبى صل الله عليه وسلم " والذى نفس محمد بيده لا يسمع بى يهودى ولا نصرنى ثم لا يؤمن بى إلا كان من أهل النار " فا لإيمان بالله تعالى بالنسبة للإنسان لبنة التكوين وضرورة من ضرورات النفس البشرية والنبع الفياض الذى يغمر القلب والعقل بنور الحكمة  التى لاغنى للإنسان عنها " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عاقبة التقوى والصبر

فيما دار بين يوسف عليه السلام وإخوته من حوار يتبين لنا عاقبة التقوى والصبر وفى هذا يقول المولى تبارك وتعالى " قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخى قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لايضيع أجر المحسنين , قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين قال لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " الآيات 90_ 92_ والمعنى _ قالو أئنك لأنت يوسف ؟ قال نعم أنا يوسف , وهذا شقيقى قد تفضل الله تعالى علينا فجمع بيننا بعد الفرقة , إنه من يتق ويصبر على المحن , فإن الله لا يذهب ثواب إحسانه وإنما يجزيه أحسن الجزاء _ قالو لقد فضلك الله علينا وأعزك بالعلم والحلم والفضل وإن كنا لخاطئين بما فعلناه عمدا بك وبأخيك _ قال لهم يوسف لاتأنيب عليكم اليوم , يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين لمن تاب من ذنبه وأناب من طاعته " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حول آية

قال تعالى " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المأب" سورة آل عمران الآية 14_ والمعنى أنه _ حسن للناس حب الشهوات من النساء والبنين , والأموال الكثيرة من الذهب والفضة , والخيل الحسان , والأنعام من الإبل والبقر والغنم والأرض المتخذة للغراس والزراعة وذلك زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية , والله عنده حسن المرجع والثواب وهو الجنة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى نور القرآن :

قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون ,
ولا تكونوا كا الذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون , إن شر الدواب عند الله الصم
البكم الذين الذين لايعقلون , ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون "
سورة الأنفال  والمعنى أن الله تعالى لو علم فى هؤلاء خيرا لأسمعهم مواعظ القرآن وعبره حتى يعقلوا
عن الله عز وجل حججه وبراهينه , ولكنه علم أنه لاخير فيهم , وأنهم لا يؤمنون , ولو أسمعهم على الفرض
والتقدير _ لتولوا عن الإيمان قصدا وعنادا بعد فهمهم له , وهم معرضون عنه لا التفات لهم إلى الحق بوجه
من الوجوه " اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن فساد الظالمين فى الأرض

عن افساد الحكام الظالمين فى الأرض و استكبارهم عن قبول النصيحة يقول الله تعالى فى ذلك " ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد " والمعنى _ أن بعض الناس من المنافقين قد يعجبك قوله_ يامحمد _ بكلامه الفصيح الذى ما تحدث به إلا ليريد حظا من حظوظ الدنيا لا الآخرة , وهو مع ذلك يحلف مستشهدا بالله على مافى قلبه من محبة الإسلام , وفى هذا غاية من الجرأة على الله , وهو شديد العداوة والخصومة للإسلام والمسلمين , وإذا خرج من عندك_ يا محمد _ جَد ونشط فى الأرض ليفسد فيها , ويتلف زروع الناس ويقتل ما شيتهم , بل تعدى ذلك قتلهم أنفسهم , والله لايحب الفساد , وإذا قدمت النصيحة لهذا المنافق المفسد وأمثاله وقيل له اتق الله واحذر عقابه , وكف عن الفساد فى الأرض , لم يقبل النصيحة , بل يحمله الكبر وحمية الجاهلية على مزيد من الآثام , فحسبه جهنم وكافيته عذابا , ولبئس الفراش هى , " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أقسام الأمة وورثة القرآن

قال تعالى " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله " سورة فاطر الآية 32_
والمعنى أن الله سبحانه وتعالى أعطى القرآن الكريم من اختارهم من أمة محمد صل الله عليه وسلم : فمنهم ظالم لنفسه بترك الأوامر والوقوع فى المخالفات والنواهى
ومنهم مقتصد وهو المؤدى للواجبات المجتنب للمحرمات والمنهيات
ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله , أى مسارع مجتهد فى أداء الفرائض وترك المحرمات مع الزيادة عليها من النوافل والمستحبات , وذلك الإعطاء للكتاب لهذه الأمة هو الفضل الكبير .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قالوا :

الخير حمل وديع , والشر ذئب ماكر , فانظر هل يسلم الحمل من الذئب إلا أن تكون وراءه قوة تحميه " قال تعالى " لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين " سورة البقرة آية 251_ والمعنى ولولا يدفع الله ببعض الناس _ وهم أهل الطاعة والإيمان به _ بعضا وهم أهل المعصية لله , والشرك به لفسدت الأرض بغلبة الكفر , وتمكن الطغيان , وأهل المعاصى , ولكن الله تعالى ذو فضل على المخلوقين جميعا " وصل الله عليه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تفسير كلمات سورة الاخلاص

مكية وآياتها 4 ونزلت بعد الناس

بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله أحد , الله الصمد , لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفوا أحد" 1_ أى قل يامحمد : هو الله المتفرد بالألوهية لايشاركه أحد فيها 2_ الله وحده هو المقصود فى قضاء الحوائج والرغائب 3_ ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة سبحانه وتعالى عما يشركون 4_ ولم يكن له كفوا أحد , لا فى أسمائه ولا فى صفاته , ولا فى أفعاله تبارك وتعالى وتقدس " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى رحاب آية  

قال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحوارين من أنصارى إلى الله " سورة الصف فهل نحن أقل من الحوارين أو نقل جهادا عنهم بل نحن يجب أن نكون أشد وأكثر منهم قوة وعدة , وناصروا رسول الله صل الله عليه وسلم وسنته فى أعمالكم وسائر أوضاعكم تنصرو على عدوكم وتفلحوا قال تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " سورة آل عمران ومن تفسير ابن كثير رحمه تعالى : أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان يعرض نفسه على القبائل فى موسم الحج , ويقول من رجل يؤوينى حتى أبلغ رسلة ربى ؟ حتى قيض الله تعالى له الأوس والخزرج من أهل المدينة فبايعوه وأزروه وشارطوه أن يمنعوه من الأسود والأحمر إن هو هاجر إليهم بمن معه من أصحابه ووفوا له بما عاهدوا الله عليه , ولهذا سماهم الله تعالى ورسوله الأنصار حتى صار ذلك علما عليهم رضى الله تعالى عنهم وأرضاهم عن أبى معاوية رضى الله عنه أن أمة محمد صل الله عليه وسلم : لايزلون ظاهرين على الحق حتى يأتى أمر الله وهم كذلك وحتى يقاتل آخرهم الدجال مع المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام كما جاء بذلك الأحاديث الصحاح  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم