حقيقة الإيمان بالله تعالي ورسوله في الرضا والتسليم:
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: " من قال: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صل الله عليه وسلم نبياً وجبت له الجنة" رواه النسائي والحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: في التعليق على هذا الحديث، وحديث: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا"
" هذان الحديثان عليهما مدار مقامات الدين، وإليهما تنتهي، وقد تضمنا الرضا بربوبيته سبحانه وألوهيته، والرضا برسوله والانقياد له، والرضا بدينه والتسليم له، ومن اجتمعت له هذه الأربعة فهو الصديق حقا. وهي سهلة بالدعوى واللسان، وهي من أصعب الأمور عند الحقيقة والامتحان، ولا سيما إذا جاء ما يخالف هوى النفس ومرادها. فالرضا بإلهيته يتضمن الرضا بمحبته وحده، وخوفه، ورجائه، والإنابة إليه، والتبتل إليه، وانجذاب قوى الإرادة والحب كلها إليه، وذلك يتضمن عبادته والإخلاص له. والرضا بربوبيته يتضمن الرضا بتدبيره لعبده، ويتضمن إفراده بالتوكل عليه، والاستعانة به، والثقة به، والاعتماد عليه، وأن يكون راضيا بكل ما يفعل به. فالأول يتضمن رضاه بما يؤمر به.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا