شهر رجب وما ابتدع فيه . للشيخ سامى محمود

ولنختم هذا الباب بمواعظ ونفحات حول شهر رجب الفرد...

فنقول : ها هو شهر رجب قد رحل أكثره وبان .
ونور شعبان قد لاح وبان
وقد سار إلى ديار الفوز ركبان
وأقدم الشجاع وولى الجبان
هذا الشهر الأصم يؤذنكم بإقلاعه ويخبركم برحيله ووداعه
فأيكم ودعه وقد أودعه ما ينفعه غداً ؟!
وأيكم داوم المعاصي فلم يقلع حتى غدا ؟!
ويل لمن ذهب عنه شهر رجب وانصرم وهو في عداد من هجر الهدى وصرم
كيف يرجو الفضل والكرم من اجترم وما احترم ؟!.أكثر هذا الشهر قد مضى وتولى عنكم معرضاً وباقيه قد نادي للتوبة عَرَضَاً فاحذروا أن يفوتكم الغفران مع الرضا..وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وقولهم: مضى رجب وما أحسنت فيه..... وهذا شهر شعبان المبارك
فيا من ضيع الأوقات جهلا...... بحرمتها أفق واحذر بوارك
فسوف تفارق اللذات قهرا .......ويخلي الموت كرها منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا .... بتوبة مخلص واجعل مدارك
على طلب السلامة من جحيم .......فخير ذوي الجرائم من تدارك
أين من استدرك باقي ساعاته وقضى ، وطالب نفسه بالإنابة واقتضى ؟!
أين من خاف لهب السعير وحر لظى , فبادر إلى ما يؤثر من الخير ويرتضى ؟!
أين من جرد سيف التوبة على الخطايا واقتضى قبل أن يعود بعد التحريض حَرَضَاً ؟! آه لأوقات مضت من رجب لا سبيل إلى رجوعها ويا أسفا لأعمال ما يقبل شيء من مرفوعها ولأصوات رُدت لعدم صدق مسموعها.وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

إخواني وأخواتي الأعزاء :

فارقوا خطاياكم قبل مفارقته .
وسابقوا بالتوبة رحيله قبل مسابقته .
واعلموا أن الأوقات عليكم شاهدة بما هي منكم مُشاهدِة.
فالحذار الحذار أن يفوت وقت الاقتدار ؛ فما زالت الدنيا تخدع وتغر ثم ترحل وتمر.
لغِرْبان الموت على ديارنا نعيب .
ونحن نحرص على ما لطالبه نعيب .
الخلق بأسرهم في قبضة التلف أسرى .
وما يعدونه أرباحا يعود غدا خسرا .
سيف المنون ما ينبو ولا يقنع .
وبطن الأرض يأكل الخلائق وما يشبع !
كأننا والله بنا إذ قدمنا وقد ندمنا ووضع الحساب وقُدِّمْنا.
وطُلِبنا ما يرضي من العمل فَعَدِمنا
وربح المتقون بالتقى وحرمنا . وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وأقمنا لقراءة الصحف فلما فهمنا هِمْنا
فرحم الله عبدا استدرك بقية هذا الشهر
فربما لا يرى مثله في الدهر قبل أن يؤخذ بشدة القهر ويحاسب على فعل السر والجهر . فيا أيها الغافل - وكلنا ذاك - تنبه لرحيلك ومسراك .
واحذر أن تستلب على موافقة هواك .
انتقل إلى الصلاح قبل أن تنقل .
وحاسب نفسك على ما تقول وتفعل .
ولا تغفل عن التدارك ، اللهَ اللهَ لا تغفل.
اللهم أيقظِنا من سبات الغفلات ، وتجاوَز برحمتك عما فات
وصل الله وسلم على نبي الرحمة وعلى آله وصحبه والتابعين لهم أهل الهِبات والفضائل العالية والمنازل السامية والدرجات العلا. وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

توبة مخلص :

قد مضى شهر رجب وما أحسنت فيه ـ وهذا شهر شعبان المبارك قد أقبل ـ فيا من ضيع الأوقات جهلا بحرمته ـ أفق واحذر بوراك ـ فسوف تفارق اللذات قسرا ـ ويُخلى الموت قهرا منك دارك ـ تدارك ما استطعت من الخطايا ـ بتوبة مخلص واجعل مدارك ـ على طلب السلامة من جحيم ـ فخير ذوى الجرائم من تدارك . واعلم أن المعصية سجن وشؤم وعار , والطاعة يمن وحرية وفخار وصبر النفس عن هواها لحظات " فرحم الله عبدا استدرك بقية هذا الشهر ,فربما لا يرى مثله في الدهر قبل أن يؤخذ بشدة القهر ويحاسب على فعل السر والجهر . فيا أيها الغافل - وكلنا ذاك - تنبه لرحيلك ومسراك واحذر أن تستلب على موافقة هواك .وانتقل إلى الصلاح قبل أن تنقل . وحاسب نفسك على ما تقول وتفعل . ولا تغفل عن التدارك ، اللهَ اللهَ لا تغفل ومن حديث شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه صل الله عليه وسلم " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني . رواه الترمذي . وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اللهَ اللهَ لا تغفل ومن حديث شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه صل الله عليه وسلم " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني . رواه الترمذي . إن أيام العمر تنصرم ، وساعات الحياة تنقضي.. فقدم لنفسك صالحاً قبل حلول ساعة الأجل ، وهذا الغنيمة بين يديك ، ولئن كان النهار طويلاً والحر شاقاً ، فأنت ترجو الراحة الأبدية في جنات الخلود.". دعاء مؤلف : اللهم أيقظِنا من سبات الغفلات ، وتجاوَز برحمتك عما فات وألهمنا رشدنا ويسر أمورنا وقنا شر أنفسنا , وتولنا أمرنا ولا تكلنا إلى أحد من خلقك , وأحسن خلاصنا وبلغنا مما يرضيك آمالنا يا ذا الجلال والإكرام .". من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود ـ وصل الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم