كيف نستقبل شهر رجب الآصم . للشيخ سامى محمود .

فضل شهر رجب الأصم :

وسمى شهر رجب الشهر الأصم : لأنهم  لا يتصايحون فيه لحرب .
ومن المستحب عندما ينتهى شهر ويدخل علينا شهر عربى آخر فمن السنة أن ندعوالمسلم بهذا الدعاء المبارك :كما كان رسول الله صل الله عليه وسلم يفعل" إذا رأى هلال رجب أو غيره قال : " اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان , والسلامة والإسلام , والتوفيق لما تحبه وترضى , ربى وريك الله هلال رشد وخير رواه الترمذى وقال حديث حسن. والحديث رواه ابن عمر وغيره من الصحابة رضي الله تعالى عنهم. وشهر رجب من الأشهر الحرم سميت بذلك لأن الله تعالى حرم فيها القتال إلا إذا اعتدى علينا قال تعالى فيها " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله منها أربعة حرم " سورة التوبة وهى ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الفرد.وعلينا أن نتفائل بهذا الشهر ونكثر فيه من عمل الخير ونقدم التوبة النصوح وذلك بالبعد عن الشر ومسالكه ولنتقى الظلم والمظالم فى الأشهر الحرم لأن الظلم فيه أشد نكرا عند الله منها , ولم يرد حديث صحيح فى فضل هذا الشهر فيما اطلعت عليه سوى حديث عندما سئل الرسول صل الله عليه وسلم عن شهر رجب فقال ذاك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان " هذا هو الحديث الصحيح وما سواه باطل وموضوع لايجوز روايته إلا من أجل التحذير منه ويفهم من هذا الحديث أن لشهر رجب فضل على غيره والصيام فيه مستحب من غير تخصيص أيام بعينها فإن صمت منه فلتصم الاثنين والخميس أو الأيام القمرية وأما ما تعوده الناس من تفضيل الأيام الأولى من فلم يأت من السنة ذلك وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم لمن وجد فى نفسه قدرة علي الصيام قال: له صم من الحرم واترك قالها ثلاثا" وهو حديث اسناده جيد, ورسول الله صل الله عليه وسلم ـ لم يصم شهرا كاملا قط سوى شهر رمضان فمن أراد اتباع السنة وأراد الثواب فليتبع النبى صل الله عليه وسلم ولايصوم رجب كله ولا شعبان كله فهذا هو الأولى وما فيه فضل "موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى محمود ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أقبل علي ربك الغفور الرحيم:

لاسيما في أشهر النفحات والفيوضات تعرض لرحماته فهو الكريم واسأله يعطيك واستغفره يغفر لك كما في الحديث الذي أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث محمد بن مسلمة رضي الله عنه ـ أن النبي صل الله عليه وسلم قال ": إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة، لا يشقى بعدها أبداً " "المؤمن الصادق هو الذى يقبل على ربه ومولاه , بالإخلاص فى العبادة والطاعة فإنه سبحانه صاحب المنة والفضل والجود , والنعم التى لا تعد ولا تحصى وهو سبحانه الخالق الرازق ومن بيده الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين , وهو على كل شئ قدير قال تعالى " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون " سورة البقرة الآية 22ـ وكما في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال :"إن ربكم تبارك وتعالي حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً أخرجه أبو داود : أي :ـ أن الله يستحي من عبده إذا سأله ألا يجيبه ، إذا دعاه ألا يلبيه ، إذا استغفره ألا يغفر له ، إذا تاب إليه ألا يتوب عليه ، لذلك قالوا ما أمرنا أن نتوب إليه إلا ليتوب علينا وما أمرنا أن نستغفره إلا ليغفر لنا وما أمرنا أن نسأله إلا ليعطينا.وكما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال :" إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلي السماء الدنيا فيقول: هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له ؟ حتى يطلع الفجر" أخرجه الإمام أحمد. أما حديثه عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر ، وعن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ ، من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وفي فضل الأشهر الحرم ومنها شهر رجب الفرد :

الرسول صل الله عليه وسلم ـ يبين لنا منزلة الأشهر الحرم ومكانة شهر رجب من بين هذه الأشهر فى خطبته فى حجة الوداع حيث قال " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة إثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات _ ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الفرد أو رجب مضر الذى بين جمادى وشعبان رواه الإمام أحمد والبخارى ومسلم ولقد كان أهل الجاهليه يعظمون شهر رجب وحرموا فيه القتال ولا يأخذون بالثأر فيه حتى أن الرجل كان يلقى قاتل أبيه وإبنه وأخيه فى هذه الأشهر فلا يتعرض له بسوء وكانوا ينحرون فيه الذبائح ويلقى بعضهم بالمودة ويصلون الأرحام ويتناسون ما بينهم من عدوان" فليت المسلمين اليوم يأخذون من هذه الأشهر العظيمة العبرة والدرس وينبذون ما بينهم من فرقة وشحناء ويبتعدون عن كل ما يجر إلى صفهم ووحدتهم من عداوة وبغضاء كما أمرهم مولاهم الكريم بقوله :" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب " سورة المائدة.". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى محمود ـ وصل الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل شهر رجب :

إن رجب شهر الله الأصم , وهو شهر عظيم , وقد سمي بالأصم لأنه لا يُقارنه شهر من الشهور حرمة وفضلا عند الله تعالى فهو أحد الأشهر الحرم وكان أهل الجاهلية يعظّمونه في جاهليتها ، فلما جاء الإسلام لم يزدد إلا تعظيماً وفضلاً. ومن مظاهر تفضيل شهر رجب كسائر الأشهر الحرم ندب الصيام فيه ومثل الصيام كل طاعة يقوم بها المسلم يضاعف له ثوبها فى هذه الأشهر كما يضاعف العقاب على فعل المعاصى والذنوب .
وعندما سئل النبى صل الله عليه وسلم عن شهر رجب قال " ذاك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان "

وعن فضل صوم الأشهر الحرم...

والأشهر الحرم : ذو القعدة , وذو الحجة , والمحرم ورجب " ويستحب من الإكثار فيها لمن استطاع من غير غلو فخير الأمور الوسط , وعن رجل من باهلة قال _ أتيت النبى صل الله عليه وسلم " فقلت يارسول الله صل الله عليه وسلم " أنا الرجل الذى أتيتك فى العام الأول قال فمال أرى جسمك ناحيلا "
قال يارسول الله : ما أكلت طعاما بالنهار ما أكلته إلا بالليل قال من أمرك أن تعذب نفسك ؟ قلت يا رسول الله إنى أقوى على الصيام , فقال له صوم , شهر الصبر ( وهو رمضان ) ويوما بعده , قلت إنى أقوى قال صم شهر الصبر ويومين بعده قلت إنى أقوى قال صوم شهر الصبر وثلاثة أيام بعده وصم الأشهر الحرم وفى روية وصم من الحرم وإترك رواه احمد وأبوا داود وابن ما جة وهذا لفظه بسند جيد.". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى محمود ـ وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أحكام الصيام :

صيام شهر رجب بين القبول والرفض :

مما لاشك أن الأشهر الحرم فضلها الله تعالى على غيرها من الشهور
والأشهر الحرم أربعة ذو القعدة , وذو الحجة , والمحرم , ورجب الفرد
ولقد سميت هذه الأشهر حرما , لأن لها حرمة ومنزلة كريمة عند المولى
سبحانه وتعالى فقال جل شأنه فى كتابه الكريم " إن عدة الشهورعند الله إثنا
عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين " سورة التوبة ,

والآية الكريمة تنهى عن الظلم فى هذه الأشهر والظلم قد يكون للنفس بالتقصير فى الطاعات وارتكاب المحرمات , وكذلك نهى عن ظلم الغير بالعدوان على النفس أو المال أو العرض أو غير ذلك وكما أن الله تعالى يضاعف الأجر فى أيام النفحات والبركات والخيرات فكذلك يضاعف الذنب لمن ارتكب منكرا فى هذه الأشهر التى حرم فيها القتال والإعتداء على الغير حتى لو كانوا كفارا مالم يعتدوا علينا فما بالنا بمن يعتدى اليوم على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم باسم الإرهاب يقول النبى صل الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه "
. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم الصيام فى رجب :

وصيام شهر رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور إلا أنه من الأشهر الحرم , ولم يرد فى السنة الصحيحة أن الصيام له فضيلة مخصوصة وأن ما جاء فى ذلك مما لاينتهض به الإحتجاج "
يقول العلامة ابن حجر رحمه الله " لم يرد فى فضله , ولا فى صيامه , ولا فى صيام شئ من حديث معين ولا فى قيام ليله مخصوصة منه حديث صحيح يصلح الإحتجاج به وهذا الحديث يفيد أن الصيام فى شهر رجب جائز وكذلك سائر النوافل والطاعات
ولكنه لا ينبغى أن لا يستكمل صوم شهرمنها ولا صومها جميعا ولا تخصيص أيام بعينها تصام منها ويدل على ذلك ما عند أبى داود فى هذا الحديث بلفظ " صم من الحرم واترك , صم من الحرم واترك , صم من الحرم واترك "

قال الإمام أحمد رحمه الله يكره افراد رجب بالصوم , وإن صامه رجل أفطر فيه يوما أو أياما بقدر ما لا يصومه كله .
وقال من كان يصوم من السنن صامه وإلا فلا يصومه متواليا وحتى لا يشبه بالفرض
كصيام رمضان , وفى سنن أبى داود " أنه صل الله عليه وسلم ندب الصيام فى الأشهر الحرم ورجب أحدها ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن فضل الصيام فى رجب :

قال الإمام النووى رحمه الله تعالى " لم يثبت فى صيام رجب نهى ولا ندب الصيام
ولكن أصل الصوم مندوب إليه وكذلك جميع الطاعات
والبعض يخص ليلة السابع والعشرين من رجب بالصيام والقيام ونقول هذا التخصيص لم يثبت بدليل عن المعصوم صل الله عليه وسلم
ولكن من كان يصوم ويقوم الليل فى غيره من الأيام وصادف ذلك ليلة السابع والعشرين من رجب فإنه يقوم كما يقوم ويصلى وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
وهذا كل أيام شهر رجب فى الفضل سواء يستوى فى ذلك أول يوم مع آخر يوم
ومن أراد الصيام فيه فليصم الإثنين والخميس , أو ثلاثة أيام القمرية كسائر الشهور الأخرى القمرية لورود الأحاديث الصحيحة فى ذلك , وما يقال أن صيام أول يوم أو الثلاثة الإولى من رجب لها فضل على غيرها ليس صحيحا .
       . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى  ـ  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وعن فضل صيام النوافل :

من حديث طلحة بن عبيد الله رضى الله تعالى عنه أنه قال جاء رجل إلى النبى صل الله عليه وسلم " من أهل نجد نسمع دوى صوته ولا نفقه ما يقول فقال يا رسول الله , أخبرنى ما فرض الله على من الصلاة " قال خمس صلوات فى اليوم والليلة قال هل على غيرها قال لا إلا أن تطوع , قال أخبرنى ما فرض الله على من الصيام قال صيام شهر رمضان قال هل على غيره قال لا إلا أن تطوع قال فأخبرنى ما فرض الله على من الزكاة فأخبره بشرائع الإسلام فقال الرجل والله لا أزيد على هذا ولا أنقص , فلما ولى الرجل قال رسول الله صل الله عليه وسلم " من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل "

وعن صيام النوافل _ قلنا صيام الأشهر الحرم – المحرم وذو القعدة , وذو الحجة ورجب الفرد _ وبينا أن الصيام فى هذه الأشهر جائز من غير تخصيص لأيام ولا تصام كلها لأنه ما ثبت عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه ما صام شهرا كاملا قط غير شهر رمضان , فمن صم فى هذه الأشهر ومنها رجب فليصم وليترك كما بين الرسول صل الله عليه وسلم للرجل الذى من باهلة صم وادع , صم وادع , صم وادع "        . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى  ـ   وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل صيام النوافل :

كما يستحب صيام العشر الأوائل من ذى الحجة مع تأكيد صيام يوم عرفة , لغير الحاج فإن الصيام يكره فى حقه ليقوى على أداء المناسك _ وصيام يوم عاشوراء مع استحباب صيام يوم قبله أو بعده , وصيام أيام من رجب من غير تخصيص أيام , وصيام أيام من شعبان كذلك من غير تخصيص , وصيام ست أيام من شوال
مع جواز صيامها مفردة بحيث لاتخرج عن شهر شوال وإن كان الأفضل المتابعة
وكذلك صيام يومى الإثنين والخميس من كل أسبوع , وكذلك صيام ثلاثة أيام من كل شهر , ويكره صيام الدهر وهو الذى يصوم ولايفطر , ويكره تخصيص يوم بصيام كصيام يوم الجمعة , أو السبت , أوالأحد إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده ,

ويكره صيام يوم العيدين , وأيام التشريق من عيد الأضحى قال عنها النبى صل الله عليه وسلم إنها أيام أكل وشرب , ويكره الوصال فى الصوم , ويكره الصيام بحضرة الضيف بمعنى أن من كان صائما وحضر إليه ضيف إستحب أن يفطر ليأكل معه إكراما للضيف , ويكره للمرأة أن تصوم من النوفل وزوجها شاهد يعنى حاضر معها بغير إذنه هذا فى النافلة فقط لأنه قد يحتاج إليها .
فمن أرادت أن تصوم من غير إرهاق لها ولا تعب يؤثر على واجباتها الشرعية فلا مانع .
مع مراعاة حق الزوج إذا أرادت المرأة أن تصوم من التطوع ففى حديث مسلم والبخارى عن رسول الله صل الله عليه وسلم " لا يحل لأمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى  ـ  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليس حديثا صحيحا :

- ما جاء ( رجب شهر الله , وشعبان شهرى , ورمضان شهر أمتى " قال تعالى " تلك إذا قسمة ضيزى " يعنى جائرة _ سورة النجم الآية 22_ وكما هو معلوم أن لهذه الأشهر فضل واضح على غيرها من الشهور والنصوص فى ذلك كثيرة لاسيما فى شهر شعبان ورمضان وأما شهر رجب ليس له فضل إلا أنه من الأشهر الحرم يضاعف الله تعالى ثواب الأعمال فيها كما يشدد العقاب لمن أتى بمعصية وقد ندب إلى كثرة الصيام فى شهر رجب كما فى حديث الباهلى الذى كان يصوم الدهر حتى نحل وضعف فقال له النبى صل الله عليه وسلم ثلاثا صم من الحرم واترك " ورجب من الأشهر الحرم ولم يرد حديث خاص فى فضل الصيام فيه ولا فى فضل يوم عن يوم فأيام رجب سواء فى الفضل وليس هناك دليل على صيام ليلة السابع والعشرين من رجب خاصة إلا أن يكون صوم يصومه فوافق ذلك ليلة السابع والعشرين فلا بأس ,

وأما شهر شعبان فهو بين رجب ورمضان وكان النبى صل الله عليه وسلم يصوم منه كثيرا وكما جاء فى حديث أسامة بن زيد رضى الله عنه الذى رواه النسائى قال صل الله عليه وسلم " ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم " وهذه الأشهر الثلاثة عامة للمسلمين جميعا وليس هناك شهر خاص للأمة ولا خاص برسول الله صل الله عليه وسلم فالتكليف من الله واحد للرسل جميعا وأقوامهم وعلى رأسهم خاتم النبين وسيد المرسلين إلا ما اختصه الله تعالى بخصوصيات خاضعة لأبهة النبوة وشرف مقامه صل الله عليه وسلم وما يقال من الحديث " رجب شهر الله , وشعبان شهرى , ورمضان شهر أمتى " فهو ليس بحديث وقال أهل العلم أنه حديث موضوع لايجوز روايته إلا لبيان وضعه وعدم صحته. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نفحات إلهية

إن من فضل الله تعالى ورحمته بعباده أن جعل لهم أياما وليالى وشهورا إختصها الله سبحانه وتعالى بمزيد فضله ورحمته ليغتنمها كل من يريد القبول ويعرض عنها كل شقى محروم ومن ذلك يوم الجمعة وليلته والصلوات الخمس وهو لقاء يومى يستقبل العبد فيه ربه خمس مرات وشهر رجب وفيه الإسراء والمعراج وشعبان وفيه تحويل القبلة وشهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن وفرض الصيام وفيه وقت أول غزوة فى الاسلام وهى غزوة بدر الكبرى وانتصر فيها المسلمون على قلة عددهم وكثرة عدد المشركين وأيضا وقت غزوة الفتح الأكبر فتح مكة وفى العصر الحديث يوم اقترب المسلمون من ربهم ولجأوا إليه نصرهم على أسطورة الجيش الذى لايقهر إسرائيل وكان ذلك فى شهر رمضان , فالله سبحانه وتعالى قد فتح أبواب فضله لعباده وتفضل بالتوبة والمغفرة على من يريد أن يتوب , ولهذا كان لزاما علينا أن ننتهز الفرصة فى موسم الطاعة بإغتنام الخير , وأن نلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والرجاء والإستغفار أن يتقبل توبتنا وأن يغفر لنا ذنوبنا وأن يوفقنا بكرمه ويهدينا الصراط المستقيم " اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

هل تعلم :

أنه لم يصح عن رسول الله صل الله عليه وسلم أدعية في استقبال الشهور العربية سواء شهر رجب أو غيره إلا ما جاءت به السنة عن النبي صل الله عليه وسلم :" اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام هلال رشد وخير ربي وربك الله هلال رشد وخير " وما يردد على ألسنة الناس " اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا في رجب وشعبان " ليس من قبيل المأثور عن رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يعني لا نجزم عند نشره وروايته بل نقول ورد أو روي عن النبي صل الله عليه وسلم ـ فعلينا أن نحذر ونحذر من أن ننسب للسنة شيء لم يأت حتى من طريق ضعيف له أصل في السنة, فما بالنا بما ليس له أصل , ولذلك لا بأس أن نردد هذا الدعاء " اللهم  بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ...الخ بشرط أن لا ننسبه للرسول صل الله عليه وسلم ـ علي صيغة الجزم ولكن ليعلم أن كل من يرد حديث أو دعاء صح معناه أنه مثل من كذب علي النبي صل الله عليه وسلم ـ ومشارك له في الإثم. لأنه لا يجوز وضع الحديث الضعيف والموضوع في سلة واحدة وإلا كان مخالفا لما عليه الأئمة الأعلام من الفقهاء والمحدثين رحمهم الله تعالى. وفق الله الجميع للخير والله أعلم ـ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى محمود ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الأدعية المأثورة :

لا بأس أن يردد المسلم هذا الدعاء عند استقبال شهر رجب فقد روى الإمام أحمد في المسند وغيره كما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صل الله عليه وسلم :" إذا دخل رجب , قال :" اللهم بارك لنا في رجب وشعبان و رمضان وفي رواية غيره وبلغنا رمضان . وإسناده ضعيف ، كما قال الألباني والأناؤوط.. اهـ وكما هو مقرر أن الحديث الضعيف لايُجزم بنسبته للمعصوم صل الله عليه وسلم فنقول روي أو جاء عن النبي صل الله عليه وسلم من غير جزم اهـ من كلام الكاتب ويقول المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير :قال ابن رجب رحمه الله تعالى : فيه دليل ندب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة لإدراك الأعمال الصالحة فيها فإن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرا .ا.هـ. وقال أحمد البنا في بلوغ الأماني دعاء النبي صل الله عليه وسلم بالبركة في هذه الأشهر الثلاثة يدل على فضلها . وفي تخصيص رمضان بالدعاء منفردا وعدم عطفه على رجب وشعبان دلالة على زيادة فضله .ا.هـ.مع ضعف إسناد الحديث يجوز العمل به من غير اعتقاد نسبته لرسول الله صل الله عيه وسلم . " .موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

ما صح عن العمرة في رجب:

عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال:" إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ، والسنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم: ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. رواه البخاري في صحيحه شرح فتح الباري كتاب الأضاحي ، ورواه مسلم في صحيحه كتاب القسامة.وعن مجاهد قال: "دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد ، فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالس إلى حجرة عائشة رضي الله عنها ، وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى ، قال: فسألناه عن صلاتهم ، فقال: بدعة، ثم قال له: كم اعتمر رسول الله صل الله عليه وسلم؟ قال: أربعاً ، إحداهن في رجب ،

، فكرهنا أن نرد عليه ، قال: وسمعنا " استنان " عائشة أم المؤمنين في الحجرة فقال عروة: يا أماه يا أم المؤمنين ، ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: ما يقول؟ قال: يقول: إن رسول الله صل الله عليه وسلم اعتمر أربع مرات إحداهن في رجب ، قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده ، وما اعتمر في رجب قط". ـ و معني الاستنان: استعمال السواك ، وهو افتعال من الأسنان أي يُمره عليها. يراجع النهاية مادة "سنن ". رواه البخاري في صحيحه شرح فتح الباري كتاب العمرة ، ورواه مسلم في صحيحه كتاب الحج. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال: " لا فرع ولا عتيرة ". والفرع أول النتاج ، كانوا يذبحونه لطواغيتهم، والعتيرة: في رجب. رواه البخاري فتح الباري كتاب العقيقة ، ورواه مسلم في صحيحه كتاب الأضاحي.

.وعن عثمان بن حكيم الأنصاري قال: سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب؟ ونحن يومئذ في رجب، فقال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: كان رسول الله صل الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم. رواه الإمام أحمد، ورواه مسلم في صحيحه كتاب الصيام . ورواه أبو داود في سننه كتاب الصوم . ـ. وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صل الله عليه وسلم اعتمر أربعاً إحداهن في رجب. رواه الترمذي في سننه ، وقال: "حديث غريب حسن صحيح". وقد تقدم رد عائشة رضي الله عنها على هذا الحديث. ." .موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما يدعوا به الرجل إذا رأي الهلال أو سمع به:

شرح للدعاء :

كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال:"الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن، والإيمان، والسلامة، والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى. ربنا وربك الله"رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني بشواهده . ايها الأخوة الأحباب ينبغي على المسلم الصادق أن يكون واعياً ببداية الأشهر العربية , حريصا على معرفتها حتى يفوز بأجر هذا الدعاء العظيم، وأجر إتباع سنة النبي محمد صل الله عليه وسلم ، بالإضافة إلى ما يتحقق له من البركة والسلامة، والثبات على الإسلام والإيمان، وذلك عند ترديد مثل هذه الأدعية النبوية الشريفة ,

فما أروعها من معاني كريمة وسنة نبوية عظيمة ينبغي علينا إحياءها وأن نحرص على تطبيقها وحث الناس عليها، حتى ننال جميعا أجر إحياء سنة من سنن الحبيب صلوات الله عليه وآله وسلم. أسأل الله الكريم المنان أن يمن علينا جميعا بفضله وأن يتوفانا مسلمين لا مبدلين ولا مغيرين،وأن يوفقنا لطاعته، ويعاملنا بكرمه،ويثبتنا على دينه، ويتجاوز عن زلاتنا،ونسأله الفوز بالجنة والنجاة من النار ،اللهم آمين. " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.نشر قبل شهر رجب على موقعنا " الفيس , وتويتر,وغيرهما

كلمة ودعاء عند استقبال شهر رجب :

بعد أيام قليلة ويدخل علينا شهر رجب أحد الأشهر العربية المباركة وهو من الأشهر الحرم التي حرم الله سبحانه وتعالى فيها القتل والقتال وظلم النفس والاعتداء على الأعداء ما لم يعتدوا علينا , فما بالنا بمن يعتدي على إخوانه المسلمين الذين هم من أبناء جلدته ويسعي في قتلهم وتدميرهم وتشريدهم وخراب بيوتهم قال تعالى :" إن عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم." سورة التوبة : الآية 36ـ 37 ـ ولهذا كان من سنة الحبيب صلوات الله عليه وآله وسلم الدعاء عند استقبال الأشهر العربية فلنتضرع جميعا بهذا الدعاء لعل الله أن يتوب علينا ويغفر لنا ظلمنا لأنفسنا وظلمنا لغيرنا كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما ,كان النبي صل الله عليه وسلم إذا رأي الهلال قال :" اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضي ربي وربك الله " .رواه أحمد والترمذي والطبراني والحاكم. . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم" نشر على الصفحة الرئسية على فيس بوك "