من صفات المسلم :

بين النجاح وإنكار الذات :

_المسلم يرى الله تعالى فى كل أعماله صغيرة كانت أو كبيرة , وإذا وسد إليه عمل فإنه يعمل لخير المجموع وفى إطار المصلحة العامة , ولا يعنيه من قريب أو من بعيد أن يشار إليه بالبنان , فإن إنكار الذات سمة من سماته وخلق أصيل تربى عليه من خلال إيمانه بالله تعالى وإخلاصه له فقد حدد الهدف والقصد والنية والعزم لله وحده , ولا يبتغى بعمله جزاء ولا شكورا من أحد , وإنما يبتغى بعمله وجه الله وحده وإعلاء كلمة التوحيد من حديث أبى موسى رضى الله عنه قال : جاء رجل إلى النبى صل الله عليه وسلم فقال : الرجل يقاتل للمغنم , والرجل يقاتل للذكر _ ( أى ليذكر بين الناس ويشتهر بالشجاعة ) _ والرجل يقاتل ليرى مكانه , فمن فى سبيل الله ؟ قال : من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله " رواه البخارى وإنكار المسلم لذاته ليس معناه أن يخفى أمره , ويعمل على ضياع شخصيته بين الناس وإنما هو عمل يقوم به بدافع الإخلاص والتجرد لله وحده , وأن يبتعد عن الأنانية والأثرة وحب الظهور الذى يقصم الظهور " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من حقائق الإيمان :

_ إن الإيمان بالله تعالى , والتوجه له وحده بالإخلاص فى العبادات , والإعتماد عليه , والرضا بقضاء الله وقدره , كل ذلك يجعل المؤمن يحس بالطمأنينة والأمن النفسى , ويخلصه من القلق ومن الشعور بالذنب قال تعالى :" الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " سورة الرعد الآية 28 _ وقد وعد رسول الله صل الله عليه وسلم _ من رضى بالله ربا , وبالإسلام دينا , وبمحمد صل الله عليه وسلم نبيا ورسولا بدخول الجنة , من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " من رضى بالله ربا , وبالإسلام دينا , وبمحمد نبيا ورسولا وجبت له الجنة " رواه مسلم والنسائى ومن ثم فإن فى عدم الإيمان بالله تعالى , وعدم التمسك بالتقوى وأداء العبادات , والإنغماس فى ملذات الدنيا , والإنقياد وراء أهواء النفس وشهواتها , إنما يؤدى بالإنسان إلى ضنك المعيشة والإحساس بالتعاسة قال تعالى : ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " سورة طه الآية 124 _ ومن حديث أنس رضى الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه فى قلبه وجمع شمله وأتته الدنيا وهى راغمة , ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " رواه الترمذى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صفة المؤمن :

_ المؤمن بشره فى وجهه , وحزنه فى قلبه , من أوسع الناس صدرا , وأصفى الناس نفسا , يكره الرفعة , ولا يحب السمعة , طويل غمه , بعيد همه , كثير صمته , مشغول وقته , شكور صبور , مغمور بفكرته , ضنين بخلته , سهل الخليقة , لين العريكه , نفسه أصلب من الصلد , وهو أذل لأخوانه من العبد " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حياة المسلم :

من كلام الإمام على رضى الله عنه قال :
المعرفة رأس مالى , والعقل أصل دينى
والحب أساسى , والشوق مركبى , وذكر
الله أليفى , والثقة كنزى , والحزن رفيقى
والعلم سلاحى , والصبر ردائى , والزهد
حرفتى , والرضا غيمتى , واليقين قوتى
والصدق شفيعى , والطاعة حبى , والجهاد
خلقى , وقرة عينى فى الصلاة .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صفة المؤمن :

_ كما فى الحديث عنه صل الله عليه وسلم :" من سرته حسنته وساءته سيئته فهو المؤمن " ويقول الله تعالى :" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون " سورة الأنعام يقول بن عباس رضى الله تعالى عنهما : فى هذه الآية : يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به وعن أبى جعفر أنه قال سئل رسول الله صل الله عليه وسلم :" أى المؤمنين أكيس , قال أكثرهم استعدادا للموت وأكثرهم لما بعده استعدادا " وعنه أيضا أن رسول الله صل الله عليه وسلم :" سئل عن تفسير هذه الآية : قال : إذا دخل الإيمان القلب انفسح له القلب وانشرح قالوا يا رسول الله : هل لذلك آمارة قال نعم : الإنابة إلى دار الخلود والتجافى عن دار الغرور والإستعداد للموت قبل الموت " وقوله ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا " يقول الإمام ابن جرير الطبرى رحمه الله : وهذا مثل ضربه الله تعالى لقلب الكافر فى شدة ضيقه عن وصول الإيمان إليه , ويقول فمثله فى امتناعه عن قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه مثل امتناعه عن الصعود إلى السماء وعجزه لأنه ليس فى وسعه وطاقته " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صفات المؤمنين :

_ ما قال فيه يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى أن كتب جملة من صفات المؤمنين فى بعض رسائله فقال : أن يكون المؤمن كثير الحياء , قليل الأذى , كثير الخير , قليل الفساد صدوق اللسان , قليل الكلام كثير العمل , قليل الزلل قليل الفضول كثير البر للرحم وصولا وقوراً , شكوراً كثير الرضا عن الله تعالى , إذا ضيق عليه الرزق حليما رفيقا بإخوانه , عفيفا شفوقا لا لعانا ولا سببا ولا عيبا ولا مغتابا ولا نماما ولا عجولا , ولا حسودأً ولا حقوداً ولا متكبراً ولا معجبا ولا راغبا فى الدنيا , ولا طويل الأمل ولا كثير النوم والغفلة ولا مرائيا ولا منافقا ولا بخيلا , هشاشا بشاشا , لا جشاشا ولا جساساً , يحب فى الله ويبغض فى الله ويرضى فى الله ويغضب لله , زاده تقواه وهمته عقباه , وجليسه ذكراه وحبيبه مولاه وسعيه لأخراه " فعليك أخا الإسلام أن تتمسك بهذه الموعظة البليغة " فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " وعليك أن تتخلص من صفات المنافقين وأخلاق المرذولين المحرومين المطرودين " وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صفة المسلم الصدق :

إن من صفات المسلم الصادق , هو أن لا يسأل أحداً إلا الله وحده , فإن أعطى شكر
وإن مُنع صبر , عامل بكتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم ـ ومن مواعظ الإمام على رضى الله عنه ـ فى هذا المعنى أنه رأى رجلا يمشى فى سوق البصرة
وهو يتبختر فى مشيته , فقال له الإمام على رضى الله ـ من أنت ؟ فقال له : رجل فقير , فقال له الإمام : وما علامة الفقر؟ فقال : منك يؤخذ العلم يا أبا الحسن .. فقال له الإمام على رضى الله عنه ـ علامة ذلك اثنتا عشرة علامة :

الأولى : أن يكون عارفا بالله تعالى
الثانية : أن يكون مراعيا لأوامر الله
الثالثة : أن يكون متمسكا بسنة النبى صل الله عليه وسلم
الرابعة : أن يكون دائما على طهارة
الخامسة : أن يكون راضيا عن الله فى كل حال
السادسة : أن يكون موقنا بما عند الله
السابعة : أن يكون أيسا مما فى أيدى الناس

الثامنة : أن يكون متحملا للأذى
التاسعة : أن يكون مبادراً لأمر الله تعالى
العاشرة : أن يكون شفوقا على الناس
الحادية عشرة : أن يكون متواضعا للناس
الثانية عشرة : أن يعلم أن الشيطان عدوله , كما يقول الله تعالى :" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا " سورة فاطر الآية 6 ـ
فلما سمع الرجل ذلك من الإمام على رضى الله عنه ـ نزع مرقعته , وقال : والله لا ألبسها بعد هذا اليوم أبداً " وبذلك وضع لنا الإمام مقياسا للمسلم الصادق والصفات التى ينبغى أن يتمثلها ويتحلى بها .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صفات المسلم التيقظ والفطنة والبعد عن الغفلة :

ـ قال بعض الحكماء : لا ينبغى للعاقل أن يستصغر شيئا من الخطأ والزلل , فإنه متى ما أستصغر الصغير يوشك أن يقع فى الكبير فقد رينا الملوك تؤتى من العدو المحتقر , ورأينا الصحة تؤتى من الداء اليسير ’ ورأينا الأنهار تتدفق من الجداول الصغار " ويقول : ابن المعتز : خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى ـ واصنع كماش فوق أرض من الشوك يحذر ما يرى ـ لا تحقرن صغيرة ـ إن الجبال من الحصى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الحكمة :

من الصفات المطلوبة فى سلوك والمسلم ومنهج حياته وكما يقول النبى صل الله عليه وسلم :" الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها وهو أحق بها " وهى منحة وهبة من الله تعالى حيث يقول:" يؤت الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولوا الألباب " سورة البقرة الآية 269 ـ ويقول تعالى :" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن " سورة النحل
الآية 125 ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الرحمة :

وهى من الصفات التى حث الإسلام أتباعه , على الإلتزام بها مع كل كائن حى
حيث جعل فى كل كبد رطبة صدقة , إنسانا أو حيوانا , مسلما أو كافراً
يقول صل الله عليه وسلم :" من لايرحم لايرحم " ويقول أيضا : ارحموا من فى
الأرض يرحمكم من فى السماء " ويقول تعالى :" ورحمتى وسعت كل شئ
فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بأياتنا يؤمنون " سورة الأعراف الآية 156 ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الرضا :

وهو من الصفات التى ينبغى على المسلم أن يتمسك بها قولا وعملا
وقد جعله الله تعالى علامة على التقوى الورع قال تعالى :" رضى
الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه " سورة البينة الآية 8 ـ
يقول النبى صل الله عليه وسلم :" ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا
وبالإسلام دينا وبمحمد صل الله عليه وسلم نبيا ورسولا "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صفة المسلم :

ـ السرور بالحسنة والإغتمام بالسيئة كما فى حديث جابر ابن سمرة عن عر ابن الخطاب رضى الله عنه قال عنه صل الله عليه وسلم :" من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن " رواه البيهقى فى شعب الإيمان وأبو داود فى سننه وصل الله على سيدنا محمد على آله وصحبه وسلم

الإخلاص :

الإخلاص معناه : هو افراد الله عز وجل بالقصد فى الطاعات .
قال تعالى :" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء " سورة البينة الآية 5 ـ وقال تعالى :" ألا لله الدين الخالص " سورة الزمر الآية 3 ـ
وقال تعالى :" فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحداً " سورة الكهف الآية 110 ـ والأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها ... والمخلص الذى يكتم حسناته كما يكتم سيئاته .
والعبد لا يتخلص من الشيطان إلا بالإخلاص لقول الله عز وجل " إلا عبادك منهم المخلصين " سورة الحجر الآية 40 ـ ومما يروى أن بعض الصالحين كان يقول :"  
لنفسه أخلصى تتخلصى " ولهذا قيل طوبى لمن صحت له خطوة لم يرد بها إلا وجه الله . ـ  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الزهد :

والزهد معناه : فراغ القلب عما سوى الله " فمن أيقن أن ما عند الله تعالى هو خير وأبقى آثر الآخرة على الدنيا , وقد مدح الله تعالى الزهد فى الدنيا وذم الرغبة فيها فى أكثر من موضع من كتابه فقال تعالى :" بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى " سورة الأعلى الآية 16 ـ 17 ـ وقال تعالى :" تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة " سورة الأنفال الآية 67 ـ ومن حديث سهل بن سعد الساعدى رضى الله عنه قال :" جاء رجل إلى النبى صل الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلنى على عمل إذا عملته أحبنى الله وأحبنى الناس ؟ فقال :" ازهد فى الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس " حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله ـ أصل الزهد الرضا عن الله عز وجل .
, وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التوكل على الله :

قال تعالى :" ومن يتوكل على الله فهو حسبه " سورة الطلاق الآية 3 ـ
التوكل من العبادات الواجب أدائها على كل مسلم , والتوكل من الصفات التى تدل على صدق الإيمان وقوة الإعتماد على الله , فى استجلاب المصالح ودفع المضار
فى أمور الدنيا والآخرة , وهذا يدل على أن فى التوكل كفاية للعبد وعون له فى جميع ماينزل به قال تعالى :" أليس الله بكاف عبده " سورة الزمر الآية 36 ـ
فمن طلب الكفاية من غير الله فهو تارك لحقيقة التوكل قال تعالى :" وكفى بالله وكيلا " سورة الأحزاب الآية 2 ـ

والتوكل من أعمال القلوب ولا دخل للجوارح فيه , ولا منافاة بين التوكل والأخذ بالأسباب وقد قيل عدم الأخذ بالأسباب طعن فى التشريع , والإعتقاد فى الأسباب
طعن فى التوحيد " فالمتوكل الحق هو من يبذر الحب ويرجوا الرب سبحانه وتعالى , وتأتى الأسباب وتترك الأمر لله وفى ذلك قوله صل الله عليه وسلم :" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا ." رواه الترمذى وحسنه . ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

محبة الله عزوجل :

قال تعالى :" ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين أمنوا أشد حبا لله " سورة البقرة الآية 165 ـ ويقول النبى صل الله عليه وسلم ـ أحبوا الله
لما يغزوكم به من نعم وأحبونى لحب الله وأحبوا أهل بيتى لحبى لهم "
إن محبة الله عز وجل ومحبة رسوله صل الله عليه وسلم ـ فى قلب كل مؤمن تسرى فى أعماقه تصديقا وإيمانا ويقينا وطاعتة لله ولرسوله صل الله عليه وسلم ـ وهو يؤثر طاعة الله ورسوله على شئ مما سواهما , يقول أهل العلم : إن من أحب شيئا أكثر من ذكره ومن اكثر من ذكر شئ أحبه , فمن أحب الله تعالى أكثر من ذكره ومن أكثر من ذكر الله أحبه . ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صدق المراقبة مع الله :

وفى ذلك قوله صل الله عليه وسلم ـ اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
متفق عليه وقوله تعالى :" واعلموا أن الله يعلم مافى أنفسكم فاحذروه " سورة آل عمران وقوله تعالى :" إن الله كان عليكم رقيبا " سورة النساء الآية 1 ـ وقال سفيان الثورى رحمه الله ـ عليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية , وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء , وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة . فعلى المسلم أن يلزم نفسه بمراقبة الله عز وجل , وأن يتمثلها. فى كل لحظة من لحظات حياته , مستغرقا لجلال الله وكماله , شاعرا بالأنس فى ذكره , واجدا الراحة فى طاعته , راغبا فى جواره ومقبلا عليه , معرضا عمن سواه .
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صفة المسلم الحرص على العلم :

إن من أهم الصفات التى ينبغى على المسلم أن يحرص عليها , العلم الذى به يعرف الإنسان ما له وما عليه من أمور الدنيا والآخرة , ولقد ضرب لنا الرسول صل الله عليه وسلم المنزلة الأسنى فى تحصيل العلم وتعليمه , ومع ذلك كان يدعوا الله تعالى أن يمنحه العلم ويزيده فقال تعالى :" وقل رب زدنى علما " سورة طه الآية 114ـ
وقد دعا الإسلام إلى التفكر والنظر بالإعتبار فى جنبات الأرض وآفاق السموات فقال :" قل انظروا ماذا فى السموات والأرض وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لايؤمنون " سورة يونس الآية 101 ـ

وأكد القرآن بالإستزادة من العلم باستعمارالأرض واصلاحها فقال تعالى :" هو أنشاءكم من الأرض واستعمركم فيها " سورة هود الآية 71 ـ ولقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يشجع فى أصحابه النبوغ العلمى ويعلى من مكانة التخصص بالزيادة العلمية التى تنفع الأمة وتسموا بمكانتها فهذا ابن عباس كان فى التفسير والفقه , وأبى بن كعب فى القراءات , وزيد بن ثابت فى الفرائض وعلم المواريث , وكان حسان بن ثابت بارعا فى الشعر , وثابت بن قيس بن شماس فى الخطابة , وغيرهم كثير رضى الله عنهم أجمعين .
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صفة المسلم الإستعانة بالله :

إن من العبادات التى تساعد المسلم على التفوق والنجاح , فى كل ما يقوم به من عمل
هى الإستعانة بالله والتوكل عليه , ومن أعظم ما يردده المسلم فى ذلك عند قراءة الفاتحة فى صلاته نافلة كانت أو فريضة قوله :" إياك نعبد وإياك نستعين " والمعنى : أى نخصك وحدك بالطاعة والعبادة , ونستعين بك فى جميع أمورنا " التفسير الميسر ويقول تعالى :" ومن يتوكل على الله فهو حسبه " سورة الطلاق آية 3ـ
فالإستعانة بالله تعالى والتماس الأسباب التى توصل للهدف , والتوكل عليه وحده هو طريق الفلاح والنجاح والتوفيق لما يحبه الله ويرضاه للعبد يقول صل الله عليه وسلم :" احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز , وإن أصابك شئ فلا تقل : لو أنى فعلت كذا كان كذا ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل فإن " لو " تفتح عمل الشيطان "
رواه مسلم والنسائى . وإن لم يكن من الله عون للفتى
فأول ما يقضى عليه اجتهاده .
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صفة المسلم علو الهمة :

إن من الأحوال التى تعين المسلم على طاعة الله , وتحقيق أهدافه وغاياته علو الهمة
وهى تعبر عن النشاط وعدم التراخى والكسل , وذلك بالمسارعة والمسابقة إلى فعل الخير وأدائه فى وقته وعدم تأخيره يقول تعالى :" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين " سورة آل عمران الآية 133 ـ
ويحثنا القرآن الكريم كذلك على المبادرة والسعى الدؤوب فيقول تعالى :" ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات " سورة البقرة الآية 148 ـ فالإنسان صاحب الهمة العالية لا يقنع إلا بمعالى الأمور , ولا يرضى لنفسه من الأشياء إلا أحسنها
ويبتعد عن سفسافها . وإذا النفوس كن كباراً
تعبت فى مرادها الأجسام .
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صفة المسلم الإحساس بالمسئولية :

من الصفات التى تعلى قيمة المسلم وترفع شأنه , وتحثه على الجد والإجتهاد الإحساس بالمسئولية فى كل ما وكل إليه من عمل وهذا هو ما يؤهله لفهم رسالته فى الحياة , ويحس بأن فى عنقه أمانة تجاه أسرته ومجتمعه ووطنه , وبذلك يقوى عزمه ويبذل جهده لنهضة بلاده وتقدمها ورقيها يقول النبى صل الله عليه وسلم :" من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم