عقيدة المسلم :

العقيدة الإسلامية الصحيحة تتمثل حقيقتها في الإيمان بالله :

إن أساس عقيدة المسلم هو الإيمان بالله واليقين بوجوده وتوحيده وتنزيه عن الشركاء , وتوحيد الله سبحانه بمعنى إفراده وحده بالعبادة والخضوع هو غاية من غايات الإسلام التي جاء ليثبتها في أنفس العباد وهو كذلك عنصر أساسي في عقيدة المسلم , فقد كان هناك من يعرف الله ويؤمن بأنه الخالق الرازق ومع ذلك يشرك معه غيره من الحجارة أو من الكواكب أو من البشر كمن يعتقد في الصالحين أن بيدهم ضررا ونفعا وذلك ضلال بعيد وهذا السقوط في التفكير قد استدعى حربا على الشرك اشتمل عليها القرآن يقول الله تعالى:" يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون " سورة البقرة فأي حجة للشرك الذي هو دليل على فساد العقل وخبث النفس بفعلها الأعمال المنكرة وانطماس البصيرة وفسادها ولهذا كان الشرك من أعظم الذنب عند الله فلا يناله الغفران ولا يشمله العفو قال تعالى:" إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا إن يدعون من دونه إلا إناثا وان يدعون إلا شيطانا مريدا " سورة النساء أما التوحيد فهو ثورة على العبودية لغير الله تلك العبودية التي كانت وصمة في جبين الإنسانية من قديم الزمان وما زالت حتى اليوم في بعض أنحاء الأرض سواء في ارتكاب الشرك في صوره القديمة أو في صوره الجديدة وما من رسول إلا واجه قومه بدعوة التوحيد وقام ينادى " يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره" سورة الأعراف ولكن سفاهة المشركين أعمت أبصارهم وأضلتهم عن سواء السبيل " قال تعالى " فتعالى الله عما يشركون أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون وان تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فا دعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ألهم أرجل يمشون بها ؟أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون " سورة الأعراف ومن هنا كانت النفس الخاوية من العقيدة الإسلامية نفسا ضائعة حائرة لا تطمئن ولا تستريح كما قال الله سبحانه :" ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق " سورة الحج وقال تعالى:" ومن يؤمن بالله يهد قلبه " سورة التغابن ولهذا كان من دعاء النبي صل الله عليه وسلم " اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه " وصل الله علي سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

من أسباب السعادة  الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره :


اعلم أن الخير والشر من الله سبحانه وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك , وهذه الصفة من أهم صفات السعداء إذ لايمكن أن تحصل السعادة الا لمن يؤمن بالله ومن الإيمان بالله الإيمان بقضائه وقدره والرضا بما قسم تكن أعنى الناس , والإنسان في هذه الحياة لابد وأن ينتابه شئ من الهموم والمصائب فان لم يؤمن بالقضاء والقدر هلك ولنضرب مثلا للإيمان بالقضاء والقدر وأثره على سعادة الإنسان ,  ومما يروى أن عروة بن الزبير رضي الله عنه أرادوا أن يقطعوا رجله لأن فيها الآكلة ( يعنى السرطان ) فقالوا له لابد وأن نسقيك خمرا لكي نستطيع أن نقطع رجلك بدون أن تحس بآلام القطع خاصة لأنهم بعد القطع سيضعونها في الزيت المغلي ليقف الدم فماذا كان موقفه ؟ لقد رفض وقال لا أيغفل قلبي عن ذكر الله :: فقالوا إذن ماذا نفعل قال سأدلكم إلى طريقة أخرى إذا قمت إلى الصلاة فافعلوا ما تشاءون لأن قلبه حينئذ يتعلق بالله فلا يحس بما يفعل به , وفعلا عندما كبر مصليا قطعوا رجله من فوق الركبة ولم يتحرك .  ولكن عندما وضعوا رجله في الزيت المغلي سقط مغشيا عليه وفى الليل أفاق فإذا بالناس يقولون له أحسن الله عزاءك في رجلك وأحسن الله عزاءك في ابنك لقد مات ابنه في هذه الأثناء فماذا قال ؟ بكل تسليم وإيمان بالقضاء :" الحمد لله يارب إن كنت ابتليت فقد عافيت وان كنت أخذت فقد أعطيت وأبقيت هذا هو الإيمان الصادق بالقضاء والقدر ولكن أين أمثال هؤلاء النُقُاةُ الخاضعين لله المسلمين لمشيئته قال تعالى" وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" سورة فصلت ـ وصل  الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التوحيد الخالص أساس العقيدة الصحيحة :

 الاساس الذى يقوم عليه بناء شخصية المسلم ايمانه بان للكون ربا خالقا واحدا تفزد بصفات الكمال , وتنزه عن مشابهة خلقه فى ذاته وصفاته وهذه العقيدة هى مفرق الطريق الذى يميز بين المسلم وغيره , وعليها يتوقف عمله ويتحدد اتجاهه قال تعالى:" ياأيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو فأنى تؤفكون و تؤفكون معناها تصرفون عن الحق " سورة فاطر وقال أيضا :" ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه الى عذاب السعير " سورة الحج إن الانسان بطبعه يهتدى الى ربه مادام سليم الفطرة بريئا من الأهواء والعلل قال تعالى :" أفى الله شك فاطر السموات والأرض؟ " سورة ابراهيم ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المعنى الإجمالي للشهادتين:

1- توحيد الله عز وجل يتمثل فى قول الإنسان ـ أشهد أن لااله الا الله ـ أي الإيمان الخالص والتصديق القلبي الجازم أنه لامعبود بحق الا الله وحده وأنه لايجوز صرف القلب عنه الى شئ من خلقه بنوع من أنواع العبادة والطاعة والتعظيم والتقديس على النحو الذى يكون لله سبحانه وتعالى ومن فعل يكون قد ارتكب شركا يجب أن يبرأ منه " 2ـ وفى قولك أشهد أن محمدا رسول الله أي أقر مخلصا من قلبي أن محمدا رسول الله صل الله عليه وسلم هو الإنسان الكامل الذى اصطفاه الله سبحانه من خيرة خلقه ليكون داعيا ومبشرا ونذيرا الى الناس كافة ليقوم ببلاغ وحى الله تعالى إليهم داعيا الى وحدانية الله وعبادته وهو خاتم الأنبياء والمرسلين وهو صاحب الشفاعة العظمى وسيد ولد آدم " ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المعنى التفصيلى للشهادتين :

أولا __ شهادة أن لااله الا الله:

يتحقق للإنسان فهم معنى لااله الا الله بالأمور الآتية قال تعالى " فاعلم أنه لااله الاالله واستغفر لذنبك" سورة محمد
1_ أن بفرد الله سبحانه بالعبادة وحده كما أمر ولا يشرك به أحدا من خلقه قال تعالى " فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه أحدا " سورة الكهف
2_ أن يكون الله سبحانه أحب اليه من كل شئ قال تعالى " والذين أمنوا أشد حبا لله " سورة البقرة
3_ أن يفوض لله أمره كله قال تعالى " ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين سورة الأعراف
4- أن لا يقدم على أمره ونهيه أمرا ولا نهيا قال تعالى " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله " سورة الشورى
5_أن يقصده وحده عند الدعاء وطلب الحاجات قال تعالى " إياك نعبد وإياك نستعين " سورة الفاتحة وفى الحديث " إذا سألت فاسأل الله وإذا إستعنت فا إستعن بالله "
6_ أن يعرف كل ما يقربه من الله تعالى ورضاه فيفعله وكل ما يبعد عنه فيتركه قال تعالى " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " سورة الحشر
7_أن يثبت لله تعلى ما أثبته لنفسه وأثبته رسوله محمد صل  الله عليه وسلم من الصفات والأسماء وأن ينفى عنه سبحانه ما لايليق به مما نفاه الله أو رسوله صل الله عليه وسلم قال تعالى " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " سورة الشورى
8_ أن يعتقد اعتقادا جازما أن الله سبحانه قد أتم النعمة على خلقه بكمال الإسلام الذى أنزله على عبده ونبيه محمد صل الله عليه وسلم فمن زاد عليه أو انتقص منه فهو ظالم لنفسه معتد حدود الله و لاينزعه من ذلك الا بالتوبة التصوح قال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا " سورة المائدة
9_ أن يؤمن بكل ما أخبر الله به من عالم الغيب كالملائكة واليوم الآخر والقضاء والقدر والجن والجنة والنار غيرها كما جاءت وذلك ركن من أركان الإيمان كما جاء فى حديث جبريل عليه السلام عند ما سئل رسول الله صل الله عليه وسلم عن الإيمان قال " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر خيره وشره "
10_ أن يصدق بكل الرسل والأنبياء والكتب والصحف من غير تفرق بين أحد منهم قال تعالى " آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله " سورة البقرة


ثانيا شهادة أن محمدا رسول الله :

ويتحقق معنى محمد رسول الله للإنسان بفهم الأمور الآتية :

1_ أن يصلى عليه كلما ذكر وفى كل موطن طلب منا أن نصلى عليه فيه قال تعالى " إن الله وملائكته يصلون على النبى ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " سورة الأحزاب
2_ أن يكون تعظيمه فى الظاهر موافقا ومطابقا لتعظيمه فى الباطن قال تعالى " فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا لايجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " سورة النساء
3_ أن يحبه أكثر من نفسه وماله وولده والناس أجمعين حديث " ثلاث منكن فيه ذاق حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما .....الخ الحديث
4_أن يتقيد بسنته تقيدا تاما فيفعل كل ما أمر به ويجتنب كل مانهى عنه كما فى الحديث " ما أمرتكم به من أمر فأتوا منه ما إستطعتم وما نهيتكم عن شئ فا جتنبوه "
5_أن يكون هواه تبعا لما جاء به ودعا الناس اليه وفى الحديث لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به "
6_أن يحب من أحب وأمر بحبه وأن يبغض من أبغض وأمر ببغضه وفى الحديث من أحب لله وأبغض لله فقد استكمل الإيمان"
7_ أن يجعله قدوة فى كل شأنه قال تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " سورة آل عمران
8_أن يعتقد اعتقادا جازما أنه صل  الله عليه وسلم لم يفارق الدنيا الا وقد بلغ أمته والناس كل ما أنزل اليه من ربه فحذرهم الشر والنار وبشرهم بالخير والجنة فمن زاد على ما بلغ أو نقص منه فقد أعظم الفرية عليه لأنه زعم بذلك أنه قد خان الرسالة قال تعالى " ياأيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " سورة المائدة
9_ أن يؤمن بكل ما صحت نسبته اليه عن عالم الغيب كالملائكة واليوم الآخر والقضاء والقدر والجن والجنة والنار وغير ذلك كما جاءت قال تعالى " وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحى يوحى " سورة النجم
10_ أن يصدق بكل الأسماء والصفات التى أثبتها رسول الله صل  الله عليه وسلم لله سبحانه وتعالى كما فى الحديث " إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة " وبالله التوفيق  ". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإيمان الإسلامى وأثر العقيدة

إن الإسلام عقيدة تجمع بين الروح والمادة بين الحق والقوة بين الدين والعلم بين الدنيا والآخرة قال تعالى " فالله الآخرة والإولى " سورة النجم
والعقيدة الإسلامية الصحيحة تغرس فى نفوس أتباعها العزة والإباء والحرية والكرامة وتجعل الخضوع لغير الله كفرا أو فسقا أوظلما وتأبى على الناس أن يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله مهما كانت مكانتهم فى الدنيا أوقربهم من الله فى الآخرة
بهذه العقيدة الإسلامية انطلق العرب من جزيرتهم يدعون الناس الى حقيقة التوحيد ويخرجون العالم من الظلمات الى النور وينقلون الناس من عبادة الخلق الى عبادة الخالق الأعلى بيده ملكوت كل شئ واليه ترجعون ويخرجونهم من ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان الى الحق والعدل ونور الإيمان
وبعقيدة الإسلام انتصرت أمتنا على غزو التتار الذين زحفوا على الشرق حتى كادوا يدمرون الحضارة الإنسانية كلها لولا قيض الله لهم من مسلمي مصر والشام من ردهم عل أعقابهم خائبين وهزموا بإذن الله فى موقعة " عين جالوت " وكان مفتاح النصر كلمات الحق والنور أطلقها القائد المملوكى " قطز " فهزت المشاعر واستثارت العزائم وأيقظت الهمم وهبت بها على المقاتلين نسمات الجنة
إن عدونا يجند أبناءه على أساس دينى متطرف ويقذف بهم فى قلب المعارك بأحلام دينية تدور حول مجد اسرائيل وملك سليمان ونبوءات التوراة فكيف ننكر نحن دور الإيمان وننحى المؤمنين بل نضطهدهم ونعذبهم ونلقى بشعارات النصر للثوار أو الغلبة للجماهير وأمتنا لاتعرف أن النصر للمؤمنين والعاقبة للمتقين
وكلمة الإيمان ستعلوا وتنتصر بإذن الله " وإن جندنا لهم الغالبون " وأن كلمة الكفر والشرك ستكون هى السفلى يقول الله تعالى " ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة أجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار سورة ابراهيم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سورة الإخلاص :

عقيدة المسلم فى كلمات :

" هذه السورة تعدل ثلث القرآن كما أخبر الرسول صل  الله عليه وسلم قائلا عنها والذى نفسى بيده إنها لتعدل ثلث القرآن " لأن الأحدية التى أمر الله رسوله صل الله عليه وسلم أن يعلنها هى حقيقة الإسلام الكبرى فضلا عن لفظ ( أحد ) أدق من لفظ واحد لأن أحد يضيف الى معنى واحد أى لا شئ غيره وأنه ليس كمثله شئ ولزيدة التقرير والإيضاح تأتى الصفات التالية " الله الصمد ) ومعناه السيد المقصود الذى لا يقضى أمرا الا بإذنه فلا سيد غيره ولا مقصود سواه فهو الرب الواحد والكل عبيده ولم يلد ولم يولد لأن صفته سبحانه الكمال المطلق فى جميع الأحوال ولم يكن له كفوا أحد " أى لم يوجد له مماثل أو مكافىء لا فى حقيقة الوجود ولا فى حقيقة الفاعلية ولا فى أية صفة من الصفات الذاتية وهذا يتحقق بأنه سبحانه (أحد ) وصل  الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من دروس التوحيد :

قال تعالى " ولله الأسماء الحسنى وذروا الذين يلحدون فى أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون " سورة الأعراف والمعن فى التفسير الميسر - ولله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى الدالة على كمال عظمته وكل أسمائه حسن فاطلبوا منه بأسمائه ما تريدون واتركوا الذين يغيرون فى أسمائه بالزيادة أو النقصان أو التحريف كأن يسمى بها من لايستحقها كتسمية المشركين بها ألهتهم أو أن يجعل لها معنى لم يرده الله ورسوله فسوف يجزون جزاء أعمالهم السيئة الت كانوا يعملونها فى الدنيا من الكفر بالله والإلحاد فى أسمائه وتكذيب رسوله صل الله عليه وسلم وقوله تعالى " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " سورة الشورى والمعنى ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شئ من مخلوقاته لا فى ذاته ولا فى أسمائه ولا فى صفاته ولا فى أفعاله لأن أسمائه كلها حسنى وصفاته صفات كمال وعظمة وأفعاله تعالى أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك وهو السميع البصير لايخفى عليه من أعمال خلقه وأقوالهم شئ وسيجازيهم على ذلك " . وصل  الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حديث لا تزال جهنم تقول هل من مزيد :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين اجمعين وبعد
كلام علماء اهل السنة والجماعة في شرح الحديث

((لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط))

ان الله سبحانه وتعالى منزه عن الاعضاء والجوارح ؛ ولقد قال الامام الحافظ قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة رضي الله عنه في كتابه
(ايضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل) عند شرحه لهذا الحديث
((((اعلم ان إجراء هذا الحديث ونحوه على ظاهره محال على الله)))) ثم قال : النضر بن شميل في تفسيره القدم{الذين قدمهم الله وقدرهم لها من شرار خلقه}ثم قال : قال الأزهري :{القدم، الذين تقدم القول عليهم بتخليدهم فيها ،نعوذ بالله منها، فالقدم اسم لما قدم ،  والهدم اسمٌ لما هدم ، والقبض اسم لما قبض}، ومنه قوله تعالى ((أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ)) أي ما قدموه من صالح الاعمال "  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن أفضل كلمة :

فاعلم أنه لااله الا الله واستغفر لذنبك " سورة محمد وهى كلمة التقوى قال تعالى " وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها " سورة الفتح كلمة ( لااله الا الله ، محمد رسول الله هى باب الإسلام الأول الذى يدخل فيه المسلم الى طريق النجاة وهى طريق السعادة ومنبع الخيرات من قالها فقد أقر لله تعالى بالوحدانية وأذعن وانقاد وأسلم وجهه لله وهو محسن قال تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى " وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال قلت يارسول الله صل الله عليه وسلم من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال رسول الله صل الله عليه وسلم _: ( لقد ظننت يا أبا هريرة أن لايسألنى عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه أو نفسه ) رواه البخاري وعن عبادة ابن الصامت رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم - : ( من شهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله تعالى الجنة على ما كان من عمل وزاد عبادة من أبواب الجنة الثمانية ، أيها شاء ) وفى رواية للإمام مسلم والترمذي سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول من شهد أن لااله الا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار ) وقال تعالى " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لانفصام لها والله سميع عليم " سورة البقرة " . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الشرك الأكبر :

هو أن يتخذ العبد ندا من دون الله ويخافه ويرغب إليه ويتوكل عليه أو يطيعه في معصية الله وغير ذلك قال تعالى " إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما " سورة النساء فمن أشرك بالله ثم مات مشركا فهو من أصحاب النار كما أن من آمن بالله ومات مؤمنا فهو من أصحاب الجنة وإن عذب فئ النار ويقول النبي صل الله عليه وسلم " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لايشرك به شيئا " اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك مما لا أعلمه". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العقيدة الصحيحة :

قال تعالى " بسم الله الرحمن الرحيم " قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " سورة الإخلاص إن اله تعالى وحده هو الذي يجب أن يلجأ إليه كل حي ويفتقر إليه كل موجود وهو سبحانه غنى عن خلقه لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية تكاملت صفاته وتقدست أسماؤه لا مثيل له ولاشريك ولذلك أمر العباد أن يوحدوه ويفردوه بالعبادة والخضوع قال تعالى " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون " سورة الأنبياء وعلى المسلم أن يتعرف على ربه وخالقه بأوصاف كماله وأن ينزهه عن كل نقص ومشابهة خلقه قال تعالى " سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى " سورة الأعلى وقال تعالى " فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون " سورة الروم إن المسلم يرى ربه في كل شئ ويذكره في كل ما تقع عيناه عليه يقول الإمام على رضي الله تعالى عنه " مارأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله " قال تعالى " هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم " سورة الحديد فالمسلم متصل بربه في كل حركاته وسائر أحواله وفى مشاهد الطبيعة وأحداث الحياة قال تعالى " إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار " سورة آل عمران ". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العلم الواجب :

قال تعالى " يرفع الله الذين آمنوا والذين منكم أوتوا العلم درجات "سورة المجادلة وقال تعالى " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " سورة محمد وإن أول العلم هو طلب المعرفة بالله تعالى , ومن عرف ربه عرف نفسه , ومن ذاق عرف ومن عرف وصل , قال تعالى "أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " سورة الكهف فوحدانية الله تعالى هي النجاة , وهى الخلاص ومن المعلوم أن الماء الصافي يصح الجسم بتناوله فإذا فسد وتلوث كان انتكاسا ومرضا وسقما , وكذلك العقائد الفاسدة , لا تعود على البشر إلا بالفساد المحقق والفسق الذي لا يعرف صالحا والمسلمون في أشد الحاجة إلى صحة العقائد , ومن الأسف أن أهل الباطل يحافظون على باطلهم , ويتحايلون في ترويج ماهم عليه من الباطل بأي صورة كانت , وعندما يتضح لنا جانب الصواب يجب علينا أن نتهى عن الخطأ لأن العقيدة تقر في النفس الثبات والمؤمن لا يخاف من أحد ويقول الحق مهما ظن الناس به أو تقولوا عليه لأنه يعيش في نور العقيدة والعقيدة لا تعرف ظلاما ولا ظلما لأنفسنا ولا لغيرنا قال تعالى " قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ماعبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولى دين " سورة الكافرون وقال تعالى " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم " سورة البقرة وقال تعالى " الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " سورة البقرة وقال تعالى " قل ادعوا الله أو أدعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا , وقل الحمد الله الذين لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا " سورة الإسراء ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله فنحيا بالرسالة ونحيا على التوحيد الخالص حتى تكتمل لنا الحياة الكريمة قال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمت ورضيت لكم الإسلام دينا " سورة المائدة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المراتب الثلاث :

المسلم مطالب بمعرفة دين الإسلام بالأدلة .... وهو الاستسلام لله بالتوحيد الخالص والعبودية الكاملة المتمثلة في الإنقياد لله بالطاعة والخلوص من الشرك ويتمثل الإسلام في ثلاث مراتب جاء بها حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لما جاء جبريل عليه السلام إلى سول الله صل الله عليه وسلم يسأله من أجل أن يتعلم الصحابة رضي الله تعالى عنهم فسأله عن معنى الإسلام , والإيمان , والإحسان وكل مرتبة من هذه المراتب لها أركان وهذه عناوين لحقيقة واحدة يفسرها قول النبي صل الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام ـ آتاكم يعلمكم أمور دينكم كما سيأتي :- 1_ أركان الإسلام خمسة فقال صل الله عليه وسلم " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله _ وإقامة الصلاة _ وإيتاء الزكاة _ وصوم رمضان _ وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا فقال صدقت 2_ الإيمان فقال صل الله عليه وسلم " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره فقال صدقت 3_ الإحسان " فقال صل الله عليه وسلم " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وفى كل مرة يقول السائل صدقت والصحابة يقولون فعجبنا له يسأله ويصدقه إلى آخر الحديث فلما انصرف السائل قال لهم رسول الله صل الله عليه وسلم أتدرون من هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل آتاكم يعلمكم أمور دينكم الحديث رواه البخاري ومسلم ". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

متى الساعة :

قال تعالى " وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا " سورة الأحزاب 63 - تتمه لحديث جبريل عليه السلام عندما سئل رسول الله صل  الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان وهو يسأل ويصدق والصحابة متعجبون فلما وصل عند السؤال عن يوم القيامة , فقال يامحمد أخبرني عن الساعة فقال صل الله عليه وسلم ما المسئول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن أماراتها التي تدل على اقتراب وقوعها فقال:"  أن تلد الأمة ربتها , وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان "وهذه هي العلامات الصغرى التي ذكرها لنا رسول الله صل  الله عليه وسلم في الحديث ومنها أيضا ذهاب العلم بموت العلماء وانتشار الجهل والجهلاء وكثرة المعاصي والشرور والآثام وانتشار الكفر والفجور .... ومن العلامات الكبرى خروج يأجوج ومأجوج ونشرهم الفساد في الأرض ... وخروج دابة من الأرض تكلم الناس بأنهم كفروا بالله الواحد القهار كما جاء ذلك فا القرآن الكريم وكما جاء كذلك في الأحاديث الصحيحة من ذلك ظهور المسيخ الدجال وهو أعور , عينه اليمنى كأنها عنبة طافية , مكتوب بين حاجبيه كلمة ( كافر ) لايرى ذلك إلا المؤمن .... يدخل جميع بلاد الأرض إلا المدينة المنورة على ساكنها الصلاة وأتم التسليم , وأحاديث قالت عن نزول سيدنا عيسى عليه السلام وقتله للمسيح الدجال ونشره الإسلام وآخر العلامات طلوع الشمس من مغربها وحين ذلك يغلق باب التوبة ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانيها خيرا " فماذا أعددنا لهذا اليوم العصيب ما دمنا مؤمنين بالوقوع بين حين وآخر " اللهم إنا ندعوك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا  ولا تخذنا يوم القيامة إنك لاتخلف الميعاد " . وصل  الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

السؤال في القبر :

من عقيدة المسلم الإيمان باليوم الآخر . وهو ركن من أركان الإيمان الستة , كما جاء في حديث جبريل عليه السلام عندما سئل رسول الله صل الله عليه وسلم :" عن الإيمان , قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره حلوه ومره , ومعنى الإيمان باليوم الآخر أن تؤمن بكل ما أخبر به الله سبحانه وتعالى في كتابه وأخبر به رسوله صل الله عليه وسلم مما بعد الموت من فتنة القبر وعذابه ونعيمه , والبعث والحشر والصحف والحساب والميزان والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار وما أعد الله لأهلهما جميعا , وحديثنا عما يجب الإيمان بأن أول ما ينزل بالعبد بعد موته سؤال الملكين في القبر , بأن يرد الله تعالى على الميت روحه وسمعه وبصره ثم يسأله الملكان عن ربه ودينه ونبيه فإما أن يُنعم أو يُعذب حسب حسن إجابته أو سوء الإجابة ومن حديث عثمان رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم " إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال , استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل " وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه , حتى إنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا , أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صل الله عليه وسلم , فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله , فيقال له انظر مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعد من الجنة , فيراهما ويفسح له من قبره سبعون ذراعا , ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون وأما الكافر والمنافق فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول لا أدرى كنت أقوال ما يقول الناس , فيقال له لادريت ولا تليت , ويضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها كل من يليه , غير الثقلين ويضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه " . رواه البخاري ومسلم ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإيمان بالقدر :

قدر الله وما شاء فعل _ قال مسروق بن الأجدع _ كان رجل بالبادية . له كلب وحمار وديك , فالحمار يحمل عليه متاعهم , والكلب يحرسهم , والديك يؤقت لهم ويوقظهم للصلاة , فجاء الذئب فأكل الديك فقال الرجل عسى أن يكون خيرا , ثم أصيب الكلب فقال عسى أن يكون خيرا , ثم جاء الذئب مرة أخرى فأكل الحمار فقال الرجل عسى أن يكون خيرا , ثم أصبحوا ذات يوم وإذا بالعدو قد أخذ جيرانهم لما سمع عندهم من الصوت والجلبة , وترك هؤلاء لسكون حالهم وقد قالوا فى هذا المعنى _ العدو ذو ضجر والرب ذو قدر __ والدهر ذو دول والرزق مقسوم _ والخير أجمع فيما اختار خالقنا _ وفى اختيار سواه الشوم واللوم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مراتب الإيمان ثلاث :

من حديث ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " رواه مسلم وقال تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " آل عمران الآية 110_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ثلاث إذا خرجن :

عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " ثلاث إذا خرجن لاينفع نفس إيمانها إذا لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيرا _ طلوع الشمس من مغربها _ والدجال _ ودآبة الأرض " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى رسول الله صل الله عليه وسلم :

عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما :قال كنت خلف النبى صل الله عليه وسلم
فقال لى " يا غلام إنى أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك
إذا سألت فسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على
أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك
بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف
رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح
          وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فضل لا إله إلا الله :

إعلم أن لا إله إلا الله هى كلمة التوحيد والتفريد والتهليل وهى كلمة السالكين ومفازة الواصلين ومفتاح الجنة وهى كلمة النفى والإثبات تنفى أن لا إله وتثبت الوحدانية والإلهية لله الواحد الأحد المعبود الذى لارب سواه ولامعبود بحق إلا هو وعندما أمر الله تعالى العباد بقولها حرص أن يعرفوا معناها فقال تعالى " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللؤمنين والمؤمنات " سورة محمد وهى أفضل الذكر كما فى الحديث أفضل الذكر قول لا إله إلا الله , وأفضل الدعاء الحمد الله , وهى كلمة التقوى قال تعالى " وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها " سورة الفتح ويقول عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه " إنى لأعلم كلمة لايقولها عبد حقا من قلبه إلا حرمه الله تعالى على النار " ويقول سهل بن عبد الله رحمه الله ليس لقول لاإله إلا الله ثواب إلا النظر إلى وجه الله الكريم كما أن للجنة ثواب باقى الأعمال " ويقال إن كل دعاء محجوب إلا قول لا إله إلا الله فإنها لايحجبها شئ حتى تصل إلى العرش , وقيل إن كلمة التوحيد لو قالها الكافر تنفى عنه ظلمة الكفر وتثبت فى قلبه نور التوحيد , وإذا قالها المؤمن كل يوم ألف مرة تنفى عنه ما لم تنفه عنه فى المرة الإولى  , ويقول عبد الله بن عباس رضى الله عنهما يفتح الله الجنة وكل ما فيها يقول نحن لأهل لا إله إلا الله , ولا نطلب إلا أهل لا إله إلا الله ولا يدخل علينا إلا أهل لا إله إلا الله " . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ومن فضائل لا إله إلا الله :

أنها كلمة التوحيد كما بينا وكلمة التقوى وكلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوته وهى براءة من الشرك وأهله ولأجلها خلق الله الخلق وبها قامت السموات والأرض يقول الله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون " سورة الذاريات ولأجلها أنزل الله تعالى الكتب وأرسل الرسل كما قال تعالى " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " سورة الأنبياء وقال تعالى " ينزل الروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا انا فاتقون " سورة النحل وهذه الأية أول ما عدد الله تعالى من النعم على عباده يقول سفيان بن عيينه رحمه الله تعالى " ما أنعم الله تعالى نعمة على عبد من العباد أعظم من أن عرفهم لاإله إلا الله وأن لا إله إلا الله لأهل الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله تعالى موسى عليه السلام "_ لا إله إلا الله هى الوسيلة إلى الجنة , والنجاة من النار , وهى من أسباب غفران الذنوب , فعن شداد ابن أوس وعبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنهما أن النبى صل الله عليه وسلم قال :" يوما لأصحابه ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صل الله عليه وسلم :" يده ثم قال " الحمد لله اللهم بعثتنى بهذه الكلمة وأمرتنى بها , ووعدتنى بها الجنة , وإنك لا تخلف الميعاد , ثم قال :" أبشروا فإن الله تعالى قد غفر لكم " رواه أحمد والحاكم والبزار والطبرانى ويقال :" أن لا إله إلا الله محمد رسول الله " سبع كلمات وللعبد سبع أعضاء وللنار سبعة أبواب عن كل عضو من الأعضاء السبعة ( اليدين , والرجلين , والأذنان , والعينان , والبطن والفرج واللسان ) ويقول النبى صل الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه سبحانه " لا إله إلا الله حصنى من قالها دخل حصنى ومن دخل حصنى أمن من عذابى . ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كان رسول الله صل الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر :

 عن عائشة رضى الله تعالى عنها , أن يهودية دخلت عليها , قد ذكرت عذاب القبر فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر قالت عائشة رضى الله عنها :" فسألت رسول الله صل الله عليه وسلم عن القبر ؟ فقال نعم عذاب القبر حق قالت فما رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر " رواه البخارى ومسلم الموت آية من آيات الله الدالة على فدرته وعظمته , ويبين لنا الرسول صل الله عليه وسلم كما فى الحديث الذى أخرجه مسلم والحاكم " إن الميت إذا وضع فى قبره , إنه ليسمع خفق نعالهم إذا إنصرفوا " وللميت فى قبره حياة خاصة , وإدراكا خاصا فهو يأنس بعمله الصالح ويستوحس من عمله القبيح ويفرح بزيارة الأحباء له والأهل وإنه فى قبره إما فى روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ولهذا كان رسول الله صل الله عليه وسلم يستعيذ بالله من عذاب القبر فيقول " اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر , ومن فتنة المحيا وفتنة الممات وأعوذ بك من عذاب جهنم , وأعوذ بك من فتنة المسيخ الدجال " كان يقول ذلك فى التشهد الآخير وقبل التسليم , وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمة الإخلاص :

"لا إله إلا الله " كلمة الحق والإيمان الصادق , وبها يدخل العبد حظيرة القدس الأعلى فيتقبله مولاه , وكلمة الإخلاص يعلن بها العبد الولاء لخالقه , وبها يدخل فى كنف الإيمان , وبها يكون العبد من أولياء الرحمن , ومن أجلها أرسل الله تعالى الرسل , وأنزل الكتب , وجعلها الفيصل بين الإيمان والكفر , وبين أهل السعادة وبين أهل الشقاوة , وهى الركن الركين والأساس المتين الذى لايقبل الله تعالى من أحد عملا إلا إذا جاء بها وبنى عليها , وهى نور الإيمان , وأصل الشريعة ومنبع العلوم والخيرات والبركات , ولذلك فإن رسول الله صل الله عليه وسلم يوضح لنا فضلها وثوابها وبين لنا أنها مفتاح الجنة من حديث زيد بن أرقم رضى الله تعالى عنه  قال صل الله عليه وسلم :" من قال لا إله إلا الله مخلصا , دخل الجنة , قيل وما إخلاصها ؟ قال " تحجزه عن محارم الله " رواه الطبران فى الأوسط .
وكذلك أمرنا رسول الله صل الله عليه وسلم أن نجدد بها إيماننا كما فى حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه " جددوا إيمانكم " قيل يارسول الله وكيف نجدد إيماننا ؟ قال أكثروا من قول لآ إله إلا الله " رواه أحمد والطبرانى
وقد أمر نوح عليه السلام إبنه أن يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له , فإن السماء والأرض لو وضعتا فى كفة , ولا إله إلا الله فى كفة أخرى لرجحت كفة لا إله إلا الله
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن فضل قول : لا إله إلا الله "

وعن فضل قول لا إله إلا الله يقول النبى صل الله عليه وسلم " خير ما قلت أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا الله وحده لاشريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير , ولما سئل ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن قول الله تعالى " غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب " سورة غافر الآية 3_
فقال : يغفر الذنب لكل من قال لا إله إلا الله ويقبل التوبة من كل من قال لا إله إلا الله
شديد العقاب لمن لم يقل لا إله إلا الله .
وقد جاء فى تفسير قول الله تبارك وتعالى فى سورة الحجر " ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين " أنه إذا اجتمع أهل النار فى النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة , قال الكفار للمسلمين : ألم تكونوا مسلمين , قالوا بلى , قالوا فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا فى النار ؟ قالوا قد كانت لنا ذنوب فأُخذنا بها فسمع الله تعالى ما قالوا فأمر بمن كان فى النار من أهل القبلة فأخرجوا منها , فلما رأى ذلك الكفار قالوا يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما أخرجوا رواه أبو موسى الأشعرى رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم وفى روية قال الكفار ياليتنا قلنا لا إله إلا الله ,"
وقد قال موسى عليه السلام لربه سبحانه وقد طلب منه شيئا يذكره به فقال قل يا موسى لا إله إلا الله فقال موسى عليه السلام كل عبادك يقولون ذلك فقال الله تعالى لو أن لا إله إلا الله وضعت فى كفة والسموات والأرض وضعت فى كفة لرجحت بهن لا إله إلا الله "
وفى الحديث يبين لنا النبى صل الله عليه وسلم فضل الشهادتين وذلك عندما يتوضأ العبد فيحسن الوضوء ثم يقول " أشهد أن لا إله إلا الله , وأشهد أن محمدا رسول الله , إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

" القبر وحقيقته "

أول منازل الآخرة , وهو حفرة من نار للكافر والمنافق , وروضة من رياض الجنة للمؤمن , وورد العذاب فيه على المعاصى منها , عدم التنزهه من البول والتحدث بالنميمة , وفى الحديث عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبى صل الله عليه وسلم " مرعلى قبرين فقال" أنهما ليعذبان وما يعذبان فى كبير ثم قال بلى أما أحدهما كان يسعى بالنميمة وأما والآخر كان لايتنزه من بوله وفى رواية كان لايستتر من بوله قال ثم أخذ عودا رطبا فكسره باثنين ثم غرز كل واحد منهما على قبر ثم قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا " رواه البخارى " وقال تعالى " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " سورة غافر ومن حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال كان رسول الله صل الله عليه وسلم يدعو :" اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر , ومن عذاب النار , ومن فتنة المحيا والممات , ومن فتنة المسيح الدجال " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم