عقيدة المسلم :

أفضل الأعمال إيمان بالله :

ـ الإنسان صاحب العقل السليم والفطرة المستقيمة , يؤمن بالله العلى القادر , صاحب الفضل واهب النعم , وهو سبحانه مدبر أمر المخلوقات فى كل مكان فى الأرص والسماء قال تعالى :" وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله وهو الحكيم الخبير " فهو سبحانه مهيمن على خلقه فى كل شئ وعند كل شئ قال تعالى :" وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير " فهو الخالق الرازق القابض الباسط المحى المميت قال تعالى :" ولئن سألتهم من خلق السموات والرض ليقولن الله " ولهذا يجب علينا أن نؤمن بالله واهب الوجود , خلقنا فسوانا ورزقنا وهدانا , فنعبده إمتثالا لأمره وطاعة لرسوله صل الله عليه وسلم , قال تعالى :" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يُطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الله يفعل ما يريد :

ـ المؤمن الحق يعتقد أن الله تعالى يفعل مايريد ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن قال تعالى :" إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " سورة يسن الآية 82 ـ وعنما تنزل بالإنسان المصائب وتشتد عليه الأزمات , من موت أو فقر أو مرص أو هزيمة أو فشل , لايستطيع الإنسان دفعها ولا الهروب منها , قال تعالى :" إنا كل شئ خلقنه بقدر " وقد ينعم الله تعالى علينا بالنعم التى لم نكن نتوقعها والتى لم نسع إليها قال تعالى :" وترزق من تشاء بغير حساب " سورة آل عمران الأية 27 ـ فهى إرادة الله ومشيئته فنفذ قال تعالى :" وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يُصيب برحمته من يشاء " سورة يونس الآية 157 ـ وقال تعالى :" قل من ذا الذى يعصمكم من الله إن أراد بكم سوء أو أراد بكم رحمة " سورة الأحزاب الآية 17 ـ فما أراده الله كان وما لم يريده لم يكن قال تعالى :" وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما " سورة الإنسان 30 ـ موقع فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تصحيح مفهوم :

الحرْف أمانة ، والكلمة رِسالة ، والأدب بشِعْره ونثْره فنٌّ راقٍ مِن أدواره السموُّ بالذوق ، والمحافظة على القِيم ، وعدم مخالفِته للعقيدة ، وهذا دَورٌ هو أهمُّ أدوار الأدب الملتزم بالأخلاق , الذى يحافظ على مبادئ الدين العامة , وأحكامه الكلية
وعن قول الشاعر: إذا الشعب يوماً أراد الحياة. فهو ينافي عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر التي هي ركن من أركان الإيمان ، فإرادة البشر تابعة لإرادة الله تعالى وليس العكس ، قال الله تعالى: وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " التكوير:29ـ , وقال تعالى: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا " سورة  الفرقان:2.
وأخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة" . ولكن هذا لا ينافي الأخذ بالأسباب والعمل بجد واجتهاد، فقد قال رسول الله صل  الله عليه وسلم:" اعملوا فكل ميسر لما خلق له". متفق عليه ، وقال صل الله عليه وسلم: اعقلها وتوكل.رواه الترمذي وحسنه الألباني ، فالعمل من تمام التوكل على الله. " نحن نعلم ونبين ولانكفر أحدا "  موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أثر الإيمان فى نفس المؤمن :

الإنسان فى حياته لابد وأن يعتريه ما يُشغل باله , وما يجعل نفسه تشعر بالقلق والضيق والإنقباض , وقد يكون لهذا أسباب معروفة أو مجهولة , وهذا يحدث لكل إنسان مهما يكن مترفا منعما , أو فقيرا بائسا , فإذا لم يكن القلب ممتلئا بالإيمان بالله , شعر صاحبه بالشقاء والآلام النفسية ويكون لهذا الشعور أثره السئ فى تصرفاته وأعماله , ومما ثبت أن الشباب غير المؤمن يمثل أكبر نسبة فى الإنتحار , والجنون , والشذوذ مع توافر لهم أرقى مستوى العيش , لأن الشباب أشبع نفسه فى ناحية واحدة فقط هى اشباع بطنه وغريزة بطنه , أما الملكات الروحية التى تتمثل فى الإيمان بالله فليس له أثر يذكر .

والمؤمن الحق يثمر فى ملكات نفسه الحسية والروحية , الإحساس العميق برقابة الله عليه , فإذا اعتراه قلق أو ملل , أو أصيب فى صحته أو ماله أو ولده , لم يجزع ولم ييأس من روح الله ورحمته , لاعتقاده أن هذه المصيبة لها أجرها عند الله كما قال تعالى :" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " سورة الزمر الآية 10 ـ
وكما أخبر الرسول صل الله عليه وسلم ـ عن عائشة رضى الله عنها قالت :" سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول :" ما من شئ يُصيب المؤمنَ حتى الشوكةُ تُصِيبُه , إلا كتب الله بها حسنة , أو حطت عنه خطيئة " رواه مسلم ـ والمؤمن يعتقد ان ما اصابه لم يكن ليُخطئه بل هو مكتوب كما يقول الله تعالى :" قل لن يُصِيبْنَا إلا ما كَتبَ اللهُ لنَا هو مَوْلانَا " ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الله يفعل ما يريد :

إذا اتجهت إرادة الله إلى شئ , فمن المستحيل أن يتخلف أثرها ولابد من نفاده , ولابد من نفاده قال تعالى :" إن الله يفعل ما يريد " سورة هود الآيى 107 ـ وقال تعالى :" وربك يخلق ما يشاء ويختار , ما كان لهم الخيرة " سورة القصص الآية 68 ـ
وقال تعالى :" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام , ومن يرد أن يُضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء " سورة الأنعام الآية 125 ـ
فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن إن ربى على صراط مستقيم . ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الإرادة والعلم والسنن الكونية :

من المعلوم أن إرادة الله المطلقة شاملة لكل مخلوقاته , والله سبحانه وتعالى يفعل ما يريد وكيف يريد , وما يريده الله تعالى يحدث على حسب علمه الواسع الأزلى , وقوانينه الثابتة فى الكون , فإن ما يجرى فى هذا العالم , خاضع للسنن الثابتة الخالدة , والقوانين المرتبطة المتكاملة , وإن الأسباب والمسببات هى المفاتيح الملقاة بين البشر , ليصلوا بها إلى ما وراءها من خير أو شر .
إن عموم المشيئة والقدرة مقيد بعلم الله , وماشرعه فى كونه , أو بين عباده من قوانين كونية , أو قوانين شرعية .
ـ فيريد الله تعالى شفاء المريض إذا علم أن سيتجه إلى العلاج وتحصيل اسباب الشفاء
ـ ويريد الله تعالى نصر بعض الجيوش إذا سبق علمه فى الأزل يانها ستتمكن , من أسباب النصر من الإستعدا التام , والخطة المحكمة .

ـ ويريد الله إضعاف أمة أخرى , إذا علم فى الأزل , انها لاتسعى إلى أسباب الرقى ,
ـ ويريد الله تعالى رقى أمة , إذا علم فى الأزل وقبل خلق العالم , أنها ستحصل أسباب الرقى من العلم والعمل الجاد , والأخلاق الفاضلة إلى غير ذلك من وسائل الرقى .
ـ ويريد الله نماء الزرع , ووفرة الثمار إذا علم أن صاحبه , سيتعهده بالسقى والعناية , وتوفير أسباب النماء وكثرة الثمار .
ـ والله تعالى ينصر المسلمين , ويكتب لهم الظهور غلى أعدائهم , إذا سبق علمه أنهم سينصرون دين الله , ويُحافظون على تنفيذ اوامره , وترك نواهيه قال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " سورة محمد الآية 7 ـ
وقال تعالى :" وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لايُشركون بى شيئا , ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون " سورة النور الآية 55 ـ

ـ وإن تركوا تنفيذ أوامره , أذلهم الله , وسلط عليهم أعدائهم , وإن تابوا ورجعوا إلى الله نصرهم وأعزهم قال تعالى :" إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له , ومالهم من دونه من وال " سورة الرعد الآية 11 ـ
ـ والله تعالى يؤتى الملك من يشاء , وينزع الملك ممن يشاء , إذا علم فى الأزل أنه ستوجد المقدمات والأسباب , التى قد تستغرق سنين طويلة لقيام دولة , أو انهيار أخرى . ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

خطأ بعض المسلمين فى فهم معنى الإرادة :

بعض المسلمين يجنح عند فهمه لمعنى الإرادة على غير حقيقتها , فهم يعتمدون على إن إراد الله نافدة , وأنه إذا شاء حدوث أمر , فلابد من حدوثه ونفاذه , وبذلك يُهملون عمل السنن الكونية فى حياة البشر , ولاينظرون إلى الأخذ بالأسباب والمسببات وهذا جزء لايتجزء عن العقيدة الإسلامية الصحيحية , لأن التوكل على الله لاينافى مع الأخذ بالأسباب , وقد نشأ عن هذا الفهم السقيم استهتار الكثير من المسلمين فى ترك الأعمال والمسئوليات , وتكون نتيجة هذا وبالا عليهم , وهناك أمثلة على ذلك نضربها لتقريب المعنى من ذلك :

1ـ اهمال كثير من الناس من المسلمين فى السعى الواجب لطلب الرزق , أو لزيادة الكسب , اعتمادا منهم على أن الرزق مقسوم بين الناس , ولا حاجة إلى التعب , وكأنهم يقولون : إذا أراد الله لنا الغنى والثروة , فسنكون أغنياء بسعى ومن غير سعى , وهم باتجاههم هذا لايجنون سوى الفقر والحرمان , ويُخالفون دين الله الذى يأمر بالعمل , ويدفع الناس إلى كسب الرزق بالسعى الدائب والإجتهاد الدائم , قال تعالى :" هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا , فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور " سورة الملك آية 15 ـ وقال تعالى :" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون " سورة الجمعة آية 10 ـ

وفى السنة الشريفة عنه صل الله عليه وسلم قال :" ما أكل أحد طعاما قط , خيرا من أن يأكل من عمل يده , وإن نبى الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده , " وقال صل الله عليه وسلم :" لأن يأخذ أحدكم حبلَه , فيحتطب على ظهره , خير من أن يأتى رجلا أعطاه الله من فضله , فيساله , أعطاه أو منعه "
وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه :" لايقعد أحدكم عن طلب الرزق , وهو يقول : اللهم ارزقنى , فقد علمتم أن السماء لاتمطر ذهبا ولافضة "

2 ـ حيث يسير بعض سائقى السيارات بسيارته بسرعة فائقة غير مكترث بقواعد المرور , ولا بمراعاة وسائل الصيانة , وإن اعترض على فعله أحد قال له :" إن الأعمار بيد الله , وإذا أراد الله تعالى الحياة لأحد , فلابد وان يعيش مهما يكن الأمر , وتكون النتيجة فى عمله الطائش وسلبيته وعدم الامبالاة , هلاكا محققا له ولسيارته , ولمن معه من الركاب .
3 ـ وكذلك عندما يذهب البعض من الناس إلى البحر , من أجل الإستحمام وبدون معرفة له برياضة العوم , أو أن يكون معه من وسائل النجاة , ويقول : إذا كان لى عمر فسأنجو , وتكون العاقبة أن الأمواج تبتلعه , ويموت غرقا .

4 ـ ومن ذلك أيضا ترك الطالب استذكار دروسه , والإهمال فى طلب العلم وعدم الإجتهاد فى تحصيله , ومع هذا هو يعتقد أنه سينجح وانه سيحصل على ما يريد , إذا أراد الله تعالى نجاحه سواء اجتهد أو أهمل , ومن ثم لايجنى من وراء ذلك إلا خيبة الأمل وانعكاس الرجاء , وعدم ادراك ما يتمنى , فهؤلاء جميعا وأمثالهم مخطئون , لأنهم لم يفهموا إرادة الله تعالى على حقيقتها , ولم ينظروا إلى سنة الله فى هذه الحياة , وإلى قوانينه الكونية والشرعية قال تعالى :" سنة الله فى الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا " سورة الأحزاب الآية 62 ـ ويقول تعالى :" فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا " سورة فاطر الآيى 43 ـ _. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نفحات :

قال الامام أحمد الحسن رضى الله عنه :
والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
"توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
" اللهم إنى إليك فقير , وإنى خائف مستجير , فأجرنى من نفسى يامجير "
_. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم

كلمة الإخلاص :

لا إله إلا الله محمد رسول الله :" هي أصل عقيدة الإسلام , ومفتاح الإيمان , إنها تنفي كل إله من دون الله , ثم تثبت وجود الله تعالى , وأنه لا معبود بحق إلا هو فاعبدوه وأخلصوا العبادة لله وحده قال تعالى :" وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " سورة الأنبياء الآية 25 ـ ثم يؤمن المسلم بأن محمداً عبد الله ورسوله , ويؤمن بكل ما جاء به من عند الله تعالى , على لسان عبده ورسوله صل الله عليه وسلم ـ من تعاليم سماوية دستورها القرآن ويفسرها الحديث الشريف وفعله صل الله عليه وسلم ـ وأفعال الصحابة رضوان الله عليهم قال تعالى :" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " سورة الحجر الآية 9ـ وقال تعالى :" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم لعلهم يتفكرون " سورة النحل الآية 44 ـ ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من عقيدة المؤمن الإيمان باليوم الآخر :

المسلم يعيش في هذه الدنيا ونظره يمتد إلى الحياة الفانية , فهو يدرك أن الإنسان لم يُخلق للفناء , وإنما خُلق للبقاء , وأن هذه الدنيا مرحلة في الطريق وليست هي نهاية المطاف , ومن هنا يختلف نظره إلى الحياة عن غيره , ويسلك فيها سبيل المؤمنين قال تعالى :" ربنا إنك جامع الناس ليوم لاريب فيه إنك لاتُخلف الميعاد " سورة آل عمران الآية 9 ـ والمسلم يعلم أن من أصول الإيمان التي لابد من التصديق بها , أن هناك حياة أخري , تعقب فناء هذا العالم , يجد فيها كل إنسان الجزاء العادل على على ما قدمه في دنياه , ولا يعنيه أن يُكذب بعض الناس بالبعث , ويُنكرون الحياة بعد الموت , فمن قديم كان هناك ماديون يكفرون باليوم الآخر , ويَقصرون اهتمامهم على هذه الحياة الدنيا , غير مصدقين ببعث ولا مؤمنين بجزاء يقول تعالى في شأنهم :" إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين " سورة المؤمنون الآية 37ـ

وهؤلاء المكذبون كانوا يرون عقيدة البعث خرافة قديمة أشاعها الأولون وكانوا يسخرون منها كما حكي عنهم القرآن الكريم قوله تعالى :" أذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعثون ؟ لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين " سورة المؤمنون الآية 82 ـ 83 ـ وبلغ بهم الجحود منتهاه فأقسموا أن لن يكون قال تعالى :" وأقسموا بالله جهد أيمانهم لايبعث الله من يموت " سورة النحل الآية 38 ـ وإن اكبر ما يدفع الجاحدين إلى التكذيب باليوم الآخر , أنهم يريدون إطلاق العنان لأنفسهم , فلا يتقيدون بمبدأ ولا خُلق ولا يرقبون جزاء ولا يرهبون حسابا , ولا يرجون بعثا , ولا حياة ولا نشورا كما قال تعالى :" أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه ؟ بلي قادرين على أن تسوي بنانه , بل يريد الإنسان ليفجر أمامه يسأل أيان يوم القيامة " سورة القيامة الآية 3 ـ 6 ـ

لماذا يوم القيامة :

إن حكمة الخالق المدبر لا تكتمل بمجرد بدء الخلق ، ثم انتهاء حياة المخلوقين في هذه الأرض. إن هذه الحياة اختبار، يتم الحساب بعدها. فليست تصرفات الناس في الدنيا واحدة ، هناك من يظلم ، وهناك من يقتل ، وهناك من يعتدي.. وكثيرا ما نرى الظالمين يذهبون بغير عقاب ، كثيرا ما نرى المعتدين يتمتعون في الحياة بالاحترام والسلطة. أين تذهب شكاة المظلومين؟ وأين يذهب ألم المضطهدين؟ هل يدفن معهم في التراب بعد الموت؟إن العدالة تقتضي وجود يوم للقيامة. إن الخير لا ينتصر دائما في الحياة. أحيانا ينظم الشر جيوشه ويقتل حملة الخير. هل تذهب هذه الجريمة بغير عقاب؟إن ظلما عظيما يتأكد لو افترضنا أن يوم القيامة لن يجئ. ولقد حرم الله تعالى الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده. ومن تمام العدل وجود يوم للقيامة والحساب والجزاء. ذلك أن يوم القيامة هو اليوم الذي تعاد فيه جميع القضايا مرة أخرى أمام الخالق ، ويعاد نظرها مرة أخرى. ويحكم فيها رب العالمين سبحانه.

وهذه هي الضرورة الأولى ليوم القيامة ، وهي تتصل بعدالة الله ذاته.وثمة ضرورة أخرى ليوم القيامة ، وهي تتصل بسلوك الإنسان نفسه. إن الاعتقاد بيوم الدين ، والإيمان ببعث الأجساد ، والوقوف للحساب ، ثم تلقي الثواب والعقاب ، ودخول الجنة أو النار، هذا شيء من شأنه أن يعلق أنظار البشر وقلوبهم بعالم أخر بعد عالم الأرض ، فلا تستبد بهم ضرورات الحياة ، ولا يستعبدهم الطمع ، ولا تتملكهم الأنانية ، ولا يقلقهم أنهم لم يحققوا جزاء سعيهم في عمرهم القصير المحدود ، وبذلك يسمو الإنسان على الطين الذي خلق منه إلى الروح الذي نفخه ربه فيه. ولعل مفترق الطريق بين الخضوع لتصورات الأرض وقيمها وموازينها ، والتعلق بقيم الله العليا ، والانطلاق اللائق بالإنسان، يكمن في الإيمان بيوم القيامة.حدثهم هود بهذا كله فاستمعوا إليه وكذبوه. قالوا له هيهات هيهات.. واستغربوا أن يبعث الله من في القبور، استغربوا أن يعيد الله خلق الإنسان بعد تحوله إلى التراب ، رغم أنه خلقه من قبل من التراب.

وطبقا للمقاييس البشرية ، كان ينبغي أن يحس المكذبون للبعث أن إعادة خلق الإنسان من التراب والعظام أسهل من خلقه الأول. لقد بدأ الله الخلق فأي صعوبة في إعادته؟! إن الصعوبة طبقا للمقياس البشري تكمن في الخلق. وليس المقياس البشري غير مقياسٍ بشري ينطبق على الناس ، أما الله ، فليست هناك أمور صعبة أو سهلة بالنسبة إليه سبحانه ، تجري الأمور بالنسبة إليه سبحانه بمجرد الأمر.ولقد بلغ من ضلال هؤلاء الجاحدين , أن أنكروا على الله تعالى البعث , واعتقدوا استحالة أن يحيا الإنسان بعد الموت وهو وهم لا دليل عليه , فإن قدرة الله تعالى لا يستحيل عليها شئ , والله سبحانه قد خلق الإنسان من قبل وأوجده من عدم ,أفلا يقدر على إعادته كما بدأه ؟ والإعادة أهون من الابتداء , وقد ناقش القرآن الكريم أوهام المكذبين بالبعث فأظهر افترائهم , وكشف بهتانهم وهدم باطلهم الخبيث قال تعالى :" وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم ؟ قل يُحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون " سورة يس الآية 78 ـ 79 ـ ".. ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من استعان بغير الله ذل :

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صل الله عليه وسلم فقال لي : يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف .
رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح . وفي رواية غير الترمذي : احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا .

.وفي الحديث الصحيح عن النبي صل الله عليه وسلم قال :احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز . ومن ترك الاستعانة بالله ، واستعان بغيره ، وكله الله إلى من استعان به فصار مخذولا . وكتب الحسن رحمه الله إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ": لا تستعن بغير الله ، فيكلك الله إليه . ومن كلام بعض السلف : يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك ، وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك . جامع العلوم والحكم ". موقع فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من ذُكر من أسماء الملائكة :

جبريل: الملك جبريل ذكر أكثر من مرة في القرآن باسمه صراحة أو باسم الروح ، وهو الملك المتكفل بالوحي ، وله مكانة رفيعة عند الله حسب اعتقاد المسلمين ، فقد أرسله الله لأنبيائه ورسله ليبلغهم الوحي ، ولا تقتصر مهمته على تبليغ الوحي ، فقد كان ينزل في ليالي رمضان ليدارس النبي محمد صل الله عليه وسلم ـ القرآن. وقد أمّه صلاةً ليعلمه كيف يؤدي الصلاة ، ورقاه ، وحارب معه في غزوة بدر وغزوة الخندق.ميكائيل: ذُكر في القرآن باسمه صراحة ، ويذكر ابن كثير رحمه ـ بأنه هو الملك الموكل بالقطر والنبات.إسرافيل: وهو الملك الذي ينفخ في الصور عند قرب القيامة ، وكان هؤلاء الثلاثة (جبريل وميكائيل وإسرافيل) يستفتح بهم النبي محمد صل الله عليه وسلم " صلاته في الليل ويذكرهم في دعائه. فيقول :" اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمد صل الله عليه وسلم أجرني من النار .

ومالك ورضوان: ومالك هو خازن النار جاء اسمه صريحاً في القرآن، ورضوان هو خازن الجنة وجاء اسمه صريحاً في بعض الأحاديث.منكر ونكير: هما ملكان موكلان بسؤال الإنسان عند موته في قبره عن دينه وإلهه ونبيه، وقد جاء اسمهما صريحاً في بعض الأحاديث هاروت وماروت: ملكان ذُكر اسمهما في القرآن وقصتهما، فهما الملكين اللذين تساءلا عن كيفية عصيان الإنسان لله بحسب ماهو مذكور في القرآن.
ملك الموت: هو الملك الموكل بنزع أرواح العباد، وجاء ذكر اسم "ملك الموت" في القرآن، ولكن لم يُذكر اسمه الحقيقي ، إلا أنه بعض المسلمين يسمونه عزرائيل، وهو اسم لم يُذكر في النصوص الشرعية في الإسلام.حملة العرش: هم ملائكة موكلون بحمل العرش وعددهم ثمانية ، وجائ ذكرهم في القرآن.الرعد: هو ملك موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوقها حيث شاء الله وقد ذُكر في بعض الأحاديث.ملك الجبال: هو ملك موكل بالجبال وذُكرت له قصة مع النبي محمد صل الله عليه وسلم " في بعض الأحاديث. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم