من صفة المسلم التوكل على الله :

حقيقة التوكل :

لو كنت متوكلا على الله حق التوكل لما قلقت للمستقبل ولوكنت واثقا من رحمته تمام الثقة لما يئست من الفرج ولوكنت موقنا بحكمته كل اليقين لما عتبت عليه فى قضائه وقدره ولو كنت مطمئنا الى عدالته بالغ الاطمئنان لما شككت فى نهاية الظالمين , إن الايمان والامل متلازمان فالمؤمن اوسع الناس أملا وأكثرهم تفاؤلا وإستبشارا وأبعدهم عن التشاؤم والتبرم والضجر إذ الايمان هو الاعتقاد بقوة على أن لهذا الكون إله قادر لايخفى عليه شئ ولايعجزه  شئ فى الأرض ولا فى السماء , والاعتقاد بقوته تعالى غير محصورة ورحمته سبحانه غير متناهية وكرمه , غير محدود والاعتقاد بأن الله  قدير رحيم يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء فهو سبحانه أرحم بعباده من الوالدة بولدها وأبر بخلقه من انفسهم إنه يداول الايام بين الناس فيبدل من بعد الخوف امنا ومن بعد الضعف قوة ويجعل من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا ومع كل عسر يسرا " قال تعالى :" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب , ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا " سورة الطلاق من الآية 2_ 3_ "وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين التوكل والتواكل
التوكل على الله تعالى والإعتماد عليه وحده سبب من أسباب النجاح لأنه يشعر العبد بالطمأنينة ويعطيه الإحساس بالأمان , والتوكل على الله باب من أبواب الرزق لأنه عندما يجعل الله وجهته ودليله , فالله لن يخيب أمله أو يقطع رجائه ولكن هذا لايجعله يتكاسل ويتهاون بل يعمل بجد ونشاط حتى يحقق لنفسه ما يريد يقول تعالى " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه " سورة الطلاق
وهذا يجعله مراقبا لله تعالى فى كل شئ وفى كل ما يقدم عليه وهذا يجعل العبد حينما يأخذ بالأسباب ألا ينسى رب الأسباب هو المسبب سبحانه وتعالى حتى لايهلك كما هلك قارون حين تنكر لنعم الله عليه وجحد نعمة الله فيه ونسبها لكده وتعبه وخبرته المشئومة قال تعالى " قال إنما أوتيته على علم عندى " سورة القصص
وعندما يتوكل العبد على ربه وخالقه يكون من أقوى الناس , والتوكل على الله لايتنافى مع الأخذ بالأسباب وفى عدم الأخذ بالأسباب نقص فى توحيد العبد والإعتماد على الأسباب فقط هى عقيدة المادين ومن لادين لهم
والله سبحانه قد طلب منا السعى على الرزق بالضرب فى الأرض قال تعالى " فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور " سورة الملك
والرسول صل الله عليه وسلم _ يقول : " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا " فالتوكل لاينافى الأخذ بالأسباب قال تعالى " وهزى إليك بجذع النخلة تساقطعليك رطبا جنيا " سورة مريم فقد أمر الله تعالى مريم عليها السلام مع ضعفها ساعة ولادتها لجنينها بأن تهز النخلة فدل ذلك على أهمية الأخذ بالأسباب إذ هو جزء من أسباب عمارة الحياة وإقامتها على طاعة الله
وقال تعالى موجها نبيه صلى الله عليه وسلم " فإذا عزمت فتوكل على الله ؟ سورة الأنفال
وفى الحديث أن رجلا سأل رسول الله صل عليه وسلم أأعقلها وأتوكل , أو أطلقها وأتوكل ؟ يسأل عن الناقة فقال إعقلها وتوكل " رواه الترمذى فلا تنافى بين العمل والحرص على ما ينفع وبين سكون القلب إلى الحق ورجائه ما عند الله وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين التوكل و التوحيد :

_ الواجب على المؤمن العاقل لزوم التوكل على من تكفل بالأرزاق إذا التواكل من واجبات الإيمان وكمال التوحيد وهو من أسباب الغنى ونفى الفقر ووجود الراحة وطمأنينة النفس وما توكل أحد على الله تعالى بصدق إيمان ويقين قلبه , حتى ضمن الله تعالى له الكفالة وكان أوثق بما فى يدى الله مما فى يده ولم يكله الله تعالى إلى عباده ورزقه من حيث لا يحتسب " قال تعالى " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " سورة الطلاق وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الرجاء والأسباب:

_ التجاؤك إلى الله تعالى عند الشدائد والنكبات , لاينافيه الأخذ بالأسباب فهو سبحانه هو الذى أمر بها ودل عليها ويسر السبيل إليها , وخلقها حيث أقامها تحقيقا لمصالح العباد ورحمة منه وفضلا منه بهم , والخائف إذا إلتجأ إلى حمى عزيز قوى فطلب منه وأشار عليه أن يدخل حصن من حصونه ففعل كان ذلك دليلا على الخضوع والإستسلام له وأجلب للحماية له ودفع الضر عنه " قال تعالى " وعلى الله فليتوكل المؤمنون  " سورة المائدة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اليقين والتوكل على الله:

_ إن أساس التوكل على الله والإعتماد عليه , لابد وأن يكون مصحوبا بالصدق فى العمل والإخلاص بالنية الصالحة , ولابد وأن يلزم ذلك يقين مطلق لايعتريه شك , ولا يصحبه تردد , ويتضح لنا ذلك من خلال ما حدث للخليل إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ذلك أن يقينه فى الله تعالى قد بلغ الكمال الأعلى , فعندما ألقى فى النار وقد استغاثت الملائكة بالله تعالى وهى تقول " إن عبدك إبراهيم عليه السلام سيحرق فى النار وهو الموحد الوحيد فى هذا المكان فقال الله لهم يا ملائكتى آذنت لكم إن إستغاث بكم , وإن استغاث بى فسيجدنى بجواره وعندما ألقوه فى النار جاءه ملك الرياح وقال : ألك حاجة يا إبراهيم؟ قال إبراهيم ليست لى حاجة فقال يا إبراهيم : لو شئت لبعثرت عليهم النار فأحرقهم , وأبى إبراهيم عليه السلام ذلك , وجاءه جبريل عليه السلام طائر بأجنحته وقال ألك حاجة يا إبراهيم ؟ فقال إبراهيم كيف يكون لى عندك حاجة وأنسى الذى بعثك ؟ فأنقذه الله تعالى من النار وجعلها بردا وسلاما عليه قال تعالى " وقلنا يا نار كونى بردا وسلام على إبراهيم " سورة الأنبياء وهذا هو الإحساس باليقين الصادق عند خليل الله إبراهيم عليه السلام , فهل بعد ذلك نتجه للمخلوقين وندعوا غير الله ؟ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الثقة بالله هى أهم أسباب التوكل على الله:

_ إن من أهم أسباب علاج النفس واصلاحها , هو أن يثق العبد بأن مافى يد الله تعالى أقرب إليه مما فى يده قال تعالى " وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها " سورة هود وقال صل الله عليه وسلم " ألا أيها الناس أجملوا فى الطلب فإنه ليس لعبد إلا ماكتب له " رواه الحاكم من حديث جابر رضى الله عنه وقال صحيح الإسناد ولو علم الذى يأكل الحرام أن ما أكله هذا هو رزقه الذى قسمه الله له , ولكنه تعجله وسار إليه فى غير ما أراد الله له , ما سرق أو غش أو خان " ألا ترى أن الله تعالى يرزق أعدائه من عباد البقر والشمس والقمر والنار وغيرهم فكيف بمن يعبد الله ؟ فلو أيقن كل منا أن رزقه مكتوب قبل أن يولد وما عليه إلا السعى لأخذه , وأنه لن يموت قبل أن يستوفى جميع ما كتب له من الرزق , وأنه مهما إحتال فلن ينال إلا ماكتبه الله له لاسترحنا ولتعاملنا مع الأسباب بهدوء بال ؟ ورحة وما تنافسنا وتخاصمنا وتدابرنا من أجل الدنيا والكل سيأتيه رزقه قال تعالى " وفى السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون " الذريات ـ . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الإيمان والتوكل على الله :

_ العقيدة الصحيحة هى الدين الخالص الذى لايعرف معبودا غير الله الواحد الأحد كما قال تعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " وعلى هذا الأساس فالمسلم يتوكل على الله فى كافة شئون حياته حتى يحظى بمقام الحب ويكون فى كفالة العلى الأعلى قال تعالى " إن الله يحب المتوكلين " سورة آل عمران آية 119_ وقال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا " سورة الطلاق آية 3_ وعندما يقول العبد تلك العبارة المأثورة " لا إله إلا الله وحده لاشريك له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير " يكون قد جمع بين الإعتراف بالتوحيد والقدرة والحكمة فالتوحيد فى قوله " لا إله إلا الله وحده لاشريك له والقدرة فى قوله له الملك , والحكمة فى قوله وله الحمد ولهذا جاء الأمر القرآنى فى قوله تعالى " وتوكل على الحى الذى لايموت وسبح بحمده وكفى بذنوب عباده خبيرا " سورة الفرقان آية 58_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حسن التوكل على الله

قال تعالى " أليس الله بكاف عبده ويخوفنك بالذين من دونه , ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل , أليس الله بعزيز ذى انتقام " سورة الزمر آية 36_ 37_ إن صدق اليقين وعمق الإيمان فى قلب كل مؤمن , يسرى فى كيانه كله فى مدخله ومخرجه وفى نومه ويقظته , ومن حديث أبو داود والترمذى عن أنس رضى الله عنه قال : قال : رسول الله صل الله عليه وسلم " من قال يعنى إذا خرج من بيته , بسم الله توكلت على الله لاحول ولا قوة إلا بالله , يقال له هديت ووقيت وتنح عنه الشيطان " فالمسلم حين يخرج من بيته ويحسن اليقين بالله عز وجل ويمارس نشاطه متوكلا على الله تعالى ومستحضرا عظمته يكفله الله ويرعاه , ويسدد خطاه " قال تعالى " وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا " سورة إبراهيم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين التوكل والاعتماد على الله

المسلم يرى التوكل عبادة دينية وعقيدة إسلامية وفى ذلك يقول الله تعالى " وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا " سورة إبراهيم وقال تعالى " وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين " سورة المائدة فالتوكل عند المسلم عمل وأمل , مع هدوء قلب وطمأنينة نفس واعتقاد جازم بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن , وأن الله لايضيع أجر المحسنين , والمسلم يفهم التوكل على الله على أنه جزء من إيمانه وعقيدته أنه طاعة مع إعمال كافة الأسباب المطلوبة لأى عمل يريد مزاولته والعمل به , والمسلم لايطمع فى ثمرة بدون أن يقدم أسبابها أو الحصول على نتيجة ما بدون أن يضع مقدماتها , غير أنه يعمل بالأسباب ثم هو يفوض أمره إلى الله سبحانه وتعالى إذ هو القادر عليه دون سواه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الهدى النبوى:

          " التوكل على الله "

_ عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول :" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو غماصا وتعودوا بطانا " رواه الترمذى هذا الحديث الشريف : يبين لنا حقيقة التوكل وما ينبغى أن يقوم به المسلم حتى يكون للتوكل أثر فى نجاح سعيه وتحقيق مايريد , وهو أن يأخذ بالأسباب حتى تتحقق له الغاية التى يرجوها , من غير تقصير فى عمل يوصل إليها , أو جهد يساعد على النهوض فى سبيلها , فالتوكل لايعنى السلبية والتهاون , والجرى وراء الأمانى الكاذبة , وكل هذه صور إهمال تدعوا للتمسح الخاطئ بالقدر وهى ليست منه فى شئ " قال تعالى :" وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " سورة التوبة الآية 105_ ولقد أكد لنا الحديث على المفهوم الحقيقى للتوكل بقوله " حق توكله " فالمتوكل الحقيقى يحظى برعاية الله تعالى له وعونه وتوفيقه , وكل مخلوقات الله تعالى قد أغدق الله تعالى عليها من رزقه , وما يكفيها وأكثر ومن ذلك ما ذكر الحديث عن الطير فى تبكيرها وهى لاتتباطأ فى سعيها وتنتشر فى الأرض هنا وهناك ولا ترجع إلى عشاشها وأولادها إلا وقد رزقها الله سبحانه وتعالى , ومن هنا فإن الإنسان لو أحسن السعى وقرن ذلك بالتوكل , مع الثقة بالله وحسن الظن به سبحانه لرزقه كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعودوا بطانا , ومن ذلك نتعلم أن التوكل على الله عقيدة تعطى النفس طاقة روحية وأمل فى توفيق الله سبحانه وتعالى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التوكل لا التواكل :

_ إن واجبات العقيدة الإسلامية التوكل على الله , والمسلم الصادق هو الذى يعيش على هذه العقيدة الصحيحة من التوكل على الله والإعتماد عليه وحده فهو يقول ويردد فى صلاته كل يوم أكثر من خمسة عشرة مرة " إياك نعبد وإياك نستعين " وذلك عند قراءة فاتحة الكتاب " ومعناها أننا ياربنا نخصك وحدك بالعبادة والطاعة , ونستعين بك فى جميع أمورنا وسائر أحولنا , فأمورنا كلها بيدك وحدك , لايملك منها أحد مثقال ذرة ولا أقل من ذلك " وفى القرآن الكريم :" وتوكل على الحى الذى لايموت " سورة التغابن وقوله تعالى :" حسبنا الله ونعم الوكيل " سورة آل عمران وكان صل الله عليه وسلم إذا خرج من بيته كان يقول :" بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وعلى الله فتوكلوا :

_روى الإمام أحمد وغيره عن النبى صل الله عليه وسلم قال :" لايبلغ العبد حقيقة الإيمان , حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه , وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه "
و قال تعالى " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " سورة التوبة والتوكل صفة من صفات المؤمنين وثمرة من ثمار الإيمان بالقضاء والقدر قال تعالى " وعلى الله فليتوكل المؤمنون " سورة التغابن , وحين يتوكل المسلم على ربه سبحانه , فإنه يستند إلى السبب الأقوى والركن المتين , إنه بستند إلى ذى الحكمة والقوة والرحمة
ومالك الأمر والتدبير وهو سبحان لن يُضيع من استند إليه ولن يخذل من توكل عليه قال تعالى " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " سورة الطلاق وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الحب والتوكل على الله :

_ إن حب المسلم لربه سبحانه وتعالى الذى يسيطر على بواعث فعله وتركه والذى يتمثل فى امتثال الأوامر واجتناب النواهى , من ثمرته يكون التوكل على الله تعالى حق التوكل , فالله سبحانه وتعالى هو صاحب القدرة والقوة , وهو القاهر فوق عباده , وهو كذلك صاحب العلم الواسع والغنى المطلق , وهو القادرعلى النفع والضرر والإعطاء والمنع , هذه هى عقيدة المسلم الصادق فى ربه الحكيم الخبير , ومن ثم كان توكل المسلم عن يقين وحب فى ربه , الذى يهديه ويتولاه ويرعاه قال تعالى :" وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا " سورة إبراهيم الآية 12_ إن التوكل على الله هو نتيجة حتمية وطبيعة للإيمان والحب فهو صفة من صفات المؤمنين قال تعالى :" الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون " سورة التغابن والتوكل على الله تعالى لايتنافى مع العمل والحرص على ما ينفع , وبين سكون القلب إلى الحق ورجائه فيما عند الله تعالى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى التوكل عليه ولايته :

ـ كما أخبر فى كتابه الكريم بأنه ولى المؤمنين وأنه يتولى الصالحين وهذا يتضمن أنه سبحانه يتولى مصلحهم فى الدنيا والآخرة , ولا يكلهم إلى غيره قال تعالى :" الله ولى الذين أمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " سورة البقرة 257 ـ وقال تعالى :" ذلك بأن الله مولى الذين أمنوا وأن الكافرين لامولى لهم " سورة محمد الآية 11 ـ وقال تعالى :" ومن يتوكل على الله فهو حسبه " سورة الطلاق الآية 3 ـ وقال تعالى :" أليس الله بكاف عبده " سورة الزمر الآية 36 ـ فمن تمسك بأوامر الله تعالى تولى الله حفظه ورعايته فى أمور دينه ودنياه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين التوكل والتواكل :

قال تعالى :" ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً " سورة الطلاق الآية 4 ـ
أى يجعل له من أمره يسراً فى الدنيا والآخرة , والتيسير ثمرة التوكل على الله تعالى
والتوكل على الله تعالى هو عمل وأمل , مع هدوء وطمأنينة القلب , وهو معرفة أن الأمور تجرى بيد الله , ولنعلم أن التوكل غير التواكل , فالتواكل هو ترك العمل وهذا ما نهى عنه ربنا عز وجل , أما التوكل الحق فيجلب الرزق لأنه تفويض الأمر لله تعالى :" ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره , قد جعل الله لكل شئ قدرا " سورة الطلاق الآية 3 ـ إن من أخذ بالأسباب وتوكل على الله , فإن الله تعالى يجعل له من أسباب الرزق ما لايخطر له على بال , ولا يكون فى حسبانه وفى ذلك حديث النبى صل الله عليه وسلم :" لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا " رواه ابن ماجة والحديث يبين أن الطيور قد خرجت تسعى على الرزق وهى جائعة , فرزقها الله تعالى فعادت شبعانة . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

النجاح فى التوكل :

ويقول الأديب الرافعى رحمه الله : مائة فى المائة فى التوكل
على الله تكون مائة من مائة فى النجاح , ولكن تسعة وتسعين
من المائة فى التوكل لا تكون إلا خيبة محققة " وهذا يعنى أن
التوكل الحقيقى على الله تعالى لا يكون إلا بالعمل مع الأخذ
بالأسباب وأن التواكل تفريط فى العمل وضياع للأسباب
" . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقيقة التوكل :


التوكل على الله هو اعتماد القلب على الله تعالى في استجلاب المصالح ودفع المضار، ومعناه ـ تفويض الأمر لله ، والإستعانة به في جميع الأمور، و ربط الأشياء بمشيئته ، والتوكل صفة إيمانية ، و يقين ، و ثقة ، ويكون التوكل مقرونا بالسعي و الحركة ، وعند مبادئ الأمور، و في سائر الأحوال. ولا يتحقق معناه بغير عمل فمن أراد الرزق أوالنجاح بذل الجهد متوكلا على الله ، وترك العمل تواكل مذموم ، قال الله تعالى :" ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا " سورة الطلاق الآية 3ـ فمن توكل على الله تعالى كفاه ما أهمه فى سائر أحواله وجميع أموره , إن الله بالغ امره , لايفوته شئ ولايعجزه , وقد جعل الله تعالى لكل شئ أجلا ينتهى إليه , وتقديرا لايُجاوزه " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

التوكل على الله :


قال تعالى :" ومن يتوكل على الله فهو حسبه " سورة الطلاق الآية 3 ـ التوكل من العبادات الواجب أدائها على كل مسلم , والتوكل من الصفات التي تدل على صدق الإيمان وقوة الاعتماد على الله , في استجلاب المصالح ودفع المضار في أمور الدنيا والآخرة , وهذا يدل على أن في التوكل كفاية للعبد وعون له في جميع ما ينزل به قال تعالى :" أليس الله بكاف عبده " سورة الزمر الآية 36 ـ فمن طلب الكفاية من غير الله فهو تارك لحقيقة التوكل قال تعالى :" وكفى بالله وكيلا " سورة الأحزاب الآية 2 ـ ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

التوكل على الله :

التوكل هو الاستعانة بالله وتفويضه في قضاء الأمور والتوكل هوغير التواكل فالأول طبع محمود والثاني ممجوج بل مكروه ، وفي الحديث عن عمربن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال:" لو أنكم توكلون , على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصا , وتروح بطانا. حديث صحيح " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم