من صفات المسلم :

علامات ونصائح :

من علامات أهل التقوى مراقبة الله في السر والعلانية , و من أراد الذل لنفسه فليعص الله تعالى , ولهذا كانت الحكمة أن يفعل العبد ما أمر الله به , وأن ينتهي عما نهى الله عنه . ومن علامات حب الله تعالى مُجالسة المساكين ومحبتهم والقرب منهم والتبسط معهم , وأن أعود المريض وأعين ذا الحاجة , وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , وأن أقبل على الله إقبال العبد الذليل المنكسر , المحب الخائف الطامع في كرمه سبحانه وتعالى , وأن حسن الخلق مفتاح القلوب , والجود مكرمة الرجال , وأن الصابرين هم رجال الله وخاصته , وأن الجهاد في سبيل الله شرف الأمة , وأن الإيمان قول وعمل , وأن القلب إذا مليء إيمانا وصدقت جوارحه ازداد طاعة وإخلاصا لله تعالى , وان عليَّ أن أقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وأن الرجل لا يعرف إلا بأسباب الحق عنده . وأن الحق لا يُعرف بالرجال , اعرف الحق تعرف أهله .

. وأن الحقيقة غاية كنقطة الضوء في زمن الظلام , وأن الظلم عار , دروبه معتمة , وهو مفسدة للمروءة , ومقبرة للرجال .وأن السراء بيد الله وأن الضراء بيد الله . فعلي في الأولى الشكر وفي الثانية الصبر . وأن مقتل الرجل بين فكيه فلا أقول إلا حقا ولا أقول إلا صدقا عملا بقوله تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " سورة ق الآية 18 . التواضع رفعة , و الكبر جهالة , قال الله تعالى : " ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور " سورة لقمان الآية 18 . ولابد من استعلاء الإيمان , ومن ذلك الاستغناء عن الناس واللجوء إلى رب الناس قال الله تعالى : " أليس الله بكاف عبده " سورة الزمر الآية 36 . ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صفات المسلم :

المسلم الحق هو من رضي بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد رسولاً , وهو الذي يسعى إلى تحصيل رضا الله ، ويتلمس الطرق التي تقربه من ربه وتبعده عن سخطه وعقوبته حتى ينال رضا الله ومغفرته ورحمته , والله سبحانه يرضي لنا أن نعبده لا نشرك به شيئاً ، وأن نتمسك بكتابه وسنة نبيه محمد صل الله عليه وسلم ، ولا نحيد عنهما ، ولا نبغي عنهما حولاً، ولا نرضى عنهما بدلاً كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم ":إن الله يرضى لكم ويكره لكم ثلاثاً: فيرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال ، وكثرة السؤال، وإضاعة المال "رواه مسلم . هكذا الحديث في صحيح مسلم بدون ذكر الخصلة الثالثة التي رضيها الله لنا ، وقد وردت في مسند أحمد هكذا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم.

تقرب من الله تعالى :

على المسلم أن يتقرب إلى الله تعالى بمزيد من الأعمال الصالحة التي تأخذ بيده على رحاب مولاه سبحانه وتثبته على الصراط المستقيم ليُضاعف له الأجر والمثوبة كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال :" قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث ذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول ." . ورواه البخاري بنحوه واللفظ لمسلم . ولهذا من رضا الله تعالى عنا أن نحرص على إقامة العبادات الفعلية والقولبة لأن رسول الله صل الله عليه وسلم بين لنا أن العبد لا يصل إلى رضا الله بقيامه بأعمال كثيرة فمن ذلك الصيام ابتغاء مرضاة الله ,

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال": لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، قال: قال ربكم عز وجل: عبدي ترك شهوته وطعامه وشرابه ابتغاء مرضاتي، والصوم لي وأنا أجزي به. رواه أحمد، وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: "صحيح وهذا إسناد قوي ". ومن ذلك أيضا ذكر الله فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنَّ النبي صل الله عليه وسلم قال: " ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأرضاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال:" ذكر الله. وقال معاذ بن جبل: ما عمل امرؤ بعمل أنجى له من عذاب الله عز وجل من ذكر الله. "رواه ابن ماجه، وقال الشيخ الألباني: "صحيح" كما في صحيح ابن ماجه .

الجهاد أفضل العمل :

ومن الأعمال العملية التي يحصل بها العبد على رضا الله: الجهاد في سبيل الله قال الله تعالى :" وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم " سورة الحج الآية 78ـ قال صل الله عليه وسلم: " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل ما بين الدرجتين كما بين السماء و الأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة و أعلى الجنة و فوقه عرش الرحمن و منه تفجر أنهار الجنة" رواه البخاري
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صل الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل: " قال أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيل الله ابتغاء مرضاتي ضمنت له أن أرجعه إن أرجعته بما أصاب من أجر أو غنيمة ، وإن قبضته غفرت له ورحمته. " رواه النسائي وأحمد، وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: "صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم".

مجاهد النفس تعدل الجهاد :

قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه" رواه ابن النجار وصححه الألباني فخالف نفسك اليوم في شيء وجاهدها عليه وارتق الدرجات عند الله تعالى . السعي على خدمة الأرملة والمسكين: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أوالقائم الليل الصائم النهار " رواه البخاري وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم "ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم " فذكر الحديث.. قال أنس لقد رأيته يكيد بنفسه -أراد أنه قارب الموت بين يدي رسول الله صل الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صل الله عليه وسلم فقال " تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا بك يا إبراهيم لمحزونون "رواه أبو داود، وقال الشيخ الألباني: "صحيح" كما في صحيح أبي داود

الدين المعاملة :

حيث أرشدنا النبي صل الله عليه وسلم إلى أن رضا الله يُدرك بكلمة حسنة يقولها المؤمن لأخيه المؤمن كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال :" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم "رواه البخاري. وأوْلى بحسن الكلام ، وطيب المعاملة من كانا سبباً في وجودك أيها الإنسان بعد الله تبارك وتعالى وهم الوالدان فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صل الله عليه وسلم قال:  "رضي الرب في رضى الوالد ، وسخط الرب في سخط الوالد  " رواه الترمذي، وحسنه الألباني كما  في الصحيحة. " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

موعظة :

المسلم الصادق هو من يتقى الله تعالى ويراقبه في أقواله وأعماله وسائر أحواله ، و يطيعه فيما أمره به ولا يعصه فيما نهى عنه وزجر ، استجلبنا للخير واستمساكا بالطاعة ، فما محقت البركات إلا بفعل المعاصي والذنوب ، وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه " والمقصود يُحرم بركة الرزق , ويقول عمر بن ذر رحمه الله تعالى : "يا أهل معاصي الله ، لا تغتروا بطول حلم الله عنكم ، واحذروا أسفه ، فإنه تعالى قال: "فلما آسفونا انتقمنا منهم". وانظر أخي الحبيب فيما كان يتنافس السلف الصالح ، كما نتعلم من هذا الموقف عن حنظلة الأسيدي رضي الله عنه وكان من كُتاب الوحي لرسول الله صل الله عليه وسلم- قال: لقيني أبو بكر رضي الله عنه فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت نافق حنظلة. قال: سبحان الله ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صل الله عليه وسلم- يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين ، فإذا خرجنا من عند رسول الله صل الله عليه وسلم- عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً .

قال أبو بكر: فو الله إنا لنلقى مثل هذا ، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صل الله عليه وسلم- قلت: نافق حنظلة يا رسول الله ، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم- وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا. فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" ثلاث مرات. رواه مسلم في صحيحه ـ وليس العجب من رغبة حنظلة أن يظل على حالته عند سماع الذكر وفي مجالس النبوة ، بل العجب من اتهام أبي بكر رضي الله عنه صديق الأمة لنفسه ، سبحان الله وهو من هو نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إليه أخذ الكرام عليه ." .موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من علامات الصادقين :

كان عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه ـ يقول :" ما أصابتني مصيبة إلاَّ حمدت الله فيها على ثلاثة أمور : أنها لم تكن في ديني ، وأنها كانت هكذا ولم تكن أكبر من ذلك ، وحمدته على الثواب الذي أرجوه منها." أخي الحبيب إن أهل الحق لا تتشابه عليهم الأمور، ولا تزيغ قلوبهم عن الإيمان والحق ، فهم لا ينافقون ولا يكذبون. أهل الحق يتخذون من شريعة الله منهجاً ، يطبقونه في جميع مجالات حياتهم ، ومن القرآن دستوراً يُحكمونه في جميع أقوالهم وأفعالهم . وأهل الحق يتفكرون دائماً بعظيم خلق الله وصنعه ومعجزاته الكونية. ويؤمن أهل الحق بأن النفع والضرر من عند الله تعالى ، ولهذا فهم يحمدون الله على ذلك ، بقلوبٍ نقية ، وأنفس مؤمنة , وموقنة بالفرج من عند الله عزوجل . لأنهم يؤمنون بالقضاء والقدر، ولا يسألون تفسيراً لذلك. وأهل الحق هم من يحرصون على عباداتهم استعداداً ليوم الحساب. ويُحسنون الظن بالله ، وهم يعلمون أن في كل أمر الله خير، ويرون الخير في الشر، إيماناً منهم أن ما أصابهم من الضر كان منعاً لمضرةٍ أكبر، حماهم الله منها.

ولو فقد الإنسان يقينه بالله ، واستسلم لوساوس الشيطان ، لفقد لذة العيش مع الله ، والشعور بالرضا و الراحة ، ومن ثم يبقى على قلقٍ دائمٍ من المستقبل ، ويخاف من الغيب ، لا يثق بتدابير الله لأموره و حياته ، يبقى على شك في قدرة الله له بإخراجه من ضيقه ، متردد بالثقة بالله ، يقينه ضعيف بجبروت الله ، ظاناً بأن العبد سيفيده و سيرزقه و سيساعده في ضيقه ، ناسياً بأن العباد هؤلاء خلقهم الله عز و جل ، ومصيره و مصيرهم معلقٌ بيدي الله تعالى ، فلا يملك لنفسه النفع و الضر إلا إن أراد الله و شاء بذلك , قال تعالى :" ما يفتح الله من رحمة فلا ممسك لها وما يُمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ." سورة فاطر الآية 2 ـ ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نصائح وعظات نبوية :

لاتكثر من الكلام بغير ذكر الله فليس أحسن و لا أبلغ من سكوت إذا كثر اللغط.ولهذا يقول النبي صل الله عليه وسلم :من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت." وكذلك يقول عليه الصلاة والسلام :" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها درجات."ومن وصايا أبي الدرداء رضي الله عنه:أنصف أذنيك من فيك، فإنما جعل الله لك أذنين اثنين وفما واحدا،لتسمع أكثر مما تقول.ويقول الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى:" المؤمن قليل الكلام كثير العمل،والمنافق كثير الكلام قليل العمل . ومن ثم كانت من صفات التقي السعيد الإشتغال بإصلاح عيوب نفسه بدلا من تتبع عيوب الآخرين. يقول زين العابدين بن على رضي الله عنهما :"ما أحسب أحدا تفرغ لعيب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه. وكذلك كان ميمون بن مهران يذهب إلى سيد التابعين الحسن البصري، يطرق بابه ويقول له": يا أبا سعيد قد آنستُ من قلبي غلاظة فألِنْ قلبي بما عندك. كان ابن رواحة يأخذ بيد أبي الدرداء رضي الله عنهما ويقول: تعال نؤمن ساعة.فيتذاكران معا أمر الإيمان، ويتعرفان على مسالك التوبة والطريق إلى طاعة الله تعالى ,ويتحادثان بما يصلح النفس أو يصلح بين الناس.دعاء مؤلف:اللهم بارك لنا في ذكرك ولا تشغلنا بغيرك ووفقنا لحمدك وشكرك وأدم علينا عفوك وسترك وأحسن خاتمتنا واغفر لنا ذنوبنا فليس لنا رب سواك ندعوه. ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صفة المسلم التفكر في مخلوقات الله تعالى :

تفكروا في خلقه تهتدوا:

هذه آيات من أواخر سورة آل عمران من قوله تعالى:" ولله ملك السموات والأرض والله على كل شيء قدير , إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب " سورة آل عمران الآيات: 189 ـ 199ـ وكما في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "لما نزلت هذه الآية على النبي صل الله عليه وسلم قام يصلي، فأتاه بلال يؤذنه بالصلاة، فرآه يبكي فقال: يا رسول الله، أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؛ فقال: يا بلال، أفلا أكون عبداً شكوراً، ولقد أنزل الله عليَّ الليلة آية :" إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب" ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها " رواه ابن حبان في صحيحه .

ولقد أمرنا الإسلام بالتفكر في مخلوقاته وآياته ونهانا عن التفكر في ذات الله الحكيم الخبير وفي ذلك يقول النبي صل الله عليه وسلم عن النهي في التفكر في ذات الله تعالى ، وأمر بالتفكر في آياته ومخلوقاته ، كما في معجم الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:" تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في الله. قال تعالى :" إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب , الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك قنا عذاب النار " سورة آل عمران الآية : 190 ـ و191ـ وقال سبحانه :" الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيُمسك التي قضي عليها الموت ويُرسل الأخرى إلى أجل مسمي إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " سورة الزمر الآية : 42 ـ

ـ لقد أثنى الله عز وجل في هذه الآيات على عباده أصحاب العقول النيّرة والضمائر الحيّة الذين يرون الأحداث والمتغيرات بقلوبهم ، وبذلك تزكوا نفوسهم وتصفوا أذهانهم وترتقي أحاسيسهم لما لهم مع آيات الله الكونية والشرعية شأنٌ وأي شأن ، حيث وصفهم الله عز وجل بقوله :" والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا " سورة الفرقان الآية :73ـ ـ ومن ثم انظر في نفسك وتفكـر في مشيبك ومرجعك ودفنك بعد عـزك في التراب إذا وافـيت قبراً أنت فيه ... تقيم به إلى يـوم الحسـاب وفي أوصال جسمك حين تبقى ... مقطعةً ممزقـة الإهاب
فلولا القبر صار عليك ستراً ... لأنتنتِ الأبـاطح والـرَّواب
خُلقت من التراب فصرت حيـاً ... وعلمت الفصيح من الخطاب
فطلّق هذه الـدنيـا ثلاثـاً ... وبادر قبـل موتك بالمتاب

وفي فضل التفكر وردت عبارات عن كثير من السلف رضوان الله عليهم يقول أبو الدرداء رضي الله عنه : تفكر ساعة خير من قيام ليلة . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : ركعتان مقتصدتان في تفكير خير من قيام ليلة والقلب ساه . وقال عمر بن عبد العزيز : الكلام بذكر الله عز وجل حسن والفكرة في نعم الله أفضل العبادة . وقال لقمان الحكيم رضي الله عنه : إن طول الوحدة ألهم للفكرة وطول الفكرة دليل على طرق باب الجنة . وقال وهب بن المنبه رحمه الله تعالى : ما طالت فكرة امرئ قط إلا فهم ولا فهم امرؤ قط إلا علم ولا علم امرؤ قط إلا عمل . فهلا أعملنا فكرنا أيها الموحدون وأطلقنا له العنان يهيم في ملكوت الله لعله يرجع بثمار المعرفة فيتجدد بها الإيمان وننال بذلك رضي الرحمن .أيها الحبيب تأمل في الوجود بعين فكر ..... ترى الدنيا الدنيئة كالخيـال ومن فيها جميعاً سوف يفنى..... ويبقى وجه ربك ذو الجلال.دعاء مؤلف :اللهم لا تؤمنا مكرك , ولا تولنا غيرك , ولا تنزع عنا سترك , ولا تنسنا ذكرك , ولا تجعلنا من الغافلين.". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم