من أخص صفات المسلم الحرص على نظافة جسده وثوبه والمكان الذى يعيش فيه :

من أخص صفات المسلم الحرص على نظافة جسده وثوبه والمكان الذى يعيش فيه :

النظافة من أهم الصفات التى دعا إليه الإسلام , وحبب المسلمين فيها حتى قال فيها رسول الله صل الله عليه وسلم :" الطهور شطر الإيمان " ويبين الرسول صل الله عليه وسلم :" النظافة من الإيمان " والإسلام يحرص على أن يقف المسلم بين يدى الله للصلاة خمس مرات , ولابد أن يكون المصلى طاهراً نظيفا , فى بدنه , وفى ثوبه , وفى المكان الذى يصلى فيه , ولحرص الإسلام على نظافة المسلمين حبب إليهم كثرة الوضوء , وطالبهم بالإستحمام فى كل أسبوع مرة أو مرتين وخاصة عند صلاة الجمعة والعيدين , وليست النظافة مقصورة عند الصلاة وفقط , بل إن المسلم مطالب فى حياته العامة والخاصة أن يكون حسن المظهر , نظيف البدن والثياب , كما يحرص كذلك على طاهرة قلبه من الأمراض كالكبر والحقد والحسد والكراهية .

ولقد أمر الله تعالى نبيه محمد صل الله عليه وسلم ـ فى بداية الدعوة الإسلامية فى أول سورة المدثر بقوله تعالى :" يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجو فاهجر " سورة المدثر الأية 1 ـ 5 ـ وأمر الله تعالى لرسوله صل الله عليه وسلم ـ إنما هو أمر للمسلمين جميعا , فنحن مطالبون بالطهارة والنظافة فى كل شئون حياتنا , وقد طبع الله تعالى رسوله صل الله عليه وسلم ـ على حب الطهارة , وكمله بهذه الصفة , فكان صل الله عليه وسلم ـ كما تذكر لنا كتب السير والتاريخ " يحب الرائحة الطيبة , والثياب النظيفة , ويحرص على ذلك وخصوصا عند الصلاة , وكان يلبس أنظف ثيابه وأحسنها عند صلاة الجُمع والأعياد .
وقد حث الإسلام على ذلك وأمر بالتزين المقبول , الذى يعتمد على نظافة الجسم والثياب والمكان , وبخاصة فى الصلاة وعند الإجتماع بالناس وفى ذلك قوله تعالى :" يبنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا وإشربوا ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين " سورة الأعراف الأية 31 ـ

والإسلام يدعوا إلى الإعتدال ويحث على التزين المقبول , كما دعا إلى الإعتدال فى تناول الطعام والشراب كما سبق أن ذكرنا , ولكن بعض الناس قد يبالغون فى التزين إلى درجة الإسراف , فنجد بعض الشباب فى هذه الأيام , يلبسون الحرير , ويتزينون بالسلاسل الذهبية , تشبها بالنساء , وهذا مما حرمه الله , وكما يأمرنا الإسلام بالتمتع بطيبات الحياة ومتعها فى حدود ما أحل الله تعالى , فإنه كذلك ينهانا عن الإسراف فى كل ما نتناوله من طعام وشراب ولباس وغير ذلك , وخير الأمور الوسط وهو الحد المعقول الذى أمرنا به ديننا الإسلامى , وهو ما يبعد الإنسان عن المبالغة فى الشئ أو الحرمان منه والإبتعاد عنه .

والمقصود من قوله تعالى :" خذوا زينتكم " أى البسوا أحسن ثيابكم وأنظفها وأجملها عند الصلاة , ومما ورد فى الحديث أن الرسول صل الله عليه وسلم ـ رأى رجلا أشعث الرأس فقال : أما يجد هذا الرجل ما يسكن به شعره ؟ ؛ ثم وجد رجلا وسخ الثياب , فقال أما يجد هذا الرجل ما ينظف به ثوبه ؟ ؛
والإسلام كذلك ينصحنا بنظافة المكان الذى نعيش فيه , حتى لايتكاثر به الذباب والبعوض وغيرهما من الحشرات التى تسبب الكثير من الأمراض .

ولقد نصح رسول الله صل الله عليه وسلم ـ المسلمين بالحرص على نظافة بيوتهم من القاذورات وألا يتشبهوا باليهود , لأنهم كانوا يتركون القمامة فى بيوتهم , مما يبعث منها الروائح الكريهة , التى تؤدى إلى تراكم الذباب والبعوض اللذين هما مصدر للأوبئة والأمراض كما أثبت ذلك الطب الحديث , فقال صل الله عليه وسلم :" نظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود " فالحرص على النظافة مطلب دينى , ومظهر حضارى , وهى من الوسائل التى تساعد الإنسان على الإحتفاظ بصحته , وتكسبه حب الناس وإحترامهم . ومن أراد المزيد فلينظر المنتدى الثانى باب الطهارة وأنواعها فى الإسلام ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم