بين الإسلام والأمل :

بين اليأس والأمل :

_ اليأس يتنافى مع الحياة , والأمل هو الباعث الحقيقى على الحياة واستمرارها , والأمل هو الذى يعطى الإنسان الإرادة القوية والعزم الصادق من أجل تحقيق ما يريد , ومن هنا كان على المسلم الصادق بما أنه يعيش من أجل غاية وتحقيق هدف ورسالة , ألا يكون لليأس عليه سبيل مهما كان عليه من ضغوط , لأن إيمانه بالقضاء والقدر يجعله يتقبل ما ينزل به من بلاء ويقابله محتسبا الأجر والثواب من الله رب العالمين , فإذا نزل به مايكره لايحزن ولا يجزع , وإذا نزل به خير يفرح ولكن من غير بطر أو خيلاء قال تعالى :" لكيلا لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لايحب كل مختال فخور " سورة الحديد الأية 23_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الإيمان والتوازن النفسى :

المؤمن الصادق هو الذى يصل بإيمانة إلى أن يكون , متوازنا مع نفسه فى جميع ظروفه وأحواله وتصرفاته فإذا كان فى نعمة لايتكبر , وينسى مصدر النعم والعطاء وينسب الفضل لنفسه أو لذكائه , كما فعل قارون وكان من قوم موسى عليه السلام ـ فطغى وبغى بما أعطاه الله من نعم يقول الله تعالى فى شأنه وأمثاله فى كل أمة :" قال إنما أوتيته على علم عندى " سورة القصص الآية 87 ـ وإنما شعار المسلم الصادق قوله تعالى :" ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم " سورة النمل الآية 40 ـ والمؤمن يعلم أن الله تعالى يمتحنه من خلال ما أنعم عليه به والله سبحانه يبتلى بالخير كما يبتلى بالشر قال تعالى :" ونبلوكم بالخير والشر فتنة " سورة الأنبياء الآية 35 ـ 1ـ

ـ والمؤمن يحسن التصرف فيما أولاه الله من نعم ولا ينسى قول الله تعالى :" وأحسن كما أحسن الله إليك " سورة القصص الآية 77 ـ والمؤمن يلجأ إلى ربه عز وجل فى حال الشدة , معتصما بالصبر ومتخذاً
منه جُنةً ووقاية تمنعه من التسخط والضجر , والقلق والإضطراب النفسى وكل ذلك لإيمانه بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره ، وهو أحد أركان أركان الإيمان السته , والإنسان بحكم طبيعته فى كثير من الأحيان , عاجز عن إدراك حقيقة ما ينزل به , فقد ينظر إلى الشئ على أنه خير له , لأنه يحبه وفى ظاهره المصلحة له ولكن فى الحقيقة فيه شر كبير عليه , وقد ينظر على أنه شر يكره ولكن فيه الخير الكثير , قال تعالى :" وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " سورة البقرة الآسة 216 ـ 2 ـ

فالإيمان الحق يحفظ للإنسان توازنه واستقراره , ويضمن للنفس سلامتها وصحتها سواء عند الشدة والرخاء , أو الفشل والنجاح , وعندما يغيب الإيمان من حياتنا فإن الإنسان تتنازعه الأهواء وينسى ربه , الخالق المتصرف الرحمن الرحيم ذو الفضل والإحسان , الذى بيده ملكوت كل شئ وهو على كل شئ قدير , وهو بكل شئ عليم
فلنعتصم بالله العلى القادر وليكن لك , واحد منا وقفة مع نفسه ويؤكد ثقته بربه سبحانه وتعالى ما يجعله راضيا عن ربه , وعن نفسه فى كل وقت وحين "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 3 ـ

التفاؤل :

وهو سلوك طيب ومهم فى طباع المسلم , حيث أنه يهدى النفس ويشعرها بالراحة والأمان ويقلل من حدة التوتر والخوف والقلق , ويخلص النفس من الإحساس باليأس
يقول تعالى :" قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين , قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا القوم الضالون " سورة الحجر الآية 55 ـ 56 ـ ويحث الإسلام أتباعه على
نقل الأخبار السارة ويدعوا لمتابعة ذلك بروح الأمل والتفأل يقول صل الله عليه وسلم ـ يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا "
ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

خير الله أفضل :

ـ كما فى حديث ابن مسعود رضى الله عنه قال :" إن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة فينظر الله إليه فيقول للملائكة , اصرفوه عنه , فإن يسرته له أدخلته النار فيصرفه الله عنه , فيظل يتطير , ويقول سبقنى فلان , دهانى فلان , وما هو إلا فضل الله عز وجل " وأنشد أبو حيان فقال : ربما خير للفتى ـ وهو للأمر كاره ـ وأتاه السرور من ـ حيث تأتى المكاره " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الرضا والقناعة :

ـ قال معاوية بن الأسود رضى الله عنه فى قوله تعالى :" فلنحيينه حياة طيبة " الرضا والقناعة " ودخل أبو الدرداء رضى الله عنه على رجل يموت وهو يحمد الله فقال أبو الدرداء : أصبت إن الله عز وجل إذا قضى قضاء أحب أن يُرضى به " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الخير كله فى ذلك :

ـ عندما يلتزم المسلم فعل الخير ويتمثل بأوامر دينه ويتمسك بتعاليمه السمحة وأخلاقه الفاضلة , فإنه يكون فى أمان الله تعالى وحفظه , وبذلك يبتعد عن منغصات الحياة الفاسدة التى تعكر عليه صفو عيشه , وتجعله يعيش حياة ملؤها الألم والنكد , فإذا تمسك الإنسان بالفضائل والخلق الكريم كان فى ذلك الخير كله " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قوة الإرادة :

إن قوة الإرادة من الفضائل العظيمة التى ميز الله تعالى بها الإنسان , وهذه الصفة يندرج تحتها كثيرا من الفضائل , التى بها يصبح الإنسان ذا عزيمة صلبة , متصفا بالحلم والصبر على المكاره , وبذلك يستطيع تذليل العقبات التى تواجهه بما أوتى من قوة الإحتمال والقدرة على الثبات أمام الصعاب والشدائد " وقد قيل : أربعة تؤدى إلى أربعة : العقل إلى الرياسة , والرأى إلى السياسة , والعلم إلى التصدير , والحلم إلى التوقير . موقع من فقه الاسلام  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الإيمان والأمل :

الإيمان هو فطرة الله التى فطر الناس عليها , وهو معنى أصيل فى نفس كل انسان
سوى والإيمان من ضرورات الحياة التى يغذيها الأمل , الذى يبعث فى نفس الإنسان
حرصه على العمل وما تكون به سعادته فى الدنيا والآخرة , ولذلك فإن المؤمنين الصادقين هم الذين امتلأت نفوسهم بالسكينة والطمأنينة , ومن ثم تحظى بالأمل والتفاؤل وكما فى الحديث الذى رواه الإمام أحمد فى مسنده يقول صل الله عليه وسلم ـ إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل "

وفى هذا الحديث يحثنا رسول الله صل الله عليه وسلم ـ على فعل الخيرات ويزرع الأمل والتفاؤل والثقة , حتى لو قامت الساعة , وقارب الزمان أن ينتهى , ومن هنا فإن الأمل يبعث على الحياة , ويجعل الإنسان يعمل من أجل خيره ونفع الناس , إيمانا من بأن الله تعالى " لايضيع أجر من أحسن عملا " والإيمان والأمل يرتبطان ارتباطا وثيقا ولا ينفصل أحدهما عن الآخر , وعلى ذلك فإن المؤمن الحق لايتطرق إلى نفسه معانى اليأس والقنوط , أو يتسرب إليه القلق والإحباط , لما يرى من شدة المحن والشدائد التى تحيط به , ولأن الله تعالى حرم اليأس والقنوط , وجعل اليأس قرين الكفر والضلال ,

قال تعالى :" ولا تيأسوا من روح الله إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " سورة يوسف الأية 87 ـ وقال تعالى :" قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون " سورة الحجر آية 56 ـ فالأمل من أعظم نعم الله تعالى على عبادة بعد الإيمان به سبحانه كما جاء فى الحديث عنه صل الله عليه وسلم :" لولا الأمل ما أرضعت أم ولداً , ولا غرس غارس شجراً " رواه الخطيب البغدادى فى التاريخ .
موقع من فقه الاسلام للسيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الثقة والتفائل :

المسلم صاحب العقيدة الصحيحة والإيمان الصادق , يعيش فى الحياة مع الله وفى ظلال من الحرص على طاعته سبحانه والبعد عن كل ما يغضبه فعلا وقولا , والأمل والثقة فى الله والإعتماد عليه يعطيان للعبد حصانة , من أن يسيطر عليه الإحباط أو الوقوع فى اليأس , فإذا أردنا أن نحيا حياة ملؤها الأمل وتحقيق ما نريد بأذن الله ، علينا بالتفاؤل وبث روحة لمن حولنا ، أما اذا تشاءمنا وتقاعسنا وتكاسلنا لن نجني سوى التراجع إلى الوراء والنتيجة النهائية هي الخسران ، لذلك علينا أن نعود أنفسنا وقلوبنا على التفاؤل ، والبدء بحياة جديدة كلها تفاؤل وأمل بغد مشرق لكِ ننطلق إلى آفاق ليست لها حدود لبناء حياتنا بالشكل الأجمل وكما نريد. " ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى التفائل ثقة بالله :

ـ ما أجمل أن يكون الإنسان متفائلاً ، مترقباً دائماً للمستقبل الجميل المشرق ، إن الإنسان المتفائل هو من يلقى الناس بما يحبون ، وما يحب أن يلقاه الناس به , والعرب تقول "حُسن اللقاء أفضل من العطاء" ويعني به أن لقاء بالتفاؤل والبشر أفضل من الزاد والعطاء." ويقول النبى صل الله عليه وسلم :" أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منك بسط الوجه وحسن الخلق " رواه مسلم ـ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين النجاح والثقة :

النجاح والثقة , أمران متكاملان ، يصعب أن يتحقق أحدهما دون الآخر. فأساس النجاح هو الثقة فى النفس ، والثقة فى الغير، والثقة فى المستقبل. والثقة لا تعنى الغفلة أو الإعتقاد بأن كل شىء على ما يرام ، أوأنه ليس فى الإمكان أفضل مما كان ! كلا. والثقة لا تتعارض مع النقد أو إكتشاف الأخطاء والمطالبة بالتغيير للأفضل ، والثقة لاتعنى أيضا تخلى الإنسان عما بدأ به وهدم ما بناه وتخوين الآخرين. فالله عز وجل ـ خلق الإنسان قاصراً ، والكمال للخالق وحده والعصمة للأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه , وهذه نعمة من الخالق لدفع الإنسان للعمل والتقدم فالإنسان وإن كان قاصراً , فإنه دائما يسعى إلى الأفضل ولا يتحقق ذلك إلا بالعمل. وفى العمل يخطىء المرء ويصيب ، كما تتعارض المصالح ومن هنا الحاجة إلى التعديل والإصلاح , فهناك دائماً ما هو أفضل ، وليست هناك نهاية " للتجربة والخطأ , فالإنسان مادام يسعى ويجتهد هو فى رحلة مستمرة للتعليم ، وهو لا يتعلم إلا من أخطائه , فالتجربة والخطأ قد تكون سبب النجاح و تكاد تكون السبيل الوحيد للتقدم. ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الأمل والحياة :

الأمل يدفع بالإنسان نحو العطاء والتقدّم والعمل والنجاح , ويغرس فى النفس الثقة بالله والرضا بقضائه. ولا شيء يمكن أن يتم فى حياتنا دون الأمل والثقة , والثقة بالله أزكى أمل ، والتوكل عليه أوفى عمل , والإنسان دون أمل كنبات دون ماء ، ودون ابتسامة كوردة دون رائحة ، ودون إيمان بالله وحش في قطيع لا يرحم. بدل ان تلعن الظلام أوقد شمعة , والامل لا علاقة له بالمنطق , والعقل القوي الطامح دائم الأمل ، ولديه دائما ما يبعث على الأمل , والآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء , ولا يأس مع الحياة ، ولا حياة مع اليأس. ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

النجاح بين الدعاء والأخذ بالأسباب:
لكي ينجح المسلم في حياته و يصل لما يريد  لابد لتحقق النجاح من الأخذ بالأسباب فمن العبث  غير الممكن الدعاء بالنجاح , دون العمل أو الدراسة أو التمرين و العمل الدؤوب في المشاريع و الوظائف , و يجب أن نعلم أن الله عز وجل قد قدر كل شيء كل شيء مقدور مكتوب في اللوح المحفوظ فيجب أن يكون أول دعوانا أنه " لارادَ لقضاء الله إلا هو" إن الله عز وجل يكتب للانسان دائماً ما هو خير له و عندما يطلب الانسان من الله شيء و لم يكتبه له فليعلم ان الله سيعوضه خيرا منه "  سبحانه و تعالى عما يصفون" و عند الايمان بالله والأخذ بالأسباب يجب علينا أن نأخذ بالأسباب و لا ننس الدعاء فهو الأهم فقد روي أن النبي صل الله عليه وسلم قال:" اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً ، وأنت تجعل الحزن سهلاً إذا شئت. و قد لفت النبي صل الله عليه وسلم ـ  انتباهنا على أننا خطائين .

, فيجب علينا طلب المساعدة من الله و التوكل عليه في كل الأوقات فيمكن للطالب أثناء الامتحان أن يدعو الله بتسهيل الأسئلة عليه و مساعدته على تذكرها بهذا الدعاء " للهــم إنـي أستـودعــك مـــا قرأت ومـــا حفظــت ومــا تعــلمــت فــردة عنــد حــاجــتي إليه إنــك عــلى كــــل شـــيء قـــديــر" و علينا أن عند الصعوبة في الأمر كأن يصعب علينا السؤال أو يصعب علينا الخصم أو يصعب علينا العمل أن نقول كما قال النبي الأكرم " حسبي الله و نعم الوكيل نعم المولى و نعم النصير" و لنا أيضاً أن ندعو الله بـهذا الدعاء القرآني :" رب إشــرح لــي صــدري ويــسر لـي أمــري وأحلـــل العــقدة مــن لســـاني يفقــهوا قــولي " , بــاسم اللــه الفتــاح اللهـــم لا سهـــل إلا مــا جعلتــه سهلا يــا أرحــم الــراحمــين". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

المسلم متفاءل:

الإيمان الصحيح , واليقين الثابت , يغرس في نفس المسلم الحق الطمأنينة ، وبذلك يعيش هادئ النفس قرير العين ، فرحا مسرورا , حيث يرى مستقبل أيامه مشرقاً وأفضل من حاضره ، أما مهتز الإيمان فإنه في نكدٍ دائم ، وغم مستمر، وهم لا يفارقه لأن ظنه بالله غير سوي , ولهذا كان التفاؤل من أهم قيمنا الإسلامية ، وقد نعي الإسلام على التطير والتشاؤم ، ودعانا أن نبتعد عن دجل المنجمين وكهانة العرافين ، فقد قال الرسول صل الله عليه وسلم في هذا المعنى: " لا عدوىَ ولا طيرة " وقال أيضا صل الله عليه وسلم :" ليس منا مَن تطيّر." ومن ثَم إذا آمن الإنسان بيقين وجد أن الدنيا أمامه حلوة خضرة ، وأدرك أن عليه ألاّ يُضيع أوقات سروره وفرحه فيها وأن يغتنمها ويسعد بحلاوتها ، ولا يعذب نفسه بما قد يتوهم أنه مرارة في أحداثها ومواجعها ، وكيف وعنده اليقين بأن حياته في الآخرة , ستكون أفضل مع السعداء المخلصين , في جوار الله الكريم , مع من يُنعم الله عليهم برحمته ورضوانه.قال تعالى :" قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " ـ . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عيون الأمل:

_ الأمل فى الله تعالى وما عنده يدعونا دائما إلى أن نأخذ بأسبابه , لكى يصل الإنسان إلى الخير والحب , والجمال والسعادة , والأمل فى الله تعالى لابد وأن يصحبه العمل الصالح , والخير النافع من أجل اسعاد البشر , والله سبحانه وتعالى رحيم بعباده , ورحمته تسع كل التطلعات , ويلبى كل رغبات من دعاه وسأله , ما دامت تهدف للخير والتراحم والتعاطف وفيها السعادة للآخرين ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الأمل :

لولا الأمل لما عمل إنسان , فهو من أكبر نعم الله التي لاترى , فالأمل يسوق الإنسان إلى فعل البر والخير وهو يرجوا الثواب والأجر من الله " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الثقة بالله تعالى :

من أهم صفات المؤمن الثقة بالله تعالى وبرحمته وعفوه وقدرته وعظمته ، وأنه هو الرحمن الرحيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب , وهذا من ثمرات إيمانه وصدق يقينه فيما عند الله تعالى , فالمؤمن يعتقد أن الله تعالى العلى القدير بيده ملكوت كلُّ شيء وهو خالق السموات والأرض وما بينهما ومن تحت الثري ، وهو القادر على تدبير شؤون البشر, ألا له سبحانه وتعالى الخلق كله وبيده الأمر كله , قال تعالى :" ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " سورة الأعراف الآية 54 ـ ولهذا فإن هناك من الأدعية التي يرددها المسلم عندما تنزل به شدة وكرب كما في حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صل الله عليه وسلم :" ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب - أو في الكرب - الله الله ربي لا أشرك به شيئاً . " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الأمل والعمل :

عن ابن عباس رضي الله عنهما :" أن رجلا قال : يا رسول الله ما الكبائر ؟ قال : صل الله عليه وسلم :" الشرك بالله والإياس من روح الله والقنوط من رحمة الله , من وقاه الله إياها وعصمه منها ضمنت له الجنة " رواه البيهقي في شعب الإيمان , الأمل هو نقيض اليأس وفي الحديث "الأماني بضائع النّوكى" أي الحمقي " والحياة من غير أمل كجسد بلا روح والعاقل هو من ينظر فى الأمور وعواقبها ويُقدر مانزل به , والأحمق من ينظر تحت قدميه ويعيش حياته فى ظلام دامس من غير أمل. ويقول الحق سبحانه وتعالى على لسان إبراهيم عليه السلام في حواره مع الملائكة وقد بشروه بإسحاق عليه السلام قال تعالى :" قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبما تُبشرون , قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون " سورة الحجر: الآية 54 ـ

وهذا يعقوب عليه السلام يقول لولده : " يا بني تحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " سورة يوسف: الآية 87 , ويقول الحق سبحانه وتعالى" : " قل يا عبدي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " سورة الزمر: الآية 53 .فلا ييأس مذنب من العفو , لأن الله تعالى فتح باب التوبة واسعا , وفي الحديث القدسي أن رسول الله صل الله عليه وسلم : " يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي , يا بن آدم لو جئتني بقراب الأرض خطايا لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بمثلها مغفرة " أخرجه الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه ,

ولا ييأس مريض من عدم الشفاء مهما كان مرضه عضالًا , فعليه أن يأخذ بأسباب التداوي مع التعلق بالله عز وجل ورجاء الشفاء , فما أنزل الله داء إلا وجعل له شفاء علمه من علمه وجهله من جله , كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال :" ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء " رواه البخاري . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم