بين اليأس والأمل

بين اليأس والأمل :

بعض الناس قد يصبهم اليأس وتدركهم الإنهزامية لما يروا من حولهم من فساد وكساد فى شتى نواحى الحياة فيسيطر عليهم الإحباط ويقعون فى أخطاء جسام ولكن الأمر يتطلب التمسك بالإيمان والصبر وبث الأمل والإرادة فى النفس والأخذ بالحزم والعزم حتى يبارك الله تعالى عملهم وسعيهم بالنجاح والرضا قال تعالى " ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز " سورة الحج وهناك أناس طمست بصيرتهم وملأوا باليأس أفئدتهم وقالوا لا عودة للإسلام حاكما حتى تقوم الساعة ومن ثم وقعوا فى عقدة الإنبهار بالغرب وقلدوه فى كل شئ والسبب فى ذلك صريح وواضح هو ابتعادنا عن إسلامنا ومنهج عزتنا وكرامتنا فإذا إبتغينا العزة فى غيره أذلنا الله فإذا عادت الأمة الى التهج القويم والصراط المستقيم فإن الإسلام ولاشك سيعود أقوى مما كان ويملأ الأرض بعدله وسماحته بعدما ملئت جورا وظلما والإسلام سينتشر ويظهره الله تعالى على الدين كله ولو كره المشركون وفى ذلك يقول النبى صل الله عليه وسلم " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولايترك الله تعالى بيت مدر ولاوبر إلا أدخله الله تعالى هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز به الإسلام وأهله وذلا يذل به الكفر وأهله رواه الإمام أحمد والطبرانى عن تميم الدارى رضى الله تعالى عنه وصححه المحدث الألبانى "  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدين الخاتم سيبقى ويسود :

يجب علينا أن نعلم أن هذا الدين هو خاتم الأديان ولابد وأن يبقى حتى يرث الله الأرض ومن عليها لأنه لا دين بعده يخلفه كما حدث للأديان الأخرى واذا كان لابد من بقاء الإسلام فإنه سيظل غالبا ظاهرا على كل الأديان ومتغلبا على كل العقبات صامدا فى وجه الأزمات ومتحديا كل طواغيت الأرض ولن تستطيع قوة فى الأرض مهما كانت أن تزيله من الوجود لأنه محفوظ بحفظ الله عزوجل
واذا توارى الإسلام عن الميدان ونأى عن ساحات العمل ووضعت أنظمته وتشريعاته على الرفوف وفى أدراج المكاتب ومع ذلك كله لن يموت ولن تنتهى صلاحيته بل انه باق حتى قيام الساعة وسيأخذ مكانه الطبيعى فى القلوب وفى ساحات العمل على حد سواء فى المدارس والجامعات والمزرع والمصانع وفى الأسواق والمتاجر ومرافق الدولة ودواوين الحياة" والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون "سورة يوسف وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2 )

صعوبات ومتاعب فى طريق الدعوة :

وكلما ابتعد المسلمون عن دينهم سخر الله له من يحمل رايته ويدافع عنه المعتدين ويحبط كيد المجرمين قال الله تعالى " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " سورة محمد
انه رغم العقبات التى وضعت فى طريق الدعوة سواء من أعداء هذا الدين أو من قبل الحكام التسلطين أو من قبل التيارات المعادية فى الداخل والخارج أو من الدعاة أنفسهم الذين ينتسبون للدعوة الإسلامية إما عن طريق الفهم السطحى للإسسلام أو فى سوء الدعوة له
ومن ثم ظن بعض الناس فى وقت من الأوقات أن المصائب والكوارث والمحن التى نزلت بالدعوة ورجالها فى بلاد كثيرة ظن هؤلاء أن الدعوة لن تقوم لها قائمة ولا يرتفع لها علم بعد ذلك ولكن خاب ظنهم فالدعوة مستمرة لأنها دعوة الإسلام والإسلام حى ولن يموت فهو كلمة الله الأخيرة الى البشر ولابد وأن يبقى الى قيام الساعة ولهذا لابد من أمة ومن طائفة تقوم على هذا الدين وتدعوا اليه مهما انحرف المنحرفون
إنه ولابد من طائفة تحمل هم هذا الدين وتدعوا اليه وهى الأمة القائمة على الحق كما وصفها الرسول صل الله عليه وسلم وصحت بذلك الأحاديث
يقول الله تعالى وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " سورة الأعراف وقوله تعالى " فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد فى الأرض إلا قاليلا ممن أنجينا منهم " سورة هود وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (3 )

القوة لله جميعا :

وقوة الإسلام كامنة فى طبيعته ونظمه وتشريعاته يستمد ذلك من القرآن الكريم المصدر الأول لتلقى الأحكام والتشريعات ومن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم المصدر الثانى المبينة والموضحة لما أنزل الله فى الكتاب من تعاليم هذا الدين الذى ارتضاه الله لعباده المؤمنين وأكمله بما يجعله صالحا لكل زمان ومكان يقول الله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا سورة المائدة
وغاية المسلم فى الحياة هى ارضاء الله عزوجل بطاعته وامتثال أمره قال تعالى وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون " سورة الذريات
والمنهج الذى يعمل به المسلم ليصل الى تلك الغاية هى اتباع ما جاء به نبينا محمد صل الله عليه وسلم قال تعالى" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين " سورة آل عمران
إن من يعتقد أنه يستطيع أن يرسم لنفسه طريق السعادة من غير حاجة إلى الإقتداء والإتباع لما جاء به الرسول صل الله عليه وسلم ويتنكرون لما فرض الله على عباده ويقولون أن الله رب قلوب ونوايا ويقولون أننا لسنا فى حاجة للإلتزام بما شرع الله مادامت قلوبنا سليمة والنية حسنة وهؤلاء ينطبق عليهم قول الله تعالى " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا " سورة النساء
والأمة مجمعة على أن كل عبادة ليست على نهج الرسول صل الله عليه وسلم هى مردودة على صاحبها غير مقبولة عندالله وفى ذلك حديث النبى صل الله عليه وسلم " من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه ابو دواد من حديث عائشة رضى الله تعالى عنها ." وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (4 )

ركائز البناء

إن للشخصية المسلمة مقومات أساسية يجب أن تتربى عليها لتكون مثلا يحتذى ونموذجا عمليا للشخصية السوية وهذه المقومات تتلخص فيما يلى
1_ العقيدة الصحيحة
2_ العبادة الخالصة
3_ الأخلاق الحسنة
والمسلم الذى يتكون سلوكه ومنهج حياته من هذه العناصر الفاضلة هو الإنسان الصالح الذى يستفيد به المجتمع وهو الذى يعرف كيف يتعامل فى الحياة وفق المبادىء والأصول الربانية
وحين يخلو الإنسان من هذه العناصر من العقيدة الدافعة والمثل الموجهة والضوابط الأخلاقية يسهل عليه الخيانة وعدم الوفاء بالعهد والإنحراف عن كل خير
والمسلم الصادق هو الذى يحرص على وطنه ويسعده ويرفع شأن أمته بل انه يعمل من أجل الإنسانية جميعها
وللأسف كثير من وسائل التوجيه والإرشاد التى تشكل مساحة كبيرة فى المجتماعات الإسلامية لاترعى للإسلام حرمة ولاتقيم لمبادئه وزنا بل إن منها من يبتغى سبيلا غير سبيله ويدعوا الى غاية تناقضه وتخالفه ويخطط لنقض عرى الإسلام وإضعاف قوته
وليس من الدعاة المخلصين والعلماء العاملين الا التوجيه الراشد والتربية الإسلامية الصحيحة وإزالة الحواجز المصتنعة التى أبعدت كثير من الناس عن حقائق هذا الدين والفهم الصحيح لحقائقه وأحكامه
واليقين فى الله أنه سبحانه لن يخذل دينه ولن يخفض رايته ولن يذل أتباعه فإن النصر دائما لأهل الإيمان قال تعالى إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد سورة غافر وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (5 )

ولهذا لاينتصر الدين :

القرآن الكريم لاتنتهى معجزاته ولاتنقضى آياته فهو صالح لكل زمان ومكان وهو نبع فياض تنهل منه كل أمة بحب طاقتها ونو يستضىء به كل انسلن بحب عقليته وتفكيره وطاقته لاتفنى كلماته ولا تنفد وينابيعه لا تغيض وهو يصلح لأمة أمية تعيش على الفطرة كأمة العرب عند مبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما يصلح لأمة متحضرة تركب الفضاء وتعتلى قمة الجوزاء وتفجر الذرة وتصل بعلمها الى سطح القمر قال تعالى " سنريهم أياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد " الآية
ان سر نهوض الجيل الأول هو تمكينه كمنهج واقعى متكلمل فى تغير الأنفس والآفاق والاهتداء بروحه السامية ومقاصده الجليلة فى الترشيد البناء والهدية أنا الأجيل اللاحقة فقد تنكبت طريق الهداية وأعرضت عن رسالة السلف الصاللح ولم تأخذمن الدين الا القشور فأحاط بها الضعف والهوان من كل جانب وتقهقرت عن الإسهام المطلوب فى بناء صروح الإنسانية ومنجزات الحضارة
لا خلاص للأمة من هذا الشقاء ولا نجاة لها من هذه البلايا الا باصلاح القلوب واستقامة الأعمال وذلك بالرجوع الى العمل بأوامر هذا الدين واحياء سنة سيد المرسلين كما قال صل الله عليه وسلم " تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي"رواه الإمام مالك في الموطأ. " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (6 )

الجزاء من جنس العمل :

عندما تخلى المسلمون عن دينهم وتركوا العمل بمبادئه وأحكامه تخلت عنهم الدنيا وتكالب عليهم الأعداء من كل حدب وصوب وأصبحوا كالأيتام فى مأدبة اللئام والله سبحانه يقول ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم سورة الرعد 11 ان أحوال السلمين اليوم تدعوا الى الرثاء والبكاء والعويل والفزع وكلنا متفقون تماما ومتأكدون أن جماهير كثيرة من المسلمين فى غيبوبة وضياع والآن وبعد فترة وليست بالقصيرة غير المسلمين يسيطرون على المسلمين ومقدراتهم ويعملونهم بقسوة وبشراسة وبلا رحمة بعد أن كان المسلمون يسودون العالم كله شرقا وغربا شمالا وجنوبا وكانوا يسيطرون سيطرة كاملة على الدنيا كلها بالعدل والرحمة وبالحكمة والموعظة الحسنة وأصبح وضع المسلمين اليوم وضعا سيئا مهزوما وبشعا ولايطاق بسب أعمالهم وتصرفاتهم والله سبحانه لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون قال تعالى ان الله لا يظلم الناس ولكن الناس أنفسهم يظلمون سورة يونس وقال تعالى ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض ما عملوا لعلهم يرجعون سورة الروم ويقول النبى صل الله غليه وسلم :" تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى" صدق رسول الله صل الله عليه وسلم (7 )

من أين يأتى النصر

قال الله تعالى وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم " سورة الأنفال وقال إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " سورة محمد ويقول عمر ابن الخطاب رضى الله تعالى عنه " نحن ننتصر على الأعداء بتقوانا فإذا خالفنا ذلك كان النصر لمن هو أقوى " وكما انتصر المسلمون على المشركين فى غزوة بدر على قلة عددهم وعدتهم " وعندما خالف الرماة أمر رسول الله صل الله عليه وسلم فى غزوة أحد هزموا من قبل عدوهم فنصر الله تعالى يأتى إلينا عندما نأخذ بأسبابه وهو الإ متثال لأوامر الله تعالى والإبتعاد عما نهى عنه نصر الله تعالى يكون بتحليل الحلال وتحريم الحرام وتطبيق شرعه سبحانه وتعالى " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (8 )

عاقبة الظالمين :

قال تعالى _ ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار " سورة إبراهيم والمعنى - أى لاتحسبن يامحمد , أن الله تعالى غافلا عما يعمله الظالمون , من التكذيب بك وبغيرك من الرسل , وإيذائهم المؤمنين وغير ذلك من المعاصى , إنما يؤخرهم عقابهم ليوم , شديد ترتفع فيه عيونهم لاتَغْمَض , من هول ماتراه , وفى ذلك تسلية من الله تعالى لرسول الله صل الله عليه وسلم " ويقول النبى صل الله عليه وسلم " من حكم بين إثنين بظلم فلعنة الله على الظالمين " ويقول صل الله عليه وسلم " أشد الناس عذابا يوم القيامة السلطان الظالم " وقال صل الله عليه وسلم " رجلان من أمتى يحرمان شفاعتى _ ملك ظالم , ومبتدع مغال فى الدين يتعدى حدود الله " وقال عليه الصلاة والسلام " ما من عبد ولاه الله أمر رعية فغشهم , ولم ينصح لهم ولم يشفق عليهم إلا حرم الله تعالى عليه الجنة " وقال صل الله عليه وسلم " من ولى أمور المسلمين ولم يحفظهم كحفظه أهل بيته فقد تبوأ مقعده من النار " وقال صل الله عليه وسلم " من مشى مع ظالم وهو يعلم أنه ظالم ليعينه على ظلمه فقد أعان على هدم الإسلام " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (9 )

إن حالنا لايسر عدو ولا حبيب :

إن الأمة الإسلامية تمر الآن بمراحل من أخطر مراحل وجودها منذ نشأتها ووجودها ابان ظهور الدعوة الإسلامية منذ أشرق نور الإسلام على جزيرة العرب
ولأول مرة تحيط بها كل قوى الكفر ومعسكرات الإلحاد المدججة بأقوى الأسلحة وبأخبث الأفكار وبأمكر العقول المتمثلة فى الصهيونينة الضائعة والصليبة الحاقدة
فمن الشرق ومن الغرب ومن الشمال ومن الجنوب ومن القلب فى فلسطين المحتل الكل يضرب والكل ينهش الكل ينسف الكل يقتل الكل يدمر
إن غزوة الأحزاب الإولى حول مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم لتتواضع أمام غزوة الأحزاب المعاصرة
ولكن الفرق بيننا وبين المسلمين الأوائل أنهم كانوا بالمضمون أما نحن فلا يزال الكثيرون بيننا يبحثون عن هذا المضمون ...,
ولم يعد المجال ولا الوقت يسمح بإجراء التجارب ولا الممارسات الفردية التى قضت جل وقتها فى الإهتمام بإثارة المعارك حول بعض القضايا الفرعية وإعطائها درجة من الأهمية
ولا ينقص المسلمين جميعا سوى المزيد من الفهم والإخلاص وتصفية النيات ونقية الضمائر والقاء الهواجس وصدق العزائم والالتقاء على كلمة سواء وعندئذ ستكون ساعة النصر قريبة قال تعالى " كتب الله لأغلبن أنا ورسلى إن الله قوى عزيز" سورة الحشر وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 10)

من سنن الله فى الكون :

يقول : اللة تعالي _ في سورة محمد- أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم "- اننا مطالبون شرعا كما قدمت الاية بالنظر والتأمل والسير في الارض شرقا وغربا شمالا وجنوبا لالتقاط الدروس والعبر- ان عملية سقوط أى دولة وانهيار أمة أمر خاضع لسنن اللة في الكون هذا مما يجب علينا ادراكة حتي لانضيع الوقت ونفون الفرص ونستطيع ان نعيش الزمن الذي نحياة لقد كان انهيار دول الشرك والجاهلية والطواغيت الكبار وقيام الدولة الاسلامية الاولي علي يد رسول اللة صل اللة علية وسلم وخلفائةوبعدهم --  كان ذلك وفق سنن طبيعية وحركة بشرية ايمانية واعية وعلي نفس السنن ستقوم الدولة الاسلامية العالمية مرة اخرى ان شاء اللة يقول الشيخ محمد الغزالي وللة سنن كونية في نضج الحقيقة واستوائها في المجتمع مهما كانت عقائدنا ومهما كانت حرارة الايمان في قلوبنا ومهما كانت ضراعتنا لة ان ينصرنا ولفد صار رسول اللة صل اللة علية وسلم لهذة السنن عندما استعجلة اصحابة وقالوالة ادع اللة لنا كنت الاجابة النبوية- واللة لينصرن اللة دينة ولكنكم تستعجلون " . اخرجة احمد في المسند"
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم  ( 11)

الاعجاب بالرائ :

-- طاغوت الهوى - النفس والهوى هما اطغى طواغيت الارض فاذا انتصرت عليهما فقد صار بينك وبين النصر الكبير علي كل طواغيت الارض مسافة قصيرة جدا فهل تبدا بالكفر بهذا ومجاهدته؟ فمن يكفر بالطغوت يؤمن بالله فقد اسمسك بالعروة الوثقي لاانفصام لها والله سميع عليم{البقرة 256{ قال ابن تيميه }فان اصل الهوي هو محبه النفس وقد حذر رسول صل الله علية وسلم من الاعجاب بالنفس فقال- وثلاث مهلكات - شح مطاع ـ وهوي متبع ـ واعجاب المرء بنفسة " - صدق رسول اللة صل اللة علية وسلم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 12)

ادخلوا فى السلم كافة :

تجزئة الاسلام أو الاستغراق في بعض جوانبة من الافات الي ابتلي بها كثير ممن ينتسيبون للاسلام ومن ثم علي المسلم أن يستحضر شمول الاسلام وهو يعيش يومة وليلة وهو يصلح نفسة ويدعو غيرة اذ أن الاخذ ببعض الاسلام والتخلي أو الترك للبعض الاخر يؤدي التشرذم والتفرق }ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شي -نعم ان افة تجزئة الاسلام لايصاب بها الا محدود الفكر قاصر النظر ولايدعو اليها الا جاهل؛؛ وعلي المسلم ان يكون حذرآ فطنا ازاء هذا الامر"
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 13)

الإيمان هو قوة العالم العربى :

الإسلام هو قومية العالم العربى , ومحمد صل الله عليه وسلم هو روح العالم العربى وإمامه وقائده , والإيمان هو قوة العالم العربى , التى حارب بها العالم البشرى كله فانتصر , وهو قوته وسلاحه اليوم كما كان بالأمس , به يقهر أعدائه , ويحفظ كيانه ويؤدى رسالته , إن العالم العربى لايستطيع أن يحارب الصهيونية أو الشيوعية , أو عدوا آخر بالمال الذى ترضخه برطانيا أو تتصدق به أمريكا , أو تعطيه مقابل ما تأخذ من أرضه , من الذهب الأسود إنما يحارب عدوه بالإيمان والقوة المعنوية , وبالروح التى حارب بها الدولة الرومية والإمبراطورية الفارسية , فى ساعة واحدة فانتصر عليهما جميعا , إنه لايستطيع أن يحارب أعدائه بقلب يحب الحياة ويكره الموت , وبجسم يميل إلى الدعة والراحة , إن من لم يرض بأحكام الله وشرائعة , ولم يتبع رسول الله صل الله عليه وسلم قائدا وإماما ورائدا وقدوة , فليرد على محمد صل الله عليه وسلم نعمته ( الإسلام ) وليرجع إلى جاهليته الأولى حيث الإستعباد والإستبداد وحيث الظلم والإضطهاد وحيث الجهل والضلالة , وحيث الغفلة والبطالة وحيث العزلة عن العالم , والخمول والجمود , فإن ظهور الحضارات وقيامها , وازدهارها هنا وهناك , وهذا الأدب الزاخر , وهذه الدول العربية , ليست إلا حسنة من حسنات نبى الإسلام محمد صل الله عليه وسلم فهل من مجيب ؟ قال تعالى " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون هامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " سورة القصص الآية 6_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 14 )

يا أمة الإسلام إلى أين :

قال تعالى " وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون " سورة الأنعام الآية 152 ـ
هذه وصية كريمة تحمل لأمة الإسلام , وأصحاب الدين الخاتم , معانى جليلة حيث يأمرهم الله تعالى فيها بإتباع الطريق المستقيم الذى جاء به الإسلام جامعا بين صحة العقيدة فى الله , وسلامة النظم والمناهج الموضوعة للحياة , حيث ينههم الله تعالى عن الإنغماس فى أمراض الأمم , السابقة والاحقة , بعدم اتباع سننهم عندما تتفتح
بين أيديهم الحياة وتتزين لهم الدنيا , وتسيطر عليهم مطامع حب المال والشرف ,
ويتفرقون إلى مذاهب شتى كل منهم يظن أن هو ما عليه , هو السبيل إلى عزهم وتمكنهم فيمن حولهم متناسين أن بين أيديهم , دستور الله وصراطه المستقيم الدستور
الخاتم الذى رسم الله لهم فيه منهاج الحياة الدنيا , وطريق الهدى إلى السعادة فى الدنيا والآخرة قال تعالى :" أفغير دين الله يبغون وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون " سورة آل عمران الآية 83 ـ
( 15)

وفى ختام الوصية بيان أن فى التقوى مراقبةٌ لله , وتوجها له وحده دون سواه , ووقايةٌ للأمة من الزلل , والضعف والضلال , ولا نجاة إلا فى اتباع الطريق المستقيم طريق الإسلام , فلماذا بعد ذلك نذهب مذاهب الضالين التى يطلقون عليها تارة " الحداثة " وأخرى اسم " التنوير " وماهذه الأسماء إلا ظلمات بعضها فوق بعض أرشد الله تعالى إليها ونبه عليها بقوله : أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " سورة النور الآية 40 ـ
إن ما يذهب إليه أصحاب الشهوات والأهواء ويريدون أن يتمسكوا به , إن هى إلا ضلالات يزعمون لأنفسهم فيها الهدى وما هم بمهتدين , وما هى إلا أهواء يدعونها
نظريات " وأيدولجيات " يريدون ان نضل معهم فيها , وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون , " فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون "
سورة البقرة الآية 10 ـ __ ( 16)

ـ إنهم حقا يكذبون عندما يزينون لأنفسهم وغيرهم طرق الضلالة التى تتمثل فى الشرق الشيوعى تارة , وفى الغرب الصليبى أخرى وهم بذلك يريدونا لأمتنا أن تتفرق عن دينها وصراط ربها , إلى شيع وأحزاب ويتنسوا قِبلتهم وكتاب ربهم الذى هو حبل الله المتين , والذكر الحكيم , وهو الجد ليس بالهزل , من تمسك به هدى إلى صراط مستقيم .
ولقد أنعم الله تبارك وتعالى على أمة الإسلام , بخيرات كثيرة ونِعمٍ وفيرة حوتها أرضهم وبلادهم من كل جانب من زراعات ومعادن وغيرها , ولو أن المسلمين عرفوا نعم الله فيهم وتبادلوها فيما بينهم , لحققوا لأنفسهم التكافل الإجتماعى فى أرقى صوره ولكفاهم الله تعالى مذلة سؤال غيرهم , وهذه النعم وتلك الخيرات لما لم  , ( 17)

يعرف أهل الإسلام قدرها ويعطوا حقها ويبذلوها لفقرائهم , سلط الله عليهم من طمع فيها من شتات الأمم فاستبحوا بيضتهم وأخذوا مافى أيديهم , واصتنعوا لذلك أساليب شتى لتهيأ لهم الوصول لذلك من أقرب الطرق وأيسر السبل , حتى تكون لهم الغلبة والسطوة علينا حتى غدونا كثاء السيل ودب الوهن فى صدورنا وقد صرنا إلى وسائلهم عاجزين .
أما آن لنا من مراجعة قوية نصحح فيها ما اعوج من حياتنا , ونحرر ما ضاع من مقدساتنا لنكون بحق خير أمة كما أراد الله لنا يقول تعالى :" ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لايعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولى المتقين " سورة الجاثية الآية 18 ـ 19 ـ
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 18)

صدقوا مع الله فصدقهم :

بفضل صاحب الرسالة والمعلم الأول محمد صل الله عليه وسلم ـ والذين أمنوا معه
من الرعيل الأول الذين قامت على أكتافهم , دولة الإسلام الإولى وسادوا العالم بإيمانهم بالله تعالى ورسوله ,وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله , ومع ذلك لم يَخنعوا لكافر ولم يُظاهروا مشرك من أجل مصلحة أو منفعة وقد قال : الحسن البصرى رحمه الله فى وصفهم : لقد بلغ من تشددهم على الكفار أنهم كانوا يحترزون
من ثيابهم أن تمس ثيابهم ومن أبدانهم أن تمس أبدانهم , وبلغ من تراحمهم فيما بينهم
أنه كان لايَرى مؤمن مؤمناً إلا صافحه وعانقه , فهم قدوة لكل المسلمين على مر الزمان فى التذلل والتواضع والتعطف ومعاشرة إخوانهم المؤمنين , بالبر والصلة والمعونة وكف الأذى وكظم الغيظ واشاعة المعروف .
وكما وصفهم الله تعالى :" أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا " سورة الفتح الآية 29 ـ
( 19)

وقوله تعالى :" أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون فى سبيل الله ولا يخافون لومة لائم " سورة المائدة الآية 54 ـ لقد كانت قيادتهم للدنيا عبادة قوامها الحق ونشر العدل , ودينها الخلق الكريم وعمادها الإ رادة القوية والعزيمة الصادقة , وروحها الإقدام على عظائم الأمور والترفع عن الدنايا والسيئات , وبذلك زكت نفوسهم عن الإنتقام والظلم
, والحقد والحسد , والغيبة والنميمة , والغدر والخيانة , والغش والفحش , والخبث والمنكر ولقد كان الواحد من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم ـ أمة فى نفسه
فهذا أبو حصين رضى الله عنه ـ يقول فى الصديق أبو بكر رضى الله عنه ـ خليفة رسول الله صل الله عليه وسلم ـ ثانى اثنين " ما ولد لآدم فى ذريته بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبى بكر ـ ( 20)

ـ ولقد قام أبو بكر يوم الردة مقام نبى من الأنبياء
وقال : عنه عمر بن الخطاب رضى الله عنه ـ أبو بكر سيدنا " ولو وزن إيمان أبو بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم " لوددت أنى شعرة فى صدر أبى بكر " وقال عنه عبد الله بن عمر رضى الله عنهما ـ ثلاثة من قريش أصَّبَح قريش وجوها وأحسنها أخلاقا وأثبتها جنانا , إن حدثوك لم يكذبوك وإن حدثتهم لم يكذبوك , أبو بكر ـ وأبو عبيدة ابن الجراح ـ وعثمان ابن عفان رضى الله عنهم جميعا .
ويوم مات أبو بكر قال : عنه على ابن أبى طالب رضى الله عنه ـ يرحمك الله يا أبا بكر : كنت إلف رسول الله صل الله عليه وسلم ـ وأُنسه ومستراحه وموضع سره ومشاورته . ( 21)

ثم يتولى الخلافة من بعد أبى بكر : عمر بن الخطاب رضى الله عنهما ـ وكما قال بعض السلف : فى حق هذان الشيخان ـ أتدرون من أبو بكر وعمر ؟ هما أبو الإسلام وأمه ...؛؛ حقا وصدقا إنهما لكذلك وما أدراك ما الفاروق الذى قال فيه أيضا ابن مسعود رضى الله عنهما ـ " لقد كنا ما نقدر أن نصلى عند الكعبة حتى أسلم عمر فلما أسلم عمر رضى الله عنه قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة , وصلينا معه وما زلنا أعزة منذ أسلم عمر بن الخطاب رضى الله عنه ـ وعنهم يقول : صاحب الرسالة صل الله عليه وسلم ـ " لاتسبوا أصحابى فوالذى نفسى بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهب ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " وقال عنهم ربهم " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " سورة الأحزاب الآية 23 ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 22)

أبر الأمة قلوبا أصحاب محمد صل الله عليه وسلم _

بعض من لاعلم لهم بأصحاب محمد صل الله عليه وسلم ـ وماكانوا عليه من سعة علم و إخلاص عمل و كرم أخلاق لا يدانيهم أحد , فى الأوليين ولا فى الآخرين بعد أنبياء الله , فهؤلاء يعيبون على أهل الإسلام تمسكهم بالماضى وما كان عليه أهله رجالا كانوا أونساء , ولا نجد فى الرد عليهم أبلغ من قول الشاعر :
أولئك اجدادى فجئنى بمثلهم ـ إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وإذا كنا لانقتدى بهولاء على ما نحن فيه , من ضعف وتردى فعن من نأخذ ونقتدى
ولقد كان من هم أحسن منا حالا وقوة واستقامة , كانوا يذكرونهم بالفضل والمكانة السامية فقد ذكر الإمام ابن الجوزى رحمه الله تعالى ـ فى كتابه صفة الصفوة ـ أن عمر ابن الخطاب رضى الله عنه ـ قال لأصحابه يوما : تمنوا فقال رجل أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه فى سبيل الله عز وجل , ثم قال : تمنوا فقال : رجل أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤ وزبرجدا أو جواهرا أنفقه فى سبيل الله عز وجل , وأتصدق به ثم قال تمنوا فقال : ما ندرى يا أمير المؤمنين فقال : عمر رضى الله عنه ـ أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالا مثل أبو عبيدة بن الجراح " ( 23 )

وأبو عبيدة بن الجراح لقب بأمين الأمة المحمدية , وبعد .. فماذا ؟ يقول أولئك المفتونين بأقزام يحسبونهم عمالقة
وهم فى الحقيقة أبالسة , ويخلعون عليهم ألقاب ماهم جديرون بنقدها .
ألقاب مملكة فى غير مواضعها ـ كالهر يحكى انتفاخا صولة الأسد
ومنهم من يتحدث عن التقشف فتحسبه من الزاهدين وهو يملك من المال الكثير والثروة الطائلة ...؛؛
فلينظر أولئك المخدوعين أنفسهم وليقارنوا لماذا ؟ نحن متمسكين برسالة الأوائل
وحبنا لهم وإعجابنا بهم ليعلموا أين هم فى ميزان الرجال , (24)

, كما يروى لنا هشام بن عروة عن أبيه رضى الله عنهما ـ قال : لما قدم عمر بن الخطاب رضى الله عنه ـ
الشام تلقاه الناس وعظماء الأرض فقال : أين : أخى ؟ قالوا من ؟ قال أبو عبيدة ؛
قالوا الآن يأتيك فلما آتاه نزل واعتنقه ثم دخل عليه بيته , فلم ير فى بيته إلا سيفه وترسه ورحله ؛؛ فقال : له عمر رضى الله عنه ـ ألا اتخذت ما يتخذ أصحابك ؟
فقال : يا أمير المؤمنين هذا يبلغنى المقيل .
فهل بعد ذلك يعاب على المسلمين أنهم متمسكين بالماضى , والله تعالى يقول فى وصفهم :" والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم " سورة التوبة الآية100ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ( 25)