من هدى الإسلام : أن يحب المسلم أخاه فى الإسلام .

جاء الإسلام برسالة عامة شاملة تحوط المسلم , وتسير معه فى كل جنبات حياته
وتقف معه عند كل صغيرة وكبيرة , لتضئ له معالم حياته ليسعد فى الدينا والآخرة
ولهذا كان من أهم ركائز بناء المجتمع الفاضل , فى حياتنا الإجتماعية الأخوة فى الإسلام فقد أكد ديننا الحنيف عليها , وشرع لها من الأسباب والوسائل التى تقويها
ومن ذلك الحب فى الله تعالى , وهو أن يحب المؤمن أخاه المؤمن , ويُخلص له , ويقف بجواره عند شدته , يعينه إذا إحتاج إلى معونة , وينصح له إذا إحتاج إلى نصيحة , ويتعامل معه بالطريقة التى يحب أن يُعامله الناس بها .

كما فى حديث أنس رضى الله عنه ـ يقول النبى صل الله عليه وسلم :" لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " رواه البخارى , ومن حديث أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه يقول صل الله عليه وسلم :" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " وشبك بين أصابعه " رواه البخارى ومن حديث النعمان بن بشير رضى الله عنه يقول النبى صل الله عليه وسلم :" مثل المؤمنين فى توادهم , وتراحمهم , وتعاطفهم , كمثل الجسد الواحد , إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " رواه البخارى .
وهذه الأحاديث تؤكد لنا أن هذه أهم نتائج هذا الحب , الذى يجب أن يشيع بين المسلمين , حتى يحس كل مسلم بالراحة والطمأنينة فى المجتمع الذى يعيش فيه
وهذا مما يجعله يتفانى فى أداء ما كلف به , ويعمل وينتج على أن يعيش سعيدا فى مجتمع يشعر فيه بالأمن والسلام والمحبة .

من وسائل المحبة :

إن من الوسائل التى تغرس الحب بين قلوب المسلمين , تحية بعضهم لبعض , وسلام بعضهم على بعض عند اللقاء , ولقد طلب النبى صل الله عليه وسلم ـ من المسلمين أن يحيى بعضهم بتحية الإسلام وهى : السلام عليكم " والرد يكون : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته " وهذه هى تحية المسلمين بعضهم لبعض , والتى لايجوز التحية بغيرها , لأن فى سلام الناس بعضهم على بعض , نشر للمحبة , ودعوة للأمان والسلام فيما بينهم , ولهذا كان ثوبها فى ميزان الإسلام دخول الجنة فى الآخرة كما فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه ـ يقول النبى صل الله عليه وسلم :" لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا , ولاتؤمنوا حتى تحابوا , ألا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " رواه البخارى ومسلم .

حرمات وحقوق :

إن من حق المسلم على المسلم , ألا يؤذيه , وألا يسبب له أى نوع من أنواع الألم والمتاعب , سواء كان ذلك فى تعامله معه , أو فى طريق حديثه له , وخاصة إذا كان جاره أو قريبا له , والإسلام يقول لك إن لم تنفع أخاك فلا تضره , وفى ذلك قوله صل الله عليه وسلم :" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " رواه النسائى ويبين لنا الرسول صل الله عليه وسلم ـ أنواعا من حقوق المسلم على أخيه المسلم فيقول :" المسلم أخو المسلم , لايظلمه , ولايُسلمه , ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته , ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة , ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " رواه البخارى وأبو داود . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

يا بني احذر :

يقول النبي صل الله عليه وسلم :" اللهم إني أعوذ بك من خليل ماكر عيناه ترياني إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها " كان رسول الله صل الله عليه وسلم يحرص على نصح أمته وإرشادها إلى كل ما هو خير وترغيبها فيه بشتى الطرق والوسائل وتحذيرها من كل ماهو شر وترهيبها منه بكل ما أوتي من قوة وبيان وفى هذا الدعاء الذي يحثنا فيه أنه مما ينبغي علي الإنسان المسلم عندما يختار صاحبه و ينتقي صديقه أن يتجنب هذه الصفات المرذولة وتلك الآفات السيئة من أولئك الذين يُظهرون المودة لغيرهم لكن قلوبهم تضمر السوء والكراهية والحقد فهم يسرعون إلى كتم كل خير يصنعه غيرهم من الناس لخبث نفوسهم , ومرض قلوبهم هو الذي جعلهم يكشفون أسرار غيرهم وقد قال الحكماء : مثل العدو الضاحك إليك كالحنظلة الخضرة أوراقها القاتل مذاقها والبيهقي وصححه الألباني في صحيح الترغيب موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن  محبة الملائكة للمؤمنين:

ـ المثل يقول من حبه ربه حبب فيه الناس وكما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صل الله عليه وسلم قال :" إذا أحب الله عبداً نادى جبريل:"  إن الله يحب فلاناً فأحببه ، فيحبه جبريل. فينادي جبريل في أهل السماء:" إن الله يحبّ فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثمّ يوضع له القبول في الأرض .ومن أقوال الحكماء اعرف منزلتك عند الله بمنزلتك عند الناس وقال الشاعر " وجهٌ عليه من الحياء سكينة ومحبة تجرى مع الأنفاس __ إذا أحب الله يوما عبده ألقى عليه محبة الناس " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المؤمنون إخوة :

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي " رواه البخاري ومسلم
معاني الكلمات : توادهم : حبهم فيما بينهم ـ الجسد : الجسم الواحد ـ اشتكي مرض وتعب ـ سائر : أي كل الجسد ـ تداعي : تنادي من التعب ـ الحمي : المرض ـ عضو : جزء من الجسم . ـــــــ البيان والإرشاد :
1ـ المسلمون كلهم جميعا إخوة سواء في مصر والهند والبوسنة وأمريكا والشيشان وغيرها من الدول والبلاد ... الخ فالمسلم يُدرك معني الأخوة في المجتمع الذي يعيش فيه عملا بقوله تعالي :" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب " سورة المائدة الآية 2ـ والمجتمع الإسلامي يقوم على أساس من الوحدة والتضامن في مواجهة الحياة , ويتعاون من أجل حمل أعبائها , ويساند بعضهم بعضا أما الأزمات والشدائد عملا بقوله تعالى :" والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " سورة التوبة الآية 71 ـ وقوله تعالى :" إنما المؤمنون أخوة " سورة الحجرات الآية 10 ـ

2 ـ المسلمون يُحب بعضهم بعضا حبا شديدا , ولا يتخلى بعضهم عن بعض كما يقول صل الله عليه وسلم :" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُ بعضه بعضا وشبك بين أصابعه " فالمسلم لا يرضي بخذلان أخيه , ولا تقر عينه بما يؤذيه بل يرضي له إلا ما يرضاه لنقسه .
3 ـ المسلم يُساعد أخاه المسلم ويبذل عونه بما يستطيع بمقتضي حقوق الأخوة , لأنه يعلم أنها دين سيحاسب عليه وأمانة لابد من أدائها كما في قوله صل الله عليه وسلم :" ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته "
4 ـ المسلم يُحب الخير لكل الناس , ويرق لآلامهم ويبذل جهده في تخفيفها , ولا يصم أذنه عن نداء الضعيف والمسكين وذي الحاجة كما يقول صل الله عليه وسلم :" الراحمون يرحمهم الله تعالى ؛ ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " رواه أبو داود والترمذي . ." ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من حقوق الأخوة :

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال :" لا يؤمن أحدكم حتي يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه " رواه البخاري ومسلم .
معني الكلمات : لايؤمن أي لايكتمل إيمانه ـ أخيه المقصود جميع المسلمين .
ـ الحديث يبين لنا فيه الرسول صل الله عليه وسلم ـ أن الإيمان عند المؤمن يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي , وبذلك نعلم أن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص عند المؤمن وأن مرتكب الكبيرة ليس بكافر خلافا للخوارج والمعتزلة
ـ الإيمان يكون مع العبد ويزيد عندما يفعل الخير . ـ يرتفع الإيمان عن العبد وينقص عندما يقع في الشر . ـ يدعوا الحديث المسلم لحب الخير للمسلمين جميعا كما يُحب الخير لنفسه ." ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم