تفسير سورة الكوثر :

سورة الكوثر :
             
 سورة الكوثر سور مكية أي من السور التي نزلت على الرسول محمد صل الله عليه وسلّم وهو في مكة وقبل الهجرة ، ويقع ترتيبها في القرآن الكريم الثامنة بعد المائة بين سوره ، وهي السورة الأقصر بين سور القرآن الكريم كله وآياتها ثلاث دون البسملة وهي بعد العاديات بترتيب نزولها على رسول الله صل الله عليه وسلم ، وبتعداد كلمات سورة الكوثر تجد أنهم من عشر كلمات فقط واثنين وأربعين حرفاً ، وفى السورة رعاية للنبى صل الله عليه وسلم وهلاك لأعدائه .

سورة الكوثر: بسم الله الرحمن الرحيم: " إنا أعطيناك الكوثر , فصل لربك وأنحر إنا شانئك هو الأبتر ". ثلاث آيات .

المعنى اللفظى

إنا أعطيناك الكوثر : أى أعطيناك الخير الكثير يا محمد والفضل العميم
والثواب الجزيل فى الدنيا والآخرة .
فصل لربك : قدم على صلاتك لله الذى أكرمك
وانحر: باسم ربك ولوجهه الهدى والأضاحى
قال تعالى " قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين
لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " سورة الأنعام 162_163_
إن شانئك : أى مبغضك وذامك كائنا من كان
هوالأبتر: أى المقطوع الذكر المطرود من رحمة الله فلا يذكر بخير
أما أنت يا محمد فموصول الذكر فلا يذكر ربك إلا وذكرت معه مكاثر بكثرة الأنصار

المعنى العام

هذه السورة خالصة لرسول الله صل الله عليه وسلم, كسورة الضحى وسورة الشرح
فيها تسرية لرسول الله صل الله عليه وسلم ,ومنحه الخير كله وحكم على أعدائه بالبتر وقطع الذكر , وأمره بالصلاة والنحر لله فيه , توجيه لرسول الله صل الله عليه وسلم لطريق الشكر .
والخير كل الخير يتمثل فى هذا الخبر " إنا أعطيناك الكوثر " بما فيه من تأكيد الكثرة
فى العطاء الفائض الغزير الذى لاينقطع , ويكفى أنه من الله " ولنبى الله صل الله عليه وسلم "

فى العطاء الفائض الغزير الذى لاينقطع , ويكفى أنه من الله " ولنبى الله صل الله عليه وسلم "
وكذلك الخير كل الخير فى توجيه الرسول صل الله عليه وسلم لطرق الشكر والعمل الصالح من الصلاة الخالصة لله , وفى ذبح النسك خالصا لوجه الله , والبتر كل البتر
وقطع الذكر لأعداء رسول الله صل الله عليه وسلم من أمثال أبى جهل وأبى لهب وعقبة بن أبى مُعيط الذين كانوا يقولون عن رسول الله صل الله عليه وسلم , إنه أبتر لموت الذكور من أولاده , حتى قال أحدهم دعوه فإنه سيموت بلا عقب وسينتهى أمره , قاتلهم الله أنى يؤفكون " ومضى على تلك المقولة الشنعاء أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان , وخير محمد صل الله عليه وسلم يزيد ويفيض "

وعن فضل سورة الكوثر

سورة الكوثر سورة مكية

وهى تتحدث عن فضل الله العظيم على رسوله الكريم صلوات الله عليه وآله حيث خصه بانواع الخيرات والفضائل واعطاه ما لم يعط احدا من المرسلين ومنها نهر الكوثر وهو كما ثبت فى الصحيح نهر فى الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته اطيب من المسك وماؤه احلى من العسل وابيض من الثلج من شرب منه شربة لم يظمأبعدها ابدا وغير ذلك من الخير العظيم العميم وقد رد على اعدائه اشنع رد وو صف مبغضيه بانه الذليل الحقير المنقطع من كل خير
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من عطايا الله تعالى لرسوله صل الله عليه وسلم :

كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله صل الله عليه وسلم - عن الكوثر؟ فقال: " هو نهر أعطانِيه اللهُ عز وجل - في الجنة ، ترابُه مسكٌ ، ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، تَرِدُه طيرٌ أعناقُها مثلُ أعناق الجَزُور" هو لحم الإبل "، قال: قال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله ، إنها لناعمة ، فقال: " أَكَلتُها أنعمُ منها" وفي رواية: " سُئِل رسول الله صل الله عليه وسلم": ما الكوثر؟ قال: " ذاك نهر أعطانيه الله - يعني في الجنة - أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيها طير أعناقها كأعناق الجَزُور" ، قال عمر رضي الله عنه : إن هذه لناعمة ، قال رسول الله صل الله عليه وسلم " أَكَلَتُها أَنْعَمُ منها" رواه الترمذى وصححه الشيخ الألبانى ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات في أسباب نزول سورة الكوثر :

عن سبب نزولها فقد وردت القصة على لسان ابن عباس فقال أنّها نزلت رداً على العاص بن وائل السهمي ، الذي قيل أنّه كان يحادث الرسول الكريم صل الله عليه وسلم ، ثم انصرف فجاء قوم رأوه وأنكروا محمد عليه الصلاة والسلام ، فسألوه من هذا؟ فقال: " الأبتر" ، وهو لفظٌ لمن لا ولد له ، وكان عبد الله بن رسول الله صل الله عليه وسلم قد مات حديثاً " وقيل القاسم " ، وكان يقول إذا ذَكر محمداً صل الله عليه وسلم: " دعوه فإنما هو رجلٌ أبتر لا عقب له ، لو هلك انقطع ذِكره واسترحتم منه" ، بل وكان يقول له في وجهه: " إني لأشنؤك وإنك لأبتر من الرجال " ، فنزلت سورة الكوثر رداً عليه وعلى كل من يذم رسول الله صل الله عليه وسلم. وللتوضيح "إن شانئك" أي إن مُبغِضُك ، " الأبتر" هو مقطوع النسل.الكوثر كما قال الرسول صل الله عليه وسلم: " هو نهر أعطانيه ربي في الجنة "

ويصفه فيقول: " عليه خير كثير ترِّدُه أُمتي يوم القِيامة ، آنيته عدد الكواكب" ، ومن الدلالة الإعجازية في هذه السورة القصير أنها أخبرت أن محمداً عليه السلام أنّه سيمتلك نسلاً كالكوثر من ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، يظل ذكره حتى يوم يبعثون ، وأنّ كل من يشتم " شانئ " الرسول الكريم صل الله عليه وسلم ـ سيكون أبتر، نزلت سورة الكوثر رداً على العاص بن وائل السهمي الذي كان له العديد من الأولاد فلم يكن يظن أن ينقطع ذكره. وعلى كل من يذم رسول الله صل الله عليه وسلم إلى يوم القيامة . ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

في فضل سورة الكوثر :

عن النبي صل الله عليه وسلم : "من قرأ سورة الكوثر سقاه الله تعالى من كل نهر في الجنة ويكتب له عشر حسنات بعدد كل قربان قربه العباد في يوم النحر"..
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس بن مالك قال: " أغفي رسول الله صل الله عليه وسلم إغفاءة ، فرفع رأسه متبسماً فقال: " إنه نزلت عليّ آنفاً سورة فقرأ " بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر " حتى ختمها ، قال: هل تدرون ما الكوثر؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: هو نهر أعطانيه ربي في الجنة عليه خير كثير ترده أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد الكواكب ، يختلج العبد منهم فأقول يا رب إنه من أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدث بعدك ".،

وفي فضلها أيضا أخرج أحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن أنس: " أن رجلاً قال يا رسول الله: ما الكوثر؟ قال: نهر في الجنة أعطانيه ربي لهو أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، فيه طيور أعناقها كأعناق الجزر. قال عمر: يا رسول الله إنها لناعمة. قال: آكلها أنعم منها يا عمر ." وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب قال: " لما نزلت هذه السورة على النبي صل الله عليه وسلم " إنا أعطيناك الكوثر" قال: النبي صل الله عليه وسلم لجبريل: ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟ قال: إنها ليست بنحيرة ، ولكن يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع ، فإنها صلاتنا وصلاة الملائكة الذين هم في السموات السبع، وإن لكل شيء زينة وزينة الصلاة رفع اليدين عند كل تكبيرة. قال النبي صل الله عليه وسلم: رفع اليدين من الاستكانة التي قال الله: "فما استكانوا لربهم وما يتضرعون " سورة المؤمنون: الآية 76 ـ.

فوائد سورة الكوثر من يقرأها في فرائضه ونوافله سقي يوم القيامة من ماء الكوثر شربة لا يظمأ بعدها. من قرأها مئة مرة ليلة الجمعة، رأى الرسول عليه السلام في منامه من قرأها سقي من كل نهرٍ في الجنة من قرأها له عشر حسنات بعدد كل من قدم قُرباناً يوم النحر. من يقرأها بالمنام بُشِّر بخيرٍ كثير في الدنيا والآخرة ما يروي عن ابن سيرين في تفسيره . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل اله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم