ليس للمتحابين مثل الزواج :

الجمال الحقيقي :

سئلت سيدة عجوز يفيض وجهها بشرا :أي مواد التجميل تستعملين ؟
فقالت استخدم لشفتي الحق ـ ولصوتي الصلاة ـ ولعيني الرحمة والشفقة
وليدي الإحسان ـ ولقوامي الاستقامة ـ ولقلبي الحب , وبعد :إن كل فتاة
تستطيع أن تحصل على هذه الوصفة بالمجان , فتضمن خلود فتنتها ودوام
جاذبيتها للرجال والنساء على السواء" والمقصود بالرجال هنا زوجها أو من
يتقدم للزواج منها " . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الزواج نعمة:

_ حث الإسلام على الزواج لما فيه عصمة وصيانة للإنسان من العبث والضياع وفى الزواج جمع لشتات الفكر والنفس وفيه المؤانسة من الوحدة يقول تعالى " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " سورة الروم والزواج سنة مؤكدة شبيهة بالواجب لما فيه من حماية للإنسان من الوقوع فى الزلل وما لايرضى الله تعالى وقد قال عليه الصلاة والسلام " النكاح من سنتي فمن رغب عن سنتي فليس منى " ولهذا أمر الرسول صل الله عليه وسلم بالزواج والسعي إليه فقال " يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " ويقول صل الله عليه وسلم لمن جاء إليه يشكوا أنه لايجد ما يقدمه مهرا التمس ولو خاتما من حديد وكان بن مسعود رضى الله عنه يقول لو لم يبق من عمري الا عشرة أيام لأحببت أن أتزوج حتى لا ألقى الله عزيا " والفقر ليس مانعا من الزواج فقد قال الله تعالى " إن يكونوا فقراء يعنهم الله من فضله " سورة النور وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الأجر والثواب حتى فى الجماع :

_ قال أبو ذر رضى الله تعالى عنه " إن ناسا من أصحاب النبى صل الله عليه وسلم قالوا للنبى : يارسول الله _ ذهب أهل الدثور بالإجور ( وهم الأغنياء ) يصلون كما نصلى , ويصومنون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم , قال أو ليس قد الله جعل لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحة صدقة , وبكل تكبيرة صدقة وبكل تهليلة صدقة ( قول لااله الا الله )ونهى عن المنكر صدقة , وفى بضع أحدكم صدقة , قالوا يارسول الله أيأتى أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال أرأيتم لو وضعها فى حرام أكان عليه وزر ؟ قالوا بلى : وكذلك إذا وضعها فى الحلال كان له فيها أجر وذكر أشياء صدقة واللقمة يضعها الرجل فى فم زوجته له بها صدقة " وفى صحيح مسلم قال صل الله عليه سلم " أن إبليس ينصب عرشه على الماء ثم يبث سراياه فى الناس ,فأقربهم منه أعظمهم فتنة , فيقول أحدهم ما زلت به حتى زنى , فيقول الآخر : ما زلت به حتي فرقت بينه وبين أهله فيهنئه ويلتزمه ويقول نعم ". أنت : نعم أنت" فهذا الوصال لما كان أحب شئ إلى الله ورسوله , كان أبغض شئ إلى عدو الله ( إبليس ) , فهو يسعي فى التفريق بين الإثنين فى المحبة التى يحبها الله ورسوله   " وفى هذا التوجيه العظيم حث للزوج على العطف على زوجته ورفع شأنها " وكذلك نتعلم من هذا الحديث أن العبادة فى الإسلام ليست محصورة فى أعمال الخشوع الخاص , ولكنها تتناول كل حياة الإنسان اليومية والعملية وهكذا نأتتى أعمالنا كلها حتى تلك التى تظهر على أنها تافهة ومما يجب علينا نأتيها بوعي على أنها من العبادات وجزء من منهج الله الذى أنزله على عبده ورسوله محمد صل الله عليه وسلم قال تعالى :" قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " سورة الأنعام ـ. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الجمال عند الزواج :

_ يروى أنه كان بالمدينة المنورة رجل قد أعطى جودة الرأى وحسن المشورة والإخلاص لمن يستشيره وقد اشتهر بذلك على مستوى المدينة كلها حتى أصبح مستشارا لكل من يريد أن يقدم على أمر من أمور الحياة , وفى ذات يوم جاءه رجل من قريش وقد عزم على الزواج ليأخذ رأيه فى الإقدام على الزواج , فقال لهذا المستشار , إنى أريد أن أضم إلى أهلا _ يعنى أتزوج فأشر على , فقال له إن فى الزواج خير لك , فهو يحصن دينك , ويصون موئنتك , ولكن إياك والجمال البارع فقال المستشير , ولم نهيتنى عنه وهو أول شرط يشترطه كل مُقدم على الزواج , قال المستشار : لأنه ماوجد الجمال البارع إلا لحقه قول أما سمعت قول العرب فى البئر العذب يكثر رواده وقول الشاعر ولن تصادف مرعى مؤنقا أبدا _ إلا وجدت به آثار مأكول " المحاسن للجاحظ ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الفتاة لاتكره على الزواج
من حديث عائشة رضى الله تعالى عنها قالت :
" جاءت فتاة إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله صل الله عليه وسلم
إن أبى زوجنى من ابن أخيه يرفع بى خسيسته فجعل الأمر إليها ,
قالت فإنى قد أجزت ما صنع أبى ولكنى أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شئ
رواه الإمام أحمد فى مسنده
وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما . أن جارية بكرا أتت إلى النبى صل الله عليه وسلم ,
فذكرت أن أباها زوجها وهى كارهة فخيرها النبى صل الله عليه وسلم .
رواه الإمام أحمد وأبو داود ابن ماجة
وعن الخنساء بنت خدام الأنصارية أن أباها زوجها وهى ثيب ,
فكرهت ذلك فأتت رسول الله صل الله عليه وسلم , فرد نكاحها
أخرجه الجماعة إلا مسلما
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نصيحة أم لابنتها ليلة زفافها
قالت أسماء بنت خارجه لابنتها ليلة زفافها : يا بنية
خرجت من العش الذى فيه درجت , فصرت إلى
فراش لم تعرفيه , وقرين لم تألفيه , فكونى له أرضا
ييكن لك سماء , وكونى له سهادا , يكن لك عمادا
وكونى له أمة يكن لك عبدا واحفظى أنفه وسمعه
وعينه , فلا يشم منك إلا طيبا , ولا يسمع إلا حسنا
ولا ينظر إلا جميلا " هكذا فلتكن النساء مع أزواجهن
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عودة الحب :

_ مما يروى أن إمرأة أتت بزوج لها أشعث أغبر إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه , وقالت يا أمير المؤمنين , لا أنا ولا هذا لا أطيقه خلصنى منه , فنظر إليه عمر وعرف ما كرهت منه , فأشار إلى رجل وقال له : اذهب به وحممه , وقلم أظافره , وخذ من شعره وائتنى به , فذهب الرجل وفعل ذلك , ثم آتاه , فأومأ إليه عمر , أن خذ بيدها _ وهى لاتعرفه فقال المرأة : يا عبد الله أبين يدى أمير المؤمنين تفعل هذا ؟ فلما تأكدت أنها زوجها وعرفته فرحت به وذهبت معه ثم قال عمر رضى الله تعالى عنه : هكذا فاصنعوا لهن , إنهن يحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزينوا لكم , ولهذا كان عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما يتزين لزوجته ويصلح شعر رأسه ولحيته حتى قال بعضهم له تفعل ذلك وأنت تشد إليك ركاب الإبل من أجل أخذ العلم عنك فقال إنى أحب أن أتزين لزوجتى كما أحب أن تتزين لى وتلا قول اله تعالى " ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف " سورة النساء وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المحمود والمذموم من الغيرة :

_ والغيرة معناها تعبير عن إنفعال يترك فى النفس الإحساس بالقلق عندما يشعر الإنسان أن هناك شخصا ينافسه على حب شخص معين عزيز عليه , فالزوجة مثلا تغار عندما ترى إمرأة أخرى تنافسها فى حب زوجها , وكذلك الطفل يغار عندما يجد أبويه يفضلان بعض أخوته عليه كما حدث مع أبناء يعقوب عليه السلام وقصة نبى الله يوسف عليه السلام , والإحساس بالغيرة يشعر به الصغار والكبار والنساء والرجال حتى أن الرجل أحيانا يغار عندما تنشغل الزوجة عنه بأولادها ونسيت الزوجة أن زوجها طفل كبير ومن حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن سعد ابن عبادة قال لرسول الله صل الله عليه وسلم , يارسول الله لو وجدت مع أهلى رجلا أمهله حتى آتى بأربعة شهداء ؟ فقال صل الله عليه وسلم نعم , فقال كلا , والذى بعثك بالحق إن كنت لأعجله بالسيف قبل ذلك فقال صل الله عليه وسلم " اسمعوا ما يقول سيدكم , إنه لغيور , وأنا أغير منه والله تعالى أغير منى وغيرة الله تعالى أن يأتى العبد ما حرم الله   " رواه مسلم وأبو داود والإمام مالك رحمهم الله فالغيرة على الأهل إذا كان هناك ما يبرره ويستدعى ذلك فهو أمر محمود ومحبوب , وأما الغيرة التافهة بسب التنافس على حطام الدنيا وأغراضها الدنيئة , أو بسب اشكوك والوساوس التى لا أساس لها ولا مبرر فهى من الأمور المكروهة كما فى حديث جابر بن عتيك أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله , فأما التى يحبها الله عز وجل فالغيرة فى الريبة . وأما الغيرة التى يبغضها الله فالغيرة فى غير الريبة " والريبة هى الشك وعلامات الشر والحديث رواه أبو داود " . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

زواج الإمام على من السيدة فاطمة الزهراء رضى الله تعالى عنهما
كان على رضى الله عنه الشاب يتمنى أن تكون فاطمة الزهراء من نصيبه فقد تربى فى بيت النبوة مع رسول الله صل الله عليه وسلم ومع ذلك كان الحياء يمنعه بالإضافة إلى ما كان عليه من عوز وحاجة وقلة ذات اليد , حتى شجعه على ذلك بعض الأنصار إلى أن يتقدم للنبى صل الله عليه وسلم فدخل على رضى الله عنه على رسول الله صل الله عليه وسلم فقال له ما حاجة ابن أبى طالب قال على ذكرت فاطمة بنت رسلول الله صل الله عليه وسلم قال له النبى صل الله عليه وسلم " مرحبا وأهلا ولم يزد على ذلك شيئا فخرج على رضى الله عنه وسأله من كانوا ينتظرونه فقالوا له ما ورائك ؟ قال على رضى الله عنه لا أدرى غير أنه قال لى مرحبا وأهلا فقالوا له يكفيك من رسول الله صل الله عليه وسلم إحداهما أعطاك الأهل وأعطاك المرحب
وقد ورد ما يدل على أن أمر السماء كان وراء زواج السيدة فاطمة رضى الله عنها من على رضى اله عنه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نصيحة :

_ خطب عثمان بن عتبة إلى عمه عقبة ابنته , فأجلسه بجانبه ثم قال له عمه : أقرب قريب خطب أحب حبيب , ولا أستطيع له ردا .ولا أجد من إسعافه بدا , قد زوجتكما وأنت أعز على منها وهى ألصق بقلبى منك , فأكرمها يعذب لسانى ذكرك , ولا تهنها فيصغر عندى قدرك , وقد قربتك مع قربك فلا تبعد قلبى من قلبك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الزوجين :

_ إن المطلوب من الرجل نحو زوجته العشرة بالمعروف , وأن يصبر على ما يكون منها من هفوات وأن يتمثل خلق الحلم والأناة فى معاملتها وارشادها بالحسنى وفى ذلك يقول النبى صل الله عليه وسلم " لايفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر " رواه مسلم ( ويفرك يعنى يبغض ) وقال صل الله عليه وسلم " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى " رواه بن حبان فى صحيحه وكذلك على الزوجة أن تتحمل أذى زوجها ما أمكن ففى صبرها على ذلك ثواب كبير من الله تعالى , ولا ينبغى أن تقابل الغضب بغضب مثله بدافع المساواة والندية فى المعاملة وباسم الكرامة وفى ذلك خطر كبير حتى لايتسع الشقاق قال تعالى " ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة " سورة النساء وإن كان لها كلمة نصح لزوجها عليها أن تختار الوقت المناسب حتى يتقبل نصحها وهى من أدرى الناس بزوجها , والتفاهم وحل المشكلات داخل البيت من غير تدخل الآخرين هو أفضل الوسائل فى ذلك وإن كان هناك من تدخل الآخرين فلابد وأن يكونا أمناء صالحين وأن يكونا عزمهما ونيتهما الصلح بين الزوجين قال تعالى إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما " سورة النساء وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المحبة بين الزوجين :

_ روى ابن ماجة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه صل الله عليه وسلم قال : لم نر ( يُرَ ) للمتحابين مثل الزواج " لقد أودع الله سبحانه وتعالى , فى الإنسان الدفع الجنسى الذى يجذب كلا من الذكر والأنثى أحدهما للآخر , بمشاعر الحب من أجل استمرار بقاء النوع الإنسانى , والإسلام لاينكر الحب الجنسى والعطفى , فهو أمر طبيعى وفطرى فى سلوك الإنسان , غير أن الإسلام يدعوا إلى هذا الإشباع بالطريق المشروع وهو الزواج لمن كان موسرا وقادر على مؤنته وتكاليفه من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أنه صل الله عليه وسلم قال : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج , ومن لم يستطع فعليه بالصوم , فإنه له وجاء " رواه البخارى ومسلم وأبو داود والترمذى والنسائى والدارمى والإمام أحمد ومن الطبيعى لمن تزوج أن يحب زوجته , ويسكن إليها ويأنس بها , وأن يجد فى الحياة معها الأمن والطمأنية وراحة البال ولقد أشار إلى ذلك قول الله تعالى :" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون " سورة الروم الآية 21 _ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ما يقوله الزوج عندما تزف إليه زوجته :

_ من حديث ابن مسعود رضى الله تعالى عنه : مرفوعا : " إذا أتتك إمرأتك فأمرها أن تصلى وراءك ركعتين , وقل اللهم بارك لى فى أهلى وبارك لهم فى , اللهم إجمع بيننا ما جمعت بخير , وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير " صححه الشيخ الألبانى ومن السنة أيضا كما فى الحديث عنه صل الله عليه وسلم :" يضع يده على ناصيتها , ويسمى الله عز وجل ويدعوا بالبركة , ويقول : اللهم إنى أسألك من خيرها , وخير ما جَبلتها عليه , وأعوذ بك من شرها وشر ما جَبلتها عليه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مجالس النساء:

_ إجتمع أربع من النسوة يتفاخرن بآبائهن , فاحتكمن إلى إمرأة معروفة برجاحة عقلها , وسمعت من كل واحدة ما تقول فى أبيها ثم قالت : كل واحدة منكن ماردة , وعلى الإحساس جاهدة , ولصواحباتها حاسدة , لكن اسمعن قولى : خير النساء المبقية على بعلها , الصابرة على الضراء , مخافة أن ترجع إلى أهلها مطلقة , فهى تؤثر حظ زوجها على حظ نفسها فتلك الكريمة الكاملة , وأما خير الرجال فهو الجواد البطل القليل الفشل إذا سأله الرجل وجده قليل الملل كثير العطا " هكذا فلتكن النساء , وليعى ذلك الرجال حتى يدوم جمع الشمل بين الزوج وزوجته " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليس للمتحابين مثل الزواج :

ليس للمتحابين مثل التزوج, كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:" لم يُرَ للمتحابين مثلُ النكاحِ "، سنن ابن ماجه , ومعنى الحديث أن الرجل إذا نظر إلى المرأة وأحبها، فعلاج ذلك الزواج بها، أما الحب الذي تصوره لنا القصص ما هو إلا نسيج الأحلام يجعل الإنسان يرى فيمن يحب صورة الرجل المثالي أو المرأة المثالية والحقائق تقف حجر عثرة في سبيله فالذي يريد أن يتزوج عليه أن يفرق بين الحب الخيالي والحب الواقعي الحقيقي والحب غالبا لا يتولد إلا بعد الزواج نتيجة تبادل المودة وحسن التفاهم والمعاملة الطيبة وإنكار الذات .". وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم "

حقوق متبادلة بين الزوجين :

ـ يقول تعالى :" ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف " سورة النساء كان ابن عباس رضى الله عنهما : يحرص على أن يتزين لزوجته بإصلاح هيئته ونظافتها ويقوم بتسريح شعره ولحيته فقيل له تفعل هذا وأنت تشد إليك ركاب الإبل يضربون فى الأرض إليك من أجل علمك وأخذ الفتوى عنك فقال رضى الله عنه " إنى أحب أن أتزين لزوجتى كما أحب أن تتزين لى " ثم تلا هذه الآية السابقة , وبهذا تدوم العشرة وتكون المودة والرحمة بين الزوجين وتعم البركه أرجاء البيت وينعم جميع أفراد الإسرة بحرصهم على أداء الحقوق والواجبات , وبذلك يتربى الأطفال على المبادئ والأخلاق الكريمة بعيدا عن الكراهية والأنانية وحب الذات " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الناكح زارع :

الناكح مغترسٌ , فلينظر امرؤا منكم حيث يضع غرسه .
ولهذا حذر الرسول صل الله عليه وسلم من الزواج بالمرأة
الحسناء التى تربت فى منبت السوء بقوله :" إياكم وخضراء
الدمن , قالوا : وما خضراء الدمن يارسول الله ؟ قال المرأة
الحسناء فى منبت السوء " وقال صل الله عليه وسلم ـ فاظفر
بذات الدين تربت يداك " . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كيف ينموا الحب ويستمر بين الزوجين:

" قال تعالى " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون " الآيه سورة الروم 21 _ بالسكينة والمودة والعطف والرحمة يستطيع الزوجين أن يتعايشا فيما بينهما مهما كانت المشاكل والمتاعب والبيوت لا تقام على الحب فقط , فقد يستطيع الزوجين فى فترة ما أن يصنعا الحب فيما بينهما كزوجين , ولكن الأهم هو دوام الحب ورعايته حتى يستمر وينمو مدى الحياة , ومما يعين على ذلك بينهما الكلمة الطيبة , والعبارات العاطفيه , والصبر واحتمال الأذى فى كلا الجانبين ومن الرجل أكثر فتلك هى درجة القوامة التى ميزه الله بها والتى تتمثل فى حسن التدبير ورعاية شئون البيت وتربية الأولاد التربية الصالحة وتنشئتهم النشأة الكريمة , وبذلك تحقق السعادة للأسرة وللمجتمع الإزدهار والتقدم المنشود فى ظلال المحبة والتسامح بين أبنائه " وفق الله الجميع لخير البلاد والعباد _. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

اشكري لزوجك :

على كل امرأة أن تشكر لزوجها على ما قدمه لها من أقوال وأعمال حسنة ، وأن تذكره بما فات من معروفه الذي قدّمه لها ، أو قدّمه لأهلها ، عملا بقول رسول صل الله عليه وسلم :" من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، وأيضاً لا تنسي أهلها ووالديها وكل من له حق عليها يقول الرسول صل الله عليه وسلم :" من أعطي عطاء فوجد فليجز به ، ومن لم يجد فليثن ، فإن من أثنى فقد شكر ، ومن كتم فقد كفر ، ومن تحلى بما لم يعطه كان كلابس ثوبي زور ." صححه الألباني والعكس مطلوب كذلك من الرجل نحو زوجته وأهله ووالديه وكل من له حق عليه .". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حُسن العشرة بين الزوجين :

من حُسن العشرة الأدب مع الزوْج ومن هذه الآداب معرفة ما يُحِبّ وما يكره ، وموافقته في رغباته ، إذا كان ذلك لا يُخالفُ شرعاً ، وهذا مما يُقَوّي أواصر المحبة ويُديم الحياة الزوجية ، ويشيع الألفة والمَوَدّة. وذلك يتجلّى في قول أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها : " لا آكل من طعام لم يأكل منه رسول الله صل الله عليه وسلم -.، فالأسرة هي النواة الأولى في المجتمع ، فإذا صلحت صلح المجتمع وقوي بنيانه ، وإذا فسدت فسد المجتمع وضعف كيانه , ولهذا كان الحب هو الدعامة الأساسية لنجاح الأسرة ونجاح الحياة الزوجية التي تعتمد كثيراً على الحب الصادق ،

والحب المتبادل بين أفرادها ، فالحب في القلب يظهر مباشرة على السلوك العملي ، وذلك يبدأ من الابتسامة اللطيفة الصادقة ، وينتهي بتحمل أعباء المعيشة الثقيلة. ، وفي كثير من الأحيان تكون مشاعر المحبة الصادقة مغروزة في أعماق قلبي الزوجين ، لكن لتزدهر هذه الحياة الزوجية ، يجب على كليهما أن يفصحا عما يدور في نفسهما من محبة تجاه الآخر ، وذلك يكون بالكلمة الجميلة ، والهدية السارّة والمفاجأة السعيدة.. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليس للمتحابين :

ليس للمتحابين مثل التزوج ومن أسباب ورود الحديث ما جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى النبي صل الله عليه وسلم فقال إن عندنا يتيمة وقد خطبها رجل معدم ورجل موسر وهي تهوى المعدم ونحن نهوى الموسر فقال رسول الله صل الله عليه وسلم:" لم ير للمتحابين مثل النكاح." رواه ابن ماجه في سننه بسند صحيح.وصححه الشيخ لألباني في صحيح الجامع. وأيضا بلفظ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال أن النبي صل الله عليه وسلم-: لم ير للمتحابين مثل النكاح.فالحديث رواه ابن ماجه وصححه الألباني بلفظ "لم ير للمتحابين مثل النكاح" ورواه البيهقي بلفظ: "ما رأيت للمتحابين مثل النكاح" قلت :ومعنى الحديث أن الرجل إذا نظر إلى المرأة وأحبها، فعلاج ذلك الزواج بها،أما الحب الذي تصوره لنا القصص من خلال الأفلام والمسلسلات ما هو إلا نسيج الأحلام يجعل الإنسان يرى فيمن يحب صورة الرجل المثالي أو المرأة المثالية والحقائق تقف حجر عثرة في سبيله فالذي يريد أن يتزوج عليه أن يفرق بين الحب الخيالي والحب الواقعي الحقيقي والحب غالبا لا يتولد إلا بعد الزواج نتيجة تبادل المودة وحسن التفاهم والمعاملة الطيبة وإنكار الذات .اهـ .وهذا الحديث معناه كما قال المناوي في فيض القدير: أي إذا نظر رجل لأجنبية وأخذت بمجامع قلبه فنكاحها يورثه مزيد المحبة كذا ذكره الطيبي، وأفصح منه قول بعض الأكابر المراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلا،اهـ

وهذا هو المعنى الذي أشار إليه سبحانه عقب إحلال النساء حرائرهن وإمائهن عند الحاجة بقوله: "يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا" قلت وقد ذكر الإماء هنا يوم كان نكاح الأمة مباحاً أما في زماننا هذا فقد انتهي الرق وأصبح من محرم دوليا والإسلام من خلال تشريعاته االحكيمة يساعد على سد ذرائع الفتنة وقتل بواعث العلل في أرواح اصحاب النفوس المريضة فتنبه لذلك وعض عليه بالنوجذ.اهـ من تعليقاتنا. ثم ذكر تخفيفه سبحانه وتعالى في هذا الموضع وإخباره عن ضعف الإنسان يدل على ضعفه عن احتمال هذه الشهوة، كما ذكرت الآية السابقة ,وأنه سبحانه خفف عنه أمرها بما أباحه له من أطايب النساء، وبهذا التقدير استبان أن حمل الدميري الخبر على ما إذا قصد خطبة امرأة ورآها وأحبها تسن المبادرة بتزويجها هلهل بالمرة... اهـ.لكنه من الناحية الطبيعية أنه إذا قُدر أن يكون بين الرجل وبين امرأة من الناس محبة؛ فإن أكبر ما يدفع الفتنة والفاحشة أن يتزوجها؛ لأنه سوف يبقى قلبه معلقاً بها إن لم يتزوجها، وكذلك هي، فربما تحصل فتنة، قد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق فاضل وذات علم فيرغب أن يتزوجها،

وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه ذو خلق فاضل وعلم ودين فترغبه، لكن التواصل بين المتحابين على غير الوجه الشرعي هذا هو البلاء، وهو قطع الأعناق وقصم الظهور، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل. ويقول: إنه يرغب في زواجها خوفاً من الفتنة، وإلا فالأصل أنه لو حصل أن المرأة تخبر وليها أنها تريد فلاناً مثلاً فيتصل به كما فعل عمر رضي الله عنه ـ حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعلى عثمان رضي الله عنه، وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل فهذا محل الفتنة. اهـ. والله أعلم ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم