الزواج سكن ومودة:

الزواج سكن ومودة:

قال تعالى: " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان فى ذلك لأبات لقوم يتفكرون" سورة الروم : الآية 21 ـ الحياة اذا خلت من اللذة والمتعة صارت حياة جافة قاسية وفي بعض الوصايا :"وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم"....
ولقد أحاطت حكمة الله للانسان كل غرئز البقاء بأسباب المتعة وهذه الحكمة تجعل الانسان على بينة من الغاية منها وأنها ليست هدفا لذاتها وانما هى وسيلة لأهداف كريمة فان الفراغ الكريم لا يأتى الامن أصل كريم والله سبحانه خلق المرأة للرجل ليسكن اليها والسكن أمر نفسى وسر وجدانى يجد فيه المرء سعادة تشمل المجتمع وأنس الخلوة التى لا تكلف فيها وهذه من الضرورات المعنوية التى لا يجدها الانسان الا فى ظل المرأة وليس هناك أروع ولا أدق من تعبير القرأن عندما يصف العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة فى تعبير دقيق جميل بقوله تعالى: " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " سورة البقرة : الآية 187 ـ فكل من الرجل والمرأة ستر وصيانة للآخر على الدوام ستر روحى ونفسى من الناحية الجسدية وفى الزواج يتقرر نصف المصير لكلا الطرفين كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: " من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني "أخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد.وحسنه الألباني صحيح الترغيب والترهيب . وفي رواية البيهقي قال رسول الله صل الله عليه وسلم:"إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي "حسن لغيره.ومن حديث أنس رضي الله عنه أيضا قال أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال حبب الى من دنياكم النساء والطيب وجعلت فرة عينى فى الصلاة . رواه النسائي وصححه الحاكم وهو صحيح أيضا على شرط مسلم ."وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة ( 1)

عن أهم أدوات التجميل للمرأة:

سئلت أعرابية يفيض وجهها بشرا وجمالا عن أدوات تجميلها
أي مواد التجميل تستعملين.
فقالت أستخدم لشفتى قراءة القرآن
ولصوتى الصلاة
ولعينى الرحمة والشفقة
وليدى الإحسان
ولقوامى الإستقامة
وأملأ قلبى بعد هذا بالحب لكل الناس .
نعم إن كل فتاة تسطيع أن تحصل على تلك الوصفة بالمجان
, فتضمن خلود فتنتها ودوام جذبيتها للرحال والنساء على السواء
والمقصود هنا بالرحال زوجها أو من يتقدم لخطبتها.
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


وسئل حكيم عربى عن خير صفات المرأة :

فقال لسانها وسألوه عن أقبح عيوبها فقال لسانها أيضا
فقالوا كيف ذلك ؟ قال لسان المرأة زينتها حين تعرف كيف تزينه
فلا ترسل القول الا بعد التفكير وهو عيبها حين لاتستطيع ضبطه والسيطرة عليه .        
 وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (2)

الحب الدائم والزواج الناجح :

وعن النبي صل الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " رواه البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه ومع وصية أم معاصرة لأبتها قبل زفافها __ قالت لها يا بنيتي أنت مقبلة على حياة جديدة ...حياة لا مكان فيها لأمك أو لأبيك ، أو لأحد من إخوتك فيها .... ستصبحين صاحبة لرجل لا يريد أن يشاركه فيك أحد حتى لو كان من لحمه ودمه ... كوني له زوجة وكوني له أما ، اجعليه يشعر أنك كل شئ في حياته وكل شئ في دنياه .....أذكرى دائما أن الرجل أي رجل - طفل كبير - أقل كلمة حلوة تسعده لا تجعليه يشعر أنه بزواجه منك قد حرمك من أهلك وأسرتك إن هذا الشعور نفسه قد ينتبه هو فهو أيضا قد ترك بيت والديه وترك أسرته من أجلك ولكن الفرق بينك وبينه هو الفرق بين المرأة والرجل ... المرأة دائما تحن إلى أسرتها إلى بيتها الذي ولدت فيه ونشأت وكبرت وتعلمت .... ولكن لابد لها أن تعود نفسها على هذه الحياة الجديدة لابد لها وأن تكيف حياتها مع الرجل الذي أصبح لها زوجا وراعيا وأبا لأطفالها ... هذه هي دنياك الجديدة -_ يا بنيتي هذا هو حاضرك ومستقبلك هذه أسرتك التي شاركتما أنت وزوجك في صنعها أما أبواك وأمك فهما ماض ... إنني لا أطلب منك أن تنسى أباك وأمك وأخوتك لأنهم لم ينسوك أبدا يا حبيبتي وكيف تنسى الأم فلذة كبدها ولكنى أطلب منك أن تحبي زوجك وتعيشي له وتسعدي بحياتك معه "وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (3)

الحب الدائم والزواج الناجح :

والأنوثة ليست جسدا فحسب بل هي قبل ذلك تجسيدا للحب المقدس والجمال والرقة والروح المهذبة والتعلق النبيل , وان نجاح الحب بين الزوجين لابد له من اهتمام خاص لضمان دوامه والحب الثابت كالنبات الثابت يحتاج إلى عناية وتغذية ليبقى صحيحا قويا والناس متفاوتون في طباعهم ومتباينون في ميولهم حسبما نشأوا عليه في رغبتهم في التعبير عن حبهم فبعضهم دائما يريد أن يحصل على أدلة تؤكد له حب الشخص الآخر وعطفه وحنانه والبعض الأخر يضايقه أي شئ أكثر من التقبل الواعي لدفء العلاقة التي تربطه بشريكه وكل زوجين يستطيعا أن يختارا النموذج الذي يناسبهما أكثر من غيره وان تبادل الهدايا وتذكر المناسبات الخاصة ونظرة الإنسان إلى شريكه كشخص مرغوب فيه كثيرا والنظرات التي تنم عن الحب والتحية الحارة والوداع الحار والاشتراك معا في عمل الأشياء التي يستمتع بها كل منهما والإنصات بشغف واهتمام والتعبير عن عميق الاهتمام بأعمال الطرف الآخر و نشاطه كلها أساليب أساسية تؤدى إلى الإبقاء على حيوية الحب وعلى حب المحب " . فاللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك " وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم صفحة (4)

مواصفات الحجاب الشرعى للمرأة :

_ الحجاب الشرعى للمرأة له سبعة شروط :_ 1_ أن يكون ساترا لجميع البدن عدا الوجه والكفان , 2_ ألا يكون زينة فى نفسه ويلفت الأنظار , 3_ أن يكون سميكا لا يشف , 4_ أن يكون فضفاضا غير ضيق , 5_ ألا يكون معطرا برائحة نفاذة , 6_ أن لا يشبه زى الرجل , 7_ أن لا يكون ثوب شهرة " وعلى المرأة إذا خرجت من بيتها أن تحطاط لنفسها ولبسها وشكلها , فلا يجوز لها أن تتزين كما تتزين للزوج يقول عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه : المرأة عورة إذا خرجت إستشرفها الشيطان " ومعناه أنه يبحث عن منفذ ليغرى بها " وليس فى هذا مايهين المرأة ويبعث فى نفسها الضيق فقد قيل " الطعام عورة فإذا أكلتم فا ستتروا " فهل فى هذا ذم للطعام أو يبعث الإنسان على الإمتناع من الأكل " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صور السماحة فى بيت النبى صل الله عليه وسلم :
كان صل الله عليه وسلم _ يلاطف أهله ويمازحهم بجميل القول , ومستحسن الفعل وذلك بإختيار الألفاظ الحلوة الجميلة , وبالأسلوب اللطيف المهذب الذى تتطلع له النفوس وتسعد بسماعه القلوب والأرواح , كما فى حديث ابن عباس رضى الله عنه _ أن رجلا سأله : أكان رسول الله صل الله عليه وسلم _ يمزح ؟ فقال ابن عباس : كسا النبى صل الله عليه وسلم _ بعض نسائه ثوبا واسعا وقال : " البسيه واحمدى الله , وجرى ذيلك هذا كذيل العروس , وفى هذا ممازحة النبى صل الله عليه وسلم _ لزوجته ومداعبتها من خلال تشبيهها بالعروس , وتذكيرها بأيام البهجة والفرح عند زواجها , وهو ما تحبه كل امرأة , " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليس للمتحابين :

ليس للمتحابين مثل التزوج ومن أسباب ورود الحديث ما جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى النبي صل الله عليه وسلم فقال إن عندنا يتيمة وقد خطبها رجل معدم ورجل موسر وهي تهوى المعدم ونحن نهوى الموسر فقال رسول الله صل الله عليه وسلم:" لم ير للمتحابين مثل النكاح." رواه ابن ماجه في سننه بسند صحيح.وصححه الشيخ لألباني في صحيح الجامع. وأيضا بلفظ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال أن النبي صل الله عليه وسلم-: لم ير للمتحابين مثل النكاح.فالحديث رواه ابن ماجه وصححه الألباني بلفظ "لم ير للمتحابين مثل النكاح" ورواه البيهقي بلفظ: "ما رأيت للمتحابين مثل النكاح" ومعنى الحديث أن الرجل إذا نظر إلى المرأة وأحبها، فعلاج ذلك الزواج بها، قال المناوي في "فيض القدير" بعد ذكره لهذا الحديث: إذا نظر رجل لأجنبية وأخذت بمجامع قلبه فنكاحها يورثه مزيد المحبة، كذا ذكر الطيبي، وأفصح منه قول بعض الأكابر المراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح، فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلا. اهـ.قلت :أما الحب الذى تصوره لنا القصص ما هو إلا نسيج الأحلام يجعل الانسان يرى فيمن يحب صورة الرجل المثالى أو المرأة المثالية والحقائق تقف حجرعثرة فى سبيل تحقيق الزواج المنشود , فالذى يريد أن يتزوج عليه أن يفرق بين الحب الخيالى والحب الواقعى الحقيقى والحب غالبا لايتولد إلا بعد الزواج نتيجة تبادل المودة وحسن التفاهم والمعاملة الطيبة وإنكار الذات . اهـ. من تعليقنا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

جهاز السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء رضى الله عنها :

لما أراد رسول الله صل الله عليه وسلم _ أن يزوج ابنته فاطمة رضى الله عنها من على بن أبى طالب رضى الله عنه _ أمر زوجتيه عائشة وأم سلمة رضى الله عنهما
أن تجهزاها حتى يدخلاها إلى على رضى الله عنه _ فعمدتا إلى البيت ففرشتاه رملا
لينا من أعراض البطحاء , ثم إلى وسادتين فرشتهما ليفا , نفشتاه بأيديهما , وعمدتا إلى عود فعرضتاه فى جانب البيت , لتلقى عليه الثياب وتعلق القربه , وقالتا بعد العرس ما رأينا عرسا أحسن من عرس فاطمة وما كان جهاز فاطمة الزهراء بنت رسول الله صل الله عليه وسلم _ إلا سريرا من الخوص مشدودا بالحبال , ووسادتين حشوهما ليف , وبساط صواف , وإناء به سمن جاف يطبخ به , وقربة للماء , وجرة وكوز , ورملا مبسوط ؛؛ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الزواج بين الكمال والجمال :

روى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه ـ أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" تنكح المرأة لأربع لمالها , ولحسبها , ولجمالها , ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك "
إن أى مشروع يريد المرء النجاح له , لابد له من أمرين معا :
سلامة التفكير ـ وحسن التدبير :
فإذا كان التفكير حراً سليما مخلصا يقوم , على الجمع بين العقل والعاطفة والموضعية فيه اكتمل الجانب النظرى , بصحة الرؤية وسلامة الجهة
ومن ثم تأتى الخطوة الثانية لتتم حسن اختيار الشريك القادر على تنفيذ الخطة
الجديدة ,

, وإن موضوع الزواج لايخرج عن كونه عقد مبرم بين طرفين بعد اختيار دقيق كلا منهما للآخر , وهو أحوج إلى التأمل والدراسة من سلامة التفكير ثم إلى اختيار الرفيق الذى يتحقق به التعاون , على البر والتقوى لتستقر الأسرة ثم تستمر حياتها قائمة على أصولها من تقوى الله تعالى ورضوان كما فى قوله تعالى :" ومن
آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون " سورة الروم الآية 21ـ وعندما يتأمل الإنسان نعمة الزواج وأنه آية فسوف يصل به التفكير إلى شكر المنعم الذى تفضل عليه بزوجة من جنسه ليأنس بها ويكون أغير عليها وأقدر على سياستها .

ولكى تستمر بهذا الزواج الحياة ويظل العطاء بين الزوجين , على أساس من المودة
والرحمة يجيئ الأمر الثانى وهو حسن اختيار الأزواج , بعضهما لبعض على أساس سليم من حكمة الله تعالى الباهرة التى وضعها لهذا النظام الإجتماعى , كى يدوم لابد من اختيار شريك يعين على تحقيق أهداف الأسرة , كما أشارت إلى ذلك الآية الكريمة السابقة , من السكن والقرار والذرية . " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أراد الزواج أعانه الله :

ـ شرع الله سبحانه نظام الزواج مع هبوط سيدنا آدم إلى الأرض , وهو سنة من سنن الأنبياء والمرسلين , وهو من أسباب عمارة الأرض ووسيلة لرابط الأسر وإقامة البيوت , وداعية المصاهرة والتأزر واقامة العلاقات الصالحة , وطريق الرحمة والمحبة والمودة , وسبيل من سبل الطهارة والعفة والإستقامة ولهذا أمر الله تعالى به ووعد الأزواج بالغنى وسعة الرزق ماحسنت النية وصدق العزم قال تعالى :" وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله " سورة النور الآية 32 ـ

فالله سبحانه وتعالى فى هذه الآية الكريمة يطمئن الهاربين من تكاليفه والفارين من مسؤلياته وتحمل أعبائه ببسط الرزق , وهذا الوعد هو لمن يريد بزواجه العصمة والإستقرار والحياة الكريمة ولهذا كان من الواجب على المجتمع وولاة الأمور والمسئولين عن أمر الفتاة أن ييسروا ولا يعسروا ويبشر الرسول صل الله عليه وسلم كل شاب وفتاة يريدا العفة والإحصان والرحمة وصلة الأرحام فى زواجهما كما فى الحديث الذى رواه الترمذى عنه صل الله عليه وسلم :" ثلاثة حق على الله تعالى عونهم المكاتب يريد الأداء , والناكح يريد العفاف , والمجاهد فى سبيل الله "

" فالزواج فطرة الله فى خلقه , وسنة الحياة , وهو العاصم من التردى والإنحراف , وبه غض الطرف عن المحرمات , يصون العين , ويحفظ الفرج , ويطفئ الشهوة , ويشبع الغريزة , ويطرد الوساوس والهواجس التى تسكن النفس , وفيه القوة والعزة والسعادة حيث تكتمل به الألفة , ويحفظ الصحة , وتستقر به الحياة " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم

قصة زواج بنت سعيد بن المسيب رضي الله عنه :

كان لسعيد بن المسيب "عالم المدينة" ابنة على حظ كبير من العلم والجمال، قد تنافس دونها الشباب للزواج منها. وعلم خليفة من المسلمين في دمشق بذلك وكان يعلم أنه لا يرد له طلب.!فأرسل مبعوثاً إلى سعيد يزف إليه بشرى اختيار ابنته لابنه، وظن الناس أن سعيداً سيسر بهذا الخبر. ولكن سعيد أطرق ملياً ثم رفض الطلب .. وقال: كيف بي إذا جئت يوم القيامة أمثال الجبال من ذنوب العباد! ودهش الخليفة لما وصله الخبر فما كان ينتظر هذا الرد !.. وأراد مبعوث الخليفة أن يغريه بالمال والجاه الذي سيئول إليه أمر ولي العهد فكان جواب سعيد إذا كانت الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة فكم يكون ملك أمير المؤمنين في جناح هذه البعوضة؟

وعاد سعيد إلى طلابه بمسجد المدينة ولاحظ ذات يوم غياب "عبد الله بن وداعة" أحد تلاميذه وعلم أن زوجته توفيت وأنه لن يبن بغيرها لضيق ذات يده ، ولما جاء عبد الله بن وداعة قال له سعيد لقد اخترتك زوجاً لأبنتي.! وبين دهشة عبد الله و الحاضرين تم عقد زواجه! وانصرف الفتى إلى داره يفكر في إعداد لوازم العرس ، فسمع طرقا بالباب وذهب يفتح ، وكم كانت دهشته إذ وجد سعيد بالباب فسلم عليه وانزاح قليلاً فإذا ابنته واقفة خلفه كفلقة القمر ! قال : " يا ابنتي هذا زوجك ، ودفعها إلى داخل الحجرة وانصرف..! بعد أن دعا لهما بالتوفيق والفلاح ..! ووقفت الفتاة مغشياً عليها من الحياء والخجل..! وصعد عبد الله إلى سطح داره يطلب المشورة من جيرانه فقد جاءه سعيد بالعروس ، وليس عنده شئ..! فتوافدت النساء يحملن الهدايا والسمن والعسل والدقيق حتى امتلأ البيت بالخيرات. قال عبد الله: ثم دخلت بها فإذا بها من أجمل النساء ، وأرجحهن عقلاً ، وأكثرهن علماً فلقد أردت بعد ذلك أن أذهب إلى درس أبيها ، فقالت لي : " إلى أين أنت ذاهب ؟ " قلت :" إلى درس أبيك " قالت : " أجلس هنا أعلمك علم سعيد...!!" .. موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الحب بين الناس :

عندما نتحدث عن الحب إنما نتحدث عن الحب بمعناه الإنساني , وليس الحب بمعناه المادي والجسدي فهذا الأخير قد أصبح في حياة الناس أشبه بالجريمة النكراء , والحب في ديننا أساس العلاقة بين الرجل وزوجه ، جعله الله في قلب الرجل تجاه فتاة تناسبه "والعكس صحيح" ثم الزواج منها ما كانت الأسرة ، ولهذا قال النبي عليه صل الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجه: " لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح".  
ولكن هذا الحب الذي ندعوا ونؤكده  , لا يمكن أن يستقر في قلب اشتمل على الغرور أو الضغينة أو  الحسد أو الشر أو الحقد أو الأنانية أو الخبث ، وإلا كان حال هذا الإنسان كمن ينعق بما لايعمل , ويتكلم بما لا يفهم "  .  موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن أفضل النساء :

سأل أعرابى عن أفضل النساء وكان ذا تجربة وعلم بهن : فقال : " أفضل النساء أطولهن إذا قامت وأعظمهن إذا قعدت _ وأصدقهن إذا قالت _ التى إذا غضبت حلمت وإذا ضحكت تبسمت وإذا صنعت شيئا جودت _ والتى تطيع زوجها , وتلزم بيتها , العزيزة فى قومها , الذليلة فى نفسها , الودود الولود وكل أمرها محمود " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليس للمتحابين :

ليس للمتحابين مثل التزوج كما في حديث  ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:" لم يُرَ للمتحابين مثلُ النكاحِ "، سنن ابن ماجه ,أما الحب الذي تصوره لنا القصص ما هو إلا نسيج الأحلام يجعل الإنسان يرى فيمن يحب صورة الرجل المثالي أو المرأة المثالية والحقائق تقف حجر عثرة في سبيله فالذي يريد أن يتزوج عليه أن يفرق بين الحب الخيالي والحب الواقعي الحقيقي والحب غالبا لا يتولد إلا بعد الزواج نتيجة تبادل المودة وحسن التفاهم والمعاملة الطيبة وإنكار الذات .وهذا الحديث معناه كما قال المناوي في فيض القدير: أي إذا نظر رجل لأجنبية وأخذت بمجامع قلبه فنكاحها يورثه مزيد المحبة كذا ذكره الطيبي، وأفصح منه قول بعض الأكابر المراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلا، وهذا هو المعنى الذي أشار إليه سبحانه عقب إحلال النساء حرائرهن وإمائهن عند الحاجة بقوله: "يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا" فذكر تخفيفه سبحانه في هذا الموضع وإخباره عن ضعف الإنسان يدل على ضعفه عن احتمال هذه الشهوة، وأنه سبحانه خفف عنه أمرها بما أباحه له من أطايب النساء، وبهذا التقدير استبان أن حمل الدميري الخبر على ما إذا قصد خطبة امرأة ورآها وأحبها تسن المبادرة بتزويجها هلهل بالمرة... اهـ.

لكنه من الناحية الطبيعية أنه إذا قُدر أن يكون بين الرجل وبين امرأة من الناس محبة؛ فإن أكبر ما يدفع الفتنة والفاحشة أن يتزوجها؛ لأنه سوف يبقى قلبه معلقاً بها إن لم يتزوجها، وكذلك هي، فربما تحصل فتنة، قد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق فاضل وذات علم فيرغب أن يتزوجها، وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه ذو خلق فاضل وعلم ودين فترغبه، لكن التواصل بين المتحابين على غير الوجه الشرعي هذا هو البلاء، وهو قطع الأعناق وقصم الظهور، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل. ويقول: إنه يرغب في زواجها خوفاً من الفتنة، وإلا فالأصل أنه لو حصل أن المرأة تخبر وليها أنها تريد فلاناً مثلاً فيتصل به كما فعل عمر رضي الله عنه ـ حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعلى عثمان رضي الله عنه، وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل فهذا محل الفتنة. اهـ. ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم