المس الشيطانى للإنسان بين ( الوهم والحقيقة ) _ للشيخ سامى محمود ـ

وإذا علم بعدو يمكر به فليقل :
وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد " غافر الاية 44 ـ وليدعوا بهذا الدعاء عنه صل الله عليه وسلم :" اللهم إنا نجعلك فى نحورهم ونعوذ بك من شرورهم " ثلاثا .
وإذا وقع فى ضيق أو مشكلة تعسر عليه حلها فليقل :
بهذا الدعاء النبوى عنه صل الله عليه وسلم :" يا حى ياقيوم برحمتك نستغيث أصلح شأنى كله ولا تكلنى إلى نفسى طرفة عين "
ويدعوا كذلك :" اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وانت تجعل الصعب بفضلك سهلا " أو كما قال عليه الصلاة والسلام _

وإذا أحس بقلق وحسد فليقرأ هاتان الآيتان :

قوله تعالى :" أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون " فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم " سورة المؤمنون الآية 115 ـ 116 ـ
وليكثر من هذا الدعاء :" أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق " ثلاثا "
وكذلك دعاء :" بسم الله الذى لايضر مع اسمه شئ فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم " ثلاثا " وكان صل الله عليه وسلم :" يرقى بهذا الدعاء :" بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة " ثلاثا "

ومن أراد الذرية والإنجاب فليقرأ قوله تعالى :" رب لاتذرنى فرداً وانت خير الوارثين , فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه " سورة الأنبياء الآية 89 ـ 90 ـ إن من أخلص فى أعماله وأسلم زمام قلبه , لرب الناس ملك الناس كان له القرآن دواء وشفاء وعلاج إلهى من جميع الأمراض النفسية والقلبية قال تعالى :" وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا "
سورة الإسراء الآية 82 ـ " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من اسباب التحصن من مصائد الشيطان :

جاء الإسلام بالمنهج القويم لحماية الإنسان من مصائد الشيطان , حيث جعل له من وسائل الوقاية فى مواجهة هذا الشيطان المتمرد العاتى , وقد بين بعض الصالحين :
الأبواب التى من خلالها يأتى الشيطان إلى الإنسان , فقال : نظرت وتفكرت من أى : باب يأتى الشيطان إلى الإنسان فإذا هو يأتى من عشرة أبواب : 1ـ الحرص وسوء الظن فقابلته بالثقة والقناعة , 2ـ حب الحياة وطول الأمل فقابلته بخوف مفاجآت الموت , 3ـ طلب الراحة والنعمة فقابلته بالمنة وخوف العاقبة , 4ـ الإستخفاف بالناس وقلة احترامهم فقابلته بمعرفة الناس وحقهم وحرمتهم , 5ـ الحسد فقابلته بالقناعة والرضى بقسمة الله تعالى : 6ـ الرياء ومدح الناس فقابلته بالإخلاص ,
7ـ البخل فقابلته بفناء مافى أيدى الناس , 8ـ الكبر فقابلته بالتواضع , 9ـ الطمع فقابلته بالثقة بما عند الله والزهد بما عند الناس ,

, 10ـ ومن مداخله كثرة الشبع والتخمة بتناول الطعام والشراب , ولو كان ذلك من حلال طيب لقوله تعالى :" كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لايحب المسرفين " سورة الأعراف الآية 31 ـ وقوله صل الله عليه وسلم :" إن الشيطان ليجرى من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا عليه المجارى بالجوع " رواه الإمام أحمد ومن أجل الوقاية من الشيطان ومداخله يجب علينا أن نحرص على ذكر الله فى كل وقت وحال , ولنعلم أن الشيطان عدو الإنسان , وهو يترصد له الطريق دائما أينما ذهب وكان وهذه هى مهمته التى أقسم بها لله , وأخذ على عاتقه تجاه الناس حيث قال :" فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتيناهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين " سورة الأعراف الآية 17 ـ وبهذا نعلم أن التحصن من هذه العدو الباطنى المبين " الشيطان " واجب دينى وقربة لله تبارك وتعالى , وحماية للنفس من كوارث الحياة وشرورها وآفاتها " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

النفس والوسواس الداخلى :

الله سبحانه وتعالى من فضله ورحمته بعباده لايحاسبهم على ما يدور فى أنفسهم من الخير , أو ما يوسوس لهم الشيطان به من المعاصى والشر ما لم يقولوا أو يعملوا بما وسوس لهم ولذلك لما نزل قول الله تعالى :" لله مافى السموات والأرض وإن تبدوا مافى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير " سرة البقرة الآية 284 ـ لما نزلت هذه الآية خاف الصحابة رضوان الله عليهم على أنفسهم وقالوا هلكنا فطمأنهم البى صل الله عليه وسلم ـ وتلا عليهم قوله تعالى الذى نزل بعدها :" لايكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت "

وذلك نظرا لأن حديث النفس ووساوس الشيطان أمر خارج عن القدرة ولا تكليف فيه ولا حساب عليه وإنما الحساب على مايفعله الإنسان ويقوم به فعلا " حيث قال الله تعالى فى ذلك قوله تعالى : " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " وبين ذلك أيضا فى الحديث الصحيح _ عن ابن عباس رضى الله عنهما _ عن النبى صل الله عليه وسلم _ أنه قال : فيما يرويه عن ربه عز وجل " إن الله كتب الحسنات والسيئات , ثم بين ذلك , فمن هم بحسنة فلم يعملها , كتبها الله له عنده حسنة كاملة , فإن هو هم بها فعملها , كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف , إلى أضعاف كثيرة , ومن هم بسيئة فلم يعملها , كتبها الله له عنده حسنة كاملة , فإن هو هم بها فعملها كتبها الله سيئة وحدة " رواه البخارى ومسلم ـ

ومع هذا الفضل العظيم وسعة رحمته ينبغى علينا أن نجتهد فى فى محاربة الشيطان ووساوسه ودسائسه بالإستعاذة بالله منه , وقراءة القرآن والصلاة والذكر وقراءة المعوذات من سور القرآن والأدعية النبوية , كما فى قوله تعالى :" وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله " سورة الأعراف الآية 200 ـ وغيرها . ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التدوى واجب والشفاء بإذن الله :

الله سبحانه وتعالى يختبر عباده بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس ليصبروا ويلجؤا إليه ليكشف عنهم الضر والبأساء , ولو ترك الله عباده من غير ابتلاء لاشتدت بهم الغفلة ونسو ربهم عز وجل , فهو سبحانه يذكرهم ليعودوا إليه قال تعالى :" فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ماكانوا يعملون " سورة الأنعام الأية 43 ـ ومن ثم يأمرنا الله سبحانه وتعالى بدوام ذكره باللسان وبالقلب حتى لاننساه , قال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا " سورة الأحزاب 41 ـ 42 ـ والله سبحانه أمرنا أن ندعوه ونتضرع إليه عندما نصاب بمرض أو تنزل بنا شدة , ووعدنا بالإجابة كما دعاه المصطفون الأخيار من الأنبياء , فاستجاب لهم كما حدث مع كثير من الأنبياء كأيوب وزكريا وذى النون وغيرهم عليهم السلام ,

, فإذا أصيب المسلم بمرض عضوى أو عصبى عليه يجمع بين الدعاء وطلب العلاج من المختصين , كما قال صل الله عليه وسلم ـ :" ياعباد الله تداووا , فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء , علمه من علمه وجهله من جهله " ومع الدعاء والأخذ بالأسباب لابد من الإيمان والتسليم بأن كل شئ بارادة الله سبحانه وتعالى , ومع ترديد الأدعية والرقى والتعويذ التى سنها لنا رسول الله صل الله عليه وسلم ـ يجب أن نعلم أن كل شئ بمشيئة الله , لكنها تقوى القلب وتريح النفس وتساعد على الشفاء , ولأن النفس إذا إطمأنت والروح أشرقت بالعبادة والذكر , صح بها الجسم واستطاع أن يتحصن المسلم من كثير من الأمراض , وأن يقوى على طاعته سبحانه وتعالى . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

موقف الإنسان من الشيطان :

بين لنا ربنا عزوجل فى القرآن الكريم أن الشيطان عدو للإنسان ويجب على الإنسان أن يتخذه عدوا , فقال تعالى :" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير " الأية 6 سورة فاطر وليس للشيطان سبيل على الإنسان إلا فى الوسوسة له وإغوائه بارتكاب المعاصى , وهذه هى قدرة الشيطان وقوته على الإنسان ولهذا حذرنا الله تعالى منه بقوله :" ألم أعهد إليكم يابنى آدم أن تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم " الأية 60 ـ 61 ـ سورة يس ـ

وقال تعالى عن الشيطان :" قال رب فأنظرنى إلى يوم يبعثون , قال فإنك من المنظرين , إلى يوم الوقت المعلوم , قال رب بما أغويتنى لأزينن لهم فى الأرض ولأغوينهم أجمعين , إلا عبادك منهم المخلصين , قال هذا صراط على مستقيم , إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين " الأية 36 ـ 42 ـ سورة الحجر , والشيطان يعمل بكل مايملك فى إغواء الإنسان وذلك بإشعال نار الشهوات والمعاصى فى نفسه الأمارة بالسوء قال تعالى :" إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى " الأية 53 ـ سورة يوسف وقال تعالى :" وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومنى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى " الأية 22 ـ سورة إبراهيم

ولقد أعطى الله تعالى هذه الحيل للشيطان ليجاهده الإنسان , ويثبت للشيطان أنه بإيمانه بالله تعالى لايستطيع أن يغليه , وطبيعة الحياة عند نشأتها تقتضى ذلك وتحتاج إلى جهاد دائم فى جنباتها المتعددة , ووجود المتقابلات والمتضادات يساعد على حركة الحياة واستمرارها , قرر لنا ذلك القرآن الكريم فقال تعالى :" قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو" الأية 123 ـ سورة طه .
وهذه العدوة سبب من أسباب النشاط الدنيوى , ولولاها لما كان للحياة معنى ولكانت هادئة كالجنة تماما وهذه هى حكمة الله تعالى فى خلقه من أجل عمارة الحياة واستمرارها . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حصن نفسك :

_ إن من الأمور العجيبة فى حياة المسلمين أنه سبحانه وتعالى جعل لهم الحماية الربانية فى أنفسهم وأهليهم وما يملكون وذلك فى شرعه الحكيم والإستمساك بما جاء عن نبيه الكريم صلوات الله عليه وسلامه فترى ضعاف النفوس من المسلمين إذا نزل بهم مكروه أو منع عنهم شئ نسبوا ذلك لفعل الشيطان بهم وأنهم محسودون أو أن البنت يأتى إليها العريس تلو الآخر ولا يتم من ذلك شئ قس على ذلك أمور كثيرة فأول ما يفكرون هو الذهاب للدجالين والعارفين وهذه حماية بشرية لاتفيدهم شيئا ولا تزيدهم إلا رهقا وبذلك يعقد الشيطان عقده التى لاتفك أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير إنهم لا يأخذون بما من الله تعالى عليهم من أذكار وأدعية من قالها حفظه الله تعالى وحماه وكان فى كنف الله تعالى ورعايته ومن هذه الأذكار على سبيل المثال لاالحصر ما قاله رسول الله صل الله عليه وسلم لعبد الله بن خبيب رضى الله تعالى عنه قال له قل فلم يقل شيئا قالها ثلاثا ثم قال ما أقول يا رسول الله : قال قل : قل هو الله أحد , والمعوذتين حين تمسى(, يعنى فى أول الليل بعد صلاة المغرب ) وحين تصبح ( يعنى فى أول النهار بعد صلاة الفجر ) تكفيك من كل شئ " صحيح الجامع موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدجل بين الوهم والخرافة :

كثير ممن يُصابون كما يعتقدون بالسحر حيث يذهبون إلى الدجالين والمشعوذين ويستحي الواحد منهم أن يذهب إلى طيب نفسي حتى لا يعرف الناس عنه هذا الأمر لما فيه من حساسية مريضة قد تُصيب الواحد منهم , ولهذا فهم يُفضلون الوهم والخرافة على العلم النافع وما من داء إلا وجعل الله تعالى له الدواء علمه من علمه وجهله من جهله وكما في حديث أبي داود من حديث أبي الدرداء رفعه :"إن الله جعل لكل داء دواء فتداووا ، ولا تداووا بحرام " ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال :" ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً" صحيح البخاري .

ففي هذه الأحاديث وغيرها دعوة صريحة إلى التداوي، والتداوي كما يكون بالأغذية والأدوية الطبية، يكون أيضاً بالرقية الشرعية بآيات القرآنِ الكريمِ، وبالأذكارِ المعروفة، والأدعية المأثورة , وذلك من باب الرقية والتحصين , والرقية مطلوبة للمريض والصحيح على السوء , بشرط أن تُعد من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله صل الله عليه وسلم ـ وبما لا يتنافي مع العقيدة الدينية السليمة من هوس الدجالين وخرافة المشعوذين لما في ذلك من الوعيد الشديد , فقد روى مسلم في صحيحه هذا الحديث بلفظ: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. وقد رواه أحمد بلفظ: من أتى عرافاً فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً. وقد صححه الأرناؤوط.

وفي حديث المسند ما هو أشد من ذلك يقول فيه النبي صل الله عليه وسلم :" من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. وقد صححه الألباني والأرناؤوط . دعاء مؤلف :اللهم إنا نسألك صدق الإيمان بك وحُسن التوكل عليك وقوة اليقين بك اللهم سخر جوارحنا لطاعتك وأملأ قلوبنا بحبك .اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي وذريتي فاحفظهم لي حفظا يليق بعظمتك وجلال سلطانك. ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم