موقف الأئمة من اجتهادتهم

هلك المتنطعون :

وهم الذين يتنطعون فى الإسلام , ويُشوهون صورته ويصدون الناس عنه , وأن مآلهم الويل والهلاك وفى ذلك يقول الرسول صل الله عليه وسلم :" هلك المتنطعون قالها ثلاثا " وهم المتشددون ويقول صل الله عليه وسلم :" إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق , فإن المنبت لا أرض قطع ولا ظهر أبقى , ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه "

ولقد كان من سيرة السلف الصالح أنهم يتهيبون الفتوى , ومع ذلك كانوا حريصين على دينهم وكانوا يضعون نصب أعينهم قول الرسول صل الله عليه وسلم :" أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار " وإذا اجتمعت الجرأة وسقم الفهم وضعف العلم , كانت الطامة الكبرى , وهذا ما نعانى منه فى زماننا هذا تصديقا لقول الرسول صل الله عليه وسلم :" يخرج فى آخر الزمان رجال وفى رواية : قوم رءوس جهال يفتون الناس فيضلون ويضلون . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

والدين وسط :

يقول الرسول صل الله عليه وسلم :" إن هذا الدين يسر , ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه , فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشئ من الدلجة "
والمراد : بسددوا أى الزموا الحال أو الطريقة الوسط والتقريب يكون بالتوسط والإعتدال من غير جنوح للغلوا أو جمود على أفكار بالية تدعوا إلى أباطيل , وزيغ عن الفهم الصحيح للدين ويؤكد لنا الرسول صل الله عليه وسلم أن الدنيا لن تخلوا من قائم لله تعالى بحجة ينفون عن الدين انتحال المبطلين , وتأويل الجاهلين , وتحريف الغالين

يقوم بذلك نفر من الصالحين من علماء الأمة بقوله صل الله عليه وسلم :" يُحمل هذا العلم من كل خلف عدوله , ينفون عنه تحريف الغالين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين " والمسلم الصادق مطالب بإعلاء كلمة الله والدعوة الصادقة , إلى الحق والعمل من أجل إصلاح حياة الناس يقول الرسول صل الله عليه وسلم :" الإيمان بضع وسبعون شعبة : أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الظن منه حق وباطل :

قال الله تعالى :" إن بعض الظن إثم " وفى آية أخرى خرج مخرج اليقين قال تعالى :" وظنوا أن لاملجأ من الله إلا إليه " وفى التحذير من الظن السئ يقول المصطفى صل الله عليه وسلم :" إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " رواه البخارى ومسلم
وقال الشاعر فى معنى الظن :
تناصرت الظنون عليك عندى
وبعض الظن كالخبر اليقين .
". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصوفية أو التصوف :

الصوفية أو التصوف وفق المنهج الإسلامى ليست مذهبا , وإنما هو أحد أركان الدين الثلاثة كما جاء ذلك فى حديث جبريل عليه السلام عندما سأل رسول الله صل الله عليه وسلم ـ عن معنى " الإسلام , والإيمان , والإحسان " وكما اهتم أهل العلم بشئون وأبواب الفقه التى توضح مبادئ الشريعة وتعاليم الإسلام , وكذلك علم العقيدة الإسلامية وأركان الإيمان , فإن علم التصوف السنى قد اهتم بتحقيق مقام الإحسان , وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك , فالتصوف بهذا المعنى الصحيح منهج أوطريق يسلكه العبد للوصول إلى الله تعالى , أى الوصول إلى معرفته والعلم به سبحانه , وذلك عن طريق الإجتهاد فى العبادات واجتناب المحرمات ,

وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق المذمومة والرذائل الممقوته , وتحليتها بالأخلاق الفاضلة والعادات الحسنة , وهذا المنهج كما يقولون أنه يستمد أصوله وفروعه من القرآن والسنة النبوية واجتهاد العلماء فيما لم يرد به نص , فهو علم كعلم الفقه له مذاهبه ومدارسه ومجتهديه وأئمته الذين شيدوا أركانه وقواعده كغيره من العلوم وقد سموه علم التصوف , أو علم التزكية , أو علم الأخلاق , وقد ألفوا فيه الكتب الكثيرة أشهرها الإحياء لعلوم الدين للإمام الغزالى وغيره من الكتب المعتبرة فى هذا العلم الجليل النافع . ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قال ابن حزم رحمه الله في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " :

اعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يُجرِ الله على أيديهم خيرا ! ولا فَتح بهم مِن بلاد الكفر قرية ، ولا رُفع للإسلام راية ، وما زالوا يَسعون في قلب نظام المسلمين ويُفرِّقون كلمة المؤمنين ، ويَسلّون السيف على أهل الدِّين ، ويَسعون في الأرض مفسدين . أما الخوارج والشيعة فأمْرُهم في هذا أشهر مِن أن يُتَكَلَّف ذِكْره .
وما تَوَصَّلَت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلاّ على ألْسِنة الشيعة أما الخوارج والشيعة فأمْرُهم في هذا أشهر مِن أن يُتَكَلَّف ذِكْره .
. اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويُوالُون الكفار والمنافقين ؟!
وقال رحمه الله : الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام ، ونقض عُراه ، وإفساد قواعده . وقال أيضا : ومَن نَظر في كتب الحديث والتفسير والفقه والسير عَلِم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأن أصل كل فِتنة وبَلِية هم الشيعة ومَن انضوى إليهم ، وكثير مِن السيوف التي سُلّت في الإسلام إنما كانت مِن جهتهم ، وعَلِم أن أصلهم ومادّتهم منافقون ، اختلقوا أكاذيب ، وابتدعوا آراء فاسدة ، ليفسدوا بها دين الإسلام . .. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

إن الخلاف الفقهي لا يخرج عن ثلاث مراحل لو فهمناها جيداً ما حدثت منازعات أو شقاق أبداً ألا وهى:

عن أسباب الخلاف:

أولاـ تتمثل في الأدلة المعتبرة التي يراها كل فريق وهي المبنية على قواعد أصولية وفقهية صحيحة وسليمة والتي يختلف تطبيق كل فريق لها و أسباب الخلاف كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.
ثانيا ـ فقه الخلاف: وهو أن يأخذ كل فريق بما يراه صحيحاً استناداً إلى قواعد الترجيح الصحيحة عند البحث والاجتهاد
ثالثا ـ أدب الخلاف :وهو ألا ينكر كل فريق على الآخر ما ارتضاه من الآراء الفقهية ولا يبدعه أو يفسقه أو يرميه بالخلل في الفكر والقدح العقيدة
ولنتأسى بالإمام الشافعي الذي قال رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأى غيري خطأ يحتمل الصواب و الذي قال عن أبى حنيفة رحمه الله تعالى :" الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة وقال أيضاً من أَراد أَن يتبحر في الفقه فلينظر إلى كتب أبي حنيفة رحمه الله إلَى كتب أَبي هذا على الرغم مما هو معروف بين أهل العلم من الاختلافات الكثيرة بين الإمامين الجليلين .. " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أدب الحوار :

رحم الله تعالى الإمام الشافعي حين قال " رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي خصمي خطأ يحتمل الصواب ." وقال أيضا رحمه الله :" ماجادلت أحدا إلا وودت أن يظهر الله الحجة على لسانه وقال أيضا رحمه الله ماحاورني أحد فقبل مني الحق إلا عظم في عيني ومارد الحق إلا سقط من عيني" . . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اعرف الحق تعرف أهله :

لا أحد أكبر من الحق وأن الحق أكبر من كل أحد وأن الرجال يعرفون بالحق وليس الحق الذي يعرف بالرجال يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله - إن العلم ما قام عليه الدليل , والنافع منه ما جاء به الرسول , فالشأن في أن نقول علما هو النقل المصدق , والبحث المحقق فإن ما سوى ذلك وإن زخرف مثله بعض الناس زخرف مزوق وإلا فباطل مطلق .". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

يقول بعضُ السلف رحمهم الله :

ـ إنما يهلك الناس نصفــان: نصف طبيب ونصف عالم .أما النصف طبيب , فيهلك أبدان الناس.وأما النصف عالم , فيهلك دين الناس." وكما في حديث صاحب الشجة عن جابر رضي الله عنه قال خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه فقال هل تجدون لي رخصة في التيمم فقالوا ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات فلما قدمنا على النبي صل الله عليه وسلم أخبر بذلك فقال قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر أو يعصب على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده . سنن أبي داود " .موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

توجيه لمن يوجه النصح لغيره :

ـ أولا : أن تحتوى على عناصر علمية موثقة من كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم ـ ثانيا : أن لا يخرج محتوى وفحوى خطابها عن القواعد العلمية المقررة فى الشريعة الإسلامية ثالثا : تخريج ما يكتب من آيات القرآن بمعنى ذكر رقم الآية واسم السورة رابعا : يجب مع ذكر الحديث تخريجه بذكر اسم الراوى والكتاب الذى أخذه عنه كأن يقول رواه البخارى ومسلم وغيره من كتب السنن خامسا : البعد عن الأحاديث التى ليس لها أصل فى الدين ويدخل فى ذلك الأحاديث الموضوعة والأحاديث المضعفة لا الأحاديث الضعيفة لأن الحديث الضعيف الذى ينجبر بغيره من الصحيح ولايخرج عن أصول الشريعة يعمل به من غير خلاف ,

سادسا : البعد عن الأحاديث التى تقنط من رحمة الله أو يكون فيها تهويل ومبالغة فى الثواب وهذا ما نود الإشارة إليه فإن ما يُكتب على كثيرا عبر شبكات الإتصال الإنترنت والفيس وغيرهما مما يخالف ما ذكرناه كليا وموضوعيا ولذلك يجب علينا أن نَحذر مثل هذه الأحاديث الموضوعة ونُحذر منها لأن عندنا من الأحاديث الصحيحة فى باب الترغيب والترهيب ما يغنى عن تركها, وكذلك حتى لا نشارك فى الكذب على رسول الله فلنتق الله ولنكن فى دعوتنا متمسكين بما كان عليه رسول الله صل الله عليه وسلم وسلفنا الصالح وفق المنهج العام دون تحزب للأفكار أو تعصب للأشخاس وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح . . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدعوة إلى الإنصاف والائتلاف :

_ يقول الامام ابن تيمية رحمه الله تعالى :" التفريق الذى حصل من الأمة أوجب تسلط الأعداء عليها " والله سبحانه وتعالى ورسوله صل الله عليه وسلم :" أمر بالجماعة والائتلاف ونهيا عن الفرقة والاختلاف " وليس كل من خالف فى شئ من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكا , فإن المنازع قد يكون مجتهدا مخطئا "ا,هـ ولهذا فإن الإسلام يدعونا إلى الوحدة والإتحاد ولا وحدة بغير قوة ’ يقول النبى صل الله عليه وسلم :" إن الله تعالى يرضى لكم ثلاث _ يرضى لكم أن تعبدوه لاتشركوا به شيئا , وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا , وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم " ويقول تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا " سورة آل عمران الآية 103_ وقال تعالى :" وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين " سورة الأنفال الآية 46_ موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العبرة بالمعانى لا بالأسماء :

جاء فى الحديث عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما مرفوعا :" يأتى على الناس زمان يستحلون فيه خمسة أشياء : يستحلون الخمربأسماء يسمونها (مشروبات روحية ) والسحت بالهدية والإكراميه , والقتال بالرهبة , والزنا بالنكاح والربا بالبيع _ قال شيخ الإسلام بن تيمية وهذا الخبر صدق ثم فسر استحلال القتل بالإرهاب لأنه هو الذى يسميه ولاة الظلم : سياسة . " . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بطانة السوء وفساد الحاشية :

_ إن كثيراً من الناس ممن ابتلى بالتردد , على أبواب الولاة ومجالستهم , ممن ينتمى إلى علم أو صلاح فإنه يرى منهم ما لايحل فعله فلا ينكره عليهم , فيقع بسبب ذلك فى الهلاك وربما يظن صاحب المجلس , أن سكوته عن النهى عن المنكر تقرير له واستحسان , فيتمادى على ذلك , فما بالك بأناس , يحضرون مجالس الظلمة , ويشهدون من ظلمهم ما لايحل من إكراه وضرب ومصادرات وغير ذلك ولا ينكرون عليهم ؟ والعجب أنه يحدث ممن يتظاهر , بالدين والصلاح ويتكررمنه ذلك , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم , فلم يعد يبق من الدين إلا اسمه , ولا من الإسلام إلا رسمه . . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على شيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات من ذهب :

قال الخليل بن أحمد الفراهيدي :"  إِذا كنت تدري , ولم تَكُ بالذي يُسائل من يدري , فكيف إذاً تدري . ويقول الإمام الكرجي القصاب :" من لم يُنصف خصومه في الاحتجاج عليهم , لم يُقيل بيانه , وأظلم برهانه .و قال الإمام الذهبي :  الجَاهِلُ لاَ يَعلَمُ رُتبة نفسه ، فكيف يعرف رتبة غيره . ـ موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي  وصل الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كيف نفهم الأشياء على حقيقتها ؟

إن من أفضل ما يُعطي العبد بعد الإيمان بالله تعالى فهما سليما وعلما صحيحا , ومن حُرم هذا فقد حُرم الخير كله , ولا ينفعه ما يحفظه من نصوص ولو بلغت العدة والكثرة , ولهذا يقول النبي صل الله عليه وسلم :" كونوا للعلم وعاةٌ , ولا تكونوا للعلم رواةٌ " فالفهم للأشياء على حقيقتها فريضة اجتماعية وضرورة دينية , وحقيقة إنسانية يجب علينا أن نُحيها في كل أعمالنا وسائر تصرفاتنا وأحوالنا , حتى تستقيم لنا الأمور ونستفيد منها في الدنيا ونجني ثمارها في الآخرة , يقول الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " الفَهمُ فطنةً يفهم بها صاحبها من الكلام ما يُقترن به من قول أو فعل ، وقد اخرج احمد في حديث أبي سعيد الآتي في الوفاة النبوية حيث قال النبي صل الله عليه وسلم :" إن عبداً خيره الله " فبكى أبو بكر ، وقال : "فديناك بآبائنا ، فتعجب الناس .

وكان أبو بكر فَهِمَ من المقام أن النبي صل الله عليه وسلم ـ هو المخير ، فمن ثم قال أبو سعيد : فكان أبو بكرِ رضي الله عنه أعلمنا به.وقال الإمام البخاري : بابُ الفَهمُ في العِلم ؛ وذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما يحدث عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " كنا عند النبي صل الله عليه وسلم ، فأُتي بِجُمارِ فقال : " إن من الشجر شجرةً مثلُها كمثل المسلم " فأردت أن أقول هي النخلة ، فإذا أنا أصغرُ القومِ فسكتُّ . قال النبي صل الله عليه وسلم هي النخلة " قال ابن حجر في الشرح : ومناسبته , أي الحديث , للترجمة ـ أي ترجمة الباب ـ أن ابن عمر لما ذكر النبي صل الله عليه وسلم المسألة عند إحضار الجُمَار إليه فهم أن المسؤول عنه النخلة .وطلب الفهم في الأحكام الشرعية واجب على كل مبلَّغِ عاقل ، لضرورة الإسلام لرب العالمين والإيمان لا محالة , ثم لفضيلة العلم والتفقه فيه لقوله تعالي :" فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين وليُنذروا قومهم إذا رجعوا إليهم " ولحديث معاوية رضي الله عنه قال : سمعت النبي صل الله عليه وسلم يقول :" مَن يرد الله بهِ خيراً يفقهه في الدين .

يقول ابن القيم رحمه الله رحمة واسعة :صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي انعم بها على عبده بل ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما بل هما ساقا الإسلام وقيامه عليهما ويهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم وطريق الضالين الذين فسدت فُهومهم ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقُصودهم وهم أهل الصراط المستقيم الذين أمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يميز به بين الصحيح والفاسد والحق والباطل والهدى والضلال والغي والرشاد ويمده حسن القصد وتحري الحق وتقوى الرب في السر والعلانية ويقطع مادته إتباع الهوى وإيثار الدنيا وطلب محمدة الخلق وترك التقوى أعلام الموقعين.روى البخاري عن أبي جحيفة قال : قلت لعلي بن أبي طالب هل عندكم كتاب قال : لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم . أعلام الموقعين ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي  وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فوائد علمية :

من كلام أبي الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى في صيد الخاطر : "من أنفق عصر الشباب في العلم ، فإنه في زمن الشيخوخة يحمد جني ما غرس ، ويلتذ بتصنيف ما جمع ، ولا يرى ما يفقد من لذات البدن شيئاً بالإضافة إلى ما يناله من لذات العلم ."
علم :

" إن صرف ظاهر النص عن ظاهره وتأويله بغير دليل مما لايجوز "
كما فى أصول الفقه .

ويري أهل العلم أن أهل الأهواء والبدع والخرافات المنتسبين للإسلام أشدا ضررا من الكفار على المسلمين يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى : "قال أبو الوفاء علي بن عقيل الفقيه: قال شيخنا أبو الفضل الهمذاني ": مبتدعة الإسلام والواضعين للأحاديث أشد من الملحدين ، لأن الملحدين قصدوا فساد الدين من خارج ، وهؤلاء قصدوا إفساده من داخل ، فهم كأهل بلد سعوا في إفساد أحواله ، والملحدون كالمحاصرين من خارج ، فالدخلاء يفتحون الحصن ، فهو شر على الإسلام من غير الملابسين له " ا.هـ

ويقول الإمام ابن تيمية رحمه اله تعالى : في التّمييز بين معاملة الخوارج ومعاملة الكفار، وهو يرفع اللّبس المتبادر إلى الأذهان الكليلة من بعض الأحاديث التي يظهر منها أنّ الخوارج شرّ من الكفار مطلقا ، مع أنّ الصّحابة لم يكفّروهم ، قال رحمه الله: " وما زالت سيرة المسلمين على هذا ، ما جعلوهم مرتدّين كالذين قاتلهم الصدّيق رضي الله عنه، هذا مع أمر رسول الله صل الله عليه وسلم بقتالهم كما في الأحاديث الصحيحة ، وما رُوِيَ من أنهم "شرّ قتلى تحت أديم السماء ، خير قتيل من قتلوه ." كما في في الحديث الذي رواه أبو أمامة رضي الله عنه ، رواه الترمذي وغيره "