موقف الأئمة من اجتهادتهم

أي أنهم شرٌّ على المسلمين من غيرهم فإنّهم لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم: لا اليهود ولا النّصارى فإنّهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم ، مكفِّرين لهم ، وكانوا متديّنين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم المضلّة. " أي أنّ الخوارج أقلّ جريمة من الكفار في الميزان العامّ الأخير، يكفي أنهم " من الكفر فرّوا "، لكن بالنسبة لما يعاني منهم المسلمون وما يوقعون بهم من المحن والبلايا فهم أعظم شرّا من الكفار، بل لا يخلص الكفار إلى المسلمين كما يخلص إليهم هؤلاء، ولذلك قد تُقَدَّم عقوبتهم في الدنيا قبل غيرهم ، وتأمّل فقه الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى حين قال: " والعقوبة في الدنيا تكون لدفع ضرره عن المسلمين ، وإن كان في الآخرة خيرا ممّن لم يُعاقَب ، كما يُعَاقَب المسلم المُتَعَدِّي للحدود ولا يُعَاقَب أهل الذِّمّة من اليهود والنّصارى ، والمسلم في الآخرة خير منهم

".ولهذا يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين ، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء، وقد قال النبي صل الله عليه وسلم :": إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ." . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم
سؤال عن الفرق بين السبب والوسيلة ؟
الجواب أولا : معني السبب كما يقول علماء الأصول : السبب هو الذي جعله الشارع علامة يتوقف عليها الحكم الشرعي فإذا وجد السبب وجد الحكم الشرعي , فالحكم يدور مع علته وجودا وعدما : مثل دلوك الشمس هو سبب وجوب صلاة الظهر، وغير ذلك من الأمثلة وقد يكون بين السبب والمسبب علاقة عادية وشرعية وقد تكون شرعية فقط ، ويتوقف وجود المسبب على وجود سببه . وأما معني الوسيلة كما يقول ابن الأثير : "هي في الأصل : ما يُتوصل به إلى الشيء ويتقرب به ، والوسيلة هي الشفاعة يوم القيامة فالوسيلة هي الوساطة التي لا يمكن بلوغ الهدف أو الوصول إلى المبتغى إلا بها .الوسيلة اصطلاحاً : هي كل ما يوصلنا إلى الحق تعالى ورضاه ويبعدنا عن سخطه وغضبه في الدنيا والآخرة. ا.هـ

ويقول الله تعالى في ذلك :" يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون " سورة المائدة ." وأما عن الذهاب للطبيب للتداوي فهو من باب الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى والاعتقاد بأن الله وحده الشافي , والطبيب قد يكون سبب في الشفاء لما يصفه للمريض من دواء وذلك من قدر الله تعالى , وعدم الأخذ بالأسباب عامة في أمور حياتنا وديننا قدح في التوحيد ونقص في الإيمان . والله أعلم موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قواعد ومسائل :

المسائل الشرعية قسمان قسم هي ثوابت لا يحل لأحد أن يتكلم فيها برأيه مطلقا لأن الله تبارك وتعالى بينها بيانا واضحا كالشمس في كتابه أو في سنة رسوله صل الله عليه وسلم وأمرنا بالإيمان والتسليم والإتباع فلا يخالفها إلا صاحب هوى فإما يكفر أو يفسق بمخالفته لها . كوجوب عبادة الله وعدم جواز عبادة غيره معه ، وكتحكيم شرع الله في كل ما ورد فيه شرع كتحليل أو تحريم أو حد في كل أمور حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية . وكالحكم بالكفر على من لم يؤمن بتوحيد الله وعبودية عيسى وأن الله لا ولد له ولا زوجة وكفر من لم يؤمن بمحمد صل الله عليه وسلم رسولا للناس كلهم . والقسم الثاني محل اجتهاد ونظر لعدم وجود نصوص صحيحة غير معارضة بغيرها يستخرج العالم الرباني الأحكام من الكتاب والسنة ويجتهد في معرفة الحق الذي يحبه الله ويرضاه من خلال النظر في الأدلة ولا يعمل هواه فيها. هذا القسم يكون المخالف فيه معذورا مأجورا إذا كان قصده الوقوف على مراد الله بالنظر في أدلة الشرع دون اعتبار لهواه . والله أعلم. " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قال ابن حزم رحمه الله في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " :

اعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يُجرِ الله على أيديهم خيرا ! ولا فَتح بهم مِن بلاد الكفر قرية ، ولا رُفع للإسلام راية ، وما زالوا يَسعون في قلب نظام المسلمين ويُفرِّقون كلمة المؤمنين ، ويَسلّون السيف على أهل الدِّين ، ويَسعون في الأرض مفسدين .أما الخوارج والشيعة فأمْرُهم في هذا أشهر مِن أن يُتَكَلَّف ذِكْره .وما تَوَصَّلَت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلاّ على ألْسِنة الشيعة . اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويُوالُون الكفار والمنافقين ؟!وقال رحمه الله : الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام ، ونقض عُراه ، وإفساد قواعده .وقال أيضا : ومَن نَظر في كتب الحديث والتفسير والفقه والسير عَلِم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأن أصل كل فِتنة وبَلِية هم الشيعة ومَن انضوى إليهم ، وكثير مِن السيوف التي سُلّت في الإسلام إنما كانت مِن جهتهم ، وعَلِم أن أصلهم ومادّتهم منافقون ، اختلقوا أكاذيب ، وابتدعوا آراء فاسدة ، ليفسدوا بها دين. " . . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

منهج الصالحين :

قال أبو نعيم في " الحلية " : حدثنا أبي ، حدثنا أبو بكر الجوربي ، سمعت سهل بن عبد الله يقول : أصولنا ستة : التمسك بالقرآن ، والاقتداء بالسنة ، وأكل الحلال ، وكف الأذى واجتناب الآثام ، والتوبة ، وأداء الحقوق . . من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التأديب بالقدوة قبل اللسان :

_ من نصب نفسه للناس إماما ومعلما , فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره , وليكن تأديبه بسيرته وعمله قبل تأديبه بلسانه " دعاء مأثور : : اللهم إني أسألك علما نافعا , ورزقا واسعا , وعملا متقبلا , وشفاء من كل داء " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نصائح :

يقول الشيخ الإمام محمد عبده رحمه الله وهو ينصح بعض تلاميذه : وقد تولى القضاء وهو الشيخ الإمام المراعى قائلا له : " أنصحك أن تكون للناس مرشداً أكثر من أن تكون قاضيا , وإن استطعت أن تحسم النزاع بين الناس بصلح فلا تعدل عنه إلى الحكم , فإن الأحكام سلاح يقطع العلاقات بين الأسر , والصلح دواء تلتئم به النفوس وتُداوى به الجراح . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نصائح غالية :

كان الشبلى رحمه الله تعالى : إذا رأى من يدعى التصوف يقول : " ويلكم لاتفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب , وقد خاب من افترى " سورة طه الآية 61_ وقيل كان الناس يراءون بما يفعلون لا بما يقولون ,فصاروا يراءون بما يقولون ولا يفعلون , ثم صاروا يراءون بما لايقولون ولا يفعلون " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الخلاف المذموم والمشروع :


الاختلاف في مسائل الشرع نوعان : أولا ـ في أصول الدين ومسائل الإيمان. وهذا النوع يحرم على المسلم المخالفة فيه ولا يعذر أحد في ذلك إلا من كان جاهلا أو متأولا ولم تبلغه الحجة. ومن وقع في ذلك شرع الرد عليه وبيان الحق له فإن استجاب فالحمد لله وإن عاند وأعرض عن الحق فلا كرامة له. وقد كان أئمة السلف يردون وينكرون ويشددون على من خالف في هذا الباب حفظا للدين وصيانة للسنة وتحذيرا للخلق من فتنته.

الثاني: في فروع الدين والمسائل العملية الفقهية. وهذا النوع الاختلاف بين المسلمين سائغ شرعا والأمر في ذلك واسع ولا ينكر على المخالف في هذا الباب ما لم يخالف إجماعا قطعيا أو سنة صريحة. وما زال الصحابة يختلفون في كثير من المسائل ولا ينكر بعضهم على بعض. وقد صرح العلماء المحققون بذلك. لكن هناك مسائل تواترت بها السنة واستفاضت وصارت شعارا لأهل السنة تميزهم عن غيرهم كقصر الصلاة والمسح على الخفين والتعجيل في الفطر ونحوها. ولذلك درج أهل الاعتقاد على ذكرها في مصنفاتهم ، فهذه المسائل مخالفة مذهب أهل السنة فيها من طريقة أهل البدع. . " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أحكام الفقه :

الخلاف الفقهي في مسائل الفروع ليس مدعاة للشقاق وبث العداوة والكراهية لأنه في جزء من فروع الفقه وليس في أصل من أصول العقيدة وثوابت الدين وهذا يدعونا على احترام الرأي , والرأي الأخر مادام أنه يأتي على أساس من الإخلاص والحرص على التحقيق العلمي النزيه وبعيدا عن التعصب للأشخاص والتحزب للأفكار , ورمي الآخر بالفسق والتبديع , ومن هنا ينبغي على أهل العلم والباحثين في مجال فروع العلم الشرعي من أبناء الأمة الإسلامية التعامل مع الخلافات الجزئية بالقاعدة القائلة نتعاون في المتفق ويعذر بعضنا بعضا في المختلف فيه طالما أنه في أمور لا تتصل بأصول الدين وثوابته ولا تمس سلامه العقيدة الصحيحة. ".موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الدين النصيحة :

عن تميمٍ الداري رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامَّتهم ." رواه مسلم.
النصيحة لله عز وجل تعني صحة الاعتقاد في الوحدانية وإخلاص النية في العبادة، ولكتاب الله تعالى تعني الإيمان به والعمل بما فيه , ولرسول الله سبحانه تعني التصديق بنبوته وبذل الطاعة فيما أمر به ونهى عنه , ولعامة المسلمين حيث إرشادهم إلى ما فيه مصلحتهم ، وعدم الإضرار بهم وتجنب سوء الظن فيهم وعموم الإحسان إليهم .اهـ بتصريف جامع العلوم .

وقال محمد بن نصر ابن الحجاج المروزي رحمه الله تعالى :ـ قال بعض أهل العلم :ـ جماع تفسير النصيحة : هي عناية القلب للمنصوح له كائناً من كان ، وهي فرض ونافلة ، فالنصيحة المفترضة لله ، هي شدة العناية من الناصح بإتباع أوامر الله عزو وجل في أداء ما افترض ومجانبة ما حرم وهذا دليل صدق محبته والنافلة إيثار مراد الله سبحانه في كل أمر يعرض للمؤمن فيحرص على رضوان الله الكريم وإن أرادت نفسه غير ذلك.". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

معظم مشاكلنا مع أحبابنا تقع بسببين :

١ -مقصود لم يُفهم ٢ -مفهوم لم يُقصد والحل بخطوتين ١ -استفسر عن قصده ٢-أحسن الظن به وقد ذكر الله تعالى هذا الحل في سورة الحجرات: قال تعالى: "فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين". وقال سبحانه وتعالى :"يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم". وخلاصة القول : إذا خانك التعبير فلا يخنك التفسير"موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود وصل الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم

تنزيل الحكم الظني منزلة القطعي من الأحكام:

من الآفات التي يقع فيها كثير من الناس لا سيما من يدعون العلم والدعوة تنزيل الحكم الظني منزلة القطعي من الأحكام..والمقصود بالقطعي هو العلم بالحكم الشرعي بطريق يقيني لا يحتمل غيره سواء كان ذلك العلم حاصلا ضرورة أو نظراً كالعلم بوجوب الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة والصيام في شهر رمضان وحرمة السرقة والزنا وقتل النفس بغير الحق فهذه كلها من القطعيات المعلومة من الدين بالضرورة، ويكفر منكرها بحكم قضائي بعد تحقيق دقيق يزيل الشبه ويوضح الحقائق، وكذلك استحقاق بنت الابن السدس مع بنت الصلب فإنه قضى به النبي صل الله عليه وسلم كما رواه البخاري، وفساد الحج بالجماع قبل الوقوف، فإن هذين الحكمين الأخيرين قطعيان ومع ذلك فالعلم بهما لا يحصل إلا لأهل النظر والاستدلال من علماء الشريعة ومجتهدي هذه الأمة ولذلك فإنه لا يكفر منكرهما رغم قيام الإجماع عليهما لكنه يفسق. ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قبسات نبوية :

عن خطر الفتوي من غير تثبت وجمع للأدلة ,عن عبيد الله بن أبى جعفر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار . رواه الإمام الدارمي رحمه الله في سننه هذا الحديث جاء بسند واحد عن النبي صل الله عليه وسلم ، رواه الإمام الدارمي رحمه الله في سننه فقال: أخبرنا إبراهيم بن موسى ، حدثنا أبي ، حدثنا ابن المبارك ، عن سعيد بن أبى أيوب ، عن عبيد الله بن أبى جعفر قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار .وهذا الإسناد إلى عبيد الله بن أبي جعفر صحيح ، غير أن عبيد الله بن أبي جعفر المتوفي سنة 136 من أتباع التابعين ، ولا تعرف له رواية عن الصحابة رضي الله عنهم . فحديثه هذا يسمى "معضل" وهو من أقسام الحديث الضعيف ، لعدم اتصال سنده.

البغدادي رحمه الل تعالى : أما ما رواه تابع التابعي عن النبي صل الله عليه وسلم فيسمونه : المعضل ، وهو أخفض مرتبة من المرسل " انتهى. الكفاية " وقد ضعفه كل من الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في " شرح حديث ما ذئبان جائعان "، والعجلوني في "كشف الخفاء"، وضعفه الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " والحديث وإن كان ضعيفاً غير أن معناه صحيح ، فمن أقدم على الفتوى من غير تثبت ولا بحث في الأدلة فقد تسبب في إدخال نفسه النار . انظر : "فيض القدير" قـال الـحافـظ الـمُزّي رحمه الله تعـالى لـو سـكـت من لا يدري ، لاسـتَراح وأراح ، وقـل الـخـطـأ ، وكـثـر الـصـواب. " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود ـ وصل الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

سماحة الإسلام مع غيره :

ليس الإسلام ديننا هجوميا اغتيالا كما يصوره أعدائه , وكما يُسوق له أدعيائه . والإسلام ليس ضد المخالفين حتى لو لم يكن لهم دين ما داموا له ولأتباعه مسالمين قال تعالى :" لا ينهاكم الله عن الذين لم يُقاتلوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتُقسطوا إليهم إن الله يُحب المقسطين " سورة الممتحنة الآية 8 ـ وهو يدعوا للتعايش السلمي ويُرحب بالتعددية الحزبية مهما كانت أسمائهم و اختلفت أرائهم قال تعالى :" يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون " سورة آل عمران الآية 64ـ وهذه الآية الكريمة فيها توجيه لجميع الفصائل والفئات التي تعيش في المجتمع جميعا سواء خارجه أو داخله وليست الآية خاصة بأهل الكتاب , بل هي عامة تنزل على كل من يختلفون في الرأي ...؛؛ حتى لو كانوا مسلمين.؛؛. " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود ـ وصل الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

لولا هذا الرجل لما اختلف الناس:

عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وآله وسلم ـ مر برجل ساجد وهو ينطلق إلى الصلاة فقضى الصلاة ورجع عليه وهو ساجد فقال النبي صل الله عليه وآله وسلم ـ فقال: "من يقتل هذا؟". فقام رجل فحسر عن يديه فاخترط سيفه وهزه وقال: يا نبي الله بأبي أنت وأمي كيف أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله؟ ثم قال: "من يقتل هذا؟". فقام رجل فقال: أنا. فحسر عن ذراعيه واخترط سيفه فهزه حتى أرعدت يده فقال: يا نبي الله كيف أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله؟ فقال النبي صل الله عليه وآله وسلم ـ : "والذي نفس محمد بيده لو قتلتموه لكان أول فتنة وآخرها"رواه أحمد والطبراني من غير بيان شاف ورجال أحمد رجال الصحيح.
وصل الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

وعن أبي سعيد الخدري أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما, جاء إلى النبي صل الله عليه وآله وسلم ـ فقال: يا رسول الله إني بواد كذا وكذا فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي. فقال له النبي صل الله عليه وآله وسلم ـ : "اذهب فاقتله". قال: فذهب إليه أبو بكر فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله فرجع إلى رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ فقال النبي صل الله عليه وآله وسلم ـ لعمر: "اذهب فاقتله". فذهب عمر فرآه على الحال الذي رآه أبو بكر فرجع فقال: يا رسول الله إني رأيته يصلي متخشعا فكرهت أن أقتله. قال: "يا علي اذهب فاقتله". فذهب علي فلم يره فرجع علي فقال: يا رسول الله إني لم أره. قال: فقال النبي صل الله عليه وآله وسلم ـ : "إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم في فوقه فاقتلوهم هم شر البرية"رواه أحمد ورجاله ثقات.
وصل الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: كان رجل على عهد رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ يغزو مع رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ فإذا رجع وحط عن راحلته عمد إلى مسجد الرسول فجعل يصلي فيه فيطيل الصلاة حتى جعل أصحاب رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ يرون أن له فضلا عليهم فمر يوما ورسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ قاعد في أصحابه فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله هو ذاك الرجل فإما أرسل إليه نبي الله صل الله عليه وآله وسلم ـ وإما جاء من قبل نفسه فلما رآه رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ مقبلا قال: "والذي نفسي بيده إن بين عينيه سفعة من الشيطان". فلما وقف على المجلس قال له رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ : "أقلت في نفسك حين وقفت على المجلس: ليس في القوم خير مني؟». قال: نعم ثم انصرف فأتى ناحية من المسجد فخط خطا برجله ثم صف كعبيه فقام يصلي فقال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ : "أيكم يقوم إلى هذا فيقتله؟". فقام أبو بكر فقال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ : "أقتلت الرجل؟". فقال: وجدته يصلي فهبته. فقال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ : "أيكم يقوم إلى هذا فيقتله؟". فقال عمر: أنا. وأخذ السيف فوجده يصلي فرجع. فقال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ لعمر: "أقتلت الرجل؟". فقال: يا رسول الله وجدته يصلي فهبته. فقال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ :" أيكم يقوم إلى هذا فيقتله؟". قال علي: أنا قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ :"أنت له إن أدركته".
وصل الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

فذهب علي فلم يجده قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ :"أقتلت الرجل؟". قال: لم أدر أين سلك من الأرض. فقال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ :"إن هذا أول قرن خرج في أمتي". قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ـ :"لو قتلته - أو قتله - ما اختلف في أمتي اثنان إن بني إسرائيل تفرقوا على إحدى وسبعين فرقة وإن هذه الأمة - يعني أمته - ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة". قلنا: يا نبي الله من تلك الفرقة؟ قال:" الجماعة"قال يزيد الرقاشي: فقلت لأنس: يا أبا حمزة فأين الجماعة؟ قال: مع أمرائكم مع أمرائكم"رواه أبو يعلى. ويزيد الرقاشي ضعفه الجمهور وفيه توثيق لين وبقية رجاله رجال الصحيح.وقد صح قبله حديث أبي بكرة وأبي سعيد . مجمع الزوائد للهيثمي.قلت : والمقصود بالخلاف هنا هو الخلاف الشاذ الذي به يخرج عن عداد المؤمنين والسواد الأعظم من الأمة هو المَعنيُ في قوله تعالى :"ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي ونصله جهنم وساءت مصيرا. سورة النساء : الآية 115 ـ .". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي محمود ـ وصل الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا