موقف الأئمة من اجتهادتهم

فى صفات العالم :

يقول الإمام أبوحامد الغزالى رحمه الله ـ فى صفات العلم
" يقصد الصدق ويتجنب الكذب , ويحدث بالمشهور ,
ويروى عن الثقات , ويترك المناكير , ولا يذكر
ما جرى بين السلف , ويعرف الزمان , ويتحفظ
من الزلل والتصحيف , واللحن والتحريف ,
ويدع المداعبة , ويُقل المشاغبة , ويشكر
النعمة إذ جُعل فى درجة الرسول صل الله عليه
وسلم ـ ويلزم التواضع , ويكون معظم ما يُحدث
به نفسه ما ينتفع به المسلمون من فرائضهم ,
وسننهم وآدابهم , وفى معانى كتاب ربهم .
" وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الأغنياء والعلماء :

قيل لحكيم : الأغنياء أفضل أم العلماء ؟
فقال : العلماء أفضل .
فقيل له : فما بال العلماء يأتون أبواب الأغنياء , ولا نرى ,
الأغنياء يأتون أبواب العلماء ؟
فقال : لأن العلماء عرفوا فضل المال ,
والأغنياء لم يعرفوا فضل المال .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

موعظة :

يقول سفيان الثورى رحمه الله ـ
تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل , وفتنة العالم الفاجر
فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون " " وصل الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العلم والعلماء :

سئل ابن المبارك :

من الناس ؟ قال : العلماء ـ قال : فى الملوك ؟ قال : الزهاد قيل فمن السِفلة ؟
قال : الذين يأكلون الدنيا بالدين ـ وقال : أبو الأسود الدؤلى : ليس شئ آخر من
العلم ـ قال : الملوك حكام على الناس ـ والعلماء حكام على الملوك .
فإلى متى يصمت العلماء ؟ ومتى يتخذ العلماء دورهم الحقيقى ليحققوا الهدف منه ؟
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مسئلة ومعنى :

مما لايجوز قوله :" كل الناس خير وبركة " لأن البركة معناها فى الشرع الفضل و المرتبة العالية عند الله تعالى , لأن هذا القول الفاسد مما يجعل الناس جميعا على درجة عالية عند الله تعالى والله عز وجل يقول :" أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون " سورة القلم الآية 35 ـ 36ـ
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مسئلة ومعنى :

مما لايجوز إطلاقه على إبليس لعنه الله , أنه طاووس الملائكة لأن الله تعالى قال عنه " كان من الجن ففسق عن أمر ربه " والرسول صل الله عليه وسلم ـ أخبر أن الجن خلقوا من مارج من نار , والبشر خُلقوا من طين , والملائكة خلقوا من نور .
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مسئلة ومعنى :

ورد فى الحديث عنه صل الله عليه وسلم _ لايدخل الجنة من كان فى قلبه وزن ذرة من كبر " والحديث معناه : أن المؤمن المتكبر لايدخل الجنة مع الأولين , والكبر نوعان : هو رد الحق على قائله وغَمْط الناس والنظر إليهم نظر احتقار وازدراء
لكن رد الحق أشد لأن قد يوقع البعض فى الكفر بسبب الكبر .
وفى هذا الزمان ضاع طلب العلم بين الكبر والحياء .
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

علماء مخلصون :

دخل سفيان الثورى رحمه الله تعالى على أبى جعفر المنصور ـ وقد كان حاجا , فقال : ماذا تقول يا أمير المؤمنين : فيما أنفقت من مال الله ومال أمة محمد صل الله عليه وسلم ـ بغير إذنهم , وقد قال : عمر ابن الخطاب رضى الله عنه ـ فى حجة حجها ,
وقد أنفق ستة عشر ديناراً هو ومن معه " ما أرانا إلا قد أجحفنا بيت مال المسلمين "
وأرى هنا أموالا لاتطيق الجمال حملها وقد علمت ما قاله النبى صل الله عليه وسلم ـ
" رب متخوض فى مال الله ومال رسول الله فيما شاءت له نفسه ...له النار غداً " ..
فقال أحد كتاب المنصور , أمير المؤمنين يستقبل بمثل هذا ؟
فأجابه سفيان بعنف . اسكت إنما أهلك فرعون هامان ."
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أدب النفس قبل أدب الدرس :

تقدم عبد الله الشيبانى إلى أبى بكر مجاهد ليقرأ عليه , فتقدم إليه رجل وافر
اللحية , كبير الهامة , فابتعد ليقرأ , فقال : ترفق يا خليلى , سمعت محمد
بن الجهم السمرى يقول : سمعت الفراء يقول : أدب النفس ثم أدب الدرس .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مع الرعيل الأول :

إن الظرف العظيم الذى ناله النبى صل الله عليه وسلم ـ فى العرب . والذى أحس العالم كله من السِند إلى المحيط الأطلسى بنفوذه وآثاره البالغة لم يكن له من سبب
غير أنه صل الله عليه وسلم ـ ظفر فى جزيرة العرب بأحسن ذخيرة من الكفاءة
الإنسانية , والإستعداد البشرى ممن كانوا يملكون قوة مسخرة من السيرة الفردية
والطباع المستقيمة ... أرأيت أنه صل الله عليه وسلم ـ لو كان ظفر من أصحابه برجال ساقطى الهمة , متزعزى الإرادة , ممن لا يوثق بهم ولا يعول عليهم
, فهل كان يحصل منهم على نتائج , مثل تلك النتائج الباهرة التى حصل عليها ؟ ؛
" الأسس الأخلاقية للأستاذ المودودى "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اجابة فى تروى :

سئل أحد العلماء : هل لإبليس زوجة ؟ فقال : ذلك عُرس لم أشهده
ثم تنبه وقرأ قول الله تبارك وتعالى :" أفتتخذونه وذريته أولياء من
دونى وهم لكم عدو ؟ بئس للظالمين بدلا " سورة الكهف الآية 50ـ
وعندئذ تذكر أنه لا يكون له ذرية إلا من زوجه , فقال من فوره ,
نعم له زوجة " وفى ذلك دعوة لكل من سئل فى مسئلة أن يتروى
قبل الإجابة . وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مفاهيم وارشادات :

سئل أبو على الجوزجانى رحمه الله تعالى وكان من علماء وكبار مشايخ خرسان .
كيف الطريق إلى الله ؟ فقال الطرق إليه كثيرة , وأصح الطرق وأعمرها وأبعدها
عن الشبهة , اتباع السنة قولا وفعلا وعزما وعقدا ونية , لأن الله تعالى يقول :" وإن تطيعوه تهتدوا " سورة النور الآية 54 ـ
فسئل كيف الطريق إلى اتباع السنة ؟ فقال : مجانبة البدع , واتباع ما اجتمع عليه الصدر الأول من علماء الإسلام , والتباعد عن مجالسة الكلام وأهله , ولزوم طريق الإقتداء والإتباع , بذلك أمر رسول الله صل الله عليه وسلم ـ بقوله عز وجل :" ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين " سورة النحل الآية 123 ـ " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أقوال للصالحين :

يقول : العباس بن عطاء الله : " من ألزم نفسه أدب السنة نور الله قلبه بنور المعرفة
ولا مقام أشرف من متابعة الحبيب صل الله عليه وسلم ـ فى أوامره , وأفعاله , وأخلاقه , والتأدب بأدبه قولا وفعلا وعقدا ونية "
" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عبارات عن التصوف السنى وحقيقته :

سئل للجنيد بن محمد رحمه الله :


ما التصوف : قال :" لحوق السر بالحق لا ينال ذلك إلا بفناء النفس من الأسباب
لقوة الروح والقيام مع الحق , وكان يقول عن معنى التوحيد : " أن العقل عاجز
عن ادراكه لأنه إذا تناهت عقول العقلاء فى التوحيد تناهت إلى الحيرة "
ويقول : أشرف كلمة فى التوحيد ما قاله أبو بكر الصديق رضى الله عنه ـ " سبحان من لم يجعل لخلقه سبيلا إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته "
وعن معنى الروح يقول : الجنيد " الروح شئ استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحد من خلقه ولا يجوز العبارة عنه بأكثر من موجود لقوله تعالى :" ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " سورة طه
 وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

يقول الإمام الجنيد بن محمد رحمه الله تعالى :

من لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به فى هذا الأمر
" يعنى التصوف " لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة "
ويقول أيضا : الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى
أثر الرسول صل الله عليه وسلم .  
 وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أقوال للجنيد رحمه الله :

ومن أقواله فى التوبة : قال : " نسيان ذنبك "
بمعنى خروج حلاوة المعصية من قلبك
خروجا لايبقى له فى سرك أثر ولا فى ظاهرك مخالفة لله تعالى .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أقوال للجنيد رحمه الله :

وقال الجنيد رحمه الله تعالى : وقال عن معنى العزلة والخلوة :
" مكابدة العزلة أيسر من مداراة الخلطة "
وذلك لاختلاف أخلاق الناس وطباعهم وما يظهر من أذاهم
وما يحتاج إليه من الحلم والصفح .
الأنفاس " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أقوال للجنيد رحمه الله :

وقال الجنيد رحمه الله تعالى : عن معنى التواضع قال :
" خفض الجناح للخلق ولين الجانب لهم "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أقوال للجنيد رحمه الله :

وقال الجنيد رحمه الله تعالى : وقال عن معنى الخوف
" توقع العقوبة مع مجارى الأنفاس " وصل الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أقوال للجنيد رحمه الله :

وقال الجنيد رحمه الله تعالى : وقال عن معنى الزهد :
خلو القلب عما خلت منه اليد ,
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حوار بين أبى حنيفة النعمان رحمه الله تعالى وبعض الخوارج :

دخل بعض الخوارج على أبى حنيفة النعمان رحمه الله تعالى : شاهرين سيوفهم فى وجهه وهو جالس فى المسجد , وقالوا يا أبا حنيفة نسألك عن مسألتين فإن أجبت نجوت وإلا قتلناك فقال أبو حنيفة اغمدوا سيوفكم فإنى برؤيتها ينشغل قلبى قالوا :
كيف نغمدها ونحن نحتسب الأجر الجزيل بإغمادها فى قلبك قال أبو حنيفة : فاسألوا إذن قالوا : جنازتان بالباب إحداهما لرجل شارب الخمر فمات سكرانا والأخرى لامرأة حملت من الزنا فماتت فى ولادتها قبل توبتها أهما مؤمنان أم كافران ؟

فسألهم من أى طائفة كانوا من اليهود ؟ قالوا : لا من النصارى ؟ قالوا لا من المجوس ؟ قالوا لا : قال ممن كانوا ؟ قالوا كانوا من المسلمين قال قد أجبتم قالوا هما فى الجنة أم فى النار ؟ قال أبو حنيفة : أقول فيهما كما قال الخليل عليه السلام فيمن هم شر منهما " فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم " سورة إبرهيم
وأقول فيهما كما قال عيس ابن مريم عليه السلام : " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " سورة المائدة فنكسوا على رؤسهم وانصرفوا .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

منهج المرجئة :

هم الجماعة التى أخرت الحكم على مرتكب الكبيرة إلى يوم القيامة فلا يُقضى عليه بحكم ما فى الدنيا بكونه من أهل الجنة أو من أهل النار .
وهذه الفرقة من جموع الفرق المتفرقة التى تفرقت وتشعبت فى فهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية , ومن منهج المرجئة أنهم أخذوا نصوص الوعد من القرآن الكريم
وتركوا نصوص الوعيد , ففهموا الآيات الكريمة على غير مرادها , وقالوا : لا يضر مع الإيمان ذنب , كما لا ينفع مع الكفر طاعة " لأنهم أخذوا بقوله صل الله عليه وسلم :" من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة " وجمعوا كل مافى معناها :

وجمعوا كل مافى معناها : وتركوا قوله صل الله عليه وسلم :" لايدخل الجنة قاطع رحم " وكل ما جاء فى هذا المعنى .. ومن هذا التفريط والإفراط توسط أهل السنة , وأخذوا بجميع النصوص الواردة وجمعوا بينها جمعا علميا يزيل الإشكال ويدفع الخلط والإضطراب ومن لطائف مناظرات أهل السنة فى هذا الباب

الباب ما رواه قريش بن أنس رضى الله عنهما : قال : سمعت عمرو بن عبيد , من أئمة المعتزلة , بقوله :" يؤتى
بى يوم القيامة فأُقام بين يدى الله فيقول لى : لم قلت : إن القاتل فى النار ؟ فأقول , أنت قولته , ثم تلا قوله تعالى :" ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها "
النساء الآية 13 ـ قلت له أى قريش بن أنس , أرأيت إن قال لك : قد قلت : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ولكن يغفر ما دون ذلك لمن يشاء " سورة النساء الآية 48 ـ
فمن أين علمت أنى لا أشاء أن أغفر ؟ قال : فما استطاع أن يرد على ذلك . "
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم