فضل السجود ( سجود الشكر )

سجدة الشكر :

_ كان من هدى رسول الله صل الله عليه وسلم أنه إذا تجددت له نعمة أو بشر بخير أو أتاه ما يسره أو اندفعت عنه نقمة وشر سجد شكرا لله تبارك وتعالى وعن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبى صل الله عليه وسلم " بشر بحاجة فخر لله ساجدا , رواه أبو داود وابن ماجة الترمذى وحسنه وعن عبد الرحمن ابن عوف رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم " خرج فأتبعه حتى دخل نخلا فسجد فأطال السجود حت خفت أن يكون الله توفاه , فجئت أنظر , فرفع رأسه فقال : مالك ياعبد الرحمن ؟ فذكرت ذلك له فقال : إن جبريل عليه السلام قال لى : ألا أبشرك ؟ إن الله عز وجل يقول لك من صل عليك صليت عليه , ومن سلم عليك سلمت عليه , فسجدت لله شكرا " رواه أحمد وفى سنن أبى داود أن النبى صل الله عليه وسلم رفع يديه داعيا ثم بعد ذلك سجد شكرا لله ثلاث مرات , وقال شفعت فى أمتى فوهبنى الله تعالى ثلثها فسجدت شكرا لله ولما رفعت رأسى شفعت ثانيا فوهبنى الله ثلثا آخر فسجدت لله شكرا , ولما رفعت رأسى دعوت الله تعالى ثلاثا , فوهبنى الثلث الباقى فسجدت لله شكرا " وبهذا نعلم أن حمد الله على النعم ودفع المكروه إنما يكون بالسجود المجرد ليس بأداء صلاة تسمى صلاة الشكر فليس هناك صلاة تسمى بصلاة الشكر ومن أذكار سجود الشكر مايقال فى غيره من صلاة فريضة أو نافلة ولا يشترط لسجود الشكر الوضوء فعندما يسمع المسلم بما يسره من حصول خير أو دفع شر سجد لله على حالته " فاللهم أحينا على سنته واشملنا بشفاعته وأوردنا حوضه واسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة لانظمأ بعدها أبدا ولا تفرق بيننا وبينه ياربنا كما آمنا به ولم نره حتى تدخلنا مدخله وتحشرنا فى زمرته وتجمعنا به تحت لواءه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عن سجود الشكر وكيفيته :

إنّ سجود الشكر مستحبٌ عند جمهور العلماء ، ويشرع هذا السجود لمن أصابته نعمة ، أو صرفت عنه نقمة ، فمن أصابه أمرٌ يسره ويُفْرح قلبه ، فيستحب له أن يسجد سجود شكرٍ لله عز وجل ، ومن صَرَف الله عنه نقمة أو مصيبة ، فيستحب أن يسجد لله شكرا ً، فيكون بهذا مأجوراً على سجوده ، وينبغي أن تكون تلك النعمة غير معتادة حتى يُشْرع السجود شكرًا لله عليها ، وقد ثبت هذا السجود في السنة النبويّة العطرة ، فعن أبي بكرة:" أن النبي صل الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يُسَرُّ به خر ساجدًا " [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة ، وحسنه الإمام الألباني في إرواء الغليل ـ ، وقد أشار أهل العلم إلى أن هناك أحاديث أخرى تقوي هذا الحديث ، بالإضافة إلى ورود العديد من الآثار عن السلف الصالح تبين أنهم عملوا بهذه السنة المستحبة.

وسجود الشّكر هو من أنواع السجود المستحبّة التي تكون في خارج الصلاة ، ويقول الكثير من العلماء أنّ صفة سجود الشكر وكيفيّته هي نفس صفة سجود التلاوة ، فلا يشترط في هذا السجود أي شيء مما يشترط للصلاة كالوضوء واستقبال القبلة والتكبير، وقد ورد في التكبير حديث ولكن فيه ضعف ، ولذلك فالراجح عدم مشروعيّة التكبير في هذا السجود، وكذلك لا يشرع التشهّد فيه ، أو التّسليم بعده ، وإنما يخر المرء ساجداً من دون كل ذلك ، فيسجد سجدةً واحدة فقط، ويقول فيها كما يقول في سجوده أثناء الصلاة ، ويشكر الله على نعمته عليه، يدعو الله أثناء سجوده بما شاء من الدعوات الطيبة. و ينبغي أن نعلم أنّه لا يوجد صلاة تسمّى صلاة الشكر ،

ولم يرد عن الرسول أنّه صلى هذه الصلاة ، وإنّما ورد عنه سجود الشكر، وهذه الصّلاة لا أصل لها في السنة ، بالإضافة إلى أنّه لا يجوز للمسلم أن يسجد سجود الشكر من غير سبب لأنّ هذا أيضاً لم يرد عن الرسول ، فينبغي لكل مسلم أن يتمسك بالسنة ويحرص عليها، ولا يجوز له أن يأتي بعبادات لم ترد فيها ؛ لأنّ العبادات التي لم ترد في السنة تعتبر من البدع المحدثات التي حذّرنا الرسول صلى الله عليه وسلم منها ،

ما يقال فى سجود الشكر:

وهو سجود شبيه بسجود الصلاة في الصلوات الخمس وسجود التلاوة وسجود السهو ، ويتم أدائه إذا تجددت نعمة أو إندفعت نقمة مثل: أن يحصل له فرج من شدة أو رزق مولوداً فعندئذ يقوم بسجود الشكر بل يُستحب. كما أن صفة سجود الشكر ، مسألة اختلف بها العلماء ، فمنهم من يرى أنه لا بدّ من الوضوء"الطهارة " والتكبير ، ومن منهم من يرى عدم اشتراط التكبير والطهارة ، فصفته مقتصرة على سجدة واحدة بلا تكبير أو تسليم ، كما أنه يسجد حسب حاله ، قائماً أو قاعداً ، طاهراً أو محدثاً ،مع أفضلية الطهارة . ، وفيما يخص صفة سجود الشكر "أنّه يكبّر ويسجد ثم يقول سبحان ربي الأعلى اللهم لك سجدت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين ، ثم يدعو بما يحب.

و جمهور العلماء على  استحباب سجود الشكر لمن تجددت له نعمة تسره أو صرفت عنه نقمة ، فعن أبي بكرة عن الرسول صل الله عليه وسلم لإذا أتاه أمراً يسره أو بشر به خرّ ساجداً شكراً لله تعالى ،"واه أبو داود وابن ماحه. و روى البيهقي بإسناذ على شرط البخاري أن علياً رضي الله عنه لما كتب إلى النبي "صل الله عليه وسلم" بإسلام همذان خر ساجداً ثم رفع رأسه فقال: السلام على همذان ، السلام على همذان ". و عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله "صل الله عليه وسلم " خرج فاتبعته حتى دخل نخلاً فسجد فأطال السجود حتى خفت أن يكون الله قد توفاه، فجئت أنظر فرفع رأسه فقال: "مالك يا عبد الرحمن"؟ فذكرت ذلك له فقال:" إن جبريل "عليه السلام "قال لي: ألا أبشرك؟ إن الله عز وجل يقول لك: من صل عليك صليت عليه ، ومن سلم عليك سلمت عليه ، فجد لله عزو جل شكراً".

وروى البخاري أن كعب بن مالك سجد لما جاءته البشرى بتوبة الله عليه .ذكر أحمد عن علي رضي الله عنه أنه :" سجد حين وجد ذا الثدية في قتلى الخوارج.وذكر سعيد بن منصور :" أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه سجد حين جاءه قتل مسيلمة.
فقد استحب جمهور أهل العلم أن تسجد سجدة شكر لله تعالى، على حدوث النعمة كشفاء مريض، أو قدوم غائب، أو رزقت بمولود، أو اندفاع النقمة، لما رواه أحمد والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سجد النبي صل الله عليه وسلم فأطال السجود ثم رفع رأسه، فقال: “إن جبريل أتاني فبشرني فسجدت لله شكراً” . ولما رواه البيهقي -وأصله في البخاري- عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم بعث علياً رضي الله تعالى عنه إلى اليمن فذكر الحديث قال: فكتب علي بإسلامهم فلما قرأ رسول الله صل الله عليه وسلم الكتاب خرَّ ساجداً شكراً لله تعالى على ذلك. وقال الترمذي إسناده صحيح. وروى عبد الرزاق في مصنفه أن عمر أتاه فتح من قبل اليمامة فسجد، وسجد أبو بكر حينما جاءه خبر قتل مسيلمة الكذاب، وسجد علي  رضي الله عنه حين وجد ذا الثدية بين قتلى الخوارج. ".موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى محمود ـ وصل الله على سيدنا ومولانا  محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

صلاة العشاء والفجر :

_ قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " من صلى العشاء فى جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح فى جماعة فكأنما صلى الليل كله " وقد ورد فضل الذكر فى جماعة بعد صلاة الفجر , قال صل الله عليه وسلم " من صلى الصبح فى جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة " وقال صل الله عليه وسلم :" من صلى البردين دخل الجنة " ( والبردين صلاة العصر والفجر ) وبين صل الله عليه وسلم " أن أثقل الصلوات على المنافقين , صلاة العشاء وصلاة الفجر " .. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كلمات طيبة :

_ ذكر النعمة من المُنعِم تكدير , ونسيان النعمة من المُنعَم عليه تقصير " ويقول : الصديق أبو بكر رضى الله عنه _ أى سماء تظلنى , وأى أرض تقلنى إذا قلت فى كتاب الله ما لا أعلم " وكان قد سئل رضى الله عنه عن معنى كلمة " وأبا " التى فى سورة عبس الآية 31 ـ ومعناها : الكلأ والعُشب الذى تأكله الأنعام " ولكنه أبى الإجابة خوفا من الله تعالى " .. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضل السجود :

وفى الحث على كثرة السجود والدعاء فيه حيث يكون العبد أقرب مايكون من رحمة ربه وفضله ، كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء ." رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي  يقول الإمام الشوكاني رحمه الله :  . وفى الحديث دليل على مشروعية الاستكثار من السجود ومن الدعاء فيه رواه أحمد ومسلم وأبو دود والنسائى نيل الأوطار وماجاء فى طول القيام  كثرة وكثرة الركوع و السجود  .. بتصريف يسير موقع من فقه الاسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قى فضل السجود :

عن ثوبان رضي الله عنه قال : سمعت النبي صل الله عليه وسلم يقول:"  عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحط بها عنك خطيئة  "   . رواه أحمد ومسلم وأبو داود " الحديث لفظه في صحيح مسلم ، قال يعني معدان بن أبي طلحة اليعمري " لقيت ثوبان مولى رسول الله صل الله عليه وسلم فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة ، أو قال : بأحب الأعمال إلى الله ، فسكت ، ثم سألته فسكت ، ثم سألته الثالثة فقال : سألت عن ذلك   : رسول الله صل الله عليه وسلم " فذكر الحديث ، وهو يدل على أن كثرة السجود مرغب فيها والمراد به ، السجود في الصلاة " نيل الأوطار وماجاء فى طول القيام  وكثرة الركوع و السجود  .. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى فضل كثرة السجود وثوابه :

وعن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال :" كنت أبيت مع النبي صل الله عليه وسلم :" آتيه بوضوئه وحاجته ، فقال : سلني ، فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة ، فقال : أو غير ذلك ؟ فقلت : هو ذاك ، فقال : أعني على نفسك بكثرة السجود " رواه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود ـ وقوله : "سلني " فيه جواز قول الرجل لأتباعه ومن يتولى خدمته : سلوني حوائجكم قوله : " مرافقتك" فيه دليل على أن من الناس من يكون مع الأنبياء في الجنة . وفيه أيضا جواز سؤال الرتب الرفيعة التي تكبر عن السائل قوله : " أعني على نفسك بكثرة السجود  وفيه أن السجود من أعظم القرب التي يكون بسببها ارتفاع الدرجات عند الله إلى حد لا يناله إلا المقربون " نيل الأوطار وماجاء فى طول القيام  وكثرة الركوع و السجود  .. موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم