الرسول الإنسان :

الرسول الإنسان :

_ إن مكارم رسول الله صل الله عليه وسلم لا تعد ولا تحصى ولا يحيط بعدها الحساب لأنها هبات من الله لمن اختاره واصطفاه وصنعه على عينه وهداه قال تعالى " وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما " سورة النساء ولهذا كان رسول الله صل الله عليه وسلم يقر بما حباه الله وفضله بقوله :" أدبني ربى فأحسن تأديبي " مروى عن على رضي الله تعالى عنه وهو حديث حسن حتى زكاه ربه فقال " وإنك لعلى خلق عظيم " سورة القلم وإنسانية محمد صل الله عليه وسلم التي نريد أن نقف عندها صاحبته وصارت معه منذ بدء دعوته إلى الله إلى أن لحق بالرفيق الأعلى فعن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه أنه صل الله عليه وسلم خرج إلى قتلى أحد فصلى عليهم ودعا لهم بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع إلى المنبر فقال " إن بين أيديكم فرط , وأنا شهيد عليكم , وأن موعدكم الحوض وإني لأنظر إليكم من مقامي هذا , وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها فكانت آخر نظرة رسول الله صل الله عليه وسلم وفى رواية " ولكنى أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا كما أهلكت من كان قبلكم قال عقبة فكان آخر ما رأيت من رسول الله على المنبر رواه البخاري ومسلم ـ وقد فضله الله تعالى على جميع الأنبياء حيث قال فيما أخرجه البخاري في صحيحه " إن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلا وموسى نجيا واتخذني حبيبا " ثم قال " وعزتي وجلالي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيبي ومنها قوله " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " ومنها قوله فيما رواه الترمذي من حديث أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا وأنا خطيبهم إذا وفدوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا لواء الحمد يومئذ بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربى ولا فخر "

ومن أدلة تفضيله ما رواه ابن مردوية عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال جلس ناس من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم ينتظرونه فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذكرون فإذا بعضهم يقول عجبا إن الله اتخذ من خلقه خليلا , فإبراهيم خليله , وقال آخر ماذا بأعجب من أن الله تعالى كلم موسى تكليما وقال آخر فعيسى روح الله وكلمته فقال آخر آدم اصطفاه الله فخرج عليهم النبي صل الله عليه وسلم وقال قد سمعت كلامكم وتعجبكم أن إبراهيم خليل الله وهو كذلك وموسى كليمه وعيسى روحه وكلمته وآدم اصطفاه الله وهو كذلك وكذلك محمد ألا وإني حبيب الله ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر ؟ وأنا أول من يحرك حلقة الجنة فيفتح الله ويدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر , وأنا أكرم الأولين والآخرين يوم القيامة ولا فخر " ويرحم الله تعالى من قال - كيف ترقى رقيك الأنبياء _ يا سماء ما طاولتها سماء _ لم يساووك في علاك _ وقد حال سنامك دونهم وثناء ." . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رأس مكارم الأخلاق :

_ حرص الإسلام على تربية أبنائه على الصفات الطيبة والأخلاق الحسنة لما لها من تأثير عند صاحبها وفى معاملة الآخرين من الناس فهة تدعوا إلى الحب والتآلف بين القلوب وبها يتأكد خلق الحياء فى الإنسان يقول النبى صل الله عليه وسلم " لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء ورروى البيهقى فى شعب الإيمان عن النبى صل الله عليه وسلم " أنه قال " مكارم الأخلاق عشرة , تكون فى الرجل ولا تكون فى ابنه , وتكون فى الإبن ولا تكون فى أبيه , وتكون فى العبد ولا تكون فى سيده , يقسمها الله لمن يشاء من عباده , صدق الحديث وصدق البأس , وأن لايشبع وجاره وصاحبه جائعان , واعطاء السائل , والمواساة بالنائل " أى بما يقع بأخيك من شر ومصائب " والمكافأة بالصنائع , " يعنى أن تشكرمن أسدى إليك معروفا " وحفظ الأمانة , وصلة الرحم , والتذمم للجار , وقرى الضيف , ورأسهن الحياء " وصلى الله وسلم وبارك على أشرف الخلق وأكملهم من ختم الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله تعالى به الغمة وعلى آله وصحبة البررة الأطهار المصطفين الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

النبى الأمى ( صل الله عليه وسلم ) :

_ لقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم _ رغم أنه أمى لايقرأ ولايكتب , ومع ذلك كان يحض على العلم والمداومة على التعلم , وهو الذى طلب من أسرى بدر , فى غزوة بدر مقابل الفداء وإطلاق سراحهم , تعليم كل فرد منهم عشرة من المسلمين , إن الأمية شرف وكمال للنبى صل الله عليه وسلم ونقص وسوء تقدير لغيره من الناس ولهذا قال تعالى :" وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لأرتاب المبطلون " سورة العنكبوت الآية 48 _ وهذه حكمة الله تعالى بنص القرآن الكريم , يعنى لو كان النبى محمد صل الله عليه وسلم من العلماء المعروفين بالعلم والقراءة والكتابة , لاتهمه الناس بأنه نقل القرآن من كتب سابقة ونسبه إلى الله سبحانه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فى علاج ألم البطن بالعسل :

_ كما فى الصحيحين من حديث أبى المتوكل عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رجلا أتى النبى صل الله عليه وسلم , فقال : إن أخى يشتكى بطنه : وفى رواية استطلق بطنه فقال :" اسقه عسلا " فذهب ثم رجع , فقال قد سقيته , فلم يغن عنه شيئا , وفى لفظ فلم يزده إلا استطلاقا مرتين أو ثلاثا , كل ذلك يقول له :" اسقه عسلا " , فقال له فى الثالثة أو الرابعة صدق الله وكَذَبَ بطن أخيك " رواه البخارى فى الطب باب الدواء بالعسل وفى صحيح مسلم فى رواية : فى لفظ له : عَرِبَ بطنه " أى فسد هضمه , واعتلت معدته " انظر زاد الميعاد لابن القيم رحمه الله ج 4 _ ص 33 _ مع بيان فوائد العسل فى هذا الباب " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

في وصف الإسلام ورسوله صل الله عليه وسلم :

قال الله تعالى :" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم " سورة التوبة الآية 128. تبين لنا هذه الآية الكريمة أن الرسول صل الله عليه وسلم هو المثل الأعلى للرحمة الإلهية لذلك وصفه الله تعالى بأنه رؤوف رحيم. لقد أرسله الله تعالى رحمة للعالمين.. رحمة شاملة للوجود بأجمعه. رحمة عامة للمؤمن والكافر , والبر والفاجر , والإنسان والحيوان والجماد وهذه الرحمة التي كان يمثلها النبي صل الله عليه و سلم- يستطيع المؤمنون الاستفادة منها والعمل بها , كمنهج حياة في التعامل مع الآخرين ذلك لأنه "بالمؤمنين روؤف رحيم" ويستطيع الكافرون والمنافقون أيضاً - إلى جانب المؤمنين - الاستفادة من هذه الرحمة كذلك. فعندما قيل له: ادع على المشركين قال صل الله عليه وسلم: "إني لم أُبعث لعانًا، وإنما بُعثت رحمة". . . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من صور الرحمة في حياة الرسول الإنسان( صل الله عليه وسلم ):

1ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صل الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال :" لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صل الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئاً " رواه البخاري .

2ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما :"  أن امرأة وجُدت في بعض مغازي رسول الله صل الله عليه وسلم مقتولة . فأنكر رسول الله صل الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان "  رواه البخاري ومسلم . وفي رواية لهما " وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي . فنهى رسول الله صل الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان"

3ـ عن أنس بن مالك رضي الله عنه : كان غلام يهودي يخدم النبي صل الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صل الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صل الله عليه وسلم ، فأسلم ، فخرج النبي صل الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار" رواه البخاري .

4 ـ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صل الله عليه وسلم قال : "من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما " رواه البخاري .

5ـ عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم أنه كان إذا أمر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا . ثم قال " اغزوا باسم الله . وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال" أو خلال " . فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى الإسلام . فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين . وأخبرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبوا أن يتحولوا منها ، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين .

. يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين . ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء . إلا أن يجاهدوا مع المسلمين . فإن هم أبوا فسلهم الجزية . فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك . فإنكم ، أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم ، أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله . ولكن أنزلهم على حكمك . فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا " رواه مسلم .

6ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث النبي صل الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه النبي صل الله عليه وسلم فقال : "ما عندك يا ثمامة " . فقال : عندي خير يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل منه ما شئت . فترك حتى كان الغد ، فقال : "ما عندك يا ثمامة " . فقال : ما قلت لك ، إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال : ما عندك يا ثمامة فقال : عندي ما قلت لك فقال : "أطلقوا ثمامة " . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد ، فاغتسل ثم دخل المسجد ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، يا محمد ،

والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك أحب دين إلي ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ، وإن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة قال له قائل : صبوت ، قال : لا ، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صل الله عليه وسلم ، ولا والله ، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صل الله عليه وسلم " رواه البخاري ومسلم .

7 ـ عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: "غزوت مع رسول الله صل الله عليه وسلم خيبر فأتت اليهود فشكوا أن الناس قد أسرعوا إلى حظائرهم فقال رسول الله صل الله عليه وسلم ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها " رواه أبو داود بسند حسن

8 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال " إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة "رواه مسلم .

9 ـ عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه سمع النبي صل الله عليه وسلم يقول يوم خيبر : "لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه " . فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى ، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى ، فقال : "أين علي". فقيل : يشتكي عينيه ، فأمر فدعي له ، فبصق في عينيه ، فبرأ مكانه حتى كأنه لك يكن به شيء ، فقال : نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : "على رسلك ، حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم " . رواه البخاري ومسلم .

10 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة . فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صل الله عليه وسلم ـ ما أكره . فأتيت رسول الله صل الله عليه وسلم ـ وأنا أبكي . قلت : يا رسول الله ! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي . فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره . فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة . فقال رسول الله صل الله عليه وسلم " اللهم ! اهد أم أبي هريرة " فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صل الله عليه وسلم . فلما جئت فصرت إلى الباب . فإذا هو مجاف . فسمعت أمي خشف قدمي .

. فقالت : مكانك ! يا أبا هريرة ! وسمعت خضخضة الماء . قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها . ففتحت الباب . ثم قالت : يا أبا هريرة ! أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . قال فرجعت إلى رسول الله صل الله عليه وسلم ، فأتيته وأنا أبكي من الفرح . قال قلت : يا رسول الله ! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة . فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا . قال قلت : يا رسول الله ! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عبادة المؤمنين ، ويحببهم إلينا . قال فقال رسول الله صل الله عليه وسلم " اللهم ! حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين . وحبب إليهم المؤمنين " فما خلق مؤمن يسمع بي ، ولا يراني ، إلا أحبني " رواه مسلم .

11 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه ، على النبي صل الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، إن دوسا عصت وأبت ، فادع الله عليها ، فقيل : هلكت دوس ، قال : " اللهم اهد دوسا وأت بهم " رواه البخاري .

12 ـ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنهم قالوا : يا رسول الله ! أحرقتنا نبال ثقيف ، فادع الله عليهم . فقال : اللهم اهد ثقيفا " رواه الترمذي بسند صحيح . ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من كمال أدبه وحسن عشرته صل الله عليه وسلم :

يقول ذو النون المصري رحمه الله تعالى :" من علامات المحب لله عز وجل متابعة حبيب الله صل الله عليه وسلم في أخلاقه وأفعاله وأوامره وسننه، "وبعد أخوة الإيمان والإسلام ,إن من كمال خلق المرء حسن صحبته ومعاشرته لأهله ، وكمال أدبه في مخالطته لغيره ، ولقد كان الحبيب صل الله عليه وسلم مضرب المثل في حسن الصحبة وجميل المعاشرة وأدب المخالطة وإليك هذه الأمثلة : يقول أنس بن مالك رضي الله عنه : خدمت رسول الله صل الله عليه وسلم عشر سنوات فما قال لي أف قط ، وما قال لشيء صنعته لم صنعته ؟ ولا لشيء تركته لم تركته ؟ وقد كان صل الله عليه وسلم ـ يلاطف أهله ويمازحهم بجميل القول , ومستحسن الفعل وذلك بإختيار الألفاظ الحلوة الجميلة , وبالأسلوب اللطيف المهذب الذى تتطلع له النفوس وتسعد بسماعه القلوب والأرواح ,

كما فى حديث ابن عباس رضى الله عنه _ أن رجلا سأله : أكان رسول الله صل الله عليه وسلم _ يمزح ؟ فقال ابن عباس : كسا النبى صل الله عليه وسلم _ بعض نسائه ثوبا واسعا وقال : " البسيه واحمدى الله , وجرى ذيلك هذا كذيل العروس , وفى هذا ممازحة النبى صل الله عليه وسلم _ لزوجته ومداعبتها من خلال تشبيهها بالعروس , وتذكيرها بأيام البهجة والفرح عند زواجها , وهذا هو ما تحبه كل امرأة , إنه من الواجب على كل مسلم الإقتداء بأخلاق سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم لأنه خير قدوة وأسوة لنا، قال تعالى :" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر ." سورة الأحزاب الآية 21ـ ". موقع من فقه الإسلام للشيخ سامى ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم