وكما يقيم الصلاة يؤدى زكاة أموالهم تطهيرا لنفوسهم من الشح والبخل ورعاية لحق المحتاجين من أفراد المجتمع الإسلامى , وقد إقترنت الصلاة بالزكاة المفروضة فى هذه الآية دليل على أن فى المال حق سوى الزكاة ولذلك ذكر صدقة التطوع لذوى القربى واليتامى والمساكين قبلها ولذلك قال النبى صل الله عليه وسلم :" فى المال حق سوى الزكاة " ثم قرأ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من أمن بالله واليوم الآخر " سورة البقرة الآية 177_
والآية الكريمة لاتقف عند حد العبادة , ولا تقف عند حد الإعتقاد بل تضيف إليها مكارم الأخلاق , ولذلك نجد مجتمع الإسلام أفراده ملتزمون بالوفاء بالعهود مع الله ومع أنفسهم ومع الآخرين ويجعلون مخالفة ذلك عملا من أعمال الفاسقين وصفة من صفات المنافقين يقول الرسول صل الله عليه وسلم " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب , وإذا وعد أخلف , وإذا أوئتمن خان " رواه البخارى ومسلم
وعندما يكون المجتمع متكافل متعاون يخلو من عوامل الشر والفساد والشح , طاهرا نقيا من صفات النفاق وأعمال المنافقين , صابر فى البأساء والضراء وحين البأس
إن المجتمع الإسلامى والذى يجب أن يكون فى أعمالنا وسائر حياتنا , مجتمع صادق الإيمان فالإيمان عنده تصديق بالفلب وعمل بالجوارح والأقوال والأفعال , ويتقى المحارم , ويفعل الطاعات , كما أمر الله ورسوله " أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم