نسمع كثير من الناس وهم يصورون الحياة اليوم أنها غابة , وهناك من يعترضون على هذا الوصف لا لشئ إلا لأنها تسمية موجعة , تأتى على ما تحمل نفوسهم من أنانية وعشق لذواتهم مع أنهم إذا ما نزل بأحدهم , ما يكره وصف الحياة بأنها غابة
إنهم لايريدون من هؤلاء الضعاف والمنكسرة نفوسهم , حتى التنفس عما بداخلهم ولو بالتعبير , ولكن الوصف الحقيقى الذى ينبغى أن يوصف به هؤلاء العابثون المغرورين أنهم شياطين الإنس " وهؤلاء بأفعالهم الظالمة وسلوكياتهم المنكرة قد سمحوا لبنى إبليس أن يستريحوا قليلا , ويحصلوا على أجازة مفتوحة من أجل الراحة والإسترخاء , فقد قاموا بما عليهم وأدوا وظيفتهم بالتمام والكمال , وهاهم يسلمون لأخوانهم من شياطين الإنس , وجلسوا هم فى مقاعد المتفرجين , وقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم يأمر أصحابه بالتعوذ من شياطين الإنس والجن معا فقال له أبو ذر رضى الله عنه ـ أو للإنس شيطان يارسول الله قال نعم " والحديث صحيح ويقول الشاعر :
وكان فتى من جند إبليس
فارتقى به الحال حتى
أصبح إبليس من جنده
( 26)