من الهدى النبوى ( الصداقة في الاسلام )

من أدب الإسلام أن يختار المسلم صديقه وأن ينتقى صاحبه :

قال صل الله عليه وسلم : " مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك أما أن يحذيك أو تشترى منه أو تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير اما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا نتنة " رواه البخارى ويؤكد الرسول صل الله عليه وسلم على اختيار الصديق الصالح لأن الصديق مرآة صديقه فصحبة الأخيار تورث الخير وصحبة الأشرار تورث الشر والطبع لص يسرق الخير والشر يقول النبى صل الله عليه وسلم :" المرء على دين خليله قلينظر أحدكم من يخلل " رواه الترمذى وابو داود وللصديق حقوق على صديقه ومن ذلك 1_ أن يبدأ بالسلام قال صلى الله عليه وسلم " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " رواه مسلم 2_ وأن تسأل عنه إذا مرض وإذا غاب وتقوم بتهنئته فى المناسبات السعيدة 3- أن تقوم بعونه والوقوف بجواره وقت الشدة ما استطعت قال صل الله عليه وسلم :"  المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله " ...الخ الحديث رواه البخارى ومسلم 4_ أن تجيب دعوته ما لم تكن معصية للله تعالى وأن تتبادل معه الهديا وما أحسن ما قال الإمام أبو جعفر الصادق رضى الله عنه " عليك بصحبة من اذا صحبته زانك وان خدمته صانك وان نزلت بك حاجة أعانك وان سألته أعطاك وان تركته رعاك وان رأى حسنة أظهرها وان رأى سيئة سترها " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصداقة والمجوهرات :

احتفظ بأصدقائك كما تحتفظ بمجوهراتك إذا ليس هناك أثمن من الصداقة وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


أفضل للمسلم :

عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبى صل الله عليه وسلم " المسلم الذى يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذى لا يخالط ولايصبر على أذاهم " رواه الترمذي اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الأقوال المأثورة :

_ زور غيا تزداد حبا _ وعن مجاهد من أئمة التفسير _ ثلاث يصفين لك ود أخيك أن تبدأه بالسلام إذا لقيته وتوسع له فى المجلس _ وتدعوه بأحب الأسماء إليه _ وثلاث من الغي ( أى الجهل ) أن تعيب على الناس ما تأتى وأن ترى من الناس ما يخفى عليك من نفسك وأن تؤذى جليسك فيما لايعنيك ( وكان يقال لايكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا ) أى لاتسرف فى حبك وبغضك - وقال الشاعر _ أحبك حبين لى واحد __ وحب لأنك أهل لذاكا _ فأما الذى أنت أهل له _ فحسن فضلت به من سواكا _- وأما الذى فى ضمير الحشا __ فلست أرى الحسن حتى أراكا __ وليس لى المن فى واحد __ ولكن لك المن فى ذا وذاكا" وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصاحب ساحب :

كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها " شبيه الشئ منجذب إليه "وقالت أيضا رضي الله عنها سمعت رسول الله صل عليه وسلم يقول " الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " رواه الحسن بن سفيان في مسنده وهو عند البخاري تعليق مختصر " والمعني لو أن مؤمناً دخل إلى مجلسٍ فيه مائة منافق ومؤمنٌ واحد في المجلس لجاء حتى يجلس إليه ، ولو أن منافقاً دخل إلى مجلسٍ فيه مائة مؤمن ومنافقٌ واحد لا زال يمشي حتى يجلس إليه ، وإن أجناس الناس كأجناس الطير، والطيور على أشكالها تقع. " . موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من تجارب الحكماء :

الكذب سيقانه قصيرة _ من لم يشرب من بئر التجربة مات عطشانا من الجهل _ إنى ذقت الطيبات كلها فلم أجد أطيب من العافية وذقت المرارات كلها فلم أجد أمر من الحاجة للناس ونقلت الحديد والصخر فلم أجد أثقل من الدين _ لاتسلك الطريق قبل أن تعرف الرفيق _ أنت نبيل إذا كنت طيبا _ وأنت أشد نبلا إذا علمت الآخرين كيف يكونون طيبين - من أراد صديقا فالله يكفيه ومن أراد أنيسا فالقرآن يكفيه ومن أراد واعظا فالموت يكفيه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


نشاهد العجب :

مما نعجب له من يُصادقك من أجل المنفعة ويُسلم عليك من أجل المصلحة فقط , ونعجب ممن يسئ معاملة والديه ثم هو بعد ذلك ينتظر البر من أبنائه , وأشد العجب من الزوجة التى تُهمل شأن نفسها فى بيتها وهى تتجمل للآخرين عندما تخرج إلى الشارع " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون

حق الصداقة :

حث الإسلام على أن تقوم العلاقات بين الناس على ركائز أساسية ووثائق ثابتة , يرجع إليها الإنسان عندما يريد أن يقيم فيما بينه وغيره علاقة صحبة أو صداقة , حتى يعرف حدود الصحبة أو الصداقة فلا يتجاوز تلك الحدود , ولايخل بها شرط أن يكون صادق النية طاهر القلب , فيم يقدم عليه وإلا باء مسعاه بالفشل وكتب له الخسرن لأن ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل , وقد ورد عن النبى صل الله عليه وسلم أنه قال " إن الله تعالى يسأل عن صحبة ساعة " والمعنى أن صحبة ساعة , يعنى مجرد لقاء عابر مع إنسان من الناس فى سفر أوغيره يشكل موقفا يسألنا الله عنه وهذا يدل على مقام الصحبة وأهميتها ليس لها نظير فيما يقيم الناس من علاقات , حتى أن بعض الصالحين كان يقول " إخواننا أحب إلينا من أهلينا , وقال لأن إخواننا يذكروننا بالله أما أهلينا يذكروننا بالدنيا " وهذا يجعلنا نلقى سؤالا ما معنى الصداقة إذن ؟ الصداقة سلوك وعمل تعبر به النفس عن حاجتها إلى من يشاكلها فى الطباع والمواقف الصداقة مشاركة بين إثنين أو أكثر يجتمعا أو يجتمعوا على مستوى رفيع  من النبل و التفاهم والإيثار , والصداقة ليست مجرد صفقة تجارية بل هى محبة وتعاون ومودة روحية وفى الحديث عن النبى صل الله عليه وسلم قال :"خير الأصحاب عند الله خيرهم لصحبه " وخيرهم هو أكثرهم ولاء للصحبة وحفاظا على حقوقها فلتكن أكثرهم صفحا عند الغضب , وأكثرهم بذلا عند الحاجة , وأبعدهم رجوعا عن القطيعة بل يصل الود ويصبر على الأذى , وأكثرهم إلتماسا للعذر عند الذلة , بل كن صادقا فى النصيحة ومن كان كذلك كان أقرب الناس منزلة من الله ورسوله يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم " أقربكم منى منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا , الذين يألفون ويؤلفون " وأكثر الناس شرا الذين لايقلون عثرة , ولايقبلون معذرة , ولايغفرون ذنبا وقد ورد عنه صل الله عليه وسلم " من آتاه أخوه متنصلا " يعنى معتذرا _ فليقبل ذلك منه محقا كان أو مبطلا " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أخلاق السلف

قال الأعمش رحمه الله تعالى " أدركنا الناس وأحدهم يمكث الأيام المتوالية لا يلقى أخاه , ثم إذا تلاقيا , لايزيد أحدهم الآخر على قوله كيف حالك , ولو أنه سأله شطر ماله لأعطاه إياه , ثم صار الناس اليوم لو لقى أحدهم أخاه كل يوم أو كل ساعة يقول له كيف حالك وكيف أنت ويسأله عن كل شئ حتى عن الدجاجة فى البيت , ولو أنه سأله درهما لم يعطه " وصل اله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد خلقك وزنة عرشك ورضا نفسك ومداد كلماتك

قال حاتم الطائى:

" إذا رأيت من أخيك عيبا وكتمته عليه فقد خنته , وإن قلته لغيره فقد إغتبته , وإن واجهته به فقد أوحشته قيل له كيف أصنع ؟ قال تكنى عنه وتعرض به وتجعله فى جملة الحديث " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون

من الحكم البالغة

من طلب علما بغير عمل بقى بلا علم _ ومن طلب أخ بلا عيب بقى بلا أخ _ ومن طلب طعاما بلا شبهة بقى بلا طعام _ ومن طلب طاعة بغير رياء بقى بلا طاعة " قال تعالى وإن تطيعوا الله ورسوله لايلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم " سورة الحجرات الآية 14_ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كيف يكون:

" جمع القلوب وتأليفها إنما يكون بمعونة من الله فى إقامة دينه قال تعالى " لو أنفقت مافى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم " سورة الأنفال الآية 62_ وسر ذلك أن القلوب إذا تداعت إلى أهواء الياطل والميل إلى الدنيا , حصل التنافس ونشأ الخلاف وإذا انصرفت إلى الحق ورفضت الدنيا والباطل وأقبلت على الله أتحدت وجهتها فذهب التنافس وقل الخلاف وحسن التعاون والتعاضد واتسع نطاق الكلمة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعاء :

" اللهم اجمع قلوبنا على محبتك , ومحبة من تحب وما تحب _ واجعلنا متعاونينين على البر والتقوى متكاتفين فى كل ما يعود منه نفع , فى الدين والدنيا ومتعاضدين على كل على كل ما يقوى المسلمين ويعلى شأنهم ويرفع مكانتهم إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير , وصل الله على سيدنا محمد وعلى ىله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون


رفع أعرابى يديه إلى السماء ثم قال:

" اللهم إنى أعوذ بك من سلطان جائر _ ونديم فاجر _ وصديق غادر _ وغريم ماكر _ وقريب ناكر _ وشريك خائن _ وولد جاف _ وجار ملاحظ _ ورفيق كسلان _ وجليس وسنان _ وزوجة مبذرة _ ودار ضيقة " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


مراتب المروءة :

" أول المروءة طلاقة الوجه _ والثانية _ التودد إلى الناس _ والثالثة _ قضاء الحاجة للناس " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نشاهد العجب

مما نعجب له من يصادقك, من أجل المنفعة ويسلم عليك, من أجل المصلحة فقط ونعجب, ممن يسئ معاملة والديه ثم هو, بعد ذلك ينتظر البر من أبنائه , وأشد العجب من الزوجة التى, تهمل شأن نفسها فى بيتها وأولادها , وهى تتجمل للآخرين عندما تخرج إلى الشارع , وأشد الخزى للأب الذى, يضيق به بيته وتسعه المقهى والجلوس فى المحافل, وينسى أن له أولاد لهم حقوق , عنده وتبعات عليه لابد من أدائها ليبرئ نفسه , أمام الله ويضمن لأولاده السلامة, فيما يقدم لهم من نصح وارشاد فكن كذلك أيها الأب, حتى لاتندم ويومها لاينفع الندم " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون

قالوا

احرص على صحبة ثلاثة _ ثلاثة احرص على صحبتهم , عالم متخلق بأخلاق النبوة , وحكيم بيضت فوديه ( معظم شعر الرأس مما يلى الأذن ) ليالى التجربة , وشهم له من مروءته ما يحمله على نصحك إذا أخطأت وإقالتك إذا عثرت , وجبرك إذا انكسرت , والدفاع عنك إذا غبت , والإكرام لك إذا حضرت " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قالوا

بما تصدق الأخوة؟ _ لا تصدق الأخوة إلا بثلاث _ أن تغار على عرضه كعرضك , وأن لا تكتم عنه سرا , وأن ترى حقه عليك فى نجدته أقوى من حق أولادك فى إمساك مالك " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حقيقة الصداقة :

الصداقة من أسمى الروابط التى تجمع بين الناس , ومن ممادح القدر أن لفظ الصداقة مشتق من الصدق , والصدق يتنافى مع الكذب لفظا ومعنى والصديق ليس مطلوبا منه أن يؤمن على كلام صديقه , ويمدح كل ما يصدر عنه من أفعال وأقوال , وإلا كان ذلك نفاقا ومجاملة مرذولة لاتتفق مع جوهر وحقيقة الصداقة ومن شأن الصديق أن يقف بجوار صديقه ولا يتخلى عنه تحت أى ظرف من الظروف , فكما يجده فى السراء , لا يجوز أن يتخلى عنه فى الضراء , والصديق الحق هو من يفرح لفرح صديقه ويحزن لحزنه , ويقف بجوار فى كل المواقف وأوقات الشدة تعتبر المحك لمعرفة الصداقة وحقيقتها , ليتبين للإنسان من هو الصديق المخلص من الصديق المزيف وفى ذلك يقول الشاعر : جزى الله الشدائد كل خير _ عرفت بها عدوى من صديقى " فالصديق الحق هو الذى لا يتردد فى التضحية من أجل صاحبه بكل غال ورخيص وفى حدود طاقته واستطاعته " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أخلاق الإسلام المودة والتودد :

جعل لنا الإسلام من أبواب الخير وأفعال البر ما يبعث على تصفية القلوب بالمودة ومن ذلك ما جاء عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه :" ثلاث يصفين لك ود أخيك , أن تسلم عليه إذا لقيته أولا , وتوسع له فى المجلس , وتدعوه بأحب أسمائه إليه " فالمودة بين الناس تزيد الألفة والمحبة وبها يحصل التعاون البناء والتراحم الشامل فيما بينهم , وينقى النفوس من الأحقاد والضغائن , ولابد وأن يكون توددك للخلق مصحوبا بمحبة الله والتودد إليه وحده ومن منطلق التودد إلى الله يكون توددك للخلق يقول ابن عطاء الله السكندرى رحمه الله تعالى : ما أكثر توددك للخلق , وما أقل توددك للحق ولو فتح لك باب التودد مع الله لرأيت العجائب : ركعتان فى جوف الليل تودد , عيادتك للمرضى تودد , إعانتك لأخيك المسلم تودد , إماطتك الأذى عن الطريق تودد , " وهكذا يكون التودد أسهل الوسائل إلى تصفية القلوب , وأن يكون صاحبه صادقا مخلصا فى تودده ومودته لا ممن لايستحق المودة قال تعالى " يا أيها الذين أمنوا لاتتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق " سورة الممتحنة الآية 1 _ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

من الأخلاق الإنسانية الوفاء :

من الأخلاق التى تجمع بين المسلم وغير المسلم الوفاء وهو من الأخلاق التى حثنا الإسلام عليها وأكد على العمل بها مع المؤمن بالإسلام , والكافر به , فإن الفضيلة لا تتجزء , فيكون المرء كريما وفيا مع قوم لئيما خسيسا مع آخرين , فالله سبحانه وتعالى يحب الأوفياء من عباده وما أهلك القرى الظالمة إلا بعد بين ووضح لأهلها من أسباب النجاة ما يجعلهم فى مأمن من عذاب الله ولذلك قال تعالى " وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين " سورة الأعراف الآية 102_ وإذا كان الإسلام حريصا على الوفاء بالعهود بين الله والعباد , فإنه سبحانه كذلك يدعوا للوفاء بالعهود بين الأفراد والجماعات وبين الأمم والشعوب , ليعم الأمن والسلام والإستقرار الدائم للمجتمعات كلها ويسود الوئام والوفاق بين الناس فلا يمكن أن يحدث الإستقرار دون أن يكون هناك وفاء والتزام أخلاقى بين الناس يبعث على الثقة فى النفوس والإطمئنان فى القلوب حتى يتعيش الجميع وينصرفون إلى أعمالهم , وتحمل مسئولياتهم فى مناخ يتفق مع إنسانية الإنسان وعلى هذا المعنى يؤكد الإسلام ويدعوا إليه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصداقة كما ينبغى:

_ الإنسان إجتماعى بطبعه , فهو لايستطيع أن يعيش وحده منعزلا عن غيره , من أقرانه وبنى جنسه , فالعزلة التامة بالنسبة للإنسان حكما عليه بالموت , والصداقة فى الإسلام تقوم على حسن الإختيار والتفضيل , والمسلم العاقل هو من يختار صديقه بعناية , فلا يجوز له أن يختار لنفسه صديقا أحمق , لأن الأحمق يضر من حيث لايشعر فكيف لو كان صديقا , وقد يؤدى بصديقه إلى مهاوى الهلاك , وقد شهد لنا الإسلام بأسمى أنواع الصداقة والصحبة التى كانت تربط بين محمد صل الله عليه وسلم وصحبه أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه وغيرهم من أفاضل الصحابة , وبعض الناس يظن أن الصداقة مشروع فاشل لا يمكن تحقيقه وهذا ليس على إطلاقه فالحياة لاتعدم الخير أبدا ومن ثم إذا توافرت فى الصداقة صدق النية , وصحت العزيمة وقوة الإرادة أصبحت هدف يمكن تحقيقه , ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اختار صديقك :

_ إن من تتبع كلام الحكماء عن معنى الصداقة الحقه بين الإنسان وأخيه , يجد ما العبارات التى تكشف للإنسان ما يؤهله للصداقة وكيف يختار الصديق والصاحب , يقول بعضهم : اعرف الرجل من فعله لا من كلامه , واعرف محبته من عينه لا من لسانه " وإذا أردت أن تصاحب فانظر إلى من تريده صاحب من يصاحب , ومع من يسير ويمشى فقد قال صل الله عليه وسلم " المرء مع من أحب " فالإنسان منسوب لمن قارب وصاحب , وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه :" الصاحب مناسب " فالصاحب ساحب , ويقول عبد الله بن مسعود رضى الله عنه : ما من شئ أدل على شئ ولا الدخان على النار , من الصاحب على الصاحب " وقال بعض الحكماء اعرف أخاك بأخيك قبله " وقال أديب : يُظن بالمرء ما يُظن بقرينه " وفى ذلك أنشد عُدى بن زيد : عن المرء لاتسأل وسل عن قرينه _ فكل قرين بالمقارن يقتدى _ إذا كنت فى قوم فصاحب خيارهم _ ولا تصاحب الأردى فتردى مع الردى " يعنى تهلك معه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى السنة :

_ عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه " حديث حسن رواه الترمذى وغيره فى هذا الحديث الشريف توجيه وارشاد لمن ينبغى أن يكون عليه المسلم من أدب رفيع وحسن خلق , يتمثل فى معاملة كريمة مع غيره من الناس ليكون له الذكر الحسن , والثناء الجميل وقد قيل للقمان الحكيم رضى الله عنه : مابلغ بك ما نرى ؟ قال صدق الحديث وأداء الأمانة وترك ما لايعنينى " وقال سهل التسترى أحد أئمة التصوف السنى رحمه الله تعالى : من تكلم فيما لايعنيه حرم الصدق " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من هدى السنة

الحقد والغل :

_ الحقد والغل من أسباب موانع السعادة فى الدنيا والأخرة قال تعالى :" ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين أمنوا " سورة الحشر آية 10 _ هذا وصف من الله تعالى للمؤمنين بأحسن مافيهم من سلامة الصدر وتبادل المحبة والمودة و الدعاء لإخوانهم بظهر الغيب والملك الموكل يؤمن على ذلك ويقول ولك بمثل ما دعوت , فالغل والحقد من موانع السعادة النفسية والإجتماعية فى الدنيا والآخرة ويقول تعالى واصفا المؤمنين فى حياتهم الأبدية فى الآخرة فى جنة ونهر ومقعد صدق عند مليك مقتدر " ونزعنا ما فى صدورهم من غل " سورة الأعراف آية 43_ و يقول بعض الحكماء : الحاقد يظل طوال وقته لا يفكر إلا فى النيل من الذى يحقد عليه , فقد يكذب عليه , وقد يضر به , ولا يهاب فى سبيل ذلك ما يفعل " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الكلمة الطيبة :

_ إن من أسباب السعادة الكلمة الطيبة ومقابلة السيئة بالحسنة , قال تعالى : ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم " سورة فصلت آية 34_ فانظر هذا التوجيه الربانى والإرشاد السماوى الذى يدعوى  إلى خير ما يحب المسلم لنفسه ولغيره من الشمائل والفضائل التى ينبغى على الجميع أن يتمسك بها قولا وعملا وسلوكا قال تعالى واصفا المؤمنين الصادقين :" وإذا مروا باللغوا مروا كراما " سورة الفرقان آية 72_ فعلى كل منا أن لاينتقم لنفسه وأن يقابل السيئة بالحسنة وأن يخالق الناس بخلق حسن " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصداقة والحياة :

_ الصداقة النافعة هى التى تشكل سلوك الإنسان فى الحياة , فإذا كانت صالحة أثمرت سلوكا طيبا وعملا صالحا , وإذا كانت فاسدة كانت العاقبة وخيمة ولهذا يقول الله تعالى : ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان خذولا " سورة الفرقان الآية 29_ وفى الآية الكريمة تحذير من مصاحبة قرين السوء , فإنه قد يكون سببا لأدخال صاحبه النار , ويقول النبى صل الله عليه وسلم :" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعوة للمسلم البحث قبل الإخاء والخبرة قبل الإصطفاء :

_ يقول صاحب كتاب أدب الدنيا والدين : عن الصفات المعتبرة عند الإخاء بعد المجانسة التى هى أصل المودة والإرتباط أنها أربع خصال _ الإولى : عقل موفور يهدى إلى مراشد الأمور فإن الحمق لا تثبت له مودة ولا تدوم لصاحبه استقامة وقد روى عن النبى صل الله عليه وسلم أنه قال : البَذَاء لؤم وصحبة الأحمق شؤم " وفى ذلك أنشد بعضهم فقال : إذا ما كنت متخذا خليلا _ فلا تثقن بكل أخى إخاء _ فإن خُبرت بين الناس فالصق _ بأهل العقل منهم والحياء _ فإن العقل ليس له إذا ما _ تفاضلت الفضائل من كفاء " الخصلة الثانية : أن يكون الصاحب ذا دين يثبت به على فعل الخيرات , فإن تارك الدين عدو لنفسه فكيف يرجى منه مودة غيره " وفى ذلك أنشد حسان بن ثابت رضى الله عنه : أخلاء الرخاء هم كثير _ ولكن هم فى البلاء قليل _ فلا يغررك خُلةَ من تُواخى _ فما لك عند نائبة خليل _ وكل أخ يقول أنا وَفىَّ _ ولكن ليس يفعل ما يقول _ سوى خل له حسب ودين _ فذاك لما يقول هو الفعول "

الخصلة الثالثة : أن يكون الصاحب حسن الخلق مرضى الأفعال والأقوال , يؤثر الخير كارها للشر وناهيا عنه , فإن صحبة الشرير تكسب العداء وتفسد الأخلاق , يقول بعض البلغاء : صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار " الخصلة الرابعة : أن يكون من تصاحبه راغب فى مودتك ومؤخاتك , فإن من طلب مودة ممتنع عليه ورغب إلى زاهد فيه فقد ظلم نفسه وفى هذا قال بعض الحكماء : الرجال كالشجر شرابه واحد وثمره مختلف " وفى ذلك أنشد منصور بن اسماعيل فقال : بنو آدم كالنبت _ ونبت الأرض ألوان _ فمنهم شجر الصندل _ والكافور والبان - ومنهم شجر أفضل _ ما يحمل قطران " انتهى مختصرا بتصريف وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

احذر إخوان الرخاء :

_ يقول خالد بن صفوان : إنما نفقت عند إخوانى لأنى لم أستعمل معهم النفاق , ولا قصرت بهم عن الإستحقاق وفى ذلك أنشد _ " كم من أخ لك ليس تنكره _ مادمت فى دنياك فى يسر _ متصنع لك فى مودته _ يلقاك بالترحيب والبشر _ فإذا عدا والدهر ذو غير _ دهرٌ عليك عدا مع الدهر _ فارفض باجمال مودة من _ يقلى المقل ويعشق الثرى _ وعليك من حالاه واحدة _ فى العسر إما كنت فى اليسر " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أحب إليك ؟

قيل لرجل : من أحب إليك أخوك , أم
صديقك ؟
فقال : لا أحب أخى إن لم يكن صديقى
وقال : ابن عباس رضى الله عنهما :
الصديق أوكد من القريب , ألا ترى إستغائة
أهل النار حين قالوا :
" فما لنا من شافعين ولا صديق حميم "
ولم يستغيثوا بالآباء ولا الأمهات .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

صاحب الأخيار :

يقول الإمام الغزالى : رحمه الله تعالى : فى إحياء
علوم الدين : ينبغى أن تكون فيمن تؤثر صحبته ,
خمس خصال : أن يكون عاقلا , حسن الخلق ,
غير فاسق , ولا مبتدع ولا حريص على الدنيا .
القدوة الصالحة لها أثرها الإيجابى فى حياة ,
الإنسان , فمنها يتعلم ويستفيد , بإذن الله وناصح
أمين , ومرشد هادى , وطوق نجاة وفيما رواه أبو
داود عنه صل الله عليه وسلم قال :" لا تصاحب إلا
مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقى " وهذا على سبيل الندب
والإستحباب ويؤكد الرسول صل الله عليه وسلم على
اختيار الصاحب فيقول : من حديث أبى هريرة رضى
الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" الرجل
على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " رواه الترمذى
وصل الله على شيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم