من الهدى النبوى (فضل الصحبه )

الجليس الصالح وجليس السوء :

 قال رسول الله صل الله عليه وسلم :" مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك اما أن يحذيك واما أن تبتاع منه واما أن تجد منه ريحا طيبة ونفخ الكير اما أن يحرق ثيابك واما أن تجدمنه ريحا خبيثا " وفى رواية (منتنة ) متفق عليه ـ المؤمن الصادق الايمان لايعتزل الحياة ولا يبتعد عن الناس , بل يشاركهم ويختلط بهم ليرشدهم ويصلح من شأنهم , ويختار لنفسه من بينهم الصديق الذى يعينه على ظروف الحياة , ومن خلال ايمانه يختار صديقه وكما قال الرسول صلوات الله عليه وآله :" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " فعلى المسلم أن يختار صديقه وينتقى صاحبه وقد ضرب الرسول صل الله عليه وسلم ـ لنا مثلا بصديق الايمان الصالح التقى ببائع المسك ان جلست معه واقتربت منه نلت الخير وتبادلت معه النفع , وإما أن يعطيك من طيبه او تشترى منه أو تشم منه رائحة طيبة وكذلك الصديق الصالح ينصحك ويرشدك ويعينك فى دينك ودنياك وتجد فيه القدوة الحسنة فهو يذكرك بالله , عكس جليس السوء والصديق المنحرف فانه ضار دائما يؤذيك فى نفسك وصحبتك وعملك وسمعتك ومستقبلك ودينك فهو كانافخ الكير عند الحداد إن جالسته تحقق الضرر منه وإما أن يحرق ثوبك وإما أن تشم منه ريحا كريها فخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه كما قال صل الله عليه وسلم " موقع من فقه الإسلام للشيخ سامي ـ وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصداقة ما لها وما عليها :

_ على المسلم أن يختار صديقه وأن ينتقى صاحبه وإن لم يفعل فإنه يكون عبئا على نفسه لأنه لا يجد من يتودد إليه ويقف بجواره وينصره وينصح له في أمور الدنيا والآخرة ومن ثم لابد للإنسان من إخوان يأنس بهم وأصدقاء يركن إليهم ويستعين بهم على نوائب الدهر ولابد وأن يكون الصديق والصاحب ممن يخاف الله تعالى غير متدنس بالمعاصي والمنكرات مجاهرا بالفسوق والموبقات يقول النبي صل الله عليه وسلم " لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي " ويرشدنا النبي صل الله عليه وسلم إلى اختيار الصاحب والصديق حيث أنه مرآة لك تقاس به ويقاس بك ولأن الطبع لص يسرق الخير والشر وكثيرا ما يتأثر المرء بصديقه يقول النبي صل الله عليه وسلم " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أحب الناس إلى الله تعالى من صحب أخاه برفق :

ـ نبين هذا من خلال هذا الموقف الكريم لسيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم وذلك عندما خرج صل الله عليه وسلم إلى بئر يغتسل عندها , فامسك حذيفة بن اليمان رضى الله عنه الثواب وقام يستر رسول الله صل الله عليه وسلم حتى اغتسل , ثم جلس حذيفة ليغتسل , فتناول رسول الله صل الله عليه وسلم الثوب وقام يستر حذيفة عن الناس فأبى حذيفة وقال بابى أنت وأمى يارسول الله لا تفعل , فأبى عليه الصلاة والسلام إلا أن يستره بالثوب حتى اغتسل قال صل الله عليه وسلم :" ما اصطحب اثنان قط إلا كان أحبهما إلى الله تعالى أرفقهما بصاحبه " وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الصداقة أثمن من المجوهرات :

ـ عليك أن تحتفظ بأصدقائك كما تحتفظ بمجوهراتك , إذ ليس هناك أثمن وأغلى من الصداقة " ويقول النبى صل الله عليه وسلم :" مثل الأخوين مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى " فقد شبههما باليدين لأنهما يتعاونا على غرض واحد الغاية منه طاعة الله وابتغاء رضوانه , ومن حديث أبى موسى رضى الله عنه عن النبى صل الله عليه وسلم ـ :" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " وشبك بين أصابعه " رواه البخارى ومسلم موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بين الصديق والعدو :

ـ صديق مشكوك فيه أفضل من عدو حقيقى "
وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه " ويقول :
النبى صل الله عليه وسلم :" رأس العقل بعد
الدين التودد إلى الناس , واصطناع المعروف
إلى كل بر وفاجر " . وصل الله على سيدا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم

الإسلام يدعو للحرص على الآخرين :

ـ أوصى الإسلام بمحبة الآخرين والحرص عليهم ومعاملتهم معاملة كريمة تتسم بالرفق والتواضع والبشاشة وانكار الذات , وحث على احترام الكبير والحنو على الصغير وغير ذلك من الصفات والأخلاق التى ينبغى أن يتحلى بها المسلم يقول صل الله عليه وسلم :" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى " والأهل هنا هم العشيرة والعائلة الكبيرة والتى يبدأ بها المسلم من بيته وأسرته " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

عند اختياره وعند تغيره :

ـ إذا صاحبت أحد من الناس فتمهل عند اختياره , وإذا أردت ترك صديقك فتمهل عند تغيره فمن قدم الثقة قبل الصحبة أثمرت مودته وبقية لك صحبته " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من الشعر حكمة :

ـ حسب الفتى خلاً يعاشره ـ إذا تحاماه إخوان وخلان " والمعنى أن الإنسان يكفيه عقله عن غيره فهو حسبه , والخل معناه : الخليل هو الحبيب لهذا كان إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن وهى أعلى مراتب المحبة , والمعاشرة هى المخالطة , تحاماه الناس توقوه واجتنبوه " والمعنى العام أن الإنسان يكفيه عقله إذا اجتنبه إخوان سوء وأحباب زور فعقله يكفيه عنهم , فالرجوع إليه عند الحاجة أولى له وألزم " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نصائح غالية :

كان الصحابة رضوان الله عليهم يتناصحون فيما بينهم , وهذا ما تعلموه من الرسول صل الله عليه وسلم ـ أن الدين النصيحة ومن ذلك ما أخبر به سعيد بن المسيب إمام التابعين رضى الله عنه حيث قال :" كتب لى بعض إخوانى من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم ـ أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتيك ما يغلبك , ولا تظن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شراً وأنت تجد لها فى الخير محملا , ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن إلا نفسه ,"

, ومن كتم سره كانت الخيرة فى يده , وما كافيت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه , وعليك بإخوان الصدق فإنهم زينة لك فى الرخاء , وعدة لك عند عظيم البلاء , ولا تتهاون بالحلف فيمقتك الله تعالى , ولا تسألن عما لم يكن حتى يكون , ولا تضع حديثك إلا عند من يشتهيه , وعليك بالصدق وإن قتلك , واعتزل عدوك واحذر من صديقك إلا الأمين , ولا أمين إلا من خشى الله تعالى , وشاور فى أمرك الذين يخشون ربهم بالغيب . رواه البيهقى فى شعب الإيمان ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حكم ومواعظ :

الإنسان الذى يعيش فى الحياة يُعمل عقله ويتدبر ما حوله , هو من أولى الناس اتعاظا لمعرفته الخير والشر وبذلك يستطيع أن يفرق بين النافع فيأتيه وينصح غيره للعمل به , والشر فيجتنبه وينصح غير ليبتعد عنه , ومن هذه المواعظ ما قاله أحد الحكماء للمرء ثلاث أخلاء , خليل يقول له أنا معك حتى تموت وهو ماله , وخليل يقول له أنا معك حتى القبر وهو ولده , وخليل يقول له أنا معك حيا وميتا وهو عمله ". موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اختر صديقك :

إن شر الأخلاء من التمس منفعة نفسه بضر أخيه , ومن كان غير ناظر له كنظرة نفسه , أو كان يريد أن يرضيه بغير الحق لأجل اتباع هواه . "
والمراد أن المسلم لايُصاحب إلا من كان راغبا فى مودته ومؤاخاته , لأن من طلب مودة ومؤاخاة من لايريد صداقته زاهداً فى صحبته فقد ظلم نفسه . " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

احذر صديق السوء :

إن مجاورة رجال السوء ومصاحبتهم كراكب البحر , إن سلم من الغرق
لم يسلم من المخاوف . " على المسلم الا يُصاحب إلا من كان حسن الخلق
متمسك بدينه وملتزم به فى أقواله وأفعاله , ويفعل الخير ويدعوا إليه ناهيا
الشر ويبتعد عنه , وإن صحبة الأشرار تكسب العداء وتفسد الأخلاق . " موقع
من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العَجَبُ :

العَجَبُ فضيلة يراها صاحبها فى غيره فيدعها لنفسه
ومعناه :العَجَبُ : روعَةٌ تأخذُ الإنسانَ عند استعظام الشيء
بخلاف العُجب بضم العين فإن هذا يدخل فى باب الكبر
ولهذا قيل المتكبر على إخوانه يحتقر نفسه وهو لايعلم
والمتكبر على الناس يدفن نفسه وهو يعلم . " موقع من فقه
الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه وسلم

العظيم حقا :

إن العظيم بحق هو من يُشعر الجميع فى حضرته بأنهم عظماء .
ولهذا لاتكن ممن يرى نفسه دائما فيكرهك من حولك , ولأن التواضع
يرفع الإنسان , والتكبر يُخفضه . " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

احذر عدوك :

من عمى عن مكامن الغدر فى نفس عدوه كان قَمينا " يعنى جديراً "
أن يرتكس فى مهاويها ." ولهذ فإن الإسلام يدعوا المسلم إلى أخذ الحيطة
والحذر ففى ذلك النجاة ويقول عمر رضى الله عنه :" ليست بخب " ومعناه
الإفساد " وما أنا بتارك الخب يخدعنى . " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من تتهم :

لاتلومن من أساء بك الظن إذا جعلت نفسك هدفا للتهمة .
ولهذا يقول الرسول صل الله عليه وسلم :" من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهمة . " موقع من فقه
الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه وسلم

فى العجلة الندامة :

العجلة لايزال صاحبها يجتنى ثمرة الندامة بسبب ضعف الرأى .
ولهذا ورد فى الأثر :" التثبت من الله تعالى , والعجلة من الشيطان
ويقول تعالى :" يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا "
سورة الحجرات . " موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى وصل الله
على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

احفظ سرك وانشر مشورتك :

اجعل سرك إلى واحد , ومشورتك إلى ألف .
وهذا يعنى أن السر إذا خرج عن اثنين لم يعد
سراً وهذا مما لاشك فيه ضرر للإنسان فى حياته
وأما إذاعة المشورة وطلبها فيها سداد وتوفيق ووصول
للحق والحقيقة . موقع من فقه الاسلام للشيخ سامى
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

النجاة :

ما هلك من ملك ما وعظك .
وهذ يحث على اختيار الصاحب
الصالح والإنسان الشريف النافع
لنفسه ولغيره . موقع من فقه الاسلام
للشيخ سامى وصل الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم

السلامة فى العقل :

الحزم فى الرأى سلامة من التفريط وداعية إلى الظفر .
ولهذا يقول النبى صل الله عليه وسلم فى بعض وصاياه
" لاعقل كالتدبير " فالعاقل الذى ينظر إلى الأمر وعاقبته
قبل أن يقدم عليه حتى يتجنب ما لاتحمد عقباه . موقع من فقه
الاسلام للشيخ سامى وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم

من هدى الإسلام حسن اختيار الصديق :

جاء الإسلام بمنهج يدعوا إلى الترابط , وإقامة العلاقات على أساس من المودة والمحبة ومن طبيعة الإنسان السوى , أن يألف ويؤلف وعليه أن يختار أصدقائه
ممن حسنت أخلاقهم وسمت طباعهم , قال تعالى :" وإنك لعلى خلق عظيم " سورة القلم ويقول صل الله عليه وسلم :" أكثر ما يدخل المرء الجنة تقوى الله وحسن الخلق " وقال صل الله عليه وسلم :" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " فعلى المسلم أن يختار صديقه مرضى الأعمال والأقوال , حريصا على الخير ويحث صديقه عليه مبغضا للشر دينا وخلقا ناهيا عن المنكر مروءة وحسباً , وإن مودة الأشرار تكسب العداء وتفسد الأخلاق ولاخير فى مودة تجلب العداوة والبغضاء ,

, ولقد ضرب لنا الرسول صل الله عليه وسلم ـ المثل للجليس الصالح والجليس السوء كما فى حديث أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه ـ عن النبى صل الله عليه وسلم ـ قال : " مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة , ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة " والحديث يفيد أن الجليس الصالح فى جميع أحواله خير وبركة ونفع ومغنم لصاحبه , مثل حامل المسك الذى تنتفع بما معه منه إما بهبة أو إبتياع منه أو أقل شئ مدة المكث والجلوس معه , وأنت قرير النفس منشرح الصدر برائحة المسك , وهذا تقريب وتشبيه له بذلك وإلا فما يحصل من الخير الذى يصيبه العبد من جليسه الصالح , أبلغ وأفضل من المسك فإنه إما يعلمك
أموراً تنفعك فى دينك وعقيدتك ,

, وإما أن يعلمك أموراً تنفعك فى دنياك أو فيهما معا
أو يبدى لك نصيحة تنفعك طول حياتك وبعد وفاتك , أو ينهاك عما فيه مضرة لك فأنت معه دائما فى منفعة فتراه يبصرك بعيوبك , ويدعوك إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها بقوله وفعله وحاله , وأما مصاحبة الأشرار فهى البلاء الذى يقع على صاحبه حيث أن إخوان السوء يُشجعون , على فعل المعاصى والمنكرات ويُرغبون فيها ويفتحون لمن خالطهم وجالسهم أبواب الشر , ويُزينون لجلسائهم أنواع الآثام ويحثونهم على إيذاء الخلق ويُذكرونهم بأمور الفساد , التى لم يعرفوها أو تدور فى خلدهم وإن هم جليسهم بالتوبة حسنوا له فعل المعاصى والسيئات , وحثوه على التسويف والغفلة عن التوبة ويمدون له فى الأمل , وأن مافيه أهون من غيره

ولذلك قال صل الله عليه وسلم ـ المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخلل " وقد قال بعض العلماء " لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته فإنك إذا خاللته قادك إلى دينه ومذهبه لاتخاطر بنفسك فتخالل من ليس مرضيا , فى دينه ومذهبه وقد حذر النبى صل الله عليه وسلم ـ من مجالسة من لايستفيد الإنسان , منه فضيلة ولا يكتسب الإنسان بصحبته علما وأدبا , وقد قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه ـ وهو يعظ رجلا " لا تتكلم فيما لايعنيك واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين ولا أمين إلا من يخشى الله ويُطيعه ولاتمش مع الفاجر فيعلمك فجره ولا تطلعه على سرك ولا تُشاور فى أمرك إلا الذين يخشون الله تعالى " ولقد وعظ أحد الحكماء ولده فقال : " إياك وإخوان السوء فإنهم يخونون من رافقهم ويفسدون من صادقهم وقربهم أعدى من الجرب ورفضهم والبعد عنهم من كمال الأدب والدين والمرء يعرف بقرينه .